إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة !!
ما أجمل أن يستشعر الوالدان لذة تربيتهما لأبنائهما وينظران ليومياتهما في الحياة وكفاحهما من أجل أطفالهما كمتعة ما بعدها متعة،

فالأبناء كما يقول الرب جل وعلا هم زينة الحياة الدنيا وحريَّ بنا أن نتأمل هذه الزينة ونمتع ناظرينا بجمالها.

نعم الحياة فيها كدح وتعب يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه وتربية الأبناء ورعايتهم ليست مفروشة بالورود، بل تشتمل على معاناة ومكابدة وقلق وشجون وآمال.

ولكن أيتها الأم .. أيها الأب .. كلما أحاطت بكم الهموم وأنهكتكم متاعب الحياة .. متعوا أنفسكم بجلسة استرخاء وسط زهوركم الشذية، رياحين بيوتكم .. انظروا في عيون أطفالكم البريئة وانسوا هموم يومكم !

وأطيب ساعٍ الحياة لديا
عيشة أخلو إلى ولديا
متى ألج الباب يهتف باسمي
الفطيم ويحبو الرضيع إليا
فأجلس هذا إلى جانبي
وأجلس ذلك على ركبتيا
وأغزو الشتاء بموقد فحمٍ
وأبسط من فوقه راحتيا
هنالك أنسى متاعب يومي
حتى كأني لم ألق شيا
وكل شرابٍ أراه لذيذاً
وكل طعامٍ أراه شهياً
وما حاجتي لغذاءٍ وماءٍ
بحسبي طفلاي زاداً وريا !!

وصية أم
قال أبان بن تغلب : شهدت أعرابية وهي توصي ولداً لها يريد السفر وهي تقول له:
أي بني: اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك، فإن الوصية أجدى عليك من كثير عقلك.
قال أبان: فتوقفت مستمعاً لكلامها مستحسناً لوصيتها فإذا هي تقول:
أي بني: إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة، وتفرق بين المحبين وإياك والتعرض للعيوب فتتخذ عرضاً(1)، وخليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام، وإياك والجود(2) بدينك والبخل بمالك، وإذا هززت فأهزز كريماً يلن لهزتك (3) ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها، ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به، وما استعجبت من غيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه، ومن كانت مودته بشره(4)، وخالف ذلك منه فعله كان صديقه منه على مثل الريح في تصرفها(5)، والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم.

1- غرضاً: أي هدفاً تصوب إليه السهام.
2- الجود بدينك: تتنازل عنه بسهولة.
3- فاهزز كريماً: إذا طلبت عوناً فاطلب ممن يُرجى منه العون لكرمه وأصالته، كالشجرة المثمرة إذا هززتها تساقط عليك ثمرها.
4- بشرُهُ : أي بشاشة وجهه وابتسامته.
5- مثل الريح في تصرفها: أي من كانت صداقته فقط في بشاشة وجهه، أما فعله فمناقض لمعاني الصداقة فإنه لا يؤمن كالريح التي لا تدري متى تشتد فتدمر كل شيء.