تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى النظام الذي بدَّل نعمة الله كفرا وأحل قومه دار البوار.



صلاح الدين يوسف
08-09-2008, 05:51 PM
http://www.jabhaonline.org/ArticlesImages/a.jpg




إلى النظام الذي بدَّل نعمة الله كفرا وأحل قومه دار البوار.


النظام الذي اسـتأسد هذه المرة على الأسارى السوريين لديه، المعتقلين ظلما وبغيا وعدوانا في أقبية زنازينه، وكهوف سجونه، لغير جرم ارتكبوه، أو ظلم جنوه، غير أنهم كانوا من أصحاب المصحف الظاهرين به، ومن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته الذين أخلصوا له قلوبهم، وطووا عليه حناياهم، فأغاظ ذلك النظامَ السوري الذي تتراكض في صدره أبالسة الجحيم، فاستأسد عليهم النظام وهم عنده في الأغلال يرسفون، استأسد عليهم لما ظهر له من بقاء حبهم للقرآن الذي من أجله ظُلِموا، وبسببه إلى المعتقلات سيقوا، فقام عسكر هذا النظام بجمع نسخ القرآن الكريم من مخابئها كما جمعوا أصحابها من قبل؛ ونزعهم من محاضنهم؛ ومساكنهم، وفعل بنُسخ القرآن الكريم الذي يُعدُّه النظام من الأسلحة المحرمة، والمواد المجرَّمة– على وفق ما نشر له- فعل به على أنظارهم مالا تحتمله نفس حر، حيث قام جنود إبليس بإهانة المصحف ووطأ وه بالأقدام أمام أنظار المأسورين المعتقلين، فلما أهاجتهم الجريمة الشنعاء على كتاب ربهم –بعد أن صبروا على ما نزل بهم وبذرايهم - جرَّد النظام الظلوم لهم ثلاثين دبابة من دباباته التي لم نر لها أثرا في غزو؛ أو رسما في كرامة، جردها وعددا كبيرا من قوات حفظ النظام الفاجر، معززة بالقناصة والآليات والدروع، ثم أعمل بهذا الجيش العرمرم في المسجونين والمعتقلين السوريين من الذبح والتقتيل على مرأى ومسمع من العالم ما أسفر عن ذهاب أكثر من عشرين شهيدا منهم في معركة المصحف بسجن صيدنانيا الأسد، الأسد الذي لزم الجبن أمام الغارة الإسرائيلية الأخيرة على بعض معالم دولته بل وفي عاصمتها دمشق فدمرتها له ثم تولت اسرائيل الإعلان عن ذلك بعد أن جبن هذا النظام حتى عن الصراخ على كرامته المداسة بأقدام اليهود من يوم أن سلم لهم الجولان بغير مقابل.

إن اسرائيل أقضت مضاجع الدنيا كلها من أجل كلب واحد من كلابها وقع أسيرا في أيدي خصومها، والنظام الأسدي يستأسد على كتاب الله تعالى وأهله بتلك الخسة والنذالة التي لايعهد لها مثيل حتى في عالم الحيوانات الخسيسة.

لقد ذهب شهداء المصحف بشرف وقفتهم لكتاب ربهم إلى ربهم أحياء بغيرتهم علي القرآن الكريم وحبهم له، القرآن الذي يخاصمه النظام السوري وقد اتخذه عدوا له، ذهب الشهداء بكرامتهم ،فزاد بمصابهم الدمع مرارة والقلب احتراقا، وبقي الأنذال بخسيستهم ينتظرون وإخوانهم الذين يمدونهم في الغي حصاد رب القرآن لهم على وفق ما كان من سننه تعالى مع أمثالهم( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار*جهنم يصلونها وبئس القرار* وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) ( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال* وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال*فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام) .إبراهيم الآيات45: 47.

عزيز لا يغالب، ذو انتقام لا يُدافع

لا يأمن الدهرَ ذو بغي ولو ملكا جنوده ضاق عنهم السهل والجبل

والله ما كان الله ليمهل هذا النظام وأمثاله وأعوانه طويلا على تلك الجرائم المتكاثرة في حق عباده وحق كتابه، فإن الله يغار على خلقه، ويغار على حرماته، ويغار على كتابه، كتابه الذي يبدءون بالقسم عليه وِلايتهم خداعا للأمة؛ ثم ينقلبون عليه وعليها بأقبح وأوقح صور الانقلاب التي عرفها التاريخ لهم ولأمثالهم، ولقد قال صلى الله عليه وسلم "خاب وخسر من ظلم من لم يجد له ناصرا غير الله"

إن الله تعالى يغار لذلك كله من المجرمين، كما يغار لها من الساكتين عليها وهم قادرون من أعضاء مجلس الجامعة العربية التي تتولى تلك الدولة المعتدية الباغية رئاسة مجلسها لتلك الدورة، فقد أخرج أبو داوود وأحمد عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة رضي الله عنهم قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما من امرئ يَخذُلُ امرأً مُسلما تُنتهكُ فيه حُرمتُه، ويُنتقصُ فيه من عِرْضِه إلا خذَله الله في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه، وما من امرئٍ ينصرُ مسلما في موضع يُنتقصُ فيه من عِرْضِه، وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نُصرَته".

إن الإنسانية هي الإنسانية أينما كانت؛ لا تتجزأ،هي ورب الكعبة وحدة متكاملة، وشُعَبٌ متماسكة، وكيان متساند، وإنَّ حقَّ دماء هؤلاء الأسرى في سجون الأسد من السوريين مع حق وحرمة كتاب الله المنتهكة من نظامه وسجانيه هي الآن في رقبة كل حُرٍّ من عُرْبٍ وعجم، مسلمين وغير مسلمين، لا يشفع لهم عجز الأنظمة، وتخاذل الحكومات عن أداء حقها بعد أن استُرخصت الدماء لدى هذا النظام ،واستبيحت عنده الحرمات ، وانتهكت به الحقوق والمُحرَّمات. فقد نشر بمجلة المجتمع الكويتية عن مصادر حقوقية سورية أن إحدي زوجات المعتقلين السوريين قبل هذه المجزرة وهي السيدة "آية البطل" زوجة المواطن" ياسر السقا" ذهبت لمراجعة دائرة السجل المدني للحصول على دفتر عائلة –على وفق ما تقضي به تدابير الحكومات المضيعة لشعوبها - كي تتمكن من الحصول على قسائم المازوت، فأخبرها الموظف المختص بأن زوجها متوفىً !!!، ولما نفت له الزوجة الثكلى بغير موتٍ ذلك القول المفزع، وقالت له إن زوجها معتقل لدى فرع المخابرات منذ عامين؛ راجع الموظف سجلاته، وأظهر للزوجة البائسة المكلومة الثكلى عندئذ مستندا لديه يقول بأن زوجها قد نُفِّذَ فيه حكمٌ بالإعدام الذي صدر من جهة مسؤولة. المجتمع العدد 1809 في 2من رجب 1429هـ.5/7 2008م.[ متى؟، وأين؟ ولماذا؟] هكذا، يعتقل البرئ في سوريا لغير جريرة،كما يعتقل غيره في كثير من ديار الإسلام اليوم، لكن زاد النظام السوري في طنبور الإجرام نغمات على نغمات، فبعد عامين من الاعتقال يحاكم البرآء بغير إعلان، ولا توجيه اتهام، بل وبغير معرفة منه ولا من أهله،!!! ثم يصدر بحقه حكم بالإعدام كذلك، وينفذ دون أن يُخبر بذلك أحد.

إن سوريا التي جمعها نهار بني أمية بقبضة العز والكرامة يمزقها اليوم ليل النُصَيْريِّين العلويين بقبضة المذلة والهوان؛ بعد أن جمعوا عليهم الأمة بالخديعة والكذب، ثم ساقوهم أمام عرش الموت بغير رحمة ولا خلق ولا اعتبار.

وإلى البائسين المظلومين المغلوبين على أمرهم في هذا النظام وأشباهه، نقول: ليس لنا ولكم أفضل من كتاب الله نتعزى به، فقد تعددت الأصنام والشرك واحد،(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)(وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين).آل عمران

إن نفوسنا وهي تتحمل ما بها فإنها تقاسي ما بكم، فأجمعوا على الحق أمركم، وأخلصوا لله نياتكم، واعلموا أن عذاب النفس بثباتها على الحق ومصاعبه، لهو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمن الكاذب الذي طالما خُدِع به عن الحق غيرُكم، والطمأنينة الرخيصة التي تُستهدف بها الرقاب، وتغتال بها شرف الأمة وحياتها على مثل ما قال الأستاذ جبران خليل جبران " كذا تبيد الشعوب بين اللصوص والمحتالين؛ مثلما تفنى القطعان بين أنياب الذئاب وقواطع الجزارين، وهكذا تستسلم الأمم الشرقية إلى ذوي النفوس المعوجة،والأخلاق الفاسدة، فتتراجع إلى الوراء،ثم تهبط إلى الحضيض، فيمر الدهرُ؛ ويسحقها بأقدامه؛ مثلما تسحق مطارق الحديد آنية الفخار" الأجنحة المتكسرة.

لهذا فإنهم يكرهون القرآن الذي يعصم الله به الشعوب من أن تضل أو تُخدع، وينير به لها الطريق، فلا تزِلَّ بها قدم، ولا تنحرف لها رؤية.

وإلى الأمة كلها المستهدفة في دينها من كل حكومة ونظام لا يؤمن بيوم الحساب، إن الدعاء كما قال الإمام أحمد قصاص، وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" من دعا على من ظلمه فقد انتصر"،فالزموا مع العمل الدعاء، وأقيموا للشهداء حق الصلاة عليهم وهم عنكم غائبون، وبثباتهم على دينهم في القلوب دائما وعند الله حاضرون، واْثبُتوا، وحرِّضوا كما أمر الله فيما أمر به نبيه وأمركم معه فقال ( وحرِّض المؤمنين)، وأمِّلوا،وأبشروا، فلن يزيد اللهُ عدوَّكم وعدوه إلا خسارا، (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)،فتلك هي مساكنهم لا يزيدها جنودهم إلا قبحا ووضاعة ، وهذه ديارهم ،و تلك أحوالهم، ظلمات في نفوسهم، تفضحها قسمات وجوههم، وظلام في ديارهم لاتخطؤه عين، وسواد في ما يستقبلونه من مستقبلٍ وأيام، من يُخْرِج فيها منهم يده لم يكديراها، ومن يتعلق منهم عندها بسبب من أمله غرّره وانقطع به، ومن ينظر منهم في صفحة الغد عُمِّيت عليه أموره، ولن يجد عند الشدائد إلا الخذلان والهوان (ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرِمٍ).

وإلى النظام العلوي النصيري وكل نظام على شاكلته، ونحن نستغفر الله من ذنب سلطهم به علينا، نقول لكم وكلنا ثقة في الله ربنا(قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوِّي ومن اهتدى).

إن الفجر قد لاح، وإن الحُلم قد انتهى،(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة يوم الجمعة الثامن من شهر رجب 1429هـ الموافق 11 من يوليو تموز 2008م





http://www.jabhaonline.org/ArticlesImages/stamp.gif



http://www.jabhaonline.org/viewpage.php?Id=1700