تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا حريات في الإسلام



النصر قادم
09-05-2008, 01:04 AM
لا حريات في الإسلام


حين بدأ الغرب في الغزو الثقافي بدأ بالديموقراطية وفرضها على الدولة العثمانية، على دولة الخلافة فجعلت نظامها يتفق مع الديمقراطية واحتفظت بالخلافة، ومن يومئذ بدأت الديمقراطية تشق طريقها لانظمة الحكم، ولعقول الناس . ولكن الديمقراطية تحتاج الى الحريات بل الحريات العامة اساسها . واذا كان قد غزا العالم الاسلامي بالديمقراطية عن طريق الشورى فانه غزا العالم الاسلامي بالحريات عن طريق الحرية لذلك غزا الشعوب بالحريات فانتشرت وقبلت على اعتبار انها من الحرية .
والان ونحن على ابواب اقامة نظام الخلافة، فلا بد ان ننزع من نفوس الناس فكرة الحريات العامة، كما تنزع الديمقراطية، واذا كانت الديمقراطية لا تزال غامضة في اذهان الكثيرين ولا يزال المثقفون فقط هم الذين يتبنونها، فان الحريات العامة صارت عامة عند الجميع لذلك لا بد من العناية بقلع فكرتها، ولكن لا يتجاهلها بل بضربها وبيان زيفها .
وها نحن نقدم الخطوط العريضة عن الحريات وبيان ضربها :


اولا : الحريات العامة هي الحريات الاربع،
هي : حرية الاعتقاد،
وحرية الرأي،
وحرية التملك،
والحرية الشخصية .


هذه الحريات العامة جاءت احكام الاسلام ضدها .
فالمسلم ليس حرا في عقيدته، فانه اذا ارتد يستتاب، فان لم يرجع يقتل،
وهو ليس حرا في رأيه فما يراه الاسلام يجب ان يراه، ولا رأي له غير رأي الاسلام .
وهو ليس حرا في الملك، فلا يصح ان يملك الا ضمن اسباب التملك الشرعية . فليس حرا ان يملك ما يشاء بما يشاء . بل هو مقيد بأسباب التملك، فلا يصح له ان يملك بسواها مطلقا .


والحرية الشخصية لا وجود لها مطلقا، فالمرأ ليس حرا شخصيا بل هو مقيد بما يراه الشرع . فاذا لم يقم بأداء الصلاة يعاقب لانه لا حرية شخصية في الاسلام . فما يسمى بالحريات العامة جاء الاسلام باحكام ضدها . فالغرب يعرف ان الاسلام اتى بالحرية فجاء عن طريقها وادخل الحريات فالحريات هي من النظام الديمقراطي والنظام الرأسمالي بل هي اصل النظام الديمقراطي فيجب ان تحارب ببيان انها من النظام الديمقراطي، وفرق بينها وبين الحرية في الاسلام .


ثانيا : الفرق بين الحرية والحريات، ان الحرية هي ضد العبودية، اما الحريات فانها من تصدير الغرب للعالم الاسلامي حين بدأ غزوه ثقافيا . وهي من النظام الديمقراطي، والنظام الديمقراطي نظام كفر : فالحريات نظام كفر . والبحث هو في الحريات العامة وليس في الحرية، ولا بحث في الحرية مطلقا .


ثالثا : لا حرية في الاسلام لاي كان سواء كان عبدا او حرا بل هو عبد لله تعالى، وله الشرف الكبير ان يكون عبدا لله . فالله اثنى على رسوله اعظم ثناء بالعبودية له فقال"سبحان الذي اسرى بعبده"فأضاف العبودية له، وكلمة"لا اله الا الله تعني لا معبود الا الله"


فلا حرية لاحد مطلقا بل الكل عبيد لله .
الا انه لما كان نظام الرق موجودا حين جاء الاسلام جاء نظام الاعتاق من الرق فجاء نظام الحرية لعتق العبيد الذين كانوا .


اما اليوم فلا عبيد في العالم . لذلك لا نظام للحرية اي لا حرية مطلقا لفرد ما . فاذا وجد العبيد يطبق نظام الحرية لا نظام الحريات . فالحرية حين يوجد عبيد، توجد لاعتاقهم، وحين لا يوجد عبيد لا توجد، اما الحريات فلا وجود لها مطلقا .


رابعا : اصل الحريات هو ان الغرب حين حارب النظام الديني الذي عنده كان يحرم عليه ان يعتقد غير ما يقوله رؤساء الدين يحرم عليه ان يرى اي رأي، ويحرم عليه ان يملك الا حسب ما يراه رؤساء الدين، ويحرم عليه تصرفاته الشخصية، فجاء الغرب ليتحلل من هذا النظام، فقال بالحريات الاربع ثم نتج عن ذلك النظام الديمقراطي، والنظام الرأسمالي .


اما الاسلام فليس نظاما دينيا فحسب بل هو مبدأ ودين في ان واحد . اما كونه مبدأ فان العقيدة الاسلامية وهي"لا اله الا الله محمد رسول الله"هي القيادة الفكرية، وهي اساس الحياة، وهي التي تعين وجهة النظر في الحياة، وعنها تنبثق انظمة الحياة وعليها تبنى افكار الحياة .
واما كونه نظاما فانه جاء باحكام شرعية قد انبثقت من المبدأ، لذلك فهو مبدأ ونظام، دين ومنه الدولة .
فاحكام الشرع جاءت مقيدة للانسان اي انسان سواء اكان مسلما او غير مسلم . فالمسلم مقيد بعقيدته فلا يصح له ان يعتقد ما يشاء . والانسان الذي يعيش تحت ظل الاسلام مقيد باحكام الشرع كلها، فيجب السير حسب احكام الشرع . فالانسان ليس حرا بل هو مقيد باحكام الشرع .


خامسا : ان استعباد الشعوب لا يعرفه الاسلام، لذلك لم تكن الحرية للشعب بمعنى تحريره من الاستعباد معروفة، ولكنه اليوم وقد قام الغرب باستعباد الشعوب فوجدت كلمة حرية وهي تعني عتق الشعوب، ونحن بدل ان نقول حرية ونعني تحرير الشعوب، نقول الاسلام، وهو من طبيعته لا يقبل الاستعباد لانه يعلو ولا يعلى عليه، ولا توجد لديه فكرة استعباد الشعوب، لذلك فان الحرية لا وجود لها حتى بهذا المعنى .
لذلك فان جماع الامر كله هو الدعوة الى الاسلام، فلا حرية ولا حريات، وانما هي الاسلام والدعوة الى الاسلام .


سادسا: ان المخاطب بالشرع هو الافراد، والحريات نظام يخاطب به الافراد، وهو نظام كفر، والغرب وان خاطب الشعوب فانما يعمل بالافراد، وللافراد، وما استعماره للشعوب الا وسيلة لتضليل الافراد، فقال بالحريات للتضليل . فالحرية والحريات انما يراد منها تحرير الشعوب، ونظام الحريات . فاذا قال بالحرية وهو يستعمر الشعوب فانه يكون مخادعا ومضلالا وكذابا، ومراده ان يطبق الحريات، وان يسمم العقول بالحريات .
لذلك لا بد ان تحارب الحرية والحريات، وان يحصر الامر بالاسلام وبالدعوة الى الاسلام .


سابعا: جاء الاسلام فوجد رقا فقال بحرية الارقاء، ونحن اذا وجد رقيق قلنا بحرية الرقيق، اما اليوم فلا رقيق في الوجود لذلك لا نقول بالحرية ولا بالحريات . فما اتخذه الغرب وسيلة لادخال الحريات قد انقضى عهده، فلا حرية لاحد، ولا حريات لاحد ولا للناس، بل الكل عبيد لله، مقيدون بالشرع، فلسنا في حاجة لان نقول بالحرية وبالطبع ولا بالحريات، لان الحرية غير موجودة، فما دام الناس عبيدا لله فهم ليسوا احرارا، بل هم عبيد لله، والحريات غير موجودة، لان الانسان مقيد بالشرع، فلا حريات له ولا واحدة فلا حرية اعتقاد، ولا حرية رأي، ‎ولا حرية شخصية، ولا حرية ملك . لانه في كل ذلك مقيد بالشرع .
فالشرع خاطب الانسان وخاطب المسلم، والمسلم مقيد بالشرع، والانسان مقيد بالشرع . لذلك لا حريات لاحد مطلقا .


ثامنا : الواقع ان القول بالحريات يعني التحلل من كل نظام، ‎التحلل من كل قيد، وهذا يعني الفوضى، لذلك فان القول بالحريات يعني الفوضى، والتحلل من كل نظام، فيجب القضاء على الفوضى . وتقييد الناس بالنظام، وهو الشرع . لذلك فان الواقع يقضي بمحاربة الحريات والمحافظة على النظام، فانه لا حياة بغير نظام، ولا عيش بدون قيد، فالحريات تعني الفوضى والشرع او النظام يعني الحياة المستقرة .
والانسان اذا اعطيت له الحريات عاش في الفوضى وعاش حياة غير مستقرة، لذلك لا يجوز ان تبقى فكرة الحريات بل يجب ان تحارب ويقضى عليها، لذلك لا يصح ان يقول احد بالحريات ولا ان يبقى لها اي وجود، فالنظام هو المطلوب وهو الذي يجب ان يسود .


تاسعا: ان جميع الانظمة هي من صنع البشر، والاسلام هو النظام الذي جاء من عند الله فيجب ان يسود الاسلام، واذا ساد الاسلام، فلا حرية ولا حريات، بل الكل عبيد لله، وهم مقيدون بشرع الله، فبقاء الحريات يعني ترك الاسلام، او اهماله، او عدم العمل به، وهذا لا يجوز لا شرعا ولا عقلا .


لذلك يجب ان تحارب الحريات لانها تعني الفوضى وتعني ترك العمل بالاسلام .
منقول

ـــــــــــــــــــــــــ
التعقيب :

فالحرية فكرة غربية خبيثة لا تمت إلى الإسلام بصلة
فانبذوها يا أمة التوحيد نبذ النواة
وهي سرطان خبيث لا بد من استئصاله وقلعه من جذوره

وإلاَّ استشرى المرض وأهلك صاحبه

نشهدك ربي أنـَّا بُرَآءُ منها ومن أضرابها

وممن آمن بها وتبناها

وممن دافع عنها

وممن ضلل الناس وروَّج إليها

عزام
09-05-2008, 03:35 PM
مع احترامي لمضمون الكلام
فإن الاسلوب غير جذاب ومنفر لكثير من الناس
ضروري يكون التعبير سلبي؟ ممكن نعبر عن نفس المضمون بطريقة اكثر جاذبية؟
نحن نعرف ضيق الناس من الدكتاتورية ومن الظلم والطغيان ومصادرة الآراء فكيف تكتب المقال بهذه الطريقة.
ثم الا يوحي هذا المقال بازدواجية.. فحزب التحرير منع كثيرا من قبل النظام السوري حتى من مجرد ابداء رأيه وهو جاهد ليحصل على ترخيص واعتراف رسمي به كي يستطيع ابداء رأيه.. فكيف يعمد الى نقض هذه الحرية وهو اول المستفيدين منها؟
بدلا من قولنا : لا حريات.. فلنقل حرية مقيدة.. او نعيد تعريف الحرية بما يتفق مع مضمون العبودية لله..
عزام

من هناك
09-05-2008, 04:46 PM
او لنقل/ الحرية في الإسلام هي غير الحريات العالمية الآن

فـاروق
09-05-2008, 05:37 PM
الاسلام دين الحرية....

قد يختلف تعريف الحرية في الاسلام عن تعريفها عند الاخرين... اذ ان الحرية في الاسلام حرية مسؤولة منضبطة وليست حرية عبثية سفسطائية.

ولكن اسلوب المقال غير موفق...

اين نحن من الاسلوب القرآني حين يتحدث عن ما حرم علينا من الطعام...

قال تعالى:

"قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه ، إلا أن يكون ميتة ، أو دما مسفوحا ، أو لحم خنزير فإنه رجس ، أو فسقا أهل لغير الله بـه . فمن اضطر ، غير باغ ولا عاد ، فإن ربك غفور رحيم"

فهل نعتبر ونتعلم اسلوب الدعوة من القرآن الكريم؟

من هناك
09-05-2008, 08:03 PM
اخي فاروق،
هلا اوضحت وجهة نظرك لو سمحت وما هو وجه الشبه؟

النصر قادم
09-06-2008, 04:44 AM
الاسلام دين الحرية....

قد يختلف تعريف الحرية في الاسلام عن تعريفها عند الاخرين... اذ ان الحرية في الاسلام حرية مسؤولة منضبطة وليست حرية عبثية سفسطائية.

ولكن اسلوب المقال غير موفق...

اين نحن من الاسلوب القرآني حين يتحدث عن ما حرم علينا من الطعام...

قال تعالى:

"قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه ، إلا أن يكون ميتة ، أو دما مسفوحا ، أو لحم خنزير فإنه رجس ، أو فسقا أهل لغير الله بـه . فمن اضطر ، غير باغ ولا عاد ، فإن ربك غفور رحيم"
أخي ما دخل هذه الآية بالحريات ؟! مع أن هذه الآية عليك لا لك ... فانظر وتدبر ... فهي تقيد ... ولم تطلق !!! وتبين لك أنك لست حراً بالأطعمة فتأكل ما شئت, أنى شئت, كيفما شئت !

فهل نعتبر ونتعلم اسلوب الدعوة من القرآن الكريم؟
وهذا كله يا أخي من أساليب الدعوة لدحض أفكار الكفر وبيان زيفها, وصدق الله العلي العظيم إذ يقول : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4}
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6}


لا يا أخي : لا يجوز أن نطلق الكلمات المتعلقة بالأفكار هكذا على عواهنها ... فقولك بأن الإسلام دين الحرية لا يجوز لأنك تتكلم هنا عن أفكار منبثقة من العقيدة الإسلامية ... وليس أي كلام !
فكلمة حريه في الإسلام تعني : نقيض العبودية
ولا تعني : لا قيد

أما ما يطلق عليه اليوم من مسميات كالدعوة إلى الحريات ... وحوار الأديان... وأبناء إبراهيم ( عليه السلام ) والإرهاب... وأمثال هذه الأفكار الخبيثة ليست من الإسلام وهي أفكار غربية المقصود منها تمييع الإسلام وحرفه بما يناسب الغرب, وتفريغه من مضمونه ليسهل عليهم ضرب حضارته وطمس أفكارة وأحكامة
فالحرية يا أخي تعني لا قيد وهذا مخالف للإسلام لأن المسلم عبد لله وليس حراً بعقيدته وأفكاره, ومحاسب على أقواله وأفعاله وتصرفاته !
إذن هو عبد لله وليس حراً بالمفهوم والمصطلح الجديد
وهذه الحريات منبثقة من النظام الرأسمالي الوضعي القائم على الحريات الأربع : حرية العقيدة, وحرية الرأي, وحرية التملك, والحرية الشخصية ... وهذي كلها ليست من الإسلام في شيء

النصر قادم
09-07-2008, 03:01 AM
احذروا مفهوم حوار الأديان



موضوع حوار الأديان كمصطلح ليس قديما، أما كلمة (الحوار) فقد ذكرت في شرعنا الحنيف في أكثر من مكان وأكثر من محور، وربط كلمة ( الحوار ) بكلمة ( الأديان) فإنها مستحدثة وليست قديمة بالمفهوم الذي يطلقونه اليوم..


بداية، فإن هذا اللفظ كمصطلح مخصوص يُستخدم ويتداول بمعنى: التلاقي والتقريب، ووجود أرضية مشتركة ونقاط اتفاق بين الديانات الثلاث على اعتبار أن هذه الأديان وأهلها - وهذا ما يدعيه دعاة الحوار- مؤمنون بالله !!


انطلاقا من مقولة نسمعها ويتداولونها وهي مقولة ( أبناء إبراهيم ) عليه السلام .


فالحوار على هذا الأساس بين الديانات الثلاث، في حقيقته أنه أتى بعد بحث سبق، مشابه له، وهو ما يُطلق عليه اسم: علم (الأنثروبولوجي) وهو علم دراسة الشعوب والأقوام، ذلك أن الأقوام أو الدول التي كانت تعمل على دخول بلاد شعب غريب عنها كان يلزمهم معرفة تلك البلاد والشعوب والأقوام ، معرفة أحوالهم، عاداتهم، تقاليدهم، وشتى شؤون حياتهم ليعرفوا كيف سيتعاملون معها حين يقدموا إليهم لأي سبب ولأية غاية، وبهذا يعرفون مداخل تلك الأقوام ومخارجهم ويُلمّوا بكل ما يلزمهم من معارف ليضعوا الأسس والقواعد التي سيبنون عليها تعاملهم معهم....


ربطا بين حوار الأديان أو حوار الحضارات - كما يحلوا لهم تسميته- وبين علم ( الأنثروبولوجي) فإن العلاقة بينهما علمية من ناحية أن هذا العلم أخذ به وطُبّق على أرض الواقع ليكون أول ركيزة يُبنى عليها حوار الأديان، فلا يُمكن بحال أن تكون هذا الدعوة للحوار ولا المضي بها قبل معرفة أحوال من سيتعامل دعاة الحوار معهم


فهل المسألة مسألة بحث علمي بحت؟


أو بحث علمي مجرد ليس له دلالات سياسية؟


الجواب : قطعا لا.


حتما لا يقال هذا، ولا يمكن أن يكون الحال كذلك، ذلك أن حوار الأديان قصد منه شيء واحد واضح محدد وهو أن يجعلوا أهل الديانات الثلاث، أو بمعنى أدق: من اختاروهم من أهل الديانات الثلاث أن يلتقوا على أرضية " توضع لهم " ، ويدعون لهذه اللقاءات للخروج بتوصيات أو اتفاقيات أو تراض على أمور يهمهم بحثها والوصول إلى قرارات بخصوصها!!


فالموضوع ليس بحثا عند المسلمين في النصرانية أو اليهودية، ولا عند اليهودية في النصرانية والإسلام... ولا العكس.


فهذا قول مردود، لأنه إن قيل فهو بحث أو قول مجرد لا يمتّ إلى ( حوار الأديان أو الحضارات ) الذي يدعون إليه ويريدونه بصلة إلا اللفظ فقط !!


ونحن عندما نبحث في هذا المصطلح إنما نبحثه لسبب واحد واضح، وهو أنه - أي هذا الحوار - إنما يقوم يكون بناء على توصيات من جهات معينة، وهذه الجهات لم يغفل كثير من المفكرين ولا الباحثين في هذا ( الحوار ) عن سبر غورها ومعرفة كنهها والداعي لها
وما يأتي بعدها من تداعيات !!


قبل أن نخوض في الهدف أو الأهداف من مسألة حوار الأديان لا بد أن نفهم أن حوار الأديان هو عبارة عن دعوة بين الأطراف جميعا


أي أطراف الحوار، للتخلي عن بعض ( الثوابت) أو ترسيخ ثوابت عند طرف لمصلحة الطرف الآخر، فمن هو الطرف الذي سيُعطي


ومن هو الطرف الذي سيكون الحوار في مصلحته: المسلمون أم من يحاورهم؟؟


وهذا الحوار بداية لا يكون إلا بوجود نقاط التقاء بين هذه الحضارات - هذا زعمهم - وهذه الديانات


وهنا يلزم أن نبحث: ما هي نقاط الإلتقاء؟ وما هي نقاط الإشتراك بين الإسلام واليهودية والنصرانية، حتى نعرف على ماذا اتفقوا وعلى ماذا هم مختلفون ابتداء ؟!


كما نفهم، أن اليهود والنصارى ليسوا على شيء.... وهذه حقيقة قرآنية ثابتة. ولا هم يدعون إلى هذه اللقاءات ولا يسعون إليها ولا يقاتلون لتصير هذه اللقاءات والحوارات وتنفذ على أرض الواقع لإثبات ما عندهم، ولا يُقال أن النصرانية تريد أن تثبت لليهودية شيئا، ولا اليهودية تريد أن تُثبت للنصرانية شيئا...وإنما هما طرفان يلتقيان ويجتمعان في وجه طرف ثالث وهو الإسلام !!


يُقال: أن لا بدّ للحوار أن يكون على أرضية مشتركة، تجمع الثلاث ديانات، بالتالي إن كان اللقاء بناء على أنها ديانات فلا بدّ - كما يقولون- من وجود شيء مشترك بين الثلاث ديانات.


ولكي يخرجوا من هذا المأزق وحتى يُبعدوا عن أنفسهم الشبهة عند الناس ولكي يخفوا عن الناس مقصدهم من هذه الحوارات، قالوا أن


الأصل بين هذه الديانات هو أنهم جميعا أبناء إبراهيم عليه السلام !!


هذه اللتفافة على الموضوع محل البحث،،


يقولون أنهم جميعا أبناء إبراهيم ليقولوا أنهم جميعا يشتركون في قاعدة ( الإيمان ) بالله تبارك وتعالى..


فيثبّتون هنا نقطة أساس ينطلقون منها كقاعدة لحوار الأديان...أنهم جميعا في الإيمان ســـــــــــــــــواء !!


وهذه من الخطورة بمكان أن تكون ثابتا أو منطلقا للحوار بين الإسلام واليهودية والنصرانية..


وهذا ما يعمل على تثبيته من يقولون أنهم يمثلون الإسلام والمسلمين في هكذا حوارات...


فإنّ ثبّتوا هذه النقطة الجوهرية، كانت اختلافاتهم الأخرى - أيا كانت - ثانوية لا قيمة لها.


مع أن الخلاف والإختلاف في الأصل: هل هم - اليهود والنصارى - يؤمنون بالله أم لا.....وهم ليسوا كذلك، فبالتالي لا يمكن القبول ولا التسليم بما اتفقوا عليه من أنهم جميعا أبناء إبراهيم من ناحية أنهم متساوون كلهم في الإيمان !!


فهل هم على دين أم لا؟ هل اليهود والنصارى على شيء أم لا؟؟


يقول الحق تبارك في علاه ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل)


فعلى ماذا يتحاورون، وما هي أهداف حواراتهم ولقاءاتهم؟؟
لو كان عند من يدعي من المسلمين تمثيله للإسلام والمسلمين في هكذا حوارات الجرأة والأمانة والصدق في مخاطبتهم للمسلمين لقالوا لنا على أي أساس تكون هذه اللقاءات، أو لقالوا على الأقل ما الذي يدور بين الكواليس في تلكم الحوارات !!


أو بيّنوا للناس ما اتفقوا عليه ي لقاءاتهم وحواراتهم ولما أخفوا منها شيئا.


غير أن الكلام النظري في هكذا مفهوم خطير هو في الحقيقة يخالف الواقع تماما يُدعون إلى هذه اللقاءات - وهذا بشهادات مفكرين وباحثين ممن يتابعون هذا النمط الخطير من الحوارات- التي يضع أجندتها كاملة الغرب


وعلى رأسه ( الفاتيكان ) ولقد أشار كثير من الباحثين والمفكرين إلى ذلك الدور الذي يضطلع به (بابا روما) في وضع أجندة وخطة عمل ومحاور البحث في حوار الأديان، توضع تلد الأجندة بحسب الواقع المُعاش، وبحسب الأحداث السياسية الساخنة، والمتغيرات الإقليمية والسياسة في مناطق النزاع في عالمنا العربي والإسلامي!!


وما أعنيه هنا: أنه في الأوقات التي يراد فيها محاربة الإسلام علانية وبشدة وقسوة أكثر مما سبق، فإنهم يروجون في حواراتهم لفكرة الإرهاب والرجعية، والتطرّف ليضعوا أصحاب هذه التوصيفات، ومن ألصقوا بهم هذه العبارات محل اتهام وجبت محاربتهم والتصدي لهم من قبل الكل، والكل هنا ( هم اليهود والمسلمون والنصارى) متمثلين بالأنظمة التي تنفذ تلك التوصيات التي تخرج بها مؤتمرات حوار الأديان والحضارات...


تماما كما حصل في مؤتمر حوار الأديان في روما سنة 2001م. حيث كان المؤتمر مباشرة بعد أحداث أمريكا، وكان تركيز الأطراف جميعا فيه - ومعهم من ادعوا تمثيلهم للمسلمين في المؤتمر- على مسألة الإرهاب ومحاربته


ثم تبين أن المقصود بالإرهاب هم كل من صنفتهم أمريكا وصنفهم الغرب تحت خانة الإرهاب من المسلمين وكانوا كذلك كل من صنفتهم الأنظمة في بلاد العرب والمسلمين إرهابيون ممن يخالفونها أو يعارضونها فأنزلوا بهم سوء العذاب سجنا وتقتيلا وتشريدا......وكل ذلك كان بمباركة الغرب وأمريكا والشرعة الدولية ....ومشايخ الطواغيت في عالمنا الإسلامي!!


وهنا لا بدّ من ملاحظة: وهي أنه قد يسأل سائل فيقول ألا يوجد أثر سلبي على أصحاب الأديان الأخرى؟ لماذا يكون الأثر سلبيا فقط على المسلمين؟؟


والجواب: أن من يضع أجندة لقاءات ومؤتمرات حوار الأديان والحضارات هم الغرب متمثل باليهود والنصارى مجتمعين لا متفرقين وهم الذين يرسمون خطوط تلك الحوارات، مداخلها ومخارجها، والضحية بين أيديهم هم المسلمون، ومن يمثل المسلمين هم أشباه علماء يعلمون تماما الهدف والغاية من تلك الحوارات وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا طرفا مع أعداء المسلمين ضد الإسلام والمسلمين فهم قد سارعوا فيهم، وتابعوهم، وكانوا الثغرة التي من خلالها أراد الكفار بث أفكارهم وآرائهم وقناعاتهم بين المسلمين......


فكيف يكون هم الخاسرون؟؟


وأكثر الأمور سلبية بالنسبة لهم هي: أن لا يستطيع علماء السوء - اللذين ادعوا تمثيلهم للاسلام والمسلمين- من أن يؤدوا عنهم وإليهم ما خططوا ودبروا له وكادوا به للمسلمين .


وهذا حقيقة ما يحصل، فان علماء السوء ومفكري ( الخراب) من المسلمين الذين يشاركون الكافر في الحوارات، وبسبب عقم عقولهم وسفاهة آرائهم، قصور أذهانهم فإنهم لم ولا ولن يستطيعوا تمرير ما يرشدهم إليه نظراؤهم من يهود ونصارى في حواراتهم ولقاءاتهم.


إن اليهود والنصارى ليسوا على شيء كما وصفهم ربّ العزة جل في علاه


ومن يدعي غير ذلك فقد خالف معلوما من الدين بالضرورة، وهو أمر عقدي...فمن لا يفهم منهم معنى هذه المخالفة فليسأل من كان بها خبيرا......


فعاقبتها الهلاك والخسران يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم


وهم ليسوا على شيء.....حتى يقيموا التوراة والإنجيل


ومعنى إقامة التوراة والإنجيل: أن يؤمنوا بما أتت به كتبهم، أي يؤمنوا بنبوة محمد صلوات ربي وسلامه عليه..أي أن يُسلموا..


هذا ما ذكره علماؤنا الأفاضل .
وموضوع حوار اليهود والنصارى عند ( علماء المسلمين) الذين نسأل الله لهم الهداية، لم يقم على أساس قول الله تبارك في علاه: ( قل يل أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله)


فعلماء السوء هؤلاء الذين عقمت عقولهم، وغلّفت قلوبهم، واتبعوا أهواءهم، وركبوا موجة الكافر في كيده للإسلام والمسلمين


قد أوهنوا عضد المسلمين وأعانوا عدوهم عليهم والتمسوا عند عدوا الله السلامة لهم......


اللهم إني أبرأ إليك مما يفعل الغافلون من عبادك، اللهم ولا تجعل للكافرين علينا سبيلا


الحمد لله رب العالمين
منقول

فـاروق
09-07-2008, 04:47 AM
أخي بلال
وجهة نظري بسيطة.... ويمكن ان تلخص بمثال الكوب النصف فارغ.....

فرق بين ان تقول عنه ان نصفه فارغ..او ان تقول ان نصفه ملأن... وهذا ما نلمسه من قوله تعالى " لا اجد فيما اوحي الي محرما الا..."
واضح ولا منوضح اكثر؟

ابو شجاع
09-17-2008, 05:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله

هناك اعتراض على المقال من الاخوة الكرام




مع احترامي لمضمون الكلام
فإن الاسلوب غير جذاب ومنفر لكثير من الناس
ضروري يكون التعبير سلبي؟ ممكن نعبر عن نفس المضمون بطريقة اكثر جاذبية؟
نحن نعرف ضيق الناس من الدكتاتورية ومن الظلم والطغيان ومصادرة الآراء فكيف تكتب المقال بهذه الطريقة.
ثم الا يوحي هذا المقال بازدواجية.. فحزب التحرير منع كثيرا من قبل النظام السوري حتى من مجرد ابداء رأيه وهو جاهد ليحصل على ترخيص واعتراف رسمي به كي يستطيع ابداء رأيه.. فكيف يعمد الى نقض هذه الحرية وهو اول المستفيدين منها؟
بدلا من قولنا : لا حريات.. فلنقل حرية مقيدة.. او نعيد تعريف الحرية بما يتفق مع مضمون العبودية لله..
عزام


و ايضا



فاروق

الاسلام دين الحرية....

قد يختلف تعريف الحرية في الاسلام عن تعريفها عند الاخرين... اذ ان الحرية في الاسلام حرية مسؤولة منضبطة وليست حرية عبثية سفسطائية.

ولكن اسلوب المقال غير موفق...

اين نحن من الاسلوب القرآني حين يتحدث عن ما حرم علينا من الطعام...

قال تعالى:

"قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه ، إلا أن يكون ميتة ، أو دما مسفوحا ، أو لحم خنزير فإنه رجس ، أو فسقا أهل لغير الله بـه . فمن اضطر ، غير باغ ولا عاد ، فإن ربك غفور رحيم"

فهل نعتبر ونتعلم اسلوب الدعوة من القرآن الكريم؟


اخوتي الكرام

الاصل ان نوحد المصطلحات فنعرف عما نتكلم بالضبط

هل هناك في الاسلام حرية اساسا وان كان في الاسلام حرية من نوع معين فما هي هذه الحرية بالضبط

الحرية في الاسلام لم ترد الا بمعنى واحد الا وهو عكس العبودية والرق والرق انتهى منذ زمن طويل فعن أي حرية يتكلم الاخوة بالضبط

ليس هناك في الاسلام حرية لا حرية منضبطة زلا حرية مسؤولة مقيدة

ولم ترد نهائيا الا بعكس الرق

ومن يعارض هذا القول فيلزمه الدليل من كتاب الله وسنة نبيه وما ارشدا اليه من اجماع وقياس

اما الحريات التي يطالب بها الناس حاليا فهي جزء من منظومة الفكر الرأسمالي الغربي علما ان المسلم ليس حرا نهائيا في اي فعل فافعاله مقيدة بالاحكام الشرعية فقط

إن فكرة الحريات العامة هي من أبرز الأفكار التي جاءت بها الديمقراطية الغربية وتعتبر أساسا من أسسها الهامة إذ بها يتمكن الفرد من ممارسة إرادته ومن تسييرها كما يشاء دون ضغط او إكراه والشعب لا يستطيع أن يعبر عن إرادته العامة إلا بتوفر الحريات العامة لجميع أفراده

والحرية الفردية مقدسة في النظام الديمقراطي فلا يسمح للدولة ولا للأفراد بالتعدي عليها

والنظام الديمقراطي الرأسمالي يعتبر نظاما فرديا وحماية الحريات العامة وصيانتها تعتبر من اهم وظائف الدولة فيه

والحريات عند الغرب اربع

حرية الرأي

التملك

الاعتقاد

الحرية الشخصية

فلنر ماذا قال الاسلام عن هذه الحريات وهل كان الاسلوب " اسلوب الاسلام " في التحذير منها منفرا ام غير منفر كما يطالب الاخوة


يتبع