تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نوح زعيتر.. تاجر مخدرات يجاهر بنشاطاته في البقاع اللبناني



Ghiath
10-04-2008, 03:28 PM
يتطلب سرد التهم في حقه صفحات طويلة
نوح زعيتر.. تاجر مخدرات يجاهر بنشاطاته في البقاع اللبناني

http://www.alarabiya.net/files/image/large_50394_57662.jpg

نوح زعيتر بين اثنين من مرافقيه في قرية الكنيسة في البقاع

الكنيسة (لبنان)- أف ب
يجاهر نوح زعيتر اللبناني المطلوب للعدالة بمئات الجرائم بأنه يزرع القنب الهندي ويتاجر به، لكنه يؤكد أن ذلك لم يكن خيارا، بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة في شرق لبنان.

ويتنقل زعيتر (37 عاما) الذي يربط شعره الطويل ويرتدي الجينز الضيق وحذاء رعاة البقر الأمريكيين في قريته محاطا بحراسه الشخصيين. وهو يعتبر من بين أبرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها، البالغ عددهم نحو 50 في منطقة البقاع (شرق) الخارجة معظمها عن سلطة القانون؛ حيث يفلتون من العقاب بشكل شبه تام.

ويشكل اسم هذه المنطقة منذ سنوات عدة، مرادفا لزراعة المخدرات والاتجار بها.

يضع زعيتر على وسطه مسدسا، فيما يحمل حراسه رشاشات حربية أو قاذفات صاروخية ويطلقون على أنفسهم ألقابا، منها "النمر" و"العقرب" و"بن لادن"، ويقطن في بناء واسع شيده في قرية الكنيسة على سفح سلسلة جبال لبنان الغربية التي تفصل منطقة البقاع التي تعتبر معقلا لحزب الله عن منطقة الأرز في الشمال.

"ممنوع الاقتراب"
عند المدخل ينتصب برج مراقبة عال ينبه العابرين من عدم الاقتراب، وفي باحة المنزل الداخلية تقف عدة سيارات زجاجها قاتم من بينها واحدة من نوع هامر وسيارات رباعية الدفع، ويتحدث زعيتر بصراحة عن نشاطاته غير المشروعة، مشددا على أنه لم يختر نمط حياته، إنما الظروف فرضته عليه. ويشدد على استقلاليته، مؤكدا أنه لا ينتمي إلى أي طرف ولا يتمتع بحماية أي تيار سياسي، ويقول وهو واقف أمام حقول القنب الممتدة حول منزله، يقول بنبرة تحد "أنا لا أخشى أحدا سوى الله".

بالنسبة للشرطة فلا تعتبره أكبر تاجر مخدرات في لبنان، بيد أن زعيتر المسلم الشيعي يتميز عن غيره من التجار بأنه أكثر صراحة ولا يشعر بالخجل من الترويج لما يقوم به، وهو يحيط نفسه خلال تنقلاته بـ14 حارسا مسلحا وهو أب لأربعة أولاد أكبرهم علي وأصغرهم غيفارا. ويقول "نزرع القنب لأن لا خيار آخر عندنا. إنه المنتوج الوحيد الذي باستطاعتنا تصريفه"، ويضيف "لم تؤمن الدولة زراعات بديلة مدعومة مثل البطاطا أو القطن أو التبغ، لذا فنحن نزرع القنب" الذي تستخرج منه حشيشة الكيف.

تصل أرباح زعيتر عندما يكون المحصول جيدا إلى مليون ونصف مليون دولار تقريبا. وهو يساعد أهل قريته البالغ عددهم نحو 200 نسمة ويقيمون في منازل لا تتوافر في بعضها المياه أو الكهرباء، ويقول "أعتني بهم. أؤمن لهم الخبز والمياه، بما أن الدولة عاجزة عن القيام بذلك". ويضيف "صحيح أنني شخص مطلوب" للعدالة واصفا من يلاحقونه بـ "مجموعة لصوص". ويقول "أنا أشرف منهم جميعهم".

ويضيف "عندما تقوم دولة صحيحة ونظام قضائي مستقل سأكون أول من يسلم نفسه للعدالة".

"شخص كريم"
محمد شماس مزارع من الكنيسة يصف زعيتر بأنه "شخص كريم" ويؤكد أن موقف السلطة منه "غير منصف". ويقول "يتهمونه بكل أمر سيئ يقع في المنطقة، ولكن لولاه لما تمكن البعض من البقاء أحياء".

يشار إلى أن البقاع شكل لفترة طويلة أرضا خصبة لزراعة المخدرات، وازدهرت هذه التجارة خلال الحرب الأهلية (1975-1990) حين كانت سوريا تسيطر على لبنان مع مداخيل تصل إلى ملايين الدولارات. وبعد عام 1990 تراجعت هذه الزراعة في إطار الضغوط الدولية التي بذلت للقضاء عليها الممنوعات، ثم استعادت بعض نشاطها في العامين الماضيين بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي.

ويعزو المقدم عادل مشموشي رئيس مكتب مكافحة المخدرات ذلك إلى "الوضع السياسي المهترئ" ويقول "في السنتين الماضيتين ازداد الإنتاج بشكل ملحوظ بسبب الأوضاع".

ويقدر مشموشي مساحة الأراضي التي زرعت هذا العام بالقنب والخشخاش بحوالي 3500 هكتار مربع (حوالي 35 كلم مربع).

ويتراوح سعر الكيلوغرام من حشيشة الكيف بين 300 و400 دولار، فيما يتراوح سعر كيلوغرام الهيروين بين 9 و10 آلاف دولار. ويصدر الإنتاج إلى الخارج أو يصرف في السوق المحلية.

ويقول مشموشي "لا يمكننا القيام بشيء. قانون العشائر هو السائد في منطقة البقاع والأوضاع السياسية غير مستقرة. لا يمكننا تعريض عناصرنا لخطر"، ويضيف "أمثال زعيتر يعتقدون بأنهم فوق القانون. سيأتي يوم يقبعون فيه وراء القضبان (...) يوما ما سنتمكن من ملاحقتهم".

ويتطلب سرد التهم في حق زعيتر صفحات طويلة ومنها تجارة المخدرات وتهريبها سرقة السيارات الإرهاب تجارة السلاح ترويج عملات مزورة خطف وحجز حرية.. كذلك هو مطلوب من الإنتربول.

ويقول زعيتر الذي كان يحلم بأن يصبح ضابطا في الجيش "لا تسألوني كيف لم ينجحوا في القبض علي حتى الآن، اسألوني لماذا لم ألق أنا القبض عليهم"، ويضيف بسخرية "التجارة بحشيشة الكيف جريمة، لكن بيع الدولة وقتل المواطنين وإبقاءهم جياعا ليس جريمة! (...) في هذه الحال سأبقى بكل فخر أكبر المجرمين.