تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هجوم طهران على القرضاوي بغطاء أمريكي



Ghiath
10-07-2008, 06:11 PM
هجوم طهران على القرضاوي بغطاء أمريكي

مهنا الحبيل 7/10/1429
07/10/2008


كنت راصدًا للحملة الطائفية والسياسية العنيفة على الشيخ القرضاوي التي قادتها المؤسسات الإعلامية والسياسية الإيرانية، والشخصيات التابعة و الموالية لها منذ أن انطلقت، لكنني آثرت تأخير طرح رؤيتي لسببين:
الأول: هو أن الحملة قد تتوقف برغبة شخصيات من الطائفتين، وعليه فلا حاجة أو ضرورة لتمديد ذلك التوتر، ويبقى مقام الشيخ فوق هذه الحملات المسعورة اللاّ أخلاقية والتي سيجهدها الضنك والتعب، ثم تستفيق على الحقيقة الكبرى لمقام الشيخ في أمته وتاريخها المعاصر الذي ارتبط جزءٌ مهمٌ منه مع جهاد وكفاح الشيخ الفكري والسياسي، ثم أثمر للوطن العربي في نهضته الإسلامية الصاعدة لاستعادة الهوية، وصناعة ثقافة المشروع الإسلامي الحقوقي والسيادي، والذي كان مداد قلم الشيخ وكفاحه زاد التقدم الأكبر في ثقافته ومسيرته الكبرى.
والسبب الثاني المُهم أيضاً هو تيقني -بعد متابعة الرصد- بأن هذه الحملة المُستمرة حتى الآن ليست عارضة أو وقتية، وليست ردة فعل على مُقابلة الشيخ في صحيفة المصري، إنما ذات قرار مُسبق وخلفية إستراتيجية عميقة لدى المُعسكر الطائفي الإيراني، أنفذها في هذا التوقيت بعد أن أثار هذا المعسكر نفسه عاصفة لا معنى لها سوى هدفه الإستراتيجي لاستغلال المقابلة الصحفية، ثم اتبعها بالحملة المذكورة.

عودة إلى أصل القضية

وبالعودة إلى نص مقابلة الشيخ يوسف القرضاوي سوف يتبين لأي قارئ متابع –وبالقطع- بأنه لا جديد في حديث الشيخ عن الخلاف السُنّي الشيعي، وحديثه يتوزع على مسارين:
الأول: عقديّ في تبيين مسائل الخلاف التي تنقل في الأصول، والموقف المنهجي لأهل السنّة منها.
والثاني: الموقف من المشروع الاستعماري الطائفي للجمهورية الإيرانية، والذي تحالف -ولا يزال- عملياً مع الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان عسكرياً وسياسياً.
ففي تقريره العلمي ذكر الشيخ ما نعرفه عنه دائماً من القول الحسم بأن الحكم الجازم للمنتسبين للطائفة الشيعية هو الإسلام، ونبذ تكفير الأعيان والشخصيات، ثم وضّح على أنّ ما يُنقل من أقوال تذكرها قلة تستهدف أصل الدين في قطعياته اليقينية الكبرى يخرج قطعاً عن دائرة المعترف به إسلامياً، فهل يشك أحد في ذلك؟ ما أقصده: هل الإسلام عقيدة مشاعة تتغير بحسب العلاقات العامة بين الناس، أم أنها ثوابت لدعوة الرسالة الخالدة، ومفاصلها لإنقاذ البشرية وتحريرها من جاهلية العقل واستبداد الإنسان؟ وهل قبِل أصحاب الأفكار الوضعية كالرأسمالية والشيوعية أن يُغيروا ثوابت فلسفتهم لأجل علاقات عامة؟ فما بالك بالوحيين وتفسيرهما. . هل يُعدّلان؟ لا أحد يقول بذلك.
لقد أكدّ الشيخ نزعته للوحدة ودعوته الذاتية لها قبل الآخرين، لكن الوحدة كما شرح الشيخ هذه القضية، لا يُمكن أن تؤتي ثمارها ما لم تقم على احترام الحقيقة ونبذ أصل التفرقة، الذي تجسّد بصورة واسعة منذ سقوط كابل وبغداد قي إعلام المعسكر الطائفي الإيراني، وليس الشيعي المستقل، وركز على كارثة الكوارث في الانحراف وتثبيتها في الوجدان، الذي يغلي بسبب هذا الخطاب في داخل بعض إخواننا من أبناء الطائفة الشيعية، من أنّ أصل الخلاف ممتد منذ التاريخ القديم حتى الزمن الحاضر مع معسكر السقيفة الأول الذي قاده أبو بكر الصديق بزعمهم، ونقض حق الشيخة ونص العصمة وحقوق آل البيت سلام الله عليهم، ثم تجسيد هذا الموقف في حشد من التحريض الطائفي لا يمكن أن يُقال أن المقصودين به يعترف الطرف المهاجم بأنهم مسلمون.
فحين ينبه الشيخ على أنّ هذه الفكرة الكارثية، والعمل على تغذيتها لا يُمكن أن يُبقي جسوراً للوحدة، وقد شهد الناس تأثيرها في أعمال المليشيات المروعة في العراق. فهو يُعلن موقفه التاريخي كواحد من أبرز أعلام أهل السنّة في زماننا، وهو يرقب أمانة التبليغ للرسالة والصيانة للأمة.

ما الذي حرك طهران؟

وخلال نفس المقابلة الصحفية أعقب الشيخ توضيحه بقضية اعترف بها الإيرانيون بالتواتر من خلال حملتهم الشرسة على الشيخ؛ فإشارة الشيخ بأن الدعوة إلى الطائفية ضد المجتمعات السنية في مناطقها يحمل نزعة استعمارية تستغلها طهران لتحقيق النفوذ التاريخي في حواضر العالم السُني، وهي بذلك تبني إمبراطورية قومية بخطاب طائفي تحريضي في لغته الدينية الخاصة، في حين ترفع خطاباً وحدوياً تزعمه في إعلامها الرسمي، وكشف هذه الحقيقة التي تحدّث عنها الشيخ قبل ذلك هو الذي جعل الإيرانيين ومدارهم يُطلقون الحملة العنيفة ضده.

الدليل من المُدّعي؟

ولقد اختصر لنا القوم القضية في خطاب وكالتي (فارس) و(مهرة) الإيرانيتين، وحشد من المواقع بقيادة الشيخ الكوراني، فلم يعد هناك أي داعٍ لإسناد أدلة على الأرض؛ ففي نفس حملة المعسكر الطائفي الإيراني، تم تبني هذا الأمر بقوة، وهو أن الشيخ -بحسب تعبيرهم- استفزهم توجه قطاعات ضخمة من شباب أهل السُنّة إلى الاستجابة لدعوة الاستبصار! أي نبذ منهاج أهل السنة والقول بعقيدة الطائفة الأخرى بحسب الخطاب الإعلامي.
فماذا بعد؟! أعتقد أن اعتراف هذه الأطراف يكفينا رداً لتوضيح موضوعية طرح الشيخ ومصداقيته.
أمّا اللغة الرخيصة التي انتهجها الكوراني وحشده، وغطتها الوكالتان بأن وكالة فارس قد سجلت شهادة فيديو لأحد أقارب الشيخ بحسب زعمهم، ينبذ فيه منهاج أهل السنة، فيكفينا فيها لغة الانحطاط في التخاطب التي تُبين لنا من هو الطائفي الاستئصالي، ومن هو الوحدوي على المنهج الحقيقي.
وعلى الرغم من أنني أشك دائماً في مصداقية هذا المعسكر، ولطالما نقل عن أقوام وشخصيات واجتزأ من تصريحهم، إلى درجة لا يسع الإنسان إلاّ أن يتعجب من جُرأة هؤلاء الناس في البهتان، ولذا فلا يعنينا ما يلحنون عليه، وإنما دندنتنا من دندنة بلال وشهادته على البيت العتيق، ويكفي رداً التذكير بأن دعواهم قد سقطت لسبب بسيط؛ فقد كان ذلك قول الشيخ كرره مراراً قياماً بشهادته على الناس، وبلاغاً للحق قبل شريطهم المنتظر، وغداً سوف ننظر من يصدق له الحق في لغته وخطابه.

البعد السياسي وثقافة التحالف ضد الطائفة الأخرى
وحين نعود إلى الانكسار الفكري في هذه القضية وبصورة مركزية، نجدها قد برزت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول كمنهجية على الأرض تبنّت فيه الثقافة الطائفية الإيرانية موقفاً تحريضياً للغرب على عموم المدرسة السُنيّة، والتأكيد للغرب بأن المدرسة الإسلامية لأهل السنة بذاتها بالفعل تحمل الفكر (الإرهابي).
وهو ما تجسد عملياً على الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي للمجتمع المدني العربي، وتسبب -إضافة للتدخل الشنيع في العراق، وما أعقبه من رعاية إيرانية إعلامية وثقافية مكثفة لشخصيات الاحتلال الرئيسة- في حدوث وتوتر الاحتقان الطائفي، وتجسد كذلك من خلال سيل من اللقاءات الإعلامية والثقافية والفكرية لمحور المعسكر الطائفي الإيراني، كُلها تُحرض على الفكرة الإسلامية السنيّة وسيادة أراضيها، فضلاً عن ذلك السيل الهادر للقنوات الفضائية التي نشأت بعد الاحتلال، وكانت رعايتها مزدوجة أمريكياً وإيرانياً انتهجت إثارة العاطفة الهوجاء في لغة المآتم والوعاظ، كلها تُحرّض مع الأسف الشديد لثارات الإمام الحسين عليه السلام، ممن؟ من المجتمع الإسلامي الآخر، وعليه فإن مقاومة هذا المجتمع للاحتلال في العراق وأفغانستان هي محل استهداف ومناهضة، وليس تضامناً وتأييداً.
وخلال هذه الحقبة عايشنا مباشرة ورصداً حركة تحالف قوية ومركزية بين التيار العلماني الاستئصالي، الذي نفرزه عن التيار العلماني الوطني ذي المشتركات مع هوية الأمة وتطلعاتها الحقوقية، ورفضه أن يكون تكيّةً للأجنبي.
أمّا التيار العلماني الآخر فقد اشتد تحالفه مع اللغة الطائفية، وتبادل لغة التحريض على العالم السُنّي ومجتمعه المدني مع المعسكر الطائفي الإيراني.
هذه هي الحقيقة نُسجّلها كتحليل علمي واستعادة لنماذج واقعية، لكي نتعرف على من هو المُحرض الطائفي وأين كان الخلل، ولكن أصدقاءنا في طهران ومدارهم يمارسون مثلاً عربياً يتجسد لديهم على الواقع وهو: "رمتني بدائها وانسلت".

تزامن التحرك لإسقاط القرضاوي مع صفقة واشنطن
قلت في مقدمة هذه الدراسة بأننا رصدنا ابتداءً حالة تصعيد وإستراتيجية هجوم غير مسبوقة على شخصية الشيخ القرضاوي، وبالتالي مكانته ومدرسته المُتحدة في المنهج العام مع الأطياف السُنيّة كلها، بل والتنسيق في المشتركات مع المذهبيات الأخرى خارج المعسكر الطائفي التحريضي لإيران، ولذا فإن تغيّر اللغة والانطلاق بعنف، وقطع شعرة معاوية، بغض النظر عما ستسفر عنه حملات العلاقات العامة مستقبلاً، وما سيبدونه للشيخ من اعتذار، إلاّ أن السياق السياسي الإستراتيجي هو الأهم، وهو قناعة طهران بضرورة أن تزحف لمواقع أخرى بعد استبعاد خيار الحرب وعقد الصفقة، وهي الحرب التي رفضناها مراراً لوحدة الجغرافيا الإسلامية قبل مصالح المنطقة، على الرغم من إيماننا بعدائية المشروع الإيراني الاستعماري.
لذا فطهران ومدارها تسعى سريعاً لتفعيل الآثار السياسية لهذه الصفقة، وهدفها في العقل الإستراتيجي الإيراني نحو ما ذكره السيد لاريجاني وغيره من أن الاعتراف بهيمنة إيران على المنطقة وتفهم التغيرات الإستراتيجية التي تأتي في هذا السياق، هو المطلوب أوروبياً وأمريكياً، وعليه وقد عُقدت الصفقة -وإن كانت بين طرفي صراع على النفوذ والمصالح وقد فصلّت ذلك في مقال سابق- فإن طهرن حريصة على استغلالها قبل أي اضطراب يأتي أو تفوق قوى الممانعة الإسلامية في أفغانستان والعراق وحصدهم لآثار هزيمة الأمريكيين على أيديهم، وهو ما تخشى طهران من آثاره على الجانب الفكري واللوجستي لمشروعها، ولذا فهي تندفع بقوة لتحصين مواقع زحفها، ولذا شاهدنا ماذا فعلت من مواجهة دموية مع حركة التمرد لقبائل الجنوب العربية الشيعية في العراق التي نبذت كلا الاحتلالين.
من هنا نفهم اختلاط الطائفي الفكري بالسياسي الإستراتيجي وقرار طهران بدء الهجوم على الشيخ القرضاوي؛ خشية من العقبات التي تمثلها قوة الإمام في الساحة الإسلامية، ومنهجه الوحدوي لها، مع قطاعات عديدة من حركة القوميين العرب وقطاعات ثقافية أخرى.
والقضية المُهمة للغاية وضع الشيخ القرضاوي في ذاكرة الأمة وحاضرها، ودفعه المعنوي للمقاومة الراشدة التي تنبذ أي انحراف فكري أو دموي عن المنهاج الصحيح، وخاصة أنها في حالة صعود في فلسطين وأفغانستان وترتيب للصفوف في العراق، وهي قضية معروفة لتوجهات الإمام تولت واشنطن وتل أبيب التحريض العنيف عليه فيها- ولا تزال- فكان من المهم أن تلتقط طهران في توقيت الصفقة هذا الحبل المشترك مع الأمريكيين لتحقيق الضربة المزدوجة، وهو ما خاب به ظنهم فيه، وأقول ذلك كرؤية تحليلية قبل أن يكون موقفاً وجدانياً. لقد خسر الإيرانيون الكثير بحملتهم، وانتصر الشيخ القرضاوي وقوى الممانعة العربية المستقلة، وبقي أن تفطن تلك الشخصيات والقوى لحجم الاختراق الإيراني لديها، وكيف يُوظّف لمصلحة واشنطن وطهران معاً، وإن كنتُ لم أشهد حركة تضامن وحدوية سنية وعربية من عقود كما شهدتها بعد غزوة (مهرة) و(فارس)، ولا أظنهم يغزونَ بعد اليوم.


اتمنى ان يكون الحوار في الموضوع بناءا وهادئا.. وشكرا..

أبو بكر البيروتي
10-07-2008, 07:00 PM
اهي صفقة ايرانية اميركية فقط ؟
اين العلماء في بلاد الشام والخليج ليدافعو عن عالم كبير؟

من هناك
10-07-2008, 07:19 PM
للأسف الشديد فإن اهل البيت نسوا ان يدافعوا عن الشيخ ايضاً
نسأل الله له السلامة والهداية والإستمرار على الصراط المستقيم

Ghiath
10-07-2008, 08:51 PM
وما ادرانا ان التغير الحاصل في خطاب الشيخ هو ليس ناتجا عن حوارات جرت بينه وبين علماء الخليج وربما معلومات اطلع عليها وصلته من علماء العراق ولبنان والخليج وغيرهم وخصوصا ان الشيخ القرضاوي بقيم في الخليج حاليا..؟؟
القرضاوي له كلمة مسموعة في انحاء شاسعة واسعة من البلدان العربية والافريقية منها على وجه الخصوص مثلما كان للشيخ بن باز رحمه الله كلمة مسموعة في بلدان كثيرة.. ولذلك اعتقد ان القرضاوي يدافع عن غيره وليس غيره من يدافع عنه..!!
لاحظت ان هناك انعطافا حادا في خطاب الشيخ القرضاوي في ما يخص تعامله مع موضوع الشيعة وايران في المنطقة.. ففي السنوات السابقة كان يدعو الى الحوار والوحدة في حين ان خطابه اختلف بعد ان تغيرت المعالم واتضح جانب اخر للقضية في ما بعد غزو العراق وما بعد حرب تموز وانقلاب صورة حزب الله راسا على عقب عند الكثيرين..
ليس من الممكن ان نضع اللائمة على احد ونحن لم نطلع على اي جانب من جهوده او ربما حتى لم نلتق به في يوم من الايام..!

من هناك
10-08-2008, 03:50 AM
اليوم زارني بعض الإخوة من سوريا واحدهم يظن ان الشيخ القرضاوي يتفجر غضباً بسبب تشيع إبنه.
لم استطع الرد لأن هذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها هذا الكلام ولا ادري اي شيء عن ابن الشيخ القرضاوي