تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حلقات في التجويد وعلوم القرآن الكريم



Abuhanifah
08-13-2008, 05:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان شاء الله أنقل لكم ما يُتدارس في حلقة للتجويد وعلوم القرآن الكريم للشيخ المقرئ: محمد عدرة جزاه الله خيرا
تتناول الحلقات:
- علم التجويد
-معلومات عامة عن القرآن وعلومه وكيفية جمعه في عهد أبي بكر وعمر ثم عثمان رضي الله عنهم.
- معلومات عن القراءات العشر الصغرى والكبرى
- معلومات عن أئمة القراءات العشر ومن روى عنهم

Abuhanifah
08-13-2008, 05:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحلقة الأولى: مبادئ علم التجويد

جعل العلماء لكل علم عشرة مبادئ جمعوها في هذه الأبيات:

ان مبادئ كل فن عشرة***** الحد والموضوع ثم الثمرة
وفضله ونسبه والواضع***** والاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى***** ومن درى الجميع حاز الشرف

1-الحد:
- التجويد في اللغة هو الاتقان والتحسين وهو مستمد من الجودة
- التجويد اصطلاحا هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وفق ما نقل الينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اعطاء الحروف حقها ومستحقها.

2-موضوعه:
موضوع علم التجويد الكلمات القرآنية بإخراج الحروف من مخرجها واعطائها حقها ومستحقها:

-حقها: المخارج والصفات اللازمة التي لا تفارق الحروف.
-مستحقها: الاحكام التجويدية.

3-ثمرته:
صون اللسان عن اللحن بنوعية في ألفاظ القرآن الكريم وعن تطرق التحريف وقواعد التجويد ليست مطلوبة لذاتها وانما هي مطلوبة لاتقان تلاوة القرآن.

4-فضله:
هو أشرف العلوم وأفضلها بعد كتاب الله لأنه صفة كتاب رب العالمين.

5-نسبه:
ينسب علم التجويد الى اللسان العربي والعلوم الشرعية.

6-واضعه:
يؤخذ علم التجويد من الناحية العملية التطبيقية (علم الرواية) من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تلقاه عن جبريل الامين، فهو وحي من عند الله تعالى، لأنه هيئة كلامه سبحانه. أما من الناحية العلمية وقواعد التجويد (علم الدراية) فأول من نظم فيه شعراً هو أبو مزاحم موسى الخاقاني المتوفي سنة 325 هـ. وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي ألقاب الحروف وعلم الأصوات وألف كتاب العين تكلم فيه عن مخارج الحروف وصفاتها. أول من ألف في علم التجويد والقراءات الامام أبو عبيد القاسم بن سلام له عدة كتب في التجويد والقرآن وعلوم القرآن.

7-اسمه:
علم التجويد.

8-استمداده:
التجويد العملي مستمد من كيفية نطق النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم فهو أول من نطق به عملا. ثم وصل الينا متواتراً عن الصحابة الكرام والتابعين وأئمة القراءة. وهذه الصفة مستمدة من العلوم واللهجات العربية. وقواعد التجويد التي وضعت في المئة الثالثة للهجرة وهي الضوابط لهذه الكيفية المحددة لها وهي استجلاء واستخلاص لتلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم

9-حكمه:
معرفة علم التجويد فرض كفاية على الأمة الا اذا توقفت صحة التلاوة عليها فيكون فرض عين.

10- مسائله:
أي جزئياته، وهي صوتيات اللغة وكيفية القراءة ومعرفة أحكامها وآدابها بغرض تحصيل ملَكة مكتسبة لضبط التلاوة المتواترة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والى الحلقة الثانية ان شاء الله

منال
08-13-2008, 05:42 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يثبت

جزاك الله خيرا أخينا الفاضل

Abuhanifah
08-14-2008, 09:04 AM
وجزاك الله خيرا مثله
شكرا على التثبيت

Abuhanifah
08-21-2008, 01:04 PM
الحلقة الثانية: الأحرف السبعة ومعلومات قرآنية



1-الأحرف السبعة:


حصل خلاف بين عمر بن الخطاب و هشام بن حكيم ، حيث صلى خلفه، فوجده يقرأ سورة الفرقان بطريقة غير طريقته التي علمه إياها النبي صلى الله عليه و سلم ،فأخذ بتلابيبه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأقر النبي كلتا القراءتين، وقال:
هكذا نزلت" "هكذا نزلت" ثم قال" إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منه. (البخاري3/226 ، مسلم 3/560)



اختلف العلماء في تفسير الأحرف السبعة الى أقوال كثيرة وألفت فيها كتب عدة أهمها: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، البرهان للزركشي و الأحرف السبعة للدكتور حسن ضياء الدين وغيرها... ولعل أشهر الأقوال قولين:


· أن الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من اللهجات مختلفة الألفاظ أو المعاني من غير تضاد ولا تناقض، وكل حرف منها وجه.
· أو يراد بالأحرف السبعة أوجه القراءات المختلفة وأنها كلها حرف واحد، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى القراءات المتعددة حرفا واحداً كما تطلق الكلمة على الكلام (أي مثلا ألقى أحدهم كلمة لا تعني أنه ألقى كلمة واحدة فقط بل يُراد منها عدة كلمات وجمل).

نزل القرآن على سبعة أحرف لا سيما بعدما دخل الأعراب والقبائل المختلفة في الاسلام وشق عليهم الالتزام بلهجة واحدة.


المصاحف العثمانية مجتمعة حوت الأحرف السبعة، والأحرف السبعة محفوظة في القراءات العشر التي أُثبتت في العرَضة الأخيرة وهي أشهر لهجات العرب. (العرَضة الأخيرة حصلت في رمضان قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم)


يجمع الأحرف السبعة والقراءات العشر اختلاف الاسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث واختلاف تصريف الأفعال من ماضٍ ومضارع وأمر واختلاف وجوه الإعراب والزيادة والنقص والتقديم والتأخير وإبدال حرف مكان حرف أو حركة مكان حركة واختلاف اللهجات العربية (الفتح والإمالة والإظهار والإدغام والتسهيل...)


نزل القرآن الكريم على سبعة أحرف لأن العرب كانوا أمة أمية ليس لهم مدونة ويعتمدون على السماع والمشافهة، فوُسع لهم في اختلاف الألفاظ، ولغة قريش كانت مهيمنة على اللهجات الأخرى لمكانتها.

وقد وضع الأخ المسلم مقالا مفصلا عن الأحرف السبعة ودحض افتراءات المكذبين أضعه للفائدة وجزاه الله خيرا: http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=29920 (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=29920)



2- سور القرآن

قسمت سور القرآن الكريم الى أربع: طوال ومئين ومثاني ومفصل:



· الطوال: هم أول سبع سور ( البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال).
· مئين: وهي السور التي فيها مئة آية أو أكثر قليلاً (من سورة التوبة الى الصافات)
· المثاني: من سورة ص الى سورة الفتح
· مفصل: وهو ثلاثة أقسام: طوال ووسط وقصار


الطوال: من سورة الحجرات الى المرسلات تقريبا
الوسط: من سورة النبا الى سورة الليل تقريبا
القصار: من سورة الضحى الى الناس
وُضعت علامات الأجزاء والأحزاب والأرباع في منتصف القرن الرابع الهجري في أرجح الأقوال وهو ثلاثون جزءً وستون حزباً و240 ربعاً وعدد آيات القرآن 6236 آية تقريباً وعدد كلمات القرآن 77436 كلمة تقريباً وعدد حروفه 320211 حرفا تقريباً.


كُتبت المصاحف بالخط الكوفي ثم النسخ وطبع أول مصحف في ألمانيا في القرن الخامس عشر الميلادي. كتب الشيخ رضوان المخللاتي أول مصحف بالرسم العثماني سنة 1308 هـ. وطُبع أول مصحف لمجمع الملك فهد في المدينة سنة 1402 هـ.




يُفضل أن لا يتقيد القارئ بالأجزاء والأحزاب والأرباع اتي في المصحف لأنها أحيانا شديدة التعلق لما قبلها (مثال بداية الجزء الخامس)


لا يُختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام ويُفضل أن يكون في سبعة أيام.


والى حلقة أخرى ان شاء الله

من هناك
08-21-2008, 03:55 PM
جزاك الله خيراً اخي ابا حنيفة وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتك يوم القيامة

Abuhanifah
09-02-2008, 09:22 PM
وجزاك المولى خيرا أخي بلال



الدرس الثالث: القراءات



· القراءات:
علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها، مع العزو للأئمة.

تزامن نزول القراءات مع نزول القرآن الكريم، الا أنه ظهرت الحاجة الى القراءات أكثر بعد الهجرة لما دخلت القبائل في الإسلام فنزل الوحي لتجديد بشرى التخفيف وتأكيدها. والقراءات المتواترة لا تفاضل بينها، ولا ترجيح ولا تعارض، فكلها قطعية الثبوت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

نُسبت القراءات الى القراء المعروفين، لما اشتهروا به من الضبط والاتقان والقراءة والإقراء وأول من نسبها اليهم "ابن مجاهد" المتوفي في القرن الثالث الهجري.

· أئمة القراءات هم:
- نفعة
-ابن كثير
-أبو عمرو
-ابن عامر
-عاصم
-حمزة
-الكسائي
-أبوجعفر
-يعقوب
-خلف
وكلهم متصلو السند برسول الله صلى الله عليه وسلم

أول من ألَّف في القراءات يحيى بن يعمَر المتوفي سنة 90 هـ. وأول كتاب معتبر في القراءات لأبي عبيد القاسم بن سلام. لدفع توهم أن الأحرف السبعة هي القراءات السبعة ألف بعضهم في ست قراءات وبعضهم في ثمانٍ.

· ما نُسب الى القارئ فهو قراءة وما نُسب الى الراوي فهو رواية وما يُنسب لمن أخذ عن الراوي فهو طريق.

· من أشهر من كتب في القراءات:
-ابن مجاهد
-مكي بن أبي طالب
-أبو عبيد
-أبو عمرو الداني
-الشاطبي- ابن الجزري

· تدور أسانيد قراءة الأئمة العشرة على تلقيهم القراءة عن سبعة من الصحابة هم:
-أُبي بن كعب
-عبدالله بن مسعود
-أبو الدرداء
-عثمان بن عفان
-علي بن أبي طالب
-أبو موسى الأشعري
-زيد بن ثابت
وغيرهم.

ألّف الشاطبي منظومة جزر الأماني ووجه التهاني (الشاطبية) وهي نظم لكتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني.
ألّف الامام الجزري "النشر في القراءات العشر" ثم نظمه في ألف بيت سماه "طيبة النشر في القراءات العشر"

الامام عاصم تابعي من أئمة القراءات الذين تفرغوا للقراءة والإقراء واشتهروا في الآفاق وأخذ عنه "حفص".

القراءة برواية حفص قراءة بأحد وجوه القراءات المتواترة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونُسبت الى حفص لاشتهاره بها

قرأ حفص على عاصم وقرأ عاصم على أبي عبدالرحمن السلمي وقرأ أبو عبدالرحمن السلمي على علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين. (وهو متصل السند برسول الله صلى الله عليه وسلم)

اشتهرت رواية حفص في الآفاق لسهولتها وموافقتها لأشهر اللهجات العربية.

أقرأ عاصم حفصاً برواية أبي عبد الرحمن السلمي وأقرأ شُعبة برواية زر بن حبيش

قرأ أبو عبدالرحمن السلمي على زيد بن ثابت ثلاث عشرة سنة

وُلد حفص سنة 90 هـ وتوفي سنة 180 هـ وأقرأ في بغداد ومكة المكرمة والكوفة

للقارئ أكثر من رواية متواترة يُقرئ بها طلابه

لا دخل للقراء في القراءات لأن القراءات وحي منزل من عند الله تعالى ونسبتها الى القراء بسبب اشتهارهم بها قراءةً وإقراءً وتفرغهم لذلك
والسلام عليكم

Abuhanifah
09-07-2008, 09:33 PM
الدرس الرابع: القرآن وجمعه (1)


القرآن: كتاب منهج وهداية وإعجاز، نزل بالعربية، لغة يوم القيامة، ونقل الينا بالتواتر، والتحدي بمثل أقصر سورة منه قائم إلى يوم الساعة.

كُتب القرآن كله وحفظ في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وفقا للعرضة الأخيرة والكتابة التي تمت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كانت موجودة في بيته قبل وفاته غير مرتبة الآيات والسور.

ترتيب الآيات كان معلوما بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم محفوظا في الصدور ولكنه كان مفرقا في العُسب (جريد النخل) واللخاف (صفائح الحجارة) والأكتاف (عظم البعير) والرقاع. فهي مرتبة في الحفظ مفرقة في الكتابة.

لم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لتوقُّع استمرار نزول الوحي أو النسخ ولأن ترتيب المصحف يختلف عن ترتيب النزول.

جَمعُ القرآن في مصحف واحد بين دفَّتين قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ممكناً لأن إرادة الله تعالى اقتضت ذلك ثم إن آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم كانت قبل موته بتسع ليالٍ، وإنما كان القرآن مجموعاً كله في الصدور، مدونا في الرقاع وغيرها مما كان يكتب فيه آنذاك.

كان القرآن منتشراً في رقاع في بيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر أبو بكر بنسخ هذه الرقاع بلا زيادة ولا نقصان في صحف جديدة مرتبة الآيات في كل سورة على حدة، ووضعت هذه الصحف عند حفصة رضي الله عنها وهذا هو الجمع الثاني سنة اثنتي عشرة هجرية.

أمر عثمان بنقل هذا المخطوط "صحف حفصة" في مصحف سمي بالمصحف الإمام، مرتب الآيات والسور مشتملا في الجملة على الأحرف السبعة والقراءات العشر المتواترة بخلوه من النقط والشكل، وبتعدد الرسم المختلف بين المصاحف، فيما فيه أكثر من قراءة، وكان ذلك سنة خمس وعشرين هجرية، وهو الجمع الثالث.

سبب الجمع الثاني استشهاد عدد من قرَّاء الصحابة في حروب الردة وقبلها في بئر معونة. وسبب الجمع الثالث اختلاف الصحابة في وجوه القراءات حين التقوا في غزوة إرمينية وأذربيجان لعدم إحاطة بعضهم بجميع القراءات.

تم حفظ القرآن وتدوينه كله في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم جُمع في صحف في عهد أبي بكر رضي الله عنه ثم نُسخت هذه الصحف في مصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه فما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر.

رتبت آيات القرآن وسوره بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظه كثير من الصحابة مرتب الآيات والسور ونفَّذ الصحابة ذلك كتابةً على مرتين: مرة بترتيب الآيات في عهد أبي بكر ومرة بترتيب السور في عهد عثمان رضي الله عنهما.

وُجدت آية الأحزاب "من المؤمنين رجال...." عند خزيمة بن ثابت ووُجدت آية التوبة "لقد جاءكم رسول..." عند أبي خزيمة بن أوس وكتَّاب التنزيل لم يعتمدوا على حفظهم لهما وكذا سائر الصحابة حتى وُجدتا مكتوبتين عند الصحابة حتى تُعضِّد الكتابة الحفظ

صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران قبل استقرار ترتيب السور وكانت العرضة الأخيرة مرتبة الآيات والسور

الأثر الوارد في أن سورة البراءة لم تُرتَّب في المصحف بتوقيف النبي فيه اضطراب في سنده ومتنه وفيه عوف بن يزيد الفارسي وهو مجهول.


والى حلقة أخرى ان شاء الله

Abuhanifah
09-17-2008, 08:48 PM
الدرس الخامس: القرآن وجمعه (2)


تلخيص المراد بجمع القرآن في المرات الثلاث:

جَمْع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعني حفظه كله في الصدور وتدوينه على الجلود والعسب واللخاف.
والجمع الثاني (في عهد أبي بكر رضي الله عنه) : يعني نقله في صحف جديدة مرتب الآيات
والجمع الثالث (في عهد عثمان رضي الله عنه) : كتابته بلغة قريش مشتملا على الأحرف السبعة ومحتملاً لأوجه القراءات من غير تنقيط ولا شكل مرتب الآيات والسور.

سبب الجمع في عهد أبي بكر: استشهاد عدد كبير من قراء الصحابة في موقعة اليمامة وقبل ذلك أيضاً في موقعة بئر معونة المعروفة بسرية القرّاء.

سبب الجمع في عهد عثمان: التقاء أهل الشام وأهل العراق في غزوة إرمينية وأذربيجان، واستماع بعضهم من بعض وجوه القراءات المختلفة التي يقرأ بها أهل كل بلد منهم وِفق ما علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ليس هناك زيادة حرف ولا نقص حرف في الجموع الثلاثة فصُحف أبي بكر كُتبت وفق ما استقر عليه الأمر في العرَضة الأخيرة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم و جبريل عليه السلام، ومصحف عثمان كان نقلاً عن المخطوط المجموع في عهد أبي بكر، كتب بهيكل كلمات تقبل القراءات بطرق مختلفة مجردة من النقط والشكل كما هو شأن الكتابة وقتها وبأكثر من رسم في أكثر من مصحف، لما لا يقبل وجوه القراءات مع عدم النقط والشكل.

الفرق بين كُتَّاب الوحي وكُتَّاب التنزيل:

كُتَّاب الوحي أعم من كُتَّاب التنزيل لشمول كُتَّاب الوحي بحيث يتناول كُتَّاب شؤون الرسالة والدعوة والدولة وحوائج الناس ويصل عددهم الى اثنين وأربعين كاتباً، أما كُتَّاب التنزيل فهم من كتبوا القرآن الكريم خاصة ومنهم: عثمان وعلي وأبو زيد الأوسي أو الخزرجي وعبدالله بن سعد بن أبي سرح.

كثير من الصحابة والصحابيات من جمع القرآن الكريم وكتبه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم منهم الخلفاء الأربعة وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأُبي بن كعب وأبو زيد الأوسي وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري وغيرهم ومن الصحابيات أم ورقة بن نوفل، ومنهم من حفظه كله عن ظهر قلب ومنهم من حفظ بعضه. وهكذا لقي الرسول ربه والقرآن كله محفوظ في الصدور مكتوب في السطور مودع في بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

جمع القرآن في عهد أبي بكر كل من زيد بن ثابت وأُبي بن كعب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهم.

جمع القرآن في عهد عثمان اثنا عشر رجلاً منهم زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام.

ان شاء الله تُستكمل الحلقات في وقت لاحق بعد رمضان...

منال
12-04-2008, 07:47 PM
بارك الله فيك أخينا الفاضل بانتظار التتمة

Abuhanifah
12-18-2008, 06:42 AM
عذرا على التأخير.. أبدأ بإذن الله بأحكام التجويد مقتبساً من كتاب علم التجويد للدكتور الغوثاني



الدرس السادس: كيف نرتل القرآن الكريم



قال الله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) المزمل 4


اتفق علماء التجويد والقراءات وأئمة الأداء على أن القرآن الكريم يجب أن يُتلى بكيفية مخصوصة، كما أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وكما تلقاه عنه الجم الغفير من الصحب الكرام رضي الله عنهم ولقنوه لمن بعدهم دونما أي إخلال بحرف من حروفه ولا حركة من حركاته.


وهذه الكيفية هي: تجويد كلماته، وتقويم مخارج حروفه، وتحسين أدائه، بإعطاء كل حرف حقه ومستحقه من الإتقان والترتيل والإحسان.


وهي المرادة بقول الله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) المزمل 4
قال ابن عباس أي بيَّنه وقال مجاهد تأنَّ فيه. وقال الضحاك انبذه (أخرجه) حرفاً حرفاً، وافصل الحرف من الحرف الذي بعده (انظر تفسير القرطبي)


وهكذا كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم غايةً في الترتيل والتؤَدة، وآيةً في الإتقان والجودة.
وسئلت أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءةً مفسرةً حرفاً حرفاً (رواه الترمذي-باب ثواب القرآن 83) أي واضحة المخارج والصفات.


وقال الإمام المحقق ابن الجزري: "ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها، ولا العدول عنها إلى غيرها" (النشر في القراءات العشر: 1\210)


وقال أيضاً : "فليس التجويد بتمضيغ اللسان (1) ، ولا بتقعير الفم (2)، ولا بتعويج الفك (3)، ولا بترعيد الصوت (4)، ولا بتمطيط الشدّ (5)، ولا بتقطيع المدّ (6)، ولا بتطنين الغنات (7)، ولا بحصرمة الراءات (8)، قراءةً تنفر منها الطباع وتمُجُّها القلوب والأسماع، بل القراءة السهلة العذبة الحلوة اللطيفة" (النشر 1\213).


وقال الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله: ولا يكون ذلك إلا بتصحيح إخراج كل حرف من مخرجه الأصلي المختص به تصحيحاً يمتاز به عن مُقاربه، وتوفية كل حرف صفته المعروفة به توفية تُخرجه عن مجانسه، مع تيسير النطق به على حال صفته، وكمال هيئته من غير تشدق ولا إسراف، ولا تصنع ولا اعتساف، ومع العناية بإبانة الحروف، وتمييز بعضها من بعض، وإظهار التشديدات، وتوفية الغنات، وإتمام الحركات، ومع تفخيم ما يجب تفخيمه، وترقيق ما يجب ترقيقه، وقصر ما ينبغي قصره، ومد ما يتعين مده، ومع ملاحظة الجائز من الوقوف والممنوع منها، إلى غير ذلك من الأحكام التي وضعها أئمة القرآن (مع القرآن: 50-51).
--------


(1) تمضيغ اللسان: هو لوك الحروف باللسان بأن تَخرجَ الحروف الشديدة رخوة.
(2) تقعير الفم: التشدُّق وذلك بأن يخرج القارئ الحروف من أقصى الفم بمبالغة وتفاصح.
(3) تعويج الفك: ضد الإعتدال وذلك بأن يميل القارئ فكه في بعض الحروف فتخرج ممالة معوجة.
(4) ترعيد الصوت: رجرجته وتحريكه كالذي يرتعد من البرد أو الألم.
(5) تمطيط الشدّ: أي تطويل المدة الزمنية في نطق الحرف المشدد عن مقدارها المحدد.
(6) تقطيع المدّ: هو أن ينطق القارئ بحروف المد فيرفع صوته فيها ثم يخفضه، كأنه يريد السكوت ثم يعود فيرفعه على حسب إيقاعات النغم والمقامات المتعارف عليها.
(7) تطنين الغنات: هو شدة إلصاق اللسان بمخرج النون بمبالغة وتطويل لزمن الغنة، وأما تطنين الغنة في الميم فهو أيضاً بإلصاق اللسان أثناء انطباق الفم، والصحيح أن اللسان يبقى معلقاً.
(8) حصرمة الراءات: يقال حصرم القوس: إذا شد وترها، وهنا يمكن أن يقال: هي شد الأوتار الصوتية وعضلات أعضاء النطق، أو المبالغة في إخفاء تكرير الراء حتى تخرج كأنها طاء وانظر معنى الحصرمة (النشر: 1\218) و (لسان العرب: 12\137)

Abuhanifah
12-20-2008, 01:32 PM
الدرس السابع: مراتب التلاوة


وترتيل القرآن الكريم يكون على ثلاث مراتب:


المرتبة الأولى التحقيق: وهو بلوغ حقيقة الشيء.
وعند أهل هذا الفن: عبارة عن إعطاء الحروف حقها من إشباع المدِّ، وتحقيق الهمز، وإتمام الحركات، وتوفية الغُنات، وبيان الحروف، والقراءة بتؤدة واطمئنان، ويُستحب الأخذ بها للمعلِّمين حال التعليم.


المرتبة الثانية الحدر: وهو لغةً السرعة، مأخوذ من الإنحدار.
واصطلاحاً: هو إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة أحكام التجويد.


المرتبة الثالثة التدوير: وهي مرتبة متوسطة بيت التحقيق والحدر، وسميت بالتدوير لأن القارئ يدور بين مرتبة الحدر والتحقيق.



ملاحظات وتنبيهات:



الملاحظة الأولى:
إن الترتيل يشمل المراتب الثلاث، فمن قرأ بأي مرتبة منها يكون داخلاً في قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) بخلاف من جعل الترتيل مرتبة رابعة، قال ابن الجزري رحمه الله:
ويُقرأ القرآن بالتحقيق مع.....حدرٍ وتدويرٍ وكل متَّبع
مع حسن صوت بلحون العرب.....مرتلاً مجوَّداً بالعربي


الملاحظة الثانية:
هناك كيفية انتشرت في زماننا وهي قراءة التمطيط والتنغيم ويسميها البعض: القراءة المجودة، وهذه الكيفية -في الأغلب- فيها خروج عن موازين المدود والغنات، وتجاوزٌ في بعض أحكام التجويد لأجل إجادة النغم، فإن خلت من هذه التجاوزات وكان القارئ ملتزما بقواعد التجويد المعروفة وقدَّم قواعدها على قواعد النغم فإنها تعتبر مقبولة، وتلحق بمرتبة التحقيق، والله أعلم.


الملاحظة الثالثة:
على القارئ أن يتنبه اذا قرأ بمرتبة التحقيق إلى عدم الإفراط في إشباع الحركات حتى يتولد منها حروف كأن ينطق لفظ (عليهم) هكذا [عليهيم] أو يقرأ البسملة هكذا: [بيسمي اللهي الرحمني الرحيم]. وأن يتنبه إلى عدم تطنين الغنات بالمبالغة بها وبتنغيمها، كأن يقرأ قوله تعالى: (ثمَّ إنَّ ربَّك) هكذا [ثمْمْمَّ إنْنْنَّ ربَّك] وأن يتنبه إلى الاهتمام بصوت الغنة، وتوفيتها حقها وإعطائها الزمن الذي يتناسب مع سرعة القراءة، فلا يمطها زيادة عن حدها ولا يخطفها خطفاً بدون تمهل.

الملاحظة الرابعة:
على القارئ إذا قرأ بمرتبة الحدر أن يتنبه إلى عدم بتر حروف المد بتراً في مثل قوله تعالى: (غفوراً)، (ما لها)، (له ما في السماوات) وأن يحذر من اختلاس الحركات، وخاصة إذا كانت الحركات متوالية، فإن اللسان يسرع باختلاس حركتها، وذلك في مثل: (وهُو) فإن الكثيرين لا ينطقون الهاء بضمة كاملة، ومثل (فبدأ بأوعيتهم)، (يُشعرُكُم)، (يَعِدُهُم)، (أنُلْزِمُكُمُوها) كما يقع فيه كثيرون في صلاة التراويح وغيرها.


الملاحظة الخامسة:
إذا قرأ القارئ بمرتبة أسرع من الحدر بحيث يقصر المدود عن حدها ويختلس الحروف اختلاساً فهذه المرتبة تسمى: هذّاً أو هذرمة، وقد ورد النهي عن قراءة القرآن بهذه الطريقة، حيث "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذِّ القرآن كهذِّ الشعر" (أنظر صحيح البخاري: باب فضائل القرآن: 88).

Abuhanifah
12-25-2008, 06:03 PM
الدرس الثامن: الإستعاذة والبسملة



أمرنا الله سبحانه وتعالى إذا أردنا قراءة كتابه أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى نصبح في كنف الله ورعايته، حيث قال جل جلاله: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) النحل 98.



وصيغ الاستعاذة كثيرة من أشهرها:


(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) كلفظ الآية، وهذه مجمع عليها بين القراء ويجوز للقارئ أن يزيد وصفاً لله تعالى يشتمل على تنزيه كأن يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.


وينبغي على القارئ أن يُسرَّ بالاستعاذة إن قرأ سراً، ويجهر إن قرأ جهراً، إلا إذا كانت القراءة في حلقة بالدور فيُسِرُّ بها لتبقى القراءة متصلة. وإذا توقف عن القراءة لعارض ما ثم استأنف القراءة فإنه يأتي بالاستعاذة من جديد.


ملاحظة:
إذا أراد القارئ أن يبدأ من أجزاء السورة فإنه يستعيذ ولكن لا يستحب له وصل الاستعاذة بالآية إذا كان الوصل يوهم معنىً لا يليق بالله تعالى مثل (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)
فلا يليق وصل لفظ الرجيم بلفظ الجلالة، فلا بد من القطع.


أوجه التعوذ مع البسملة مع أول السورة


وللتعوذ مع البسملة مع أول السورة أربعة أوجه كلها صحيحة جائزة:


1- الوجه الأول: وصل الجميع هكذا (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين) بدون أي توقف.


2- الوجه الثاني: قطع الجميع: هكذا (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). (بسم الله الرحمن الرحيم). (الحمد لله رب العالمين). يقف على الاستعاذة وعلى البسملة.


3- الوجه الثالث: وصل الاستعاذة بالبسملة مع الوقف عليها، ثم البدء بالسورة هكذا (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم). (الحمد لله رب العالمين).


4- الوجه الرابع: الوقف على الاستعاذة، ثم وصل البسملة بأول السورة هكذا (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين).

اللؤلؤ والمرجان
12-25-2008, 07:56 PM
جزاك الله خيرا
موضوع بغاية الاهمية
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة

منال
12-28-2008, 06:13 PM
ملاحظة:إذا أراد القارئ أن يبدأ من أجزاء السورة فإنه يستعيذ ولكن لا يستحب له وصل الاستعاذة بالآية إذا كان الوصل يوهم معنىً لا يليق بالله تعالى مثل (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)فلا يليق وصل لفظ الرجيم بلفظ الجلالة، فلا بد من القطع.كثيرا ما يغفل الناس عن هذه النقطة.بوركت على النقل الطيب.

Abuhanifah
01-01-2009, 07:47 AM
بارك الله بكم جميعاً على متابعتكم وجزاكم الله خيرا...


الدرس الثامن:الإستعاذة والبسملة (تكملة)



أوجه البسملة بين السورتين


للبسملة بين السورتين ثلاثة أوجه جائزة، ووجه ممنوع:


1- الوجه الأول: وصل الجميع وذلك مثل قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح لك صدرك).


2- الوجه الثاني: قطع الجميع هكذا (وأما بنعمة ربك فحدث). (بسم الله الرحمن الرحيم). (ألم نشرح لك صدرك).


3- الوجه الثالث: الوقف على آخر السورة، ثم البدء بالبسملة موصولة بأول السورة الثانية هكذا (وأما بنعمة ربك فحدث). (بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح لك صدرك).


4- الوجه الرابع: وهو الوجه الممنوع الذي لا يجوز وهو أن يصل آخر السورة بالبسملة ويقف عليها، ثم يبدأ بأول السورة الثانية، وذلك لأن البسملة شُرِعت لأوائل السور.


ملاحظة:
يستحب الإتيان بالبسملة في ابتداء السور ما عدا "سورة التوبة" وذلك لكونها نزلت بالسيف والعذاب، ولا يتفق ذلك مع الرحمة والقارئ مخير –فيما لو بدأ القراءة من أجزاء السورة- بين البسملة وعدمها.
ولكن ينبغي أن يتنبه القارئ –فيما إذا أراد وصل البسملة بأول آية من وسط السورة- ألا يكون المعنى لا يليق بالله عز وجل مثل (الشيطان يعدكم الفقر) فلا يستحسن وصلها بالبسملة للإيهام، فلا بد من القطع.

منال
01-01-2009, 05:51 PM
جوزيت خيرا أخينا الفاضل




يستحب الإتيان بالبسملة في ابتداء السور ما عدا "سورة التوبة" وذلك لكونها نزلت بالسيف والعذاب، ولا يتفق ذلك مع الرحمة والقارئ مخير –فيما لو بدأ القراءة من أجزاء السورة- بين البسملة وعدمها.


علمنا مشايخنا القراء أنه عند وصل سورتي الأنفال والتوبة هناك ثلاثة أوجه: قطع ووصل وسكت.
فالقطع أن تقف عند آخر آية من سورة الأنفال وتأخذ نفَسك ثم تبدأ في سورة براءة
والوصل أن تستمر في القراءة مباشرة إن أنهيت الأنفال تبدأ في التوبة دون وقوف
والسكت الوقف وقفة خفيفة لا نَفَس فيها ثم تبدأ في براءة
(خاص بقراءة حفص)