تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاشاعرة تعريفهم وعقائدهم



سيف الكلمة
08-19-2008, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


التعريف : الأشاعرة فرقة إسلامية تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وتنتهج أسلوب أهل الكلام في تقرير العقائد والرد على المخالفين .
المؤسس : الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ولد بالبصرة سنة 260هـ وسكن بغداد وتوفي بها سنة 324هـ . وعاش – رحمه الله - ملازما لزوج أمه شيخ المعتزلة في زمنه أبي علي الجبائي، فعنه أخذ الاعتزال حتى تبحر فيه وصار من أئمته ودعاته .
تحوله عن الاعتزال :
يجمع المؤرخون لحياة أبي الحسن رحمه الله على التحول الأول في حياته، وهو خروجه من مذهب الاعتزال ونبذه له .
فيذكر ابن عساكر وغيره أن أبا الحسن الأشعري - رحمه الله - اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.
ومع اتفاق الباحثين على رجوعه عن مذهب الاعتزال، إلا أنهم اختلفوا في تحديد سبب ذلك الرجوع، فقيل إن سبب رجوعه ما رآه في مذهب المعتزلة من عجز ظاهر في بعض جوانبه، فقد كان - رحمه الله - دائم السؤال لأساتذته عما أشكل عليه من مذهبهم، ومما يروى في ذلك أن رجلا دخل على أبي علي الجبائي وفي حضرته أبو الحسن الأشعري، فقال الرجل لأبي علي : هل يجوز أن يسمى الله عاقلا ؟ فقال : الجبائي : لا ، لأن العقل مشتق من العقال، وهو المنع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق، فاعترض أبو الحسن على جواب أبي علي قائلا : لو كان قياسك المذكور صحيحا، لامتنع إطلاق اسم الحكيم على الله، لأنه مشتق من حَكَمَةِ اللجام، وهي حديدة تمنع الدابة من الخروج، وذكر شواهد من الشعر على ذلك، فلم يحر أبو علي الجبائي جوابا، إلا أنه قال لأبي الحسن، فَلِمَ منعت أنت أن يسمى الله عاقلا، وأجزت أن يسمى حكيما ؟ فقال : لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه، ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه، ولو أطلقه الشرع لأطلقته ".
ومما يذكر أيضا في سبب رجوعه عن مذهب الاعتزال مع ما سبق، رؤيا رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو الحسن : " وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد، فقمت وصليت ركعتين، وسألت الله أن يهديني الصراط المستقيم، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم عليك بسنتي، قال : فانتبهت وعارضت مسائل الكلام بما وجدت من القرآن والأخبار، فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهريا " ( التبيين 38-39) وهذه القصة يقول الدكتور عبدالرحمن المحمود : " ينتهي إسنادها إلى بعض الأصحاب من غير تحديد".
ولو صحت هذه القصة لكانت نصا في بيان سبب رجوعه، إلا أنه من الملاحظ من خلال مناظرات أبي الحسن للمعتزلة أنه بدأت تتشكل عنده رؤية خاصة به في بعض المسائل وهو ما زال منضويا في عباءة المعتزلة، ولعل الرؤيا التي رآها هي التي وضعت حدا لإنهاء تلك الحيرة، ورسمت له طريق التخلص كليا من مذهب الاعتزال .
واختلف الباحثون كذلك حول المذهب الذي تحول إليه أبو الحسن رحمه الله، فقيل تحول إلى مذهب الكلابية وعنه إلى مذهب السلف وهذا قول جمع من العلماء، وقيل تحول إلى مذهب الكلابية وبقي عليه، وكانت له آراء مستقلة توسط فيها بين المعتزلة والمثبتة نشأ عنها المذهب الأشعري وهو قول الأشعرية .
ويعتمد أصحاب القول الأول - القائلين بتحوله إلى الكلابية ومنها إلى مذهب السلف - على ما كتبه الأشعري في الإبانة، ويقولون إنها من آخر كتبه، وفيها نصَّ على أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .
إلا أن مقارنة دقيقة بين ما كتبه - رحمه الله - في الإبانة ومذهب الكلابية لا تظهر كبير فرق بين المذهبين، فما قال به الكلابية قال به الأشعري، كإثبات الصفات الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما، وما نفاه الكلابية نفاه الأشعري كنفيه قيام الأفعال الاختيارية بالله سبحانه، حيث ذهب إلى أن صفة الإرادة صفة أزلية قديمة، لا تتجدد لفعل فعل ولا لإنشائه .
وكذلك قال - في غير الإبانة - إن الكلام صفة ذات، وأنكر على من قال إن الله تكلم بالقرآن.
أما انتسابه لمذهب الإمام أحمد فلا يمكن أن ينسب إليه بمجرد الانتساب، مع أن أقواله وأراءه تخالف ما قال به أحمد، فأحمد رحمه لم يقل بنفي اتصاف الله بالأفعال الاختيارية كالنزول والمجيء .
أما قوله بإثبات الاستواء والعلو فهو أيضا مذهب ابن كلاب، وعليه فلا ينقض هذا الاستشهاد قول من قال بأنه تحول عن الاعتزال إلى الكلابية وبقي عليها .
فهذه نبذة عن حياة الرجل الفكرية وهي توضح أهمية البحث والمطالعة، ومناقشة المرء لما عنده مما نشأ عليه، فإن البحث والاستقصاء لا يزيد الحق إلا جلاء وقوة، ولا يزيد الباطل إلا اضمحلالا ونفرة .
الفرق بين متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم :
لعل من الواضح لدى دارسي المذهب الأشعري أن ثمة تباين ظاهر بين ما كان عليه متقدموا الأشاعرة في بعض المسائل، وبين ما استقر عليه الرأي عند المتأخرين منهم في تلك المسائل، وهو ما يؤدي بنا إلى القول بأن الأشاعرة المتأخرين لم يكونوا متبعين تماما لأبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وإنما خالفوه في مسائل من الأهمية بمكان، حتى قال بعضهم :
لو حدث الأشعري عمن له إلى رأيه انتماء لقال أخبرهم بأني مما يقولونه براء
ويمكن التمثيل لهذه المسائل بمثالين :
المثال الأول: القول في الصفات الخبرية كصفة الوجه واليدين والعينين، فقد كان رأي الإمام أبي الحسن رحمه الله في هذه الصفات موافقا لرأي الكلابية الذين يثبتون هذه الصفات لله عز وجل، وقد نص أبو الحسن رحمه الله على إثباتها في الإبانة 51-58 وفي رسالته لأهل الثغر 72-73 ، في حين ذهب متأخروا الأشعرية إلى تأويل تلك الصفات، يقول الإيجي 3/145 في صفة اليد : " الخامسة اليد : قال تعالى : { يد الله فوق أيديهم } { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } فأثبت الشيخ صفتين ثبوتيتين زائدتين وعليه السلف وإليه ميل القاضي في بعض كتبه، وقال الأكثر إنها مجاز عن القدرة فإنه شائع، وخلقته بيدي أي بقدرة كاملة ".
المثال الثاني : صفة العلو والاستواء حيث أثبت الأشعري رحمه الله صفة علو الله واستوائه على عرشه، كما جاء في الإبانة 1/105 : " إن قيل ما تقولون في الإستواء ؟ قيل له : نقول : إن الله عز وجل يستوى على عرشه استواء يليق به .. كما قال : { الرحمن على العرش استوى }( طه : 5 )" وقال في مقالات الإسلاميين 1/290 : " جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. وأن الله سبحانه على عرشه، كما قال : { الرحمن على العرش استوى }( طه : 5 ) " أ.هـ ، بل إنه رحمه الله رد على من أوّل استواءه سبحانه بالقهر ، فقال في الإبانة 1/108 : " وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى قول الله تعالى : { الرحمن على العرش استوى } ( طه : 5 ) أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستو على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة، ولو كان هذا كما ذكروه، كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء " فهذا كان رأي الإمام الأشعري، أما متأخروا الأشاعرة ، فيقول الإيجي في مواقفه 3/150-151 : " الصفة الثالثة : الإستواء لما وصف تعالى بالإستواء في قوله تعالى : { الرحمن على العرش استوى }( طه : 5 ) اختلف الأصحاب فيه، فقال الأكثرون : هو الاستيلاء ويعود الاستواء حينئذ إلى صفة القدرة، قال الشاعر :


قد استوى عمرو على العراق من غير سيف ودم مهراق

أي استولى .. وقيل هو أي الاستواء ههنا القصد فيعود إلى صفة الإرادة نحو قوله تعالى { ثم استوى إلى السماء } أي قصد إليها وهو بعيد " فهذان مثالان يوضحان الفرق بين ما كان عليه الأشعري نفسه، وبين ما استقر عليه الرأي عند متأخري الأشاعرة.
الأفكار والعقائد :
من عقائد الأشاعرة المتأخرين التي عرفوا بها وصار العمدة في المذهب عليها:
1- تقديم العقل على النقل: وهو منهج يقوم على افتراض التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية، ما يستدعي ضرورة تقديم أحدهما، فصاغ الأشاعرة للتعامل مع هذا التعارض الموهوم قانونا قدموا بموجبه العقل، وجعلوه الحكم على أدلة الشرع، بدعوى أن العقل شاهد للشرع بالتصديق، فإذا قدمنا النقل عليه فقد طعنا في صدق وصحة شهادة العقل، مما يعود على عموم الشرع بالنقض والإبطال .
2- نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته: أي نفي ما يتعلق بالله من الصفات الاختيارية التي تقوم بذاته،كالاستواء والنزول والمجيء والكلام والرضا والغضب، فنفوا كلام الله ورضاه وغضبه باعتبارها صفة من صفاته، وادعوا أن نسبة هذه الصفات لله تستلزم القول بأن الله يطرأ عليه التغير والتحول، وذلك من صفات المخلوقات.
3- إثبات سبع صفات لله عز وجل وتأويل أو تفويض غيرها، فالصفات التي يثبتونها هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي، أما غير هذه الصفات فهم يتأولونها كتأولهم صفة الرضا بإرادة العقاب، وصفة الرحمة بإرادة الثواب، واستواء الله على العرش بقهره له واستيلائه عليه، إلى آخر تأويلاتهم لصفات الله.
4- حصرهم الإيمان في التصديق القلبي: فالإنسان – وفق مذهبهم - إذا صدق بقلبه، ولو لم ينطق بالشهادتين عمره، ولم يعمل بجوارحه أيا من الأعمال الصالحة، فهو مؤمن ناج يوم القيامة، يقول الإيجي في المواقف بعد أن ذكر معنى الإيمان في اللغة : " وأما في الشرع .. فهو عندنا وعليه أكثر الأئمة كالقاضي والأستاذ التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة، فتفصيلا فيما علم تفصيلا، وإجمالا فيما علم إجمالا "


من علماء الأشاعرة



يزخر المذهب الأشعري بأئمة أعلام، هم الذي رسخوا المذهب وقووا دعائمه، وقعَّدوا له القواعد، ووضعوا له المقدمات، ونشروا آراءه، ودافعوا عنه ضد خصومه، إلا أن كثيرا منهم - لسعة علمه - تبين له ضعف مسلك أهل الكلام، فرجع في آخر عمره إلى مذهب السلف، وعلم أن مذهبهم هو الأسلم والأعلم والأحكم، ونحن نذكر بحول الله وقوته بعض أشهر علماء الأشاعرة،ونبين رجوع من رجع منهم إلى مذهب السلف، فمن علمائهم:

1. أبو الحسن الطبري، توفي بحدود سنة 380هـ وكان من تلامذة أبي الحسن الأشعري رحمه الله - ذكر الأسنوي عن أبي عبدالله الأسدي أنه قال في كتاب مناقب الشافعي : " كان شيخنا وأستاذنا أبو الحسن بن مهدي - الطبري - حافظا للفقه والكلام والتفاسير والمعاني وأيام العرب، فصيحا مبارزا في النظر ما شوهد في أيامه مثله، مصنفا للكتب في أنواع العلم، صحب أبا الحسن الأشعري في البصرة مدة " ( طبقات الشافعية للأسنوي 2/398) .
2. أبو بكر الباقلاني ت 403هـ ، قال الإمام الذهبي في السير في ترجمته : " وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه " ويعده الباحثون المؤسس الثاني للمذهب الأشعري، فهو الذي قعد له القواعد ، ووضع له المقدمات الكلامية، وقد تتلمذ على تلامذة الأشعري، وفاقهم علما ومعرفة .
3. محمد بن الحسن بن فورك : ت 406هـ، درس المذهب الأشعري على أبي الحسن الباهلي تلميذ أبي الحسن الأشعري ، وكان من كبار أئمة الأشعرية .
4. أبو المعالي إمام الحرمين عبدالملك بن عبدالله الجويني ولد سنة 419هـ وتتلمذ على يدي والده، وكان أحد أعلام الشافعية والأشاعرة، ويعد من المجددين داخل المذهب، وقد انتقد على الأشاعرة مسائل وردها عليهم، وتبحر في علم الكلام حتى بلغ الغاية فيه، إلا أنه رجع عنه أخيرا ، كما حكاه عنه غير واحد منهم أبو الفتح الطبري الفقيه، قال : دخلت على أبي المعالي في مرضه، فقال : اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور " ( سير أعلام النبلاء 18/474) وقد أوصى في كتاب الغياثي - وهو من آخر كتبه - بالتزام مذهب السلف فهو المذهب الحق قبل نبوغ الأهواء وزيغان الآراء ، وذكر من حال السلف في الحرص على الطاعة والاجتهاد في أعمال البر، والابتعاد عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات، ما يُلزم المرء باتباع منهجهم، والسير على طريقتهم.
5. أبو حامد محمد بن محمد العزالي ت 505هـ، قال الإمام الذهبي وكان خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين - البخاري ومسلم - اللذين هما حجة الإسلام ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن " سير أعلام النبلاء 19/323-324
6. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني ت 548هـ وقد رجع عن المذاهب الكلامية إلى دين الفطرة جاء في نهاية الإقدام ص4 قوله : " عليكم بدين العجائز فإنه من أسنى الجوائز "
7. أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين الرازي ويعرف بابن خطيب الري توفي سنة 606هـ جاء في لسان الميزان ( 4/427 ) : " وكان مع تبحره في الأصول يقول : " من التزم دين العجائز فهو الفائز " ، وقال ابن الصلاح أخبرني القطب الطوعاني مرتين أنه سمع فخر الدين الرازي يقول:" يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى، وروى عنه أنه قال: " لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم أجدها تروي غليلا ولا تشفي عليلا ، ورأيت أصح الطرق طريقة القرآن "


وقفة مع المذهب الأشعري

من العجيب أن يعترف الأشاعرة بأن مذهبهم في تأويل جل الصفات مذهب محدث، لم يكن عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ولهم في ذلك المقولة الشهيرة، "مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم" أي إن مذهب التأويل عند المتأخرين أعلم وأحكم مما نسبوه إلى السلف من التفويض الذي يعدونه المذهب الأسلم، بما يوحي بنوع انتقاص للسلف رحمهم الله في علمهم وفهمهم، وهو انتقاص لا يقوله إلا من جهل مقدارهم وموضعهم من العلم والفهم.
إن مناقشة أقوال الأشاعرة وعقائدهم التي خالفوا فيها مذهب السلف، تظهر بما لا يدع مجالا للشك مدى سلامة مذهب السلف من التناقض والاضطراب، واتصافه بالعلم والحكمة والسلامة .
ودعونا نناقش بعض عقائد الأشاعرة لنستبين على وجه التفصيل فضل علم السلف على علم الخلف، وصحة منهجهم على من جاء بعدهم ممن خالفهم، فنقول وبالله التوفيق:
أما تقديم العقل على النقل والقانون الذي صاغة الأشاعرة في ذلك، فنقول إن المسألة مصادرة من أساسها، فأهل السنة يقولون على وجه القطع: إنه لا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح، فالمسألة غير واقعة أساساً.
ثم نرد عليهم بالقول : إن العقل قد شهد بصدق الرسول وصحة نبوته، فالواجب بناء على هذه الشهادة الحقة تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، فإذا أخبر أن الله في السماء وجب تصديق خبره، وكان تقديم العقل على النقل طعن في شهادة العقل، وفي ذلك إبطال لشهادته بصدق الرسول، ونقض للدين.
أما نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته: فهو مبني على ما سبق من نفي التغير والتحول عن الله، وهو أصل فاسد والصحيح إثبات كمال قدرته سبحانه، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، وعلى ذلك دلائل الكتاب والسنة وإجماع السلف، قال تعالى : { كل يوم هو في شأن } وقال تعالى : { لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } .
أما حصرهم صفات الله في سبع صفات هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي، وتأويلهم غيرها، فغاية في الغرابة والتناقض، وإلا فما الذي جعلهم يؤولون صفة الرحمة مثلا ولا يؤلوون صفة السمع، فإن قالوا إن الأولى تدل على رقة القلب وهذا لا يليق بالله ، لأن فيه مشابهة للمخلوقين، قلنا وكذلك السمع فإن في إثباته مشابهة للمخلوقين، فإن قالوا نحن نثبت سمعا يليق به جل وعلا، قلنا فأثبتوا رحمة تليق به كما أثبتم سمعا يليق به.
أما القول بأن الإيمان في الشرع هو التصديق فمخالف للإجماع الصحيح ولأدلة الكتاب والسنة، أما الإجماع فقد قال الإمام الشافعي : " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا : أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر " فكل من الاعتقاد والعمل الصالح والنطق بالشهادتين، ركن من أركان الإيمان لا يصح الإيمان إلا به. والأدلة النقلية على تأييد هذا الإجماع المأخوذ منها أكثر من أن تحصر .

سيف الكلمة
08-21-2008, 04:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ سكود الحق

إذا قال قائل : قد عرفنا بطلان مذهب اهل التأويل في باب الصفات ومن المعلوم ان الاشاعرة من اهل التأويل لأكثر الصفات فكيف يكون مذهبهم باطلا وقد قيل انهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمئة من المسلمين ؟
وكيف يكون باطلا وقدوتهم في ذلك ابو الحسن الاشعري ؟
وكيف يكون باطلا وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله و لأئمة المسلمين وعامتهم ؟

قلنا الجواب عن السؤال الاول اننا لا نسلم ان تكون نسبة الاشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين فإن هذه الدعوى تحتاج الى اثبات عن طريق احصاء دقيق .
ثم لو سلمنا انهم بهذا القدر او اكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لأن العصمة في اجماع المسلمين لا في الاكثر .

ثم نقول إن اجماع المسلمين قديما ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل فإن السلف الصالح من صدر هذه الامة وهم الصحابة الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الاسماء والصفات وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم وأجماعهم حجة ملزمة لأنه مقتضى الكتاب والسنة وقد سبق نقل الاجماع عنهم في ذلك .

والجواب عن السؤال الثاني أن ابا الحسن الاشعري وغيره من ائمة المسلمين لا يدعون لأنفسهم العصمة من الخطأ بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم ونزلوها منزلتها وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة قال الله تعالى : ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) .
ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون اليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه وذلك أن ابا الحسن كان له في العقيدة ثلاث مراحل :

1- مرحلة الاعتزال حيث سلك مذهب المعتزلة أربعين عاما ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم . انظر مجموع الفتاوى لأبن تيمية الجزء 4 صفحة 72

2- مرحلة ما بين الاعتزال والسنة سلك فيها طريق عبدالله بن سعيد بن كلاب والتي قال عنها ابن تيمية الاشعري وامثاله برزخ بين السلف والجهمية اخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء اصولا عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة . انظر فتاوى ابن تيمية الجزء 16 صفحة 471 .

3- مرحلة اعتناق مذهب اهل السنة والجماعة مقتديا بالإمام احمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه ( الإبانة عن أصول الديانة ) وهو آخر كتبه التي ألفها .

قال في مقدمته :
( جاءنا – يعني النبي صلى الله عليه وسلم – بكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد جكع فيه علم الاولين وأكمل به الفرائض والدين فهو صراط الله المستقيم وحبله المتين من تمسك به نجا ومن خالفه ضل وغوى وفي الجهل تردى وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عزوجل ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) إلى ان قال : فأمرهم بطاعة رسوله كما امرهم بطاعته ودعاهم إلى التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما أمرهم بالعمل بكتابه فنبذ كثير ممن غلبت شقوته واستحوذ عليهم الشيطان سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وعدلوا إلى أسلاف لهم قلدوهم بدينهم ودانوا بدياناتهم وأبطلوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضوها وأنكروها وجحدوها افتراء منهم على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ) .

ثم ذكر ابو الحسن الاشعري رحمه الله اصولا من اصول المبتدعة وأشار الى بطلانها ثم قال :

فإن قال قائل : قد أنكرتم قول المعتزلة والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون . قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التسمك بكتاب الله وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به ابو عبدالله احمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل ثم أثنى عليه بما أظهر الله على يديه من الحق وذكر ثبوت الصفات ومسائل في القدر والشفاعة وبعض السمعيات وقرر ذلك بالأدلة النقلية والعقلية .

والمتأخرين الذين ينتسبون اليه أخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات ولم يثبتوا الا الصفات السبع المذكورة في هذا البيت :

حي عليم قدير والكلام له .......... إرادة وكذاك السمع والبصر

على خلاف بينهم وبين اهل السنة في كيفية اثباتها .

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى الجزء 6 صفحة 359 :

ومرادهم الاشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية وأما من قال منهم بكتاب ( الإبانة ) الذي صنفه الاشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من اهل السنة وقال قبل ذلك في صفحة 310 واما الاشعرية فعكس هؤلاء وقولهم يستلزم التعطيل وأنه لا داخل العالم ولا خارجه وكلامه معنى واحد ومعنى آية الكرسي وآية الدين والتوراة والإنجيل واحد وهذا معلوم الفساد بالضرورة .

الاخ سكود الحق هذه بعض المقتطفات وإذا اردت المزيد سأزيدك . اما قولك الوهابية فرقة ضالة ، فإن الوهابية ليست فرقة ابدا وإنما هي دعوة لشيخ سار على كتاب الله وسنة نبيه واتحداك ان تثبت ضلالها .

منقووووول بدون قص ولصق

سكود الحق
08-21-2008, 08:38 PM
رحبا
اخ سيف
قلت:

قلنا الجواب عن السؤال الاول اننا لا نسلم ان تكون نسبة الاشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين فإن هذه الدعوى تحتاج الى اثبات عن طريق احصاء دقيق .
ثم لو سلمنا انهم بهذا القدر او اكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ لأن العصمة في اجماع المسلمين لا في الاكثر .[/FONT]]

الرد
اكثر علماء اهل السنة من القرن الثالث لليوم هم اشاعرة و ماتريدية
بل ان ابن القيم يجزم انهم اكثر المنتسبين لاهل السنة و عامة المسلمين منهم
ثم
قد ارشدنا الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم الى التمسك بما عليه السواد الاعظم , اي الاكثرية من المسلمين
قال صلى الله عليه و سلم:: لا تجتمع امتي على ضلالة"

وعن أنس (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=9)مرفوعا { لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة . فإن رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم , الحق وأهله (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} رواه ابن ماجه (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=13478), وابن أبي عاصم (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12510)
وعن أبي ذر مرفوعا { عليكم بالجماعة . إن الله تعالى لا يجمع أمتي إلا على هدى (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} رواه أحمد (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12251). وعن أبي ذر مرفوعا { من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} رواه أحمد (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12251)وأبو داود (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=11998), ولهما عن معاوية (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=33)مرفوعا { ألا إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين يعني : فرقة ثنتان وسبعون في النار . وواحدة في الجنة , وهي الجماعة (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} وعن ابن عمر (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12)مرفوعا { إن الله لا يجمع أمتي - أو قال أمة محمد - على ضلالة , ويد الله على الجماعة . ومن شذ [ ص: 228 ] شذ في النار (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} رواه الترمذي . وعن ثوبان (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=99)مرفوعا { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم , حتى يأتي أمر الله وهم كذلك (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} وفي حديث جابر (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=36){ إلى يوم القيامة } وفي حديث جابر بن سمرة (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=98){ حتى تقوم الساعة (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} رواه مسلم (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=17080).

وعن ابن عمر (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12)مرفوعا { عليكم بالجماعة , وإياكم والفرقة . فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد . من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة (http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?bk_no=32&ID=74&idfrom=168&idto=215&bookid=32&start=1#)} رواه الشافعي (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=13790)وأحمد (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=12251)وعبد بن حميد (http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=16298)والترمذي

و معلوم لكل ذي عقل , و لكل ذي لب , ان اهل السنة الاشاعرة , و الى اليو هو الاكثرية في العالم الاسلامي و ذلك بشهادة علماء الوهابية كابن باز و ابن جبرين , فيعلم انهم على الحق و ان من خالفهم و خالف عقيدتهم فهو الضال و ذلك بنص الحديث الشريف.

ثم قلت:"

ثم نقول إن اجماع المسلمين قديما ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل فإن السلف الصالح من صدر هذه الامة وهم الصحابة الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الاسماء والصفات وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم وأجماعهم حجة ملزمة لأنه مقتضى الكتاب والسنة وقد سبق نقل الاجماع عنهم في ذلك .


و اهل التأويل من الاشاعرة يا عزيزي هم اهل الحق , كما ان اهل التفويض اهل الحق, و كلا المذهبين من عقيدة الاشاعرة , فمن شاء فليأخذ بالتأويل و من اراد فاليأخذ بالتفويض و كلاهما جائز .
و اعلم ان هذان المذهبان هما مذهبا السلف الحقيقيين , و الاشاعرة هم السلفيون الحقيقيون اتباع الصحابة و السلف الصالح ,
و اما الوهابية , فانهم لا يتبعون التفويض, بل هم يتبعون مذهب التجسيم و التشبيه لذات الله و ووصف الله بالكيفية و المشابهة للخلق, و شتان شتان بين مذهب اهل السنة و السلف الصالح و ما بين مذهبهم.

قلت:

ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون اليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه وذلك أن ابا الحسن كان له في العقيدة ثلاث مراحل :

1- مرحلة الاعتزال حيث سلك مذهب المعتزلة أربعين عاما ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم . انظر مجموع الفتاوى لأبن تيمية الجزء 4 صفحة 72

2- مرحلة ما بين الاعتزال والسنة سلك فيها طريق عبدالله بن سعيد بن كلاب والتي قال عنها ابن تيمية الاشعري وامثاله برزخ بين السلف والجهمية اخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء اصولا عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة . انظر فتاوى ابن تيمية الجزء 16 صفحة 471 .

3- مرحلة اعتناق مذهب اهل السنة والجماعة مقتديا بالإمام احمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه ( الإبانة عن أصول الديانة ) وهو آخر كتبه التي ألفها .



الدعوى بلا دليل دعاوى فارغة, فالاشاعرة اليوم هم على ما عليه سيدنا ابي الحسن الاشعري في كل ما كان عليه ثم, نعم سيدنا ابي الحسن كان على مذهب الاعتزال فتركه و انتقل الى مذهب اهل السنة , و هذا دليل على رجاحة عقله و علمه و انه لا تأخذه في الله لومة لائم ,
اما الاضحوكة الكبيرة التي يروجها الوهابية , هي ترك سيدنا ابي الحسن مذهبه الى مذهب التشبيه , فدعوى ساقطة تضحك الثكلى , و ان شئت افراد موضوع لهذا البحث , لاريتك الدليل القاطع و البرهان الساطع على كذب ما توردونه , و على بهتان ما تدعونه.
هو سيدنا الامام الاشعري اخذ اخر حياته بمذهب التفويض , احد قولي اهل السنة , هذا جل ما في الامر , و هذا ليس قادحا بمذهب التأويل كما تعتقدون , فالتأويل و التفويض في الاساس مذهب الاشاعرة.

قلت:
قال في مقدمته :
( جاءنا – يعني النبي صلى الله عليه وسلم – بكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد جكع فيه علم الاولين وأكمل به الفرائض والدين فهو صراط الله المستقيم وحبله المتين من تمسك به نجا ومن خالفه ضل وغوى وفي الجهل تردى وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عزوجل ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) إلى ان قال : فأمرهم بطاعة رسوله كما امرهم بطاعته ودعاهم إلى التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما أمرهم بالعمل بكتابه فنبذ كثير ممن غلبت شقوته واستحوذ عليهم الشيطان سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وعدلوا إلى أسلاف لهم قلدوهم بدينهم ودانوا بدياناتهم وأبطلوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضوها وأنكروها وجحدوها افتراء منهم على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ) .

ثم ذكر ابو الحسن الاشعري رحمه الله اصولا من اصول المبتدعة وأشار الى بطلانها ثم قال :

فإن قال قائل : قد أنكرتم قول المعتزلة والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون . قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التسمك بكتاب الله وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به ابو عبدالله احمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل ثم أثنى عليه بما أظهر الله على يديه من الحق وذكر ثبوت الصفات ومسائل في القدر والشفاعة وبعض السمعيات وقرر ذلك بالأدلة النقلية والعقلية

و كل كلام تنقله عن كتابه الابانة فيه نظر , لان الدس قد وقع في الكتاب , فالنسخة الموجودة للكتاب في الهند لا تشابه تلك الموجودة في مصر , عدا احتواء النسختين على تجسيم واضح و كفريات عديدة .
و قد كفاك و كفانا الامام ابن عساكر مؤنة الامر, و قد حقق النسخة الاصلية للكتاب فوجدهلا يحيد قيد انملة عما كان عليه سيدنا ابي الحسن حال حياته , و قول امام المسلمين ابن عساكر يكفينا عن تخرصات اهل التجسيم و كلام المبتدعة في الامر, لقرب عهده بالامام , ولامانته العلمية و نزاهته التي شهد له المسلمون عليها , زد على ذلك الخيانة العلمية التي يتبعها اغلب من ينتسب اليوم الى الوهابية تحت اسم السلف , و ما الالباني و زهير الشاويش عنا ببعيد , و تحريفهما في الكتب و الاحاديث لمخالفتهما عقيدتهما لا تخفى على ذي لب.

قلت:"

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى الجزء 6 صفحة 359 :

ومرادهم الاشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية وأما من قال منهم بكتاب ( الإبانة ) الذي صنفه الاشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من اهل السنة وقال قبل ذلك في صفحة 310 واما الاشعرية فعكس هؤلاء وقولهم يستلزم التعطيل وأنه لا داخل العالم ولا خارجه وكلامه معنى واحد ومعنى آية الكرسي وآية الدين والتوراة والإنجيل واحد وهذا معلوم الفساد بالضرورة .


و هل اصبح قول هذا المبتدع برهانا على الاشاعرة؟

قلت:
الاخ سكود الحق هذه بعض المقتطفات وإذا اردت المزيد سأزيدك . اما قولك الوهابية فرقة ضالة ، فإن الوهابية ليست فرقة ابدا وإنما هي دعوة لشيخ سار على كتاب الله وسنة نبيه واتحداك ان تثبت ضلالها .


اخ سيف , الوهابية فرقة , او قل طابور انكليزي انشئته الادارة الانكليزية لضرب المسلمين و دولة الخلافة في وقتها , و عقيدة الوهابية عقيدة بدعية و كفرية , حيث انهم يشبهون الله بخلقه و يكفرون المسلمين بغير وجه حق.
فاحذر منهم , و كن على بينة من امرك
والسلام

مكتوووووووووب باليد :)

معتز بدينه
08-22-2008, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


لا تغضب اخي سكود بارك الله فيك, فهؤلاء لا يعرفون غير القص واللصق , هكذا بدون تدقيق ولا تحقيق.

والناظر الى ما نقله الاخ سيف يدرك ان لكاتبه حنقا على اهل السنة الاشاعرة وبغضا لهم وتوصيفا لهم بانهم اهل الباطل.
فانظر الى ما نقله هنا:
<FONT face="Times New Roman">

الأشاعرة فرقة إسلامية تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وتنتهج أسلوب أهل الكلام في تقرير العقائد والرد على المخالفين .


فهذا الكلام عند النظر فيه لاول مرة قد لا يلاحظ فيه المرء شيئا فيه ذم للاشعرية. ولكن عندما ندقق في العبارات وبعد ان نتأكد من مذهب الكاتب نتبين انه ما اراد الا الذم وهو بالحقيقة لا ينادي بالحمق الا على نفسه.
انظر الى قوله (تنتسب) وهي عبارة تستعمل عادة اذا ما كان المرء جازما بكونها تعود حقا الى المؤسس, فهو يريد ان يقول اننا لا نجزم بان هذا هو قول ومذهب الاشعري بل هذه الاقوال كلها تنسب اليه . وهذا ما يريده الكاتب بدليل ما سيجيء بعد ذلك.
وهذه دعوى فارغة وسوف نبين سقوطها من كتاب الابانة نفسه.

ثم انظروا الى قوله (تنتهج أسلوب أهل الكلام) وكأن علم الكلام الذي فيه الدفاع عن الاسلام والشريعة وتقرير العقائد الحقة والذي يستقي من علوم القرآن والسنة اقول كأن الكاتب يريد ان يفهمنا ان هذا العلم العظيم الذي هو اشرف العلوم هو علم فاسد , وهو قول من لم يفهم اهمية هذا العلم او قل لانه لم يفهم منه شيئا. فان العلماء ما زالوا يتفاخرون بجمعهم علوم النقل والعقل الى يومنا هذا , بخلاف من لم يشم من الجهال رائحة هذا العلم فيسقطون في الغالب عند اول مناظرة مع الملاحدة او ما شابههم.

قال:
ويعتمد أصحاب القول الأول - القائلين بتحوله إلى الكلابية ومنها إلى مذهب السلف - على ما كتبه الأشعري في الإبانة، ويقولون إنها من آخر كتبه، وفيها نصَّ على أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .



الكلابية اخي مذهب من مذاهب اهل السنة والجماعة.وينسب الى عبدالله بن سعيد بن كلاّب رحمه الله الذي دافع عن السنة واهلها

معتز بدينه
08-22-2008, 01:56 PM
<FONT face="Times New Roman">
<FONT face=Arial>قال التاج السبكي في طبقاته


( وابن كلاّب على كل حال من أهل السنة . . . . ورأيت الإمام ضياء الدين الخطيب والد الإمام فخر الدين الرازي قد ذكر عبدالله بن سعيد في آخر كتابه "غاية المرام في علم الكلام " فقال : ومن متكلمي أهل السنة في أيام المأمون عبدالله بن سعيد التميمي الذي دمّر المعتزلة في مجلس المأمون وفضحهم ببيانه )

فهذا الامام كان من الاوائل الذين تصدوا للمعتزلة بالحجج العقلية وفضحهم, فنسبة الامام ابي الحسن اليه اذا ليس فيها مذمة وخاصة ان الرجل كان من اهل السنة والسلف , ثم ان ايا من المؤلفين الذي قالوا برجوع الامام الى مذهب السلف انما عنوا مذهب الكلابية فانه من مذاهب السلف لا كما يزعم البعض ان مذهب الكلابية مناقض لمذهب السلف!!
نقل الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى عن الإمام ابن القابسي رحمه الله تعالى وهو من كبار أئمة المالكية في المغرب قوله ( تبيين كذب المفتري ص/123 , 405 ) :<FONT face="Times New Roman"><FONT face=Arial><SPAN lang=AR-KW style="FONT-SIZE: 16pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-language: AR-KW"><FONT face=Arial>

( قرأت بخطِّ على بن بقاء الورّاق المحدث المصري رسالة كتب بها أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي , وكان مقدَّم أصحاب مالك رحمه الله بالمغرب في زمانه , إلى علي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي جواباً عن رسالة كتب بها إلى المالكيين من أهل القيروان يظهر نصيحتهم بما يدخلهم به في أقاويل أهل الاعتزال , فذكر الرسالة بطولها في جزءٍ وهي معروفة , فمن جملة جواب ابن أبي زيد له أن قال : ونسبتَ ابن كلاّب إلى البدعة , ثم لم تحكِ عنه قولاً يعرف أنه بدعة فيوسم بهذا الاسم , وما علمنا من نسب إلى ابن كلاّب البدعة , والذي بلغنا أنه يتقلّد السنة ويتولّى الردَّ على الجهمية وغيرهم من أهل البدع يعني عبدالله بن سعيد بن كلاّب ) اهـ .

<SPAN lang=AR-KW style="FONT-SIZE: 16pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-language: AR-KW"><FONT size=6>

معتز بدينه
08-22-2008, 02:13 PM
الموضوع لا ينقل جيدا ارجو المساعدة من المشرفين