تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطينُ والخلافة



النصر قادم
09-09-2008, 04:11 AM
فلسطينُ والخلافة


الحمدُ للهِ القائل ِفي محكم ِالتنزيل ِ: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33} )التوبة .
ويقولُ رسولـُنا الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : بشـِّر هذهِ الأمة َبالسـَّنا والرفعةِ والنصرِ والتمكين ِفي الأرض ِ, فـَمن عمل ِمنهم عملَ الآخرةِ للدنيا لم يكن لهُ في الآخرةِ نصيب .


الإخوة ُالكرام : إن المدققَ في قضيةِ فلسطينَ يجدُ أنها قضية َأرض ٍإسلاميةٍ كغيرِها من بلادِ المسلمين, اغتصَبَها الكافرُ المستعمرُ, وهيَ في هذا الواقع ِالمريرِ لا تختلفُ عن قضيةِ السودان ِأو الشيشان ِأو بلادِ الأفغان, ولا حتى عن الهندِ أو ألبانيا أو لبنانَ, أو كشميرَ أو الحبشةِ أو الصومال, ولا فرقَ بينـَها وبينَ قضيةِ الأندلس ِأو مقدونيا أو قبرص, أو طشقند أو الباكستان, ذلكَ أنَّ كلَّ هذهِ الأراضي ... أراض ٍإسلاميةٍ جرى احتلالـُها من قِبَل ِالصليبيينَ الضالينَ, والشيوعيينَ المُلحدينَ, والوثنيينَ البوذيينَ, والموارنةِ الحاقدينَ, واليهودَ الملاعينَ. وبناءً على ما ذكر فإنهُ يجبُ على المسلم ِالعاقل ِأن ينظرَ بميزان ِالشرع ِ, فيجعلَ من قضيةِ فلسطينَ قضية َأرض ٍإسلاميةٍ اغتصبت .
فهيَ إذن قضية ٌتهمُّ المسلمينَ جميعاً , ولا تخصُّ العربَ فقط , أو الفلسطينيينَ وحدَهُم !!!


ويرحمُ اللهَ أميرَ الشعراءِ أحمد شوقي وهوَ يَرثي مقدونيا:
يا أختَ أندلس ٍعليكِ سلامُ *** هوتْ الخلافة ُعنكِ والإسلامُ
فإذا كانتِ الأندلسُ وشقيقتـُها مقدونيا قد نـُسِيَت ! فإنَّ فلسطينَ الشقيقة ُالأخرى للأندلس ِسوفَ تـُنسى ! ... إن لم نقلْ نـُسِيَت فعلا !!!


ومَعَ حُبـِّنا لفلسطينَ ومكانتِـها العاليةِ العظيمةِ عندَ اللهِ وعندَ رسولِهِ والمؤمنينَ السابقينَ منهم واللاحقين, فإنها وعلى الرُغم ِمن ذلكَ كلـِّهِ فإنـَّها ليستْ القضية َالمصيرية َالأولى للمسلمينَ جميعا, فإن حُلـَّتْ قضية ُفلسطينَ فلن تـُحَلَّ باقي المشاكل ِ, ذلكَ أنَّ المسلمينَ يعيشونَ كذلكَ قضايا أساسيةٍ هامةٍ أخرى !
من مثل ِقضيةِ الفقرِ والتخلفِ, وقضيةِ التجزأةِ, وقضيةِ الأسرةِ, وقضيةِ الاستعمارِ, وقضيةِ الحكام ِالذينَ لا يَحكمونَ بما أنزلَ اللهُ, وقضيةِ التغريبِ, وقضيةِ المناهج ِالمدرسيةِ التي تعملُ على هدم ِالإسلام ِفي نفوس ِ أبناءِ المسلمينَ من أجل ِتحويلِهم إلى العلمانيةِ الكافرةِ. وقضيةِ أموال ِالمسلمينَ المنهوبةِ, والأراضي المغصوبةِ, وغيرِ ذلكَ منَ القضايا التي يَعيشُها المسلمونَ, مِمَّا قلَّ منها أو كثـُر, والتي لا بُدَّ لها من حلٍّ على وجهِ السرعةِ .
ووجهُ عدم ِاعتبارِ أيٍّ من هذهِ القضايا ليسَ نهاية َالمطافِ ــ كما أسلفنا ــ بلْ يجبُ الاستمرارُ لحلِّ أمرٍ آخرَ بعدَ حلِّ هذهِ القضيةِ. وحتى تـُعتبرَ أيُّ قضيةٍ قضية ًأولى فلا بدَّ وأن يكونَ حلـِّها نهاية ٌلجميع ِالقضايا والمشاكل ِالعالقة .


فمثلاً: لو جرى استرجاع ُأيَّةِ أرض ٍدونَ حُكمِها بالإسلام ِفإنهُ يَظلُّ من الواجبِ على المسلمينَ العملُ لحكم ِ هذهِ البقعةِ من الأرض ِبالإسلام ِ, ثمَّ إنَّ حلَّ القضيةِ الأولى يعني بالتالي حلَّ القضايا الأخرى المتفرعةِ عنها.


وإذا أردنا ترتيبَ هذهِ القضايا من حيثُ الأولويةِ فإنـَّا نجدُ أنَّ القضية َالمصيرية َالأولى ... هيَ إعادة ُسلطان ِ الإسلام ِ, أو قلْ هيَ قضية ُالإحتكام ِإلى الإسلام ِ, وما عداها من القضايا تـُعتبرُ قضايا فرعيةٍ بالنسبةِ لهذهِ القضيةِ, رُغمَ وجوبِ حلـِّها جميعِها وفقَ الإسلام ِوأحكامِهِ المتمثلةِ بالخلافةِ التي تقومُ هيَ بدورها لتحريرِ البلادِ والعبادِ, وهيَ وحدَهَا الكفيلة ُلحل بحلِّ قضايا الناس ِجميعاً على أسس ٍشرعيةِ من الكتابِ والسنةِ .


وبناءً على ما ذكرَ فإنَّ قضية َالمسلمينَ الآنَ هيَ إقامة ُالخلافةِ التي تـُطبقُ الإسلامَ كاملاً, وتحملُ رسالتـَهُ إلى العالم ِأجمع .


وخيرُ ما أختمُ بهِ كلمتي آية ٌمن كتابِ اللهِ المبين: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} ) النور .
ولقول ِالرسول ِالبشيرِ الهادي عليهِ السلامُ : إنَّ اللهَ زوى ليَ الأرضَ فرأيتُ مَشارِقـَهَا ومغارِبَهَا, وسَيبلغُ مُلك أمتي ما زويَ لي منها. صدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ , وصدقَ رسولـُهُ الأميُّ الأمين .


ــــــــــــ
كاتبه أخوكم : النصر قادم