دخلت علينا ، بعباءة آخر موضة ، ونظارة شمسية سوداء لا تبدو عيناها منها ، وتسير الهوينا بدلال وخلفها تسير الخادمة

لفتت الأنظار إليها من جميع المتواجدات ، جلست بقربي بعد أن سألت عن مكاني : بدأ نقاشي معها ، يكل هدوء تجيب وما زالت النظارة تغطي وجهها ، فسألتها هل بحثت عن وظيفة ؟!
وقبل أن أسمع إجابتها أردفته بسؤال آخر مباشر هل أنهيت الثانوية ؟
أومأت أن لا
الى أي مرحلة درست ؟!
وجاء الرد علي كالصاعقة ... فقط المراحل الدراسية الأولى .. ماهذا !!!
فقلت لها : هل من الممكن أن تخلعي النظارة / فاستجابت ..
لأرى ملامحها ولأرى تأثير ما أقوله عليها
لماذا لم تكملي تعليمك ؟!!
كسولة كانت ، فسارع أهلها لتزويجها ، لترجع لتعيش معهم في منزلهم الضيق
أرجو أن تحاولي إكمال دراستك ..
أحسست أنها تشعر بقيمة الشهادة


كل هذه المظاهر البراقة الملفتة للانتباه صاحبتها
أمية في هذا الزمن ، لا تعمل ، و مدخولها وأهلها بسيط جدا ...
من يراها يشعر أنها تعيش في قصر ، لا منزل بسيط ينازعها في غرفتيه عشرة أشخاص آخرين أو يزيد

مشاكل اجتمعت فيها : جاهلة ، ( حتى أنها لا تحسن القراءة والكتابة ) مطلقة ، دخلها الشهري لا يكاد يغطي حاجتها
وفوق ذلك تمشي وترافقها خادمة

صحيح..
أغلب الناس هذه الأيام يسعون الى ان يبدو بأفضل مظهر
حتى لو كانوا معدومين... و بعضهم يتديّن لكي يتزيّن...

و الغريب ان كلفة العلم ليست أكثر من كلفة مظاهر اللباس و الزينة...
و صار العلم هذه الأيام متوفر بشتى الأشكال..

فأظن باستطاعتها ان تفز بعلمٍ و لو بعد عمر...

فليس هناك فوات أوان مع العلم...

إنها صغيرة لم تتعد العشرين من عمرها ..

رغم أن العلم لا يعرف صغيرا ولا كبيرا

وإني أتحسر على عمر يمضي بين متاهات الفضائيات ، وزيارة الصالونات للهرب من الواقع

وليعيش مثلها على أحلام يقظة ، في الصحو والنوم

وبغياب الوعي وقلة الناصحين تزيد أعداد التائهين

اممممم هذا محال أن يوجد في مصر لعله في بلادكم والبلاد المرفهة

الله يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين

اما بشكل عام أعجبني قول أم ورقة (( و بعضهم يتديّن لكي يتزيّن...))

للأسف هذا أيضا عندنا ليس تدين بالمعنى الصحيح وإنما ارتداء لثوب الحشمة ويكون تحته ثوب التبرج وخطوة ثم خطوة إلى أن تشتري من ثياب التبرج ما تشاء وتتحجج لأهلها أن فوقه ثوب آخر وسرعان ما تخلع الآخر وتبقى متبرجة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

محال أن يوجد في مصر
لماذا ؟! أوليس يقطنها بشر تنازعهم الدنيا ؟!!!




لعله في بلادكم والبلاد المرفهة


أوليست بلاد الإسلام واحدة عندكم ؟؟؟!!!! أو تخلو مصر من المرفهين ؟؟؟!!!

كل بلد فيها وما فيها ...

الأخت منال .. يتدين كلمة عامية في لبنان والمقصود بها يستدين ...

لماذا ؟! أوليس يقطنها بشر تنازعهم الدنيا ؟!!!
ليس هكذا أبدا

أوليست بلاد الإسلام واحدة عندكم ؟؟؟!!!! أو تخلو مصر من المرفهين ؟؟؟!!!
لا تخلو لكن ليسوا كهؤلاء
أما بلاد الإسلام فبالطبع مختلفة وليست مصر كباقي البلاد



الأخت منال .. يتدين كلمة عامية في لبنان والمقصود بها يستدين ...
أكرمك الله، ليس المعنى هكذا عندنا وإنما يتدين أي يصير متدينا ملتزما وأظنني شرحت بالمثال ما أقصد

لا تخلو أي بلاد من بلاد المسلمين من المشاكل والمساوئ
ولست بصدد التحدث بطريقة نشر الغسيل ، وإنما بصدد لمس الجرح لمعالجته بشكل عام ، لأنه ما كان هنا سيكون هناك
والعبرة ليست بالدفاع عن موطني دون معرفة همومه ، بل بالقرب من تلك الفئة ومحاولات جادة لبث الوعي بينهم



أما قول كهولاء : فأتصور أن الأخت منال لا تعرف عن هذه المرأة أو أهلها شيئا ، دينهم ، صلاتهم وما بهؤلاءقد يكون في غيرهم أكثر

وأما بلاد الإسلام عندي فهي واحدة وأتمثل هذه الأبيات :


أبا ســــــليمان قلبي لا يطاوعني ......... على تجاهل أحـــــبابي وخـــــــلاني

إذا اشتكى مسلم في الهند أرّقني ......... وإن بكى مســـــلم في الصين أبكاني

أرى بخـــــارى بلادي وهي نائية ......... وأســـــتريح إلى ذكرى خراســـــــانِ

ومصر ريحانتي والشام نرجستي ......... وفي الجزيرة تاريـــــــخي وعنواني

وحيثما ذكر اســـــــــم الله في بلد ......... عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني



( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة) (الحجرات )






يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )كيف تحب لأخيك ما تحب لنفسك ؟
قال أهل العلم : أن تحب له أن يستقيم ، وأن يهتدي ، وأن يصلي الصلوات الخمس في جماعة ، وأن يتفقه في الدين .

سبحان الله صرت أدافع عن وطن بتعليقي وأخذت درسا في الأخوة في الله!

جزاك الله خيرا يبدو أنني أخطأت بالتعليق هنا فلم يتبين مقصدي فعذرا

لا نعليق .. بارك الله فيك

من بلد عربي وفدت مع أهلها ... تعرفت على إحدى الطالبات من نفس بلادها .. ولكن ليس من نفس المستوى الأخلاقي
الأم الطيبة شبه الأمية بدأت تشعر بغرابة في تصرف ابنتها ونظامها الحياتي اليومي
زارت المدرسة لتتعرف على تلك المدِّرسة التي تحبها ابنتها ، والتي طالما تحدثهم عن القيم والأخلاق وعن طاعة الوالدين
وبحرارة تصافح المدرِّسة وتسألها عن مستوى ابنتها الدراسي ، لاحظت أن المدرسة غير راضية وإن لم تصرح
ولكنها سألت : هل لدى ابنتكم مشاكل في البيت ... هنا الأم فتحت قلبها للمدرسة لتطلب منها أن تعرف ماذا في ابنتها ، أن تنصحها ... أحست المدرسة أنها أمام مسؤولية سلمت لها بشكل رسمي
ومع الأيام كان النصح يتوالى على الفتاة .. التي لم يكن همها الدراسة ، بل همها التعرف على الشباب والتحادث لمدة طويلة معهم عن طريق الهاتف الذي سلمته الزميلة دون علم الوالدين ..

حلت المشكلة بوعود الطالبة ، ولكن كما يبدو أن أهلها علموا بشيء مما تخفيه فسارعوا لتزويجها كحل سريع موجود لديهم



الفتاة كانت في مجتمع مختلط بسيط وما كانت هذه الأمور تشغل بالها كثيرا
بتغير الوسط الذي تعيش فيه تغيرت طبائعها وأدبها
أهملت التعليم
سارع الأهل في تزويجها رغم صغر سنها
غياب الرقابة الأسرية والمصارحة بينهم ما اضطر الأم للجوء للآخر
ترك المجال لرفقة السوء ليحركوا الأفكار والأهواء


مشاكل تجتمع : جهل في التربية .. غياب الرقابة الحريصة .. محاولة حل المشكلة قصيرة المدى بحلول قد تحمل مشاكل طويلة .. الاعتماد على الأهل كحماة للأخلاق ومراقبين دون أن يربى الأبناء على ذلك

امرأة: زوجة و أم لأبناء صغار

زوجها ابتلي بالديون ، ولا تعلم لماذا الدين وحياتها بسيطة جدا

كان راتبه جيدا ، لا تعرف من وقف في طريقه وكيف حدث هذا الأمر

لا تعرف لماذا استدان الزوج

الزوج صار مجنونا ، تقول كل مافي بيتنا أصبح محطما

يدخلونه المستشفى ويخرجونه

أطفاله لا يعرفهم ، يخافون منه ،

يتبول كرمكم الله مكانه ، يضعون طعامه من بعيد

يخرج عاريا عليهم .. لا تعرف الحل

ديون ، جنون في الأب ، أطفال يرونه ( ما الانطباع الذي يحملونه ) زوجة صغيرة ، ذات ثقافة محدودة ، قليلة الحيلة ،

سكن متواضع

أين المجتمع وحلوله ؟؟!!