تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شعب الجزيرة وكثرة الهموم



المنهجى
09-14-2008, 03:45 PM
تؤكد دراسة علمية حديثة نشرتها جريدة الاقتصادية أن حجم البطالة الحقيقي في المملكة أكثر من 35%. بالله كيف يعيش هؤلاء العاطلون عن العمل وكيف يدبرون لقمة العيش لأنفسهم ولأسرهم في ظل موجة غلاء غمرت حتى الطبقة المتوسطة من المجتمع؟ وما شعورهم وهم يقرؤون صحف تبشر بالمزيد من كرم التجار50% زيادة في الأسعار بمناسبة شهر رمضان والمستقبل نار وكم بلغ ضغطهم والصحة تسجل هدفاً آخر في شباكهم برفع أسعار الأدوية حتى40 %؟ وما مدى تحملهم للعطش والماء يسدد ضربة جزاء أخرى قوتها 25% ؟ وهل يا ترى يفرحهم ارتفاع أسعار البترول أم لا يهمهم أمره ؟ وإذا سرق هؤلاء من شدة جوعهم وجوع أسرهم، هل يجب علينا تعطيل حد السرقة أسوة بما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام المجاعة في المدينة؟ وإن تسوّل أطفالهم أنُمسكهم على هونٍ أم نتصدق عليهم؟ أفتونا في رؤيانا إن كنتم للرؤيا تعبرون نريد فتاوي لا تختصر العالم في فتاوي الزواج فقط. المواطن يئن من الفقر والإعسار ونحن نفتي في المسيار والمسفار وزواج الوناسة وزواج الصغار ومسلسل يحي ولميس ومهند ونور حياة الناس في خطر ففضلاً رتبوا الأولويات بطريقة صحيحة فمن بطالة وفقر وارتفاع أسعار جنوني إلى زكاة غير مرئية إلى رشاوٍ وفساد ومشاريع بالملايين على الورق من يصدق أننا لا زلنا نتجادل حول خط الفقر وحول إعانة الفقراء والعاطلين عن العمل ؟ من يصدق أن هناك منتديات للبطالة وأخرى للمقاطعة تحمل اسمنا وشعارنا ونحن نعوم على أكبر بحيرة نفط في العالم؟ من يصدق صورة موظف الأرصاد داخل خيمة على قارعة الطريق يرفع لافتة "جائع أطالب براتبي وأقبل الهبات العينية والنقدية" وتابع يقول لموقع العربية: "نعيش الضنك في أبشع صورة على جميع الأصعدة بسبب توقف صرف رواتبنا، وما ذنبنا حتى نستدين ونجوع؟" فخبرونا كيف حال من لا راتب له أصلاً ولا عمل ولا بوارق أمل؟ وحتى لو قَبِل أن يكون "نادلاً" ليلتقط الإعلام صورة بطولية له فاجمعوا واطرحوا واضربوا واحسبوا كيف يستطيع أن يصل لآخر الشهر براتب 1500 ريال؟ وعش رجباً ترى عجباً! سألت قناة الإخبارية المواطنين ما هي السلعة التي ارتفع سعرها في الوقت الحاضر؟ صحح السؤال أحدهم فقال ما السلعة التي لم يرتفع سعرها؟ أجاب الآخر الدخان لأنه ضار
للأسف نحن ندفع بكل أريحية 60 و70 مليون ريال صفقة لاعب واحد يا بلاش "يجري ورا المجنونة" لكننا نرفض إعانة عاطل يجري على رزقه فلا يجده في بيت مال المسلمين. ونحن أيضاً نصافح بكل فخر شاعر المليون ونغازل الفضائيات ومزايين الإبل وسلسلة طويلة من الأرقام المميزة لكننا نخاف أن تتسخ أيدينا لو مست كف الفقير. مَن المقصّر وكيف اختلت الموازيين وأين التكافل ولماذا لم يعد يهمنا أمر المسلمين ؟ أفتونا في "وناسة" الفقر والبطالة إن كنتم قادرين. "والله لو كان الفقر رجلاً لقتلته" ودمتم سالمين.