تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وحدة ُالإفطارِ كوحدة الصوم



النصر قادم
09-28-2008, 02:39 PM
وحدة ُالإفطارِ كوحدة الصوم

الحمدُ للهِ القائل ِفي محكم ِالتنزيل ِ: ( وما كانَ لمؤمن ٍولا مُؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسولـُهُ أمراً أنْ يكونَ لهمُ الخِيَرَة ُمن أمرِهِم, ومن يعص ِاللهَ ورسولـَهُ فقد ضلَّ ضلالاً مُبيناً {36}) الأحزاب .
ويقولُ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : ( لا يؤمنُ أحدُكُم حتى يكونَ هواهُ تبعاً لِما جئتُ بهِ) ويقول: ( لا يُؤمنُ أحدُكُم حتى أكونَ عقلـَهُ الذي يعقلُ بهِ )
وبناءً عليهِ فإنَّ الأصلَ في المسلم ِإذا عَرَفَ حُكمَ اللهِ في المسألةٍ أن ينزلَ عندهُ, وأن يُسَلـِّمَ تسليماً مطلقاً عن رِضاً واطمئنان ٍ, حتى يَكونَ عِندَ حُسن ِظنِّ اللهِ فيه, إذ يقولُ عَزَّ من قائِل: ( إنما كانَ قولَ المؤمنينَ إذا دُعُوا إلى اللهِ وَرَسولهِ لِيَحكُمَ بَينهُم أن يقـُولـُوا سَمِعنا وأطعنا وأولئكَ هُمُ المفلحون {51}) النور .
أيُّها الإخوة ُالأحبة : أمَا وقد عرفتـُم هذا فاعلموا أنـَّكـُم مُطالـَبونَ أمَامَ اللهِ بـِوِحدَةِ فِطرِكُم كما كـُنتم مُطالـَبونَ بـِوحدةِ صَومِكُم, نـُزُولاً عندَ حُكم ِالله تباركَ وتعالى, إذ يقولُ رَسولـُهُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ( صُوموا لرؤيتهِ وأفطِروا لرؤيتِهِ ) .
إخوتي في اللهِ, أحبتي في اللهِ : فـَليَكُن تكبيرُنا لهلال ِشوالَ مَعَ أوَّل ِمَن يُكـَبِّرُ, كمَا كانَ صَومُنا لِهلال ِرمضانَ مَعَ أولِّ من صامَ.
ولا تجعَلوا لِحُكامِكم على دِينِكُم سبيلاً, فلا تـُطيعوا في مَعصية ٍ, ولا تـَميلوا في غيرِ طاعة, ولتكُن مَرضاتُ اللهِ عزَّ وجلَّ غايَتـَكُم, وَحُكمُهُ سبيلـَكُم, حتى تفوزوا بسعادةِ الدُنيا والآخرةِ وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقول:( وعدَ اللهُ المؤمنينَ والمؤمناتِ جناتِ عدن ٍ, ورضوان ٌ منَ اللهِ أكبرُ, ذلكَ هوَ الفوزُ العظيمُ {72} ) التوبة ُ.
أيُّها الصائمُون : هذا رمضانُ يُلملِمُ أوراقـَهُ لِوَداعِكُم, فاسألوا اللهَ فيهِ العِتقَ مِن نارِ الآخرةِ, واعملوا لِعَتق ِرِقابكُم من نارِ حُكام ٍيَأبونَ إلاَّ أن تكونوا جُنداً لهم في غِيِّهم. وأعواناً على ضلالهم, فاخلعوا يدَ طاعتِكم لهم وأطيعوا اللهَ وَرَسُولهُ إن كُنتم مُؤمنين, واسألوا اللهَ العافية َ والمغفرة َوالرحمة َ, واعملوا على تطهيرِ صَومِكم بزكاةِ فِطرِكم واحرصوا على إتمام ِ إخراجها قبلَ صلاةِ العيد لتنالوا رِضوانَ رَبِّكم, وللعلم ِفإنـَّها قدْ قـُدِّرَت لهذا العام ِبدينارٍ وربع ٍأو ثمانيةِ شواقِلَ منَ العملةِ المحليةِ .
أيُّها الإخوة ُالأكارِم : يقولُ صلواتُ رَبِّي وسلامُهُ عليهِ: ( رَغِمَ أنفُ رَجُل ٍذكِرتُ عِندَهُ وَلم يُصَلِّ عليَّ! وَرَغِمَ أنفُ رَجُل ٍدَخلَ عليهِ رمضانُ فانسلخَ قبلَ أن يُغفِرَ له! وَرَغِمَ أنفُ رَجُل ٍ أدرَكَ عِندَهُ أبواهُ الكِبَرَ فلم يُدخِلاهُ الجنة ! ) رَغِمَ أنفُ رَجُل ٍـ أي: خابَ وخسر ـ
إخوة َالإيمان : في شهرِ رمضانَ تـُصفـَّدُ الشياطينُ، وتطلقُ بانتهائِهِ، وهناكَ منَ الصُوَّام ِ من ينعتقُ من عِقالِهِ يومَ العيدِ وما بعدهُ، فيُضَيِّعَ أجرَ صيامِهِ وقيامِهِ.
مسكينٌ هذا !! فـَرَبُّ رمضانَ هو ربُّ شوالَ وذي القعدةِ وذي الحِجَّةِ وربُّ الأيام ِوالليالي والشهورِ والسنين ِكلـِّها, وربُّ كلِّ شيءٍ, وهو على كل شيءٍ قدير، وهو ربُّ العالمين .
اللهُمَّ خيرَ من سُئِل وأكرَمَ من أجاب, اعتق رقابنا, وطهِّر قلوبنا, واقبـَلْ صَومَنا, وعجِّل إلى الإسلام ِعَودَنا, واجعل ِبالإسلام ِعِزَّنا, وارفع بالجهادِ شأنـَنا, وأظهر على الدين ِكلهِ دينـَنا. اللهُمَّ تقبل مِنا الصلاة َوالزكاة َوالصيامَ والقيامَ, واجعل أعمالـَنا خالصة ًلوجهكَ الكريم, وأدخِلنا من بابِ الريَّان ِيا حَنانُ يا مَنان .
اللهُمَّ أعِدْ علينا رمضانَ وقد عزَّ الإسلامُ وقـُضِيَ على الكفرِ والشركِ والطغيان, وقد رُفِعَت راية ُ العقابِ فوقَ الكرملين والبيتِ الأبيض ِوالفاتيكان, لِيَعمَّ الأمنُ والأمانُ مشارقَ الأرض ِومَغارِبَهَا.
اللهُمَّ إنا دَعَوناكَ كما أمرتنا فاستجب لنا مولانا كما وعَدتنا .
وآخرُ دعوانا أن ِالحمدُ للهِ ربِّ العالمين .