تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي جنسيتك؟ اسلامية ام وطنية؟



عزام
09-03-2008, 03:14 PM
هذه من كتابتي

واتقبل كل تعليق او تصحيح لما كتبت ان شاء الله

عزام

كيف تكون جنسيتنا الإسلام؟

لا نقاش في ان تقديم الوطنية على الدين -كما هو حال الكثيرين في بلادنا للاسف- امر مرفوض. فمن يقول "انا لبناني قبل ان اكون مسلما".. ليس بمسلم لا اولا ولا اخيرا لأن لا ولاء يتقدم ولاء الانسان لله وللرسول والامة الاسلامية. ووضع الدين في المرتبة الثانية معناه تقديم احكام البشر على حكم الله. هذا امر واضح ومفروغ منه ولكن يا ترى ما حال من يقول: انا مسلم اولا لبناني ثانيا؟
في الاصل كنت اتقبل هذا الامر لعدم رؤيتي أي تناقض بين الدين وبين حب الوطن.. لكن قراءاتي و تجاربي بدأت تبعدني عن هذا المفهوم ولي حول هذا الموضوع الخواطر التالية فارجو الا تتسرعوا بالحكم على الموضوع قبل قراءته قراءة كاملة وبتمعن.
حب ارض الوطن حب فطري
حب الوطن شيء فطري ولا نملك ان نرفض الاعتراف بذلك. فالانسان جبل على حب المكان الذي نشا فيه وعن الدفاع عن ارضه ومحيطه وبيئته. وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق مكة عند هجرته منها: (ما أطيبك من بلدة وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك). وحيث أن حب الوطن غريزة في الإنسان، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم من ربه بأن يرزقه حب المدينة لما انتقل إليها، لكن ان يحمل مفهوم الوطن معنى سياسيا وان تنشىء رابطة جديدة تسمى رابطة الوطن أو الرابطة الوطنية أو الوحدة الوطنية بدل (او الى جنب) رابطة العقيدة الإسلامية والوحدة على أساس الإسلام فهذا امر لا يتوافق مع مفهومنا للاسلام حيث ان الرابط بين الناس هو العقيدة وليس الارض. واروع ما قيل في هذا المجال ما كتبه صاحب الظلال: " والبشرية إما أن تعيش _ كما يريدها الإسلام _ أناسيّ تتجمع على زاد الروح وسمة القلب وعلامة الشعور .. وإما أن تعيش قطعانا خلف سياج الحدود الأرضية ، أو حدود الجنس واللون .. وكلها حدود مما يقام للماشية في المرعى كي لا يختلط قطيع بقطيع !!!
كيف تكون جنسيتنا الاسلام؟
عنوان قد يبدو غريبا بالنسبة للبعض فالاصل عندهم ان ديننا هو الاسلام وجنسيتنا هي جنسية البلد الذي ننتمي اليه. فلماذا نريد ان نحول الجنسية الى الاسلام؟ وما معنى هذا الكلام؟ دعوني احاول الاجابة: اما ان ديننا هو الاسلام فلا خلاف في ذلك.. ولكن مصطلح الدين سلب اليوم كثيرا من امتيازاته لصالح مفهوم الوطن والجنسية. فاصبح الدين هو مجرد "اعتقاد" اما الوطن فهو "الانتماء". في حين ان الدين –كما انزل- يشمل مفهوم الانتماء الى الامة الاسلامية ولا ينفصل عنها كما يشير قوله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" أي ان كل حركة وكل سكنة نقوم بها تدور في اطار الدين فهل هذا هو حالنا اليوم يا ترى؟ لو كان الحال كذلك لما مانعنا ربما من الاعتراف بمفهوم الجنسية الوطنية كعامل رديف ثانوي مميز لمكان ولادة الانسان كما كان حال المسلمين في عهود الخلافة الاسلامية حينما قسموا الى ولايات : الشام-اليمن-الحجاز.... مع بقاء ولاءهم الاساسي للاسلام.
جنسية المسلم وطبقته
يشدد القرآن الكريم على جنسية "الاسلام" ويربط بينها وبين الغاية من اخراج الامة المسلمة والوظيفة التي اخرجت من اجلها وذلك في قوله تعالى: ""وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير"
ويلحق بجنسية الانسان المؤمن طبقته داخل الامة المسلمة. وتتقرر هذه الطبقة طبقا لدرجة اتقائه من الاصابة بمرض الطغيان او الهوان. والى هذا المقياس يشير قوله تعالى "إن اكرمكم عند الله اتقاكم"
اذن ليست الجنسية هي الانتماء الى قطعة ارض وليست الطبقات قائمة على اساس المال والسلطة كما هي في عالمنا اليوم. انما الجنسية هي الاسلام والطبقة تتحدد بنسبة التقوى.
لماذا نريد ان تكون جنسيتنا اسلامية؟
من المعروف ان أي انسان له حاجات متعددة من اهمها حاجة الانتماء..لا يحقق الفرد ذاته ان لم يشعر بالانتماء لمجتمع ما.. وللاسف فاننا حين تخلينا عن جنسيتنا الاسلامية واستبدلناها بجنسية الارض تقهقر الدين الى الخلف ليصبح ذا اثر ثانوي في حياتنا وتقدم عليه عنصر الانتماء للدولة. ومن مظاهر هذا التغيير:
1- اصبح الدين عامل تخلف وانقسام بين افراد المجتمع بدل ان يكون عامل توحيد: حيث نرى الكثير من المسلمين يردد: لا يجب على الدين ان يفرقنا فنحن ابناء وطن الواحد. او يقول احدهم لا يهمني ما دينك فانت اخي في الوطن. والمشكلة ليست فقط في تعاظم اهمية الارض على حساب الدين بل هي باعتبار الدين –ولو بدون قصد - عامل تفرقة وعامل تخلف وكأنه عنصرية بغيضة تفرق بين الناس..
2- تراجع القضايا الدينية لتحتل القضايا الوطنية المركز الاول فها نحن نرى ان أي قضية سياسية او وطنية ممكن تحرك نصف الشعب (ولنا في تظاهرات 8 و 14 اذار "المجيدة" اكبر دليل) فيما تعجز القضايا الاسلامية المصيرية ان تهز مشاعر الناس في الغالب (قضية القدس- نصرة الرسول).
3- الحزازيات العنصرية بين المسلمين من بلاد مختلفة وتقديم عامل نصرة المواطن ولو كان من ملة اخرى على المسلم من بلد آخر. لا بل ان بعض الاخوة للاسف لا يتقبل ان ننتقد حكامه مع كل مساؤهم انتصارا لبلده.
4- ضعف التعاطف مع مشاكل البلاد الاسلامية الاخرى: فلسطين، العراق، لبنان، افغانستان.. حيث يقف المواطن المسلم منها موقف المعزي لا موقف المصاب لأنه يجد ان مصالحه الاقتصادية لا تتأثر ان ضربت تلك البلاد مما خلق انفصالا شعوريا عن معاناتهم لا يمكن ان تردم الهوة فيه الا اذا اعتبر ان كرامته كانسان مسلم قد مست بنفس القدر اذلي تمس فيه حين تحل مصيبة بإبن وطنه.
5- والاسوأ من ذلك ان هذا المواطن ليس مستعدا ان يتحمل تبعة اي موقف تضامني مع تلك البلاد المنكوبة خشية ان يعاقبه الغرب فيتأثر مستوى معيشته لذلك. لا بل انه مستعد ان يشارك مع جيوش الغرب في قتال اخوته المسلمين ويسمح لهم باستعمال القواعد في بلاده لضربهم فهل بعد هذا من ذل وهوان وهجر لحكم الله فينا؟
6- ايضا من المؤسف ان ابناء هذه البلاد المنكوبة يناشدون الدول الشقيقة مساعدتهم ولكنهم في الوقت نفسه يرفضون ان يتدخل احد في انتقاد موقف لهم او في إبداء الرأي بتصرفاتهم.. فنجدهم يقولون.. "دعونا وحدنا.. هذا بلدنا نحن.. لا تتدخلوا في ما لا يعنيكم.." وكأننا متطفلون على اي قضية تحدث خارج حدود الارض التي نعيش عليها والتي قطعها الاستعمار في الاصل ليحافظ على مصالحه وليفتت المسلمين وقد نجح ي ذلك ايما نجاح.
الجنسية الوطنية و معاني الولاء والانتماء والعصبية
ما هي العناصر المضرة في الجنسية الوطنية؟ العناصر كما اراها هي : الولاء، الانتماء، والعصبية..
1- الولاء للوطن هو حينما يعتبر الوطن مصدراً لعزة النفس ويستعد من يسكنه ان يحارب اخوته في الدين لاجل اوامر قادة الوطن.
2- والعصبية الوطنية حينما تشعر بالميل القلبي لابن وطنك حتى لو كان حاكما ظالما او مواطنا منافقا و تنظر الى كل نقد يوجه لهؤلاء بمثابة تجريح شخصي بحقك.
3- والانتماء حينما تشعر انك تحقق ذاتك بكونك تنتمي الى هذا الوطن وهو ما اريد التركيز على التحذير منه كون بقية الامور واضحة الفساد من وجهة النظر الدينية.
جميعنا نذكر ماذا حل بمن خير بين القتل والزنا وشرب الخمر فاختار شرب الخمر على انه اهون الشرور فاذا به يقتل ويزني تحت تأثير السكر. وبالمثل فان مفعول الجنسية الوطنية مسكر كمفعول الخمر.. وبدون التخلص منها سنقع لا محالة في فخي الولاء والعصبية. كما قدمنا من قبل فإن الشعور بالانتماء هو اقوى من شعور الاعتقاد الغيبي الذي لا يترجم على ارض الواقع لذلك ترى ان الوطنية هي الدينامو المحرك للفرد في عالمنا اليوم لا الدين. واذا كنت ارفض كل انتماء لغير الاسلام حتى لو كان انتماء لجماعة اسلامية فكيف اقبل ان احقق ذاتي من خلال انتمائي لرابطة ما انزل الله بها من سلطان؟
حدود مفاعيل الوطنية
هل هذا يعني اني ادعو لالغاء اي ارتباط بالوطن؟ لا ابدا.. ما ادعو الى فكه هو الارتباط الوجداني فحسب. دعونا لا ننس ان المسلم يحترم عهوده ووعوده لذلك فلا ريب ان ولادته على ارض معينة وقبوله التوقيع على كثير من اوراق المواطنة تعطي لهذه الوطن حقوقا عليه الزم نفسه بها ولكنها شبيهة –برأيي- من حيث النوع بأي عقد مع أي مؤسسة تعمل فيها حيث تحترم قوانينها وتسير وفق نظمها وخططها وتطلعاتها مع مراعاة عدم تعارض هذه الامور مع مسلماتك العقدية. ويكون ولاءك –بالتالي- لهذه القوانين ولاء محدودا بزمن معين وبزاوية محددة لا شعورا راسخا في الوجدان لا يسعنا الإنفكاك عنه. الا يحترم الموظف المؤسسة التي يعمل فيها و يعمل على ازدهارها ومن ثم قد ينتقل الى اخرى منافسة فيعمل بصدق والتزام ايضا؟ هكذا ينبغي ان تكون علاقتنا مع الدولة التي ننتمي اليها ولا يجب ان نشعر باي حرج من ان نغير جنسيتنا الى جنسية دولة اخرى اذا اقتضت المصلحة الاسلامية ذلك. ان اي ارتباط عاطفي او وجداني بمفهوم الوطن ينشىء في عقولنا رابطة جديدة متناقضة مع ولاءنا الأصلي للأمة الاسلامية. نحن لا نعارض ان يكون الإنسان مواطنا صالحا بل هذا عين ما ندعو اليه ولكن لتكن كل روابطنا بهذا الوطن روابطا اجرائية ومادية لتسهيل حياتنا في هذه الفترة – المؤقتة مهما طالت- والتي نترقب فيها بصيص ضوء يخرجنا من هذا النفق المظلم ويعيدنا الى عهد امة الاسلام.
هل من مخاطر
قد يقول البعض ان توجهاتي تخالف الخطاب الاسلامي المعاصر الذي يحرض على دمج المسلمن ببلادهم خاصة في بلاد الاغتراب. فاقول نعم انا لا اريدهم ان يندمجوا.. لان هذا معناه الذوبان فنحن لن نؤثر فيهم بقدر ما سيؤثرون فينا والناظر للجيل الثالث من المهاجرين يدرك تماما ان هذا الجيل قد ذاب تماما في بلاد الغربة الا من رحم ربي. لا مانع من ان نحترم قوانينهم وان نحرص على عهودنا معهم فنحن في ارضهم والمسلمين عند وعودهم وعهودهم فلا نناصر ضدهم عدوا ان اقررنا بذلك العهد لهم. وانا شخصيا ادعو كل مهاجر في الغرب الى ترك تلك الدول في اقرب فرصة والهجرة الى بلد عربي او مسلم.. اما من اراد ان يبقى فليشعر دائما بالغربة وليحرض الا يندمج في مللهم الملتوية وليوطن نفسه على الدعوة الى الاسلام مع معارفه كي يكون لإقامته في الغرب مخرج شرعي مقبول اذ اننا نعرف ان الاصل في ذلك هو التحريم الا لحاجة ملحة.
هذا عن الجنسية الاجنبية فماذا عن الدول العربية والاسلامية.. اقول ان محاذير الانتماء اليها اشد فالمسلم يشعر دائما بما يميزه عن الغربي (حتى وان تغافل عن ذلك فالغربي سيشعره دائما بهذا الفرق بالتمييز العنصري الذي يمارسه ضده) فينفر من شعور المواطنة كردة فعل غريزية. اما في بلادنا فان الجو العام يرغبك اكثر فاكثر بالغرق في مستنقع الوطنية. وأنا اسأل في الاصل من رسم الحدود بين دولنا؟ من فرق فلسطين عن سوريا عن لبنان وكلها بلاد الشام.. ان اعترافي بهذه الحدود المصطنعة سيجرني في النهاية ان اعترف ايضا باسرائيل التي اقيمت فوق ارضنا الاسلامية (وهو ما بدأنا نسمع تباشيره) والتي منحتها جلالة الملكة لليهود في حدث فريد من نوعه اعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق. والمؤسف في كل هذا اننا لم نعترف فقط بالحدود التي رسمها الغرب بل اصبحنا نحارب بعضنا البعض ونقاتل لأجلها.. فهل بعد هذا من غباء؟
الغرب قطع اشواطا اكثر منا في نبذ التعصب الوطني
والغريب ان الغرب على رغم كل ما خاضته شعوبه من حروب يسير نحو الاندماج متعاليا عن الفرق الاثنية والدينية والعنصرية فيه.. في حين نحن ابناء الامة الاسلامية الواحدة نتشرذم ونتعادى ونتحارب. نعم.. لقد ادرك الغرب ان الجنسية تحولت الى قيد خانق لحرية الفرد في التعبير والاختيار في الداخل وحريته في التنقل والعمل والاقامة في الخارج. لهذا صارت المجتمعات المعاصرة بحاجة الى مفهوم جديد في الجنسية لا تتحكم فيه العصبيات العرقية او الاقليمية او المصالح المادية. فها هي شعوبه قد نزعت من الجنسيات قيود السفر والعمل والاقامة وحولتها الى مجرد ادوات للتعارف .. تماما كما يشير قوله تعالى "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" بينما يستمر فقهاء الملوك والرؤساء في تعزيز سجون الجنسيات العصبية وقيودها ومضاعفاتها التي ادت الى تمزق الامة الاسلامية شر ممزق.
التغيير بالاسم وليس بالشعور قط
ان جنسيتي هي الاسلام وليس جنسية الوطن ورب العالمين يقول عن الامة الاسلامية "هو سماكم المسلمين من قبل" فلم نعدل عن هذا التسمية وهذه الجنسية؟ فلنتذكر ان كل تغيير شعوري يجب ان يصاحبه تغيير المفردات كذلك لتحمل معان جديدة. لأن الاستمرار في استعمال مصطلحات العهد السابق سيبقى اثارا نفسية في اللاشعور لن تستطيع التخلص منها الا عند نبذ كل ما يذكرك بالحقبة الماضية. عسى ان يقرأ الاخوة هذا البحث المتواضع بروحية موضوعية وان ينظروا الى الامور من ناحية عقدية لا من ناحية سياسية فهي ليست مقصدا اساسيا في موضوعي هذا ولو اني مررت عليها مرور الكرام. فلا يؤثر مدى صوابية الامثلة التي اعطيتها وانطباقها على الواقع على اصل الموضوع الذي لا خلاف فيه.

منال
09-03-2008, 08:35 PM
وصلت إلى هنا:
الجنسية الوطنية و معاني الولاء والانتماء والعصبية

ولي عودة لإكمال القراءة بإذن الله فالموضوع قيّم جزاك الله خيرا

طرابلسي
09-03-2008, 10:57 PM
حدود مفاعيل الوطنية
هل هذا يعني اني ادعو لالغاء اي ارتباط بالوطن؟ لا ابدا.. ما ادعو الى فكه هو الارتباط الوجداني فحسب. دعونا لا ننس ان المسلم يحترم عهوده ووعوده لذلك فلا ريب ان ولادته على ارض معينة وقبوله التوقيع على كثير من اوراق المواطنة تعطي لهذه الوطن حقوقا عليه الزم نفسه بها ولكنها شبيهة –برأيي- من حيث النوع بأي عقد مع أي مؤسسة تعمل فيها حيث تحترم قوانينها وتسير وفق نظمها وخططها وتطلعاتها مع مراعاة عدم تعارض هذه الامور مع مسلماتك العقدية. ويكون ولاءك –بالتالي- لهذه القوانين ولاء محدودا بزمن معين وبزاوية محددة لا شعورا راسخا في الوجدان لا يسعنا الإنفكاك عنه. الا يحترم الموظف المؤسسة التي يعمل فيها و يعمل على ازدهارها ومن ثم قد ينتقل الى اخرى منافسة فيعمل بصدق والتزام ايضا؟ هكذا ينبغي ان تكون علاقتنا مع الدولة التي ننتمي اليها ولا يجب ان نشعر باي حرج من ان نغير جنسيتنا الى جنسية دولة اخرى اذا اقتضت المصلحة الاسلامية ذلك. ان اي ارتباط عاطفي او وجداني بمفهوم الوطن ينشىء في عقولنا رابطة جديدة متناقضة مع ولاءنا الأصلي للأمة الاسلامية. نحن لا نعارض ان يكون الإنسان مواطنا صالحا بل هذا عين ما ندعو اليه ولكن لتكن كل روابطنا بهذا الوطن روابطا اجرائية ومادية لتسهيل حياتنا في هذه الفترة – المؤقتة مهما طالت- والتي نترقب فيها بصيص ضوء يخرجنا من هذا النفق المظلم ويعيدنا الى عهد امة الاسلام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وأرضاك على هذا الكلام النفيس

مقال أكثر من رائع سأقوم بنقله إلى موقع آخر
اما المقتبس من كلامك فهو يحتاج إلى شرح وتوضيح
لذا أحيل الشرح لأخينا _ المسلم _ فهل تفضل مشكورا وأثرى هذا المقال الأكثر من رائع ببيان النكت المختبئة بين كلماته


أيها المشرف الفاضل : إذا كان هذا المقال لا يرتقي إلى التثبيت فبرأي ألغوا ميزة التثبيت من الأقسام :)

جهاد
09-04-2008, 03:19 AM
يقول حامي لواء الاسلام و المسلمين, و السنة على وجه الخصوص
نحن لسنا مسلمين و لسنا مسيحيين
نحن لبنانيون

بخ

صرخة حق
09-04-2008, 09:53 AM
جزاك الله خيرا أخي عزام

الولاء الحق والانتماء للدين .. وإن حاول الزعماء ترسيخ الشأن المحلي في أذهاننا

إني أشاركك الرأي في مقالك ... بارك الله فيك

fakher
09-04-2008, 10:44 AM
يعني اتفقتم على ان تكونوا مسلمين حنفاء؟

صرخة حق
09-04-2008, 10:48 AM
ألا تتفق معنا !!!؟؟

Abuhanifah
09-04-2008, 11:09 AM
بارك الله بك وبقلمك على هذا المقال المميز...
حبذا لو يتم ذكر أسباب انتشار مفهوم هذا الشعور الانتمائي للوطن بين المسلمين...
طبعا الاعلام يلعب دورا كبيرا في ذلك وكذلك المناهج التعليمية والمدارس الحكومية التي تعزف النشيد الوطني كل صباح وغيرها...
ولله در القائل:
يا أخي المسلم في كل مكان وبلد أنت مني وأنا منك كروح في جسد
وحدة قد شادها الله أضاءت للأبد وتسامت بشعار قل هو الله احد

fakher
09-04-2008, 11:09 AM
بلى .. ان شاء الله

عزام
09-04-2008, 12:17 PM
بارك الله بكل الاخوة الذين مروا على مقالي هذا وعلقوا عيه ونخص بالذكر شيخنا طرابلسي الذي نعتز بشهادته.
عزام

al_muslim
09-04-2008, 09:19 PM
السلام عليكم
أخي عزام أرى أن دررك بدأت تومض في هذا المنتدى ،

لقد قرأت مقالك قراءة سريعة وأنا لن أستطيع التعليق اليوم على كل الأفكار التي يقوم عليها المقال ( كما أشار الأخ طرابلسي ) ولكن وعلى وجه السرعة أحببت أن أضيف إلى عقدك هذه الدرة ..
إن كلمة ( وطن ) تعني البلد الذي يعيش فيه الانسان والذي اتخذه أرضا للعيش فيه .
ونستأنس لذلك بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث نهى أن يُطن المرء في المسجد كما يوطن البعير .
وهذا يشير إلى أن الرجل الذي يتخذ في المسجد مكانا لا يغيره ويكره أن يقوم فيه غيره أنه عمل مذموم .
وعلى ذلك فإن الوطن الذي جبل الإنسان على حبه هو المدينة أو البلدة التي يعيش فيها وحب الإنسان للبلدة التي ترعرع فيها هو أمر إمرغير إرادي وهذا لا بأس به شرعا ..ولكن ..
الأمر المحرم الذي يمارس باسم الوطن في هذه الأيام هو :
1- المسلم الذي يعيش في دمشق مثلا وترعرع فيها وأحبها لماذا يعتبر أن مدينة حمص مثلا من وطنه ولا يعتبر بيروت من وطنه ؟؟
2- لماذا يريدون منه أن يدافع عن حلب إذا تعرضت لاعتداء ( باسم الوطنية ) ةيريدون منه أن يكون حياديا تجاه الاعتداء على طرابلس مثلا ؟ ما الفرق بينهما واقعا وشرعا ؟؟
3- لماذا يُعتبر المسلم الذي يقدم على الرياض وهو من أهل تبوك مواطنا ويحق له العمل والاقامة دون رخصة أو وكيل ، والمسلم الذي يقدم على الرياض من بغداد غريبا ولا يحق له من العمل والإقامة والبيع والشراء مثلما يحق للذي قدم من تبوك ؟؟
4- إن كل الأحكام والقوانين التي وُضعت بين بلاد المسلمين ( باسم الوطنية ) هي أحكام طواغيت ، مثل وجوب الحصول على تأشيرة ، وجوب الحصول على إقامة ، و و و .. الخ و كافة القوانين التي من شأنها أن تكرس التفريق بين أبناء الأمة الواحدة وما يحصل بين فلسطين ومصر مثلا حتى البلد الواحدة ( رفح) التي هي بلدة واحدة وأهلها مجتمع واحد بينهم ما بينهم من صلة القربى والأصهار والأرحام فيمنع أحدهم من مساعدة أخيه أو ابن عمه ويمنع أحدهم من الانتقال إلى الطرف الآخر باسم الوطنية المشينة التي فرضها الغرب الكافر ؟؟
كيف سيلاقي الجندي المصري الذي يقوم بتنفيذ هذا الفصل ربه يوم القيامة ؟؟
كيف سيجيب الله تعالى عن منع الغذاء والدواء أو حتى مجرد زيارة المسلم لأخيه وقريبه ؟؟
وقس هذا على سائر بلاد المسلمين ، بينما أن الذين وضعوا هذا القانون الجائر هم أنفسهم لا يعترفون به حينما تكون لهم في ذلك مصلحة فهاهم يدافعون عن بعضهم مثل الأمريكان والبريطانيين والإيطاليين مع تباعد بلدانهم واختلاف ثقافاتهم ولغاتهم ؟
وهاهم يضربون في باكستان غير معتبرين لحدود أو سيادة .
وهاهم قد أمروا الجيش السوري بالدخول إلى لبنان حينما تعرض النصارى للخطر
ثم أمروه بالخروج حينما رأوا في ذلك مصلحتهم .
وعلى ذلك فإن وطنى ( مثلا ) عمان ولا فرق عندي بين أربد والقدس
أو أن وطني طرابلس ولا فرق عندي بين بيروت وحمص
وأما أن أعتبر أن وطني لبنان أو سوريا أو العراق فهذا هو الفخ الذي وقعنا فيه ,.
(( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون * فتقطعوا أمرهم بينهم كل حزب بما لديهم فرحون )) صدق الله رب العالمين .

عزام
09-05-2008, 08:11 PM
صدقت اخي المسلم بارك الله فيك
وكما قال صاحب الظلال

تفرد الاسلام بمنهجه الرباني
لقد تفرد الإسلام بمنهجه الرباني في إبراز أخص خصائص الإنسان وتنميتها وإعلائها في بناء المجتمع الإنساني . . والذين يعدلون عنه إلى أي منهج آخر يقوم على أية قاعدة أخرى من القوم أو الجنس أو الأرض أو الطبقة . . إلى آخر هذا النتن السخيف هم أعداء الإنسان حقاً ! هم الذين لا يريدون لهذا الإنسان أن يتفرد في هذا الكون بخصائصه العليا كما فطره الله ; ولا يريدون لمجتمعه أن ينتفع بأقصى كفايات أجناسه وخصائصها وتجاربها في امتزاج وتناسق . . وهم في الوقت ذاته يسبحون ضد التيار ; ويعملون ضد خط الصعود الإنساني ; ليعودوا بالإنسان إلى التجمع على مثل ما تتجمع عليه "البهائم" من الحظيرة والكلأ ! بعد أن رفعه الله إلى ذلك المقام الكريم الذي يتجمع فيه على ما يليق أن تتجمع عليه "الناس"
انقلاب القيم والمعايير
وأعجب العجب أن يسمى التجمع على خصائص الإنسان العليا تعصباً وجموداً ورجعية , وأن يسمى التجمع على مثل خصائص الحيوان تقدماً ورقياً ونهضة ; وأن تقلب القيم والاعتبارات كلها ; لا لشيء إلا للهروب من التجمع على أساس العقيدة . . خصيصة الإنسان العليا . . ولكن الله غالب على أمره . . وهذه الانتكاسات الحيوانية الجاهلية في حياة البشرية لن يكتب لها البقاء . . وسيكون ما يريده الله حتماً . . وستحاول البشرية ذات يوم أن تقيم تجمعاتها على القاعدة التي كرم الله الإنسان بها . والتي تجمع عليها المجتمع المسلم الأول فكان له تفرده التاريخي الفائق . وستبقى صورة هذا المجتمع تلوح على الأفق , تتطلع إليها البشرية وهي تحاول مرة أخرى أن ترقى في الطريق الصاعد إلى ذلك المرتقى السامي الذي بلغت إليه في يوم من الأيام .

al_muslim
09-05-2008, 09:20 PM
نعم إخواني :

لو أن الأمة ( بمجملها لم تسقط في مثل هذه الفتنة لم يكن للكفر علينا سلطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

‏إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ‏[‏وإن ملك أمتي سيبلغ ما روي لي منها‏]‏ وإني أعطيت الكنزين‏:‏ الأبيض والأحمر وإني سألت

ربي عز وجل أن لا يهلك أمتي بسنة بعامة وأن لا يسلط عليهم عدواً فيهلكهم بعامة وأن لا يلبسهم شيعاً وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فقال‏:‏ يا محمد إني إذا قضيت قضاء ‏[‏فإنه‏]‏ لا يرد وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدواً ‏[‏ممن سواهم‏]‏ بعامة فيهلكوهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً وبعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي بعضاً‏"‏‏.‏

الملتزمة
09-10-2008, 10:16 AM
موضوع رائع ومهم وكلنا وقعنا بهذا الفخ
جزيتم خيرا" إخوتي على هذا الطرح الرائع

منال
09-10-2008, 02:27 PM
(( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون * فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون )) .
خلطت بين آيات سورة الأنبياء وسورة المؤمنون
في سورة الأنبياء" إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون * وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون "
وفي سورة المؤمنون" وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون * فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون "

al_muslim
09-11-2008, 03:42 PM
صحيح أخت منال
جزاك الله خيرا على التصحيح وبارك بك .

النصر قادم
09-11-2008, 08:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الهُوِيَّة الوطنية وَهْـمٌ لا واقع له!

نشرت جريدة المساء في عددها الصادر بتاريخ 30/06/2008 مقالاً للسيد إبراهيم أبراش بعنوان "إن لم ننجز الدولة فلنحافظ على ثقافتنا الوطنية"، تحدث فيه الكاتب عن الصراع الدائر بين قطبي الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة (فتح وحماس)، وعن انسداد الآفاق فيما يخص التسوية، وعن وجوب التشبث بالهوية والثقافة الوطنية الفلسطينية خوفاً من أن يضيعا في خضم هذا الزحام، لكن الذي لم يوضحه الكاتب هو ما يقصده بالضبط بهذه الهوية أو الثقافة، ويبدو أنه هو نفسه لا يستطيع أن يُعرِّفها بشكل دقيق حيث يقول واصفاً إياها: "هي حالة شعورية وغير شعورية، حالة روحانية تسري بين أفراد الأمة سريان الكهرباء، يحس بها أفراد الأمة وتفعل فيهم مفاعيلها دون أن يشاهدوها ويعرفوا سرها، ثقافة الأمة قد تجدها في الراية الوطنية وفي اللباس الشعبي أو الأكلة الشعبية وفي اللغة أو اللهجة، في تاريخ مشترك حتى وإن كان أطلال بيوت أو دور عبادة أو حتى منحوتات صخرية وبقايا عظام... حتى المعاناة على الحدود والمعابر والإحساس بالهوان أمام مقرات وكالة الغوث..."، فإذا كان أمر الهوية ملتبساً على الكاتب إلى هذه الدرجة، فكيف يمكنه أن يطالب الناس بالتشبث أو الدفاع عن شيء وهو لا يستطيع أن يضع أصبعهم على حقيقته وكنهه.

وسأحاول في عجالة أن أناقش وأضع تعريفات لما يسمى بالهوية والهوية الوطنية، حتى ندرك واقع هذه الألفاظ، ومن ثم نرى كيف يمكن التشبث بها.

إنّ تحديد معاني المصطلحات من الأهميّة بحيث إنّ إهماله قد يؤدّي إلى إجهاض كثير من الأبحاث والدراسات. ذلك أنّ الدراسة الّتي تستخدم مصطلحاً ما أو مصطلحات عدّة من تلك الّتي قد تتعدّد أفهام القرّاء لها، تحتاج في بدايتها إلى توضيح المعنى المراد أداؤه من المصطلح حين يرِد في نصوصها، وإلاّ فإنّ القارئ سوف يعجز عن الوصول إلى مراد الكاتب، الأمر الّذي سيحُول دون أداء الدراسة هدفَها المطلوب، وربّما أدّى غموض المصطلح إلى أن يفهم القارئ معنى آخر غير الّذي أراده الكاتب.

1/ الهوية:
لم ترد هذه اللفظة في المعاجم القديمة من مثل لسان العرب والعين والقاموس المحيط، وأوردها الجرجاني في "التعريفات" في سياق تعريفه كلمة "الماهية": أنها ما يميز الشيء عن الأغيار[1]، وأوردها الزبيدي في تاج العروس تحت باب "المعاني" نقلاً عن المناوِي في التوقيف[2]: المَعانِي هي الصُّورُ الذّهْنيَّةُ مِن حيثُ وضع بإزائِها الألْفاظُ، والصُّورَةُ الحاصِلَةُ من حيثُ أنَّها تقصدُ باللفْظ تسَمَّى: مَعْنىً، ومن حيثُ حُصولها من اللفْظِ في العَقْل تسَمَّى: مَفْهوماً، ومن حيث أنَّها مَقُولةٌ في جوابِ ما هو تسَمَّى: ماهِيَّة، ومن حيثُ امْتِيازها عن الأعْيانِ تسَمَّى: هَوِيَّة[3]. وجاء في معجم موسوعة إنكارتا الرقمية[4] في تعريف كلمة هوية (Identité) أنها: مجموعة المظاهر الشخصية الأساسية التي تميز الشخص أو الجماعة.

ومما سبق نقول إن هوية الشيء الواحد هو ما يميزه عن أمثاله من الأشياء، أما هوية الجماعة فهي صفة تتحقق فيهم بمجموعهم وتميزهم عن غيرهم أي أنها لا توجد في غيرهم.

وهنا نسأل ما الذي يميز أهل فلسطين عن غيرهم من الشعوب حتى يصح أن يعتبر هويةً لهم؟ ما الذي يميز الفلسطيني عن الأردني أو السوري أو اللبناني أو المصري؟ إن كان اللهجة، فاللهجات جد متقاربة أما إن شئنا التدقيق، فإن أهل فلسطين نفسهم تتعدد لهجاتهم، فلهجة الخليلي تختلف عن لهجة النابلسي وتختلف عن لهجة المقدسي وتختلف عن لهجة الغزواي، وما يُقال عن اللهجة يقال عن اللباس والعادات والأكلات الشعبية والتاريخ المشترك و ...، أما المعاناة على الحدود، فقد اشترك فيها كل المسلمون الآن بعد اشتداد ما يسمى الحرب ضد الإرهاب حيث أصبح كل مسلم أينما كان مسقط رأسه متهماً حتى تثبت براءته!

إذن فما الذي يميز الشعب الفلسطيني عن غيره من الشعوب؟ الإنصاف يقتضي أن نقول: لا شيء!

إن مسألة الهوية عند الشعوب هي مسألة جوهرية، لأن أي غموض فيها يفقد الشعب بوصلته، ويجعله غير مؤهل لتسلم القيادة مما يجعله بالضرورة تابعاً لغيره، وعليه كان من الضروري على المفكرين والمخلصين أن يبحثوا هذه المسألة بحثاً دقيقاً حتى يوضحوا لشعوبهم المقصود منها ومن ثم يجمعوهم على تصور واحد.

قلنا إن هوية الجماعة هي صفة تتحقق فيهم بمجموعهم ويمتازون بها عن غيرهم، وهذه الصفة يشترط فيها أمران:

v أن تكون ثابتة، أو على الأقل أمراً لا يلحقه التغير السريع (كاللباس أو الأكلات، فاللباس يتغير، والأكلات تختفي، ...) لأن ذلك يجعل الهوية دائمة التغير، وهذا لا يصح،
v أن تكون مرتبطة بأمرٍ راقٍ، فلا يصح أن تربط الهوية بأمر تافه، كالغناء أو الرقصات أو ...

فإذا اتفقنا على هذين الشرطين، فإنهما لا يجتمعان إلا في الدين / العقيدة / المبدأ الذي تعتنقه هذه الجماعة، وتسير وفقه في حياتها.

أما الثبات، فإن كل شيء يتغير في حياة الأمم إلا مبادئها، ومن النادر في تاريخ البشر أن نشهد هذا التغير، ولا يحصل ذلك إلا في حالتين:

v أن يظهر فساد المبدأ الذي تعتنقه وعجزه عن معالجة مشاكلها، وبالتالي يشتد تذمر الناس منه حتى يلفظوه،
v أن يظهر مبدأ أقوى منه، فيسطع بنوره عليه ويرديه صريعاً.

وأما الرقي، فإن أرقى ثروة تملكها الأمم على الإطلاق هي دون شك ثروتها الفكرية المنبثقة عن عقيدتها، ذلك أن "الأفكار في أية أمة من الأمم هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها إن كانت أمة ناشئة، وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمة عريقة في الفكر العميق المستنير. أما الثروة المادية، والاكتشافات العلمية، والمخترعات الصناعية، وما شاكل ذلك فإن مكانها دون الأفكار بكثير، بل إنه يتوقف الوصول إليها على الأفكار، ويتوقف الاحتفاظ بها على الأفكار. فإذا دُمِّرت ثروة الأمة المادية فسرعان ما يمكن تجديدها، ما دامت الأمة محتفظة بثروتها الفكرية. أما إذا تداعت الثروة الفكرية، وظلت الأمة محتفظة بثروتها المادية فسرعان ما تتضاءل هذه الثروة، وترتدّ الأمّة إلى حالة الفقر[5].

وما دام الأمر كذلك، فإن هوية أهل فلسطين لا يمكن إلا أن تكون منبثقة عن عقيدتهم الإسلامية، وهم بذلك لا يتميزون بشيء عن أهل مصر والأردن والعراق بل والمغرب وإندونيسيا، فالكل مسلم يحمل هوية إسلامية، ولا قيمة للهجات أو الأكلات أو العادات المحلية...

وهنا أشير إلى مسألة ذكرها الكاتب وهي "أن مسألة الهوية ما زالت مطروحة بشدة في الولايات المتحدة بعد أكثر من 200 سنة على قيامها، وفي إسرائيل بعد 60 سنة على قيامها"، أي أن هاتين الدولتين لم يستطيعا لحد الآن وضع تعريف أو تصور لمفهوم "للهوية الوطنية" يوحد شعوبهما، وأقول أن هذا المشكل سيطرح بشدة عما قريب في الاتحاد الأوروبي أيضاً، أما بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، فإن الأصل في شعوبهما أنهم يتحدون في هوية واحدة وهي الناشئة عن العقيدة / المبدأ الديمقراطي الرأسمالي - بخلفية مسيحية- الذي يعتقدونه ويسيرون على هداه في حياتهم اليومية، إلا أن هذه الهوية المشتركة لهذه الشعوب لا تملك إمكانيات صهر القوميات والأجناس المختلفة التي تتكون منها دولهم في بوتقة واحدة، وإذابة المصالح الفردية أو الفئوية لصالح الجماعة الكبرى، ذلك أن النجاح في إسقاط الحدود السياسية بين الدول / الفيدراليات المكونة لهذين البلدين والرخاء المادي المتحقق منه لم يرافقه نجاح في بناء هوية موحدة، وهذا واضح من الحركات الانفصالية في قلب الدول نفسها في كل من اسبانيا (حركة إيتا) وفرنسا (حركة الباسك) وبريطانيا (الجيش الجمهوري الأيرلندي)، ومن النزعات الانفصالية في إيطاليا (عصبة الشمال) وبلجيكا (الصراع بين الفرانكوفونية والفلامان) والولايات المتحدة الأمريكية (تنامي الميليشيات المسلحة المناهضة للسلطة المركزية)، فإن كانت هذه الدول عاجزة عن دمج شعوبها في هوية واحدة فهي أعجز عن توحيد شعوب الدول الأخرى. والأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة لإسرائيل، فقد نشأت الدولة عن طريق استقطاب قوميات متعددة، وهذه القوميات تجمعها هوية واحدة وهي الناشئة عن العقيدة / المبدأ الديمقراطي الرأسمالي لكن بخلفية يهودية، وهذا المبدأ كما قلنا غير قادر على دمج الأعراق المختلفة، وهذا هو سبب عجز هذه الدول كلها عن تحديد هوية موحدة لشعوبهم.

2/ الوطن:
جاء في قاموس العين في تعريف كلمة "الوطن": مَوْطِنُ الإنسان ومَحَلُّهُ، وأوطانُ الأغنام: مَرابضُها التي تأوي إليها، ويُقال: أَوْطَنَ فلانٌ أرضَ كذا، أي: اتّخذها مَحَلاًّ ومَسْكَناً يُقِيمُ بها، والمَوْطِنُ: كلّ مكان قام به الإنسانُ لأمرٍ[6].

وحب الأوطان والشغف بالمنشأ مما جُبلت عليه القلوب[7]، نقلت كتب السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجراً من مكة نظر إلى البيت الحرام وقال: "وَاَللّهِ إنّك لأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَيّ، وَإِنّك لأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَى اللّهِ، وَلَوْلا أَنّ أَهْلَك أَخْرَجُونِي مِنْك مَا خَرَجْت[8]"، ونُقِلَ عن إبراهيم بن أدهم[9] أنه كان يقول: "عالجت العبادة فما وجدت شيئاً أشد عليَّ من نزاع النفس إلى الوطن"، وفي رواية: "ما قاسيت فيما تركت شيئاً أشد من مفارقة الأوطان"[10]. فحب الوطن حبٌّ فطري، والإنسان يتعلق بالأرض التي عاش عليها، ودرج فيها خلال صباه، وأَلِف أهلها، وسهولها، وجبالها، لأنها تحمل ذكرياته.

كما قال الشاعر[11]:

وحبّب أوطان الرجال إليهم

مآرب قضاها الشبـاب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرَتْهُـم

عهود الصبــا فحنّوا لذلكا

وقال الآخر[12]:
ثَلاثٌ يَعِزُّ الصَّبْرُ عِنْدَ حُلُولِهَا

وَيَذْهَلُ عَنْهَا عَقْلُ كُلِّ لَبِيبِ

خُرُوجُ اضْطِرَارٍ مِنْ بِلادٍ يُحِبُّهَا

وَفُرْقَةُ إخْوَانٍ، وَفَقْدُ حَبِيبِ

ولكن هذا كله يقصد به الوطن الذي هو الأرض التي عاش عليها الإنسان ونشأ فيها، وفيها قومه وعشيرته، وليس المقصود به الرقعة من الأرض المحددة بالحدود السياسية التي وضعها المستعمر، فالوطن بهذا المفهوم ليس له أي معنى عاطفي، وهذا واضح من تتبع مشاعر الناس وأحاسيسهم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يعلن حبه لمكة إنما يقصد الأماكن الذي درج فيها صغيراً ويانعاً وحملت ذكرياته بالإضافة طبعاً إلى بيت الله الحرام، وهو بالتأكيد لا يقصد الرقعة الجغرافية التي يتحكم فيها الكيان السياسي لدولة مكة (وهو كيان سياسي كافر)، ونفس الأمر يقال الآن، فالذي ترعرع في الدار البيضاء إذا تغرّب لن يَحِنَّ إلى الرباط أو إلى الجديدة، وإن كانا جزءاً مما يسمى كيان المغرب السياسي الذي يحمل جنسيته، وذو الأصول المغربية الذي نشأ وترعرع في بلد آخر غير المغرب لن تربطه بالمغرب مشاعر حنين جياشة كتلك التي تربط أباه الذي عاش في المغرب، وستجده يَحِنُّ إلى حيث نشأ، وهكذا، ... فربط الوطن بمفهومه العاطفي بالقطعة من الأرض المسيّجة بالحدود السياسية (التي خطّها المستعمر)، ربط متعسِّف، وأمر مخالف للغة ولحقيقة العاطفة الوطنية، وعليه فالحديث عن الوطن الفلسطيني أو الوطن المغربي أو غيرهما وتقييد ذلك بالحدود السياسية هو مغالطة وحرف للكلمة عن معناها.

وبناء على ما سبق، أقول أن الهوية الوطنية أي المرتبطة بالحدود السياسية أمر لا واقعَ محسوسَ له، وهذا الأمر كما ينطبق على فلسطين، فإنه ينطبق على كل بلاد العالم الإسلامي من المغرب غرباً إلى إندونيسيا شرقاً، وبالتالي فدعوة الكاتب للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، طلب غير عملي، لأنه لا يمكن الحفاظ على شيء غير موجود أصلاً، وهوية أهل فلسطين هي عقيدتهم الإسلامية وهي التي يجب أن يحافظ عليها أهل فلسطين وباقي المسلمين في العالم.

على أنه لا ينبغي أن يُفهم من هذا أن الارتباط يجب أن ينحصر فقط بالمدينة أو الحي الذي درج فيه الإنسان، لكن المقصود هو فهم حقيقة ومعنى الوطن بالمفهوم اللغوي والعاطفي، أما الارتباط بالأرض وبالبشر فيجب أن يكون على أساس فكري عقائدي وليس عاطفي، وهنا تأتي العقيدة الإسلامية لتوضح الأسس الذي يجب أن يقوم عليها هذا الارتباط، فأما الأرض، فإن كل أرض دخلها الإسلام تصبح أرضاً إسلاميةً[13] يجب الحفاظ عليها والاستماتة في الدفاع عنها. وأما البشر، فإن كل من دخل في الإسلام أصبح أخاً لنا، له ما لنا وعليه ما علينا، يجب علينا نصرته والإحسان إليه والجد في رعاية مصالحه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ[14]»، ويحرم المفاضلة بين المسلمين على أساس العرق أو اللون أو الموطن، ولا يقبل الله أن يُفاضَل بين المسلمين إلا على أساس التقوى، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[15]))، فلا فضل لجزائري على مغربي ولا لفلسطيني على مصري ... إلا بالتقوى، ولا قيمة للشعارات التي ترفع من مثل "الأردن أولاً" أو "لبنان أولاً" أو العراق أولاً"...، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ مثل في ضرب مفهوم الوطنية بالمعنى الذي يروج له الآن، حين قام بهدم الكيان السياسي الكافر لمكة حيث مسقط رأسه بالاستعانة بجند من المسلمين لم يكن يشكل منهم المهاجرون (أي ذوو الأصول المكية إلا قلة قليلة) بينما الباقون هم "أجانب" على مكة دون أن يلتفت إلى أي ناحية وطنية.

23/08/2008.

--------------------------------------------------------------------------------
[1] "التعريفات" لعلي بن محمد الشريف الجرجاني (ت/ 816 هـ ، 1413 م)، مكتبة لبنان، طبعة 1985، ص 205.
[2] "التوقيف على مهمات التعاريف"، لمحمد عبد الرؤوف المناوي (ت/ 1031 هـ ، 1622 م) .
[3] "تاج العروس من جواهر القاموس"، للمؤلف: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى الزَّبيدي (ت/ 1205هـ ، 1791م)، الناشر دار الهداية. باب "عني"، ج39، ص 123.
[4] معجم موسوعة إنكارتا الرقمية لسنة 2007.
[5] مقتبس بتصرف من كتاب "النظام الاقتصادي في الإسلام"، للشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن مصطفى بن إسماعيل بن يوسف النبهاني (1914م- 1977م)، ص1.
[6] "العين"، لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (100 - 170هـ، 718 - 786م).
[7] الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، محمد بن علي الشوكاني (1173هـ ـ 1250هـ ، 1759-1834م)، ص 214.
[8] "الروض الأنف"، لعبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي (508 - 581 هـ = 1114 - 1185 م) ، ج2، ص 314.
[9] إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر التميمي البلخي أبو إسحاق، من كبار الزهاد والمتصوفين، ت/ سنة 161 هـ ، 778م.
[10] "حلية الأولياء" لأحمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني، أبو نعيم (336 - 430 هـ = 948 - 1038 م)، ج3، ص 338.
[11] أبو الحسن علي بن عباس بن جريح، الشهير بابن الرومي الشاعر (221هـ - 283 هـ).
[12] زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر، ت/ 13 ق.هـ ، 609 م.
[13] عرف الفقهاء دار الإسلام بأنها كُل بُقْعَةٍ تَكُونُ فِيهَا أَحْكَامُ الإِْسْلاَمِ ظَاهِرَةً، وَقَال الشَّافِعِيَّةُ: هِيَ كُل أَرْضٍ تَظْهَرُ فِيهَا أَحْكَامُ الإِْسْلاَمِ أَوْ يَسْكُنُهَا الْمُسْلِمُونَ وَإِنْ كَانَ مَعَهُمْ فِيهَا أَهْل ذِمَّةٍ، أَوْ فَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ وَأَقَرُّوهَا بِيَدِ الْكُفَّارِ، أَوْ كَانُوا يَسْكُنُونَهَا ثُمَّ أَجَلاَهُمُ الْكُفَّارُ عَنْهَا. [الموسوعة الفقهية الكويتية، ج 20، ص 201].
[14] رواه أبو داود في سننه من طريق جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري رضي الله عنهم، وحسّنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير.
[15] سورة الحجرات، الآية: 13.
منقول

طرابلسي
09-14-2008, 09:50 PM
على أنه لا ينبغي أن يُفهم من هذا أن الارتباط يجب أن ينحصر فقط بالمدينة أو الحي الذي درج فيه الإنسان، لكن المقصود هو فهم حقيقة ومعنى الوطن بالمفهوم اللغوي والعاطفي، أما الارتباط بالأرض وبالبشر فيجب أن يكون على أساس فكري عقائدي وليس عاطفي، وهنا تأتي العقيدة الإسلامية لتوضح الأسس الذي يجب أن يقوم عليها هذا الارتباط، فأما الأرض، فإن كل أرض دخلها الإسلام تصبح أرضاً إسلاميةً[13] يجب الحفاظ عليها والاستماتة في الدفاع عنها. وأما البشر، فإن كل من دخل في الإسلام أصبح أخاً لنا، له ما لنا وعليه ما علينا، يجب علينا نصرته والإحسان إليه والجد في رعاية مصالحه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ[14]»، ويحرم المفاضلة بين المسلمين على أساس العرق أو اللون أو الموطن، ولا يقبل الله أن يُفاضَل بين المسلمين إلا على أساس التقوى، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[15]))، فلا فضل لجزائري على مغربي ولا لفلسطيني على مصري ... إلا بالتقوى، ولا قيمة للشعارات التي ترفع من مثل "الأردن أولاً" أو "لبنان أولاً" أو العراق أولاً"...، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ مثل في ضرب مفهوم الوطنية بالمعنى الذي يروج له الآن، حين قام بهدم الكيان السياسي الكافر لمكة حيث مسقط رأسه بالاستعانة بجند من المسلمين لم يكن يشكل منهم المهاجرون (أي ذوو الأصول المكية إلا قلة قليلة) بينما الباقون هم "أجانب" على مكة دون أن يلتفت إلى أي ناحية وطنية.




كلام نفيس بارك الله فيكم

عزام
09-14-2008, 10:08 PM
مثال تطبيقي على مساوىء الوطنية يرسخ القواعد النظرية التي ارسيناها مع الاخوة في موضوعنا هذا.
عزام

شقيق أوباما فى القاهرة ! ‏

ابراهيم عيسى
افترض معى أن المواطن الكينى المسلم حسين أوباما قبل أن يسافر عام أوائل الستينات إلى الولايات المتحدة ‏الأمريكية قرر أن يغير وجهته ويسافر أولا إلى مصر بلد الأزهر الشريف كغيره من مسلمى أفريقيا للتعلم ‏والعمل فى القاهرة عاصمة الإسلام ، جاء حسين أوباما ودخل جامعة الأزهر ثم تعرف على فتاة مصرية بيضاء ‏من أسرة تعيش فى حى حدائق القبة وأصلا أهلها من المنصورة وأحب حسين أوباما البنت وأحبته وقررا ‏الزواج ، أهلها قطعا رفضوا الزيجة
وقالوا : مبقاش غير كينى أسود نناسبه !! ويا بنت مين القرد ده اللى ح تدفنى مستقبلك معاه ، وأخوتها وأهلها ‏قرروا مقاطعتها أما أبوها فحاول بحكمة أن يقنعها أن الزواج من هذا الشاب الأفريقى مشكلة كبرى فهى ستلد ‏عيالا سودا وح تبقى مألسة بنات خالاتها ثم أنه لن يجد عملا فى مصر وربما سيعود إلى كينيا (و تسيبى يا ‏حبيبتى الحدايق وتروحى نيروبى ، ثم الحب بيروح ويجيى فكرى فى مستقبلك )، لكن عناد البنت وحبها تغلبا ‏على موانع وعقبات الأهل وتزوجت حسين أوباما الذى تخرج من الجامعة وبحث عن عمل فى القاهرة خصوصا ‏أنه أنجب إبنه مبروك حسين أوباما ، لكنه بعد عامين كره نفسه من المصاعب التى صادفها وطلق الست زوجته ‏المصرية وسافر مثلما كان يفكر فى البداية إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تزوج فتاة أمريكية وعمل هناك ‏وأنجب منها إبنه الثانى بارك حسين أوباما ، ها نحن كلنا عرفنا ماذا حدث لإبن حسين أوباما الثانى الشاب باراك ‏وكيف صار مواطنا أمريكيا رائعا وانتخبوه نائبا فى الكونجرس الأمريكى ممثلا عن ولايته ثم ‏تقدم خطوات هائلة نحو الحلم وصار مرشح الحزب الديمقراطى لمنصب الرئاسة حيث بات أول أسود يترشح ‏لهذا المنصب فى تاريخ الولايات المتحدة وها هو على مبعدة أمتار من كرسى أهم رجل فى العالم ورئيس مجلس ‏إدارة الكون ، لكن تفتكروا ماذا حدث لأخيه مبروك أوباما فى مصر ! ‏
أبدا حتى الآن لا يزال مبروك أوباما يحاول الحصول على الجنسية المصرية ولم يتمكن من الحصول عليها رغم ‏أنه أمه مصرية منصورية أبا عن جد ، وهو دايخ فى مصلحة الجوازات والجنسية للحصول على الاعتراف ‏بمصريته أو تجديد الإقامة ، كما ذهب مائة مرة لمقابلات فى أمن الدولة حتى يزكون طلبه لوزير الداخلية ‏بالحصول على الجنسية المصرية ، لكنه لا يزال فى عرف مصر أجنبيا كينيا حتى الآن وقد تعرض أكثر من مرة ‏للترحيل من البلد عندما نشبت خلافات بين مصر وكينيا فى وقت من الأوقات، كما أنه لم يتمكن من العمل فى أى ‏وظيفة حكومية لأنه غير مصرى كما لم يستطع العمل محاميا رغم شهادته فى القانون لأن النقابة لا تسمح ‏للأجانب بممارسة المحاماة أمام المحاكم المصرية وكان قد حفى بدلا من المرة مليونا كى يتم إعفاؤه من دفع ‏المصاريف بالدولار فى المدارس والجامعة طبقا للقرار الحكومى بالتعامل مع أبناء الأم المصرية باعتبارهم ‏أجانب !!‏
مبروك أوباما كذلك لا يصوت فى الانتخابات وليس له حق الترشيح طبعا لأى مقعد ولا حتى مقعد الحمام ! ‏
كينى أسود من حقه أن يصبح رئيسا لأمريكا أما فى مصر فلا كينى ولا مصرى ولا أسود ولا أبيض لهم حق ‏الحلم بالترشح للرئاسة فالشرط الوحيد لأن تكون رئيسا مصريا أن تكون إبن الرئيس مبارك ...وهذا ليس الفرق ‏بين مبارك وباراك أوباما بل هو الفرق بين الوراء ..."والأماما " ‏

al_muslim
09-15-2008, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصوص نسف التفرقة بين الناس حسب الوطنية
1_ أحاديث فضائل الشام : كيف يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم بلاد الشام وهو رئيس دولة وإسلامية والشام تحت إمرة الروم حينئذ ولا تزال بلاد كفر ؟؟ وسيكون بينه وبينها حروب
2- قول الرسول صلى الله عليه وسلم : سلمان منا أهل البيت .
3- نزول الآيات : إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ..
هذه الآيات نزل بها جبريل لتبرئة اليهودي المظلوم وفضح الأنصاري الذي يدعي الإسلام ، والأنصار هم مضيفو الرسول صلى الله عليه وسلم وهم جيشه ومقاتلوه فكانت المصلحة الوطنية تقتضي أن لا يعادي الرسول الأنصار لكي يبرئ يهوديا ؟؟
4- قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو كان هذا العلم في الثريا لناله رجال من العجم
5- مدح الرسول صلى الله عليه وسلم للشام واليمن وذم نجد وهي أقرب إليه منهم .
6- الكتب الستة أصح كتب السنة ليس واحد منها لعربي كلهم عجم .
كملوا أنتم فالنصوص تكاد لا تحصى .

nawwar
09-15-2008, 06:13 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات
لا مزيد فوق ما ذكرتم
بارك الله بكم أجمعين
وأدخلكم الجنة عرّفها لكم......