تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فككوا قنبلة الموقوفين الإسلاميين قبل أن تنفجر



abouousama_123
08-20-2008, 10:12 AM
فككوا قنبلة الموقوفين الإسلاميين قبل أن تنفجر


المستقبل - الاحد 17 آب 2008 - العدد 3049 - مساحة حرة - صفحة 8



محمد مصطفى علوش(*)
على وقع الصراعات المتأججة بين السنة والشيعة في العراق، ووجود خطاب سياسي ديني يشير الى وجود مخططات لاستهداف السنة في ايران والخليج، تنامى شعور لدى كثير من الشباب السني في لبنان بأن طائفتهم هي أيضاً مستهدفة، وقد تعزز هذا الشعور بعد أحداث بيروت التي سيطر فيها حزب الله عسكرياً على العاصمة الأمر الذي ساعد الخطاب الإسلامي المتشدد على الإنتشار في الشارع السني، وبدأ التحسر علناً عند بعض الإسلاميين عن التخلي عن "فتح الإسلام" الذي صرح قادته بأن وجودهم في لبنان هو لحماية الطائفة السنية في لبنان من تكرار السيناريو العراقي فيه. هذا إذا استبعدنا التقارير التي تتحدث عن محاولة "القاعدة" ايجاد بيئة خصبة لها في عدة أماكن من لبنان، مستغلة الحالة التي يمر بها البلد على كافة المستويات.
الخطير في الأمر هو أن الطقم السياسي الحاكم في لبنان لا يعطي هذه المسألة حقها من الخطورة التي تحملها، بل على العكس يتغاضى عن معالجة أمور غير سوية تشكل تربة خصبة وأساسية في انضاج هذا الفكر وتجذره في الشارع اللبناني.
ولعل من أفضل الأمثلة على ذلك هو الغليان السياسي القائم الآن بين الحركات الإسلامية وبعض الشخصيات السياسية السنية من التعاطي غير السوي في ملف موقوفي "فتح الإسلام" و"القاعدة" والذي مضى على وجوده نحو سنتين.
بل إن ما يعزز سوء النية ويبررها لدى هؤلاء هو أنه في كل مرّة يحاول فيه أهالي المعتقلين تنفيذ اعتصامات لإبراز قضية أبنائهم تفتعل مشاكل أمنية هنا وهناك تحول دون ذلك ، فقبل عشرة أيام وعندما كان أهالي المعتقلين من الإسلاميين الذين لم تجر محاكمتهم يحضرون لإعتصامات في ساحات طرابلس للضغط على المعنيين لتحريك الملف انطلقت الإشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة وتعذر الإعتصام . الأمر نفسه كاد يتكرر قبل تنفيذ الاعتصام الثاني حين حاول مجهولون القاء عدد من القنابل في شارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن لولا أن كان الجيش والقوى الأمنية بالمرصاد، وهو ما طرح تساؤلاً مشروعاً حول ما إذا كانت جهات ما تقف خلفه لا سيما ان ما يحدث في طرابلس له خصوصية مختلفة حيث إن توتر الأوضاع بين جبل محسن والتبانة هو اعادة لرسم خطوط التماس التي كانت في الثمانينيات مع ما تحمله من أثر لدى أهل السنة حيث استثمر الجيش السوري منطقة بعل محسن الموالية له لينقض على المدينة إثناء مقاتلته "ياسر عرفات" ثم محاولته القضاء على حركة التوحيد الإسلامي في الثمانينات موقعاً مجازر بحق أهلها .
لقد تحولت قضية هؤلاء المعتقلين الى قضية طائفة بكاملها، وبدأت الجهات السياسية قبل الإسلامية ترى مبرراً للحديث عن ذلك حيث ان الشعور العام الآن بين السنة هو ما جسده حزب التحرير الإسلامي ببيانه من أن ما يحدث هو كيل بمكيالين حيث "عشرات الشبان يُحتجزون منذ سنة ونصف دونما أي اعتداء على أحد من الناس. وجُلُّ ما يوجه إليهم من تهم هو أنهم اقتنوا أسلحة فردية في بيوتهم، بغية القتال في العراق ضد العدو المحتل، أو الدفاع عن أنفسهم وأهليهم في حال تعرّضهم للاعتداء. ولم يُتهموا بطلقة رصاص واحدة، في الوقت الذي نزل فيه مقاتلو الفتن الطائفية إلى شوارع بيروت والجبل وطرابلس بأسلحتهم الثقيلة وصواريخهم وقَتلوا وجَرحوا ودَمّروا وشرَّدوا وأرعبوا دون أن يفتح تحقيق قضائي واحد في حق أيّ منهم. لماذا؟ بكل بساطة لأن هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى الزعامات الطائفية التي تمنحهم الحصانة مهما عظمت جريمتهم". الأمر نفسه عكسه مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال بقوله : "نحن ابناء الطائفة السنية نشعر بالظلم الذي مورس بحقنا عشرات السنين فقد آن الاوان لنرفع هذا الظلم والغبن عن ابنائنا ونطالب المسؤولين بالارتقاء الى مستوى المسؤولية الحقة وان لا يميزوا بين ابناء البلد الواحد، لان لبنان يسع الجميع ولكن لا يسع احدا ان لم يسع ابناءنا".
ولم يقتصر الحال على التحريرين والسلفيين بل تعدى الأمر الى الحركات التي توصف بالمعتدلة سياسياً مثل "الجماعة الإسلامية" التي صرحت على لسان مسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود الذي طالب بمحاكمات عادلة للموقوفين، متخوفاً من أن يكون هناك قرار سياسي ما، في مكان ما، لدى طرف سياسي ما، يرفض انهاء هذه القضية حتى اجراء معادلة معينة، ومتسائلاً: "لماذا عندما نتكلم يسيسون كلامنا ويتهموننا بالطائفية وبالمذهبية؟ لن نقبل بعد اليوم بأن يتم التعامل معنا على اساس اننا من الطبقة الثانية أو الثالثة. اذا كان هناك من يفكر ان هؤلاء الأبرياء سيبقون في السجون الى ان تتم مقايضة أخرى مع هؤلاء العملاء فنحن لن نرضى بذلك أبدا. لا زالت الطائفة السنية في لبنان تشعر بالغبن والاضطهاد.
لقد بلغ الامر بأن يخرج عدد من السياسين غير الإسلاميين لتبني القضية ومنهم تيار المستقبل الذي صرح نائبه مصطفى علوش خلال الإعتصام قائلاً : "لا يمكن السكوت عن واقع وجود 330 معتقلا فيهم المريض والعاجز لا يزالون ينتظرون بت مصائرهم في السجون مع ان الاغلبية العظمى منهم قضت فترات تفوق ما يمكن ان تحكم به والعشرات منهم استحقوا اخلاء السبيل ومع ذلك فهم ما زالوا معتقلين بشكل اعتباطي، هذا اضافة الى ما بلغنا عن وسائل سحب الاعترافات بشكل خارج عن القانون وعن المبادئ الانسانية العامة".
الحق هو أن إغلاق ملفات الموقوفين الأبرياء من خلال الافراج عنهم، من شأنه أن ينزع فتائل التفجير، وإلاّ فإن الأمور ستتجه لما هو أسوء بكثير والتي عكس مضونها الشيخ وليد عمرية بكلمتة باسم اهالي المعتقلين في طرابلس واعداً المعتقلين بعدم التخلي عن قضيتهم "ونقول لهم اما نحن وأنتم خارج المعتقل أو نحن وأنتم داخل المعتقل او تحت التراب".


(*) كاتب متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية

fakher
08-20-2008, 10:20 AM
وكأنني قرأت المقال قبل ذلك ...