تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ



النصر قادم
09-10-2008, 03:26 PM
قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ
يَفْقَهُونَ حَدِيثاً
الأخوة والأخوات : يختلف نظام الحكم في الاسلام عن غيره من انظمة الحكم في العالم، فنظام الحكم في الاسلام هو عبارة عن احكام شرعية وضعهاالشرع وليست هي من وضع نظام البشر

والقول بأن الاسلام لم يأت بنظام حكم وان مسألة الحكم هي متروكة للبشر كيفما يرون ويناسبهم هو قول خطأ وفيه اجحاف بحق الاسلام الذي جاء مشرعا لكل شيء ولم يترك صغيرة ولا كبيرة في حياة البشر الا ووضع لها حكما شرعيا، فالاسلام جاء بأنظمة الحياة كلها ومن ضمنها نظام الحكم. فالقرآن الكريم مليء بالايات التي تدعوالى الحكم بالاسلام وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم وشرح هذه الآيات وبينها عمليا،فكانت السنة النبوية مبينة لنظام الحكم في الاسلام واعمال الرسول صلى الله عليه وسلم هي تشريع واجب الالتزام والاقتداء به والحكم هو السلطان وهو مباشرة رعاية الشؤون فعليا،والله كلف المسلمين تكليفا الزاميا بأن يقيمواالدولة وان يحكموا بالاسلام، ونظام الحكم في الاسلام هو النظام الذي يحدد شكل الدولة وصفتها وقواعدها واركانها واجهزتها والاساس الذي تقوم عليه الافكار والمقاييس التي ترعى الشؤون بمقتضاها والدستور والقوانين التي تطبقها.وقد حدد الاسلام شكلا للحكم يختلف عن غيره وسواه من الانظمة الموجودة في العالم سواء في الاساس الذي يقوم عليه، او بالنسبة لافكاره ومقاييسه وشكل الحكم في الاسلام هو الخلافة، والخلافة هي مناقضة للاشكال الموجودة في العالم كالشكل الملكي والشكل الجمهوري والامبراطوري وهو نظام وحدة وليس نظاما اتحاديا كما هو الحال في بعض الدول التي تكون الاقاليم فيها شبه مستقلة، فهو نظام مستقل وان تشابهت بعض مظاهره ومع مظاهر الانظمة والاشكال الوضعية ونظام الحكم في الاسلام يقوم على اربع قواعد لا يوجد الحكم الا بها واذا ذهب شيء منها ذهب الحكم الاسلامي وهذه القواعد هي السيادة للشرع، والسلطان للامة، ونصب خليفة واحد فرض على المسلمين ولهذ الخليفة وحده حق تبين الاحكام الشرعية فهو الذي يسن الدستور وسائر القوانين، والدولة الاسلامية تقوم على ثمانية اجهزة هي الخليفةومعاون التفويض ومعاون التنفيذ وامير الجهاد، الولاة، القضاء، ومصالح الدولة ومجلس الامة، فالاسلام بين نظام الحكم الاسلامي وشرحه شرحا واسعا، وركز عليه تركيزا كبيرا فكان من الاجحاف القول بأن الاسلام يخلو من نظام وشكل الحكم وان المسألة مسألة دنيوية متروكة للبشر، وهذا النظام هو نظام خاص متميز لدولة متميزة، يختلف عن جميع انظمة الحكم الموجودة في العالم اختلافا كليا. فالواجب علينا كمسلمين ان نعيش في ظل دولة تطبق نظام الحكم المستمد من الشريعة الاسلامية ولا يجوز لنا ان نبيت ليلة واحدة في ظل حكم وضعي، وفي ظل دولة تحكم بغير الاسلام، فالله فرض علينا ذلك، ان اطعناه كان لنا الفلاح في الدنيا وجنان النعيم في الآخرة وان عصيناه كان لنا الخزي والخذلان في الدنيا ونار السعير في الاخرة، فنسأل الله ان يعجل لنا بعودة دولة الاسلام الى الوجود حتى نعيش في ظل عدل ورحمة يرضى عنا ساكن السماء ونفوز بالجنة يوم لقاء رب العالمين قديما وحديثا، لوجدنا ان اللغة تابعة للدولة التي تحملها، فاللغة العربية قبل الاسلام كانت محصورة في نطاق محدود، ثم صارت اللغة الاولىفي العالم تبعا للدولة الاسلامية التي كانت الدولة الاولى، وحديثا عندما صارت بريطانيا هي الدولة الاولى صارت اللغة الانجليزية هي اللغة الاولى، واستمر حال هذه اللغة في المركز الاول بين لغات العالم بعد ان صارت اميركا هي الدولة الاولى لانها لغتها. ولو رجعنا في التاريخ الى الوراء لوجدنا ان اللغة الانجليزية كانت لغة اقليمية محدودة محصورة في الجزر البريطانية قبل ان يخرج الانجليز لاستعمار العالم. ولا يقال ان اللغة تابعة للمبدأ، ذلك ان المبدأ له تأثير في قوة الدولة التي تحمله، ولكن لا يؤثر وحده في قوة اللغة، واقرب مثال على ذلك ان اللغة العربية هي لغة الاسلام ومع ذلك فهي ضعيفة تكاد تندثر،لولا فضل القرآن، فان المبدأ اذا لم تحمله دولة وتضعه موضع التطبيق فان اثره في اللغة يبقى ضعيفا. فاذا وضع موضع التطبيق كان تأثيره في اللغة غير مباشر، اذ يؤثر المبدأ في قوة الدولة، والدولة بدورها تؤثر في قوة اللغة. ويؤكد هذا ان المبدأ الرأسمالي حمل باللغة الانجليزية وباللغة الفرنسيةولا زال حتى يومنا هذا يحمل بهما الا ان اللغة الانجليزية اقوى من الفرنسية وما ذلك الا لقوة بريطانيا واميركا اللتين تحملان الرأسمالية باللغة الانجليزية. والمراد بقوة اللغة مدى قدرة اهلها او الدولة التي تنطق بها على فرضها على غيرها من الدول والشعوب. وتظهر هذه القدرة على فرض اللغة باعتبارها لغة العلم والثقافة، ولغة التخاطب، ولغة المعاهدات. هذا هو معنى قوة اللغة. ولا علاقة لعدد الناطقين بها في قوتها او ضعفها، فهذه اللغة الصينية يربو عدد الناطقين بها من اهلها على عدد الناطقين الناطقين باللغة الانجليزية من اهلها، ومع ذلك فالانجليزية اقوى من الصينية. وقوة اللغة دوليا غير ما فيها من خصائص تجعلها صالحة للتأثير والتوسع والانتشار، فهذه عناصر قوة ذاتية في اللغة، واللغة العربية لا تضاهيها لغة في هذا المضمار، الا ان هذه الخصائص تظل غير فاعلة في قوة اللغة دوليا حتى تحمل اللغة دولة قوية فتفجر هذه الخصائص والطاقات الموجودة في اللغة، فتقوى اللغة بنسبة توازي قوة الدولة التي تحملها. الا ترى ان اللغة العربية لها من هذه الخصائص ما يميزها عن كل لغة ومع ذلك فهي لغة ضعيفة دوليا بمعنى انها ليست لغة العلوم والثقافة ولا لغة التخاطب ولا لغة المعاهدات، وان وجدت في بعض هذه المجالات فعلى نطاق هزيل ضيق مواز لهزال الدول العربية، حتى ان هذه الدول العربية اذا عقدت معاهدات مع غيرها من الدول فان النص المعتمد الذي يرجع اليه هو النص الانجليزي لا العربي. وقد سمعت بعض البسطاء يتحدثون في هذه المسألة، ويطرحون حلولا ساذجة للنهوض باللغة العربية والمحافظة عليها،

من هذه الحلول جعلها من مسؤولية الام لا المربية، او اصلاح المناهج، او جعلها من مسؤولية وسائل الاعلام، او المجامع اللغوية، ولم اسمع من ارتقى بتفكيره الى الحل الناجع والطريقة المنتجة لتحقيق هذه الغاية. اذ الطريقة الوحيدة لبلوغ هذه الغاية هي اقامة الخلافة الراشدة على منهج النبوة التي تتولى بدورها قيادة البشرية، وتقتعد مركز الدولة الاولى في العالم، فتصبح اللغة العربية عند ذاك اللغة الاولى في العالم.
وينبغي ان نشير هنا الى ان علاقة الاسلام باللغة العربية علاقة فريدة لا تشبهها اية علاقة بين المبادىء واللغات، فالمبدأ الرأسمالي حمل بأكثر من لغة، والتفاوت كان بقوة الدول لا بخصائص اللغات، اما الاسلام فانه لا يمكن حمله الا باللغة العربية والا كان حملا اعرج اعمى، وسعيا الى الهيجا بغير سلاح. ومن هنا قد يختلط على البعض الحكم على قوة اللغة، اهي بقوة المبدأ ام بقوة الدولة، والصواب ان التأثير المباشر هو للدولة، واما المبدأ فتأثيره غير مباشر
منقول