تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابو مازن: مدمن تفاوض او حريف تخاذل



من هناك
09-14-2008, 01:37 PM
من الصعب على المتابع أن يفهم ماذا تريد السلطة الفلسطينية, وهل ثمة محددات وبوصلات في تصريحات وخطوات رئيسها محمود عباس!! فمواقف الرجل كثيرا ما تبدو متناقضة وتصرفاته تبدو عديمة الأهداف. أبو مازن قال في حوار مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن مفاوضات السلام لم تحقق سوى تقدم محدود وإنها لم تسفر عن الاتفاق على أي قضية من القضايا الرئيسية المتنازع عليها بين الجانبين, مشددا أن "الفجوة بين الطرفين كبيرة جدا".


غير أن عباس كعهده دائما وعد بمواصلة المفاوضات, قائلا "سنتفاوض مع أي رئيس وزراء تنتخبه إسرائيل، ولكنني اعتزم التفاوض مع اولمرت حتى اللحظة الأخيرة له في المنصب", معبرا عن مشاعره تجاه اولمرت بقوله "أكن له احتراما كبيرا... لقد عملنا معا لأكثر من سنة", متمنيا له الخير. وإذا كان التفاوض من غير نتيجة يعد عبثا سياسيا, يعطي إسرائيل غطاءا للتطبيع مع المحيط العربي, ولنيل الثناء الدولي, ولتغيير الحقائق على الأرض, فإن الإصرار على التفاوض مع اولمرت حتى اللحظة الأخيرة وهو يواجه فضائح الفساد, يكشف على وصول أبومازن لمرحلة تشبه الإدمان على مفاوضات لا طائل ولا جدوى منها.


غير أن عباس وهو يفشل في مفاوضاته على الحصول من إسرائيل على شيء, يقدم التنازلات المجانية في الملفات الكبيرة ومنها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة, فقد قال في نفس المقابلة، " نتفهم أننا إذا طالبنا بعودة الخمسة ملايين لاجئ إلى إسرائيل، فإن دولة إسرائيل ستُدمر", مطالبا إسرائيل بالسماح لـ "عدد معقول" منهم بالعودة.


أخر المواقف العجيبة والغربية لعباس طلبه من إدارة الرئيس بوش بعدم توجيه اللوم إلى الفلسطينيين أو الإسرائيليين إذا فشلوا في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية هذا العام, وقال عباس في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس في رام الله، إنه سيطلب من الحكومة الأميركية الجديدة دعم عملية السلام مباشرة بعد انتخابها.


أجد نفسي عاجزا على فهم حرص عباس وطلبه من إدارة بوش بعدم توجيه اللوم للإسرائيليين حال عدم التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين, وهو أمر متوقع منذ انطلاق المفاوضات. ألم يقل لنا هو وسلام فياض والمفاوضين الفلسطينيين مرات عديدة بأن الدولة العبرية تتجاوز كل الالتزامات ببنائها المستمر والشره للمستوطنات, وبتوغلاتها الأمنية وباعتقالاتها المستمرة, وبعدم إزالتها لحواجزها الكثيرة والتي تحيل حياة الفلسطينيين لجحيم لا يطاق. كان حري بعباس أن يتحدث عن وعود بوش الزائفة, وعن عدم التزام إسرائيل بمبادرات السلام العربية والدولية, بدل الحرص على تجنيب الإسرائيليين لوما أمريكيا لن يحدث!!
\

يتمنى عباس لاولمرت الخير, فهل لأن الرجل شدد الحصار على غزة وأرتكب فيها جرائم حرب في عملية الشتاء الساخن أم لأن حكومته تواصل بناء جدار الفصل وتعلن جهارا عن بناء وتوسعة المستوطنات؟ نتمنى على الرئيس عباس أن يراجع مواقفه وخياراته, إن لم يكن من أجل القضية الفلسطينية فمن أجل سمعته الشخصية ومواقف الأجيال القادمة وتقييمها له.



ياسر سعد