من هناك
09-07-2008, 02:39 PM
الأوضاع الأفغانية تشهد تصعيدا كبيرا وتطورات متلاحقة توحي بمنعطفات حادة سيشهدها ذلك البلد, والذي عرف تاريخيا بأنه المكان الذي تحطمت على صخوره وبين أوديته إمبراطوريات عاتية. ولا يُستبعد أن تعلن دول في المستقبل القريب عن سحب قواتها من هناك استجابة لواقع عسكري صعب وضغوطات شعبية كبيرة.
وإذا كان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قد حذر في فبراير الماضي من انهيار حلف شمال الأطلسي (الناتو) جراء الانقسامات بشأن المساهمات العسكرية في أفغانستان, ولم تكن عمليات المقاومة الأفغانية وقتها كما هي الآن كما وكيفا. فكيف هي أوضاع قوات حلف الناتو حاليا وهي تواجه بشكل شبه يومي خسائر متصاعدة في أفغانستان وتحديات روسية من خلال أزمة القوقاز؟
أما الجنرال الأمريكي ديفيد ماكرنين، الذي يقود قوات الناتو في أفغانستان، فقد شكك في الشهر الماضي بإمكانية نجاح الخطط المستقبلية لزيادة القوات في كبح جماح العنف المتزايد والتحركات المتسارعة لحركة طالبان، مشيراً إلى أن السيناريو الذي نجح في العراق قد لا يلقى المصير نفسه في أفغانستان, داعيا إلى التركيز على شؤون الأمن والتنمية وإعادة الأعمار لمساعدة السكان، وهي أمور فشلت فيها قوات التحالف هناك.
من جهة أخرى أثار نشر مجلة "باري ماتش" الفرنسية صورا لمقاتلين من مسلحي طالبان وهم يرتدون ملابس الجنود الفرنسيين القتلى، وخوذاتهم، ويحملون بنادق فرنسية وأجهزة اتصال من نوع ووكي توكي, ردود فعل غاضبة في باريس. واتهم وزير الدفاع الفرنسي، هيرف موران المجلة بمساعدة حركة طالبان، وقال متسائلاً في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية: "هل ينبغي علينا أن نروج لحركة طالبان؟". من ناحيته، قال رئيس التحرير مجلة "باري ماتش"، لوران فالديغي، إن ما فعلته المجلة "مشروع" بالنظر إلى أهمية الموضوع المطروح.
كما أعلن حاكم منطقة ساروبي الأفغانية سيد سليمان العثور مع "متطرف" معتقل على صور لجنود فرنسيين قتلوا في كمين الشهر الماضي في أفغانستان, وقال سليمان "عثرنا على مفتاح يو.اس.بي معه, وهو يحتوي على صور لجنود فرنسيين قتلى ومدنيين أعدمتهم حركة طالبان أو قطعت رؤوسهم".
الصور التي نشرتها المجلة الفرنسية كما تصريحات المسؤول الأفغاني تظهر أن الطريقة التي قتل فيها الجنود الفرنسيون لم تكن كما نقلت لنا وسائل الإعلام. فحصول مقاتلي الطالبان على ثياب ومعدات الجنود الفرنسيين تعني أن المقاتلين لم يعدو كمينا على طريقة أضرب وأهرب, بل إنهم كانوا في راحة وثقة دفعتهم لنزع ثياب الجنود الفرنسيين والحصول على معداتهم, وحسب المسؤول الأفغاني فقد تم أسر بعض الجنود ثم قتلهم بعد ذلك. الاستياء الفرنسي الرسمي من تحقيق "باري ماتش", مرده بتقديري الخوف من معرفة الرأي العام الفرنسي بالأوضاع الصعبة لجنودهم في أفغانستان خصوصا مع قرار ساركوزي غير الشعبي بزيادة قواته هناك لدعم تحالفه مع إدارة بوش.
أحداث أفغانستان سيكون لها تداعيات كبيرة مع التذكير بأننا لا نرى عبر وسائل الإعلام إلا رأس جبل الجليد هناك.
ياسر سعد
وإذا كان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قد حذر في فبراير الماضي من انهيار حلف شمال الأطلسي (الناتو) جراء الانقسامات بشأن المساهمات العسكرية في أفغانستان, ولم تكن عمليات المقاومة الأفغانية وقتها كما هي الآن كما وكيفا. فكيف هي أوضاع قوات حلف الناتو حاليا وهي تواجه بشكل شبه يومي خسائر متصاعدة في أفغانستان وتحديات روسية من خلال أزمة القوقاز؟
أما الجنرال الأمريكي ديفيد ماكرنين، الذي يقود قوات الناتو في أفغانستان، فقد شكك في الشهر الماضي بإمكانية نجاح الخطط المستقبلية لزيادة القوات في كبح جماح العنف المتزايد والتحركات المتسارعة لحركة طالبان، مشيراً إلى أن السيناريو الذي نجح في العراق قد لا يلقى المصير نفسه في أفغانستان, داعيا إلى التركيز على شؤون الأمن والتنمية وإعادة الأعمار لمساعدة السكان، وهي أمور فشلت فيها قوات التحالف هناك.
من جهة أخرى أثار نشر مجلة "باري ماتش" الفرنسية صورا لمقاتلين من مسلحي طالبان وهم يرتدون ملابس الجنود الفرنسيين القتلى، وخوذاتهم، ويحملون بنادق فرنسية وأجهزة اتصال من نوع ووكي توكي, ردود فعل غاضبة في باريس. واتهم وزير الدفاع الفرنسي، هيرف موران المجلة بمساعدة حركة طالبان، وقال متسائلاً في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية: "هل ينبغي علينا أن نروج لحركة طالبان؟". من ناحيته، قال رئيس التحرير مجلة "باري ماتش"، لوران فالديغي، إن ما فعلته المجلة "مشروع" بالنظر إلى أهمية الموضوع المطروح.
كما أعلن حاكم منطقة ساروبي الأفغانية سيد سليمان العثور مع "متطرف" معتقل على صور لجنود فرنسيين قتلوا في كمين الشهر الماضي في أفغانستان, وقال سليمان "عثرنا على مفتاح يو.اس.بي معه, وهو يحتوي على صور لجنود فرنسيين قتلى ومدنيين أعدمتهم حركة طالبان أو قطعت رؤوسهم".
الصور التي نشرتها المجلة الفرنسية كما تصريحات المسؤول الأفغاني تظهر أن الطريقة التي قتل فيها الجنود الفرنسيون لم تكن كما نقلت لنا وسائل الإعلام. فحصول مقاتلي الطالبان على ثياب ومعدات الجنود الفرنسيين تعني أن المقاتلين لم يعدو كمينا على طريقة أضرب وأهرب, بل إنهم كانوا في راحة وثقة دفعتهم لنزع ثياب الجنود الفرنسيين والحصول على معداتهم, وحسب المسؤول الأفغاني فقد تم أسر بعض الجنود ثم قتلهم بعد ذلك. الاستياء الفرنسي الرسمي من تحقيق "باري ماتش", مرده بتقديري الخوف من معرفة الرأي العام الفرنسي بالأوضاع الصعبة لجنودهم في أفغانستان خصوصا مع قرار ساركوزي غير الشعبي بزيادة قواته هناك لدعم تحالفه مع إدارة بوش.
أحداث أفغانستان سيكون لها تداعيات كبيرة مع التذكير بأننا لا نرى عبر وسائل الإعلام إلا رأس جبل الجليد هناك.
ياسر سعد