تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عبرة للعرب



أم ورقة
10-03-2008, 01:11 PM
عبرة للعرب

رامي زريق
يعلّمنا التاريخ أن بوسع أقلية ملتزمة أن تنجز ما يبدو من المستحيل إنجازه. هكذا نجح مثلاً ناشطون بريطانيون في تنظيم حملة لمقاطعة السكر المنتج في مزارع تعتمد على الرقيق، مما ساهم في إنهاء العبودية. حصل هذا في القرن الثامن عشر، حين كان 75% من سكان الأرض يخضعون لشكل من أشكال العبودية، فمنهم من كان واقعاً تحت ظلم الإقطاع، ومنهم من كان مستعبداً وكأنه سلعة.
كانت أفريقيا تمثّل المصدر الرئيسي للرقيق، وكان يشحن منها سنوياً إلى القارة الأميركية ما يزيد عن 80،000 رجل وامرأة وطفل للعمل في مزارع الكاكاو والقطن وقصب السكر. تميّزت زراعة قصب السكّر عن غيره من الزراعات بصعوبة إنتاجه والعمل الشاق الذي يتطلبه، مما كان يسبب هلاك أعداد كبيرة من العبيد. ونعلم اليوم أنه من أصل مليوني أفريقي نقلوا إلى جزر الكاراييب للعمل في إنتاج السكّر، لم ينج، بعد إلغاء العبودية، سوى 670.000. كان السكّر آنذاك عصب الاقتصاد العالمي، تماماً مثل النفط اليوم. وكان الأوروبيون يستهلكون منه كميات هائلة، وكان يمثّل، ذائباً في الشاي، المصدر الأساسي لغذاء الفقراء في بريطانيا. وفي عام 1791 أطلقت في بريطانيا حملة واسعة لمقاطعة السكّر المنتج من العبودية، وبالرغم من الدور الأساسي الذي كان يلعبه السكّر في الحياة اليومية، انضمّ إلى الحملة أكثر من 300.000 شخص، مما عرّض التجار وأصحاب المزارع لخسائر فادحة. نجحت الحملة في نقل النقاش بشأن العبودية إلى البرلمان، وثم إلى إصدار قانون إلغاء العبودية في بداية القرن التاسع عشر. ملاحظة على الهامش: يبلغ حجم التبادل التجاري الخفي بين إسرائيل والبلدان العربية مئات ملايين الدولارات، فيما يلفظ مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية أنفاسه الأخيرة.


عدد الجمعة ٣ تشرين أول ٢٠٠٨

من هناك
10-03-2008, 03:32 PM
لدينا الآن حملة لمقاطعة القهوة المنتجة في مزارع عنصرية في امريكا اللاتينية ولكن هذه الحملة لم ترق بعد لمستوى حملات المقاطعة في القرن الثامن عشر.

كما ان حملات المقاطعة الإسلامية لمنتجات الدول المعادية للإسلام لم تصل بعد لمستوى محترم من الإنتشار

للأسف :(