تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اخرس يا سعودي!



من هناك
09-13-2008, 11:20 AM
اخرس يا سعودي!


نجيب الزامل

- 06/08/1429هـ



قضية الأسبوع: انحسار سمعتنا في العالم الإسلامي، جرسٌ يجب أن يُدقّ بصراحة من أجل الحقِّ والحقيقة

وسمعتنا أقصد بها السمعةُ السعودية كدولةٍ تمثل الإسلامَ، وإن لم نفتح هذا الموضوع الآن ونفاتح أنفسنا بصراحةٍ فإن الوقتَ سيكون فيما بعد متأخراً، وأسوأ أنواع تناول أي مرض هو التأخر في العلاج، فما رأيك في التأخر بالاعتراف؟!يك أييك كما أنه يجب أن نعرف ما نريد حقا: هل نحن نريد بالفعل أن نكون ممثلين للإسلام وللمسلمين؟ أم أننا غيرنا وجهتنا نحو التحضر العالمي والمدنية الأرضية وتغيير جلدنا من أجل أن يقبلنا العالم؟ حتى لا نضيِّعُ ذاك، ولا نكسبُ هذا

سبق أن كتبت هنا أني كنت في مجلس فكري في تونس وأكرموني بالحديث حول مواضيع تخص الشأنَ العربي، فإذا رجلٌ ستيني ملتحٍ يرتجّ غضباً كزلزالٍ مفاجئ

ويقول لي: 'اخرس أيها السعودي'..ء

وبين دهشتي وارتباك الحاضرين

تابع مزبداً ومرعداً: ' لقد خربتم أبناءَ الأمةِ وشباب وشابات هذه البلاد بمحطاتكم الفضائية وخربتم وقوضتم الأخلاق، وتأتي هنا بمسوح الفضيلة ....ء

يا ويلكم أيها المنافق'.

صحيح أن المضيف والباقين حاولوا أن يلطفوا الموقفَ ولكن كمن يقول: 'معه حق، ولكن لم يكن من الأدب واللياقة أن يثور بهذه الطريقة أو يخاطبك شتماً..'، يعني أنهم اتفقوا معه في الموضوع .. وهذا هو نخاع المسألة، وخالفوه في تصرفه وهو حواشي المسألة.. صورة لنا تغيرت وبمعطيات نقوم بها، في ذاك الصالون الفكري

وشكوتُ لأصدقائي السعوديين في مانيلا عن صرّافٍ مسلم (وتكاد مهنة الصرافة في العاصمة الفلبينية أن تـُحتكـَر من قبل المسلمين) طردني من محلـِّه الصغير، وأنا أريد أن أصرف عُمـْلة لديه..ء

وقال لي حرفيا: ' قو آوت يا كافر!' فتنفستُ الصعداءَ ظنا مني أنه يظن أني لستُ مسلماً، فحاولت التصحيح

ورددتُ عليه: 'ولكني أنا سعوديٌ مسلم..'ء

وأجاب: ' لا، السعوديون كافرون، يساندون النصارى واليهود.. إيران هي المسلمة تحارب اليهود والنصارى.. اخرج'.ء

خرجتُ، وزوجته تتابع الشتمَ بعد أن توقف هو. ومع الموقف المحرج كنت أتساءل مديراً أصابعي مذهولا: 'ربي، ما الذي حدث؟!'ء
***

وبذكر إيران.. فالمذهبُ الشيعي ينتشر في القارةِ الإفريقية، وهذا ما نعلمه كلنا من الأخبار المتواردة، فلقد سجلت موسوعة جينيس أكبر مسيرةٍ بشريةٍ وهي الموكب الحسيني في عاشوراء في بلد من وسط إفريقيا، وظهروا في الصورة بحرا من البشر عراة الصدور والدماءُ تنزف من جباهِهم وظهورهم، بمظاهر العزاء الشيعية

فتتعجب، متى وصل المدُّ الشيعي لوسط إفريقيا في بيئةٍ تقليديةٍ سنيةٍ؟

وكيف انتشر بهذه الطريقةِ اللافتة؟

لماذا لم نسأل أنفسَنا هذا السؤالَ قط؟

أو لمَ لمْ نواجه الظرفَ بصراحة؟

والموضوع هنا ليس رأياً حول المذهب الشيعي، ولكن إيران بالتأكيد حققت الوسائلَ الصحيحة لتصل للنتائج الناجحة
***

* و'الميندناو' الجزيرة الكبرى الجنوبية في أرخبيل الفلبين هي آخر المعاقل السنية .. حتى سنواتٍ قليلة

دخل المذهبُ الشيعي بين مسلميها محققاً خرقاً تاريخياً لأول مرة، ولكنه يسري بين مسلمي الجزيرة، والسبب أيضا وطبعا إيران..

وستعرف أن إيران لها هذه الصورة التي نجحت فيها بإقناع المسلمين بأنها حامية حمى الإسلام والتصدي وحدها لإعدائه..ء

كما أن إيران البراغماتية العملية أنزلت استثماراتـَها وشركاتها في الجزيرة بترحيبٍ من السكان (كان الاستثمارُ محصورا للأمريكان والأوروبيين والشركات الصينية والكورية والياب انية) وستحصد الأعمالُ الإيرانية ذهباً من الجزيرة..ء

ونحن ما زلنا غائبين إعلامياً واستثمارياً عن الجزيرة.. وهذا الذي دعاني لأتمسك بفرصةٍ زراعيةٍ كبرى تقدَّم لنا بها مسلمو جنوب المنديناو بالأسنان..ء

فلعل مطورينا السعوديين يحدثون ما لم يحدثه إعلامُنا.. ء
***
* يجب أن أوضح أني هنا لا أقدم رأياً حول مذهبٍ أو دولةٍ، ولكني أسجل ما يحدث في الواقع.. لأؤكد أن خلق الصورة الدولية مهم جدا في هذا العالم..ء

ولكن أن نحدد من نريد أن نكسب

إيران واضح أنها قررت أن ترتبط ارتباطا عضويا بصورةٍ إسلامية (بطريقتها) وقررت أن تكسب تأييد المسلمين في العالم.. ويبدو مما نرى أنها تنجح

وعلينا أن نسأل أنفسَنا بدقةٍ شديدةٍ:ء

من نريد أن نكسب نحن؟

هل نريد أن نكسب العالم الغربي؟

إن كان ذلك ما نريد، فلنسأل سؤالا آخر.. هل نجحنا؟

أم هل نريد أن نكسب العالم الإسلامي، إذن لماذا بدأ هذا الانحسار؟.. هل نريد أن نكسب الاثنين؟ طيب.. هل يمكن؟!ء
***
* كنت قد كتبتُ مقالاً بالإنجليزيةِ في جريدة 'عرب نيو' بعنوان: 'ماذا عن صورتنا الوطنية' What about our national image
والأمر مهم جدا استراتيجيا في رأيي، فلا يفيد أن نقول عن صورتنا ما نعتقده نحن أو نروِّجه عنها، الحقيقة التي ستبقى في أذهان الناس هي ما يرونه هم، وما يعتقدونه هم.. ومنها معطيات نقدمها نحن بقصدٍ أو غير قصد هذه هي الحقيقة .. لا غير
***
* نحن أكثر دولةٍ تصرف مساعداتٍ للمسلمين، ولا أحد ينافسنا في ذلك، ونحن نحتضن أكبر وأهم المؤتمرات الإسلامية ونتحمل معظم ميزانياتها، ونحن من لدينا أهم الجامعات الإسلامية .. ونحن أول من يساند ويقف مع قضايا المسلمين في الأرض .. لماذ لا يعرف المسلمون هذا .. ومن المقصر؟ هل هم؟ أم نحن؟ ***
* إذن هناك أشياء يجب أن تـُصلح .. هناك عرباتٌ خرجت عن الطريق ويجب أن تـُعاد .. فإني أؤمن بأننا ما زلنا نملك الطريقَ، وكل ما علينا هو أن نلتزم بالسير عليه! ء
***
* واكتبْ بخيرٍ إذا ما كنتَ مقتدراً بذاكَ شرفتَ فضلاً نسبة القلـَم ِ

في أمان الله..

Ghiath
09-13-2008, 12:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله..

صورتان احداهما سوداء قاتمة جدا.. واخرى بيضاء ناصعة جدا.. رايتهما بنفسي..

الاولى..
في طريقي الى العمرة تحولت رحلتي بالطائرة الى رحلة مختلفة عبر بلد عربي اهله من افقر اهل الارض.. فرايت الطائرة ممتلئة حتى اخرها بالشباب السعودي الذين هم اعمارهم بين الـ 18 والـ 30 اغلبهم كانوا عائدين بعد ان افرغوا كل ما لديهم من امور لا تخطر على بال احد.. وهم لم يعودوا يبالوا بالحديث صراحة عن رحلتهم تلك لاصدقائهم وزملائهم..

الثانية..

شيخ سعودي معروف في لجنة عالمية معروفة حضر تجمعا يحضره الشيخ فيصل المولوي قادما من لبنان.. تحدث بحديث تقشعر له الابدان عن السنة في لبنان.. وقد كان من اكثر الكلمات المؤثرة التي قالها متوجها بها نحو الحاضرين.. قال يا اهل السنة في لبنان.. لا تكونوا كالاسد الذي تربى بين النعاج فلما كبر قالت له نعجة انت اسد فلم يصدقها فاخذته الى بئر فنظر الى نفسه فراى انيابه ومخالبه فزار زئيرا هز الغابة..

لقد قالها وانا اجد الحرقة في نفسه..

هذا هو حال البشر.. صراع دائم بين الخير والشر.. ولكل شئ في الحياة صورة مشرقة واخرى مظلمة..

من هناك
09-13-2008, 06:49 PM
صدقت يا اخي وجزاك الله خيراً على هذه التذكرة. إن المشكلة ان الكثير من شبابنا تربى تربية الأسد بين النعاج وكما قال عمرو خالد، لا بد لسامبا من ان يستيقظ يوماً ولكن اين سيعيش لو استيقظ إن لم يبن مجتمعاً خاصاً به ويتقبله

شيركوه
09-13-2008, 11:06 PM
صار اسمو سامبا؟؟؟

كل فكري سامبو P:

اسف على خروجي عن الموضوع -كالعادة- بس ايدي صارت ترعاني :)

بالنسبة للموضوع ... ايران والحزب في لبنان يشتغلون بطريقة سليمة وصحيحة ... يلبون على الناس ويصدقهم الناس وهم على باطل ... ولكن ... ايضا "السعودية" ... ليست على حق ... فهي لن تنجح لانها فاشلة في التسويق لما هي عليه ..
وقد قالها هي تقف في صف امريكا ... والناس في العالم يهمها هذا الامر .. فعاطفتها الاسلامية لا تزال موجودة ولا يمكن ان تتعاطف مع من يقف في صف عدو الامة مهما كان محسنا ومغدقا للمال ... -ولن ادخل هنا فيما اذا كان يصرف في مكانه او يصرف كل ما يجب ان يصرف-
ولكن الامر الصحيح ان الاعلام الشيعي قوي جدا وطريقة العمل المنظمة والاستارتيجية مهمة وعلى حرفية عالية ...
ولا ادري حتى متى سنبقى اما نتامل باعجاب او نهاجم بحقد دون تفكير ونقوم ببخس بضاعتهم نكاية ... ونبقى في المقابل دون حراك؟

السلام عليكم

صرخة حق
09-14-2008, 06:08 AM
يذكرنا هذ المقال بضعفنا وتخاذلنا ، وكيف نجح تكالب الأمم علينا ... من معادٍ مجاهر ، ومن مزور منافق ، ومن صديق غادر ، وجند هؤلاء كثيرا من يطعن في ديننا وعرفنا من أبناء جلدتنا .. فيدفع لهم من غير نظر في الفاتورة فالعائد أكثر
وهذا زمن بيع الذمم ...... إنها أنات محبوسة لذل اعترانا وهواننا بين الناس .. لماذا ؟؟!!




إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ..

فايران سلطانها مع قرآنها
ولكن المسلمين ...!!! من هم سلاطينهم ، ما هو دين معظمهم !! و هل يخافون على شيء أكثر من خوفهم على كراسييهم !!
وهل طريق السلاطين طريق قرآن الرحمن

كلنا اليوم نشاهد المسلسلات التنازلية والتخاذلية : من تغيير للتعليم شامل لا يخدم الوطن الذي يتغنى باسمه حتى يخدم الدين ، من اقتصاد ربويٍّ طاغٍ ، من أسر مشتتة بين تذمر أبنائها وتلاهي آبائها وضياع قيمها ،، ومن إقفال للجمعيات الخيرية حتى لا توصف الدولة بالإرهاب .. ومن يعمل يعمل باستحياء فالحكومة له بالمرصاد .. بل كثير من الجمعيات الخيرية ضمت للمؤسسات الحكومية وكثيرا ما تخرج المساعدات تحت اسم الصليب الأحمر
وإعلام تخصص في نشر الرذيلة ... وإعلامنا إن لم يكن كله فجلّه حكومي أو بمباركة حكومية

بل وسجون مفتوحة لمن يخالف الرأي الواجب اتباعه

يبدو أن هذا بدايات لتحقق حديث رسول الله :( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها).





* إذن هناك أشياء يجب أن تـُصلح .. هناك عرباتٌ خرجت عن الطريق ويجب أن تـُعاد .. فإني أؤمن بأننا ما زلنا نملك الطريقَ، وكل ما علينا هو أن نلتزم بالسير عليه!



هل من الممكن ذلك ؟؟!!

ليس ذلك على الله بعزيز .....

طرابلسي
09-14-2008, 09:58 PM
صدقت أختنا صرخة حق بارك الله فيكِ