تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إنَّ رمضانَ يُوصيكُم قَبلَ وَداعِه



النصر قادم
10-03-2008, 02:40 PM
إنَّ رمضانَ يُوصيكُم قَبلَ وَداعِه

الحمد لله جعل لكل حي نهاية, ولكل زمن أفول, ولكل شروق غروب,
الحمد لله, تطوي الأيام أعمارنا, وندنو رويداً رويداً من يوم اللقاء,
الحمد لله لعل قادم الأيام يروي ذكريات اعتبارنا للأحفاد,
وأشهد أن لا إله إلا الله حدد الآجال وملكها, لكل أجل كتاب,
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله, حذر من طاعة لا تنفع بعد فوات الأوان, وندم لا يغني إذا أفل الزمان حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان.
أيها المسلمون: رحل رمضان حافلاً بما حملناه, منبهراً بما قد رآه, متحسراً على أشباه الرجال, فخوراً بأهل الجهاد والنضال؟ أو يصح في الأفهام
أيها الناس, أو يليق بالصائمين أن يعقدوا العزم على خدمة يهود وإطلاق سراح جنديهم في أيام النفحات وفي العشر المباركات؟؟ وفي أجواء ليلة القدر؟!
المخلصون يتشمرون للطاعات والخائنون يتشمرون للمهانة والموبقات, أما كان من الأليق أدباً واحتراماً وتقديراً لنفسه أن يؤجل مسارعته في يهود إلى ما بعد رمضان, أما يستحي على شيبته,
ألا يداري خزيه وخيانته, وهل طمس العدو من حكامنا معالم الفهم والإدراك والوعي وهل أعفى منهم بقية من خجل وحياء, أم أدركته نفثات من غضب الجبار فتعس وخاب من أدرك رمضان ثم لم يغفر له, إنه سامري وادي النيل, حمل أوزاراً من زينة العدو فألقاها, إن أمثال هؤلاء يجب أن ينبذوا ويغيبوا ويبعدوا إلى أسحق قرار, وأعمق الجفار, إن لك في الحياة أن تقول لا مساس.
أيها المسلمون: وأخيراً وضح الصبح لكل ذي عينين فما تخفيه سيظهر على فلتات لسانك وقسمات وجهك,واعترف علج أمريكا بالنكال والوبال على جيشه في العراق, وأن الغول الذي كان يخاف من قد خرج له,وان العراق بويلاتها هي كويلات فيتنام, معنى ذلك أن الهزيمة مجلجلة, والخسائر فادحة, والرعب ضارب بأطنابه, لقد هزت هزيمة أمريكا في فيتنام أوصالها عقدين من الزمان, لقد صارت عقدة لكل الأمريكان, كوابيس وأثقالاً في أعماق الصدور ويا ليت الذي كان ما كان .
أنها بركانك يا رمضان, إنها نفحاتك وعزائمك,إنها إرادة الصائمين الأبطال, على أرض السواد, جندلوا منهم الرجال, وفرقوا الأرتال, وأرعبوا أتباع ابن العلقمية وأبي رغال, لقد رفدناكم بدعاء من الأعماق, وأمددناكم بتوسل إلى الكبير المتعال, ووا حسرةً على أهل أمريكا, كيف يؤمنون على مصيرهم ممن يتاجر بدماء أبنائهم وجثث أحبابهم, لهفي عليك من أمة مشؤومة مذؤومة, فعدد القتلى والمعاقين وذوي العاهات ليس معياراً عند العلج لنجاح أو فشل, فما هو المعيار إذن, ألكم جنة تنتظرونها, ألكم موعود في الغيب تحتسبون لأجله قتلاكم؟؟ وأنتم أقوام ألغت عقولكم الحواسيب, وغلبت على حياتكم الأرقام تحسبونها بالقطمير والنقير, فمن ذا لأجله تموتون ولأجل من تحتسبون؟؟
ذوقوا مس عذابنا ولو قليلاً يا أوغاد الأرض .. نفحات عزك يا رمضان وصلتنا من بين النهرين ومن ضفاف الرافدين فأثلجت صدورنا وأشفت غيظ قلوبنا, فالعلوج ينفقون يومياً بالعشرات, فإلى جهنم وبئس المصير, إن هذا العلج المتغطرس يحضر شعبه لنبأ الهزيمة العظيم فالحملة قد فشلت, والغاية وقد أجهضت, والرجال وقد قتلت, فأية أمة أنت يا أمريكا يقودك مهووس مجنون إلى حتف الردى من أجل لا شيء, ولا شيء على الإطلاق.
يا أحبابنا في العراق الكبير, يا جند الله, قتل الأبرياء حرام, ولقد استحر السعار واستحد, واحمر جمر الفتنة واشتد, فلقد تفجرت أرض العراق من الفتنة براكيناً, واكفهرت السماء احمراراً, وماجت مياه دجلة حزناً ودماً, ويا ليتكم يا أبطال العراق أن تفوتوا على العدو رهان الاقتتال بينكم, يا ليتكم توجهون بجمعكم وجموعكم بوصلة بأسكم إلى أعداء الله, يا ليتكم بحكمتكم ومكانتكم تأخذون على أيدي أولئك الذين يستهدفون الأبرياء الغافلين, يا ليتكم بقيادتكم الفذة تفهمونهم حرمة دم المسلم على أخيه, أنتم أقدر من علماء مؤتمر مكة في حقن الدماء البريئة فأولئك قوالون وأنتم وحدكم الذين تستطيعون.
أيها المسلمون: يا أخي المترع على أخيك غلاً وحقداً, يا أخي المغيب أخوتك قصداً وعمداً, يا أخي المتربص بأخيك غيلة وغدراً, قد تحاول إقناع نفسك بما تطرحه, وقد تحاول الإفتئات والالتفاف لإقناع الآخرين, وقد يضطرك مضطرك إلى أن تغيرك نظرياتك فتكون ألحن بحجتك وأنت تعلم أنك ضال غير مقنع, ولكن لن تستطيع أنت وكل نظريات رفقائك, وتبريرات سوء إدراكك أن تقنعنا بضرورة سفك دمك ودم أخيك على قربان التشفي والانتقام, لن تفلح كل مرافعاتك أن تجعل جريمتك حقاً من حقوقك, لن أغفر لك إصرارك على إيذاء نفسك وإيذاء ابن عمك وأخيك, لن أمكنك من تنفيذ مأرب عدوك فيك وفي أخيك, لن يرهبني لثامك وقناعك ولن يثنيني سلاحك وتبييتك,
أنت ملعون يا قاتل أخيه، أنت تائه يا متربصاً بأخيه الدوائر, أيصريني منك عهد صيانة دم أخيك، أأنت ملتزم به, أيمنعك من حرصي وحذلي وغضبي ميثاق توثقه مع ربك, وعقد توقعه مع إخوتك, وعهد تلتزمه أن لا تشهر السلاح بوجه أخيك, أهلكتمونا بتلاعبكم بمصير إخوتكم وبنقضكم للعهود تلو العهود, كسرتم خاطرنا باغتيالاتكم لأبناء عمكم, فيا متخفياً وراء اللئام أيخفى أمرك على العزيز العلام, يا متستراً بليل دم أخيك أتغيب لحظة عن عين الحفيظ الرقيب, يا ملوعاً لقلب أختك وأمك وأم أخيك,أيرضيك أن تثكلك أمك ويبكيك أحبابك ويودعك أصحابك ليقولوا امتدت إليه يد الغدر والانتقام,
يا حملة السلاح, للسلاح شرف, ولحده طهارة, تخلص منه إن راودتك نفسك على قطع رحم أخيك, دق عليه بحجر إن خاتلتك نفسك على سفح دم أخيك, ستندم في الدنيا وستندم يوم الحساب،
أخوك ردؤك وعضدك ورفيق روحك, ونجي خلوتك وحامل لواء أخوتك, أخوك حبيبك وقرة عينك ومهجة فؤادك, أخوك لن يتكرر إن قتلته, ولن يعود إن فقدته, ستبكيه دموع قلبك إن تحجرت دموع مآقيك, سيخفق لغيابه شغاف فؤادك إن صرت مثل قابيل, ستلوع عليه قلب أمه وهي أمك أو أخته
وهي أختك أو خالته وهي خالتك أو عمته وهي عمتك أو أبيه وهو عمك ورفيق أبيك,
كفى يا من استهواكم التحريض, كفى فما بقي في قوس الصبر منزع, كفى فميثاق رب العالمين أقوى من ميثاق ارتآه حاكم لا نثق به, وميثاق محمد صلى الله عليه وسلم أوثق وآكد من ميثاق،
لا ندري ما أنتم فاعلون فيه, ارفعوا شعاراً فوق جباهكم, واكتبوه نوراً في أفئدتكم وأنزلوه واقعاً في حياتكم, إن الله قد حرم علي دم أخي, فلا نريد أنت ولا أنا أن نكون من الخاسرين, ولا أن نكون من النادمين, ارفعوه شعاراً حبيباً, سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً,فلا يصلون إليكم بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.

من هناك
10-03-2008, 03:56 PM
جزاك الله خيراً ولكن رمضان غادرنا من بضعة ايام :) حتى السستاني عيد البارحة :)

النصر قادم
10-05-2008, 08:07 PM
جزاك الله خيراً ولكن رمضان غادرنا من بضعة ايام :) حتى السستاني عيد البارحة :)

أخي الكريم : جزيت على التذكرة ... ولكني كنت مشغولاً بالدعوة في الأيام الأخيرة من رمضان الخير

دمتم على خير

والسلام