تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيان مبين, بحقِّ الصائمين, إن إعادة الخلافة هي القضية المصيرية للمسلمين



النصر قادم
09-11-2008, 11:38 AM
أيها الصائمون : إعادة الخلافة هي القضية المصيرية للمسلمين

إن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله ، عن طريق إقامة الخلافة بنصب خليفة للمسلمين يُبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم أنظمة الكفر ، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ، ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام ، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد .
وبتحديد القضية المصيرية للمسلمين يتحدد الهدف الذي يجب أن يعمل المسلمون جميعا كتلا وأحزابا وجماعات لتحقيق إقامة الدولة الإسلامية وبالتالي تتحدد الطريقة التي يجب أن يسلكوها للوصول إلى تحقيق هذا الهدف .
ولإدراك ذلك ينبغي معرفة واقع المسلمين اليوم ،وواقع البلاد الإسلامية ،وواقع المجتمع الذي يعيش فيه المسلمون في هذه الأيام ، وما هي الأحكام الشرعية المتعلقة بكل ذلك 0
أما واقع المسلمين فإنهم بالرغم من كونهم مسلمين فإنه يسيطر عليهم خليط من الأفكار الإسلامية والمشاعر الإسلامية والغربية والإشتراكية والقومية والوطنية والإقليمية والمذهبية والطائفية .....
وأما البلاد الإسلامية ومنها العربية فإنها تُحكم جميعها بأنظمة الكفر وأحكامه ، باستثناء بعض الأحكام الشرعية التي تطبق على الضعفاء من الناس في بعض البلدان 0
وباستثناء أحكام الزواج والطلاق والنفقات والميراث والأبوة والبنوة ، وهذه لها محاكم خاصة أُطلق عليها ( المحاكم الشرعية ) ، وحتى هذه لم تسلم من التغيير والتبديل والتعديل والتحريف كحكم الخلع مثلا لتوافق متطلبات العصر ؛ فأفرغت من مضمونها بما لا يرضاه الله – تعالى - ولا رسوله – صلى الله عليه وسلم - 0
أما واقع الدار التي يعيش فيها المسلمون اليوم ، فهو واقع دار الكفر ، وليس واقع دار الإسلام ، وذلك لأن دار الإسلام شرعا هي الدار التي يُحكم فيها بأحكام الإسلام ويكون أمانها بأمان الإسلام ، أي بسلطان المسلمين وأمانهم في الداخل والخارج , ولو كان جل أهلها من غير المسلمين 0
ودار الكفر هي الدار التي يُحكم فيها بأحكام الكفر ويكون أمانها بغير أمان الإسلام ، أي بغير سلطان المسلمين ولا أمانهم , ولو كان جل أهلها من المسلمين 0
وذلك أخذا من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أمر أميرا على جيش أو سرية، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: «اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال- فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم إنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا [رواه مسلم0
قال ابن القيم (قال الجمهــور: دار الإسـلام هى التي نزلها المسلمون وجــرت عليها أحكام الإسلام، وما لم تجرعليه أحكام الإسلام لم يكن دار إسلام وإن لاصقها، فهذه الطائف قريبة إلى مكة جداً ولم تصر دار إسلام بفتح مكة) (أحكام أهل الذمة) لابن القيم، 1/ 366، ط دار العلم للملايين 1983 0
ومن هنا يتبين أن اعتبار الدار لا بد أن يتحقق فيه السلطان لمن تُنسب إليه ، والسلطان لا يتحقق إلا بأمرين :-

الأول : رعاية المصالح بأحكام معينة 0

الثاني : القوة التي تحمي الرعية وتنفذ الأحكام وهذا هو الأمان قال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44 0
وعن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم وليعنونكم قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال لا ما أقاموا فيكم الصلاة وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة )0

أما لماذا يكون الأمان بأمان الإسلام أي بسلطان المسلمين ؟
فلأن الله جلت قدرته قال في محكم التنزيل : {.... وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }النساء141 0
أي لا يجوز أن يكون للكافرين على المؤمنين سلطان
وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يأسر ويغزو كل بلد لا يخضع لسلطان المسلمين ويقاتله قتال الحرب ، أخرج الإمام أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح، فإذا سمع أذاناً أمسك، وإذا لم يسمع أذاناً أغار بعد ما يصبح".

وفي رواية عند مسلم: "كان يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الآذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، وسمع رجلا يقول: الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (على الفطرة)، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: (خرجت من النار)0
وبهذا يتضح أن جميع البلاد الإسلامية اليوم لا يتحقق فيها شرط حكم الإسلام ، وإن كان أمان غالبيتها العظمى بأمان المسلمين وسلطانهم ، لذلك لا تعتبر دار إسلام بالرغم من أنها بلاد إسلامية وأهلها مسلمون ، إذ العبرة في الدار بالأحكام والأمان وليس بالبلد والسكان 0
وأما واقع المجتمع في البلاد الإسلامية فإنه واقع غير إسلامي ، فالمجتمع مكون من أفراد وأفكار ومشاعر وأنظمة 0
والأنظمة المطبقة على المسلمين في هذه الأيام غير إسلامية 0
من ذلك كله فإن القضية المصيرية للمسلمين هي إعادة الخلافة 0
قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7 ،
(ما ) من صيغ العموم وتشمل وجوب أخذ كل ما جاء عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ووجوب الإنتهاء عن كل ما نهى .
وفي قوله تعالى :{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44 0 فإن (بما ) أي بجميع ما أنزل الله ، لذلك يكون وجوب الحكم بجميع ما أنزل الله ، وهذا غير موجود في هذه الأيام 0
وقد بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المنهج الذي ينبغي سلوكه مع الأمراء الذين يخالفون الشرع، فقال: "ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع" قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: "لا، ما صلوا" رواه الإمام مسلم.

قال الإمام النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع.." هذا الحديث فيه معجزة ظاهرة بالإخبار بالمستقبل، ووقع ذلك كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن عرف فقد برئ" وفي الرواية التي بعدها: (فمن كره فقد برئ)، فأما رواية من روى (فمن كره فقد برئ) فظاهره ومعناه: من كره ذلك المنكر، فقد برئ من إثمه وعقوبته، وهذا في حق من لا يستطيع إنكاره بيده، ولا لسانه، فليكرهه بقلبه وليبرأ.

فإلى الإشتغال بهذه القضية المصيرية ندعوكم أيها المسلمون

وذلك بالعمل على تنصيب خليفة على المسلمين في دولة واحدة, دولة الخلافة الإسلامية، وهي آتية بإذن الله – عز وجل
قال تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55

وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أول دينكم نبوة و رحمة و تكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي و يلقي الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تذر السماء من قطر إلا صبته مدرارا و لا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته )
ولأهل الحديث روايات متقاربة أصحها عند الإمام أحمد
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم آمين