تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لم أجد أحدا- إيليا أبو ماضي



خفقات قلب
08-30-2008, 06:15 AM
قالت سكتّ و ما سكتّ سدى





أعيا الكـلام عليك أم نفـدا؟





إنّـا عرفـنا فيك ذا كـرمٍ





ما إن عرفنا فيك مقتـصدا





فاطلق يراعك ينطلق خبـبا





واحلل لسانك يحلل العقدا





ما قيـمة الإنسـان معتقدا





إن لم يقل للنـاس ما اعتقدا ؟





و الجيش تحت البند محتشدا





إن لم يكن للحـرب محتشدا ؟





و النـور مستتـرا ؟ فقلت لها





كفّي المـلامة و اقصري الفـندا





مـاذا يفيد الصـوت مرتفـعا





إن لم يكن للصـوت ثمّ صدى ؟





و النـور منبـثقا ومنتـشرا





إن لم يكن للنـاس فيه هـدى ؟





إنّ الحـوادث في تتـابعـها





أبدلـنني من ضـلّتي رشـدا





ما خـانني فـكري و لاقلمي





لكن رأيت الشـعر قد كسدا





***





كان الشّبـاب ، و كان لي أمل





كالبحر عمقا ، كالزمان مـدى





و صحابة مثل الرّيـاض شـذى





و صـواحب كـورودها عددا





لكـنّني لمّـا مـددت يـدي





و أدرت طرفي لم أجـد أحـدا !





***





ذهب الصّبي و مضى الهوى معه





أصبـابة و الشيـب قد وفـدا ؟








كفّنت أحـلامي و قلت لهـا





نامي ! فإنّ الحـبّ قـد رقدا





وقع الخطـوب عليّ أخـرسني





و كذا العواصف تسكت الغردا





عمرو صديـق كان يحلـف لي





إن نحت ناح و إن شـدوت شدا





و إذا مشيت إلى المنـون مشـى





و إذا قعـدتُ لحـاجة قعـدا





صدّقـته ، فجعـلته عضدي





و أقمت من نفسي له عضدا





لكنّني لمّـا مـددت يـدي





و أدرت طرفي لم أجد أحدا !





***





قـومي ، و قد أطربتهم زمنا





ساقوا إليّ الحـزن و الكمدا





هم عاهدوني إن مددت يدي





ليمـدّ كـلّ فـتى إليّ يدا





قالوا غـدا تهمي سحـائبنا





فرجعت أدراجي أقـول غدا





و ظننـت أنّي مـدرك أربي





إن غار تحت الأرض أو صعدا





فذهبت أمشي في الثرى مرحا





ما بين جلاسـي و منفـردا





تيـه المجاهد نـال بغيتـه





أو تيـه مسـكين إذا سعدا





لكنّـني لمّـا مددت يدي





و أدرت طرفي لم أجد أحدا !





***





هم هدّدوني حين صحت بهم





صيحـاتي الشّعواء منتقدا





و رأيت في أحداقهم شررا





و رأيت في أشـداقهم زبدا





و سمعت صائحهم يقول لهم





أن أقتلـوه حيثـما وجـدا





فرجعت أحسبـهم بـرابرة





في مهـمة و أظنّني ولـدا





مـرّت ليـال ما لها عـدد





و أنـا حـزين باهت كمدا





أرتاع إن أبصرت واحدهم





ذعر الشويهة أبصرت أسدا





و إذا رقدت رقدت مضطربا





و إذا صحوت صحوت مرتعدا





لكنّني لمّـا مـددت يـدي





و أدرت طرفي لم أجد أحدا !





***





لا تذكروهم لي ، و إن سألوا





لا تذكروني عنـدهم أبـدا





لا يمـلأ السربـال واحدهم





و لـه وعـود تملأ البـلدا





يا ليتـني ضيّـعت معرفتي





من قبل أعـرف منهم أحدا