تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما في أمل "3"



fakher
08-19-2008, 11:04 AM
الأهداف الحقيقية, لاتفاقية الشيعة مع السلفية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ...

غصت بالأمس شاشات التلفزة المحلية والعربية والعالمية أيضاً بمشهد نادراً ما تراه, والحق يقال أنه لم يسبقه مثله, وأعتقد إن لم أكن أجزم أنه لن يلحق هذا المشهد مشهداً مماثلا في العصور القادمة,

هو ليس كسوفاً أو خسوفاً بل هو لقاء بين سلفيين وهم المصنفون عالمياً بالـ"أصوليين - متطرفين - متشددين - إرهابيين ألخ ..." وحزب الله الذي يعتبر من الأحزاب الأصولية المتشددة لدى الشيعة الاثنا عشرية.

فإذا كان حزب الله معروفاً لدى القارئ ولدى الإعلام بتركيبته التنظيمية وبمؤسساته المتنوعة وبمرجعيته الفقهية فإن من الصعب معرفة المرجعية العلمية أو المادية لدى أي طرف يدعي السلفية سواء في لبنان أو خارجه, فالسلفية في الأساس قائمة على الاقتداء بما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونبذ العصبية للمذهب (الحنفي - المالكي - الشافعي - الحنبلي) والتمسك بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة.

وبالتالي فإن مدعي السلفية في هذا الزمان كثر, وكل طرف لا يعترف للآخر بسلفيته التي يطبقها حسب منظوره (.....), حتى لو تطابقت المدارس والمراجع, فالسلفية على حد قول مدعيها هي أن لا تتقيد بمرجع أو بكلام عالم أو بفتوى مفتٍ ...

وفي العودة الى ما شاهدناه بالأمس فإن المعلومات الأولية السابقة والحالية تقول بأن للسلفية رؤوس متعددة هذا إذا لم يكن كل سلفي بحد ذاته يشكل مرجعاً لنفسه, ولكن ما هو معلوم أن أموراً كثيرة باتت تجمع السلفيين أو من يسمون أنفسهم بالسلفيين لعل أهمها الأزمات والمال وأخيراً السياسة.

أما الأزمات فهي الجامع لأصحاب العقل والنوايا الصادقة, وهذا ما يندر ليس فقط عند السلفيين بل عند الآخرين من الجماعات والحركات الإسلامية, ودائماً نقول سواء في لبنان أو خارجه, لأن لبنان ما هو الا صورة مصغرة وجامعة لحال الأمة الإسلامية ...

بقي الحديث عن المال والسياسة وما يشكلان عند السلفيين, لا شك أنهما عنصرا إغراء وإغواء خصوصاً إذا كان المال مصدره سفارة دولة خليجية ترافقه مظلة رضى أمريكية, ومن رضيت عليه أمريكا هذه الأيام فتحت له أبواب جنة الدنيا وغلقت عليه أبواب الإرهاب (التهمة التي تلاحق السلفيين أينما حلوا).

في لبنان أنواع كثيرة من السلفية, منها ما هو حديث متكيف ومتغير متقلب مع تقلبات أسعار النفط العالمية ومنها ما هو ثابت مهمش يُستغل عند أي موسم أو قطاف ...

أترك لك عزيزي القارئ محاولة معرفة نوع السلفية التي ظهرت على وسائل الإعلام بالأمس, هم أنفسهم من غازل قبل سنتين "العماد ميشال عون" وطلب منه الترشح عن مقعد طرابلس لدعمه, ثم عادوا في اليوم التالي ليتراجعوا عن الدعوة ويدينوا بالطاعة والولاء للشيخ سعد الحريري بعد أن وصلتهم الرسالة الغير مشفرة من السفارة الخليجية ...

وهم أنفسهم من ملأ الساحة السنية في طرابلس والبقاع بمنشورات ومطبوعات ضد حزب الله والشيعة وتذكر بتاريخ ابن العلقمي والصفويين وتشير الى ما يجري في العراق وما يفعله الشيعة "الروافض" بإخواننا من أهل السنة والجماعة ...

وهم من علت أصواتهم على المنابر تحذيراً من مخطط الشيعة وخطر حزب الله على السلم الأهلي وعلى أهل السنة في لبنان, وهم من كان يصدر البيانات تلو البيانات تأييداً للنهج السياسي الذي يمثله الشيخ سعد الحريري وللمرجعية الدينية المتمثلة بسماحة مفتي الجمهورية ...

نعم, هم أنفسهم ...
لكن ما الجديد؟! وما الذي استجد؟!

إن هؤلاء السلفيين بدكاكينهم وبأموالهم المغدوقة وغطائهم السياسي والأمني, يشكلون جزءاً من الحالة السلفية في لبنان, لكنهم لا يمثلونها كلها, بل إن أحدا لا يستطيع أن يدعي تمثيله للسلفية, وحتى أن الجزء الذي يمثله هؤلاء لا يتجاوز الـ20% من الحالة السلفية في لبنان, وهم كما أي تجمع إسلامي يعانون من عقدة التجمعات الإسلامية الأخرى سيما تلك التي يتشاركون معها في "الاسم" (السلفية), لذلك فإن الشيخ داعي الإسلام الشهال قد شكل حالة من الأرق لدى هؤلاء ولدى غيرهم بعدما ارتفعت أسهم الشيخ داعي إثر أحداث طرابلس والمواجهة التي حصلت مع جبل محسن, وتصدر الشيخ الشهال رغم الضغوطات لملف الموقوفين في سجن رومية ...

يمثل الشيخ داعي الإسلام الشهال الحالة المنافسة لأي طرف سلفي في لبنان, وليس من السهولة تجاوزه, فهو ابن عائلة كانت أول من حمل لواء الدعوة السلفية في لبنان, بالإضافة الى أن الشيخ داعي كانت له سابقة نقل الدعوة السلفية من المساجد الى المؤسسات والعمل التنظيمي عبر الجمعيات والمعاهد الشرعية التي انتشرت في معظم المحافظات اللبنانية, يضاف الى ذلك هو أن الشيخ داعي الإسلام الشهال محسوب على مدرسة السلفية العلمية وهي ذات المدرسة التي ينتمي لها سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر ومحمد سرور وغيرهم ممن يختلفون منهجاً وفكراً مع ما يعرف بالمداخلة (أتباع ربيع المدخلي الذي يعتبر حكام العرب والمسلمين ولاة أمر ولا يجوز الخروج عليهم حتى وإن حكموا بغير شريعة الله)

اذا هو صراع سلفية السلطة مع السلفية العلمية يتجلى بوضوح أمام عدسات الكاميرا اللبنانية,
ما جرى بالأمس كان الهدف منه إرسال رسالة داخلية الى ولي أمر المسلمين السنة في لبنان (الشيخ سعد الدين الحريري) مفادها أننا نحن الممثلون الحقيقيون للسلفية في لبنان وليس الشيخ داعي الإسلام الشهال الذي يحظى بتأييدك ودعمك, فقط لمواجهته للشيعة وحلفائهم, وباستطاعتنا قلب الطاولة واحداث خرق في الساحة ...

رسالة أخرى خارجية الى أرباب رزقهم في الخارج الذين تمعرت وجوههم واسودت قلوبهم حسداً وغيظاً كلما صعد نجم داعي الإسلام الشهال إعلامياً وكلما عرف به مقدم أخبار الجزيرة أو العربية على أنه "مؤسس التيار السلفي في لبنان", وكأن حالهم يقول: أين ذهبت ملايين الدولارات التي أنفقناها على بناء المدارس ووهبها للحكومة اللبنانية؟!!!!

------------

مقاوم
08-19-2008, 01:39 PM
مقال متوازن ومنصف ....
جزاك الله خيرا

من هناك
08-19-2008, 02:46 PM
من الكاتب؟

فـاروق
08-19-2008, 02:51 PM
هل نعتبر المقال تأييدا للشيخ داعي ومباركة لمواقفه؟

طارق-بن-زياد
08-19-2008, 02:58 PM
الله يسترنا في الأيام المقبلة....
عجب عجاب
مصيبة تلو مصيبة
.....تنهق هنا وهناك والكل يسمع بتمعّن (عون وأمثاله)


حسبنا الله ونعم الوكيل

منير الليل
08-19-2008, 05:54 PM
من؟ ماذا؟ لماذا؟ أين؟ متى؟ كيف؟

سكود الحق
08-19-2008, 06:58 PM
الوهابيون يباعون ويشترون
وقانا الله شرهم

fakher
08-20-2008, 07:05 AM
من منكم لم يعجبه الكاتب؟!!!

ليس تأييداً للشيخ ولا لمواقفه, وإنما كشفاً للخسة والدناءة التي وصل اليها بعض الأطراف الإسلامية "للأسف"

من طرابلس
08-20-2008, 11:29 AM
الله يبارك فيك اخ فخر

من طرابلس
08-20-2008, 11:30 AM
المقال باختصار لتلميع صورة داعي الشهال وهو ليس بافضل منهم،كلهم أضرب من بعض

fakher
08-20-2008, 11:50 AM
التاريخ يسجل المواقف ...

أما التنطع والنفاق والانبطاح فيرمى الى المزابل ...

فـاروق
08-20-2008, 12:11 PM
فخر...

عم تاخد حبوب هالايام؟

التالاريخ يسجل ايضا ان خرفانا تسمن لكي تذبح لاحقا !!

fakher
08-20-2008, 01:32 PM
الخرفان خلقت للذبح ...

fakher
08-21-2008, 07:45 AM
ما الذي يقلق الرياض من تفاهم حزب اللّه والسلفيّين

إبراهيم الأمين

التفاهم الذي وقّعه حزب الله مع مجموعات من التيار السلفي في لبنان، ليس بالحجم الذي يفترض إثارة قلق الجهات الراغبة في تعزيز الوحدة الوطنية على ما «تفلقنا» به ليل نهار أدبيات 14 آذار، لأنه في أضعف الأحوال تفاهم يفتح باب الحوار بين مجموعات عقائدية تعاني أزمة ثقة وأزمة تواصل منذ تنوّع الحركات السياسية والجهادية والحركية والفكرية الإسلامية قبل نحو ثلاثة عقود. ثم إن هذا التفاهم في حالة بلد مثل لبنان، يمكنه أن يخفف من حالة التشنّج والتوتّر السائدة بفعل التجاذبات السياسية الكبيرة. وهذا ما يساعد أيضاً على تهدئة النفوس وعلى استعادة الاستقرار الذي يفيد في معركة بناء الدولة، على ما يقول لنا نواب وقيادات فريق الأكثرية النيابية. كذلك فإن تقارباً بين حزب كحزب الله ومجموعات سلفية متهمة بالانقطاع عن الآخرين في بقية لبنان، من شأنه توسيع دائرة التواصل بين فئات لبنانية كثيرة، وخصوصاً أن لحزب الله نفوذه الكبير وعلاقاته القوية مع جهات من طوائف ومذاهب أخرى ومع قوى سياسية وفكرية أيضاً. وهذا بحد ذاته يساعد على حماية العيش المشترك الذي تعدّه قوى 14 آذار هاجساً أساسياً وهدفاً كبيراً. بالإضافة إلى أن تفاهماً من هذا النوع، يحقق انفتاحاً بين المناطق المقفلة بعضها على بعض وعلى أهلها، بما يعيد الاعتبار إلى دورة التواصل الاجتماعي، وبالتالي الاقتصادي، ما يعزز «مؤشرات النمو» على ما يريد رئيس حكومتنا فؤاد السنيورة في بيانه الوزاري.

أكثر من ذلك، لنفترض أن حزب الله صاحب غرض من وراء هذا التفاهم، فهل ممنوع عليه أن يقوم بما تقوم به قوى 14 آذار التي تسعى إلى خطب ودّ هذا التيار وتسأل عن أصواته يوم الانتخابات، وتريد التواصل مع مشايخه ومفاتيحه الانتخابية؟ ثم إن سمير جعجع خرج يوم غزوة الأشرفية ليدعو أبناء الكنيسة إلى عدم الاصطدام بالمتطرفين من التيار السلفي الذين يقومون بأعمال عنف وتكفير لا للمسيحيين فقط، بل لبقية المسلمين أيضاً.. كما أن تيار المستقبل يقول إنه يعيش في الوعاء الأيديولوجي نفسه الذي يعيش السلفيون فيه.. فما الذي يضر هؤلاء إن قلّدهم حزب الله وأراد أن ينفتح على أولئك، أم أن ما هو مسموح لفريق 14 آذار لا يسمح به للآخرين؟

الواضح أن لا هذا ولا ذاك من الأسباب ما يهم قوى 14 آذار. وحتى إشعار آخر، فإن وليد جنبلاط سيكون الوحيد من قيادات هذا الفريق غير مهتم بما يحصل، باعتبار أنه يعرف السر في كل هذه اللعبة، وأنه حبكها مع «المعلم» الكبير في الرياض، حيث يبدو أن تفاهم أوّل من أمس دقّ جرس الإنذار في السعودية وسمعت الأصداء في طرابلس وبقية لبنان، ويتصرف السعوديون على أساس أن الأمر هو عبارة عن ضرب في المكان الصعب، حيث كان أمراء الأمن والمال في المملكة يعتقدون أنه في الأوساط التي يبرز فيها السلفيون، توجد الأوراق القوية التي يمكن اللجوء إليها وقت «الحشرة»، فكيف الحال والمصيبة وقعت بعد أحداث أيار الشهيرة، وانهارت البنية الحاملة لتيار المستقبل، وبات عاجزاً عن المبادرة؟

كان السعوديون يعملون منذ مدة على مراجعة من نوع خاص لما جرى مع حلفائهم في لبنان، ومن دون الصراخ بسبب الخسائر غير المتوقعة في أقصر مدة زمنية، فإنهم بادروا إلى إدخال تعديلات على الاستراتيجية السابقة التي كانت تقول بالعمل على توحيد السنّة خلف النائب سعد الحريري. وبعدما أجبروه على الابتعاد قليلاً وتثبيت الرئيس السنيورة في رئاسة الحكومة، باشروا بفتح قنوات التواصل مع قيادات سنّية محسوبة على المعارضة أو يخشى أن تقع في حضن المعارضة، وتدخّلوا بقوة لتوزير النائب السابق تمام سلام، كما أعربوا عن رغبتهم في توزير الزميل نهاد المشنوق، ثم أرسلوا من يتحدث إلى الرئيس عمر كرامي وآخر ليتحدث مع الوزير السابق عبد الرحيم مراد، ووسّعوا قنوات التواصل مع جمعيات دينية ومؤسسات تنموية وخدماتية قريبة من الأوساط الإسلامية التي ظلّت طوال الوقت تقف على مسافة من 14 آذار، ثم بادروا إلى عرض خدماتهم على آخرين، وناقشوا رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية فتحي يكن في الأوضاع العامة، وأكدوا للجماعة الإسلامية أنهم مهتمون بأن يكون لها ثلاثة مرشحين على الأقل في اللوائح التي سوف يدعمها تيار «المستقبل». وإلى جانب هذه الاتصالات، صرفت الأموال ولا تزال في أكثر من مكان، ويجري العمل بقوة على استعادة كل العلاقات التي كانت مقطوعة مع قيادات أو فاعليات سنّية، وخصوصاً في الشمال، بغية العمل على معادلة جديدة تقول بـ«توحّد أهل السنّة في مواجهة المد الفارسي». وعند الشرح، يظهر أن الهدف هو فقط: مواجهة سوريا وحزب الله!.

ووسط الحديث عن تلقّي الموقّعين على وثيقة التفاهم مع حزب الله تهديدات بالقتل إن هم لم يتراجعوا عن خطوتهم، يصبح مفيداً التوجه بسؤال إلى محبّي الحياة عن هذا المنحى التكفيري الذي سيؤدي إلى تمزّق الفريق نفسه قبل أن يصيب بقية البلاد بما هو أسوأ. لكن الأكيد أنه برغم كل التعبئة المذهبية القائمة، فإن هذا الموقف له جذوره السياسية البحتة، وإلّا فكيف يمكن رفض التفاهم مع حزب الله ويمكن قبول التفاهم مع مسيحيي «القوات اللبنانية» ودروز وليد جنبلاط!.

fakher
08-22-2008, 07:17 AM
ألقى مجهول قنبلة يدوية، في العاشرة والنصف من مساء أول من أمس، على شارع سوريا في طرابلس، بالقرب من مستشفى نشابة. كذلك ألقيت قنبلة يدوية أخرى، فجر أمس، على حي البقّار، رافقتها رشقات نارية خفيفة لم يعرف مصدرها.

------------

"ما في أمل"

fakher
08-22-2008, 12:39 PM
وثيقة التفاهم مع حزب الله: رابحون وخاسرون... واستنتاجات عن وقائع للمستقبل


سلفيون يبحثون عن »تصحيح الصورة« ... وقعوا في »كمين التخوين«


http://www.assafir.com/Photos/Photos22-08-2008/22213-1.JPG قادة السلفية خلال اجتماع في طرابلسhttp://www.assafir.com/Photos/Photos22-08-2008/22213-2.JPGالزعيمان البارزان في التيار داعي الإسلام وحسن الشهال

خضر طالب http://www.assafir.com/Images/btn_Send.gif

(javascript://)

لا يمتلك أحد مقياساً لتحديد »نسبة السلفية في الدم«... كما ان أحداً لا يمتلك »عدّاداً« يستطيع تحديد عدد المنتسبين إلى هذه المجموعة السلفية أو تلك، أو مدى حضور وتأثير ودور هذا الشيخ السلفي أو ذاك.
السبب ببساطة شديدة، أن السلفية ليست حزباً، كما أنها ليست حكراً على هذا التنظيم السلفي أو ذاك المعهد... أو في ذلك المسجد. كما ان الانتماء إلى السلفية لا يحتاج إلى بطاقة انتساب يصادق عليها هذا »الأمير« أو ذاك »القائد«...
لذلك كله، يبدو النقاش حول حجم التمثيل للقوى السلفية التي شاركت في التوقيع على وثيقة التفاهم مع حزب الله، أو للقوى التي امتنعت عن المشاركة، رفضاً أو عدم اقتناع أو التزاماً بقرار سياسي أو بحثاً عن موقع ودور... هو نقاش عقيم.
كما أن النقاش حول قدرة الغائبين على تعطيل مفاعيل هذا التفاهم وقدرة المشاركين على تسويقه، هو نقاش بات من الماضي باعتبار أن الوثيقة قد أصبحت مجمّدة شكلاً، وبالتوافق، بعد أن تقدمت الخشية من فتنة سلفية ـ سلفية على الخشية من فتنة سنية ـ شيعية... واستباقاً لاحتمال لجوء بعض الرافضين إلى وصف السلفيين الموقعين بـ»الخوارج« أو بـ»السلفيين الروافض«... وعندها كان سيُدفع الخلاف إلى زوايا العتمة بحثاً عن تسوية للصراع الممنوع من بلوغ مرحلة الصدام.
لكن، في مطلق الأحوال، فتح ذلك الأعين على منافسة بين المجموعات السلفية المنتشرة في طرابلس حول مرجعية قرارها ومدى قدرتها على التأثير، وربما يتخذ شكل صراع البقاء أو الإلغاء.

سباق من خمس محطات
في مطلق الأحوال أيضاً، قد يكون من المبكر الآن التكهّن بمسار المواجهة الآتية إلى الشارع السلفي وشكلها وأطرافها. إلا أن ما يمكن التوقف عنده من مقومات هذا السباق الذي خرج إلى العلن لأول مرة، يتمحور حول خمس نقاط رئيسة:
١ ـ إن الأطراف التي وقّعت على وثيقة التفاهم تنتمي إلى ما يمكن وصفه بـ»السلفية التربوية«، التي أنشأت معاهد تعليمية إسلامية يتخرّج منها مشايخ يحملون الفكر السلفي.
٢ ـ إن القوى التي وقّعت على الوثيقة لها مظلتها التي تؤمن لها الغطاء السياسي المطلوب محلياً وعربياً ـ خليجياً.
٣ ـ إن القوى المشاركة في التوقيع على الوثيقة لا تستطيع اختصار أو ادعاء تمثيل كل الحالة السلفية.
٤ ـ إن القوى المعترضة لا تستطيع »حجب الثقة« عن القوى الموقّعة.
٥ ـ إن المجموعات السلفية والمشايخ السلفيين الذين بقوا خارج السجال العلني حول الوثيقة، موافقة أو رفضاً، هم الشريحة الأكبر من الحالة السلفية، وهي تخضع لامتحان قدرتها على ترميم »الحالة السلفية« في ظلّ السباق المحموم عليها لاستقطابها إلى أحد الموقفين.
وإذا كان الموقعون على الوثيقة هم في مجملهم من المنتمين إلى »السلفية التربوية«، فإن المعترضين عليها يصنفون في خانة »السلفية الجهادية«، في حين أن غالبية المجموعات التي لم تعلن موقفاً إلى الآن هم من »السلفية الدعوية«...

من هم السلفيون؟
قبل نحو سبعمئة سنة جهّز تقي الدين أبو العباس (ابن تيمية) عدة الحرب، وتأكد من أن سيفه بتّار بما يكفي لخوض غمارها، وأن عقله وفكره ولسانه مستعدة كلها لمعركة أخرى بعد أن يتحقق النصر الإلهي على قاعدة بشرى رب العالمين »وما النصر إلا من عند الله«، ثم امتطى جواده الذي حمله من دمشق إلى جبل لبنان في رحلة جهادية لمقاتلة »أعداء الإسلام« من الصليبيين و»حلفائهم«...
ربما كانت تلك »الخميرة« الأولى لذلك الفكر »الجهادي« الذي ترك بصماته عميقة في السلوك البنيوي لمعظم الحركات الإسلامية، لكنه فرض نفسه كخيار طبيعي في مشروع إسلامي بدأت عناوينه بالظهور في السنوات المئة الماضية على وقع »الهزائم« المتكررة للعرب ـ المسلمين.
في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، أنشأ الشيخ الراحل سالم الشهال »الجماعة مسلمون« على منهج »السلف الصالح« الذي كان أحياه مؤسس الحركة الوهابية في المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مستنداً إلى اجتهادات »شيخ الإسلام« ابن تيمية، فكانت مدينة طرابلس أول من استحضر الفكر السلفي إلى لبنان، وكان الشيخ سالم الشهال عن حق »شيخ السلفيين« في لبنان. لكن هذه »الجماعة« التي أنشئت لمهمة تربوية دعوية تحوّلت خلال حرب السنتين إلى »نواة الجيش الإسلامي« الذي بدأ معه تحوّل في سلوك السلفيين نحو العمل الجهادي. إلا أن هذا »الجيش« ما لبث أن تم حلّه بعد أن انتفت الظروف الموضوعية لنشوئه، وحلّت مكانه »جمعية الهداية والإحسان الإسلامية« برئاسة نجل الشيخ سالم الشيخ داعي الإسلام الشهال والتي استعادت المهمة الأولى بالعودة إلى العمل الدعوي التبليغي للفكر السلفي، في حين غادر ابن شقيقه وصهره الدكتور حسن الشهال الجمعية لتأسيس جمعية دعوة الإيمان والعدل والإحسان ومعهد الدعوة والإرشاد للعلوم الشرعية.

لكن جمعية الهداية وجدت نفسها ملاحَقة من قبل السلطات اللبنانية بعد أن حلّتها الحكومة »بسبب نشرها كتباً وأفكاراً تحرض على الفتنة« وهي كتب وأحكام تكفيرية في معظمها مستمد من أحكام وفتاوى ابن تيمية. ومع أن هذه الملاحقة لم تؤثر في حضور الحالة السلفية إلا أنها ساهمت في تحولها إلى حالات متعددة بدون جامع بينها وبدون مرجع موحد لها. وقد نمت تحت سقف تلك الحالة مجموعات ومعاهد سلفية انتشرت في معظم المناطق السنية في لبنان من عكار والضنية إلى البقاع الغربي والجنوب ثم العاصمة بيروت، انطلاقاً من طرابلس، ومروراً بالمخيمات الفلسطينية التي نشأت فيها خلايا متماسكة لتلك الحالة السلفية وإن تحت مسميات متعددة، وهذا ما ساهم في وضع السلفيين في قفص الاتهام الدائم، تماماً كما وضعهم، حالة وجمعيات وأفراداً، أمام تحدّي »التدجين« الذي يخرجهم من قواعد الإيديولوجيا السلفية القائمة على مفاهيم ثورية تعيش حنيناً إلى ذلك الماضي الممتد من أفغانستان إلى الحروب الصليبية قبل ما يزيد على سبعمئة سنة.

ماذا بعد تجميد وثيقة التفاهم بين حزب الله وبعض القوى السلفية؟ ومن هو المنتصر من تجميدها؟
من الواضح أن ثمة رابحين وخاسرين شكلاً ومباشرة، وكذلك مضموناً.

وبمعزل عن الفرز الذي يمكن تصنيف الفائزين بمعياره، فإن الشيخ داعي الإسلام الشهال هو أول المنتصرين باعتباره أول من واجه هذه الوثيقة ونجح في فرض تجميدها، بل وفي دفع الطرف الموقّع على الوثيقة الدكتور حسن الشهال إلى الحوار المباشر معه.

لكن الرابح الأبرز هو تيار المستقبل الذي نجح في »تطويق« ما اعتبره محاولة الاختراق التي نفّذها حزب الله »خلف خطوطه«، بل في المواقع التي كان التيار يفترض أنها الأكثر تحصيناً، والتي كان يلوّح بقدراتها في مواجهة الحزب.

لكن ثمة خسائر غير منظورة راهناً، أولاها وأبرزها، أن وثيقة التفاهم كانت نصبت خيمة حماية للحالة السلفية في لبنان من أي استهداف لها بحجة تصويرها بؤرة إرهاب ترفض الحوار وتريد افتعال مشكلات أمنية.

الزعبي: أردنا الحوار والسلم
إلا أن ثمة قراءة أخرى يراها أحد أركان القوى السلفية الموقعة على الوثيقة رئيس مجلس أمناء وقف التراث الإسلامي الشيخ صفوان الزعبي حيث يعتبر أن الحالة السلفية في لبنان وُضعت تحت المجهر مؤخراً وباتت تعلق عليها كل المشكلات حتى تم تصويرها للناس على أنها تريد أخذ لبنان إلى العرقنة أو تحويله إلى افغانستان، وهذا غير صحيح أبداً، لأن الحالة السلفية في لبنان هدفها تربوي تنموي ودعوي، وليست وكراً للإرهاب، وغير مقبول أن يتحوّل اسمها إلى مصدر قلق للناس من أجل تشويه سمعتها وعملها.

ويعدد الزعبي عشرة استنتاجات مباشرة للتوقيع على هذه الوثيقة وتجميدها:
١ـ إن إنجاز هذه الوثيقة قضى على ما بات يعرف بـ»الفزاعة السلفية«، فتقدمت الحالة السلفية كحالة حوار وسلم أهلي وحرص على الشراكة مع الآخر.
٢ـ أنجزت الحالة السلفية في لبنان اتفاقاً تصالحياً لبنانياً ذا تأثير وارتدادات عالمية، لكن تيار المستقبل فوّت على نفسه فرصة رعاية هذا الاتفاق بكل أبعاده.
٣ـ نحن لا نزال نرى أن تيار المستقبل هو مرجعيتنا السياسية حتى الآن، ووثيقة التفاهم لم تكن بعيدة عنه.
٤ـ نحن لا نلوم الشيخ سعد الحريري لأن جرحه بليغ، ونأمل من حزب الله أن يقدّر ذلك.
٥ـ إن الحملة التي تعرّضنا لها بسبب توقيعنا على الوثيقة استدعت استنفاراً لأحقاد شخصية وأمراضٍ نفسية.
٦ـ نحن نعرف أن ما قمنا به من عمل بتوقيع الوثيقة لا خلاف على شرعيته وعدم شعبيته.
٧ـ إذا كان البعض يرى أنها خطوة ناقصة، فنحن نقول إنه لو لم نقدم سريعاً لسبقتنا الفتنة، ولم يكن الظرف يحتمل الانتظار أو التوافق السلفي ـ السلفي أو السني ـ السني، وستثبت الأيام أننا مشينا في الخيار الذي يحمي السلفيين.
٨ـ نقول للذين أساؤوا إلينا، إنهم انكشفوا أمام الجميع وسقطت الأقنعة فسقطوا معها سقوطاً مدوياً.
٩ـ إن تجميد الوثيقة هو تجميد نظري وسياسي، لكن البنود التي تتضمنها لا تزال موضع تفاهم بين الجميع. وباستثناء البند المتعلق بتشكيل لجنة من العلماء، فإن بقية بنود الوثيقة تعتبر قائمة، خصوصاً أن الاعتراضات التي صدرت جاءت على الشكل وليس على المضمون.
١٠ـ إن إعادة العمل بالوثيقة ينتظر استكمال الاتصالات وبعض الخطوات المواكبة.

عبد الله بوراي
09-03-2008, 08:22 PM
الوهابيون يباعون ويشترون
وقانا الله شرهم

سبحان الله !!!!!

الوهابيون أصبحوا شراً يُرجى من الله الوقاية منه !!!!

سؤال

من أنت ............؟
أحبشي أم من مثلث برمودا..........؟

عبد الله

fakher
09-04-2008, 08:14 AM
حبشي عتيق للبيع ...