تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرجل وزوجاته الأربع



هديب الشام
08-04-2003, 02:18 PM
كان هناك تاجرا غنيا له أربع زوجات ، وكان يحب الزوجة







الرابعة أكثرهم ، ويزينها بأفخر الثياب ويعاملها بمنتهى الرقة ..







ويعتنى بها عناية كبيرة ولا يقدم لها إلا الأحسن فى كل شئ...







وكان يحب الزوجة الثالثة جداً أيضا ، كان فخورا بها







ويحب أن يتباهى بها أمام أصدقاؤه وكان يحب أن يريها لهم ،







ولكنه كان يخشى أن تتركه وتذهب مع رجل آخر ..وكان يحب







الزوجة الثانية أيضا ، فقد كانت شخصية محترمة ،







ودائمًا صبورة ..







وفى الواقع كانت محل ثقة التاجر ، وعندما كان يواجه







مشاكل كان يلجأ لها دائما وكانت هي تساعده دائمًا على







عبور المشكلة..والأوقات العصيبة







أما الزوجة الأولى فقد كانت شريك شديد الإخلاص ،







وكان لها دور كبير فى المحافظة على ثروته ، وعلى أعماله ،







علاوة على إهتمامها بالشؤون المنزلية .. ومع ذلك







لم يكن التاجر يحبها كثيراً ، ومع أنها كانت تحبه بعمق







إلا أنه لم يكن يلاحظها أو يهتم بهاوفى أحد الأيام







مرض الزوج ولم يمضي وقت طويل ،







حتى أدرك أنه سيموت سريعا ...







فكر التاجر في حياته المترفة وقال لنفسه ،







الآن أنا لي 4 زوجات معي ، ولكن عند موتى سأكون







وحيداً ، كم سأكون وحيداً جداً؟







وهكذا سأل زوجته الرابعة وقال لها







" أنا أحببتك أكثر منهن جميعاً







ووهبتك أجمل الثياب وغمرتك بعناية فائقة ،



والآن أنا سأموت ، فهل تتبعينى وتنقذينى من الوحدة ؟ . "



..



..



"مستحيل ، غير ممكن ولا فائدة من المحاولة ، "



هكذا أجابته زوجته الرابعة ومشت بعيداً عنه



دون أية كلمة أخرى ، قطعت إجابتها قلب



التاجر المسكين مثل سكينة حامية .



فسأل التاجر الحزين زوجته الثالثة وقال لها :



" أنا أحببتك كثيراً جداً طوال حياتي ،



والآن أنا في طريقي للموت ،



فهل تتبعيني وتحافظي على الشركة معى ؟ ".



..



..



" لا " هكذا أجابت الزوجة الثالثة ثم أردفت قائلة :



" الحياة هنا حلوة وسأتزوج آخر بدلا منك عند موتك " .



غاص قلب التاجر عند سماعه الإجابة وكاد يجمد من



البرودة التى سرت فى أوصاله...



ثم سأل التاجر زوجته الثانية وقال لها:



" أنا دائما لجأت إليك من أجل المعونة ، وأنت أعنتنني



وساعدتنني دائماً ، والآن ها أنا أحتاج معونتك



مرة أخرى ، فهل تتبعيننى عندما أموت



وتحافظين على الشركة معى ؟ ".



فأجابته قائلة :



"أنا آسفة هذه المرة لن أقدر أن أساعدك "



، هكذا كانت إجابة الزوجة الثانية .



ثم أردفت قائلة :



" إن أقصى ما أستطيع أن أقدمه لك ،



هو أن أشيعك حتى القبر " . .



إنقضت عليه إجابتها كالصاعقة



حتى أنها عصفت به تماماً ,



وعندئذ جاءه صوت قائلاً له :



" أنا سأتبعك وسأغادر الأرض معك بغض النظر



عن أين ستذهب ، سأكون معك إلى الأبد" .



..















نظر الزوج حوله يبحث عن مصدر الصوت وإذا بها



زوجته الأولى ، التى كانت قد نحلت تماما كما لو كانت تعاني



من المجاعة وسؤ التغذية ...



قال التاجر وهو ممتلئ بالحزن واللوعة :



" كان ينبغى علي أن أعتني بك



أفضل مما فعلت حينما كنت أستطيع ..."



..



..







..



فى الحقيقة كلنا لنا 4 زوجات



الزوجة الرابعة هي أجسادنا ، التي مهما أسرفنا في الوقت



والجهد والمال في الاهتمام بها وجعل مظهرها جيداً ،



فإنها عند موتنا ستتركنا...



الزوجة الثالثة هي ممتلكاتنا وأموالنا ومنزلتنا ،



التي عند موتنا تتركنا وتذهب لآخرين...



الزوجة الثانية هى عائلاتنا وأصدقائنا ، مهما كانوا



قريبين جداً مننا ونحن أحياء ، فأن أقصى



ما يستطيعونه هو أن يرافقوننا حتى القبر...



أما الزوجة الأولى فهي فى الحقيقة هي نفوسنا ،



التي غالبًا ما تهمل ونحن نهتم ونسعى وراء الماديات ،



الثروة ، والملذات الحسية .



ولكن لنرى ما هى الحقيقة ؟ ، إنها وحدها الوحيدة



التي تتبعنا حيثما ذهبنا .



ربما هى فكرة طيبة أن نزرع من



أجلها ونقوتها الآن بدلا من أن ننتظر



حتى تكون فى فراش الموت و لا نستطيع



سوى أن نرثيها ونبكى عليها ...



فإن الحياة يا أخى قصيرة جداً