تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التربية العُليا على محبة الله



منال
08-30-2008, 03:30 AM
التربية العُليا على محبة الله
***
د. عبدالمعطي الدالاتي

في حدائق الفطرة الأولى استنشق الطفل المسلم عبقَ محبةِ الله تعالى وعبير الإيمان به.
وما على المربي إلا أن يزكّي هذا الحبّ للربّ جلّ وعلا ..
فمحبة الله هي الهديّةُ العليا التي اصطحبها آدم معه من الجنة .
ومحبة الله هي الحصنُ الذي يعصم المسلم في قابل الأيام من الانحراف,
مهما عصفت به الشهوات أو الشبهات ..
فالذي ينشأ على حبّ الله تعالى لا يمكن أبداً أن ينكُصَ عليه عقبيه .
قال الله تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوفَ يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهمْ ويحبّونه ) .
والمربي الحكيم يحبّب الله إلى صغيره , فلا يذكر اسمَ الله تعالى أمامه إلا في المواقف المسعدة,
ولا يُكثر من التهديد بالنّار وبغضب الجبار, فيسلب طفله الأمنَ والاستقرار !.
والغريب أن هذا التهديد كثيراًً ما يكونُ من أجل منافع مادية زهيدة!
لامن أجل تعويد الطفل الطاعات .
مع أن هذا التهديد غير صحيح, فالقلم قد رُفع عن الأطفال .
والمربي الواعي يربي طفله على الحبّ والرجاء أولاً ,
وكلّما كبر الطفلُ خوّفْه من الله أكثر ، حتى يستطيع ولده أن يطير في فضاء الإيمان إلى رضوان ربه بجناحين من خوف ورجاء , يخفق بينهما قلب نابض بالحب والشكر, ويقودها عقل عامر بالتفكّر والذّكر..
على أنّ خوف المؤمن من ربه هو خوفٌ من الرحمن الرحيم,
فهو خوفٌ يسكنهُ الأمل في رحمةِ الله, ويُغشّيه طمعُ المحبّ في كرم محبوبه .
والعجيب أن أول ما نُعلّمه لأبنائنا من القرآن هو :
( بسم الله الرّحمن الرّحيم . الحمدُ لله ربِّ العالمين . الرّحمن الرّحيم ) .
فمع كل هذه الرّحمات نريد أن نصّور لأطفالنا – بجهلنا – أنّ اللّه جل وعزّ لا يرحم عبادَه الخاطئين !
ناسين أوجاهلين بأن أكثر صفات الله تعالى التي تواترت في القرآن هي الرحيم ثم الرحمن ثم الغفار والغفور .
وممّا يُقوي علائق الحب, أن يربط المربّي ولده بالقرآن الكريم قراءة وتدبّراً وتطبيقاً..
فالقرآن هو كتابُ التربية المثلى, فالحياةُ في ظلاله نجاة .
فلا تبخل بالجلوس مع أولادكِ في رياض الجنة تحت هذه الظّلال..
يقول الإمامُ ابنُ تيمية رحمه الله:
( القرآنُ هو السجلّ الحقيقيُّ للوجود.. وأنا نادمٌ على كلّ لحظةٍ من عمري قضيتُها في غير معاني القرآن ) ..
ومما يقوي علائق الحب ربط الطفل بالسنّة والسيرة النبويّة المطّهرة .
ففي تدريب الطفل على الاقتداءِ بالسنّة النبوية خير كثير .
- إذ تزداد محبّته لهذا النبي الكريم ..
- كما يعتاد الطفل النظام والانضباط في كل أمر من أمور حياته كلها..
- كما يستيقظ عندَه الوعيُ الدائم , والحضورُ الكامل في كل عمل مهما دقَّ, مادام يستحضر نيّة الاقتداء بخاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
ومما يُقوّي علائق الحب والإيمان, أن يعوَّد الطفل ذكر الله تعالى ومناجاته على الدوام ..
وأن يُعوّد العبادات , لاسيما الصلاة ..
إن التربية على الحب والإيمان هي ذروة التربية العليا على الإطلاق .
وإنّ الضّالين المنحرفين كثيراً ما ينحدرون من فئتين :
- فئة الذين لم يتلقّوا تربيةً إيمانية في نشأتهم ,
- أوفئةِ الذين اقترنتْ تربيتهم الدينية في عهد الطفولة بالقسوة والإكراه والتشويه .
( إن الخاسرينَ الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم يومَ القيامة ).
****

أم ورقة
08-30-2008, 03:44 AM
حقاً إنها أعظم تربية...
بارك الله بكِ