تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسلمة العربية ما بين التعفّف ومنافسة الرجال........



nawwar
08-30-2008, 10:36 PM
صورة المرأة العربية في التلفاز، أرهقتني وحيّرت عقلي، وأصابت حيّزا دقيقا.
الأجدر القول صورة المرأة المسلمة العربية، لأن المسلمة الغربية قد تتأثر بعادات غربية فتفعل ما تفعله وهي تظن نفسها اتقى الناس بحكم حالها وحلّها.
وقد تكون المسلمة الغربية أحيانا أتقى من المسلمة العربية التي تتشدّق بالعلمانية وزعانف السلطة.

لكن حال المرأة المسلمة العربية الهوية والهوى ،هو ما يقلق بالي.
منذ أيام والمتابع للمحطّات الإخبارية ،يجد تحرّكات وجمعيات وهيئات نسائية إسلامية اعتلت منابر الخطابة ونصّبت نفسها مسؤولا إعلاميا وجلادا وإماما مخاطبا الأمّة على حساب بعض المسائل.
إلى ها هنا وصلت أفهامنا الدقيقة بفهم شمولية الإسلام ورحمة هذا الدين وربما كان كل هذا ينضوي تحت مسمّى "طلب العلم" والشطحات التي تلحقه.
نساء يقطعن الطريق أمام المجلس النيابي في لبنان وأخر أمام سجن رومية،حقهن أن الزوج والولد وبعض من الأهل داخل جدران السجون يتألّمون، مضربون عن الطعام والدواء(وقد علّق الإضراب مساء الجمعة).
وحقهنّ ذرف الدمع واستعطاف ذوي القلوب المريضة ،الّذين لا يتحركون والنائمون رغم كل هذه الفوضى من الأسر والقتل .
حقهنّ التعبير عن مأساتهن وتعطيل الطرق وقطعها على السجّانين ، ومحاولة الاعتراض و...
لكن ما الذي يجبر امرأة مسلمة مصانة العزّة والكرامة أن تجتمع بالنوّاب والوزراء وبعض أجهزة الأمن والدولة بحجّة المداعاة بالقضية والمطالبة بالإفراج عن الأسرى.
شاشات التلفاز وكاميرا الفيديو تصوّر خزينا وعارنا ونحن نطبّل معها على مأساتنا.
تقتحم المرأة الدور النيابية الملأى بالرجال وأشباههم، وتجتمع بحجابها المهذّب مع أجهزة الدولة ورجالاتها وربما مع قيادات ثورية أو قبلية بهدف الإفراج والعمل الدؤوب والسعي الحثيث للإفراج عن موقوف أو تخفيف حكم عن آخر.
حسبنا الله فيما آلت إليه حال الأمّة خلال الفترة الأخيرة من الزمن.
وإذا كان حجاب المرأة لا يمنعها من عموم الاختلاط بالرجال، ولا يمنعها من خوض غمار المناقشات والمداعاة والمطالبة ،فلم هذا الحجاب.
ولم جاءت"وقرن في بيوتكن" لتقرّر مصير المرأة المحتم الذي قرّره الله ونصّ عليه نصا محكم التنزيل.
وإن كان الحجاب لضرورة الخروج ،فهل شرّع لمضاهاة الرجال ومقارعتهم أعمالهم وسياساتهم.
وآسف أن أذهلكن أيتها النساء أنه لا شرف لي في مخاطبة الأجنبي وملاطفته في الكلام وزيارته في عقر داره المسعورة والصليبية فقط ليفرج عن ابني أو أخي أو زوجي حتى.
آسف أن أذهلكن بصمتي ومضاربة آرائكن وضربها عرض الحائط لأن ليس شيء يجمعنا غير كلام الله جلّ وعلا الذي يطالبنا بالحكمة والعفاف والتروي ...وهل العفاف يكون فقط في الحجاب المتّزن والمفروض شرعا ولو أتينا بكل صفاته!!!
العفاف حجاب اسمه امرأة مسلمة، ختم الله عليها بالعزّة والكرامة والصون والحفظ والسِتر.
أين الحياء وحفظ ماء الوجه في تلك المهاترات التلفازية ؟؟؟
المرأة المجاهدة، إن كانت تريد أن تصل مبلغ المجاهدين ،عليها ضوابط شرعية ، وجهادها في مركزدفع العدو وردّ الغاصب والمحتل سواء بالقتال أو غيره.
لكن أن تكون المرأة ناشطة سياسية فتعبر البلاد من أدناها إلى أقصاها ،لتجتمع بالرؤوساء والرجال والمسؤولين ومن لفّ لفيفهم، ولو لم تكن بمفردها، ولو صاحبتها ثلّة من النساء وعدد من الرجال المحارم حتى.
أوجّه سؤالي إليها بكل بلاهة الموقف.
ماذا أبقيتي للرجال؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تحتجّين بعدم قيام الرجال بأدوارهم، أو أنهم لا يستطيعون القيام بدورهم خوفا عليهم،
اعذريني لا خير في أمّة رجالها خانعون ونساؤها الناشطات الفاعلات.
ورحم الله الإمام الشافعي إذ قال:
لقلع ضرس وضرب حبس ..... ونزع نفس ورد أمس
وقر برد وقود فرد ..... ودبغ جلد بغير شمس
وأكل ضب وصيد دب ..... وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نار وحمل عار ..... وبيع دار بربع فلس
وبيع خف وعدم إلف ..... وضرب إلف بحبل قلس
أهون من وقفة الحر ..... يرجو نوالا بباب نحس
فانظري يا أختاه وتمعّني كيف يهجو الشافعي رحمه الله تعالى وقفة الرجل الحرّ بباب الولاة ،فكيف بك بوقفة المرأة الحرّة الكريمة.
على أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وخلفائه ومن تبعهم، لم يولوا امرأة قضاء ولا ولاية بلد ولا أيا من الشؤون العامّة
ولا حمّلوها لواء الجيش ولا حلّ عقدة فكاك الأسرى ، رغم ما لنساء الرسول ،أمهات المؤمنين من حكمة ومركز(أمهات المؤمنين).
وفي نقض هذا ضرب من الخطل وتهميش دور الرجال وتعويدهم على حلّ القعود خيارا سلميا مقبولا، لتنوء النساء بحمل يفوق طاقتهن وعفّتهن، فبدل أن يتصدّرن مملكتهن المنزلية يتبوّأن المجالس ويقارعن المناقشين حدّة والمفاوضين غلظة ، ونكون بهذا قلّدنا الغرب كالوطاويط العمياء في ضوء النهار وسلمنا كرسي الهزاز للرجل في المنزل ، لندافع عن قضيتنا؟؟؟؟؟!!!!!!

فإن كان قول الله عزّوجل "وقرن في بيوتكن" هو الأصل والخروج هو فرع محدث ضروري عليه تبنى أمور تستوجب الحجاب والستر والتعفّف، فمن نكون حينها نناقض إن سلّمنا بغير هذا.
بل إن زوجة الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان حاولت جاهدة تولّي منصب الرئاسة وقامت بحركتها الريادية_كما تظن_ وتصدّرت المجالس والمناقشات والمحاضرات والاحتفالات الرسمية وغير الرسمية..
فكان هذا الأمرمن أحد أسباب انشقاق الجماعة الإسلامية في لبنان، وتصدر الشيخ كنعان ناجي الفرع المنشق عن الجماعة.
وحدّث ولا حرج ، ما جرّته تلك المرأة على الساحة الإسلامية في لبنان من ويلات محاولة التمسّح بجوخها وسير نهجها.
ثم تأتي مؤخرا طامّة من ساروا على نهج السلف الصالح ليفعلوا ما كان الأجدر بهم أن يحذّروا منه ، بحيث تكاد نساءهم تتبوّأ المحاكي والمجالسات ويقبع الرجال في الزوايا والأركان الضيّقة ويهمّش دورهم.
نعم وصلنا إلى هذا الحد من الاستهتار الأعمى، والأضيق منه أن عاقلا من أهل السنّة لم يقم الحجّة على ما يرى أو يعارض أفعال تلك النساء.

انظر المرأة المسلمة الفلسطينية والعراقية والسودانية والصومالية حتى، يقتّل آباؤهن وأزواجهنّ وأبنائهن، في مقابلة تلفازية تعد بالمدّ القادم من جيل الرجال والأزواج والأبناء.
قد تحمل إحداهنّ بندقية لتصوّبها إلى صدر الغاصب المحتل، لكني لم أرى بعد فيهنّ ناشطة إسلامية تعد وتتوعّد وتتبوّأ مجالس النوّاب.
إلا ما خلا من لا يعنينا من نساء غير مسلمات.
قد نكون أجحفنا بحقّ تلك التحفة النادرة من النساء المجاهدات، فمن لنسائنا يقوم عليهن بحسن القوامة وتصدّر الساحات.

من هناك
08-31-2008, 12:12 AM
للأسف الشديد فهذا حال لبنان واللبنانيين ولكني لا اظن ان كنعان ناجي إنشق بسبب تلك المرأة

nawwar
08-31-2008, 07:33 AM
لا حول ولا قوّة إالا بالله
طبعا عرفتم أني أقصد تلك الفئة المؤمنة
فإذا خُرقت ماذا تبقى لنا

وبالنسبة للانشقاق قلت أنه أحد الأسباب
بل كان بداياتها
راجع التاريخ أخي
وستجد صدقي إن شاء الله تعالى