تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إعصار مدمر ينتظر مصارف العالم بعد إعلان 'ليمان براذرز' لإفلاسه



من هناك
09-16-2008, 03:15 PM
إعصار مدمر ينتظر مصارف العالم بعد إعلان 'ليمان براذرز' لإفلاسه


لندن – تنتظر مصارف العالم إعصارا مدمرا قد يهبط بأسهمها الى مستويات غير مسبوقة بعدما يعلن مصرف الاعمال الاميركي "ليمان براذرز" الاثنين انه سيشهر افلاسه خلال النهار "لحماية اصوله" و"المحافظة على اكبر حد ممكن من قيمته".

وفي محاولة لإستباق العاصفة أعلن مجلس الإحتياط الفيدرالي الأميركي انه اتخذ سلسلة تدابير لدعم الأسواق، كما عاجلت كبرى المصارف بانشاء صندوق مشترك لضمان توفر سيولة كافية لأعمالها.

وفي محاولة لتهدئة موقف يبدو متوترا اعلن مصرف "بنك اوف اميركا" انه سيعيد شراء مصرف الاعمال الاميركي ميريل لينش بخمسين مليار دولار في صفقة ستؤدي الى ولادة اكبر مؤسسة مالية في العالم، وذلك في مسعى للإيحاء بأن تراجع أوضاع المصارف ربما يوفر فرصة للشراء بدلا من البيع.

وقال الاحتياطي الفدرالي الاميركي الاحد انه اتخذ تدابير لدعم الاسواق تقضي بقبوله سندات واسهم تنطوي على مجازفة ويصعب بيعها من المصارف مقابل اعادة تمويلها للحد من تأثير صدمة الانهيار المرجح لمصرف "ليمان براذرز".

وتقضي هذه التدابير التي ترتدي طابعا تقنيا الى حد كبير، خصوصا بتوسيع وتكرار عمليات اعادة تمويل المصارف بما في ذلك "ليمان".

وقال رئيس الاحتياطي الفدرالي بين برنانكي في بيان ان "الاجراءات التي نعلنها الآن والتزام القطاع الخاص (بعد اعلان عشرة مصارف انشاء صندوق) وضعت للتخفيف من المخار المحتملة ومن تقلبات السوق".

واكد برنانكي في بيان آخر انه "على اتصال وثيق مع مؤسسات تنظيمية اميركية واجنبية اخرى والمصارف المركزية لمراقبة اوضاع الاسواق المالية والشركات في العالم وتقاسم المعلومات بشأنها".

وكان الاحتياطي الفدرالي الذي يقوم بمهام المصرف المركزي في الولايات المتحدة سمح لمصارف الاعمال بعد شبه افلاس "بيرز ستيرنز" الى اعادة تمويل منه كما تفعل المصارف العادية منذ فترة طويلة.

وقد خفف الاحتياطي الفدرالي الاجراء للحصول على هذه التسهيلات بقبوله سندات تنطوي على مجازفة (جانك بوندز) ضمانة بينما كان على المصارف تقديم سندات عالية النوعية.

ويمكن لهذا القرار ان يقلص خطر نقص السيولة لدى هذه المصارف لكنه سيؤثر على عمل المصرف المركزي الذي قد يواجه احتمال جمع سندات لا يمكن بيعها.

واعتبر آلان غرينسبن الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الاميركي الاحد، ان الازمة المالية الراهنة هي الاخطر منذ 50 عاما وعلى الارجح منذ قرن، موضحا ان حل هذه المشكلة ما زال بعيدا.

وقال غرينسبن في مقابلة مع شبكة اي.بي.سي التلفزيونية، "من الضروري ان نعترف بأنها حدث يحصل مرة كل خمسين عاما، وعلى الارجح مرة كل قرن".

واضاف غرينسبن الرئيس اللامع للبنك المركزي الاميركي طوال 19 عاما (حتى 2006) "لا شك في اني لم اواجه امرا مماثلا وهو لم ينته بعد والازمة ستستغرق مزيدا من الوقت".

واعتبر غرينسبن ان القسوة الاستثنائية للازمة المالية ستؤدي الى انهيار عدد كبير من المؤسسات المالية الكبيرة، فيما كانت واشنطن تسعى الاحد الى انقاذ مصرف الاعمال ليهمن برازرز من الافلاس. وقال "بالتأكيد، يفترض الا نسعى الى حماية كل المؤسسات المالية الكبرى".


واضاف ان افلاس مصرف كبير "ليس مشكلة في حد ذاته. وكل شيء رهن بطريقة ادارة المسألة وكيف ستتم التصفية".


واعتبر غرينسبن ان الحكومة الفدرالية "لا يمكنها ان تضع شبكة امان فوق كل الشركات المالية التي تتعرض للافلاس"، ملاحظا ان الجهود التي تبذلها السلطات حول الوضع في ليهمن برازرز، تقضي بايجاد حل من دون الاستعانة بالاموال العامة.

وفسر غرينسبن الميل التدخلي غير المألوف للسلطات العامة في الولايات المتحدة، حيث الحرية الاقتصادية هي المعيار، بالعولمة المتسارعة في السنوات العشر الاخيرة.
وقال "لم نشهد ابدا هذه الدرجة الكبيرة من تشابك المصالح على الصعيد العالمي".

ولاحظ غرينسبن عناصر ايجابية تقلل جزئيا من تأثير الازمة المالية على النشاط الاقتصادي. واورد مثالا التراجع الكبير لاسعار النفط والمواد الغذائية التي تتيح تراجع التضخم على المدى القصير على الاقل.

واضاف "سأكون سعيدا جدا اذا كانت هذه العوامل تكفي لتثبيت هذه الازمة لكني لا اراهن بمالي على ذلك".

وقد تشوهت سمعته قليلا فيما يتهمه بعض النقاد بالمساهمة في اندلاع ازمة الرهن العقاري التي تسببت في الازمة الراهنة لابقائه نسب الفائدة لدى الاحتياطي الفدرالي الاميركي على مستويات متدنية جدا فترة طويلة.

وكانت عشرة مصارف تجارية واستثمارية دولية - اميركية واوروبية - كبيرة أعلنت الاحد تأسيس صندوق يحتوي سبعين مليار دولار تستطيع الاستعانة به اذا ما واجهت خطر نقص في السيولة في محاولة لاستباق انهيار مصرف "ليمان براذرز".

وقالت هذه المصارف في بيان مشترك انها "قامت بسلسلة من الخطوات لتأمين السيولة والحد من تأثير التقلبات غير المسبوقة وغيرها من التحديات التي تواجه اسواق الاقراض".

واضافت المصارف ان كلا منها سيمول هذا الصندوق بسبعة مليارات دولار ويمكن لكل منها الحصول على ثلث المبلغ المودع فيه لتسهيل الحصول على اموال.

والمصارف المساهمة في الصندوق هي الاميركية "بنك اوف اميركا" و"سيتي بنك" و"غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان تشيز" و"ميريل لينش" و"مورغان ستانلي" والبريطاني "باركليز" والالماني "دويتشه بنك" والسويسريان "كريديه سويس" و"او بي اس" (اتحاد المصارف السويسرية).

ويفترض ان يزيد حجم هذا الصندوق مع انضمام اعضاء جدد اليه.

كما اكدت المصارف انها ستلجأ اعتبارا من الاسبوع الجاري الى تسهيلات اعادة التمويل من الاحتياطي الفدرالي الاميركي التي تستخدمها نادرا لان ذلك يعتبر مؤشرا على ضعف السوق.


وعبرت المصارف العشرة عن ارتياحها للتسهيلات التي اعلنها الاحتياطي الفدرالي الاميركي ومن بينها قبول مجموعة منوعة من السندات بما فيها اسهم، ككفالات.