تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفِكر العلماني العربي ومسائل جنسية ..



عمر توك
08-20-2008, 05:57 PM
الفِكر العلماني العربي ومسائل جنسية ..

بقلم : عمر عاصي !


http://2.bp.blogspot.com/_TdeEOlZHGTg/SKxY2baG_kI/AAAAAAAAEPI/bu69tv32wv4/s400/SEXUAL%2520REVOLUTION-Logo.jpg (http://2.bp.blogspot.com/_TdeEOlZHGTg/SKxY2baG_kI/AAAAAAAAEPI/bu69tv32wv4/s1600-h/SEXUAL%2520REVOLUTION-Logo.jpg)
قادتني احدى العواصف الهوجاء بسفينتي الإلكترونية الى موقع أعجبني إسمه ، ذلك الإسم الذي يثير القارئ وربما يثير الفلسطيني قبل غيره ، كان إسم الموقع هلوسات ، وقد يطرح القارئ على نفسه سؤال لماذا اثارك ولماذا يثير الفلسطيني ؟؟ اما الجواب فكامنُ في عمق المعجم الفلسطيني اللغوي فكلمة : هلس هي كنية فظة يوصف بها الشاب الخامل فكرياً والهزيل وربما الغبي احيانا ! هذا عن المعجم الفلسطيني ولو تأملنا ما جاء في لسان العرب نجد : والمَهْلُوس من الرجال: الذي يَأْكل ولا يُرى أَثرُ ذلك في جسمه وجاء ايضا : ورجل مَهْلوس العقل أَي مسلوبه . هذا عن الإثارة الاولى وهي التي جعلتني اخوض في الموقع حتى اكتشف ما الذي دعاهم لهذا العنوان . ؟؟

من العلوم اللغوية نستطيع ان ندرك ان كلمة هلوسات هي كل الأفكار التي لا تحتكم للعقل لا من قريب ولا من بعيد ، فلماذا اطلق اصحاب الموقع على موقعهم هذا ، هل هو جذب للزوار ام جهل باللغة ام انه إعتراف بضحالة فكرهم .

احببت ان اكون هذه المرة مثل الفيلسوف البرويسي ايمانويل كانت ، الذي جمع بين فلسفة العقلانيين والتجريبيين . فقلت اذا كان الإستناد للعقل يقول بان الهلوسات هي افكار لا تحتكم للعقل فلا بد قبل الحكم الأخير ان اجربهم من خلال المطالعة وبدأت بالمطالعة !

كانت البداية مع المُهلوسة – لأنها تكتب في هلوسات - ربى بلال حيث لخصت مقالتها التي تحدثت فيها عن الكبت الجنسي وشرف العائلة : فاعلم أيها الرجل بأنك لم ولن تستطيع حجزنا وكبت غرائزنا مهما كنت قويا" وذكيا" فدائما" سنجد الحل لخداعك ، فنصيحتي لكم يا رجال الشرق أن تمدوا يد الصلح لنا وتستسلموا بإعطائنا الحرية التي تملكون والتي هي حق لنا وترموا رواسب التخلف وراء ظهوركم لتنعموا بحياة أفضل وأعقل فلا الحجاب يزيدنا أخلاقنا ولا عذريتنا تعني عفتنا.

تملكتني الدهشة مع اول دهشة ، حين هددت الرجال بانهم سوف لن تستطيع ايها الرجل كبت غرائزنا .. ولنصمت قليلا .. ربما اصدقاء ربى افضل حالا من ربا .

اكملت القراءة مع وكانت هذه المرة مع مُهلوِس اخر يدعى عبدالله المحامي ، ولا ادري ما اقول له بعد ان اقرا مقدمته حين يقول : لا تزال المرأة أسيرة في سجن كبير من المفاهيم الراسخة في عقولنا .. ولازال مفهوم الشرف مرتبطا بجسد المرأة ، لازال في يقيننا غشاء البكارة للمرأة هو دليل عفتها وشرف عائلتها وذوويها أبا أو أخا أو زوجا ... وبعد المقدمة يروح المحامي مستشهدا بحادثة فظيعة لا يقبل العبد ولا الرب وهي من مصائب المجتمعات التي تستمد افكارها من الجاهلية .. ويربط الحادثة الشاذة مع شذوذه الفكري في ان مفهوم الشرم لا يرتبط بجسد المراة .

هذه المرة ايقنت بعد نظرات مبعثره في الموقع انه موقع علماني بحت ، فقلت نستمر ربما نجد لهؤلاء العلمانيين ما هو حقيقي لان المسلم الواع مدرك ان المجتمع الإسلامي ابتلي بمصائب ليست من الدين كما يحدث في مسائل القتل على شرف العائلة وما ادراك ، وبإختصار قلت نستمر فلفت إنتباهي مقالة عن المثليين جنسيا للمهلوس مازن كم الكار فأعجبني حديثه في ذم المجتمع الأبوي السلطوي وإذا به يكرس كل ما قاله في فكرة إعترافه بخطأ فاحش ومعتقد فظيع لا يستطيع التفوق عليه فيقول : أنا أعترف أنني غير قادر ربما حتى نهاية حياتي أن أتصور هذا الحب الذي يخالف النموذج الوحيد السائد "للحب المشروع" لكن ما أنا متأكد منه هو أن هذه القصص , و بالتالي هذا الحب , يحمل شيئا ما إنساني بعمق , شيئا ما أكثر صدقا من هذا الهراء الأخلاقي المنافق الذي ينصب نفسه قاضيا و حكما على المثليين جنسيا و سواهم لمجرد أنهم يمارسون الحب خلافا لتابوهاته الشاذة في حقيقة الأمر..هذه الأخلاق التي تقوم على النفاق المحض الذي يجمع بين القهر و الاستباحة , قهر الغرائز و المشاعر الإنسانية الطبيعية بل و العميقة , و على استباحة الجسد و الروح الإنسانيتين من قبل الطغم التي تملك السلطة و المال بأشنع الطرق فحشا و قذارة ..

ولأنني فضولي احببت ان اكتشف المزيد والمزيد عن افكار شبابنا العربي "الحر" ، ومع المقال الرابع في الحريات الشخصية - ضد التعري أم ضد المرأة؟ وإذا بالمهلوس الذي لم يذكر إسمه والذي إستنكر تصرف سائق تاكسي دعى على فتاة ترتدي الميني بدعاء متعارف في مدينة حلب وهو الله يقرف عمرك .. ويستمر في الحديث مستعرضا افكار مجموعة سورية اطلق مشروع يرفض التعري في الشارع فناقشه بصورة مقبولة والمصيبة في نهاية المقالة حين وجدناه يقول : في دول الغرب التي تعامل التحرش الجنسي الواقع على النساء بصرامة أكثر توجد قوانين تحد اللباس. العري الكامل ممنوع في الشارع. هناك حدود واضحة للباس. لكن تلك القوانين تتعامل مع حالات العري لا مع التنانير القصيرة. أذكر أني شاهدت فيديو الرسامة هالة الفيصل التي تعرت في نيويورك وكتبت على جسدها (أوقفوا الحرب) والناس قد تجمعوا حولها يصفقون لما كتبته. لم أجد أحدا يشتمها أو يتحرش بها إلى أن أتت الشرطة واعتقلتها بتهمة (التعري). واخيرا يطل علينا الشاب الكاتب برأيه العبقري عندما ينعت المشروع بانه ذو منطق اعوج .. !!!

ومع مقالة اخرى مع المُهلوس محمد ابو عبيد وهو إعلامي بقناة العربية نجده يستنكر حذف اللقطات من الأفلام العربية وكله الم واسى على وضعها وعلى الوقوف في وجه تطورها فنجده يقول : كأن السينما العربية لا يكفيها ما تعانيه من عدم الإنفاق السخي على إنتاجها وبث الروح فيها،حتى تلطمها أمواج الدعوة إلى بترها وتقزيمها، وإذ بالتسعين دقيقة المفترضة لطول فيلم ،مثلاً، تصبح سبعين حيناً ،وستين أحياناً. لذلك لن تتطور السينما العربية ما دامت قد استسلمت للمقص الرسمي، أو المطرقة الاجتماعية. إن تطورها يعني ،بلا تردد أو ريب،أن تتجاوز الثالوث الناشب أظفاره فيها : النقد السياسي، المسائل الدينية، والقضايا الجنسية التي تتقاسمها المجتمعات قاطبة.

ومن باب الموضوعية احببت ان انقل لكم انني لم اجد إلا كاتبة وهي إعلامية دمشقية تدعى وفاء احمد - بارك الله فيها - كتبت تعليقا على احدى المهرجانات السورية - والذي ترعاه الحكومة - والتي عرضت فيها فيلما يحوي مقاطع تخدش الحياء فقالت : طق عرق حيائه) هذا هو الوصف الوحيد الذي يمكن ان يطلق على من كان قادرا على متابعة هذا الفلم ، خصوصا ، في ظل تلك الظروف من مكان.. وجمع غفير للنساء والرجال والاطفال!!!..في كل لحظة كنت أبرر في داخلي واقول هذا المشهد هو الاخير! فمن المؤكد انه سقط سهوا من يد الرقيب!!كنت اقول .. سيتوقف عرض الفلم طبعا، فهناك عشرات من المراقبين والمنظمين للحفل يقفون في المكان!!استمر الفلم .. ولم استطع انا بالاستمرار بمتابعته... فررت هاربة من المكان .. منكسة رأسي .. خجلة من الثقافة التي نسوق لها ونبثها من حرم الجامع الاموي.. ومن قلب عاصمة الثقافة الاسلامية ...

بعد هذه الجولة في تلك الساحة نكتشف بعد الإحتكام لقانون إيمانويل كانت الأخلاقي – لمن لا تعجبه قوانين محمد عليه الصلاة والسلام – ونقول : إنه ما قام به اصحاب الموقع عندما اختاروا الموقع هو إعتراف بضحالة فكرهم وإنتحالهم لأفكار الغرب الليبيرالي مما جعلهم يشطحون في الحديث عن المسألة الجنسية تحت عنوان الحرية ويتابهون بالحرية والتعري والمثلية الجنسية وغيرها من المسأئل الجنسية .

فهل هذه الحرية التي يريدها الشباب العربية ، الأسف كل الأسف على وضع هؤلاء الشباب الذين يكرسون طاقاتهم في ضحد الفكر الأخلاقي على الاقل من مجتمعنا .. ويعتبرون انفسهم من بناة النهضة .. وأخيرا نسألهم ، بينك وبين نفسك هل انت مستعد لتطبق ما تكتبه للناس ؟ إذا كنت مستعدا بأن تجعل اختك تذهب عارية في الشارع حتى تثبت للناس انها حرة او ان تمارس الجنس المثلي بكل فخر او ان تمارسي الجنس قبل الزواج لثبتي بذلك انك بحنكتك قادرة على تمويه الرجال او ان تدعم الحركات التي تلبي حاجاتك السينيمائية الجنسية فالأمر المؤكد انك واصحابك لحاجة الى طبيب نفساني .

أخيراً سأوجه لكم يا اخوتي - في الإنسانية - رسالة فوتوغرافية .. لعلكم تتذكرون .. أننا بشر .. نعم بشر !! وهناك فرق بين الإنسان والحيوان .. كما ان هناك فضل للإنسان على الحيوان .






http://cache2.asset-cache.net/xc/82114524.jpg?v=1&c=NewsMaker&k=2&d=D89855661B0E6A0DC47C1145821FD4933 29DF394FE942516 (http://cache2.asset-cache.net/xc/82114524.jpg?v=1&c=NewsMaker&k=2&d=D89855661B0E6A0DC47C1145821FD4933 29DF394FE942516)

http://1.bp.blogspot.com/_TdeEOlZHGTg/SKxU5UHJlZI/AAAAAAAAEPA/EN-Ty-IrM-M/s400/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B2%D8%A 9+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8 %B3.jpg (http://1.bp.blogspot.com/_TdeEOlZHGTg/SKxU5UHJlZI/AAAAAAAAEPA/EN-Ty-IrM-M/s1600-h/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B2%D8%A 9+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8 %B3.jpg)

http://cache1.asset-cache.net/xc/81992750.jpg?v=1&c=NewsMaker&k=2&d=5748E638E1E7352142E29F79529EE08CE 30A760B0D811297 (http://cache1.asset-cache.net/xc/81992750.jpg?v=1&c=NewsMaker&k=2&d=5748E638E1E7352142E29F79529EE08CE 30A760B0D811297)
إن الحيوانات أيضا تشترك مع الإنسان في العملية الجنسية ومنها من يتشابه في هذا مع الإنسان لأبعد حدود .. ولكن يتمييز الإنسان على الحيوان بمييزات - لا مجال لذكرها الان - ونحن كبشر نعتمد القوانين الأخلاقية لا نرضى ان نكون مثل الحيوانات وعلى سبيل المثال ، الضفادع والتي لاحظ علماء البيولوجي أن ان الذكور الاسترالية تحاول الجماع مع أي شئ يقع في طريقهم، مثل زجاجة، إناث ميتة وحتى سمكة، الأمر الذي قد يؤدى إلى موت السمكة. كما لا يمكن ان نرضى بأن نكون كالشمبانزي القزم يستخدم الجنس من أجل المحافظة على الروابط الاجتماعية في العشيرة، فالجميع يمارسون الجنس مع الجميع بدون استثناء وفي كل الأوقات، الذكور مع الذكور، الذكور مع الإناث، الإناث مع الإناث، الكبار مع الصغار، خصوصاً عند ظهور الخلافات بين أفراد العشيرة. وغيرها .. ولهذا علينا ان نعي لما نقوله عندما نتحدث عن التسامح مع كل مظاهر العري والإباحية من افلام اباحية وغيرها .. او المثليين جنسيا .. او حتى غشاء البكار والعفاف .. تخيل ان الفأر وبعض الحشرات والحيوانات لديهم طريقة أخرى، فعالة، لمنع اختلاط “الأنساب”، وهي إغلاق الفتحة التناسلية للأنثى بعد عملية الجماع، بحيث يمنع حصول جماع أخر قبل تلقيح البيوض.


وإنتظرونا .. في حلقات اخرى عن المسألة الجنسية .

مُدونتي : http://ahmad-al3arabi.blogspot.com/