تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كوليرا.... في كربلاء؟؟؟



من هناك
09-14-2008, 02:47 PM
على الرغم من الإعلان المتكرر عن تحسن الأوضاع في العراق الجديد والذي "حررته" القوات الأمريكية, لدرجة أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قال أن بلاده وصلت إلى نهاية اللعبة في العراق, فإن الأحوال المعيشية فيه ما تزال قاسية ومأساوية. العراق الأمريكي والذي أعلنت حكومته عن أضخم ميزانية في تاريخه, وصلت إلى 70 مليار دولار, يعاني من انتشار الأمراض والأوبئة والتي غابت عنه في الحكم "الدكتاتوري" السابق وعلى الرغم من الحصار القاسي والذي كان مفروضا عليه.
الكوليرا منتشرة في العراق الجديد, وبحسب بيان صادر عن هيئة علماء المسلمين فإن حجم الكارثة هو أكبر بكثير من المعلن. والأمر المثير للسخرية المرة هو في أن الوباء ضرب محافظة كربلاء, حيث تقع المدينة والتي يعتبرها كثير من الشيعة من أقدس المدن لديهم, والتي تشد إليها الرحال في العام أكثر من مرة سيرا على الأقدام. الحكومة العراقية والتي على رأسها أحزاب شيعية وصلت إلى السلطة من خلال التمسح بالبكاء على ما تعتبره مظلومية الشيعة, والتي خاطبت وما تزال جماهير الشيعة من خلال عواطفها الدينية, تفشل في حماية كربلاء من الكوليرا وفي تقديم مياه صالحة للشرب لسكانها وزوارها على الرغم من الفائض الضخم في ميزانية العراق والذي وصل إلى 79 مليار دولار.


في الربيع الماضي حذّّرت الأمم المتحدة، من انتشار سوء التغذية بين أربعة ملايين شخص داخل العراق- أي أن واحد من كل ستة عراقيين "بلا غذاء كاف". ونبّه جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة الطارئة، إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في العراق خلال العامين الماضيين بسبب تدهور الخدمات الأساسية في عدة مناطق. وقال هولمز إن "الخدمات الأساسية في مناطق عديدة ما زالت في تدهور,وإن هناك أربعة ملايين شخص دون غذاء كاف، بينما لا تتوفر مياه الشرب لـ 40% من السكان، وتغيب الرعاية الطبية الأساسية عن ثلث السكان". وأشار هولمز إلى أن " 4 إلى 9 % من الأطفال العراقيين تحت سن خمس سنوات يعانون نقصا حادا في التغذية".


وفي شهر يوليو الماضي نددت منظمة العفو الدولية في تقرير لها بتخلي المجتمع الدولي عن واجبه الأخلاقي فيما يتعلق بأزمة اللاجئين والنازحين العراقيين بالرغم من اتخاذها "أبعادا مأساوية" حسب توصيف التقرير, والذي اعتبر إن حكومات العالم لم تفعل سوى القليل للمساعدة في هذا الشأن. تقرير المنظمة -والذي استند إلى دراسة أوضاع اللاجئين العراقيين في سوريا والأردن- أشار إلى أن اللاجئين يعيشون أوضاعا مزرية ويتهددهم مزيد من الفاقة، وأن المعاملة الدولية لهم تسوء فهناك تضييق عليهم مما أدى لارتفاع حالات العودة القسرية التي تمارسها دول أوربية. فيما انتقد تقرير صدر عن مجموعة الأزمات الدولية مواقف الحكومة العراقية حيال اللاجئين العراقيين. وجاء في التقرير أن "حكومة المالكي لا تستحق أي ثناء, فقد أظهرت هذه الحكومة التي تحصل على أموال طائلة بخلا حيال رعاياها العالقين في الخارج".


في العراق الجديد عقود نفطية غامضة بمليارات الدولارات, وميزانية ضخمة وفائض كبير, وفيه سياسيون جاؤوا في ركاب الاحتلال كان بعضهم يعيش على المساعدات الاجتماعية في بلاد اللجوء فأصبحوا مع "تحرير" العراق من أصحاب المليارات. كما أن في العراق الجديد خدمات أساسية مفقودة, وأوبئة وأمراض وفقر وما يشبه المجاعة حيث يحرم الفقر أجيالا من الأطفال من حقهم في التعليم ويغتال مستقبلهم.


هل لنا أن نفهم التحسن الذي يتبجح به بوش حين يتحدث عن العراق؟ وهل لنا أن نسأل أمريكا والتي أحيت بألم وخشوع ذكرى قتلاها الثلاث الآف من ضحايا سبتمبر, كيف للعراقيين أن يتذكروا ضحاياهم ممن تجاوزوا المليون في حرب "تحرير" العراق والتي دمرت الأخضر اليابس وأهلكت الحرث والنسل؟؟


ياسر سعد

عبد الله بوراي
09-14-2008, 06:24 PM
يارب سلم سلم

اللهم فرج عن الشعب العراقي المقهور
اللهم اشف ِ صدور قوم مؤمنين