أحمد الظرافي
09-27-2008, 09:31 PM
تفجير دمشق، الأسلوب والمغزى
أحمد الظرافي
رغم مرور يومين كاملين على وقوع تفجير دمشق، إلا أنه حتى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنه.
المتخصصون بشئون الجماعات الإسلامية، لا يرون أن لتنظيم القاعدة علاقة بهذا التفجير، لكون هذا التفجير، كما تم وصفه، تفجير عشوائي أعمى، لا يدل على أي حنكة أو ذكاء، ولا يوحي أن هناك مجهودا كبيرا قد بذل من أجله، على غرار التفجيرات التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة.
كما أن القاعدة من جهتها لم تتبن مسئوليتها عن التفجير ولا أي جهة محسوبة عليها، ولو أن للقاعدة علاقة بهذا التفجير لأعلنت عنه على الفور، ولافتخرت بذلك، وهذا كما هو معروف عنها.
هذا وغيره يضعنا أمام تفجير غامض قد يكون وراءه ما وراءه.
والملاحظ هو الإدانة الدولية والعربية الواسعة النطاق لهذا التفجير، والتعاطف الكبير من قبل قادة الدول مع دمشق، وبرقيات التعازي التي لم يسبق لها مثيل من قبل.
وأنا حقيقة لا أريد أن أتكهن ولا أن أرجم بالغيب. ولكن تقديراتي أو بالأحرى فراستي المبنية على متابعتي لما يدور على الساحة اللبنانية، وإدراكي للعقلية الرافضية، تقول أنه تفجير مفتعل، وقد تكون مدينة طرابلس في شمال لبنان هي المستهدفة من ورائه.
قد يرى البعض أن هذا عبارة عن تخرصات أو تخمينات ليس إلا. فليعتبروها كذلك.
بيد أن هذا لا ينفي من أن هناك جهة شريرة ليست مرتاحة للمصالحة التي تمت في طرابلس مؤخرا والتي وضعت حدا للمواجهات المسلحة المستمرة منذ عدة أشهر بين العلويين وبعض المجاميع من السنة، وهذه الجهة الشريرة يؤرقها الوضع القائم حاليا في هذه المدينة، وما يؤرقها تحديدا هو وجود منطقة يتحرك فيها السنة ويعبدون ربهم فيها وينفسون الصعداء عليها بحرية بعيدا عن الهيمنة والتسلط ، ولذا فإن هذه الجهة الشريرة تريد إقحام سوريا بأي وسيلة لضرب هذه المدينة وتركيعها، وتقليم أظافرها، بدعوى مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا ولبنان، وذلك أسوة بما حدث في بيروت الغربية وبغيرها من مدن المدن ذات الأغلبية السنية في لبنان، التي أصبحت تحت رحمة حزب الله، وتحت هيمنة مليشياته، وذلك رغم الوضع الاقتصادي المزري في طرابلس، هذه المدينة الأبية، التي جارت عليها الأيام، وعزلتها عن العالم لفترة من الوقت، بحيث تحولت إلى مجرد مدينة لبنانية هامشية، غير ذات أهمية، يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر ، ولا تكاد تذكر، رغم ثقلها السكاني، ورغم كونها تاريخيا أشهر ذكرا وأبعد صيتا من بيروت، فهي تاريخيا إحدى قواعد الشام الكبرى، وكانت مكانتها وأهميتها في التاريخ تضارع تقريبا مكانة حمص وحلب وحماة.
وليس معنى ذلك أن القيادة السورية متورطة أو أن لها يدٌ في هذا الحادث، أو أن في نيتها توجيه ضربة لمدينة طرابلس، معاذ الله أن يتهم الرئيس بشار الأسد بذلك، ولا أظنه ممن يرضى بمثل هذا الفعل الدموي البشع، وهذا رأيي الشخصي فيه، إنما قد يكون لمراكز القوى في المخابرات والجيش السوري، التي لها علاقة بإيران أو بحزب الله، دور في ذلك. ومعروف عن طهران أنها لا تثق إلا بالحلفاء الذين تربوا على أيديها وغسلتهم بمائها الآسن وليس بشار الأسد، واحد من هؤلاء، إنما لديها أعوان وحلفاء اصطنعتهم من وراء ظهره من المنتمين للأقلية العلوية أو الأثنى عشرية، وهؤلاء هم من تراهن عليهم طهران، وهولاء هم حصان طراودة للمد الرافضي وللتغلغل المخابراتي الإيراني في العمق السوري.
وهذا التفجير يأتي بعد فشل كل الجهود والدسائس والمؤامرات التي حاولت الزج بالجيش اللبناني ليقوم بهذه المهمة الدموية، التي يتعذر على مليشيا حزب الله، القيام بها، وذلك لأسباب معروفة.
على أن هناك مؤشر إذا ما حدث فهو بالتأكيد سيعزز من تخميناتي تلك، وهو إعلان أي جماعة في لبنان بشكل عام ، وطرابلس بشكل خاص مسئوليتها عن التفجير. لا سيما إذا ذكرت هذا الجماعة أنها تنتمي إلى التيار السلفي الصاعد في طرابلس. وهنا بلا شك ستكون اللعبة مكشوفة والمغزى واضح
وأخيرا أسأل الله أن يجنب إخواننا في طرابلس وفي كل بلاد الإسلام كل سوء ومكروه، وعلى الباغي تدور الدوائر بإذن الله.
أحمد الظرافي
رغم مرور يومين كاملين على وقوع تفجير دمشق، إلا أنه حتى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنه.
المتخصصون بشئون الجماعات الإسلامية، لا يرون أن لتنظيم القاعدة علاقة بهذا التفجير، لكون هذا التفجير، كما تم وصفه، تفجير عشوائي أعمى، لا يدل على أي حنكة أو ذكاء، ولا يوحي أن هناك مجهودا كبيرا قد بذل من أجله، على غرار التفجيرات التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة.
كما أن القاعدة من جهتها لم تتبن مسئوليتها عن التفجير ولا أي جهة محسوبة عليها، ولو أن للقاعدة علاقة بهذا التفجير لأعلنت عنه على الفور، ولافتخرت بذلك، وهذا كما هو معروف عنها.
هذا وغيره يضعنا أمام تفجير غامض قد يكون وراءه ما وراءه.
والملاحظ هو الإدانة الدولية والعربية الواسعة النطاق لهذا التفجير، والتعاطف الكبير من قبل قادة الدول مع دمشق، وبرقيات التعازي التي لم يسبق لها مثيل من قبل.
وأنا حقيقة لا أريد أن أتكهن ولا أن أرجم بالغيب. ولكن تقديراتي أو بالأحرى فراستي المبنية على متابعتي لما يدور على الساحة اللبنانية، وإدراكي للعقلية الرافضية، تقول أنه تفجير مفتعل، وقد تكون مدينة طرابلس في شمال لبنان هي المستهدفة من ورائه.
قد يرى البعض أن هذا عبارة عن تخرصات أو تخمينات ليس إلا. فليعتبروها كذلك.
بيد أن هذا لا ينفي من أن هناك جهة شريرة ليست مرتاحة للمصالحة التي تمت في طرابلس مؤخرا والتي وضعت حدا للمواجهات المسلحة المستمرة منذ عدة أشهر بين العلويين وبعض المجاميع من السنة، وهذه الجهة الشريرة يؤرقها الوضع القائم حاليا في هذه المدينة، وما يؤرقها تحديدا هو وجود منطقة يتحرك فيها السنة ويعبدون ربهم فيها وينفسون الصعداء عليها بحرية بعيدا عن الهيمنة والتسلط ، ولذا فإن هذه الجهة الشريرة تريد إقحام سوريا بأي وسيلة لضرب هذه المدينة وتركيعها، وتقليم أظافرها، بدعوى مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا ولبنان، وذلك أسوة بما حدث في بيروت الغربية وبغيرها من مدن المدن ذات الأغلبية السنية في لبنان، التي أصبحت تحت رحمة حزب الله، وتحت هيمنة مليشياته، وذلك رغم الوضع الاقتصادي المزري في طرابلس، هذه المدينة الأبية، التي جارت عليها الأيام، وعزلتها عن العالم لفترة من الوقت، بحيث تحولت إلى مجرد مدينة لبنانية هامشية، غير ذات أهمية، يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر ، ولا تكاد تذكر، رغم ثقلها السكاني، ورغم كونها تاريخيا أشهر ذكرا وأبعد صيتا من بيروت، فهي تاريخيا إحدى قواعد الشام الكبرى، وكانت مكانتها وأهميتها في التاريخ تضارع تقريبا مكانة حمص وحلب وحماة.
وليس معنى ذلك أن القيادة السورية متورطة أو أن لها يدٌ في هذا الحادث، أو أن في نيتها توجيه ضربة لمدينة طرابلس، معاذ الله أن يتهم الرئيس بشار الأسد بذلك، ولا أظنه ممن يرضى بمثل هذا الفعل الدموي البشع، وهذا رأيي الشخصي فيه، إنما قد يكون لمراكز القوى في المخابرات والجيش السوري، التي لها علاقة بإيران أو بحزب الله، دور في ذلك. ومعروف عن طهران أنها لا تثق إلا بالحلفاء الذين تربوا على أيديها وغسلتهم بمائها الآسن وليس بشار الأسد، واحد من هؤلاء، إنما لديها أعوان وحلفاء اصطنعتهم من وراء ظهره من المنتمين للأقلية العلوية أو الأثنى عشرية، وهؤلاء هم من تراهن عليهم طهران، وهولاء هم حصان طراودة للمد الرافضي وللتغلغل المخابراتي الإيراني في العمق السوري.
وهذا التفجير يأتي بعد فشل كل الجهود والدسائس والمؤامرات التي حاولت الزج بالجيش اللبناني ليقوم بهذه المهمة الدموية، التي يتعذر على مليشيا حزب الله، القيام بها، وذلك لأسباب معروفة.
على أن هناك مؤشر إذا ما حدث فهو بالتأكيد سيعزز من تخميناتي تلك، وهو إعلان أي جماعة في لبنان بشكل عام ، وطرابلس بشكل خاص مسئوليتها عن التفجير. لا سيما إذا ذكرت هذا الجماعة أنها تنتمي إلى التيار السلفي الصاعد في طرابلس. وهنا بلا شك ستكون اللعبة مكشوفة والمغزى واضح
وأخيرا أسأل الله أن يجنب إخواننا في طرابلس وفي كل بلاد الإسلام كل سوء ومكروه، وعلى الباغي تدور الدوائر بإذن الله.