تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا أنتج علم الكلام لهذه الأمة



al_muslim
08-12-2008, 08:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد بعث الله الرسل وأنزل الكتاب بالحق ليحكم بين الناس بما أنزل الله ..
فالغاية من بعث الرسل هي أن يعبد الناس الله تعالى
والغاية من إنزال الكتب هي الحكم بين الناس بما أنزل الله ...
فقام الأنبياء عليهم السلام بهذا فكان موضوع الصراع بينهم وبين أقوامهم محصورا بوحدانية الله تعالى
فكان الأنبياء يقولون لا إله إلا الله
ويقول الكفار ( أجعل الآلهة إلاها واحدا ؟؟)
فكان جوهر الصراع على عبادة الله وحده ، وعبادة الله تعالى تتحقق بأن يكون الإسلام هو الشرع الوحيد الحاكم في الأرض .
وحمل هذه الرسالة القرون الثلاثة الأولى بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نزلت الفتن ، وحلت الضلالات وفشا الكذب وبدأ الجدال وصار سيد الموقف علم الكلام ..
والفلسفة ، وألقت شياطين الإنس والجن بين المسلمين أسئلة ما كلفنا الله تعالى بحثها ، ولم ترد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه كـ :
خلق القرآن
خلق أفعال العباد
الكلام في القدر
الاستواء
والخوض في أسماء الله تعالى على الحقيقة أو المجاز أو على التعطيل والتشبيه ...والخ
خاض كثير من المسلمين لعدة قرون في هذه المتاهة حتى نسوا أن اصل الدين لا إله إلا الله ، فلم يعد عندنا الموقف من التكفير حسب لا إله إلا الله . وإنما صار حسب التشبيه والتعطيل
وما عادت قيمة المسلم عندنا بقيامه بـ لا إله إلا الله وإنما صارت حسب ما يقول بـ الاستواء ، وحسب رأيه في ( أين الله) وحسبما يتبنى في خلق الأفعال ..
ظل هذا دأبنا حتى نسينا حظا مما ذكرنا به ، واشتدت عداوتنا لبعضنا في هذه الأمور التي لم ينزل الله بها من سلطان ، حتى تعاونا مع أعداء الأمة من الكفار ضد بعضنا ، فصار عندنا المخالف في هذه الأمور أشد كفرا ممن ينكر لا إله إلا الله وممن يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن .
لقد بدأ ذلك مع الخليفة الذي سجن الإمام أحمد رحمه الله
واستقدم الشافعي ليجبره على هذا القول
وهكذا حتى رأينا بأم أعيننا يتضاربون من أجل هذه المقولات
ويتقربون للنصيريين يستنصرون بهم على من يقول ( الله في السماء )
تصوروا من يقول أن عليا هو الله ويكفّر أبا بكر وعمر أو يقول أخطأ جبريل صار أهون عندهم و(أقرب ممن يقول الله في السماء)
ثم رأيت رجلين يتخاصمان في حديث النزول ويعلو صياحهما أهو على الحقيقة أم المجاز؟؟
وهذا يقول قال فلان
وهذا يقول قال علان .
فقال لهما رجل هلم نسأل فلانا في ذلك ( عني )
فلما علمت الموضوع قلت ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
قلت في نفسي أنظر علام يتفرق الإخوة وعلام يتباغض الجيران ؟؟
والطرفان ساكتان عن الكفر الذي يحكمنا بل ويستـنصرون به على بعضهم ونسفوا الغاية التي أرسل لها لها الرسل وأعرضوا عن الهدف الذي أنزل الله من أجله الكتب . وغضبوا لقائل يخالفهم في معنى (يد الله )
ولم يغضبوا لنظام أبطل شرع الله
وغضبوا لمخالفهم في تفسير النزول ولم يغضبوا لنظام يدرس أبناءهم ( أن أصل الإنسان قرد)
و.........و...........و ما نذكر وماذا نقول فقلت لهما :
هل أنتما مستعدان لسماعي بتجرد قالا نعم :
فقلت لهما : كيف تسمحان لأنفسكما أن تتجادلا في ذات الله وهو شديد المحال ؟؟
فكّرا معي ما هي الغاية من الحديث ؟؟
إن الغاية من الحديث ( التي نسيناها) هي القيام في ثلث الليل الأخير
وثلث الليل الأخير هو بالنسبة لنا فقط . ولكن بالنسبة للأرض ففي كل دقيقة على الأرض ثلث ليل أخير ..
فنظرا مندهشين وقالا صدقت في كل لحظة هناك ثلث ليل على الأرض ..
فقلت سألتكما بالله هل تقومان في ثلث الليل الأخير وتصليان وتذكران الله فقالا : لا
فقلت فكيف تسمحان لنفسيكما أن تتخذا من الحديث مادة جدل وتنسيا ما فيه من أمر ؟؟
وهكذا إخوتي في الله
ففي كل زمن تُخرج الشياطين من يجدد لهذه الأمة أمر هذه الجدالات والخوض فيما لا طائل تحته ، كهذا الذي يسمى الحبشي ومن يقابله من مدعي السلفية الذين يؤججون هذه الخلافات .
ولكن الله تعالى يخرج لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها .
تقولون في أنفسكم ما هو مذهب هذا ( المسلم) في ذلك
أما فيما يخص العقيدة فلا أقول كلمة لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

عزام
08-12-2008, 09:32 PM
بارك الله فيك على هذا الكلام القيم
هذا ما رددته مرات عديدة على هذا المنتدى بالذات وفي الاعادة فائدة
عزام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- يقول الله تعالى: " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم". ماذا تجيب النصراني حينما يقول لك الله ثالث ثلاثة؟ ستقول له في العادة كيف يكون الواحد ثلاثة؟ هذا مستحيل عقلا فيجيبيك : مستحيل في عالمنا اما في حق الله فنحن لا نستطيع ان نحكم على ذاته بما نحكم به في عالمنا. او يقول لك هو ثلاث اقانيم في ذات واحدة بلا كيف. وعندها ستحار في فهم كلامه وتحار بالتالي بما تجيبه تماما كما تحار حينما يطرح عليك علماء الكلام مسألة عويصة مثل هل الاستواء على العرش بمماسة ام بدون مماسة؟.. لكن الله لن يتركنا بلا حجة ضد النصارى بل يقول لنا " قولوا لهم الله اله واحد، انتهوا عما تقولون ولا تخوضوا في ذات الله". فنقول نفس هذا الكلام إذن لمن يخوض في علم الكلام ويتعمق فيه فوق المطلوب طبعا مع مراعاة الفارق ان من يخوض في علم الكلام مؤمن ان شاء الله ولكن يخشى عليه الزلل.
2- العقيدة على عكس الفقه مطلوبة من الجميع وبنفس الطريقة لانها المدخل للوصول الى الجنة ولانها علم فرض عيني. ومن غير المنطقي ان تكون العقيدة التي يطلبها الله من العامة بهذا التعقيد. فان كنا نحار نحن في فهم مسائل علم الكلام المعقدة فكيف سيفهمها العامي؟
3- اساسيات العقيدة حسمت عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فلسنا بحاجة الى أي اضافات جديدة نجعل منها ركنا سادسا في الايمان. على عكس الفقه فهو متطور لانه يلبي حاجيات الحياة. والعقيدة يقينية لا مجال للاجتهاد فيها في حين ان الفقه ظني يحتاج لاجتهاد.
4- من المتفق عليه ان عقيدة الانبياء واحدة فيما تتغير شرائعهم فهل سنقتنع ان ادريس عليه السلام مثلا او نوح خاض في علم الكلام.
5- ايضا من مآخذنا على النصارى انهم لم يحسموا عقيدتهم الا بعد 003 سنة على وفاة المسيح عله السلام فهل يعقل ان المسيح عليه السلام نسي ان يبلغ امته باساسيات عقيدتهم التي تدخلهم الجنة. ونفس الكلام نقوله عمن دخل في علم الكلام حيث يطلبون منا ان نؤمن بامور لم تحسم الا بعد مئات السنين من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويا ليتها حسمت بل ما زلنا حتى الآن نشهد للردود وللردود المضادة والتنقيحات والتصحيحات حتى ضمن المذهب الواحد.
4- ان حشد الآيات والاحاديث لاثبات امر بديهي لا ضرورة له وليس حجة على صوابية المنهج. فكل الفرق المتناوئة في علم الكلام تحشد ادلتها من القرآن والاحاديث و كلام العلماء. وانت تحار ايهما تصدق. سمعت امراة عجوز برجل الف كتابا اسمه الف دليل ودليل على وجود الله فقالت : لو لم يكن عنده الف شك لما كتب هذا الكتاب.
خلاصات

1- الخوض العميق في علم الكلام قد يوردنا الى موارد الهلاك ان لم ننتبه الى ما نقول. ومن هنا انا اؤثر الا اخوض فيه. قد يقول قائل ان العلماء خاضوا فيه فاقول انهم يملكون من العقول ما لا نملك والله اعلم. او انهم خاضوا بذلك لرد الشبهات انو انهم خاضوا وزلوا للاسف.
2- حتى لو خاضوا فيه فلا شيء يوجب ان نعتبره من اساسيات العقيدة بل هو من فرعياتها. فلا يقارن الحديث فيه بالكلام عن صفات الوحدانية والخلق والعلم والرزق...
3- محاولة رأب الصدع قدر الامكان بين الفرق المختلفة التي تؤلف اهل السنة والجماعة. والنظر هل الخلاف بينهم اصطلاحي ام هو اساسي وهذا لا يتم الا عند تحسين الظن بالآخر.
4- ينبغي الاتلفات الى المعاني التي انزلت لها هذه الايات هل هي للخوض في علم الكلام ام هي لتبيان ايمانيات معينة؟؟ انظر حديث النزول.. تقليب القلوب..

عبد الله بوراي
08-13-2008, 12:40 PM
العهد الذى بين الله سبحانه وكااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااافة المؤمنين به والعلماء خاصةةةةةً قوله الحق" .. لتبيننه للناس ولا تكتمونه "
وما أدرى كيف سيكون بيانه.........؟
هل بالسكوت على مالا يُسكت عنه..........؟
من كفر وشرك به سبحانه
والرضا بنسبة الزوجة والأبناء إليه سبحانه
أم ببيانه............................. ........................؟
فهل نحافظ على العهود مع الرب المعبود أم أن للموضوع وجهة نظر ( وتنظير) .............؟

تلميذكم
عبد الله

عزام
08-13-2008, 03:29 PM
لم افهم علاقة ردكم الكريم بعلم الكلام
طبعا يجب تبيين امور العقيدة وتنزيه الله عن الولد ومشابهة المخلوقين.
عزام

al_muslim
08-13-2008, 03:39 PM
صدقت أخي عزام والله ,
تُرى كم آية وحديثا تنهي عن السؤال وتذم السائلين
قال تعالى : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل .
وقال : يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .. الآية
ولو أردنا جمع الأحاديث في ذلك لطال بنا المقال . فعمَّ تنهي هذه النصوص .
ربما يقول قائل أن هذه الآية نزلت في كذا وعن السؤال كذا
وهذا الحديث نهي عن السؤال كذا حسب أسباب النزول وأسباب ورود الحديث ، صحيح . ولكن
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
ثم لو نظرنا إلى الأسباب التي نزلت لها الآيات والاسئلة التي وردت لها الأحاديث لوجدناها أخف خطرا بكثير من اسئلة علم الكلام . ولوجدنا منتهى الخطورة في أسئلة الصحابة أن يأثم أحدهم إذا استمر بالسؤال . بيد أن ما يخوض به علماء الكلام ومتـتبعو هذه الأسئلة أخطر بكثير بما لا يقاس فهذه الأسئلة من علم الكلام لا توقف صاحبها عند حد الحرام ، بل ربما أودت به إلى الشرك أو الكفر . تصور مثلا ، أن القائل بخلق الأفعال يأتي بالآيات سندا له وببعض أسماء الله .ثم يأتي مخالفه ببعض الايات وببعض أسماء الله . فيرد بعضهم على الآيات بالآيات ويحهم . فأي الفريقين أحق بأن تكون آيات النهي عن السؤال أغلظ عليه ؟؟!!
والله لو عرفوا الله حق معرفته لما جرؤوا على هذا الكلام .
وفي موضوع أحكام الدعوة الذي نشر في هذا الموقع قريبا :
وقال تعالى : لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم
........ومما هو مُجمع عليه بين العلماء والمفسِّرين على أنه لا يمكن الإيمان بالله إلا بعد الكفر بالطاغوت . وهو الاعتقاد بعدم أحقية ما يحكم به وما يشرِّع سواء في العقائد أو الأحكام . . وأكثر الدعاة اليوم غارقون في جدالات التشبيه والتعطيل وأشعري وصوفي وقدري وحقيقة ومجاز . . . الخ والأمة غارقة في قبول التشريع الباطل والحكم والتحاكم إليه والرضى عنه

عزام
08-13-2008, 03:44 PM
صدقت بل يحابون الحاكم بغير ما انزل الله للنيل من خصومهم في هذه القضايا
حبذا لو فصلت المتشابك من الكلمات اخي المسلم خاصة في الآيات القرآنية .. فهذه مشكلة قديمة في برنامج منتدى صوت على ما يبدو

عبد الله بوراي
08-13-2008, 03:45 PM
لم افهم علاقة ردكم الكريم بعلم الكلام
طبعا يجب تبيين امور العقيدة وتنزيه الله عن الولد ومشابهة المخلوقين.
عزام

ربما ما فهمته ( أنا ) هو الدعوة للتعطيل
تعطيل السؤال عن السائلين للوصول للغاية والتمكين
فعذراً أستادي
عبد الله

عزام
08-13-2008, 05:07 PM
ربما ما فهمته ( أنا ) هو الدعوة للتعطيل
تعطيل السؤال عن السائلين للوصول للغاية والتمكين
فعذراً أستادي
عبد الله

لعل هذا البحث الذي لخصته لك من تفسير الظلال يساعدك على التمييز بين السؤال المندوب والسؤال المكروه.
يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

"يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم . وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم .عفا الله عنها والله غفور حليم . لقد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين"
يتجه السياق إلى شيء من تربية الجماعة المسلمة وتوجيهها إلى الأدب الواجب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم سؤاله عما لم يخبرها به; مما لو ظهر لساء السائل وأحرجه أو ترتب عليه تكاليف لا يطيقها, أو ضيق عليه في أشياء وسع الله فيها, أو تركها بلا تحديد رحمة بعباده.
نوعية الاسئلة
كان بعضهم يكثر على رسول الله صلى الله عليه وسلم من السؤال عن أشياء

لم يتنزل فيها أمر أو نهي
أو يلحف في طلب تفصيل أمور أجملها القرآن, وجعل الله في إجمالها سعة للناس.
أو في الاستفسار عن أمور لا ضرورة لكشفها فإن كشفها قد يؤذي السائل عنها أو يؤذي غيره من المسلمين.
اسباب التزول

وروي أنه لما نزلت آية الحج سأل سائل:أفي كل عام? فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال لأن النص على الحج جاء مجملا: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا" والحج مرة يجزي. فأما السؤال عنه أفي كل عام فهو تفسير له بالصعب الذي لم يفرضه الله. وفي حديث مرسل رواه الترمذي والدارقطني عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا". قالوا:يا رسول الله أفي كل عام ? فسكت . فقالوا: أفي كل عام ? قال: " لا. ولو قلت نعم لوجبت " فأنزل الله: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم". . الخ الآية .
وفي حديث أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم:" . . . فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا " فقام إليه رجل فقال: أين مدخلي يا رسول الله? قال: " النار" فقام عبدالله بن حذافة فقال: "من أبي يا رسول الله ? " فقال:" أبوك حذافة " . . قال ابن عبد البر: عبدالله بن حذافة أسلم قديما, وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية, وشهد بدرا, وكانت فيه دعابة ! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى كسرى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما قال: من أبي يا رسول الله? قال: "أبوك حذافة " قالت أمه: ما سمعت بابن أعق منك. أأمنت أن تكون أمك قارفت ما يقارف نساء الجاهلية فتفضحها على أعين الناس?! فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به . .
وفي رواية لابن جرير - بسنده - عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر. فقام إليه رجل فقال :أين أنا? قال: "في النار" فقام آخر فقال: من ابي? فقال: "أبوك حذافة " فقام عمر بن الخطاب, فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما. إنا يا رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك, والله أعلم من آباؤنا. قال: فسكن غضبه, ونزلت هذه الآية "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم". . الآية .
وروى مجاهد عن ابن عباس أنها نزلت في قوم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحيرة والسائبة والوصيلة والحام . وهو قول سعيد بن جبير . وقال:ألا ترى أن بعده: "ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام"?
فلسفة القرآن في السؤال
ومجموعة هذه الروايات وغيرها تعطي صورة عن نوع هذه الأسئلة التي نهى الله الذين آمنوا أن يسألوها . .
لقد جاء هذا القرآن لا ليقرر عقيدة فحسب, ولا ليشرع شريعة فحسب. ولكن كذلك ليربي أمة, وينشىء مجتمعا, وليكون الأفراد وينشئهم على منهج عقلي وخلقي من صنعه . . وهو هنا يعلمهم أدب السؤال, وحدود البحث , ومنهج المعرفة . . وما دام الله - سبحانه - هو الذي ينزل هذه الشريعة, ويخبر بالغيب, فمن الأدب أن يترك العبيد لحكمته تفصيل تلك الشريعة أو إجمالها. وأن يتركوا له كذلك كشف هذا الغيب أو ستره . وأن يقفوا هم في هذه الأمور عند الحدود التي أرادها العليم الخبير . لا ليشددوا على أنفسهم بتنصيص النصوص , والجري وراء الاحتمالات والفروض . كذلك لا يجرون وراء الغيب يحاولون الكشف عما لم يكشف الله منه وما هم ببالغيه . والله أعلم بطاقة البشر واحتمالهم , فهو يشرع لهم في حدود طاقتهم , ويكشف لهم من الغيب ما تدركه طبيعتهم . وهناك أمور تركها الله مجملة أو مجهلة; ولا ضير على الناس في تركها هكذا كما أرادها الله . ولكن السؤال - في عهد النبوة وفترة تنزل القرآن - قد يجعل الإجابة عنها متعينة فتسوء بعضهم , وتشق عليهم كلهم وعلى من يجيء بعدهم. لذلك نهى الله الذين آمنوا أن يسألوا عن أشياء يسوؤهم الكشف عنها; وأنذرهم بأنهم سيجابون عنها إذا سألوا في فترة الوحي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وستترتب عليهم تكاليف عفا الله عنها فتركها ولم يفرضها: "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم . وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم . . عفا الله عنها . ."
أي لا تسألوا عن أشياء عفا الله عنها وترك فرضها أو تفصيلها ليكون في الإجمال سعة . . كأمره بالحج مثلا . . أو تركه ذكرها أصلا . . ثم ضرب لهم المثل بمن كانوا قبلهم - من أهل الكتاب - ممن كانوا يشددون على أنفسهم بالسؤال عن التكاليف والأحكام . فلما كتبها الله عليهم كفروا بها ولم يؤدوها . ولو سكتوا وأخذوا الأمور باليسر الذي شاءه الله لعبادة ما شدد عليهم , وما احتملوا تبعة التقصير والكفران . ولقد رأينا في سورة البقرة كيف أن بني إسرائيل حينما أمرهم الله أن يذبحوا بقرة , بلا شروط ولا قيود , كانت تجزيهم فيها بقرة أية بقرة . . أخذوا يسألون عن أوصافها ويدققون في تفصيلات هذه الأوصاف . وفي كل مرة كان يشدد عليهم . ولو تركوا السؤال ليسروا على أنفسهم . وكذلك كان شأنهم في السبت الذي طلبوه ثم لم يطيقوه ! . . ولقد كان هذا شأنهم دائما حتى حرم الله عليهم أشياء كثيرة تربية لهم وعقوبة ! وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ذروني ما تركتكم . فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم , واختلافهم على أنبيائهم ". وفي الصحيح أيضا:" إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها , وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها . وسكت عن أشياء رحمة بكم - غير نسيان - فلا تسألوا عنها " . . وفي صحيح مسلم عن عامر بن سعد عن أبيه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما, من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم من أجل مسألته " . .
منهج الاسلام في المعرفة
ولعل مجموعة هذه الأحاديث - إلى جانب النصوص القرآنية - ترسم منهج الإسلام في المعرفة . .

إن المعرفة في الإسلام إنما تطلب لمواجهة حاجة واقعة وفي حدود هذه الحاجة الواقعة . . فالغيب وماوراءه تصان الطاقة البشرية أن تنفق في استجلائه واستكناهه , لأن معرفته لا تواجه حاجة واقعية في حياة البشرية . وحسب القلب البشري أن يؤمن بهذا الغيب كما وصفه العليم به . فأما حين يتجاوز الإيمان به إلى البحث عن كنهه ; فإنه لا يصل إلى شيء أبدا , لأنه ليس مزودا بالمقدرة على استكناهه إلا في الحدود التي كشف الله عنها . فهو جهد ضائع . فوق أنه ضرب في التيه بلا دليل , يؤدي إلى الضلال البعيد .
وأما الأحكام الشرعية فتطلب ويسأل عنها عند وقوع الأقضية التي تتطلب هذه الأحكام . . وهذا هو منهج الإسلام . . ففي طوال العهد المكي لم يتنزل حكم شرعي تنفيذي - وإن تنزلت الأوامر والنواهي عن أشياء وأعمال - ولكن الأحكام التنفيذية كالحدود والتعازير الكفارات لم تتنزل إلا بعد قيام الدولة المسلمة التي تتولى تنفيذ هذه الأحكام. ووعى الصدر الأول هذا المنهج واتجاهه ; فلم يكونوا يفتون في مسألة إلا إذا كانت قد وقعت بالفعل ; وفي حدود القضية المعروضه دون تفصيص للنصوص , ليكون للسؤال والفتوى جديتهما وتمشيهما كذلك مع ذلك المنهج التربوي الرباني.
كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يلعن من سأل عما لم يكن . . ذكره الدارمي في مسنده . . وذكر عن الزهري قال: بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري كان يقول إذا سئل عن الأمر:أكان هذا ? فإن قالوا:نعم قد كان , حدث فيه بالذي يعلم . وإن قالوا:لم يكن , قال:فذروه حتى يكون . وأسند عن عمار بن ياسر - وقد سئل عن مسألة - فقال:هل كان هذا بعد ? قالوا:لا . قال دعونا حتى يكون , فإذا كان تجشمناها لكم . وقال الدرامي:حدثنا عبدالله بن محمد بن أبي شيبة , قال:حدثنا ابن فضيل , عن عطاء , عن ابن عباس , قال:ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض, كلهن في القرآن, منهن: "يسألونك عن الشهر الحرام". . "ويسألونك عن المحيض". . وشبهه . . ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم .
وقال مالك: أدركت هذا البلد [ يعني المدينة ] وما عندهم علم غير الكتاب والسنة . فإذا نزلت نازلة , جمع الأمير لها من حضر من العلماء, فما اتفقوا عليه أنفذه. وأنتم تكثرون المسائل وقد كرهها رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وقال القرطبي في سياق تفسيره للآية: روى مسلم عن المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات , ووأد البنات , ومنعا وهات . وكره لكم ثلاثا: قيل وقال; وكثرة السؤال , وإضاعة المال " . . قال كثير من العلماء:المراد بقوله: "وكثرة السؤال": التكثير من السؤال في المسائل الفقهية تنطعا, وتكلفا فيما لم ينزل, والأغلوطات, وتشقيق المولدات. وقد كان السلف يكرهون ذلك ويرونه من التكلف. ويقولون: إذا نزلت النازلة وفق المسؤول لها . .
إنه منهج واقعي جاد . يواجه وقائع الحياة بالأحكام , المشتقة لها من أصول شريعة الله , مواجهة عملية واقعية . . مواجهة تقدر المشكلة بحجمها وشكلها وظروفها كاملة وملابساتها , ثم تقضي فيها بالحكم الذييقابلها ويغطيها ويشملها وينطبق عليها انطباقا كاملا دقيقا . . فأما الاستفتاء عن مسائل لم تقع , فهو استفتاء عن فرض غير محدد . وما دام غير واقع فإن تحديده غير مستطاع. والفتوى عليه حينئذ لا تطابقه لأنه فرض غيرمحدد. والسؤال والجواب عندئذ يحملان معنى الاستهتار بجدية الشريعة ; كما يحملان مخالفة للمنهج الإسلامي القويم .
ومثله الاستفتاء عن أحكام شريعة الله في أرض لا تقام فيها شريعة الله , والفتوى على هذا الأساس ! . . إن شريعة الله لا تستفتى إلا ليطبق حكمها وينفذ . . فإذا كان المستفتي والمفتي كلاهما يعلمان أنهما في أرض لا تقيم شريعة الله ; ولا تعترف بسلطان الله في الأرض وفي نظام المجتمع وفي حياة الناس . . أي لا تعترف بألوهية الله في هذه الأرض ولا تخضع لحكمه ولا تدين لسلطانه . . فما استفتاء المستفتي ? وما فتوى المفتي ? إنهما - كليهما - يرخصان شريعة الله , ويستهتران بها شاعرين أو غير شاعرين سواء !
ومثله تلك الدراسات النظرية المجردة لفقه الفروع وأحكامه في الجوانب غير المطبقة . . إنها دراسة للتلهية ! لمجرد الإيهام بأن لهذا الفقه مكانا في هذه الأرض التي تدرسه في معاهدها ولا تطبقه في محاكمها ! وهو إيهام يبوء بالإثم من يشارك فيه , ليخدر مشاعر الناس بهذا الإيهام ! إن هذا الدين جد. وقد جاء ليحكم الحياة . جاء ليعبد الناس لله وحده, وينتزع من المغتصبين لسلطان الله هذا السلطان, فيرد الأمر كله إلى شريعة الله , لا إلى شرع أحد سواه . . وجاءت هذه الشريعة لتحكم الحياة كلها ; ولتواجه بأحكام الله حاجات الحياة الواقعية وقضاياها , ولتدلي بحكم الله في الواقعة حين تقع بقدر حجمها وشكلها وملابساتها .
ولم يجيء هذا الدين ليكون مجرد شارة أو شعار . ولا لتكون شريعته موضوع دراسة نظرية لا علاقة لها بواقع الحياة . ولا لتعيش مع الفروض التي لم تقع , وتضع لهذه الفروض الطائرة أحكاما فقهية في الهواء !
هذا هو جد الإسلام . وهذا هو منهج الإسلام . فمن شاء من "علماء" هذا الدين أن يتبع منهجه بهذا الجد فليطلب تحكيم شريعة الله في واقع الحياة. أو على الأقل فليسكت عن الفتوى والقذف بالأحكام في الهواء !

عبد الله بوراي
08-13-2008, 05:12 PM
وماذا عن السؤال الذى لا يحرم حلال
ويُصد به الحرام .

* عذراً أستاذي فدرركم لايمكن إستخراجها إلا قسراً

عبد الله

عزام
08-13-2008, 06:56 PM
وماذا عن السؤال الذى لا يحرم حلال
ويُصد به الحرام .

* عذراً أستاذي فدرركم لايمكن إستخراجها إلا قسراً

عبد الله

اخي عبدالله
حتى الملائكة تسأل.. وحتى الانبياء يسألون ولكن فرق بين سؤال الباحث عن المعرفة والحكمة وسؤال المتنطع في الدين او المتدخل فيما لا يعنيه او الجاحد او المكابر المعاند او المحاجج فيما لا يعلم او المنتهك لحرمات الله.
السؤال والمعرفة
بقلم : بسّام جرّار
هل يُضير الرسول أو ينقص من قدره أن يكون تابعاً في طلب العلم؟! هذا موسى، عليه السلام، يسعى إلى العبد الصالح يطلب عنده المعرفة: "قال له موسى هل أتبعك على أنْ تعلمن مما عُلمتَ رُشداً" (الكهف:66) ولكنّ العبد الصالح يعلم أنّ ما لديه من علم ربّاني تقصر عنه الحكمة البشريّة، فيقول لموسى، عليه السلام:".. إنّك لن تستطيعَ مَعِيَ صبراً، وكيف تصبرُ على ما لم تُحط به خُبراً "، إذن ليس من السّهل أن يَصبر موسى، عليه السلام، لأنّه لم يدرك مرامي أفعال العبد الصالح، بل إنّ صبره عندها سيكون عجيباً:" وكيف تصبر؟!" وهذا ما حصل فعلاً، فقد بادر، عليه السلام، بالاعتراض، وتكرر منه ذلك حتى بعد أن تمّ تذكيرهُ أكثر من مرّة: "قال ألم أقل لك إنّك لن تستطيع معي صبراً".
ليس من السهل إذن أن يصبر الإنسان حتى يدرك الحكمة. ويكون كمال الصبر عندما يتحقق كمال الإحاطة، والذي لن يكون في عالم القصور البشري. من هنا يكون النجاح للعقائد والأفكار التي تقدّم المعرفة والبرهان، ويكون النجاح للمربي الذي يغرس في العقول والقلوب القناعات الأقرب إلى الحقيقة، ويكون النجاح للقائد الذي نؤمن به قائداً في عالم الفكرة، فنخلص له بمقدار ما يخلص هو للحقيقة.
هذا إبراهيم، عليه السلام، يدعو ربه:"..ربّ أرني كيف تحيي الموتى، قال أولم تؤمن ؟! قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي.." (البقرة:260) وهذا موسى، عليه السلام، يرجو ربه:"ربّ أرني أنظر إليك" ولكن أنّى لبشر أن يطيق ذلك في قانون الدنيا. ومن هنا لا بد من تقريب هذه الحقيقة إلى موسى، عليه السّلام، ليقتنع ويطمئنّ قلبه: "..قال لن تراني، ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني" (الأعراف: 143)، فالاستسلام الحقيقي هو استسلام العارفين، والانقياد الجوهري هو انقياد المقتنعين، ولا فلاح لمنهج ولا فكرة لا تقيم بناءها على أساس من المعرفة والاقتناع. ونحن هنا نهدف إلى لفت الانتباه إلى حاجة الناس إلى البرهان، وحاجتهم إلى معرفة الحكمة من وراء التشريع، حتى في الشعائر التعبديّة. أمّا قول العلماء إنّ العبادات لا تعلل، فإنها قضية أخرى لا علاقة لها بالحكمة. وحتى عندما يعجز العقل البشري عن إدراك الحكمة فإنّه بالإمكان تقديم الدليل على هذا العجز، وعندها تتحقق القناعة المطلوبة، كما حصل عندما طلب موسى، عليه السلام، أن يرى الله تعالى. إذا كنّا بحاجة دائمة إلى استجلاء الحكمة من وراء النص الديني، وإذا كانت الملائكة قد تساءلت عن الحكمة:" أتجعلُ فيها من يفسدُ فيها ويسفك الدماء"، فماذا يمكن أن نقول في أولئك الذين يريدون أن يجعلوا من الشعوب أغناماً تُقاد، وماذا نقول في الديكتاتوريّات التي ابتليت بها الأمّة فكانت صوراً مكررة لفرعون وهو يقول:" ما أريكم إلا ما أرى"؟!

سكود الحق
08-13-2008, 08:20 PM
علم الكلام
علم الكلام عند اهل السنة والجماعة, هو علم التوحيد, و هو اشرف العلوم على الاطلاق, اذ يتعلق هذا العلم بمعرفة الله تعالى و يضع عليه الدلائل من النقل و من العقل.
علم التوحيد له شرف على غيره من العلوم لكونه متعلقًا بأشرف المعلومات ، وشرف العلم بشرف المعلوم ، فلما كان علم التوحيد يفيد معرفة الله على ما يليق به، ومعرفة رسوله على ما يليق به، وتنزيه الله عما لا يجوز عليه، وتبرئة الأنبياء عما لا يليق بهم، كان أفضل من علم الأحكام. قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} سورة محمد.
لذلك قال الامام ابي حنيفة:"وقال الإمام أبو حنيفة في كتابه الفقه الأبسط: "إعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه بالأحكام"
وقال ايضا رحمه الله :"اتقنا هذا قبل ذا"
اي اتقنا علم التوحيد علم الكلام, قبل ان نتقن علم الفقه
فهو رضي الله عنه وارضاه كانت له قدم السبق في مناظرة اهل البدع و حكي عنه انه ذهب عشرين مرة الى الكوفة لمناظرة اهل البدع من القدرية والخوارج و المرجئة و المشبهة والروافض, و اقام الحجة عليهم جميعا , فلا عجب ان تكرهه مبتدعة الشيعة و المشبهة في هذا العصر لاقامته الحجة عليهم و فضحهم , كما بين ذلك في كتابه الفقه الاكبر.
كذلك الامام الشافعي , حكي عنه اهتمامه بعلم الكلام ,و قد ناظر رضي الله عنه المعتزلة , و كسر زعيمهم بشر المريسي
و قد اعتنى اهل السنة بعلم الكلام, و الفوا فيه كتبا , ككتاب التوحيد و المقالات للامام ابي منصور الماتريدي,و تهافت الفلاسفة للامام الغزالي و كتب الامام الرازي وغيرها الكثير الكثير من كتب علم التوحيد .

فينبغي ان نعلم ان علم التوحيد الذي هو علم الكلام هو اشرف العلوم , و انما ذم العلماء علم الكلام الذي كان يعمل به اهل البدع كالمجسمة و المعتزلة, و كيف يكون هذا العلم مهجورا و هو يقيم الادلة و يبينها و يذود عن دين الله تعالى امام شبهات الملحدين و ادلة المبطلين؟

ثم , ايها الانسان, اذا جئت تناظر كافرا , نصرانيا كان ام بوذيا ام يهوديا, فهل ستقول له قال الله و قال الرسول؟؟؟؟؟
هو بالنتيجة لن يقرك على هذا , و سيقول لك انا لا اؤمن بكتابك , فكيف السبيل لاقامة الحجة عليه؟؟
و كيف السبيل لرد شبهات الملحدين اذا لم نكن محصنين بالادلة العقلية ؟؟
ثم اليس الله تعالى قد بين لنا في كتابه المبين ان سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام قد ناظر النمرود اللعين , و اقام عليه الحجة من طريق العقل !!!!!!!!

فلا عجب ان نرى ان من يحارب علم الكلام ما هم الا جماعات المبتدعة الذين لا حظ لهم في العلوم , فهم مغتاظون من علم التوحيد لانه يكشف فيه زيغهم وضلالهم , و يقيم عليهم الحجة , و لا عجب ان نرى اهل السنة فرسان الميادين في هذه العلوم , لا يشق لهم فيه غبار ,فالتزموا يا اخوة تعلم علم التوحيد فبه يحصل اصل النجاة و تحصين انفسنا من وسوسات الشياطين و عقائد الملاحدة و الضالين.

عزام
08-13-2008, 09:12 PM
اخي سكود الحق
حينما نتكلم عن علم الكلام فنحن نقصد السفسطات الكلامية التي لا طائل منها ولا نقصد علوم العقيدة او التوحيد. ولا اعتقد ان الرد على النصارى والفلاسفة يكون بالدخول معهم في هذه السفسطات لانهم اساتذة السفسطة في هذه الامور بما ابتدعوه من اقانيم وتثليث وطبيعتين ومشيئتين.. الخ.. الخ.. الخ.. عقيدتنا سهلة ميسرة وفطرية.. "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ويكفينا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من المعقول ان يتركنا دون ان يعلمنا عقيدتنا التي ننجو بها من النار يوم القيامة.. ثم كيف يكون هذا والله سبحانه وتعالى نص على اتمام الدين في كتابه العزيز ولا يكون ذلك الا بوضوح عقيدة هذا الدين وهي كما تفضلت ركنه الاساسي ...
عزام