تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عيد غزة بمذاقات الحصار



مقاوم
10-10-2008, 05:04 AM
عيد غزة بمذاقات الحصار
خالد عمر

http://qawim.net/exq.gif إذا كان العيد في فقه من وعوا أبجديات تشكله؛ حالة من التتويج الرباني، لانتصار المؤمنين في امتحان الصبر، والتكافل الذي مارسوه- روحيا وسلوكيا - في عبادة الصبر، ووجدانيا- من خلال حس شعوري مرهف يفتح على النفس تجليات الزهد والقناعة - في ثنايا هذه العبادة الجماعية، التي اتسمت دون سواها بسمات عظيمة الشأن جعلت منه – أي العيد- ثورة إبداعية خارقة في عالم التشكيل الإيماني الفريد لمدرسة التكافل الاجتماعي المطلوب أصلا لبناء مجتمع إسلامي متميز تتجلى فيه فلسفة التعاون على البر والتقوى؛ فالصبر فيه على الجوع يثير تساؤلات التكافل، ويكشف عن ضرورات التعاون، والمصابرة تعين على الثبات، والمجاهدة تربية روحية لإعداد الأمة ليوم الزحف ، أو لحالات الصدام والمجابهة مع الأعداء ، أما الصدقة والزكاة التي عني بها الاسلام ، وحث عليها في رمضان ، فهي برهان ساطع و مقدمات واقعية لتحقيق مفهوم النصر في العيد ، وكثرة الذكر فيه والاستزادة من العبادة بوابة من بوابات التربية الواسعة،ولن نقفز على كون هذا الشهر هو شهر القران دستور الأمة الذي يوحدها ، ويسدد خطواتها، ويمنع الفرقة والشطط ويحدد مفاهيم الولاء والبراء في خياراتها .

إذاً مقدمات العيد حركة دائبة من النسق العبادي في رمضان؛ بغية الوصول إلى غاية تشبه غاية النصر والفلاح في امتحانات المنافسة الرشيدة، وهو امتحان للأمة - على امتداد رقعتها- يبدأ بزمن واحد ، وينتهي بزمن واحد ، ويتخذ نمطا واحدا في التعبير الشمولي ؛ لذا فمن حق الأمة ، بل من اوجب واجباتها ان تخلص من هذه التجربة إلى نتائج تؤهلها لنيل الجائزة، وتحقيق مفهوم العيد -كما يريده رب العالمين- الذي شرع لها هذه الفرحة بعد عبادة الصبر والمصابرة .

وإذا كان الواقع السياسي - بما يحمله من آلام- لم ينبه الأمة إلى الاستفادة من هذا الشهر ، وتتويجه بما يجب أن يتوج به ، وصولا إلى حالة نوعية من الاستعلاء الوجداني المرهف - تسمى العيد - فان الأمة تكون- بذلك قد أخفقت في امتحان إيماني كبير ، ولما تستفد من عبادة الصوم، إلا بما تحققه هذه القيمة الشكلية في رياضة الجوع والعطش، وهذه المفارقة التصويرية العجيبة بين القيمة الشكلية في تحقيق اثر العبادة في النفس روحيا وسلوكيا، والقيمة الحقيقية لمقصد الشارع من سن هذه العبادة ، هي التي تضع حدا للتفريق بين الوهم والواقع، بل بين المعنى الإيماني والمعنى الوراثي لعادة العيد ، فالرؤية الإسلامية تشمل حاجات النفس والأمة معا من حيث: رأب الصدع الاجتماعي، وصدق النهج السياسي، وسلامة الولاء وخلوصه لله ، من خلال وحدة العقيدة والقصد، والقيمة الروحية لهذا القصد؛ وذلك بخلوص النية لله ، وسلامة الفهم من شوائب الطقوس الوراثية التي تتشابك مع طقوس الشرائع الأرضية ، والسير نحو القصد وفق استراتيجية مميزة ، يضبطها الإيمان وتحرسها العقيدة ..

نعم ، واقعنا السياسي الفلسطيني بما فيه من جراحات وآلام ، وما يحيق به من مؤامرات، يستدعي وقفة جادة مع الذات، وفتح صفحة كشف حساب تفصيلي لما حققته الأمة من انجازات عملية في هذا الشهر الكريم، تؤهلها لفوز ساحق ، يضمن لها نيل تلك المنحة الربانية التي اصطلح عليها الشارع اصطلاحا له دلالته مع طبيعة الفهم الإسلامي لهذا المصطلح ، فالعيد : عودة جماعية تستلهم من خلالها الامة معالم الفرح وتجدد بعد شهر من الصبر معاني الانتصار، فتسير بعزيمة وقادة لإعادة تشكيل واقعها بما يرضي ربها .

نعم ، يأتي العيد هذا العام ليطرح أسئلة صعبة وعصية على أمة المليار؛ لأسئلة تستدعي التريث في إطلاق مصطلح العيد على الحالة التي تعيشها الأمة . فهل حققت الأمة- خلال شهر مضى- ما يستوجب هذا التتويج ؟ !
هل انتصرت لمنهج الله سبحانه وتعالى ؟ هل استقامت وثبتت وصبرت وقررت أن تخلع ثوب الذلة والمهانة وتبرأ إلى الله مما سواه ؟ كيف يجوز لأمة المليار ان تعلن عن هذا الانتصار الكبير وقلبها ينزف على بيت المقدس والمسجد الأقصى ، وجراحاتها ترعف على سواحل غزة، وثكالاها تئن في ديالى وبغداد، والفقر والظلم والمؤامرات تجثم بثقلها المرعب في افغانستان والسودان والصومال.

العيد : عود على بدء ، وإلا فانه ردة وتمرد، وفسوق ونفاق . إنَّ الأمََّة إذ تغض طرفها عن الحصار الخانق والظلام الدامس والضيم الكبير الذي أصاب أهلنا في غزة الإباء والعزة، امة لا تفقه معنى العيد، وهي بحاجة الى مراجعات جادة في اصول دينها ومقاصد شرع ربها ، ففي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :"أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله" رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والحاكم.

نعم علينا ان نفتح نيران الاستغراب والشجب والنكران للموقف العربي المثير للجدل حول حصار غزة، وبقاء هذا القطر الحبيب تحت رحمة العدو الصهيوني الغاشم ؛ ليفعل ما يشاء تنكيلا وتخريبا .

كيف يجوز للنظام المصري أن يعلي زغردات العيد في ربوعه وجيران له على مرمى حجر يدفعون ثمن صمودهم وثباتهم في شهر الصبر على دينهم من ارواحهم ؛ فيتساقطون الواحد تلو الآخر!!

كيف يجوز لفلسطين ان تعلن عن بدء ايام الفرح قبل ان يندمل جرح الانقسام ويلتئم شمل الفرقاء تحت راية التوحيد الجهاد!!..

ان الواقع السياسي في عالمنا العربي ، وما يفرزه من رؤى مناقضة لمنهج الله في توحيد الأمة ، ورص صفوفها ، من خلال عبادتي الصوم والعيد ، لا يبشر بخير ، فما زال الخيار الرسمي العربي منحازا للعدو الصهيوني، مشاركا له في الجريمة ، فاعلا إلى حد ما كنا نتصوره في حصار هذا الشعب حتى بتنا نشكك تشكيكا له دلالاته في حقيقة اسلام هؤلاء!!

نحن لسنا قضاة على هؤلاء لكن واقعهم السياسي لا يغفر لهم زلاتهم نحن نحاكم نهجهم وفلسفتهم فقد القوا ببيضهم كله في السلة الأمريكية ورضوا أن تقودهم رايس كما تشتهي وإلا فكيف لنا أن نفهم او نتفهم معنى ان توصف العلاقة الفلسطينية المتمثلة بالسلطة مع الصهاينة بأنها علاقة حميمية تجمع بين الفريقين هموم مشتركة وعدو واحد .

كيف نستقبل التصورات التي ترى في غزة كيانا معاديا تحيك له الدسائس ، وتحكم عليه الحصار في الوقت الذي ترى في تل ابيب حضنا دافئا وظلا ظليلا .

كيف لنا ان نتصور او نتوافق مع الخيارات السياسية التي ذاقت مرارة النهج التفاوضي ورأت بعين اليقين سرابه وفشله ومخاطره، بيد انها تمادت في غيها وابقت على منهجها في الانزلاق والتفريط ، بل زعمت ان الحياة محكومة بحتمية التفاوض، وان الارض التي نعيش عليها يمكن ان تقايض باية طريقة يقبل بها العدو فتارة يقبلون بحل دولتين فان لم يستجب قالوا قبلنا دولة ثنائية القومية نكون بها اقلية ، وعندما يعترض اولمرت على اللاجئين يبادرونه بالتطمين: " نحن نعلم ان عودة اللاجئين تشكل خطرا على اسرائيل ونحن معنيون بأمن اسرائيل لذا لن نضغط عليكم في موضوع اللاجئين " ، واذا ما تحركوا سياسيا - في جولاتهم المكوكية- عبر امريكيا واوروبا والبلاد العربية ، انما يفعلون ذلك لعلة عدائية واحدة، وهي ابقاء الحصار على غزة ؛ لافشال مشروع المقاومة والصمود ، ولاعطاء العدو ذرائع كي يستمر في اجرامه ولتأليب الرأي العالمي والعربي منه على وجه الخصوص ضد طموحات الشعب الفلسطيني ، فقد ساء وجوههم ان تصمد الحكومة الشرعية في وجه الحصار الغاشم ، وان يلتف الشعب الفلسطيني حولها رغم الحلكة والالام .

ولكن ذلك يوضح أنهم صغار في النفوس صغار في الهمم اجترحوا السيئات واستيقنت انفسهم دروب الخيانة ، واشربوا حب المذلة، فبدت البغضاء من افواههم ، وما تخفي صدورهم اكبر. ولكن الله -سبحانه وتعالى- مد لهم في طغيانهم فهم فيه يعمهون ، واذل اسيادهم فهاهو اولمرت يغادر الحلبة السياسية غير مأسوف عليه ليخلف وراءه فراغا سياسياً، يتمثل في خلق ازمة قيادية، وانسداد الافق الاخترقي امشروع الدولة العظمى.

وها هو بوش -ايضا - يغادر البيت الابيض بوجه اسود ، تاركا وراءه رصيدا اسطوريا من الفشل، ولنا ان نقارن بين بوش الذي زعم قبل خمس سنوات انه رب اعلى وبدأ يصنف العالم الى محور خير ومحور شر، وبوش الآن، فها نحن نراه – بالأمس- يحذر من كوارث اقتصادية وانهيارات حضارية وانسداد افق المد الامبراطوري.

العيد في الختام: لمن يفقهه من امة الاسلام ، هو عيد من ذاق حلاوة الصبر، ولذة الثبات، ومسك الولاء والبراء ، العيد الصادق كالفجر الصادق، والعيد عيد غزة التي ما زالت شامخة رغم رمالها العاصفة ، وبحرها الهادر وحصارها المنيع ، لك الله يا غزة ... لك الله يا غزة ... لك الله يا غزَّة!!

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=3695&Itemid=1 (http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=3695&Itemid=1)

lady hla
10-10-2008, 07:53 PM
.... السلام عليكم .....



... هل غزة لا زالت موجودة ؟؟؟ .. عفـواً .... سأتأكد من الخارطة !!!!؟


سلامي اليك
lady hla
القدس

مقاوم
10-11-2008, 11:45 AM
.... السلام عليكم .....



... هل غزة لا زالت موجودة ؟؟؟ .. عفـواً .... سأتأكد من الخارطة !!!!؟


سلامي اليك
lady hla
القدس
سؤال وجيه فعلا أختي الفاضلة.
فقد قضمت فلسطين قطعة قطعة ولم يعد أحد يتكلم عن حقنا في تحرير حيفا ويافا وعكا وطولكرم واللد والرملة و...و...و...و أصبحت فلسطين في عرف البعض :القطاع والضفة والقطاع بدأ يضمحل في ضمائر الناس.

حسبنا الله ونعم الوكيل!

lady hla
10-11-2008, 01:51 PM
.... السلام عليكم .....



... وهذا هدف بني صهيون .. طمس فلسطين .. !!


سلامي اليك
lady hla
القدس

سائر في رحاب الله
10-11-2008, 09:37 PM
فلسطين كاملة هي فلسطين المسلمين............... ولا يجوز لأحد أن يفرط بحبة تراب .............فوالله الذي لا إله إلا هو سيسأل عن كل حبة فرط بها.

lady hla
10-12-2008, 08:29 AM
.... السلام عليكم .....



... ولا حبّة تراب من كل بلاد المسلمين ... جميعها ..


سلامي اليك
lady hla
القدس