تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل نسير على الطريق الصحيح



فـاروق
08-26-2008, 01:35 PM
السلام عليكم

كثيرا ما تؤرقني هذه القضية...وتزيد من حزني وحيرتي...

هل المحاولات الفقهية والعملية الاسلامية في شتى المجالات المعاصرة تعتبر لبنات لبناء الدولة الاسلامية القادمة؟

ام انها لا تعدو كونها محاولادت لاجتراح حلول اسلامية بقدر الامكان للتماشي مع الوضع القائم ؟

يبدو اننا نحاول ايجاد حلول للتعايش مع واقعنا الغير اسلامي...ملبسين تلك الحلول ثوبا من الفتاوى الاسلامية التي وان صح الاجتهاد فيها الا اننا نقع في الامور التالية:

اولا) تكريس الواقع الغير شرعي للامة واضفاء صيغة من القبول له عند المسلمين حيث اننا اوجدنا لهم سبلا لكي يتأقلموا مع الواقع دون الحاجة لرفضه او الثورة عليه

ثانيا) تعميق الهوة بين المطالبين بحلول اسلامية شاملة بمظلة دولة الاسلام وبين عامة الناس الذين سيرون فيهم نموذجا للتشدد والتطرف خاصة ان الناس تتعامل مع مختلف مقومات الحياة (مدارس..بنوك...معاملات.....) في اطر التشريعات الاسلامية الانفة الذكر

ثالثا) الوقوع في الشبهات لا محالة... اذ لا يعقل ان تخرج حلول اسلامية صرفة في ظل نظام عام غير اسلامي ان لم نقل مبني على طرفي النقيض من المبادئ الاسلامية.


ما الحل اذا؟

بطبيعة الحال يبدو انه من غير الواقعي ان نطلب من الناس ان يرفضوا الواقع و التعامل معه... (مع انه من الناحية النظرية يبدو هذا هو الحل الامثل ربما)

فالمسلم كسائر بني البشر له احتياجات ضرورية من مأكل وملبس ومشرب وتعليم و ما الى هنالك من احتياجات تحدد ضرورتها الاعراف والتقاليد و البيئات.

ومن غير المقبول ان يأخذ المسلم في بلاد الاسلام بفتاوى الاقليات في بلاد الاغتراب...للاسباب الانقة الذكر ولاسباب اخرى واضحة.

ازاء هذه المعضلة المتمثلة بالحاجة الماسة للتواصل والتطور و التعامل مع الواقع بمختلف جوانبه والمحافظة على الهدف الاسمى بتحقيق مراد الله من عباده وعدم القبول مطلقا وتحت اي ذريعة وفي اي ظرف بواقع لا يتوافق مع مراد الله (وعدم القبول يكون قلبيا كاضعف الايمان)

ازاء هذه المشكلة كان لا بد من ايجاد توازن على الصعيد الفكري والمنهجي والعملي بحيث يستمر التواصل الحياتي الضروي للمسلم بطريقة لا تتعارض مع مبادئه ولا تعرقل تحقيق الهدف ولا تزين الحرام او تتأقلم معه.

ولكي ننتقل من الكلام العام الى ارض الواقع..ساضرب مثالا واحد يتعامل معه الكثير من المسلمين...حتى اصحب من الامور البديهية عندنا وهنا الطامة الكبرى.

البنوك:

في عصر الانفلات الامني وانتشار فكرة البنوك وما الى هنالك..نجد ان كثيرا من المسلمين اليوم يدخرون اموالهم او يستثمرونها في البنوك...

ونجد فئة من الملتزمين يختارون الحسابات التي لا يترتب عليها ما يسمى بالفوائد (الربا) ويخرجون بذلك انفسهم من دائرة الحرمة.

ولكن هذه الاموال المودعة في تلك البنوك ما هي الا دعائم لاستمرار البنوك واستمرار نهجها الربوي الخطير...وان كانت الحرمة لا اساس لهل في العقد بين البنك والعميل (اذا لا فوائد مترتبة) الا ان شبهة "ولا تعاونوا على الاثم والعدوان" محققة بشكل كبير.

جائت فكرة المصرف اللاسلامي كقارب النجاةللكثير من المسلمين الطواقين لتبرئة ذممهم وتطييب مأكلهم ومشسربهم وملبسهم.

الان هذه المصارف اصطدمت لا محالة بشبهة العمل في ظل المنظومة القانونية الغير مهيأة للعمل المصرفي الاسلامي اساسا. ومجددا تنتفي الحرمة (وجزء من الشبهة) بين العميل والمصرف...ولكننا نبقى في فلك ايجاد الحلول للتأقلم مع الواقع لا لتغييره (ولعل هذه هي المشلكة الاساس)

هذا ابسط مثال عن اسلم طريقة في التعامل مع البنوك..فكيف بسواها؟ ويبقى اجتراح الحلول من المعضلات الجسام في ظل غياب التشريع الاسلامي العام.

منال
08-26-2008, 01:48 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخينا الفاضل

أرى أن الموضوع يركز على الأغنياء

fakher
08-26-2008, 02:01 PM
نقد الذات ....

فـاروق
08-26-2008, 03:13 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اختي منال..

الموضوع عام...وينطبق على مختلف جوانب الحياة... وقد اذكر امثلة اخرى... غير تلك المتعلقة بالبنوك والتي ايضا تشمل قطاعا كبيرا من المجتمع المسلم.

ولكن بشكل عام..التغيير يكون فاعلا اكثر ان ساهم فيه الاغنياء او اصحاب الفكر او النفوذ...دون ان يكون حكرا عليهم طبعا...ولكنهم لا يعانون من وطأة الحياة وتامين لقمة العيش كغيرهم وبالتالي هم مطالبون اكثر من غيرهم بالسعي نحو التغيير...

اوليس كذلك؟


اخي فخر...

حبذا لو ترد بشكل مفيد ولو مرة كل شهر :)

اولا تحمل الهم النفس؟ اولا تلاحظ الملاحظات عينها؟

من هناك
08-26-2008, 04:12 PM
نسأل الله ان يزيدك اخي فاروق :)

بالعكس تماماً فإن هذه الطامة تطال الجميع هذه الأيام وخاصة الموظفين ذوي الدخل المحدود في اكثر البلدان التي اعتمدت على توطين الرواتب من فترة. إن فكرة التوطين اصلاً جاءت كي تخفف العبء عن الدولة وتعين القطاع الخاص على التهام اقصى ما يمكنه من فتات الفقراء الذين ما كانوا يعرفون البنك اصلاً فاضطرتهم الدول للدخول عبر البوابات الزجاجية والمرور على سجاد احمر ايراني واصفهاني والتحسر على الجلوس على كراسي الجلد الفاخرة.

كل هذا كي يحصل الفقير على رقم يتم إرسال الراتب عبره وينال البنك كماً هائلاً من السيولة لمدة خمسة ايام على الأقل وترتاح الدولة من طوابير الموظفين الذين ينتظرون راتبهم. ليس هذا فقط، بل فتح الباب لبنوك لإغراء الناس بسحب ثلاثة اضعاف الراتب لو احتاجوا !!!

ثم تأتي مسألة الحلال والحرام وفتاوى التحليل بالأرطال

فـاروق
08-26-2008, 04:22 PM
ما الحل اخي بلال؟

وكيف يواجه المسلم هذه الفتن؟ بالرفض للواقع المعاش والانعزال؟ بالتأقلم مع البعد عن الحرام البين؟

وكيف نطبق ونفهم " سددوا وقاربوا " في يومنا هذا؟

من هناك
08-26-2008, 05:48 PM
لا بد من إنشاء صناديق تمويلية وتعاونيات بنكية إسلامية

فـاروق
08-26-2008, 05:54 PM
اوافق..

ويبدو انني اسات توجيه الموضوع هذه المرة...

فالموضوع غير متعلق فقط بالمقال المضروب اعلاه...ولعلي سقته كمثال لان حالة مشابهة مرت معي اليوم.... ولكن الموضوع عام...

طريقة تعاطينا مع الامور هي من باب ايجا الحلول للانظمة الغير اسلامية....

ولا يحضرني الان الا مثال بنكي آخر....يوم سالنا الشيخ محمد امام عن قضية اعطاء فائدة المال للفقراء....

فرفض وقال : لا حل لهذا المال....لا تعطوه للفقراء...لا تتركوه للبنك ولا تأخذوه !!! ليس من مهمة الشرع ان يجد مخارجا للحرام...بل عليه ان يمنع الحرام اصلا لا ان يشرع طريقة للتملص من نتائجه دون القضاء عليه....

وهذه لفتة طيبة من لفتات الشيخ حفظه الله

أبو بكر البيروتي
08-26-2008, 07:12 PM
اتذكر ان شيخاً ما حكى لنا قصة عن احد الاخوة الذين لا ياكلون الربا لكن يضعون المال في البنك فقال لنا ان فائدة المال شهرياً تصل الى 50 الف دولار فيجمعها في كيس ويربطها ويحرقها ..

فهل هذا من الاسلام ؟؟ والمسلمين يموتون جوعاً بحثاً عن الدولار ؟

لن نفتي بما افتى البعض ان نحرقه في البنزين ..لكن سمعت بعض المشايخ يقول ان لنا اجر نقل المال الى الفقراء ولا اجر في التبرع

أبو بكر البيروتي
08-26-2008, 07:15 PM
ورداً على الموضوع بصراحة لقد ضربت على الجرح ونطقت بما افكر فيه منذ فترة منذ عيشي هنا ..

فالمال هنا على سبيل المثال يفقد قيمته كل سنة بسبب الفائدة time value of money

يعني وجوده في البنك يجعلنا نخسر المال ويوماً ما سنجد ان قيمة ال 100 الف مثلاً هي 50 الف..والله شي بحيّر لان البنك يستعمل مالنا لمشاريعه ...

فـاروق
08-26-2008, 08:28 PM
القضية اخي ابا بكر لا تتعلق بقيمة مالنا ونمائه...بقدر تعلقها بترسيخنا للمنظومة المالية والفكرية الحالية والركون اليها....

البديل الاسلامي مفهوم جميل بتطبيق خطير...

يجب ان نعي دائما ان هذا هو بديل..والبديل يدفعنا دوما للاصل وايجاده...

ربما خانتني لغتي هذه المرة...ولكني اشعر انني لم انجح في ايصال الفكرة اليكم

عزام
08-26-2008, 08:49 PM
ولا يحضرني الان الا مثال بنكي آخر....يوم سالنا الشيخ محمد امام عن قضية اعطاء فائدة المال للفقراء....
فرفض وقال : لا حل لهذا المال....لا تعطوه للفقراء...لا تتركوه للبنك ولا تأخذوه !!! ليس من مهمة الشرع ان يجد مخارجا للحرام...بل عليه ان يمنع الحرام اصلا لا ان يشرع طريقة للتملص من نتائجه دون القضاء عليه....
وهذه لفتة طيبة من لفتات الشيخ حفظه الله
نعم كنت حاضرا في هذه الجلسة
وقد ابدع القرضاوي بشرح الموضوع

الاسلام لا يأتي بحل ترقيعي

القرضاوي
قال حكيم: لا تسأل الله أن يخفف حملك ولكن سله أن يقوي ظهرك. إن كل الأمور التي يسأل الناس عنها من التأمين على البضائع، والاقتراض من البنوك لتوسعة التجارة، ووجود ضرائب تصاعدية عالية في بعض البلاد، مع ما يجب على المسلم في ماله من زكاة . . . كل هذه وأمثالها، لم تكن لتحدث لو كان نظام الإسلام هو الذي يحكم الحياة، ويقود المجتمع وفق شرع الله . ولكن مأساتنا أننا أخذنا أنظمة الحضارة الغربية وخاصة في المال والاقتصاد، وهي أنظمة رأسمالية، تقوم في الأساس على فلسفة للمال غير فلسفتنا، ونظرة للحياة غير نظرتنا . فالربا يجري منها مجرى الدم في العروق، لا تحيا إلا به، ولا يمكنها الاستغناء عنه، والمعاملات المشتملة على (الغرر) تسري في نظامها كله . . ولهذا يكون من الظلم أن نحاول نحن ترقيع هذا النظام بأجزاء إسلامية، لأن هذه الأجزاء ستكون " قطع غيار " في غير جهازها وغير مكانها. إن خطأنا الأساسي أننا نستفتي الإسلام في مشكلات لم يصنعها هو، ونريد منه أن يعالج أمراضًا جلبناها نحن من مكان آخر، ولم نتبع أسلوب الإسلام في الوقاية منها. نستورد نظام المصارف أو البنوك بعجره وبجره، كما أنشأته الرأسمالية الغربية الربوية اليهودية، ونخضع رقابنا له، ونجري معاملاتنا على أساس وجوده . ثم نقول للإسلام: حل مشكلاتنا مع البنوك الربوية. وجواب الإسلام الصحيح: أن دعوا هذه البنوك واسسوا لأنفسكم مصارف أو " بنوكًا " إسلامية الأساس، تقوم على غير الربا وتتعامل بشرع الله - إن كنتم مؤمنين. وليس هذا بالمستحيل ولا بالمتعذر لو صدقت النيات وصحت العزائم، فقد قيل: إذا صدق العزم وضح السبيل. وقد كتب كثير من الباحثين الإسلاميين المتخصصين في المالية والاقتصاد كثيرًا من البحوث الجيدة حول إقامة مصارف إسلامية، ووضعوا مشروعات عملية لهذا، ولا يحتاج الأمر إلا إلى التبني من جهات تملك المال والنفوذ. قد تقول: وما ذنب الفرد إذا انحرف المجتمع، أو انحرفت الأنظمة والحكومات ؟ وماذا يستطيع أن يفعل وهو فرد، لا يقطع عرقًا ولا يريق دمًا ؟ والجواب: أن المجتمع ما هو إلا أفراده، وقد ساهم هو بسكوته ورضاه، بل بتعامله الإيجابي مع المؤسسات اللاإسلامية - في صنع الواقع المخالف للإسلام. وينبغي أن يظل الفرد المسلم غير راض عن نفسه، وعن الأوضاع المعوجة من حوله وأن يبقى هذا الشعور حيًا متوقدًا بين جنبيه، حتى يستطيع - بالتعاون مع أمثاله من المؤمنين الثائرين على حياتهم وعلى انحرافات مجتمعهم أن يعملوا على تغيير الأوضاع اللاإسلامية إلى أوضاع إسلامية، يومًا ما. إن هذه الشحنة هي رصيد هذا التغيير المنشود . وبدون هذه الشحنة النفسية من الغضب والنقمة لا أمل في أن يستقيم نظام أعوج، أو يصحح وضع منحرف. لا بد أن يبقي الفرد المسلم في ظل الأوضاع المذكورة شاعرًا بالإثم، وبالضيق، وبالتبرم، فإن هذا الإحساس من بقايا الإيمان، لأن معناه أنه لا يزال يرى المعروف معروفًا والمنكر منكرًا وأن أخطر ما تصاب به الأمة المسلمة أن تفقد - بطول رؤيتها للمنكرات وإلفها لها - إحساسها بها، وتمييزها لها، فلا تلبث أن يختلط عليها الأمر ويلتبس عليها السبيل، وتضطرب في حياتها الموازين، حتى ترى المعروف منكرًا والمنكر معروفًا . وقد تتوغل في الضلال، فتنتهي إلى مرحلة أسوأ وأقبح، وهي أن تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، وربما تفعل ما فعلت بنو إسرائيل، فتقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس. إني أشعر ويشعر كل عالم غيور فاهم لحقيقة الإسلام وحقيقة الأوضاع من حوله ولا يأخذ الأمور بظواهرها، ومن سطوحها لا من أعماقها - أشعر بأن الفرد المسلم يعاني من هذه الأوضاع ما ينوء به ظهره، إذا أراد أن يحيا مسلمًا حقًا، غير مخدوش الإسلام. ولكني أشعر بجوار ذلك أن من المخاطرة بدين المرء، وبمصير المجتمع كله - إصدار " فتاوى تبريرية " غايتها محاولة إيجاد مخارج فقهية لإضفاء الشرعية على الواقع الذي يضغط علينا ضغطًا شديدًا، ناسين أن رسالة الدين أن يرتفع بواقع الناس إلى مثله العليا، لا أن يهبط بمثله ليبرر واقع الناس. إن هزيمتنا الروحية والفكرية أمام الحضارة الغربية وشعورنا بالنقص تجاهها، هي التي وضعتنا هذا الوضع الغريب، وهي محاولة تطويع الدين للحياة، بدل تطويع الحياة للدين. وأي حياة ؟: إنها حياة لم نصنعها نحن بعقولنا وأيدينا مختارين، بل صنعت لنا فأخذناها كما هي، فنحن معها مجرد مستوردين يأخذون ما يصنع لهم، لا منتجين يصنعون ما يلائمهم . وفرق كبير بين الصانع والمستورد . الصانع إيجابي منشئ، والمستورد سلبي مستقبل. ولئن جاز استيراد السلع المادية على كراهة، لا يجوز استيراد الأفكار والمذاهب، وما ينبثق عنها من أنظمة تعبر عنها، ولئن حدث ذلك في غفلة الزمن وغيبة الشخصية الإسلامية عن مسرح الواقع - لا يجوز أن يكون عملنا الفكري البحث عن فتاوى، لإلباس الأوضاع الأجنبية زيًا شرعيًا. إن أول مظاهر السيادة والاستقلال أن نتحرر من عقدة النقص تجاه الغرب وفلسفته وحضارته وأنظمته، وأن نصمم على أن نقول " لا " بملء فينا، لكل ما لا يوافق ديننا. إننا لا نبقي للدين أي احترام إذا جعلنا مهمته تبرير الواقع وتسويغ ما يفعله الحكام، يمينيين كانوا أو يساريين، رأسماليين أو اشتراكيين . أي جعلناه مجرد " موظف تشريفات " عمله أن يرحب بكل وضع جديد، ويبارك كل نظام مستحدث، فهو في أيام سطوة الرأسمالية يحلل الربا والاحتكار والتظالم الاجتماعي، وفي أيام سطوة الاشتراكية يجيز التأميم والمصادرات بحق وبغير حق.

فـاروق
08-26-2008, 09:34 PM
من اجمل ما قرات للقرضاوي...ولا امل من قراءة هذا المقال واذكر انني سبق ان وضعت هذا المقال في المنتدى...

اقرأوا معي هذه الكلمات الرائعة:

إن خطأنا الأساسي أننا نستفتي الإسلام في مشكلات لم يصنعها هو، ونريد منه أن يعالج أمراضًا جلبناها نحن من مكان آخر، ولم نتبع أسلوب الإسلام في الوقاية منها.

وينبغي أن يظل الفرد المسلم غير راض عن نفسه، وعن الأوضاع المعوجة من حوله وأن يبقى هذا الشعور حيًا متوقدًا بين جنبيه، حتى يستطيع - بالتعاون مع أمثاله من المؤمنين الثائرين على حياتهم وعلى انحرافات مجتمعهم أن يعملوا على تغيير الأوضاع اللاإسلامية إلى أوضاع إسلامية، يومًا ما.

رسالة الدين أن يرتفع بواقع الناس إلى مثله العليا، لا أن يهبط بمثله ليبرر واقع الناس.


إننا لا نبقي للدين أي احترام إذا جعلنا مهمته تبرير الواقع وتسويغ ما يفعله الحكام، يمينيين كانوا أو يساريين، رأسماليين أو اشتراكيين . أي جعلناه مجرد " موظف تشريفات " عمله أن يرحب بكل وضع جديد، ويبارك كل نظام مستحدث، فهو في أيام سطوة الرأسمالية يحلل الربا والاحتكار والتظالم الاجتماعي، وفي أيام سطوة الاشتراكية يجيز التأميم والمصادرات بحق وبغير حق.

عزام
09-01-2008, 05:20 PM
مثال آخر لبحث عن مخارج اسلامية لوضع غير اسلامي
صيام الفنانة التي تقبل زميلها الفنان والتفريق بين القبلات الشهوانية وغير الشهوانية.
يا لطيف !!!!!!!!!
عزام


أثارت فتوى نسبتها صحيفة مصرية لمفتي مصر علي جمعة، بصحة صيام الفنانات حتى لو قمن بتصوير مشاهد تمثيلية غرامية في نهار رمضان، جدلا في الأوساط الدينية المصرية.
فقد رفضها علماء الأزهر بدعوى أن بعض المشاهد "قد تحوي قبلات"، بينما أيدها رئيس لجنة الفتوى الأزهرية قائلا إن الصوم صحيح طالما أن مشاهد القبلات للفنانات والفنانين في نهار رمضان لا تثير الغريزة.
وقالت صحيفة "البلاغ" إن مفتي مصر قال في برنامج تلفزيوني، يوم الجمعة الماضي 29-8-2008، إن الصيام يصح حتى في المشاهد الغرامية والعاطفية ".

إن الصيام يصح حتى في المشاهد الغرامية والعاطفية

وفي اتصال لـ"العربية.نت" مع د. ابراهيم نجم، المستشار الاعلامي لدار الافتاء المصرية، نفى تماما أن يكون المفتي أدلى بهذه الفتوى، أو أدلى بحديث في أي برنامج تلفزيوني، قال فيه مثل هذا الكلام.
وقال نجم: اتصلت بالصحيفة وطلبت منهم المصدر الذي استقوا منه هذا الكلام، ولم تأتني أي اجابة. وإضاف: "أنا أنفي تماما ان تكون صدرت من المفتي هذه الفتوى، وكل ما أثير بعد ذلك من ردود فعل قامت على هذه الفرقعة التي أحدثتها الصحيفة حديثه الصدور".
عودة للأعلى
إمساك عن الشهوات

ان مجرد القبلات بين الأزواج فى نهار رمضان مكروهة فما بالنا بمشاهد القبلات بين الفنانة والفنان فى مشهد حتى لو كان تمثيليا
فايزة خاطر

ووبعد انتشار الفتوى المنسوبة للمفتي، رفضت استاذة العقيدة بجامعة الأزهر فايزة خاطر ما جاء فيها، وقالت لـ"العربية.نت"، إنه "كان يجب عليه أن يوضح ما هي طبيعة المشاهد الغرامية أثناء التمثيل، فالصيام هو الامساك عن شهوتي البطن والفرج كما نعلم جميعا".
وأضافت "ان مجرد القبلات بين الأزواج فى نهار رمضان مكروهة، خشية من وصولها إلى ما يبطل الصوم، فما بالنا بمشاهد القبلات بين الفنانة والفنان فى مشهد حتى لو كان تمثيليا"، مستنتجة أن "هذا يبطل ما استند اليه المفتي في التفريق بين البطلان والتحريم في مسألة صوم الفنانات".
عودة للأعلى
قبلات غير مثيرة
إلا أن الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشيخ على أبو الحسن أيد الفتوى المفترضة، وذكر لـ"العربية.نت" أنه "اذا تم الامساك عن شهوتي البطن والفرج، فالصوم يعتبر صحيحا شرعا، وهذه هي القاعدة الفقهية، وبالقياس عليها فإن مشاهد القبلات للفنانات والفنانين في نهار رمضان طالما لا تثير غريزة، فالصوم صحيح".
واستدرك الشيخ علي أبو الحسن "لكن ذلك يتنافى مع الغرض الأساسى الذى شرع له الصيام".
وأوضح ذلك بقوله "الصيام في هذه الحالات ظاهره صحيح، إذ ليس به ما يبطل الصيام كما قال المفتي، لكنه غير صحيح من حيث الهدف من تشريع الصيام فهو فى هذه الحالة صيام صوري