تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصومال: مأساة منسية !!!



من هناك
10-06-2008, 03:03 PM
قالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش إن العالم سيصاب بالصدمة لو اطلع على التدمير الممنهج الذي تتعرض له العاصمة الصومالية مقديشو. وقالت المنظمة لو أن ما يحصل حاليا في الصومال حدث في أماكن أخرى من العالم كلبنان وجورجيا مثلا لعد الأمر فضيحة, غير أن مأساة الصومال تتعرض للتجاهل التام.


الصومال الدولة العضو في الجامعة العربية والتي تتعرض للتفتيت والتدمير ويتعرض أهلها للموت والفناء قصفا أو جوعا, لا تلقى من العالم العربي سوى الإعراض والإهمال بعد أن تم تصنيفها في القاموس الأمريكي كواحدة من ساحات المواجهة مع الإرهاب وبالتالي فإن كل عمل عسكري أو تدميري فيها مباح, وكل لفتة أو محاولة للمساعدة الإنسانية أو التدخل السياسي قد تجلب الشبهات وتثير الريبة بدعم للإرهاب وعناصره.


العالم لا ينشغل بمليون مشرد ونازح أجبرتهم الأوضاع الأمنية لترك دورهم وديارهم, ولا بتقارير الأمم المتحدة التي أشارت إلى الحاجة العاجلة للمساعدات الغذائية لحوالي ثلاث ملايين شخص والتي حذرت (التقارير) بان ألازمة الصومالية باتت من بين أخطر الأزمات الإنسانية في العالم. ولا يشعر العالم المتحضر بأي غضاضة ولا حرج وهو يتابع جرائم الحرب المتواصلة والتي ترتكبها القوات الأثيوبية وحلفاؤها في الصومال من قتل للمدنيين واقتحام للمساجد وذبح المصلين, بل ولم يستمع لدعوة اريك فان دير ليندن، ممثل الاتحاد الأوروبي في نيروبي، العام الماضي إلى إجراء تحقيق في ارتكاب القوات الأثيوبية والحكومية جرائم حرب.


ما يجعل الصومال محط الاهتمام الدولي وفي بؤرة الاهتمام الإعلامي هو عمليات القرصنة المتزايدة في البحر الأحمر وتحديدا أمام السواحل الصومالية والتي تهدد الملاحة الدولية في هذه المنطقة الإستراتيجية. ازدياد وتيرة القرصنة, دفعت بزعيم المحاكم الإسلامية شيخ شريف أحمد لإبداء استغرابه الشديد منها قائلا في تصريحات صحفية: "في فترة المحاكم الإسلامية كانت هناك عمليات قرصنة محدودة تمت السيطرة عليها. الآن هناك أساطيل لقوى بحرية عدة في المنطقة، خصوصاً على الشواطئ الصومالية، ومع ذلك تحدث هذه القرصنة. ونحن نستغرب تكرار هذه العمليات. هناك لغز يستعصي علينا فهمه".


مصادر يمنية أبدت تخوفها من أن تصاعد عمليات القرصنة واستصدار مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي القرار (1816) والذي سمح بتدخل سفن حربية لمطاردة القراصنة في المياه الإقليمية الصومالية سيؤدي في نهاية المطاف إلى وضع المياه اليمينية تحت الوصاية الدولية. القلق اليمني دفع بأبو بكر القربي وزير الخارجية اليمنية لدعوة الدول المطلةَ على البحر الأحمر لتحمل مسئوليتها لمواجهة القرصنة، فيما أشارت تقارير أن زيارة الرئيس اليمني في عيد الفطر للأردن ومصر كان دافعها الخشية من مخطط لتدويل البحر الأحمر.


الإهمال العربي وضعف الدبلوماسية العربية وعجزها وغياب دول عربية كبرى عن الساحة السياسية سيكون له أثمان فادحة. تدويل البحر الأحمر ومحاصرة المنطقة بالأساطيل الحربية بحجة مواجهة القرصنة والإرهاب سينهش من سيادة دول عربية ويدفع بالمنطقة للمجهول. كما أن ترك الحرائق الصومالية تشتعل بلا اكتراث سيخرج جيلا يائسا نشأ في ظروف بائسة يعتنق ثقافة التفجير والتدمير.



ياسر سعد