تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة الخروج على الحاكم ومصلحة الدعوة



أبو شمس
09-25-2008, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

للخروج على أي حاكم يحكم بلاد المسلمين لا بد لذلك من شرطين:

الشرط الأول: أن يقع في الكفر البواح الظاهر الذي لنا فيه برهان من ربنا .. والذي لا يحتمل تأويلاً ولا صرفاً .. لقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم :" إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".

قال الخطابي: معنى قوله بواحاً ؛ يريد ظاهراً بادياً من باح بالشيء يبوح به بواحاً إذا أذاعه وأظهره ...

وفي قوله : " عندكم من الله فيه برهان " قال ابن حجر في الفتح: أي نص آية أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل، ومقتضاه أنه لا يجوز الخروج عليهم ما دام فعلهم يحتمل التأويل ..

الشرط الثاني: توفر القدرة التي تمكّن المسلمين من الخروج عليه .. فإن حصل العجز عن ذلك .. تعين عليهم إعداد القوة - ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً - التي تمكنهم من الخروج عليه واستبداله بحاكم مسلم آخر يحكمهم بالكتاب والسنة .. وليس لهم خيار آخر غير ذلك لقوله تعالى:

" ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً "

أما من يرد ذلك متعللاً بمصلحة الدعوة .. فهو كالذي يرد حكم الله ورسوله بهواه أو بأي كلام آخر .. ولا يتشفع له كونه سمى ردُّه لحكم الله ورسوله بمصلحة الدعوة .. فتغيير أسماء الأشياء وتسميتها بغير اسمها الحقيقي لا يغير شيئاً من حقيقتها ووصفها التي هي عليه !!


فالذي يسمي ردُّه لحكم الله تعالى بمصلحة الدعوة .. أو بالحكمة .. أو بالسياسة وغير ذلك من الألقاب، كل ذلك لا يمنع عنه وعن فعله وصف ومسمى الرد لحكم الله تعالى .. !

وذلك أن المصلحة المنصوص عليها شرعاً لا يجوز ردُّها ومقابلتها بمصلحة نص عليها المخلوق من تلقاء نفسه وهواه .. فرد المصلحة التي نص عليها الخالق بالمصلحة التي نص عليها المخلوق .. هو كمن يقول أن المخلوق أدرى بمصلحة العباد من رب العباد .. والمصلحة التي شرعها المخلوق الجاهل الضعيف هي أفضل وأحسن لمصالح العباد من المصلحة التي شرعها الله تعالى وأمر بها .. وهذا عين الكفر البواح والعياذ بالله !

وفي ذلك عظة لأولئك الذين يتسرعون في إطلاق الأحكام الجائرة الطائشة .. فهم ما إن يسمعوا منك كلمة الخروج على الحكام -ولو كان بالحق ووفق ما أمر الله ورسوله- إلا وتراهم يرمونك بالفتنة، وأنك من دعاة الفتنة، وأنك صاحب فتنة .. وهم بذلك كأنهم يقولون أن الله تعالى يأمر بالفتنة ويدعو إلى الفتنة .. ويشرع لعباده الفتنة ..!!

والله تعالى يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} . وقال تعالى: {والفتنة أشد من القتل } ؛ أي فتنة الكفر والشرك .. وفتنة الرضى بالحاكم الكافر وحكمه ونظامه الكفري لهي أشد على العباد والبلاد من فتنة القتل والقتال والخروج على الحاكم الكافر المبدل لشرع الله تعالى .

وما تقدم لا يعني أن ننفي شيئاً اسمه " مصلحة الدعوة " إذا كانت هذه المصلحة مستنبطة من نصوص وقواعد الشريعة .. بعيداً عن أهواء وتحسينات وإرجاف البشر .

al_muslim
09-25-2008, 09:07 PM
عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ . رواه البخاري
قد يُحتج به على أنه إذا ظهر كفر بواح فيه من الله برهان فإنه يجوز لنا أن ننازع الأمر أهله وإن نقاتل الحاكم. فنقول :
إن هذا الحديث يجيز منازعة الأمر أهله في حال معينة وهي كون الأعز الأكثر في المجتمع يريدون الإسلام إلا أن الخليفة أو الحاكم كان فاسقا أو كافرا . فيكون الحاكم بشخصه هو المشكلة فيجب هنا على أهل المجتمع أهل الحل والعقد إزاحة هذا الحاكم فتنتهي المشكلة بذلك ويعود المجتمع إلى الإسلام . ولكن في حال كون (الأعز الأكثر) وأهل الحل والعقد في المجتمع لا يريدون الحكم بالإسلام _ كمجتمعنا اليوم _ فإن المشكلة لا تكمن في شخص الحاكم بل تكمن في غالبية المجتمع وأهل الحل والعـقـد فيه فإنه في هذه الحال لا ينفع قتال الحاكم أو قتله ولا يجوز ذلك لأنه
أ - لا يغير هذا من وضع المجتمع شيئا بل يوجد ذلك لهم مبررا قويا على تحويل الصراع من صراع بين كفر وإيمان إلى صراع على السلطة . وقد رأينا في عصرنا على ذلك أمثلة كثيرة على قتل الحكام أو موتهم ثم ينصّب أهل السلطة حاكما مثله أو أسوأ منه . لأن المشكلة لا تكمن في شخصه
ب - إن الخليفة إنما يبايع للحكم بما أنزل الله تعالى فإذا فسق عن ذلك وجب خلعه أو قتاله . ولكن الأمر هنا يختلف اختلافا شاسعا . فالحاكم اليوم إنما يوضع من قبل أهل السلطة لينفذ القانون وليحكم بغير ما أنزل الله تعالى . فشخصه ليس ذا أهمية بل الأهمية لرجالات المجتمع وأهل الحل والعقد وأتباعهم الذين يشكلون ( الأعز الأكثر) . وليس علينا إزاء هؤلاء إلا دعوتهم إلى الله تعالى وتبليغهم بلاغا مبينا فإن تابوا وآمنوا حكموا هم بما أنزل الله تعالى أو نصبوا من يحكم بما أنزل الله تعالى وإن كفروا وكذبوا فأمرهم إلى الله تعالى أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون .
4 - إن وجوب القتال يكون بعد التمكين في الأرض وبعد أن يؤتي الله تعالى المؤمنين الملك وبعد أن يكون لهم دولة . فيجب على هذه الدولة أن تحمل الإسلام إلى من يليها من المدن والقرى بالسلم والحجج والبراهين فمن حاول منع ذلك و حاول الوقوف بوجه دعوة الإسلام ومنع الناس من أن تصلهم دعوة
الإسلام ليتسنى لهم اختيار الدين الحق بملء إرادتهم فيحنئذ وجب قتال هذا المعتدي المجرم الصاد عن سبيل الله تعالى .

أبو شمس
09-25-2008, 09:25 PM
ولكن في حال كون (الأعز الأكثر) وأهل الحل والعقد في المجتمع لا يريدون الحكم بالإسلام _ كمجتمعنا اليوم _

الأخ الكريم

من لا يريد الإسلام فلا ردّه الله .. وليذهب إلى الجحيم .. سواء كان حاكماً أو محكوماً ..

إذا كان الحكام لا يريدون الإسلام .. والشعوب لا تريد الإسلام .. فليس على تنظيم القاعدة إذاً عتب عندما ترونه يحمل السلاح ضد أعداء الشريعة من الحكام أو المحكومين .

وقولك :
فإنه في هذه الحال لا ينفع قتال الحاكم أو قتله ولا يجوز ذلك لأنه أ - لا يغير هذا من وضع المجتمع شيئا بل يوجد ذلك لهم مبررا قويا على تحويل الصراع من صراع بين كفر وإيمان إلى صراع على السلطة . وقد رأينا في عصرنا على ذلك أمثلة كثيرة على قتل الحكام أو موتهم ثم ينصّب أهل السلطة حاكما مثله أو أسوأ منه . لأن المشكلة لا تكمن في شخصه


وتعليقاً على هذا الكلام أقول :

إذا حدث مثل هذا الصراع فعلاً ، فإنه سيكون صراعاً بين الإيمان والكفر .. وليس صراعاً على السلطة كما تفضلت .

ليس للشعوب - أي المجتمعات الإسلامية - عذر في رفضها للإسلام ، فهي إما شعوب مسلمة تريد الإسلام ، وإما كافرة تحارب الإسلام .. أما المقصرون والقاعدون الغافلون ، فنحن نطمع في إيقاظهم واستنهاض هممهم وتنبيههم إلى الواجب المفروض عليهم ، وإلا فليختاروا البقاء تحت هذا الحال .

عزام
09-25-2008, 09:51 PM
اخي المسلم
هل هناك من مشكلة اذا قامت مجموعة اسلامية قلية العدد بانقلاب ليس فيه الكثير من سفك الدماء واستلمت الحكم لتقيم حكما اسلاميا في المجتمع؟ هل ضروري ان يكون التغيير دوما من القاعدة؟
عزام

معتز بدينه
09-25-2008, 09:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قلت ابا شمس:
إذا كان الحكام لا يريدون الإسلام .. والشعوب لا تريد الإسلام .. فليس على تنظيم القاعدة إذاً عتب عندما ترونه يحمل السلاح ضد أعداء الشريعة من الحكام أو المحكومين .


اشم رائحة القتل والدم ههنا...لا استغرب حصول المجازر في الجزائر على ايدي من يسموا انفسهم اسلاميين.


قلت:
ليس للشعوب - أي المجتمعات الإسلامية - عذر في رفضها للإسلام ، فهي إما شعوب مسلمة تريد الإسلام ، وإما كافرة تحارب الإسلام .. أما المقصرون والقاعدون الغافلون ، فنحن نطمع في إيقاظهم واستنهاض هممهم وتنبيههم إلى الواجب المفروض عليهم ، وإلا فليختاروا البقاء تحت هذا الحال .

منطق ارهابي اعوج. لم لم تقل ان هذه الشعوب غافلة او انه مغلوب على امرها بدل ان تكفرها؟
مجرد طاعة غير المسلم لا يعد كفرا يا هذا. لا احد يختار الاسلام على غيره ولكن ما العمل والمسامون اليوم في ضعف شديد؟
الوعي يبدأ من التعليم الديني الصحيح, فعندما يتعلم الانسان الايمان والكفر , سيفهم بنفسه ان من يجعل الحكم الوضعي افضل من الحكم الشرعي فهو كافر. ولكن هل من احد من المسلمين من يظن ذلك حتى يحكم بقتله؟ فما بالك تكفر المجتمع ظلما وعدوا بدون دليل؟

أبو شمس
09-25-2008, 10:08 PM
معتز بدينه

صدقني أخي أستطيع أن أرد عليك بكلام جارح وأسلوب استفزازي وأستطيع أن أخاطبك بصيغة أقلل فيها من احترامي لك .. ولكن ليست البطولة ههنا ..

على كل حال .. مادمت فهمت كلامي على هواك .. بل واتهمتني بتهمة لم أتبناها .. فليس بوسعي أن أرد بأكثر مما جاء في المقال أعلاه .

وبإمكانك أيضاً أن تتهمني بالجهل .. وبضعف الحجة .. ويا مرحباً بمثل هذه التهم .

مع التحية لشخصك الكريم .

أبو شمس
09-25-2008, 10:17 PM
ليكن بعلمك أخي معتز بدينه :

أخوك العبد الفقير "أبو شمس" قاعدي صرف ، ووهابي قح ، وسلفي حتى النخاع .. وإرهابي خطير جداً ..

أنت صاحب الخيار في التعامل معي بأي طريقة تروق لك .

طرابلسي
09-25-2008, 10:23 PM
منطق ارهابي اعوج. لم لم تقل ان هذه الشعوب غافلة او انه مغلوب على امرها بدل ان تكفرها؟
مجرد طاعة غير المسلم لا يعد كفرا يا هذا. لا احد يختار الاسلام على غيره ولكن ما العمل والمسامون اليوم في ضعف شديد؟
الوعي يبدأ من التعليم الديني الصحيح, فعندما يتعلم الانسان الايمان والكفر , سيفهم بنفسه ان من يجعل الحكم الوضعي افضل من الحكم الشرعي فهو كافر. ولكن هل من احد من المسلمين من يظن ذلك حتى يحكم بقتله؟ فما بالك تكفر المجتمع ظلما وعدوا بدون دليل؟


بل المنطق الأعوج الذي أنتم عليه أنكم تجيزون الحكم بغير ما انزل الله بداعي المصلحة بل وتأثمون من لا يدخل ضمن هذا النظام الفاسد بدعوى أنترك الحكم كاملا لهم فالغاية لديكم تبرر الوسيلة على مذهب بني يهود
وإلا لما كنتم مخبرين للطواغيت للنيل من أسود السنة الموحدين
لقد حورتم الآيات لتوافق مذهبكم الضال بقولكم أنه كفر دون كفر أي كبيرة إلا في حال الاستحلال مع إقراركم أنكم تدعون الناس على الكبيرة مع العلم لا أحد يفعل شيئا ويستميت لبقاءه ما لم يكن مستحلال له

إن ضلال الشعوب مجتمعة مرده أن أئمة الضلال تتكلم بلسان ولي أمرها ولو كان كافرا فقد اشتروا فتواهم بعرض قليل من حطام هذه الدنيا
وبالمناسبة لم يقل أحد أن الشعوب كافرة بل يجب توعيتها من علماء السوء أمثالكم لكي يتعرفون على نهج الرسول قولا وعملا بدلا من الترديد خلف كل ناعق عميل للطاغوت
لقد كفرتم أنتم كل مسلم صاحب فطرة سليمة لا يؤمن بإيمانكم المنحرف بل أضعتم إلهكم بخلافنا نحن الذين نعرفه أنه في السماء على عرشه وعلمهم بكل مكان
قال ( كان الله ولا مكان وهو على ما عليه كان ) نقلا عن أسيادكم الروافض وترديد بلا سند
لم اجد ضلالا أكبر من ضلالكم هذا تميعون الدين ليوافق مبادئكم الفاسدة بعمالة قل مثيلها إلا عند أسيادكم الروافض

طرابلسي
09-25-2008, 10:34 PM
اخي المسلم
هل هناك من مشكلة اذا قامت مجموعة اسلامية قلية العدد بانقلاب ليس فيه الكثير من سفك الدماء واستلمت الحكم لتقيم حكما اسلاميا في المجتمع؟ هل ضروري ان يكون التغيير دوما من القاعدة؟
عزام
نعم هناك مشكل
إذا كانت الشعوب لا تريد الإسلام بعد ام ميّع أصحاب العمائم عقيدة الولاء والبراء فإن هذه القلة القليلة سوف تحارب من تلك الشعوب طالما تفرض عليها امرا لم تعهده ولا تعلمه من قبل
لذا أقول إن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح
يجب توعية الشعوب أولا ومن ثم إذا قلبت تلك القلة القليلة هذا النظام أو ذاك لوجدت لها قاعدة تحميها بدلا من قتالها وقد شاهدنا من قبل ما حدث بنهر البارد وقبله في أفغانستان والان في العراق مما يجعلنا نشدد على تثقيف الشعوب على عقيدة الولاء والبراء بعد ان ضاعت من نفوس الشعوب إلا من رحم الله ... ومن رحم الله في هذا الزمان قليل امام هذا الغثاء القائم

أبو شمس
09-25-2008, 11:55 PM
إذا كانت الشعوب لا تريد الإسلام بعد ان ميّع أصحاب العمائم عقيدة الولاء والبراء فإن هذه القلة القليلة سوف تحارب من تلك الشعوب طالما تفرض عليها امرا لم تعهده ولا تعلمه من قبل

لذا أقول إن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح

يجب توعية الشعوب أولا ومن ثم إذا قلبت تلك القلة القليلة هذا النظام أو ذاك لوجدت لها قاعدة تحميها بدلا من قتالها وقد شاهدنا من قبل ما حدث بنهر البارد وقبله في أفغانستان والان في العراق مما يجعلنا نشدد على تثقيف الشعوب على عقيدة الولاء والبراء بعد ان ضاعت من نفوس الشعوب إلا من رحم الله ... ومن رحم الله في هذا الزمان قليل امام هذا الغثاء القائم


بارك الله فيك ، وزادك الله من فضله .

al_muslim
09-26-2008, 08:32 PM
السلام عليكم
أتظنون أن إيمان الأمة اليوم بشكل عام خالصا ليس فيه شوائب ؟؟
لو كان كذلك لما كان هذا وضع الأمة
وإليكم الأدلة على عدم جواز اغتصاب السلطة قبل تيئة المجتمع :
قال عليه الصلاة والسلام : ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغـيّـروه إلا عمهم الله تعالى منه بعقاب . صحيح الجامع الصغير وزيادته
فمسئوليتهم تكمن في أنهم ( أعز وأكثر) أي الذين بيدهم السلطة فحسب
وقال تعالى : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين .
فالعفو في هذه الآية معناه كما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يقاتلوا في حال أنهم مستضعفون .
فعَنِ ا بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَأَصْحَابًا لَهُ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فـَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي عِزٍّ وَنَحْنُ مُشْرِكُونَ فَلَمَّا آمَنَّا صِرْنَا أَذِلَّةً فَقَالَ إِنِّي أُ مِرْتُ بِالْعَفْوِ فَلَا تُقَاتِلُوا فَلَمَّا حَوَّلَنَا اللَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَمَرَنَا بِالْقِتَالِ فَكَفُّوا فـَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ) * صحيح سنن النسائي 2891
وقال تعالى :
وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون (88) فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون (89)الزخرف
فمقابل أنهم لا يؤمنون ليس على الدعاة إلا الصفح والإعراض وإعلان السلام من جهتهم ( فسوف يعلمون ) تهديد لهم من الله تعالى وليس من الدعاة .
وقال تعالى في سورة السجدة : فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون (30)
وقال تعالى في سورة الأنعام:
قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ()ولقد كُذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كُذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين (35)
تدل هذه الآيات أنه ليس على الدعاة والأنبياء مقابل الإعراض والتكذيب إلا الصبر بل ليس لهم إلا ذلك.
روى الترمذى عَنْ أَبِي سَعِـيدٍ ا لْخُدْرِيِّ أَنَّ الـنـَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ
روى النسائي عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ *
إذاً أفضل الجهاد (كلمة حق) أي دعوة إلى الله أو نهي عن منكر ولو كان القتال أو اغتصاب السلطة أفضل لما كانت الكلمة أفضل الجهاد وأعظمه.
عَنْ خَبَّابِ بْنِ ا لْأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ *
الآيات المكية التي تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر .

وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين
واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين
وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون
فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون (60)
فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون
فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون
لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون (35)
فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم (48)
وقال تعالى : وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
وقال تعالى : وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين .
وصاحب الحوت هو يونس عليه الصلاة والسلام وقد نهى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم ومن على صراطه عن أن يكون كصاحب الحوت أي أن لا يكون مثله في تصرف معين وهو تركه دعوة قومه واستعجال العذاب عليهم دون إذن من الله تعالى , وعدم الصبر عليهم فقوله تعالى فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت أي اصبر لحين حكم الله تعالى بينك وبين قومك ولا تستعجل عذابهم ولا تترك دعوتهم كما فعل يونس عليه السلام. حتى يحكم الله بينك وبينهم . نهي جازم وصريح من الله تعالى لرسوله والدعاة المقتدين به صلى الله عليه وسلم .
وقوله تعالى : لست عليهم بمسيطر
قوله تعالى: نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
وقوله تعالى : قل تربصوا إني معكم من المتربصين .
وقوله تعالى: فتول عنهم وقل سلام فسوف يعلمون .
يأمر الله تعالى النبي أن يقول لهم سلام . أي سلام والله تعالى يهددهم بالهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة ؟؟
إنه سلام من جهة النبي والدعاة فليس على الرسول إلا البلاغ المبين وشأنكم مع الله تعالى (.. فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون )
وقال تعالى : واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا (10)
قوله تعالى: فتول عنهم فما أنت بملوم .
وقوله تعالى: وكذّب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل .
وقوله تعالى: ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عيهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل .
وقوله تعالى : فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون
وقوله تعالى : قل انتظروا إنا منتظرون .
وقوله تعالى : قل انتظروا إني معكم من المنتظرين .
وقوله تعالى : فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين .
إلى آخر ما هنالك من آيات مكية تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم (بصفته رسولا وداعيا) بالكف عنهم والإعراض عنهم والتولي عنهم والصبر على كيدهم وإيذائهم له وللمؤمنين بنصوص كثيرة صريحة .
هذا بالإضافة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بأي عمل في مكة يهدف إلى اغتصاب السلطة أبدا وإنما كان يدعو أصحاب السلطة إلى الإيمان بالله تعالى وينذرهم إن لم يستجيبوا له عذابا من عند الله تعالى .

عزام
09-26-2008, 09:20 PM
اخي المسلم
1- بهذه الطريقة لن نقيم حكم الله في الارض ابدا فالشر سيظل الاكثر عدديا في الكون.. " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" وان انتظرنا حتى يؤمن اكثر الناس حتى نتحرك فسننتظر حتى يوم القيامة.
2- المطلوب منا كما فسر صاحب الظلال اكثر من مرة هو تكوين النواة الصالحة القوية المستعدة ان تجاهد بنفسها لاقامة دولة الاسلام وليس المطلوب "هداية اكثر الناس".
4- اراك تستشهد كثيرا بالآيات المكية فحسب وكأنك تجزم اننا في مرحلة مكية مع ان اكثر العلماء قالوا ان المرحلة المكية نسخت بآية السيف.
5- هل افهم انك قريب من فكر حزب التحرير حيث نعتمد فقط على التربية والتوعية والكلام حتى يؤمن الناس.. اخي الكريم .. ان لم توجد قوة تحمي الحق وتمنع السلطان الجائر من جوره فلن يلتزم الجمع الاكثر من الناس ولو ظللت تدعوهم بالكلام الف سنة لأن السلطان سيحاربك وسيمنعك من الانتقال الى المرحلة التطبيقية وسيزجك بالسجن او يشوش على كلامك بإعلامه الفاسد فهو يمتلك كل مصادر القوة.
6- قلنا لكم انقلاب ابيض.. بدون دماء.. ايضا تعترضون على هذا؟ ما هي الحجة؟ الخوف من معصية ولي الامر؟ انتم تتبرءون منه وتسمونه طاغوت؟ الخوف من الفتنة والهرج والمرج؟ ليس هناك دماء بالانقلاب الابيض. اخي طرابلسي. . انا اتكلم عن انقلاب وانت تتكلم عن فتح الاسلام؟ فتح الاسلام 400 رجل لم يكن لهم قوة في السلطة.. هل كان بينهم جنرال في الجيش يحكم لواء كاملا؟ هل كان بينهم وزير؟ قائد سلاح طيران؟ هل تريد ان تقول لي ان كل الانقلابات التي تقوم بها الاحزاب تفشل؟ وكيف استلم زعماءنا "الافاضل" من شيوعيين وعلمانيين و بعثيين السلطة؟؟ هل استلموا بصناديق الاقترع؟ هل اقنعوا اغلب الناس بالحسنى بعقائدهم؟ هل كتب علينا لأننا مسلمين ان لا "نسترجع" السلطة التي هي حقنا في ارضنا والتي هي الوسيلة الوحيدة لاقامة شرع الله؟؟ هل كتب علينا ان نقبل بكل من يغتصب السلطة من الطواغيت تطبيقا لمبدأ "من اخذ امي صار عمي"؟
لم اكن امانع ان يكون هذا موقفكم السياسي في بلد مثل لبنان مثلا ولكن ان تستشهدوا بادلة دينية على تحريم الاستيلاء على الحكم اذا كنا اقلية فهذا ما لم اتوقعه منكم.. تذكروا ان سلاطين العلماء استطاعوا ايضا ان يحشدوا ادلة دينية على وجوب "طاعة ولي الامر" الذي هو في الحقيقة طاغوت.. ان هذا الدين يحتاج لمن يفقه مقاصده لا لمن يحشد الادلة لتبرير التخاذل الذي وقعنا فيه بسبب محبتنا للدنيا وكراهيتنا للموت.
خيبتم املي بصراحة.
عزام

طرابلسي
09-26-2008, 10:04 PM
أظنك فهمت كلامنا مغلوطا
انتظر حتى يفصل لك المسلم

al_muslim
09-27-2008, 03:05 PM
الأخ عزام تحية طيبة
لا أدري لماذا أرتاح لاسمك وكلامك

أخي الحبيب نحن لا ننتظر حتى يؤمن نصف الناس جميعا

بل علينا أن نركز الدعوة في مجتمع واحد حتى تحصل فيه هذه النسبة

ولو حصلت في مجتمع واحد ( له مقومات دولة) انتقل الأمر إلى الجهاد المسلح

تماما كما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم : حاول في مكة فلما تحجر أهل مكة أمام دعوته لان أهل المدينة فانتقل ليها وبدا بالغزوات .
وأنا أتصور أنه هل أن الآمة بلغت من السوء بأن لا نستطيع أن نصلح منها بالدعوة مدينة أو عاصمة واحدة
أم أنه ليس فيها مجموعة دعاة على مستوى المجتمع ومستوى الدعوة الصحيحة ؟؟

al_muslim
09-27-2008, 03:12 PM
إن اغتصاب السلطة في المجتمع و حكمه بالإسلام - على افتراض أنه نجح - وأهله لا يريدون ذلك , أمر مناف للسنن الشرعية ومتـناقض مع دلالات آيات القرآن . وذلك أن حكم المجتمع بالإسلام رحمة خاصة ونعمة كبرى لا ينالها إلا من آمن بالله تعالى ولا يمكن شرعا ولم يحصل في تاريخ البشرية أن مكّـن الله تعالى نبيا من حكم قومه بالإسلام دون أن يؤمنوا به .طبعا باغلبيتهم .
قال الله تعالى : لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)
إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعـْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)
وقال تعالى : ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين (35)
فالله سبحانه وتعالى إنما يولي على الظالمين ظالمين قال تعالى: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(129)
وهنا قد يقول قائل : إن آيات القتال ناسخة لآيات الصبر على الأذى وكف الأيدي . فنقول : ليس الموضوع موضوع نسخ لأنه:
1ـ لا دليل على النسخ

2ـ إن كل نص شرعي , قولا كان أم فعلا أم تـقريرا , إنما نتأسى بتنفيذه برسول الله صل الله عليه وسلم ولا يكون التأسي صحيحا ومقبولا شرعا إلا إذا فهمنا الحالة والصفة التي ورد بحسبها الخطاب أو النص .
3ـ إ ن بعض الأدلة قد جاءت بصيغة الخبر وليس بصيغة الإنشاء ويستحيل شرعا أن يُنسخ نص أو أي معنى يأتي بصيغة خبرية لأنه يستحيل على الله تعالى الخطأ .
فمن كان أبا فإن عليه أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم كأب . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب الآباء
ومن كان زوجا فإن عليه أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم كزوج . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب الأزواج
ومن كان قاضيا فإن عليه أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم كقاض . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب القضاة
ومن كان قائد جيش فإن عليه أن يتأسى برسول الله صل الله عليه وسلم كقائد جيش . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب القادة ....الخ
وهكذا فإن كل من تلبس بحالة أو صفة معـينة تعلـقت بذمته النصوص الخاصة بها .
وعلى ذلك فإن نصوص الـقرآن التي تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم كداع إلى الإسلام تبقى دائما تخاطب وتوجه كل داع إلى الإسلام . والنصوص التي تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم كرئيس دولة
تبقى هذه النصوص تخاطب وتوجه كل رئيس دولة من المؤمنين . وعلى ذلك فلا تعارض ولا نسخ بين هذه النصوص والأدلة .
وهنا قد يُحتج بهذا الحديث :
عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ . رواه البخاري
قد يُحتج به على أنه إذا ظهر كفر بواح فيه من الله برهان فإنه يجوز لنا أن ننازع الأمر أهله وإن نقاتل الحاكم. فنقول :
إن هذا الحديث يجيز منازعة الأمر أهله في حال معينة وهي كون الأعز الأكثر في المجتمع يريدون الإسلام إلا أن الخليفة أو الحاكم كان فاسقا أو كافرا . فيكون الحاكم بشخصه هو المشكلة فيجب هنا على أهل المجتمع أهل الحل والعقد إزاحة هذا الحاكم فتنتهي المشكلة بذلك ويعود المجتمع إلى الإسلام . ولكن في حال كون (الأعز الأكثر) وأهل الحل والعقد في المجتمع لا يريدون الحكم بالإسلام _ كمجتمعنا اليوم _ فإن المشكلة لا تكمن في شخص الحاكم بل تكمن في غالبية المجتمع وأهل الحل والعـقـد فيه فإنه في هذه الحال لا ينفع قتال الحاكم أو قتله ولا يجوز ذلك لأنه
أ - لا يغير هذا من وضع المجتمع شيئا بل يوجد ذلك لهم مبررا قويا على تحويل الصراع من صراع بين كفر وإيمان إلى صراع على السلطة . وقد رأينا في عصرنا على ذلك أمثلة كثيرة على قتل الحكام أو موتهم ثم ينصّب أهل السلطة حاكما مثله أو أسوأ منه . لأن المشكلة لا تكمن في شخصه
ب - إن الخليفة إنما يبايع للحكم بما أنزل الله تعالى فإذا فسق عن ذلك وجب خلعه أو قتاله . ولكن الأمر هنا يختلف اختلافا شاسعا . فالحاكم اليوم إنما يوضع من قبل أهل السلطة لينفذ القانون وليحكم بغير ما أنزل الله تعالى . فشخصه ليس ذا أهمية بل الأهمية لرجالات المجتمع وأهل الحل والعقد وأتباعهم الذين يشكلون ( الأعز الأكثر) . وليس علينا إزاء هؤلاء إلا دعوتهم إلى الله تعالى وتبليغهم بلاغا مبينا فإن تابوا وآمنوا حكموا هم بما أنزل الله تعالى أو نصبوا من يحكم بما أنزل الله تعالى وإن كفروا وكذبوا فأمرهم إلى الله تعالى أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون .

معتز بدينه
09-27-2008, 03:19 PM
يا ابا شمس لا يهمني ان كنت قطبيا او سروريا او قاعديا...ابدا ابدا.
انا اصلا لا اتشرف بالقاعدة التي اتت بالويلات على المسلمين. وان اظن انهم اداة في ايدي المخابرات الاميريكية والصهيونية لهدم الاسلام.

اخ طرابلسي نحن لا نجيز الحكم بامر غير الله. من اين اتيت بهذا التلفيق؟
ثم ما علاقة صفات الله ههنا؟ سبحان الله تعرفون ربكم على عرشه؟ دعني اسألك هل صنمكم بقدر عرشه ام اصغر منه ام اكبر؟
سبحان الله. وهل يحتاج الله الى عرش كي يكون فوقه او جالسا عليه والعياذ بالله؟

al_muslim
09-27-2008, 03:21 PM
أما الانقلاب الأبيض يعني الاستيلاء على السلطة بواسطة ضباط من الجيش ، فأنا أختلف مع حزب التحرير على نقطة واحدة
وهي أنه لا يجب ان نقوم بالانقلاب قبل تهيئة المجتمع وحتى يكون معنا على الأقل ثلثه .
وأما ونحن على هذه الحال فحتى لو تسلمنا السلطة فلن نستطيع الثبات عليها ولن نستطيع قيادة المجتمع الذي يختلف عنا بنوعيته وعقيدته وأفكاره ,,, الخ .
وراجع أنت عمل كل الأنبياء جميعهم هل قام أحد منهم بغير ما ذكرت ؟؟
وأخيرا إذا كان العمل لله فعلينا الالتزام بأمره لا أن نقدم بين يدي الله ورسوله .

والله تعالى أعلم

al_muslim
09-27-2008, 03:30 PM
والله من يسمعهم يظن أنهم كثير كثير يحزنهم وضع المسلمين

كما يحزن أولياء أمورهم ..

أنظر كيف يعاملونهم بالأردن
وسوريا

يفتحون للأمريكان قواعد ببلادهم لقتل المسلمين ويدعون البكاء عليهم
كما يبكون على مسلمي فلسطين لأن مسلمي فلسطين أيضا قاعدة

(( هذا وقد قام مليكنا المفدى بإرسال قوافل المؤونات والمساعدات إلى غزة وطالب مصر بإدخالها إلى فلسطين رغما عن اليهود ووجه خطابا شديد اللهجة إلى مصر يعاتبهم فيها على حصارهم للمسلمين في فلسطين كما قام بالاحتجاج الشديد لدى الأمم المتحدة على سجن النساء والأطفال في العراق وفلسطين ، ،،،،،،، أكملوا عني تعبت .

أبو شمس
09-27-2008, 03:31 PM
انا اصلا لا اتشرف بالقاعدة التي اتت بالويلات على المسلمين. وان اظن انهم اداة في ايدي المخابرات الاميريكية والصهيونية لهدم الاسلام.


المجاهدون لا يتشرفون بأمثالك وأنت بهذا اللؤم ، وإن كانوا يطمعون أن تعود إلى رشدك وتتقي الله وتصبح في صفوفهم وأنصارهم .

اعترافك أعلاه ينم عن جهل منك أو عن اختلال عقلي ، وإذا كان كذلك فلا عتب عليك إذا قرأنا لك بعض الخرابيط الأشعرية !

عزام
09-29-2008, 09:41 AM
أخي الحبيب
انا مسرور للنقاش وارجو ان يتسع صدرك لاسئلتي واعتراضاتي
لعلي فهمت الآن وجهة نظرك بشكل افضل
المطلوب هو اصلاح المجتمع ولو في مدينة واحدة
انا لا اختلف معك في ان القضية قضية اصلاح مجتمع وليست قضية حاكم
واوافقك بأن النسخ قليل في القرآن وان آيات المصابرة يعمل بها في حالتنا اليوم
لكن عندي بعض نقاط التساؤل
1- هل عصرنا جاهلية حتى نقيس ما فعله الانبياء على حالنا؟ بمعنى ان اكثر الانبياء كانوا يرسلون الى قوم مشركين او ارتدوا عن الاسلام.. هل نستطيع تطبيق هذا القياس على مجتمعنا المسلم مثل مصر او السعودية؟ لا بل ان اكثر الناس في دولنا الاسلامية يريدون تطبيق حكم الشريعة وان كانوا غير مستعدين للتضحية من اجل هذا الحكم الاسلامي ويريدون ان يحمل هذا العبء عنهم قوم آخرون.
2- ان استلم الاسلاميون الحكم فمن قال لك ان الاعز الاكثر كما تسميهم سيظلون على باطلهم ويحاولون تدمير الحكم؟ الاعز الاكثر مسلمون هوية ولا يوجد عندهم سبب منطقي لرفض الحكم الاسلامي وهم من قبل بما هو اقسى منه (بنظر الناس) من شيوعي وبعثي. الاغلب انهم سيقبلون به ااذ اعطاهم العزة والمنعة كما دخل كثير من اهل قريش بالاسلام حينما قويت شوكته وسموا "طلقاء مكة"
3- ان عصرنا اليوم ليس عصر "كم" بل عصر "كيف" فالنوعية اهم من الكمية في امور كثيرة.. واي اجتهاد معاصر يجب ان يلحظ هذا التغير لدى قياسه على النصوص. لذلك فارقام مثل الثلث او النصف لا كبير وزن لها في سياسة الدول اليوم.. اليهود يسيطرون على اميركا وهم اقلية وذلك لسيطرتهم على المال ووسائل الاعلام والنفوذ.. اميركا بطائراتها ممكن تبيد جيشا عراقيا اكبر منها باضعاف .. الصينيون يسيطرون على 80 بالماية من اقتصاد ماليزيا وهم اقلية.. لا بل ان اخذ الكيف بعين الاعتبار ملحوظ في القرآن والسيرة والتاريخ الاسلامي ايضا وقد سبق ونشرت مقالا في الموضوع.. واضيف مثلا ان المسلمون العرب كانوا اقلية حينما فتحوا بلاد فارس ومصر والاندلس وغيرها ومع ذذلك فالاسلام انتشر في هذه البلاد..
4- مع اني لا ادقق على الكلمات لكن لفتتني عبارة "اغتصاب السلطة في المجتمع و حكمه بالإسلام " فهل تعتبر ان حكم دولة اسلامية بشرع الله هو اغتصاب؟ هذا حق المسلمين وفرض من الله علينا فكيف يكون اغتصابا.. هل يسمى من يسترجع حقه مغتصبا ام مستردا لما سرق منه؟ الرجاء التدقيق في المصطلحات المستعملة حينما يتعلق الامر بهذه الامور المصيرية.
5- نحن آخر من يقدم بين الله ورسوله ان شاء الله ولكن قمة الاجتهاد هي في تنزيل النص على الواقع وفي تطبيق المناط والفهم الصحيح يأخذ بعين الاعتبار مقاصد الشريعة ومسلماتها لذا لا ارى ان "تحريم استرداد الحكم" (ولا اقول اغتصاب كما سميته انت) في بلد مسلم يكون فيه المسلمون الملتزمون التزاما صحيحا فيه يخدم مقاصد الشريعة بل هو يناقشها فهي تحث على مصلحة الدين ومصلحة الدين تتمثل في رفع انظمة الحكم الظالم باي طريقة من الطرق حتى يتسنى للناس ان يخرجوا من عبودية العباد الى عبودية رب العباد. والمحظور الوحيد امام هذ الامر الشرعي والمطلوب لا بل والمفروض علينا هو ان يؤدي هذا الامر الى منكر اقوى من المنكر الموجود وكلامك يفيد بانه حتى لو انتفى هذا المحظور فالامر ممنوع وهذا ما لم اتقبله.. انا لا امانع ان تكون هذه نظرتكم وسياستكم في العمل فلكل حركة اسلامية منهجها الخاص تجاه هذا الامر.. سواء كانت اخوان او حزب تحرير او اهل الدعوة ولكن اعتقد ان "التحريم" يجب ان يكون له ادلة حاسمة واقوى من تلك التي تقدمت بها..
6- تسهيلا للحوار لا باس ان نشير لنقاط الخلاف الأساسية حول فهمنا للموضوع.. لربما هي متعلقة بقضية الكيف والكم وبقضية المرحلة هل هي المرحلة الجاهلية ام المكية ام المدنية؟ وهل المواطنون في الدول الاسلامية اشبه فعلا بأقوام الأنبياء من حيث البعد عن الدين؟ ايضا هل تجد ان المحظور المتوقع لاستلام الحكم يقيني او ظني.. وما هي نوعية هذا المحظور؟ هل هي في الدين ام في النفس؟

al_muslim
10-01-2008, 06:54 PM
الأخ عزام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الجواب على سؤالك الأول وهو :
- هل عصرنا جاهلية حتى نقيس ما فعله الانبياء على حالنا؟ بمعنى ان اكثر الانبياء كانوا يرسلون الى قوم مشركين او ارتدوا عن الاسلام.. هل نستطيع تطبيق هذا القياس على مجتمعنا المسلم مثل مصر او السعودية؟ لا بل ان اكثر الناس في دولنا الاسلامية يريدون تطبيق حكم الشريعة وان كانوا غير مستعدين للتضحية من اجل هذا الحكم الاسلامي ويريدون ان يحمل هذا العبء عنهم قوم آخرون.
- وأنا أريد أن أحدد لك احتمالات الحكم على المجتمعات العربية اليوم :
- 1- هل هم كفار ؟؟
- 2- هل هم مسلمون تماما كما يريدهم الله تعالى
- 3- هل هم ضالون ؟ ويشوب إيمانهم شركيات ؟؟
- وإذا كان الاحتمال الثالث : فما هي نسبة الشوائب عندهم وما نسبة النقص في إسلامهم وإيمانهم .
- وهل هناك علاقة بين النقص في إيمانهم و بين تسلط الكفر عليهم ؟؟
- وإذا كان هناك علاقة فهل علينا شرعا أن نزيل سبب الهزيمة من أنفسنا قبل البدء في
- المعركة ؟؟
- وأن نزيل سبب تسليط الله الذل علينا وما علاقة الأحاديث التالية بموضوعنا هذا ؟؟
- إذا تبايعتم بالعينة ( بالكسر السلف ) وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم
- يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى على القصعة أكلتها قيل أو من قلة نحن يومئذ قال لا بل أنتم أكثر ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن زاد محمد بن شعيب في حديثه قلنا يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الآخرة

طرابلسي
10-01-2008, 07:25 PM
بارك الله فيكم
تسجيل متابعة

عزام
10-02-2008, 09:03 AM
اخي الحبيب المسلم
قبل التعليق على ما تفضلت به
انصحك انت والاخ طرابلسي بقراءة كتاب "نظرية الخروج في الفقه السياسي الاسلامي". للاستاذ كامل رباع حيث قدم فيه دراسة ماجستير في الدراسات الاسلامية في فلسطين وتناول هذه المسألة بعمق و تمحيص مناقشا وجهات نظر كل الفرق الاسلامية، انقل منه هذا المقطع الذي يتوافق مع وجهة نظري.
عزام


إن موقف حزب التحرير من الخروج موقف واضح، فهو يرفض الخروج الفردي، بل يحرم المقاومة الفردية، أما الخروج الجماعي: فإن حزب التحرير يوجب الخروج حين تتوفر النصرة للحزب من قبل الجيش أو غيره، فحين يتم الاتفاق على نصرة الحزب ، يبايع شخص من قبل الحزب على أن يكون خليفة للمسلمين، وتعلن حينها الدولة الإسلامية .
أما الخروج من قبل افراد أو مجموعات غير مؤهلة لإقامة الدولة، فذلك لا يجوز، ويستندون في ذلك على أن الرسول عليه السلام لم يستخدم القوة في المرحلة المكية التي نعيشها، فهم فرقوا بين الكفر الطارىء الذي يوجب المنابذة بالسيف، وبين الكفر الأصيل الذي يوجب اتّباع سنة المصطفى عليه السلام في إقامة الدولة .
إنني لا أتفق مع حزب التحرير في الآراء التالية :
القول إننا لا نعيش في المرحلة المكية من عمر الدعوة الإسلامية ، وقد شاركهم في هذا الرأي جماعة المسلمون أو التكفير والهجرة التي أوجبت الهجرة إلى الكهوف. إن هذا الرأي أو القول قد جانب فيه الحزب الصواب، لأن هذه المرحلة التاريخية قد انتهت، ولن تعود، ولأن أحكام الإسلام قد اكتملت، والتشريع الإسلامي قد استقر ووضح، والمسلم اليوم مطالب بكل الأحكام التي تمت .
إن فريضة الحج والصوم، وغيرها من الفرائض، فرضت في المدينة المنورة، فهل نتركها لأننا في المرحلة المكية؟ وإذا كانوا يقولون لا، وهم يقولون كذلك، فلم التفريق بين فريضة الحج وبين باقي الفرائض ؟ .
فالجهاد فريضة من الفرائض التي فرضت في المدينة، فلم القول إن الجهاد فقط هو من الأحكام التي ينطبق عليها الآن الفترة المكية التي لا يجوز فيها استخدام السيف أو القوة . ؟
ويرد عبد السلام فرج على هؤلاء بالقول : " والصواب هو أن مكة هي فترة نشأة الدعوة ، وقوله تعالى : * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * قد نسخ كل هذه الأفكار التثبيطية بحجة أننا مكيون، فنحن لا نبدأ كما بدأ النبي ولكن نأخذ بما انتهى إليه الشرع "
وإذا كنا لا نعيش المرحلة المكية فنحن نعيش مرحلة العهد المدني ، بعد انتقال الرسول عليه السلام إلى الرفيق الأعلى ، حيث ارتد الكثير من المسلمين عن الإسلام مع بعض الفروق. وأهم هذه الفروق : أن دولة الإسلام وخليفتها كان قائماً .
وجانب آخر : أن الرسول عليه السلام في مكة بدأ دعوته سراً ، فهل يجب علينا أن ندعو إلى الله سراً ؟ إن الدعوة إلى الله سراً قد انتهت بإعلان الرسول عليه السلام دعوته على الملأ ، كما أن الرسول عليه السلام هاجر إلى الحبشة، فلم وطريقة الرسول عليه السلام عند حزب التحرير ملزمة لم يفرض حزب التحرير الهجرة على أتباعه ؟ أليست طريقاً سلكها الرسول عليه السلام، فلم نأخذ بعض الطرق ونترك أخرى ؟


إن طريق الرسول عليه السلام في إقامة الدولة ليست ملزمة لنا بأن نتبعها هي فقط، ولا نخرج عنها وذلك للأسباب التالية :

إن أحكام الشرع بعد وفاة الرسول عليه السلام أصبحت محكمة، والمسلمون مطالبون بالالتزام الكلي بها، والعمل على إحياء الغائب منها، وإيجاده ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
إن الظروف والملابسات التي أحاطت بالدعوة الإسلامية في عهدها الأول تختلف عن الظروف التي نعيشها نخن من عدة وجوه :
إن المسلمين اليوم ليس حالهم كحال أهل مكة فهم متعطشون للحكم الإسلامي ومتلهفون إلى النماذج المشرقة من حكم الخلفاء الراشدين ، فالمطلوب اليوم إحياء الأمة الإسلامية واستنهاضها لتقود العالم، وليس المطلوب ولادة جديدة وبالتالي السير على خطى الرسول عليه السلام .
إن لغة الخطاب الموجهة إلى المسلمين ليست كلغة الخطاب التي وجهها الرسول عليه السلام إلى مشركي قريش الذين لا يعرفون عن الإسلام شيئاً .
إن الدول في زمن النبوة لم تكن نظمها السياسية والإدارية معقدة ، فلم تكن هناك حدود دقيقة، ودوريات للتفتيش ، ونقاط عبور تبرز فيها جوازات السفر، فكل منطقة تخضع لنفوذ دولة معينة، وبالتالي لا يمكن الانتقال من منطقة إلى أخرى إلا ضمن القيود المتفق عليها، كما يوجد اتفاقيات بين الدول على تسليم الفارين وإرجاعهم إلى الدولة التي خرجوا منها .
. 3إن أفعال الرسول عليه السلام لا تدل كلها على الوجوب، ويجب التفريق بين فعل النبي عليه السلام بوصفه نبي، وبين فعله بوصفه إماماً للمسلمين ، فهناك أفعال صدرت عن الرسول عليه السلام بوصفه نبياً، وهذه الأفعال واجبة الاتباع، ولا يتوقف العمل بها على حكم حاكم، أو قضاء قاض، مثل الصلاة أو الزكاة أو الحج وإداء الحقوق إلى أصحابها، وهناك أفعال بوصفه إماماً للمسلمين، كتجهيز الجيوش، وإرسال السرايا، وعقد المعاهدات ، فهذه تندرج تحت باب السياسة الشرعية التي تتغير بتغير الأحوال والظروف. لذا لا يجب التأسي بأعيان تصرفاته، لأنها وإن كانت في أصلها مشروعة ن إلا أن تطبيق الصور الجزئية غير ثابت لتغير الظروف والأحوال.
4- إن حكم وجوب تغيير المنكر باليد حسب الاستطاعة باق لم ينسخ، فلم يكون الواجب في التغيير باللسان فقط دون اليد، مع أن الحديث صريح في وجوب تغيير المنكر حسب الاستطاعة باليد أو اللسان .
5- إن تفريق حزب التحرير بين الكفر الأصيل وبين الكفر الطارىء ليس في محله، فإذا كان التحول من الكفر إلى الإسلام يوجب المنابذة بالسيف، فمن باب أولى أن يقاتل من كان كافراً أصالة، كأن يستولي كافر على بلاد المسلمين ، فيجب قتاله سواء كان النظام يتحدث لغة عربية أو أعجمية ، فإذا أوجب الله الجهاد على المسلمين من إجل أيصال رسالة الإسلام، فمن باب أولى أن الجهاد واجب على من كان يحكم الإسلام، ثم حكم بالكفر.
لذا فإنني أرى أن استدلال حزب التحرير ليس في محله، وجانب للصواب، والخطأ اعتبار طريق الرسول عليه السلام ملزماً لا يجوز الحيد عنه، فلو فرضنا حسب منطقهم أنه بعد زوال الدولة عرضت النصرة على أمير أو حاكم ونصر الدعوة، فهل تعلن الدولة أم لا بد من السير في المرحلة السرية، ثم إعلان الدعوة، كما حصل مع الرسول عليه السلام؟ وإذا قالوا تعلن الدولة ، أليس في ذلك مخالفة لسنة النبي عليه السلام الذي سار بهذه الطريقة .

طرابلسي
10-02-2008, 10:41 AM
برأي أن الكاتب جانب الصواب بعدة نقاط
فلا يوجد نسخ كما ادعى الكاتب
ولم يضع تصنيفا واقعيا لحال المجتمعات
وبنفس الوقت أقر معاهدة سايكس بيكو كأمر واقع وما تكلم بموقف المسلم منها
ثم نظر إلى أمور جوهرية فاعتبرها فرعية
وأيضا تكلم حول التغيير باليد وجانب الصواب حين ادعى أن حزب التحرير لا يقر بذلك على الاطلاق والمسلم يقول بالتغيير باليد حين القدرة ما لم يترتب عليه مفسدة
مع العلم لسنا بحزب تحرير ولدينا عليهم عدة مآخذ إلا أنني شخصيا أحسبهم أفضل الموجود إلى جانب السلفية الغير مسيسة لحكامها

ننتظر رد المسلم فهو لها إن شاء الله

عزام
10-02-2008, 11:22 AM
اخي طرابلسي لا يمنع ان يخطىء الكاتب في بعض الامور ولكن البحث قيم برأيي واخذ منه جهدا.. وهذه هي خلاصة بحثه
عزام

إن الحركات الإسلامية العاملة للتغيير، اتبعت مناهج مختلفة للتغيير، فما هو الموقف السليم والصحيح؟
بعد استعراض آراء الجماعات الإسلامية ، أرى أنه ينبغي التفريق بين أمرين، بين الخروج الفردي أي أن تخرج مجموعة قليلة من المسلمين على الحكام، وتتبنى الجهاد وسيلة التغيير، كأن تقوم بقتل أشخاص لهم مكانة، كالوزراء أو قضاة، أو كتاب، أو تستخدم أسلوب حرب العصابات لإسقاط النظام الحاكم، وبين الخروج الجماعي: أي خروج جماعة من المسلمين على النظام، مطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، ويغلب على ظنها القدرة على إقامة الدولة الإسلامية .
والجماعات الإسلامية منها ما يوجب الخروج مطلقاً سواء كان فردياً أو جماعياً ، ومنها ما يوجب الخروج الجماعي ، يحرم الخروج الفردي . إن الذين أجازوا الخروج الفردي لم ينظروا إلى النتائج المترتبة على فعلهم هذا، بحجة أن المسلم مطلوب منه العمل بغض النظر عن النتيجة، إن هذ خلط وبعد عن الفهم الصحيح للإسلام .
إن العلماء القدامى حينما تحدثوا عن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشترطوا في إنكار المنكر أن لا يؤدي إلى منكر أكبر منه، فهل نظر هؤلاء إلى المنكر الذي نتج عن القيام بمثل هذه الأعمال ؟
قد شوه الإعلام الحكومي الرسمي صورة الإسلاميين وحمّلهم مسؤولية ما يجري من أعمال عنف ومقاومة، وازداد ظلماً بعد ظلم وجبروتاً وبطشاً، بل إن هذا العمل سمح للحكومة بضرب الحركة الإسلامية، بحجة مقاومة الفساد والخارجين على النظام والمخلين بأمن البلد واقتصاده.
إن المفاسد الناتجة عن الخروج الفردي أكبر بكثير من المصالح التي يرجوها الإسلاميون، فما الفائدة من قتل وزير؟ سيخلفه وزير أحقد منه . إن فريض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقتضي من المسلم العامل للتغيير، أن ينظر إلى مآلات الأمور ونتائجها، فإذا كانت المفاسد أكبر من المصالح يتوقف عن العمل و لا يقوم به، فإنكار المنكر يحتاج إلى فقه .
فالرسول عليه السلام – كما أسلفنا – لم يسمح بقتل عبد الله بن أبي سلول، مع استحقاقه القتل، خشية أن يقال: أن محمداً يقتل أصحابه، فهو يستحق القتل، ولكن النتيجة تضر أكثر من وجوده، لأن اليهود سيشنون حرباً إعلامية ضد الرسول عليه السلام وصحبه، وهذا يؤثر على الدعوة الإسلامية.
كما أن العلماء القدامى حينما استفتوا عن الخروج على إمام الفاسق، رأوا حرمة الخروج لما يترتب على الخروج من إثارة فتن، فهو يستحق العزل لفسقه، ولكن لا يعزل خشية حدوث فتنة، فالحجة في الحرمة هي المفاسد الناتجة عن الخروج .
وأذكر مثالاً آخر على وجوب النظر إلى النتائج ، إن انكار المنكر أحياناً يجر على المجتمع المصائب والويلات ، فلو أن مسلماً أراد أن ينكر على فتاة خروجها بلباس غير شرعي في ظل مجتمع عشائري كمجتمعنا، فما الذي يحدث ؟ فيمكن بسبب هذا الإنكار، أن يحدث قتال وشجار بين المسلمين وعداوات ومشاكل يصعب حلها وقد حدث مثل ذلك، فإنكار المنكر هنا أدى إلى مفاسد كبيرة .
ولنرجع إلى التاريخ لنرى أن حادث المنشية الذي اتهم فيه جمال عبد الناصر جماعة الإخوان المسلمين بتدبير محاولة اغتيال له، أدى إلى اعتقال الآلاف والزج بهم في السجون، وما ينتج عن ذلك من آثار على أسر المسلمين وعلى الدعوة الإسلامية. كما أن اغتيال مسؤول من قبل تنظيم ووقوع أشخاص في يد السلطة يؤدي إلى جر العشرات من أعضاء التنظيم إلى السجون، ومن ثم ضرب التنظيم وإرجاع العمل التنظيمي سنين إلى الوراء، وما حدث لجماعات الجهاد خير دليل على ذلك. لذا فإن الخروج الفردي في ظل أنظمة تملك الإعلام والسلطة لا فائدة منه ولا يجدي، بل إن مفاسد أكبر من مصالحه، لذا يجب الابتعاد عن هذا الطريق .
أما بالنسبة إلى الخروج الجماعي والذي يعني أن تقوم جماعة أو تنظيم بالخروج على النظام الحاكم، مطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة الدولة الإسلامية، فهو واجب أوجبه الله جل وعلا، وأيدته وبينته النصوص الشرعية التي توجب الخروج على الإمام إذا ظهر منه الكفر البواح، هذا بالنسبة إلى الإمام الذي بويع بيعة شرعية ثم طرأ عليه الكفر البواح ، فما بالك بالذي اغتصب السلطة ولا يحكم شريعة الله؟
إن الأدلة واضحة صريحة أن الخروج إذا ظهر ظهر الكفر البواح، والكفر البواح اليوم واضح جلي ، حيث عطلت الشريعة الإسلامية، وحورب الإسلام، واتهم أنه غير صالح لهذا الزمان، ونزع الحجاب من على رؤوس طالبات الجامعة، واستبدلت الشريعة الإسلامية بقوانين من صنع البشر، فهل بقي بعد هذا التبديل إسلام؟.
إن المسلمين اليوم مطالبون بالعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية وعلى إقامة الدولة الإسلامية لأنه لا تطبيق لبعض أحكامها إلا بالدولة، وإذا كانت إقامة الدولة الإسلامية لا تتم إلا بقتال أو جهاد فالجهاد حينها واجب .
إن الخروج على النظم غير الشرعية فريضة ربانية ، دلت عليها النصوص الشرعية وضرورة بشرية تمليها علينا حالة الذل والضعف والهوان التي يعيشها المسلمون. لذلك فإنني أرجح رأي الجماعات التي جعلت الخروج والقوة خياراً مطروحاً يستخدم حينما تتوفر شروطه. فالخروج لا بد له من شروط وضوابط لأن الهدف هو إقامة الدولة الإسلامية دون جر المسلمين إلى حرب أهلية وإراقة دماء ، فلا بد من تحقيق الهدف بأقل الخسائر .
وأهم هذه الشروط والضوابط التي ينبغي مراعاتها :
أولاً : استنفاد الطرق السلمية :
بينا في فصل سابق أن اتباع الطرق السلمية واجب، لأن المسلمين ليسوا متعطشين للدماء فهم حريصون على عدم إراقة الدماء، فإذا لم تجد الطرق السلمية ، كالتغيير عبر صناديق الاقتراع، أو المظاهرات السلمية، والاعتصامات والمناشدات والنصح، والنصح لا يكون مرة واحدة بل عدة مرات أي يجب أن يستفرغ الوسع في إصلاحه، ومحاولة إعادته إلى رشده. أو غير ذلك من الطرق، يخرج عليه مع توفر الشروط الأخرى .
ثانياً : تحقق القدرة والاستطاعة :
إن خيار القوة جزء لا يتجزأ من العمل الإسلامي، لأن خصوم الإسلام والمسلمين لن يتنازلوا عن مواقعهم وكراسيهم إلا بالقوة، لذلك شرع الله الجهاد، وفرضه على المسلمين لتحطيم القوى التي تحول دون اعتناق العقيدة افسلامية وتكبيق الإسلام رغم ما فيه من تضحيات . ولكن الإسلام حينما فرض الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشترط الاستطاعة على تحقيقه لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فعدالة الله تقتضي ألا يكلف مسلم بأمر خارج طاقته ، فإذا كان قادراً على فعله، وجب عليه القيام به ن كما بين الرسول عليه السلام في قوله: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، ومن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ، فتغير المنكر بالقوة مشروط بالاستطاعة وهذا ما تدل عليه نصوص العلماء .
قال الشوكاني : " وإذا وقع من السلطان الكفر البواح الصريح، فلا يجوز طاعتهن بل تجب مجاهدته لمن قدر على ذلك "
ويقول القاضي عياض: ط فلو طرأ عليه كفر ، وتغيير للشرع أو بدعة، خرج عن حكم الولاية، وسقطت طاعته ، ووجب على المسلمين القيام عليه، وخلعه، ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر، ولا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه ، فإن تحقق العجز لم يجب القيام . "
فتغيير المنكر مشروط بالاستطاعة حتى يكون واجباً على المسلم، فالكافر واجب تغييره، كما هو واضح من نصوص العلماء إذا قدر على ذلك، وإذا لم يكن المسلمون قادرين يجب عليهم العمل على تحقيق القدرة والاستطاعة، لأنه لا سبيل إلا بذلك ، والقوة التي يجب إعدادها القوة المعنوية في تربية المسلمين تربية جهادية، حتى يكون لديهم الاستعداد للتضحية في سبيل الله، والقوة المادية في امتلاك السلاح والعتاد من أجل الدفاع عن النفس، والقدرة على تحقيق الهدف .
ثالثاً : غلبة الظن على النجاح :
إن من الشروط التي لا بد من النظر غليها، هو شرط غلبة الظن على نجاح الخروج، والوصول إلى الهدف، لأن المطلوب من المسلم ليس مجرد الخروج بل الواجب تحقيق الهدف، لأن الخروج العشوائي دون النظر إلى النتائج نتائجه سلبية ومفاسده أكثر، ولا يمكن أن يوصل للهدف، في ظل نظم إدارتها محكمة .
فالخروج العشوائي غير المنظم يؤدي إلى فشل العمل الإسلامي وإرجاعه إلى الوراء، وما حدث في سوريا خير دليل على ذلك، فخروج جماعة من المسلمين على النظام السوري دون تخطيط محكم، أدى إلى استشهاد ما يزيد عن ثلاثين ألفاً، لأن المخلصين من أبناء الحركة الإسلامية أرادوا فقط الخروج دون تخطيط، مما أدى إلى وقوعهم في يد النظام الحاكم .
وغلبة الظن على النجاح يقتضي ما يلي :
الإعداد الفكري والمادي.
التخطيط الجيد، وحسن التدبير فهجرة الرسول عليه السلام دليل على وجوب التخطيط واإعداد . وهذا يقتضي ما يلي:
أ - اختيار الوقت المناسب للخروج: كاستغلال حادثة معينة، كأن يكون الشعب فيها غاضباً على النظام، أو حالة غليان جماهيري جراء سلسلة من إجراءات قمعية أو غير ذلك.
ب - أن يكون الخروج شاملاً في الدولة التي يخرج عليها، حتى لا يستطيع النظام مواجهة الخارجين، أما إذا كان الخروج في منطقة معينة، فإن النظام يتوجه بكل قوته إليها، كما حصل في سوريا، التي كانت حماة وحمص تشتعل ناراً بينما المناطق السورية الأخرى وخاصة دمشق لم تحرك ساكناً.
ج- أن يكون الخروج جماعياً : وليس على يد فئة قليلة لا تستطيع الوقوف أمام النظام لأن الخروج العشوائي والفردي لا يجدي، لسهولة القضاء عليه من قبل النظام، فإذا تحققت القدرة والاستطاعة وخطط جيداً للخروج وغلب الظن على الخروج بسبب القدرة والتخطيط الجيد، وجب الخروج .
د - مراعاة فقه الموازنات أو النظر إلى النتائج ومآلات الخروج .
إن الخروج المسلح على أي نظام رعيته مسلمون ليس بالأمر السهل ، لأن الخروج يمكن أن يؤدي إلى إراقة لدماء المسلمين ودم المسلم محرم، يجب المحافظة عليه .
" إننا إزاء أمر خطير قد يطيح بالنظام كله، وقد يترتب عليه تدخل أعداء الإسلام ، فيحتلون أراضيه أو جزء منها، إذا رأوا المسلمين بأسهم بينهم شديد، من أجب ذلك ولإذ كان الخروج حفاظاً على ضرورة الدين بإقامة الشريعة ، فإن الضرورة تقدر بقدرها، ويكون استعمال الخروج تماماً كما يكون استعمال مبضع الجراح، وكما لا يسمح لأي إنسان أن يباشر عملية جراحية في جسم إنسان ، حتى لا يؤدي الأمر إلى إنهاء حياته، بدلاً من إنقاذ جسمه ببتر جزء منه ، كذلك لا ينبغي لأي إنسان أن يباشر عملية الخروج، لما قد يترتب عليها من إنهاء حياة الأمة والدولة جميعاً " .
إذن الخروج ضرورة تقدر بقدرها ، لذا ينبغي على الحركة التي تريد الخروج، أن تنظر إلى مآلات الخروج، ونتائجه، فإذا غلب الظن الفشل، وجب الخروج مع توفر الشروط الأخرى، ولكن إذا غلب الظن الفشل ، وجب الصبر، مع وجوب الإعداد للخروج ، فالموازنة بين المصالح والمفاسد قاعدة يجب الأخذ بها في العمل الإسلامي ، كما يرى حسن البنا ومحمد أحمد الراشد. وهذه هي الشروط التي ينبغي توافرها حتى يكون الخروج واجباً وناجحاً .
إن إقامة شرع الله يحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل، ولا يعني ذلك أن نتوقف عن العمل من أجل التغيير بحجة عدم الاستطاعة أو الخشية من حصول فتنة .
إن العمل الإسلامي يحتاج إلى تضحيات ، وما فتحت البلاد الإسلامية إلا بدماء الآلاف من المسلمين ، ويجب على العاملين في الحقل الإسلامي أن يعدوا العدة من أجل التغيير ، وأن ينفضوا عن أنفسهم ثوب الخوف ، خاصة أن الشعوب الإسلامية تكوى يومياً بالحديد والنار، وتدعو إلى الخلاص .

al_muslim
10-02-2008, 12:21 PM
بارك الله بك أخ عزام وبالأخ طرابلسي
أرجو أن تمنحوني بعض الوقت

al_muslim
10-02-2008, 12:59 PM
الأخ عزام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- إننا يجب أن نحرص على أن يكون لنقاشنا نتيجة عملية مفيدة نبني عليها مواقفنا وسلوكنا تجاه ما نبحث به ، ونقاشنا الآن يجري على غير هذا النحو لأننا :
أ- لا ننهي كل نقطة نطرحها تماما
ب- نطرح نقاطا عديدة بشكل لو أنني أريد أن أرد على كل نطقة بمقالك الطويل لاقتضى ذلك مني اياما عديدة
ج- يجب أن لا ننقل طروح غيرنا لأنه لو أراد كل واحد منا أن ينقل من أقوال العلماء والجماعات والبحوث والمشايخ في هذا الموضوع لتراكم عندنا من الآراء ما لا نستطيع معه التركيز ولا الحصر
لذلك أرجو أن نحصر نقاشنا المفيد إن شاء الله تعالى بنقطة واحدة لا نتعداها حتى ننتهي منها .
ثم لأحدنا أن يطالع ويقرأ ما يشاء ولكن عندما يطرح أحدنا مسألته فليطرحها كرأي له شخصي مع أدلتها لأنها ولو أنها ليست منهه ابتداء إلا أنه إذا اقتنع فيها فقد صارت رأيه .
وأنا الآن أنتظر منك الرد على طرحي الأخير وسأجيبك على نقطة واحدة من طرحك المنقول عن الكتاب بمسألة المرحلة المكية والمرحلة المدنية :
إن المرحلة المكية والمرحلة المدنية لا نطرحها بشكل عام إي بمعنى تقسيم الإسلام كله بأحكامه وفروضه وسننه وعقائده . لا
وإنما نطرحها بالنسبة إلى حكم تغيير المجتمعى فقط ولذلك فإن المرحلة المكية ليست مقيدة بزمن وإنما هي حالة فإن حصلت تعلق بذمتنا أحكاما شرعية معينة ، وإن انتفت تعلق بذمتنا أحكام شرعية أخرى بالنسبة لحمل الدعوة وتغيير المجتمع ليس إلا .
وبإمكاننا أن نطرحها بطريقة أخرى وهي :
إن لكل حكم شرعي شروط وظروف وأوضاع تعلقه بالذمة أو تسقطه من الذمة
وهذه قاعدة شرعية ثمينة من أصول الفقه
فالصلاة فرض ولكن لا تتعلق بالذمة حتى تتوفر شروطها كالبلوغ والاسلام ودخول الوقت ..
والصوم فرض ولكن لا يتعلق بالذمة إلا إذا توفرت شروطه
والزكاة فرض ولكن لا تتعلق بالذمة لإ إذا ملك النصاب ووو الخ
وكذلك حمل الدعوة وتغيير المنكر المجتمعي فإن لكل حالة يكون عليها المجتمع تفرض على الدعاة أحكاما شرعية مختلفة وقد أتينا على ذلك بأدلة وفيرة ويجب على من قال بخلاف ذلك أن يأتي بأدلة شرعية وليس بتحليل سياسي أو اجتماعي ..كما أن عليه أن يبين بطلان أدلتنا على ذلك .
وأما أن يقال أن صوم رمضان مثلا لم يكن مفروضا في مكة أو غيره من الأحكام الشرعية ونقيسها على القدرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا كلام ضعيف جدا لا يستحق أن يعطى اهتماما .
إن كل نص شرعي , قولا كان أم فعلا أم تـقريرا , إنما نتأسى بتنفيذه برسول الله صل الله عليه وسلم ولا يكون التأسي صحيحا ومقبولا شرعا إلا إذا فهمنا الحالة والصفة التي ورد بحسبها الخطاب أو النص .
.
فمن كان أبا فإن عليه أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم كأب . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب الآباء
ومن كان زوجا فإن عليه أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم كزوج . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب الأزواج
ومن كان قاضيا فإن عليه أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم كقاض . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب القضاة
ومن كان قائد جيش فإن عليه أن يتأسى برسول الله صل الله عليه وسلم كقائد جيش . وتتعلق بذمته النصوص التي تخاطب القادة ....الخ
وهكذا فإن كل من تلبس بحالة أو صفة معـينة تعلـقت بذمته النصوص الخاصة بها .
وعلى ذلك فإن نصوص الـقرآن التي تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم كداع إلى الإسلام تبقى دائما تخاطب وتوجه كل داع إلى الإسلام . والنصوص التي تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم كرئيس دولة
تبقى هذه النصوص تخاطب وتوجه كل رئيس دولة من المؤمنين . وعلى ذلك فلا تعارض ولا نسخ بين هذه النصوص والأدلة

طرابلسي
10-02-2008, 02:00 PM
اخي طرابلسي لا يمنع ان يخطىء الكاتب في بعض الامور ولكن البحث قيم برأيي واخذ منه جهدا.. وهذه هي خلاصة بحثه
عزام

إن الحركات الإسلامية العاملة للتغيير، اتبعت مناهج مختلفة للتغيير، فما هو الموقف السليم والصحيح؟
بعد استعراض آراء الجماعات الإسلامية ، أرى أنه ينبغي التفريق بين أمرين، بين الخروج الفردي أي أن تخرج مجموعة قليلة من المسلمين على الحكام، وتتبنى الجهاد وسيلة التغيير، كأن تقوم بقتل أشخاص لهم مكانة، كالوزراء أو قضاة، أو كتاب، أو تستخدم أسلوب حرب العصابات لإسقاط النظام الحاكم،

هنا نحن متفقون عليه وهذا ما ننادي به باستمرار وتقريرنا دائما يصب بهذه النقطة بالذات إذ لا يجوز الخروج الفردي واغتيال فلان من الزعماء أو علان لأنه لا يقدم ولا يؤخر بل سينصب مكانه من هو أسوأ منه وهذه ليست طريقة للتغيير بل هي للتنفير

وبين الخروج الجماعي: أي خروج جماعة من المسلمين على النظام، مطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، ويغلب على ظنها القدرة على إقامة الدولة الإسلامية .

وبهذه نقول حين القدرة والمنعة وغلبة الظن على التغيير بدون مفاسد تذكر على قاعدة فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد
وهذا ما قامت به القاعدة في العراق إلا أن الواقع يخالف الكاتب فيما نقلته عنه بالمقال السابق فقد توقعت أن يلتف حولها أبناء جلدتها إلا أن المصالح الضيقة والرؤية الشخصية كان من أهم الأسباب لعدم تحقيق ذلك ولأجل ذلك نقول يجب أسلمة المجتمعات بمعنى أدق يجب تعريف الناس بعقيدة الولاء والبراء ليتم تقبلها للإسلام كاملا ولا يقتصر على العبادات البدنية فقط


انشغلت الان سأكمل لاحقا وسيكون ردي على كامل المقال او الخلاصة التي تفضل بها الكاتب
فلم اجد خلافا أبدا بين دعوتنا وبين كلام الكاتب

طرابلسي
10-02-2008, 03:27 PM
والجماعات الإسلامية منها ما يوجب الخروج مطلقاً سواء كان فردياً أو جماعياً ، ومنها ما يوجب الخروج الجماعي ، يحرم الخروج الفردي . إن الذين أجازوا الخروج الفردي لم ينظروا إلى النتائج المترتبة على فعلهم هذا، بحجة أن المسلم مطلوب منه العمل بغض النظر عن النتيجة، إن هذ خلط وبعد عن الفهم الصحيح للإسلام .

لم أسمع أحدا قال بالخروج الفردي إلا ما كان ثأرا أو نكاية بالعدو وليست الغاية الوصول إلى تحكيم شرع الله
وإن وحصل وجود مثل هذه االأقوال الشاذة فلا أظن أنه يعتد بها


إن العلماء القدامى حينما تحدثوا عن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشترطوا في إنكار المنكر أن لا يؤدي إلى منكر أكبر منه، فهل نظر هؤلاء إلى المنكر الذي نتج عن القيام بمثل هذه الأعمال ؟
لا خلاف في ذلك وتكاد تكون قاعدة ثابتة

قد شوه الإعلام الحكومي الرسمي صورة الإسلاميين وحمّلهم مسؤولية ما يجري من أعمال عنف ومقاومة، وازداد ظلماً بعد ظلم وجبروتاً وبطشاً، بل إن هذا العمل سمح للحكومة بضرب الحركة الإسلامية، بحجة مقاومة الفساد والخارجين على النظام والمخلين بأمن البلد واقتصاده.
صدق الكاتب



أما بالنسبة إلى الخروج الجماعي والذي يعني أن تقوم جماعة أو تنظيم بالخروج على النظام الحاكم، مطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة الدولة الإسلامية، فهو واجب أوجبه الله جل وعلا، وأيدته وبينته النصوص الشرعية التي توجب الخروج على الإمام إذا ظهر منه الكفر البواح، هذا بالنسبة إلى الإمام الذي بويع بيعة شرعية ثم طرأ عليه الكفر البواح ، فما بالك بالذي اغتصب السلطة ولا يحكم شريعة الله؟
إن الأدلة واضحة صريحة أن الخروج إذا ظهر ظهر الكفر البواح، والكفر البواح اليوم واضح جلي ، حيث عطلت الشريعة الإسلامية، وحورب الإسلام، واتهم أنه غير صالح لهذا الزمان، ونزع الحجاب من على رؤوس طالبات الجامعة، واستبدلت الشريعة الإسلامية بقوانين من صنع البشر، فهل بقي بعد هذا التبديل إسلام؟.

صدق الكاتب إلا ان الشعوب قد خدرت من قبل علماءها الذين أفتو بطاعة أولئك الطواغيت وأسموهم زورا وبهتانا ولاة أمور شرعيين
والشرع براء منهم لذا وجب على الدعاة بيان زيف تلك الإدعاءات وتصويب المفاهيم إلى حقيقة الكفر بالطاغوت بعد أن ميعت هذه المسألة في نفوس أبناءنا مما جعلهم حربة في وجه الدعاة ليس بسجود وركوع بل بطاعة عمياء على وزن قصة القرود التي قمتم بإدراجها

فمن أراد العزة والتمكين فعليه البدء بما بدأ به الله ورسوله ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) مع تسفيه تلك الآلهة التي تعبد مع الله

إن المسلمين اليوم مطالبون بالعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية وعلى إقامة الدولة الإسلامية لأنه لا تطبيق لبعض أحكامها إلا بالدولة، وإذا كانت إقامة الدولة الإسلامية لا تتم إلا بقتال أو جهاد فالجهاد حينها واجب .

نعم يتم ذلك حين القدرة وعدم ترتب مفسدة محققة لكن الشعوب اليوم غير مؤهلة ولو قالت انها تريد حكم الله والعراق أفضل مثال على ما أقول


إن الخروج على النظم غير الشرعية فريضة ربانية ، دلت عليها النصوص الشرعية وضرورة بشرية تمليها علينا حالة الذل والضعف والهوان التي يعيشها المسلمون. لذلك فإنني أرجح رأي الجماعات التي جعلت الخروج والقوة خياراً مطروحاً يستخدم حينما تتوفر شروطه. فالخروج لا بد له من شروط وضوابط لأن الهدف هو إقامة الدولة الإسلامية دون جر المسلمين إلى حرب أهلية وإراقة دماء ، فلا بد من تحقيق الهدف بأقل الخسائر .
وأهم هذه الشروط والضوابط التي ينبغي مراعاتها :

قلت أخالف حزب التحرير والكاتب معا بأن الأمة غير مؤهلة وتحتاج إلى عودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة مصرحة علنا بكفرها بالطاغوت مع عدم مشاركتهم في أي نظام يحكم بغير ما انزل الله حتى لا يكثروا سواده ولا يصبحوا جندا لفرعون
فهذا أهم مطلب بعد الكفر بالطاغوت
أولاً : استنفاد الطرق السلمية :
بينا في فصل سابق أن اتباع الطرق السلمية واجب، لأن المسلمين ليسوا متعطشين للدماء فهم حريصون على عدم إراقة الدماء، فإذا لم تجد الطرق السلمية ، كالتغيير عبر صناديق الاقتراع، أو المظاهرات السلمية، والاعتصامات والمناشدات والنصح، والنصح لا يكون مرة واحدة بل عدة مرات أي يجب أن يستفرغ الوسع في إصلاحه، ومحاولة إعادته إلى رشده. أو غير ذلك من الطرق، يخرج عليه مع توفر الشروط الأخرى .

معذرة من الكاتب وهذا رأي الشخصي ما قاله ها هنا هو مجرد هراء ولا يمت إلى سيرة النبي بشيء بل العكس هذا يؤدي إلى التنكيل بتلك الثلة المؤمنة فلا ؤمن بهذه الديمقراطية المطاطة بل لنا في رسول الله اسوة حسنة

ثانياً : تحقق القدرة والاستطاعة :
إن خيار القوة جزء لا يتجزأ من العمل الإسلامي، لأن خصوم الإسلام والمسلمين لن يتنازلوا عن مواقعهم وكراسيهم إلا بالقوة، لذلك شرع الله الجهاد، وفرضه على المسلمين لتحطيم القوى التي تحول دون اعتناق العقيدة الاسلامية وكتطبيق الإسلام رغم ما فيه من تضحيات . ولكن الإسلام حينما فرض الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشترط الاستطاعة على تحقيقه لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فعدالة الله تقتضي ألا يكلف مسلم بأمر خارج طاقته ، فإذا كان قادراً على فعله، وجب عليه القيام به ن كما بين الرسول عليه السلام في قوله: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، ومن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ، فتغير المنكر بالقوة مشروط بالاستطاعة وهذا ما تدل عليه نصوص العلماء .


قلت هذا الكلام يكتب بماء الذهب فقد أصاب الكاتب في هذا وخالف نفسه بالذي سبقه والله أعلم

قال الشوكاني : " وإذا وقع من السلطان الكفر البواح الصريح، فلا يجوز طاعتهن بل تجب مجاهدته لمن قدر على ذلك "
ويقول القاضي عياض: ط فلو طرأ عليه كفر ، وتغيير للشرع أو بدعة، خرج عن حكم الولاية، وسقطت طاعته ، ووجب على المسلمين القيام عليه، وخلعه، ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر، ولا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه ، فإن تحقق العجز لم يجب القيام . "
فتغيير المنكر مشروط بالاستطاعة حتى يكون واجباً على المسلم، فالكافر واجب تغييره، كما هو واضح من نصوص العلماء إذا قدر على ذلك، وإذا لم يكن المسلمون قادرين يجب عليهم العمل على تحقيق القدرة والاستطاعة، لأنه لا سبيل إلا بذلك ، والقوة التي يجب إعدادها القوة المعنوية في تربية المسلمين تربية جهادية، حتى يكون لديهم الاستعداد للتضحية في سبيل الله، والقوة المادية في امتلاك السلاح والعتاد من أجل الدفاع عن النفس، والقدرة على تحقيق الهدف .

لنثبت شرعيته أولا فهو بنظر الشرع مبدل لشرع الرحمن بشرع الشيطان والبقية مرتبطة بما تفضل به علماءنا من قوة ومنعة ودرء مفسدة
ثالثاً : غلبة الظن على النجاح :
إن من الشروط التي لا بد من النظر غليها، هو شرط غلبة الظن على نجاح الخروج، والوصول إلى الهدف، لأن المطلوب من المسلم ليس مجرد الخروج بل الواجب تحقيق الهدف، لأن الخروج العشوائي دون النظر إلى النتائج نتائجه سلبية ومفاسده أكثر، ولا يمكن أن يوصل للهدف، في ظل نظم إدارتها محكمة .
فالخروج العشوائي غير المنظم يؤدي إلى فشل العمل الإسلامي وإرجاعه إلى الوراء، وما حدث في سوريا خير دليل على ذلك، فخروج جماعة من المسلمين على النظام السوري دون تخطيط محكم، أدى إلى استشهاد ما يزيد عن ثلاثين ألفاً، لأن المخلصين من أبناء الحركة الإسلامية أرادوا فقط الخروج دون تخطيط، مما أدى إلى وقوعهم في يد النظام الحاكم .
وغلبة الظن على النجاح يقتضي ما يلي :
الإعداد الفكري والمادي.
التخطيط الجيد، وحسن التدبير فهجرة الرسول عليه السلام دليل على وجوب التخطيط واإعداد . وهذا يقتضي ما يلي:
أ - اختيار الوقت المناسب للخروج: كاستغلال حادثة معينة، كأن يكون الشعب فيها غاضباً على النظام، أو حالة غليان جماهيري جراء سلسلة من إجراءات قمعية أو غير ذلك.
ب - أن يكون الخروج شاملاً في الدولة التي يخرج عليها، حتى لا يستطيع النظام مواجهة الخارجين، أما إذا كان الخروج في منطقة معينة، فإن النظام يتوجه بكل قوته إليها، كما حصل في سوريا، التي كانت حماة وحمص تشتعل ناراً بينما المناطق السورية الأخرى وخاصة دمشق لم تحرك ساكناً.
ج- أن يكون الخروج جماعياً : وليس على يد فئة قليلة لا تستطيع الوقوف أمام النظام لأن الخروج العشوائي والفردي لا يجدي، لسهولة القضاء عليه من قبل النظام، فإذا تحققت القدرة والاستطاعة وخطط جيداً للخروج وغلب الظن على الخروج بسبب القدرة والتخطيط الجيد، وجب الخروج .

متفقون على المبدأ مختلفون بالجزئيات
د - مراعاة فقه الموازنات أو النظر إلى النتائج ومآلات الخروج .
إن الخروج المسلح على أي نظام رعيته مسلمون ليس بالأمر السهل ، لأن الخروج يمكن أن يؤدي إلى إراقة لدماء المسلمين ودم المسلم محرم، يجب المحافظة عليه .
" إننا إزاء أمر خطير قد يطيح بالنظام كله، وقد يترتب عليه تدخل أعداء الإسلام ، فيحتلون أراضيه أو جزء منها، إذا رأوا المسلمين بأسهم بينهم شديد، من أجب ذلك ولإذ كان الخروج حفاظاً على ضرورة الدين بإقامة الشريعة ، فإن الضرورة تقدر بقدرها، ويكون استعمال الخروج تماماً كما يكون استعمال مبضع الجراح، وكما لا يسمح لأي إنسان أن يباشر عملية جراحية في جسم إنسان ، حتى لا يؤدي الأمر إلى إنهاء حياته، بدلاً من إنقاذ جسمه ببتر جزء منه ، كذلك لا ينبغي لأي إنسان أن يباشر عملية الخروج، لما قد يترتب عليها من إنهاء حياة الأمة والدولة جميعاً " .
إذن الخروج ضرورة تقدر بقدرها ، لذا ينبغي على الحركة التي تريد الخروج، أن تنظر إلى مآلات الخروج، ونتائجه، فإذا غلب الظن الفشل، وجب الخروج مع توفر الشروط الأخرى، ولكن إذا غلب الظن الفشل ، وجب الصبر، مع وجوب الإعداد للخروج ، فالموازنة بين المصالح والمفاسد قاعدة يجب الأخذ بها في العمل الإسلامي ، كما يرى حسن البنا ومحمد أحمد الراشد. وهذه هي الشروط التي ينبغي توافرها حتى يكون الخروج واجباً وناجحاً .
إن إقامة شرع الله يحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل، ولا يعني ذلك أن نتوقف عن العمل من أجل التغيير بحجة عدم الاستطاعة أو الخشية من حصول فتنة .
العمل الدعوي من اولويات التغيير ومن ثم يتبعه الإعداد المادي ليكتمل الإيمان مع السلاح فلا نصرة ولا تمكين بالسلاح فقط بل يجب أن تتوفر فيه شروط الإخلاص .. والإخلاص لا يكون إخلاصا إلا بمعرفة الله تعالى وفهم سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام
إن العمل الإسلامي يحتاج إلى تضحيات ، وما فتحت البلاد الإسلامية إلا بدماء الآلاف من المسلمين ، ويجب على العاملين في الحقل الإسلامي أن يعدوا العدة من أجل التغيير ، وأن ينفضوا عن أنفسهم ثوب الخوف ، خاصة أن الشعوب الإسلامية تكوى يومياً بالحديد والنار، وتدعو إلى الخلاص .
لا يشترط سيلان الدماء طالما بالاستطاعة تجنب ذلك
وما الدماء والأولاد والمال إلا وسائل لتحقيق غاية واحدة لا إله إلا الله محمد رسول الله قولا وعملا بكل ما تحمله من تبعات وواجبات لننال رضا الرحمن جل في علاه
فقد قرأنا بالتاريخ أن السند والهند وآسيا برمتها آمنت لما شاهدته من أخلاق التجار فكانوا دعاة لترجمتهم لدينهم على أكمل وجه وليس كما يحدث اليوم من بعض من نحسبهم على خير ومن من نظنهم الشر المطلق أمثال بعض دعاة الفضائيات المميعين لحدود الله بداعي الحداثة والعولمة
هذا والله اعلم
والله من وراء القصد

عزام
10-02-2008, 08:11 PM
بارك الله فيك اخي طرابلسي
بالاجمال لقد ضيقنا نقاط الخلاف بيننا
ولم يعد هناك فارق مهم يذكر الا قضية العدد التي لا اراها ملزمة لاقتناعي ان القضية بالكيف وليست بالكم. وننتظر تعقيب الاخ المسلم اذا كان هناك خلاف بيننا في امر آخر.
هل فهمت ان هناك لقاء سيجمعكم مع الاخ فاروق وشيركوه؟
لم لا ترسل لي على الخاص ان كان هناك شيء خاص بي بدلا من ان تطلب من الآخرين ابلاغي؟ :)
عزام

طرابلسي
10-03-2008, 12:50 PM
بارك الله فيك اخي طرابلسي
بالاجمال لقد ضيقنا نقاط الخلاف بيننا
ولم يعد هناك فارق مهم يذكر الا قضية العدد التي لا اراها ملزمة لاقتناعي ان القضية بالكيف وليست بالكم. وننتظر تعقيب الاخ المسلم اذا كان هناك خلاف بيننا في امر آخر.

هل فهمت ان هناك لقاء سيجمعكم مع الاخ فاروق وشيركوه؟
لم لا ترسل لي على الخاص ان كان هناك شيء خاص بي بدلا من ان تطلب من الآخرين ابلاغي؟ :)
عزام

ولا اظن أيضا أنه يوجد فارق فيما تفضلت به فمن استطاع أن يغير منكرا دون أين يترتب عليه تبعات لكامل المجتمع أو يكون سببا لاجتثاثهم فعدم تغييره أولى بل هو المعروف بعينه أما إذا كانوا كثرة وقوة قادرة على التغيير الجذري بكامل المجتمع لفرض حكم الله فيه فهذا عين المطلوب فلم يعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم دولته إلا بعد أن رسخ أصول الإيمان بسواد الصحابة رضوان الله عليهم وكان بينهم كفار ومنافقين ولكن الغلبة للمسلمين بلا شك

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز و أكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله تعالى منه بعقاب . ‌

تخريج السيوطي
(حم د هـ حب) عن جرير.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5749 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ) أي وهم ممن لم يعمل بها بل عمل بها غيرهم ( هم أعز ) أي أمنع ( وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم اللّه منه بعقاب ) لأن من لم يعمل إذا كانوا أكثر ممن يعمل كانوا قادرين على تغيير المنكر غالباً فتركهم له رضاً بالمحرمات وعمومها وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } .

اما لماذا لم أطلب منك مباشرة :)
فالسبب وجيه والنية أصفى من اللبن
طلبت من غيري لأنه أرجى بالقبول من طلبي مباشرة كالذي يطلب شفاعة ممن يحسبه محل قبول عند الطرف الآخر طبعا يشرفني ذلك وجميع الأخوة
وبالمناسبة سيكون معنا إن شاء الله _ أبو بكر _ فاروق _ فخر _ شيركوه _ مقاوم _ عزام _ المسلم _ وانا :)
والمكان بيت جيدا والتنسيق قائم
إن شاء الله ما كون نسيت أحد إذ صاير هذه الأيام عم انسى كتير ربما بداية خرف :)

ملاحظة : هذه آخر مشاركة لي في موقعكم أرجو إكمال هذا الموضوع مع أخونا المسلم فانا أثق به كثيرا

al_muslim
10-03-2008, 02:15 PM
الأخ عزام السلام عليكم

إن موضوع الكم والكيف لا مشكلة فيه لأن تقدير الأمر متروك للأمير أو للمسلمين

وقد يسد النوع مكان الكثرة أو العكس ، المهم أن يكون للأمر ضابط ، وليس كما نرى من بعض الإسلاميين - مما يحز بأنفسنا من - التسرع في غير محله
تبقى مسألة حزب التحرير ، فإنه مخطئ في موضوع طلب النصرة إن شئت بحثنا الموضوع .

من هناك
10-03-2008, 03:28 PM
لم تكون هذه آخر مشاركة لك اخي الطرابلسي؟
هل حدث مكروه او انك ستبتعد عن الانترنت او عن صوت فقط؟

عزام
10-03-2008, 05:52 PM
اما لماذا لم أطلب منك مباشرة :)
فالسبب وجيه والنية أصفى من اللبن
طلبت من غيري لأنه أرجى بالقبول من طلبي مباشرة كالذي يطلب شفاعة ممن يحسبه محل قبول عند الطرف الآخر طبعا يشرفني ذلك وجميع الأخوة
وبالمناسبة سيكون معنا إن شاء الله _ أبو بكر _ فاروق _ فخر _ شيركوه _ مقاوم _ عزام _ المسلم _ وانا :)
والمكان بيت جيدا والتنسيق قائم
إن شاء الله ما كون نسيت أحد إذ صاير هذه الأيام عم انسى كتير ربما بداية خرف :)
ملاحظة : هذه آخر مشاركة لي في موقعكم أرجو إكمال هذا الموضوع مع أخونا المسلم فانا أثق به كثيرا

بارك الله فيك اخي
ليس المقصود العتاب
ولكن لأن لا احد من الذين استشفعت فيهم بلغني :)
والمتفرقات التي كتبتها هنا وهناك لم افهمها جيدا
كما اني لا اعرف المكان ولا الزمان
على كل حال لا تعتل هم انا الاحق فاروق ان شاء الله حتى اتقصى المعلومات
ما شاء الله جمعة حلوة.. يعني يلي بدو يخلص من جهابذة الصوت كما يسمينا الاخ بوراي بيقدر يلاقينا في مكان واحد :)
امر آخر: نحن لا نريد ان نخسركم في هذا المنتدى فانت ما شاء الله مسموع الكلمة من الكل انتم صمام الأمان في المنتدى.. :)
عزام

عزام
10-03-2008, 06:00 PM
الأخ عزام السلام عليكم
إن موضوع الكم والكيف لا مشكلة فيه لأن تقدير الأمر متروك للأمير أو للمسلمين
وقد يسد النوع مكان الكثرة أو العكس ، المهم أن يكون للأمر ضابط ، وليس كما نرى من بعض الإسلاميين - مما يحز بأنفسنا من - التسرع في غير محله
تبقى مسألة حزب التحرير ، فإنه مخطئ في موضوع طلب النصرة إن شئت بحثنا الموضوع .
بارك الله فيك
لا نمل من توضيحاتك طبعا بخصوص النصرة وغيرها..
هو في بداية الحوار التبس الامر علي اذ ظننت ان منهجكم قائم على الدعوة بالكلام فقط (مثل اهل الدعوة والتبليغ) والانتظار حتى يهتدي المجتمع كي يقيم هو دولة الاسلام. لكنك عدت ففصلت ان المطلوب تشكيل النواة القوية -في منطقة جغرافية ما - والتي تصلح ان تقوم بامر الجهاد فيما بعد لنشر الاسلام فيما بعد ولعل المقطع التالي يلخص نقطة مشتركة بين كل من شارك في الحوار.

إن خيار القوة جزء لا يتجزأ من العمل الإسلامي، لأن خصوم الإسلام والمسلمين لن يتنازلوا عن مواقعهم وكراسيهم إلا بالقوة، لذلك شرع الله الجهاد، وفرضه على المسلمين لتحطيم القوى التي تحول دون اعتناق العقيدة الاسلامية وكتطبيق الإسلام رغم ما فيه من تضحيات . ولكن الإسلام حينما فرض الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشترط الاستطاعة على تحقيقه لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فعدالة الله تقتضي ألا يكلف مسلم بأمر خارج طاقته ، فإذا كان قادراً على فعله، وجب عليه القيام به ن كما بين الرسول عليه السلام في قوله: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، ومن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ، فتغير المنكر مشروط بالاستطاعة وهذا ما تدل عليه نصوص العلماء .

al_muslim
10-03-2008, 07:50 PM
صدقت أخي عزام لا بد من القوة ولكن في محلها ..

أنا بانتظارك في العزيمة إن شاء الله ومن هلق ما حآكل ..

عزام
10-03-2008, 09:10 PM
أنا بانتظارك في العزيمة إن شاء الله ومن هلق ما حآكل ..
همممممم
يعني ما فيني ولا في حدا من المدعوين يزعل طرابلسي من اليوم ليوم العزيمة؟؟
كتير صعبة لكن سنحاول ضبط النفس :)