تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استغلال الفتاوي الخاطئة في ضرب الإسلام _ كالزواج دون ولي



al_muslim
08-07-2008, 07:50 PM
]السلام عليكم ورحمة الله
إن فتوى أبي حنيفة تلك ، قال بها الإمام والأرجح أنه لك يكن يعلم بقية الأحاديث ( بخلاف أئمة المذهب) في الموضوع لأنه كان عليه أن يبين رد الأحاديث المعارضة لفتواه سندا أو متنا ..وبما أنه لم يأتِ على ذكرها فهذا أحد أمرين إما أنه علمها ولم يكن عنده رد عليها وهذ يدل على ضعف فتواه . وإما ( وهذا الأرجح) أنه لم يعلم بها ، وعلى كل حال فإن المسألة هذه لم تعمل بها الأمة ( كأمة) لا لسبب إلا لأنها خطأ . وهي مخالفة للفطرة السليمة ويرفضها العقل السليم حتى عند غير المسلمين ..
وبما أن العمل بهذه الفتوى لم يكن في الأمة على مستوى كبير أو حتى على مستوى جدير بالذكر ، فإن ضرر هذه الفتوى لم يحصل ولكن الآن سوف يُعمل به على مستوى كبير وعام وإليك بيان ذلك
إن من أهم وأكبر أهداف أعداء المسلمين في المسلمين أن ينهار المجتمع عن طريق انهيار الروابط والتماسك الأسري وذلك بالعمل على انتشار الفواحش بين المسلمين
وهذا الهدف حتى أنه كان هدف إبليس نفسه من أكل آدم وزوجه للشجرة ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ..)
وأمر العمل على نشر الفاحشة بدأ مع هدم الخلافة وحين احتل الصليبيون بلادنا وبدؤوا بالعمل على هذه الغاية مستغلين تقدمهم في السينما والتلفاز عن طريق الأفلام والسفهاء من الممثلين والممثلات حتى نجحوا في ضرب مفاهيم العفة والقيم التي كان عليها المسلمون مئات السنين .. وما هو معلوم عند كل مسلم ..
الأمر المختلف أن الاستعمار والكفر الصليبي قد غيّر أسلوبه في السنوات الأخيرة
فقد كان يحاول تضليل المسلمين من خلال إبعادهم عن الدين ونشر المفاهيم التي تتجلى في ( الدنيا حلوة) اسعد بها – لم لا نستغل شبابنا وزهرة عمرنا في نيل أكبرحظ من الانبساط والسرور ؟؟
ولاحظ ذلك مما كان ينشر في الإعلام في فترة الجيل السابق ..
حتى أنك قلما تجد في بلاد المسلمين ( خاصة بلاد الشام ومصر) أمرأة محتشمة وانعدم تقريبا لباس الجلباب والعباءة النسائية إلى حد كبير ويعي ذلك من عاش منذ خمسين عاما .
ثم إن الأمة سرعان ما خفَتَ عندها الأنبهار بأضواء الغرب وعاد لينتشر فيها اللباس الإسلامي وعاد الشباب ليرتادوا المساجد ودرجت موضة توبة الممثلين والممثلات وووو الخ
وهذا اقتضى تغيير خطة الغرب في التضليل ..
لقد اصبحت الخطة الجديدة تقتضي أن يضللوا المسلمين باسم الإسلام لأنه لا جدوى من إبعادهم عنه إذا فليستغلوا سلطتهم في نشر الضلال ب( فتاوي) إما بالتفتيش عما يناسبهم في الكتب القديمة أو باستغلال صنائعهم وربائبهم من المشايخ الذين يحملون جهلا مركبا وضلالا منمقا بثوب الإسلام
ولهذا فإن نشر فتوى أبي حنيفة في أن الزواج دون ولي صحيح شرعا ، هي فتوى يقصد توظيفها في تشريع الزواج المدني ، فما الفرق بينهما ؟
اتفق شاب مع فتاة وذهبا إلى ( كاتب عدل) فتزوجا وليس من مشكلة في إيجاد شاهدين ، ثم يجرّم القانون الأب إذا حاول الإخلال بأمن هذين الزوجين الشرعيين ( دينا وقانونا ) وهكذا نقترب رويدا رويدا من تطبيق ما هو مطبق في أمريكا وأوروبا لأنه بعد فترة لن يكون ضروريا أن يكون العقد عند كاتب عدل فالأيجاب والقبول في حضور شاهدين يكفي .. ومن ثم تتفلت القصة فلا تعلم هذه التي تسير مع هذا أزوجة أم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فبشرهم بعذاب إليم ... الآية )
انظر اليوم أي كارثة نزلت في الأمة أصبح التعليم الديني بيد أعدائنا فمنهم من يذهب إلى ( السربون) ليتعلم دينه . وماذا عليه فلو تعلم في بلاد المسلمين فإن سفراء ( السربون) هم الذين يضعون مناهج التعليم ويوافقون على الكتب ..
وفي كل بلد إسلامي يسندون أمر الدين إلى جاهل يلهث وراء الدنيا ويبيع دينه بعرض من الدنيا أو منافق عليم اللسان ،
فترى في بلاد المسلمين موجة تضليل محبكة حبكا متينا غايتها ضرب أعلام العلماء المجاهدين لتسويد سمعتهم وإبعاد المسليمن عن كل عالم لم يخضع لطاغوت ولم يداهن كابن تيمية رحمه الله وابن القيم هؤلاء الرجال الذين قل أمثالهم انظر كيف يُحاربون في جميع بلاد المسليمن في سوريا مباشرة وفي لبنان حمل لوا ء الحرب عليهم نيابة عن النظام السوري ما يسمى بالأحباش وحتى في السعودية بدأت المناهج الجديدة بحربهم هم وسيد قطب رحمه الله وإمعانا في الجهل يحذرون الناس من مجرد قراءة كتبهم وما يربط بينهم إلا أمر واحد فقط وهو قولهم الحق وعدم خضوعهم لطواغيت زمانهم فضربهم هو ضرب أمثلة يرفع بها التاريخ رأسه .
فانظر كيف يجادل أحدهم عن عالم غابر لا تضر فتاويه طواغيت زماننا دفاعا مستميتا حتى لو خالف كل عقل ونقل ، رجل أخطأ يأبون أن يقولوا أنه أخطأ
وأما هؤلاء العلماء الأفاضل الأجلاء فإنهم يفتشون بين ثنيات كلامهم عن أي خطأ ليكبروه ويظهروه ليركبوا موجة العصر وينالوا رضا الفجرة مع أنه لا كتاب دون أخطاء حاش القرآن .
فأفيقوا ايها الناس فإن القرآن فيه آيات قد فُسرت
وفيه آيات تُفسر الآن
وفيه آيات لم تفسر بعد
فلا بد لكل عصر وكل زمان من عالم ومجتهد ومفسر ، فإن ما نعيشه نحن اليوم لم يره أبو حنيفة والشافعي فلا بد لنا من عالم يعيش واقعنا وينزل الآيات على أحداث زماننا ، فأي جهل أن نحصر الإتباع بعلماء قضوا منذ آلاف السنين ، وما المانع أن يوجد اليوم علماء مثلهم وحتى أحسن واعلم , آلذي خلقهم لم يخلق مثلهم ؟؟
أم أن القرآن والسنة انتهوا منذ ذلك الزمان ؟؟
أم ما القضية ؟؟
إن الأمة منذ أن أغلق بابُ الاجتهاد ، ووُضع العلم في براد الأئمة الأربعة ، وهي لا تزال تهوي من حضيض إلى حضيض ومن تدهور إلى تدهور , حتى غشاها ذل يمارسه عليها أحقر الناس وأظلمهم ومع ذلك فهناك من الحركات الاسلامية والمشايخ من يركن إليهم ويتفاخر بالتقرب إليهم ، وحصول أفرادها على بطاقات المخابرات ، والتقَوّى على المسليمن بمن غضب الله عليهم ، ثم يأتي أحدهم ليتطاول على الذين ماتوا أو عذبوا وهم يرفضون أن يتلفظوا بكلمة ترضي الطواغيت وتغضب الله تعالى ..
ربما يتبع إن شاء الله تعالى .

العمر
08-07-2008, 08:06 PM
بارك الله فيك وجزاك عنا وعن المسلمين كل خير
والله كلام يكتب بماء من ذهب ولكن أين من يعي و يفهم
الناس أصبحت تقدس العلماء في هذا الزمان، أقصد بعض العلماء ولا حول ولا قوة الا بالله.

معتز بدينه
08-08-2008, 01:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الحمد لله منشئ الخلق من عدم ثم الصلاة على المختار في القدم
مولاي صلّ وسلم دائما ابدا على حبيبك خير الخلق كلهم

ان من المضحك والمبكي في آن ان يقوم احدهم وان يطعن في امام من ائمة المسلمين الذين قال فيهم الامام الشافعي: الناس عيال على ابي حنيفة في الفقه.
هذا المتكلم لا يدري كيفية تعامل ابي حنيفة مع الاحاديث ولا يدري طريقته في ترجيحه للاحاديث ولا يدري مدى التشدد الذي كان عند ابي في تقرير المسائل. فان ابا حنيفة رحمه الله لم يكن ينظر في الامور لوحده كما هو حال بقية ائمة المذاهب بل كان يحضر مجلسه لتقرير المسائل حوالي ثلاثون عالما منهم علماء العربية وعلماء الفقه وعلماء الحديث مع انه رحمه كان عالما بالقرآن حافظا له يتلوه كله في ركعة واحدة وعارف بالحديث معرفة من قرب عهده بالمصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعارف بمسائل الاتفاق والاختلاف معرفة من طالت مدارسته الفقه مع فقهاء الصدر الاول... اي تستطيع ان تقول كانت حلقته بحق اول مجمع فقهي كبير فيه يتكلم فيه مختلف العلماء ويبدون آراءهم فهذا يعترض على هذا الحكم وذاك يؤيد وذاك يبدي رأيا آخر والامام يستمع لهم ويناقشهم , وكانوا عندما يتفقون على امر كانوا يرجعون ليعيدوا التناقش فيه مرة اخرى حتى يحصل الاطمئنان اليه فيأمر ابا حنيفة رضي الله عنه بعد ذلك بكتابة هذا الاجتهاد وعادة بعد ثلاثة ايام من الاتفاق اذ لعله يطرء امر جديد
كحديث اغفلوه او ما شابه وليس ذلك الا لشدة حرصه على الحق واتباعا له.

قال الخطيب في تاريخه : (14-247): ان علي بن محمد النخعي حدثهم قال: حدثنا نجيح حدثنا ابن كرامة قال: كنا عند وكيع يوما فقال رجل: اخطأ ابو حنيفة. فقال وكيع: كيف يقدر ابو حنيفة يخطئ ومعه مثل ابي يوسف وزفر قي قياسهما, ومثل يحيى بن ابي زائدة وحفص بن غياث وحبان ومندل في حفظهم للحديث, والقاسم ابن معن في معرفته باللغة العربية, وداود الطائي وفضيل بن عياض في زهدهما وورعهما؟ من كان هؤلاء جلساؤه لم يكد يخطئ لانه ان اخطأ ردوه) ويليه قول ابي حنيفة( اصحابنا هؤلاء ستة وعشرون رجلا...)

فمجلس ابي حنيفة مجلس شورى تلقته جماعة عن جماعة الى الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين, بخلاف سائر المذاهب فانها مجموعة آراء لائمتها.
قال ابن العوام : حدثني الطحاوي, كتب الي ابن ابي ثور قال : اخبرني نوح ابو سفيان , قال لي المغيرة بن حمزة : كان اصحاب ابي حنيفة الذين دونوا معه الكتب اربعين رجلا, كبراء كبراء)
وقال ايضا: ( كانوا يختلفون عند ابي حنيفة في جواب المسألة فيأتي هذا بجواب وهذا بجواب ثم يرفعونها اليه, ويسألونه عنها فيأتي الجواب عن كثب وكانوا يقيمون في المسألة ثلاثة ايام ثم يكتبونها في الديوان)

قال الموفق المكي في مناقب ابي حنيفة : (وضع ابو حنيفة مذهبه شورى بينهم , لم يستبد فيه بنفسه دونهم , اجتهادا منه في الدين, ومبالغة في النصيحة لله, ورسوله والمؤمنين. فكان يلقي المسائل مسألة مسألة , ويسمع ما عندهم , ويقول ما عنده, ويناظرهم شهرا, او اكثر, حتى يستقر احد الاقوال فيها , ثم يثبتها ابو يوسف في الاصول , حتى اثبت الاصول كلها. وهذا يكون اولى واصوب , والى الحق اقرب , فالقلوب اليه اسكن, وبه اطيب من مذهب من انفرد, فوضع مذهبه بنفسه, ويرجع فيه الى رأيه) اه.

فانظر هذا الكلام وانظر الى ما جاء به هذا المتعالم من ان ابا حنيفة ما كان يعرف الاحاديث او انه اخطأ فيها...!!
هذا قول واحد لا يفهم مذهب ابي حنيفة ومع ذلك يطلع علينا ويريد منا ان نخطئه وهو بعد ما زال صغيرا لا يصلح لان يكون حاجبا عند ابي حنيفة لو كان في ايامه فضلا عن ان يكون من تلاميذه.

والاغرب والابشع ان يقوم برد هذه الفتوى لانها بزعمه تؤدي غرض الغرب الصليبي في تفتيت المسلمين! لانه يحق لنساء المسلمين بالتالي ان يتزوجن بأنفسهن!!
طيب لماذا صاحبنا لا يعمم ذلك على باقي الامور؟
مثلا المرأة في الاسلام لها ان تبيع وان تشتري ولها ان تتجار وان تتصرف باموالها دون اذن من غيرها ولها ان تدرس وان تتعلم وان تعمل ( وان كان بقاؤها في منزلها افضل لها) فهذا كله لم يحرمه الاسلام, فهل لانه يحق لها فقط ان تتزوج بنفسها اصبح الامر يؤدي الى دخول الصليبيين علينا وتدميرهم لمجتمعاتنا؟؟!
هذا اغبى رأي سمعته في حياتي , فالسادة الاحناف هم اشد الناس حرصا على النساء ومجتمعاتهم من اشد المجتمعات تحفظا, انظروا الى باكستان والطالبان فاكثرهم احناف ماتريدية وهم اشد الناس حبا للستر وغيرة على نسائهم. فما بال الصليبيين لم يدخلوا اليهم من هذا الباب ؟

رحمك الله يا ابا حنيفة فقد آذوك حيا وآذوك ميتا من قبل اناس لم يعرفوا قدرك ولم يفهموا منهجك...

مقاوم
08-09-2008, 06:42 AM
أخي المعتز بدينه
المسألة ليس لها علاقة بشخص الإمام أبي حنيفة رحمه الله وإن كانت حميتك له وغيرتك عليه تشكر لك فلم يتعرض أحد للإمام أو شكك بعلمه، وإنما مدار النقاش يتعلق بجزئية هامة في فقه النكاح قام الدليل فيها يعارض اجتهاد أبي حنيفة فليس علينا نحن كمسلمين إلا أن نقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

ولو كان الإمام أبو حنيفة بيننا لما حاد ذلك فلا تكن ملكيا أكثر من الملك.

عزام
08-09-2008, 07:07 AM
انا اوافق الاخ مقاوم في قضية هذه الفتوى بالذات فعدى ان ادلتها مرجوحة فهي لا تحقق مقاصد الشريعة الا في حالة تعسف ولي الامر .

معتز بدينه
08-09-2008, 10:46 AM
قلت اخ مقاوم:
أخي المعتز بدينه
المسألة ليس لها علاقة بشخص الإمام أبي حنيفة رحمه الله وإن كانت حميتك له وغيرتك عليه تشكر لك فلم يتعرض أحد للإمام أو شكك بعلمه، وإنما مدار النقاش يتعلق بجزئية هامة في فقه النكاح قام الدليل فيها يعارض اجتهاد أبي حنيفة فليس علينا نحن كمسلمين إلا أن نقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.

ولو كان الإمام أبو حنيفة بيننا لما حاد ذلك فلا تكن ملكيا أكثر من الملك.
وقال الاخ عزام :
انا اوافق الاخ مقاوم في قضية هذه الفتوى بالذات فعدى ان ادلتها مرجوحة فهي لا تحقق مقاصد الشريعة الا في حالة تعسف ولي الامر

بارك الله فيكما وبعلمكما وبحكمتكما.
وانا معكما في هذه المسألة اخوتي ولكن دعونا لا نتهم الرأي الآخر بالجهل والخطأ وانه سبب في تغلغل الغرب الصليبي لمجرد رأي فقهي, فاذا كنا نطعن بائمتنا ونتهمهم بالتقصير فاي خير فينا؟
غدا يمسكها علينا اعداؤنا من الروافض وغيرهم وينطلقون منها لتخطئة المناهج الاسلامية جمعاء.فاذا كان ابو حنيفة اخطأ هنا واخطأ الشافعي ومالك في مسألة الوضوء من اكل لحوم الابل وغيرها وغيرها... فان ذلك سيسبب تهاونا في قيمة علمائنا حتى تصبح آراؤهم واجتهاداتهم موضع شك وسيجد اعداؤنا وسيلة للطعن بهم وبعلومهم فنكون كمن يقضي على نفسه بنفسه, كل ذلك لاننا اخذنا برأي بشر المريسي المعتزلي من ان المصيب في المسائل الخلافية الظنية واحد مع ان رأي المحققين والاصوليين من اهل السنة كابي حامد الغزالي رحمه الله ان الكل مصيب حسب اجتهاده وانه لا يبعد ان يكلف الله من حاز آلة الاجتهاد وعمل طاقته في تقرير المسائل والبحث فيها ان يعمل باجتهاده وان يبيح للعامي اتباعه فيها وان كان غيره من المجتهدين لهم آراء اخرى. فلا يبعد ان يكون قول جميعهم مقبولا عند الله حسنا عنده, فهذا الرأي اسلم من قول ان فلانا اخطأ والآخر اصاب في مسائل ظنية لا حكم فيه معين بالنسبة الينا, فالذي يخطئ فلانا في مسألة ويدعي ان الرأي الفلاني هو صحيح , ما ادراه ان في رأيه معنى غفل عنه او ان مخالفه قاسه على احاديث اخرى غفل عنها من يتبع رأيه؟

بل لعل قائل يطلع علينا ويقول : ما ادراكم لعل هنالك رأي اصابه بعض المجتهدين في اقاليم بعيدة فافتوا به وهو الصواب عند الله , ثم اندرس من الوجود, وان باقي المجتهدين ما بلغهم ذلك فلعل الحكم المعين عند الله هو ذاك واجتهادات باقي الائمة خطأ, فانتم تتعبدون خطأ, خاصة وان آراء الكثير من المجتهدين اختفت من الوجود بزوال اصحابها ولعدم كتابة اجتهاداتهم, فما بالكم تتعبدون باقوال البعض دون هؤلاء فلعلها خطأ !!
فهذا وامثاله قد يمسكها علينا اعداء الدين والملاحدة حتى ينسبوننا للخطأ والجهل , فأمامهم أنتمسك بقول من قال ان المصيب واحد ونترك الاقوال الاخرى من ان الكل مصيب بدعوى ان هذا ما نراه حقا؟

al_muslim
08-09-2008, 07:23 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
ولكن دعونا لا نتهم الرأي الآخر بالجهل والخطأ
إن من الظلم والفجور أن نكبّر خطأ الطرف الآخر لنظهر بشاعته
فأين في كل حديثنا أتهمت أبا حنيفة بالجهل ؟؟
فاذا كنا نطعن بائمتنا ونتهمهم بالتقصير
أليس هذا افتراء محضا وهل القول بأن فلانا أخطا هو طعن فيه ؟؟ إذا كان كذلك فإن ابن عباس رض الله عنه ( حسب فهمك) قد طعن بعثمان
وبلالا قد طعن بعمر رضي الله عنهما
و............و..................و.. ............ الخ
إنصف أيها الرجل ولا تزد من عندك .
ثم إن الله تعالى قد أمرنا بقول الحق وأن لا نخاف في الله لومة لائم
فإذا أردنا أن نحكم فلنحكم بالعدل مبتغين وجه والله وحده وخائفين من الله وحده لا أن نقول ونحن نخاف الغرب ونخاف اللائمين ونخاف أن يُقال عنا ..
ولماذا لم تخف من الغرب وأنت تجهّـل أئمة أجلاء وتتهمهم بالحشو كابن تيمية وابن القيم والشوكاني ..
لماذا لم تخف فيهم من الأعداء ولا من الله تعالى ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا فرحة أعداء المسلمين بتسخيفنا لأئمة كانوا منارا في التصدي للظالمين وقدوة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بتحطيمهم رؤوس المشعوذين والصوفيين والذب عن سنة سيد المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

طرابلسي
08-09-2008, 10:35 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة منكم أيها الاخوة فلم اجدكم أحققتم الحق وأبطلتم الباطل وكأن لسان الحال يقول رقع يا مرقع
ربما تغيرت سياسة المنتدى مما جعل البعض يترك زعلا مما شاهدوه من مقص الرقيب فلم يعد يعرف للمنتدى منهجا او تعريفا وكل يصله بكاتب ما حسب مدى قربه من المشرفين وبعده عنهم فيوصم الموقع به
بداية أقول للمعتز بدينه .... لو كنت حقيقة معتزا بدينك لاتبعت كتاب الله وصحيح سنة نبيك بدلا من الانتصار لآراء الرجال فيما خالفوا فيه قول الله وقول الرسول بما لا طائل تحته فقد قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ) وقال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
وقال تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
وإذ اجدك لا تعرف الله إلا من خلال الرجال وحسب ما املاه عليك شيخك الحبشي وأضرابه من آل جهم وآل جعد ....
فإن دين الله لا يعرف بالرجال بل بمعرفة الحق تعرف اهله والكل يؤخذ من قوله ويرد عليه فليس أبي حنيفة بمقدس وليس الشافعي بمعصوم وليس المالكي بكتاب منزل وليس الحنبلي بنبي مرسل
هم بشر وأعلام هذه الأمة ولهم فضائل على رؤوسنا ولا ننكرها عليهم
ولكن هذا لا يمنعنا من القول أن الشافعي أخطأ حين قال بجواز زواج ابنته من ولد الزنا لفقدان شرط صحة النكاح
وبقوله إتيان المرأة من دبرها في إحدى قوليه
ولا يمنعنا من القول أن أبي حنيفة اخطأ حين قال بجواز الصلاة بالنجاسة التي مقدارها درهم بغلي ولو تعلم حجمها لقلت هذا خراء كامل أو بقوله مثل هذا القول الذي يرد عليه المسلم مع حفظ مكانته طبعا والأمثلة كثيرة جدا تكاد لا تحصر
ولسنا هنا بمعرض ما خالف به صحيح السنة والتي لم تصله يوما بل أخذ بالرأي والقياس حتى لقب بزعيم مدرسة الرأي رحمه الله !!
وبمثله نقول اخطأ الإمام مالك حين بدع من يصوم الست من شوال وغيرها !!!!


فمن كان متبعا لهؤلاء الأئمة الإعلام فليتبعهم بما صح عنهم أن قالوا ( لا يحل لأحد أن يأخذ مني دون أن يعلم من أين أخذت )
ولقول الشافعي ( انا بريء في حياتي وبعد مماتي من أي قول قلته وقد ثبت خلافه عن رسول الله ) وبقوله فاضرب به عرض الحائط
وبمثله قول الإمام احمد كل ما صح عن النبي فهو مذهبي ...
ولقول الإمام مالك رحمه الله ( الكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر وأشار بيده إلى قبر الرسول )
والصحابة يخطئون والآثار الكثيرة تدل على ذلك ( أتدري فيما نزلت يا نافع ..... في كذا )
والرسول يخطئ في أمور الدنيا ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) وعصمته في النبوة والتشريع مثبتة من الله وبوحي ينزل عليه تترا وهذا من العقيدة التي لا يصح إسلام بدونها


لذا أقول ليس في كلامي ولا كلام المسلم انتقاصا من أحد بل الحق أحق أن يعرف فيتبع
فمن لم يعجبه كلامنا فليأت بدليل يخالف ما قلناه
فلا قدسية لبشر أبدا سوى رسول الله


واللافت في الامر ان جماعة الأحباش يجيزون لأنفسهم تخطئت معاوية وربما شتمه وهذا علمته من أحد أركانهم
وأيضا يجيزون إتيان المراة في الدبر لقول ابن عمر ........ فالخلاف عندهم يبيح المحرمات بقولهم افتراء على النبي ( اختلاف العلماء رحمة ) فبفتوة فلان حرام وبفتوى علان حلال وانت بالخيار !!!!!!!!!!!
وأبشع ما سمعت من فتوى لم تخطر على بال إبليس قولهم ( قل هو ذى)الآية فتواهم علة التحريم الأذى و بلبس الواقي ينتفي الأذى :)
وكما قال العز عبد السلام والجويني وغيره من تتبع زلات العلماء تزندق وفي رواية اجتمع به الشر كله وفي رواية اختلق دينا جديدا


والمضحك المبكي الذي افتراه المعتز بتقديس الرجال أنه قال أن (أبو حنيفة )كان يقوم الليل يقرأ كتاب الله كاملا من ليلته !!!
لا أدري هل الناس تؤجر عقولها أم ليس لديها عقول أم هي محشوة تبن !!!! ألم يفهم الناقل أنه من المحال قراءة كتاب الله في ليلة كاملة هل يقرأ أتوماتيكيا أم هو أسرع من البرق ؟؟ أم هل عقل ما قرأ ؟؟؟ ثم متى بدأت ليلته ومتى انتهت وهل هي صيفا أم شتاء ألم يلاحظ الوضع في هذا النقل !! أم لم يصله نهي الرسول عن قراءة القرءان دون الثلاث فلطالما قلنا أنه محدث فلماذا لم يتبع الحديث ام لم يثبت عنده أو ماذا ؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!


إذن فالحق بهذه المسألة أنه ليس بمحدث رحمه الله بل هو فقيه له أفضال على الأمة الإسلامية مكانته محفوظة وجميع علماء الأمة امثال أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم من اعلام الامة كابن حزم وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير كثير كثير ولله الحمد


ولا ندعي العصمة لأحد منهم إنما تعرض أقوالهم على الكتاب وصحيح السنة بفهم أعلام من طبقتهم فما وافق الدليل أخذنا به وما خالف الدليل أحجمنا عنه على ان لا نعتبره شرعا متبعا وتبقى مكانتهم ومحبتهم محفوظة في قلوبنا


ومما لا شك فيه أن مسألة الاجتهاد له ضوابطه وادواته وليس كل إنسان يمكنه مناطحة العلماء في ذلك
لكن هذا لا يمنع المسلم المتبع للدليل أن يتحرى الفتاوى بما ترجح لديه من أدلة حتى يكون متعبدا لله على بصيرة وليس عن جهل وتقليد جامد كما يروج له أهل البدع والانحراف
لقد اتخذ الناس في هذه الأيام أفهام غيرهم بدلا من تحريكها لفهم النصوص والعمل بها وكأن لسان حالهم يقول نحن برقبتهم فلما نتعب انفسنا فقد وجدناها جاهزة أي الفتوى فهي حلالا عن المذهب الفلاني نعمل بها وتلك حراما بالمذهب الآخر نفتي مبغضينا بها نكاية بهم حتى يصبح الدين في حياة المسلم طلسما لا يعرف حلاله من حرامه لربما كان حلالا بمذهب آخر !!


لقد أمرنا الله عزل وجل في كتابه الكريم وعلى لسان نبيه الأمين أن لا نتبع الآباء والأجداد فيما قالوه أو نتبع الاحبار والرهبان فيما أفتوه أو نقبل قولا يخالف نصا صريحا أو أثرا واضحا جليا أكان حنفيا أو حنبيلا أو شافعيا فلن يحاسبنا الله عن عدم اتباع الشافعي أو الحنفي في هذه المسألة أو تلك بل سيحاسبنا بأن خلق لنا السمع والبصر والفؤاد لنعمل بهم فعطلناهم واستأجرنا غيرهم .... بل سيحاسبنا إن لم نتبع النبي فيما صح عنه
فما لم يكن مبين على أساس صحيح من كلام الله أو من كلام انبياءه فلم يجعل الله قدسية وعصمة إلا لكتابه جل في علاه على عرشه في سمائه كما يليق بجلاله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير


إن المقلد لا ينجو من فعلته يوم القيامة إلا بعد أن يبذل كل ما بوسعه لمعرفة الحق بالمسألة من أفواه العلماء بأدلتهم الإجمالية بداية ثم ليترتقي المسلم بعدها إلى معرفة الأدلة التفصيلية فإن التقليد المذموم هو قبول قول الغير بلا حجة ولا دليل


فمن استطاع كيف يبيع البطاطا والبندورة بمواسمها وزوزقتها فمن باب أولى معرفته أحكام الدين فيما يتعلق بذمته وليفسح المجال لأهل الكفاية بكفايتهم
فمن كان امعة لا يحسن لا بيع ولا شراء ولا مخاطبة الناس ولا زواج فقد يعذر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله في ركوعك وسجودك وقيامك ( للذي لا يعقل حفظ أم الكتاب )
فلا أدري كم مقدار هذا الصنف في الأمة !!!! أم الأمة كلها مثل هذا كما يريد صاحبنا المعتز بتقديس الرجال ؟؟؟


لذا أقول لا نقلد الرجال في ديننا فبمعرفة الحق نعرف الرجال والكل يؤخذ من قوله ويرد عليه
وضابط ذلك أن نقوم بجمع الأدلة في المسألة الواحدة ثم نحقق بأسانيدها ونفهم متونها بفهم علماءنا الثقات لطالما لا نمتلك أدوات المجتهد فما ثبت دليله بنص الآية و صحيح السنة والأثر نقول به ونعمل عليه
دون انتقاص من مكانة القائل فالعالم مكانته محفوظة واتباعه واجب فيما أصاب به وما دون ذلك نقول كما أرشدونا إليه من قبل اضرب به عرض الحائط
فمن كان كذلك فهو متبع ومن كان غير ذلك فإما امعة أو مقلد جامد فاشل والأخير على خطر عظيم وخصوصا إذا قلد بدينه في العقائد
والله من وراء القصد







ملاحظة : هدى الله من جعلنا نخوض في هذه المسألة بهذا الشكل أو أراحنا الله منه وأخزاه من كانت سريرته خبيثة حاول من خلالها استدراجنا لنذكر بعضا من أخطاء علماءنا الأجلاء مع حفظ مكانتهم وأفضالهم ولبيان أن لا عصمة لأحد إلا لرسولنا الكريم فيما يبلغه عن ربه


ويتبع بإذن الله بيان منصف بحق إمامنا الكبير _ أبو حنيفة رحمه الله تعالى -لا نبخسه حقه ونذكر محاسنه وأفضاله وما له وما عليه
والله من وراء القصد

طرابلسي
08-09-2008, 10:38 PM
أبو حنيفة بين الجرح والتعديل


أبو حنيفة (http://www.ibnamin.com/abu_hanifa.htm) –رحمه الله– إمامٌ فحلٌ صاحب مدرسة فقهية كبيرة لها وقعها الكبير قديماً و حديثاً. و قد اختار ابن تيمية كثيراً من أقواله، جمعها أحد الاخوة في جزء. وهو من أذكياء العالم، لا يستريب في هذا أحد! وأبو حنيفة هو إمام علم في الفقه والاستنباط، وإمام في الزهد والورع. ولا يعيبه أن تكون بضاعته في الحديث مُزجاة، أو أنه لم يُذكر في عداد أهل الصناعة والدراية. ومن قال ذا يعيبه؟ فهذا الشأن لكل من انصرف لفن دون آخر.
وأما كونه ضعيفاً في الحديث فلا يجرح في إمامته في الفقه والدين. فكم من فقيه جليل لا يعتد بروايته للحديث، كما أنه كم من محدث جليل لا يقيم الفقهاء لرأيه واستنباطه وزناً. وكل علم يسأل عنه أهله. وإذا كان الراوي أحياناً يكون ثقة في روايته عن شيخ، وضعيفاً في روايته عن شيخ آخر، أو يكون ثقة في روايته عن أهل بلد، وضعيفا في روايته عن أهل بلد آخر، فكذلك يكون الرجل ثقة في روايته لعلم، وضعيفاً في روايته لعلم آخر.
قال الذهبي في السير (5|260) في ترجمة عاصم: «وما زال في كل وقت يكون العالم: إماماً في فن، مقصراً في فنون. وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتاً في القراءة واهياً في الحديث. وكان الأعمش بخلافه: كان ثبتاً في الحديث، ليّناً في الحروف. فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب "المنهج" وغيره، لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر. والله أعلم».
والأحناف في كل كتاب حديث تقريبا يضيعون مساحة شاسعة منه للدفاع عن أبي حنيفة وإثبات أنه ثقة. بل ويغيرون كل علم الجرح والتعديل حتى يحصلون على تعديل إمامهم. وكل من جرح أبا حنيفة يصبح متعنت أو مجروح. والعكس بالعكس.
يا من تنشدون الكمال لأبي حنيفة من كل وجه، لقد سودتم الصحيفة بِرَميِكُم المحدّثين بالتعصب والحسد. وبهذا أسقطتم كبار القوم للدفاع عن رجل واحد، اعترف له الكل بفضله وتقدمه في فنه، ونطق المحدثون بضعفه في الحديث، وفق ما تقتضيه الأمانة والديانة، ودلّ على ذلك الشواهد والواقع. أمانة حملوها فوق أعناقهم، لم يسعهم السكوت عنها. ما أتوا ظلماً ولا هضماً. بل أنزلوا أبا حنيفة منزلة غيره من المحدثين، ممن لا يُحصون عدداً، مروا جميعهم على ميزان النقد. لم يحابوا والداً ولا ولداً، شريفاً ولا وضيعاً، أميراً ولا وزيراً. إنها الأمانة والعدالة، صيانة لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فلماذا ترون هذا واجباً في حق جميع الرواة دفاعاً عن السنة، وترونه ظلماً وحسداً في حق فردٍ واحد؟ أليس هذا هو التعصب؟

الثناء على أبي حنيفة:
أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي (أبو بكر العطار، ثقة)، قال: سمعت حمزة بن علي البصري يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي (http://www.ibnamin.com/shafi.htm) يقول: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وقال حرملة بن يحيى: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: «من أراد أن يتبحر في الفقه، فهو عيال على أبي حنيفة». قال: و سمعته -يعني الشافعي- يقول: «كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه».
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6|404): قال حفص بن غياث: «كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر، لا يعيبه إلا جاهل». وقال الذهبي أيضاً: وروي عن الأعمش أنه سئل عن مسألة، فقال: «إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت، وأظنه بورك له في علمه». وقال جرير: قال لي مغيرة: «جالس أبا حنيفة تفقه، فإن إبراهيم النخعي لو كان حيا لجالسه». قلت –أي الذهبي–: «الإمامة في الفقه ودقائقه، مسلّمة إلى هذا الإمام. وهذا أمر لا شك فيه». انتهى. وقال الذهبي عنه: «برع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه، وتفريع المسائل، وتصدر للاشتغال، وتخرج به الأصحاب». ثمَّ قال: «وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء، والأولياء الأذكياء، مع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة، وقيام الليل رضي الله عنه».
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (10|110): «الإمام أبو حنيفة... فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة، وهو أقدمهم وفاة». وقال ابن العماد في "شذرات الذهب" (1|228): «وكان من أذكياء بني آدم. جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء. وكان لا يقبل جوائز الدولة، بل ينفق ويؤثر من كسبه». ويروى عن سفيان الثوري –كما في الفقيه والمتفقه (2|73)– قوله: «كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه».
وقال محمَّد بن مُزاحِم: سمعت ابن المبارك يقول: «أفقَهُ الناس أبو حنيفة. ما رأيتُ في الفقه مثله». وقال ابن المبارك أيضاً: «لولا أن الله أعانني بأبي حنيفة وسفيان، كنت كسائر الناس».

توثيق أبي حنيفة:
لم أجد من وثق أبا حنيفة من المحدثين إلا ابن معين (ولم يصح) وابن المديني، وسائر ما يذكر في ترجمته من الثناء إنما هو في علمه وفضله ورأيه. وقد جاء عن ابن معين وابن المديني تضعيفها لأبي حنيفة، وهو ما يخفيه الأحناف ولا يذكرونه! وإليكم كلامهما:
ففي تهذيب التهذيب (1|401): قال محمد بن سعد العَوْفي (ضعيف) سمعت ابنَ معين يقول: «كان أبو حنيفة ثقةً لا يُحدِّث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يُحدِّث بما لا يحفظ». وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ (مجهول): سمعت يحيى بن معين يقول: «كان أبو حنيفة ثقة في الحديث». و قال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز (http://www.ibnamin.com/non_reliable.htm) (لم أجد فيه توثيق)، عن يحيى بن معين: «كان أبو حنيفة لا بأس به».
وقال ابن عبد البر في "الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء" (ص127): قال عبد الله بن أحمد الدَّورقي (مجهول): سئل يحيى بن مَعين وأنا أسمع عن أبي حنيفة؟ فقال ابنُ مَعين: «هو ثقةٌ ما سمعتُ أحداً ضعَّفه (!!). هذا شعبةُ بن الحجاج يكتب إليه أن يُحدِّث، ويأمُرُه. وشعبةُ شعبة». وهذا الدورقي قد قال ابن حزم عنه في "حجة الوداع": «لا أعرفه». نقل هذا الذهبي في ميزان الاعتدال (8|132) مقراً له. وقال الحسيني في الإكمال (1|237): «فيه جهالة». والمقولة منكرة لما نعلم من ذم شعبة لأبي حنيفة.
فإذا عرفنا أن توثيق ابن معين لأبي حنيفة لم يصح، نذكر أنه قد صح عنه تضعيف حديث أبي حنيفة. قال ابن أبي مريم –كما في الكامل لابن عدي (8|236)–: سألت يحيى بن معين عن أبي حنيفة، فقال: «لا يكتب حديثه». وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة –كما في الضعفاء للعقيلي (4|285)–: سمعت يحيى بن معين وسئل عن أبي حنيفة، قال: «كان يضعف في الحديث». وقال محمد بن حماد المقرئ –كما في تاريخ بغداد (13|445)–: وسألت يحيى بن معين عن أبي حنيفة، فقال: «وإيش كان عند أبي حنيفة من الحديث حتى تسأل عنه؟!».
وعلى فرض صحة روايات التوثيق (وقد رأيت أنها لا تصح مطلقاً)، فيجاب عليها بأن ابن معين مشهور ميله لأبي حنيفة واستحسانه لرأيه، ولعل هذا التوثيق كان في أول أمر يحيى بن معين، ثم اطلع بعد ذلك على ما له من أوهام وأخطاء فضعفه في الحديث.
قال الإمام علي بن المديني: «أبو حنيفة روى عنه الثوري وابن المبارك، وهو ثقة لا بأس به». وقد جاء عنه التضعيف كذلك. إذ قال عبد الله بن علي بن عبد الله المديني –كما في تاريخ بغداد (13|450)–: وسألت –يعني أباه– عن أبي حنيفة صاحب الرأي، فضعفه جداً، وقال: «لو كان بين يَدَيّ ما سألته عن شيء». وروى خمسين حديثاً أخطأ فيها. انتهى.
قال المعلمي في التنكيل (1|358) جواباً عن توثيق علي بن المديني لأبي حنيفة: «كان من دعاة المحنة حنفية، وكانوا ينسبون مقالتهم التي امتحنوا الناس فيها إلى أبي حنيفة، ويدعون إلى مذهبه في الفقه، كما مرت الإشارة إلى طرف منه في ترجمة سفيان الثوري، فكأنهم استكرهوا ابن المديني على أن يثني على أبي حنيفة ويوثقه فاضطر إلى أن يوافقهم. وقد يكون ورّى فقصد بكلمة "ثقة" معنى أنه لم يكذب، ثم لما سأله ابنه أخبره بما يعتقد».

تضعيف أبي حنيفة:
يجب من الأول أن نفهم سبب تشدد السلف على الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه. فإن من منهج أهل السنة والجماعة أن الرجل إذا زل في بعض المواضع فإننا نستر عليه ذلك فإذا اشتهر نحذر من تلك الأخطاء والزلات دون أن نهدر عدالته. لكن زاد الكثير من العلماء على هذا أن من كثرت زلاته وجب إسقاطه مهما بلغت مكانته العلمية لأن هذا أسهل من التحذير من هذه الأخطاء. وكثير من هذا الطعن في أبي حنيفة تجد مثله في غيره من العلماء بما فيهم مالك والشافعي. لكن الذي حمى مالك من أن يسقطه أهل الحديث كونه يحتاج إليه جداً في الكثير من الأحاديث. وهذا أوضحه ابن عبد البر ببحث طويل في "جامع بيان العلم وفضله" وكذلك في "الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء" ليس هذا مكان ذكره.
نقل العلامة المعلمي اليماني في كتابه "التنكيل بما في مقالات الكوثري من الأباطيل" مواقف شديدة لبعض أئمة السلف من الإمام أبي حنيفة والتي كان يستدل بها الكوثري، وعلق عليها المعلمي اليماني أن من مذاهب السلف في إسقاط أخطاء الفقهاء: مذهب بإسقاط صاحب الأخطاء الكثيرة وتنفير الناس منه حتى لا يتبعوه، حتى لو كانوا يقرون بفضله على الأمة. وهذا ما نقمه الكوثري على بعض الأئمة المتقدمين لكون بعضهم عمل على إسقاط الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
ومذهب آخر بالترحم على أهل الفضل من العلماء الذين يقعون في أخطاء علمية، مع تعقب أخطائهم فقط حتى لا يقع فيها الناس. إلا أن هذا المذهب قد يشتد في الإنكار لعظم الخطأ في بعض المسائل، مع إبقاء أصل الاحترام مع نقل ذلك. فالصحابة رضي الله عنهم أجمعين ومن بعدهم من أئمة التابعين وغيرهم من السلف، لم ينقطع بينهم الولاء والقتال في صف واحد. ومع ذلك كانوا لا يتساهلوا فيما يمكن أن يحرف دين الأمة.
ومثال ذلك و الأمثلة كثيرة: ما جاء في صحيح مسلم من قول ابن الزبير لابن عباس –وهو من هو– حبر الامة، وفضله على الأمة جاري حتى الآن، وعلم ابن الزبير لا يقارن بعلم ابن عباس. قال له بخصوص مسألة زواج المتعة: «أفعل بنفسك (يقصد زواج المتعة) ولأرجمنك بأحجارك». رضي الله عنهم أجمعين. و قد كان يحدث بينهم ذلك لان الأمر كان عندهم دين يجب صيانته من التحريف. لكن لا يأتي أحد ويقيم ابن عباس من قول ابن الزبير عنه. فهذا غلط.
وبهذا نفهم سبب حدة بعض العلماء القدامى على الإمام أبي حنيفة رحمه الله. ثم استقر الأمر على إمامته في الفقه. لذلك لا تجد الفقهاء السلفيين كالذهبي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والمزي وابن عبد الهادي وابن عبد الوهاب إلا ويذكرونه بالخير.
قال ابن عبد البر في التمهيد (14|13) عن حديث "المتبايعان بالخيار": «وقد روي عن أبي حنيفة أنه كان يرد هذا الخبر، باعتباره إياه على أصوله، كسائر فعله في أخبار الآحاد: كان يعرضها على الأصول المجتمع عليها عنده، ويجتهد في قبولها أو ردها. فهذا أصله في أخبار الآحاد. وروي عنه أنه كان يقول في رد هذا الحديث: "أرأيت إن كانا في سفينة؟ أرأيت إن كانا في سجن أو قيد؟ كيف يفترقان؟ إذن فلا يصح بين هؤلاء بيع أبداً"! وهذا مما عيب به أبو حنيفة. وهو أكبر عيوبه وأشد ذنوبه عند أهل الحديث الناقلين لمثالبه، باعتراضه الآثار الصحاح، ورده لها برأيه. وأما الإرجاء المنسوب إليه، فقد كان غيره فيه أدخل وبه أقوَل، لم يشتغل أهل الحديث من نقل مثالبه ورواية سقطاته مثل ما اشتغلوا به من مثالب أبي حنيفة. والعلة في ذلك ما ذكرت لك. وذلك ما وجدوا له من ترك السنن وردها برأيه، أعني السنن المنقولة بأخبار العدول الآحاد الثقات، والله المستعان».
أهم الكتب التي ذكرت جرح أبي حنيفاً مسنداً هي:
1- تاريخ بغداد للخطيب.
2- المجروحون لابن حبان.
3- الكامل لابن عدي.
4- السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل.
وأظنها استوعبت الجرح كله، وبخاصة الأول. وبعض تلك الأقوال منصف وكثير منها غير منصف.

1– فقوم طعنوا في روايته وقلة حفظه وضبطه، وأن أبا حنيفة لا يميز بين صحيح الحديث وضعيفه.
وهذا أمر صحيح أجمع عليه علماء الحديث قاطبة، وذكروا أدلته. وسبب ذلك أنه كان اهتمامه منصباً على الفقه والاجتهاد والعبادة. وإذا روى الحديث رواه بالمعنى على إسلوب شيخه حماد. وقد اعترف الإمام به بنفسه. إذ أخرج الإمام ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8|449): عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (http://www.ibnamin.com/Manhaj/nasiba.htm)، عن أبي عبد الرحمان المقرئ، قال: كان أبو حنيفة يُحدثنا، فإذا فرغ من الحديث، قال: «هذا الذي سمعتم كله ريحٌ وباطلٌ». وقال الترمذي: سمعت محمود بن غيلان، يقول: سمعت المقرئ، يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: «عامة ما أحدثكم خطأ». وهذا سند صحيح كالشمس. وهو موافقٌ لكلام النقاد، واعترافٌ من الإمام بأنه ليس ضابطاً لحديثه. وهذا حمله عليه ورعه ومعرفته بقدر نفسه في الحديث، لأنه ليس من فرسان الأسانيد والعلل.
وقد اعترف الإمام الزيلعي (وهو من أكبر الحفاظ الحنفية) بضعف أبي حنيفة في حديث "نهى عن بيع وشرط". وهناك رسالة نوقشت قديماً بعنوان "الإمام أبو حنيفة بين الجرح والتعديل" نوقشت في جامعة أم القرى. وانتهى -كما قيل لنا- إلى أن أبا حنيفة من حيث الحفظ في مرتبة الصدوق. وأظنه بنى ذلك على تخريج الأحاديث المروية من طريق أبي حنيفة.

2– وقوم طعنوا فيه لما يرجع إلى العقائد و الكلام في الأصول.
وهذا باطل. ولم يخالف أبو حنيفة السلف الصالح إلا في مسألة الإرجاء، إذا وافق شيخه حماد في ما يسمى بمذهب مرجئة الفقهاء في الإيمان. وقد أوضح شيخ الإسلام أن هذا كان في ذلك الوقت خلافاً لفظياً فحسب. ثم تطور لاحقاً على يد الماتريدية والأشاعرة فصار حقيقياً. و والله تجد اليوم أقوام غالوا في الإرجاء الحقيقي مع الحكام الطواغيت، بل فاقوا الجهمية أنفسهم، ومع ذلك يلمزون الإمام أبا حنيفة. ولا نقول إلا: رمتني بدائها وانسلت.
يقول شيخ الإسلام في كتاب الإيمان (ص337): «إنه لم يكفر أحد، من السلف من مرجئة الفقهاء، بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال، لا بدع العقائد، فإن كثيراً من النزاع فيها لفظي، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنَّة هو الصواب». وقال في مجموع الفتاوى (7|297): «ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنَّة في هذه المسألة هو نزاع لفظي، وإلاَّ فالقائلون بأن الإيمان قول من فقهاء -كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك، ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم- متفقون مع جميع علماء السنَّة أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد وإن قالوا: إن إيمانهم كما كإيمان جبريل، فهم يقولون: إن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب كما تقوله الجماعة. ويقولون أيضاً: إن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقوله الجماعة». وبه قال الغزالي والذهبي وابن أبي العز إذ قال في شرح العقيدة الطحاوية (ص362): «الاختلاف الذي بين أبي حنيفة والأئمة الباقين من أهل السنَّة صوري فإن كون أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب أو جزء من الإيمان مع الاتفاق على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه نزاع لفظي، لا يترتب عليه فساد اعتقاد».
لكن القوم أصروا على أن يفتروا عليه أقوال ومسائل بهدف التشنيع، وظاهرها الكفر والضلال. قال الإمام ابن تيمية في المنهاج (2|619): «كما أن أبا حنيفة –وإن كان الناس خالفوه في أشياء وأنكروها عليه– فلا يستريب أحد في فقهه وفهمه وعلمه. وقد نقلوا عنه أشياء يقصدون بها الشناعة عليه، وهي كذب عليه قطعاً».
ومن ذلك اتهامه –والعياذ بالله– بالقول بخلق القرآن. واتهامه بأنه استتيب من الكفر مرتين! روى عبد الله في "السنة" (ص192) قال: «سمعت أبي –رحمه الله– يقول (عن أبي حنيفة): أظن أنه استتيب في هذه الآية {سبحان ربك رب العزة عما يصفون}. قال أبو حنيفة: "هذا مخلوق". فقالوا له: "هذا كفر". فاستتابوه». قال الشيخ الدكتور محمد بن سعيد القحطاني معلقاً: «لا يقام حكم بظن».
ثم إن الإمام أحمد، قد ظهر له خطأ ظنه، وثبت عنده أن أبا حنيفة ما قال بخلق القرآن قط. قال أبو بكر المروزي (كما في تاريخ بغداد 13|378): سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: «لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق». وهذا يكذب كل الروايات التي تتهم الإمام أبا حنيفة بالكفر، والعياذ بالله. بل إن الإمام أحمد حصل له نوع من التعاطف والتقدير لموقف أبي حنيفة المشرف من السلاطين الظلمة. فقال إسماعيل بن سالم البغدادي (كما في تاريخ بغداد 13|327): «ضرب أبو حنيفة على الدخول في القضاء، فلم يقبل القضاء». قال: «وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى، وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضرب أحمد».
وبالنسبة لمسألة استتابته من الكفر فقد رد الأئمة الأحناف على هذه الفرية. قال الفقيه المحقق علي بن محمد القاري في مناقب الإمام: قال أبو الفضل الكرماني: لما دخل الخوارج الكوفة مع الضحاك –ورأيهم تكفير كل من أذنب وتكفير كل من لم يكفَّر مرتكب الذنب– قيل لهم: هذا شيخ هؤلاء. فأخذوا الإمام أبا حنيفة وقالوا له: تب من الكفر. فقال: أنا تائب من كل كفر. فقيل لهم: إنه تائب من كفركم، فأخذوه فقال لهم: أبعلم قلتم أم بظن؟ قالوا: بظن، قال إن بعض الظن إثم، والإثم ذنب فتوبوا من الكفر. قالوا: تب أنت أيضاً من الكفر، فقال أنا تائب من كل كفر. فهذا الذي قاله أهل الضلال من إن الإمام استتيب من الكفر مرتين، ولبّسوا على العامة من الناس. ا.هـ
3– وقوم طعنوا لقوله الرأي فيما يخالف الأحاديث الصحاح. وهذا تجد تفصيله في "التنكيل".
4– وقوم طعنوا فيه بأمور باطلة أو أنها ليست جرحاً. مثل قول يزيد بن زريع: «كان أبو حنيفة نبطياً»، وهذه جاهلية عنصرية وفوق ذلك فالقول خطأ لأن أبا حنيفة فارسي.
5- وقوم ما ذكروا طعناً، لكنهم أفحشوا في السب واللعن والاستهزاء (مثل تسميته بأبي جيفة). وليس المؤمن بلعان ولا فاحش ولا بذيء. إنما صفة المنافق أنه إذا خاصم فجَر.
وأما عن تحامل الكثيرين عليه فهذا لا ريب فيه. قال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2|149): قال يحيى بن معين: «أصحابنا (أي أهل الحديث) يُفْرِطون في أبي حنيفة وأصحابه». وبعض الذين انتقدوا أبي حنيفة هم فعلاً أصحاب تعصب مذهبي. فالخطيب البغدادي كان شافعياً متعصباً على الأحناف والحنابلة، كما ذكر ابن عبد الهادي. وقد رد عليه ابن الجوزي الذي لم يكن أقل منه تعصباً وحدّة (لمذهب الحنابلة). وكثير من الأقوال التي نقلها الخطيب في ذم أبي حنيفة لا تصح.

قلة حديث أبي حنيفة:
ولا بد من التنبيه أن ما قيل من قلة أحاديث أبي حنيفة ليس على إطلاقه. نعم، لم يصله الكثير جداً من الأحاديث الصحيحة. وليس معنى ذلك أنه ليس عنده حديث. قال العلامة المعلمي في "الأنوار الكاشفة": «لزم أبو حنيفة حماد بن أبي سليمان يأخذ عنه مدة، وكان حماد كثير الحديث. ثم أخذ عن عدد كثير غيره كما تراه في مناقبه. وقلة الأحاديث المروية عنه لا تدل على قلة ما عنده، ذلك أنه لم يتصدى للرواية. وقد قدمنا أن العالم لا يكلف جمع السنة كلها. بل إذا كان عارفاً بالقرآن وعنده طائفة صالحة من السنة بحيث يغلب على اجتهاده الصواب كان له أن يفتي، وإذا عرضت قضية لم يجدها في الكتاب والسنة سأل من عنده علم بالسنة، فإن لم يجد اجتهد رأيه. وكذلك كان أبو حنيفة يفعل. وكان عنده في حلقته جماعة من المكثرين في الحديث كمسعر وحبان ومندل. والأحاديث التي ذكروا أنه خالفها قليلة بالنسبة إلى ما وافقه. وما من حديث خالفه إلا وله عذر لا يخرج إن شاء الله عن أعذار العلماء. ولم يدع هو العصمة لنفسه ولا ادعاها له أحد. وقد خالفه كبار أصحابه في كثير من أقواله. وكان جماعة من علماء عصره ومن قرب منه ينفرون عنه وعن بعض أقواله. فإن فرض أنه خالف أحاديث صحيحة بغير حجة بينة، فليس معنى ذلك أنه زعم أن العمل بالأحاديث الصحيحة غير لازم. بل المتواتر عنه ما عليه غيره من أهل العلم أنها حجة. بل ذهب إلى أن القهقهة في الصلاة تنقض الوضوء اتباعاً لحديث ضعيف (وذكر ابن القيم في إعلام الموقعين مسائل أخرى لأبي حنيفة من هذا القبيل وكذلك غيره). ومن ثُمّ، ذكر أصحابه أن من أصله تقديم الحديث الضعيف –بله الصحيح– على القياس».
http://www.ibnamin.com/Manhaj/abu_hanifa.htm


لا تعقيب بعده
والله من وراء القصد

مقاوم
08-10-2008, 06:20 AM
لا فض فوك ولا كلت يمينك ....
وزادك الله من فضله.

معتز بدينه
08-10-2008, 11:28 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

قلت :
وإذ اجدك لا تعرف الله إلا من خلال الرجال وحسب ما املاه عليك شيخك الحبشي وأضرابه من آل جهم وآل جعد

ديننا اخذناه بالاسناد جيلا عن جيل الى عصر الصحابة , ومعرفتنا بالله مبنية على صحيح العقل والنقل, ولسنا كغيرنا الذين ليس لهم اسناد اصلا ويتبعون ابن تيمية اتباعا اعمى في امور قطعية حتى لو قال لهم ان النار تفنى وافقوه عليه والعياذ بالله!
بالمناسبة اخوك ليس حبشيا ةلن كنت احترمهم.

قلت:
لو كنت حقيقة معتزا بدينك لاتبعت كتاب الله وصحيح سنة نبيك بدلا من الانتصار لآراء الرجال فيما خالفوا فيه قول الله وقول الرسول بما لا طائل تحته

كلام مكرر ومعاد لعن الله من جعلكم تعتقدون ان كلام الائمة مخالف لقول الله ورسوله. قوم لا اسناد لهم ومع ذلك يريدون ان يضعفوا ويصححوا على هواهم لا بل ويخطئوا اصحاب هذا الفن .
يا عزيزي ليس مثل الالباني من يصحح ويضعف . فهذا الالباني لم يدرس الحديث على شيخ ولم يحفظه على يد عالم, انما استاذه كتاب, يعني لو قدرنا نصراني وقرأ هذه الكتب التي قرأها هو لكان يجوز عندكم ان يكون هذا النصراني محدثا!!

قال عبد اللّه بن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء: ما شاء، وعنه رحمه اللّه - مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سُلَّم

وقال سفيان الثوري: الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل.

وقال الشافعي رضي اللّه عنه: مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليلٍ.

وقال أبو حاتم محمد بن ادريس الرازي: لم يكن في أمة من الأمم مُذ خلق اللّه آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة.


وهكذا فإن الإسناد خصيصة من خصائص هذه الأمة، وسنة بالغة من السنن المؤكدة، وليس لأحد من الأمم كلها قديمها وحديثها إسنادٌ موصول إنما هو صحف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم.

فاذا كان هذا محدثكم وكبيركم الذي لا يصح منه التصحيح والتضعيف فما بالكم تريدون ان تدخلوا هذا المعترك وانتم لا سند لكم ولا اجازة؟
رحم الله الشاعر الذي يقول:
ما العلم مزيد كتب لديك منها كثير
لا تظنن بهذا فقيها تصير
فللدجاجة ريش ولكنها لا تطير

قلت:

ولكن هذا لا يمنعنا من القول أن الشافعي أخطأ حين قال بجواز زواج ابنته من ولد الزنا لفقدان شرط صحة النكاح
وبقوله إتيان المرأة من دبرها في إحدى قوليه


اما الزواج من بنته الطبيعية التي هي من الزنا فان للشافعي اكثر من عشرة ادلة على ذلك ,لو نظرت فيها لعلمت انه ما قال ذلك الا عن فهم وحجة. وليس المجال ههنا بسرد هذه الدلائل, وهذه المسألة ظنية والحكم المعين عند الله فيها للذي يقول ان المصيب واحد مجهول. فمن اين لك الجزم ان ما ذهبت اليه هو الصواب وان غيرك هو المخطئ؟ اخصك الله بعلمه دون باقي البشر فانت على بينة لتخطئ وتصحح على كيفك؟
كما انت تستدل بالاحاديث والآيات غيرك ايضا يستدل بهما ويعتمد عليهما, فان احببت ان تتبع احدا دون سواه فلك ذلك ولكن لا تطلق لسانك في الذين يعتقدون العكس ويظنون انهم على الصواب ايضا. ما هذا الزمان الذي اصبح من هب ودب يريد ان يخطئ الائمة مع انه لا سند له ولا شيء!!

قلت:
ولا يمنعنا من القول أن أبي حنيفة اخطأ حين قال بجواز الصلاة بالنجاسة التي مقدارها درهم بغلي ولو تعلم حجمها لقلت هذا خراء كامل أو بقوله مثل هذا القول الذي يرد عليه المسلم مع حفظ مكانته طبعا والأمثلة كثيرة جدا تكاد لا تحصر


هذا مذهب الامام مالك ايضا من ان للمتلبس بالنجاسة ان يصلي ولكن لا ثواب له. فصحة الصلاة شيء وتمامها وقبولها شيء آخر. هذا كمن ذهب الى الحج بمال حرام. فحجه صحيح ولكن لا ثواب له.
فامامان جليلان احدهما امام دار الهجرة والآخر فقيه العراق والكوفة الذي ورث العلم عن الصحابة امثال ابن مسعود وعلي رضي الله عنهم تريد ان تخطئهم وانت بعد ما زلت غرا لا وزن لك في العلوم؟

قلت:
ولسنا هنا بمعرض ما خالف به صحيح السنة والتي لم تصله يوما بل أخذ بالرأي والقياس حتى لقب بزعيم مدرسة الرأي رحمه الله !!


القياس والرأي والاستحسان يعمل بهم عند انعدام النص فترجح الآراء وتقاس الاحاديث على غيرها . وكل الائمة قاسوا سواء احمد او الشافعي او مالك. وكونه اكثر الناس رأيا دليل على رجحان عقله وسعة اطلاعه وتبحره في المعقول والمنقول .فاصوله قد تختلف عن باقي الائمة قال الزبيدي:
((
إن مذاهب الأئمة الأربعة رضوان اللّه عليهم منسوجة من الشريعة المطهرة سداها ولحمتها لا سيما مذهب إمامنا الأعظم، لكن وجوه استنباطه تدق عن إدراك عقول طلبة العلم، وما يوجد في بعضها مما يخالف ظاهر الأحاديث فهو بالنسبة إلى مدارك أفهامنا، وإلا فقد صح عنده من قوله صلى اللّه عليه وسلم أو فعله أو من آثار الصحابة ما قام عنده بمقام اليقين وجعله حجة، ثم أيده بالنظر فيه والاستكشاف لما يعارضه ويخالفه.

ولا يقول عاقل إن الإمام رضي اللّه عنه يجد في مسألة نصاً عن الشارع ويخالفه بقياس أو رأي.. حاشاه من رأي أو قياس يخالفان الشريعة .

والذي أجمع عليه أهل مذهبه أنه رضي اللّه عنه يأخذ بخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم ما جاء، فإن اختلف خبران وكان لأحدهما وجه في التأويل يوافق به الخبر الآخر الذي ليس له إلا وجه واحد في الظاهر وفق بينهما.

فإن لم يجد خبراً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخذ من آثار الصحابة ما كان أقرب إلى كتاب اللّه وسنة نبيه ويسمى ذلك اجتهاداً.
كما أثر عنه رضي اللّه عنه قوله: كذب واللّه وافترى علينا من يقول: إننا نقدم القياس على النص، وهل يحتاج بعد النص إلى قياس!!))


وقال الحافظ محمد بن يوسف الصالحي الشافعي محدث الديار المصرية في (عقود الجمان): (( كان أبو حنيفة من كبار حفاظ الحديث وأعيانهم، ولولا كثرة اعتنائه بالحديث ما تهيأ له استنباط مسائل الفقه، وذكره الذهبي في طبقات الحفاظ - ولقد أجاد وأفاد.))


قلت:

فمن كان متبعا لهؤلاء الأئمة الإعلام فليتبعهم بما صح عنهم أن قالوا ( لا يحل لأحد أن يأخذ مني دون أن يعلم من أين أخذت )
ولقول الشافعي ( انا بريء في حياتي وبعد مماتي من أي قول قلته وقد ثبت خلافه عن رسول الله ) وبقوله فاضرب به عرض الحائط
وبمثله قول الإمام احمد كل ما صح عن النبي فهو مذهبي


صحيح انهم قالوا ذلك. ولكن ليس لي ولك. انما ذلك لمن كملت علومه وحصّل آلة الاجتهاد وتبحر في علوم الحديث.فان الخلاف واقع هل يصح لمن وصل لمرتبة الاجتهاد ان يقلد غيره ام يجب عليه العمل بما يقتضيه اجتهاده. فيه خلاف. اما المجمع عليه فهو ان يستكين الذي مثلك ويتبع المجتهد لانه لا حظ له من علومه واستنباطاته لا ان يخطئ ويصحح على كيفه وهو بعد لا يحفظ ثلث ربع البخاري!!

قلت:

واللافت في الامر ان جماعة الأحباش يجيزون لأنفسهم تخطئت معاوية وربما شتمه وهذا علمته من أحد أركانهم
وأيضا يجيزون إتيان المراة في الدبر لقول ابن عمر


انت صرعتنا كما يقولون في العامية انه لا قدسية لاحد. طيب ما بالك لا تقول بخطئ معاوية؟ اليس هو من خرج على الخليفة وقاتله ؟ لا دخل لي بالاسباب اليس النبي امر بعدم الخروج على ولي الامر وانه لا ينبغي ان يكون هنالك خليفتان؟
اليس النبي قال كما في الحديث الصحيح: عمار تقتله الفئة الباغية؟
وهذا حديث اخرجه البخاري ان كنت لا تعرف.
وسيدنا عمار قتله جند معاوية. فما بالك هنا لا تأخذ بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ام هو حكم الهوى؟ ارأيت كم انت متذبذب لا تعرف بما تأخذ ولا تدري ما تريد؟
اما اتيان المرأة من دبرها فمن يجيزه يكفر والعياذ بالله, وانت مدعي هات كتابا من كتب الاحباش يجيزون ذلك واتحداك اتحداك اتحداك ان تأتي لي بالدليل من كتبهم لا من عند غيرهم. هذه المسألة اخذتها عنهم ان من يجيز ذلك يكفر. فلنر ان كنت كاذبا او صادقا وكتبهم الفقهية عندي فلنر في اية صفحة موجودة وفي اي كتاب. فان ظهر لك خطأك فلا تعد لذلك مرة اخرى ويلزمك الاعتذار عن هذا التلفيق الكاذب.

قلت:
وأبشع ما سمعت من فتوى لم تخطر على بال إبليس قولهم ( قل هو ذى)الآية فتواهم علة التحريم الأذى و بلبس الواقي ينتفي الأذى :)
وكما قال العز عبد السلام والجويني وغيره من تتبع زلات العلماء تزندق وفي رواية اجتمع به الشر كله وفي رواية اختلق دينا جديدا

ومن تتبع الكذب والغش فما حكمه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع.
اتحداك مرة اخرى على اتيان الدليل, والا فاتق الله واعتذر من هذا الكذب المحض.فالدعاوى بدون بينات اهلها ادعياء. كمثلك يا صديقي.

قلت:
والمضحك المبكي الذي افتراه المعتز بتقديس الرجال أنه قال أن (أبو حنيفة )كان يقوم الليل يقرأ كتاب الله كاملا من ليلته !!!
لا أدري هل الناس تؤجر عقولها أم ليس لديها عقول أم هي محشوة تبن !!!! ألم يفهم الناقل أنه من المحال قراءة كتاب الله في ليلة كاملة هل يقرأ أتوماتيكيا أم هو أسرع من البرق ؟؟ أم هل عقل ما قرأ ؟؟؟ ثم متى بدأت ليلته ومتى انتهت وهل هي صيفا أم شتاء ألم يلاحظ الوضع في هذا النقل !! أم لم يصله نهي الرسول عن قراءة القرءان دون الثلاث فلطالما قلنا أنه محدث فلماذا لم يتبع الحديث ام لم يثبت عنده أو ماذا ؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!

اضحك وابك على نفسك فهذا ليس كلامي وارجع وامعن النظر قبل ان تتكلم .
وانت تتكلم على المحال!!!
طيب بما انك تريد ان تدخل هذا الباب اجبني:
هل قدرة الله تتعلق بهذا الامر بمعنى هل يقدر الله ان يوسع الاوقات وان يمدها وان يبارك لاحد اوليائه بوقته فينهي القرآن كله بيوم فقط ام لا؟ فاذا كان الله قادرا - ولا ريب - فاين المحال فيها؟

ثم الصحابة والسلف بعضهم كانوا يقرؤون القرآن في ليلة واحدة ففي تفسي ابن كثير رحمه الله: ((
وكان سيدنا عثمان يحيي الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن.
قال ابن سيرين: قالت نائلة زوج سيدنا عثمان رضي الله عنه. حين دخلوا على عثمان ليقتلوه: إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن"
قال ابن كثير :هذا حديث حسن. وعن ابن سيرين أيضًا. أن تميمًا الداري قرأ القرآن في ركعة.
وعن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يختم في اليوم والليلة من شهر رمضان ختمتين، وفي غيره ختمة. وكل هذا رواه ابن كثير في ذيل تفسيره. في فضل القرآن الكريم.))

هيا ما لك لا تخطئ سيدنا عثمان؟ ارأيت كيف ان لواحد مثلك ليس له ان يفهم الاحاديث على هواه.
قال ابن حجر العسقلاني كما في فتح الباري: ((
" وهذا اختيار أحمد وأبي عبيد وإسحاق بن راهويه وغيرهم وثبت عن كثير من السلف أنهم قرءوا القرآن في دون ذلك، قال النووي: والاختيار أن ذلك يختلف بالأشخاص، فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني، وكذا من كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرؤه هذرمة.))

ثم قال بعد ذلك: ((
كأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم، كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب، وعرف ذلك من قرائن الحال التي أرشد إليها السياق، وهو النظر إلى عجزه عن سوى ذلك في الحال أو في المال، وأغرب بعض الظاهرية فقال: يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث.

وقال النووي: أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك، وإنما هو بحسب النشاط والقوة، فعلى هذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص والله أعلم.‏)) اه

فتأمل هذا وخذه عبرة حتى تتعلم ان لا تقول شيئا انت لا تعرفه. فمثل هذه الامور لها اهلها وانت من المؤكد انك لست منهم.

قلت:

إذن فالحق بهذه المسألة أنه ليس بمحدث رحمه الله بل هو فقيه له أفضال على الأمة الإسلامية مكانته محفوظة وجميع علماء الأمة امثال أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم من اعلام الامة كابن حزم وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير كثير كثير ولله الحمد


اكثر ما يضحكني انكم تجعلون الالباني الذي لا سند له ولا علم له بالحديث محدثا, واما المحدث الحقيقي كابي حنيفة تجعلونه قليل البضاعة في علم الحديث لا بل هو عندكم ليس محدثا. فهذا مما يضحك له . انظر الى سخافة كلامك , الا تستحي منه؟
كيف يا متعالم يصل احد الى مرتبة الاجتهاد ولا يكون محثا؟

ولقد كتب أبو حنيفة عن أربعة آلاف شيخ، حتى عده الذهبي في تذكرته التي هي ثبت الحفاظ، وحدث عنه يحيى بن نصر فقال: دخلت عليه في بيت مملوء كتباً فقلت له: ما هذا؟ فقال: هذه الأحاديث ما حدثت منها إلا اليسير الذي ينتفع به.
افمثل الذهبي يخطئ وانت تصيب . اذهب يا بني فهذا ليس مكانك.

وبعد فان كلامك اقل من ان ينظر اليه واسخف من ان يوزن. فهو مملوء بالاخطاء وكان يجب عليك ان تفقه الامور جيدا قبل ان تأتي لتبدي رأيك , ولعل ذلك يكون دافعا لك على التوقف من ادعاء الاسبقية في الفهم وان تخطأ وتصحح على مزاجك. فلا حول ولا قوة الا بالله.

اما موضوع ابن تيمية يا اخ al - muslim فانا حاضر لمناقشته معك متى اردت .

والحمد لله اولا وآخرا وصلى الله وسلم علي سيدنا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

al_muslim
08-10-2008, 04:13 PM
السلام عليكم : الأخ معتز أرجو منك توضيح ما تقصد بقولك :
ولسنا كغيرنا الذين ليس لهم اسناد اصلا ويتبعون ابن تيمية اتباعا اعمى في امور قطعية حتى لو قال لهم ان النار تفنى وافقوه عليه والعياذ بالله!

هل تقصد أن ابن تيمية رحمه الله ليس له إسناد تعني أنه يأتي بأحاديث ليس لها إسناد وإن كان هذا فأرجو تزويدي بحديث أتى به ليس له إسناد

أم أنه يفتي بدون أدلة وإن كان هذا فأرجو أيضا إرشادي على فتواه تلك

كما أرجو أن تأتي بالنص الذي قال فيه ابن تيمية أن الجنة والنار تفنيان وما اسم الكتاب وأي صفحة وأنا بانتظارك بعون الله .

معتز بدينه
08-10-2008, 05:00 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


وعليكم السلام رحمة الله وبركاته

قلت اخي :
هل تقصد أن ابن تيمية رحمه الله ليس له إسناد تعني أنه يأتي بأحاديث ليس لها إسناد وإن كان هذا فأرجو تزويدي بحديث أتى به ليس له إسناد


لا اخي لم اقصد هذا. فابن تيمية كان محدثا يحفظ اكثر من اربعين الف حديث كما تذكر بعض المصادر وان كان في مسانيده من الاشاعرة والصوفية من تسمونهم انتم قبوريون جهميون . وانما كلامي في ان الذين يدعون انهم سلفية ليس عندهم اسناد الى احد اللهم الا الى محمد ابن عبد الوهاب . فمحمد ابن عبد الوهاب النجدي ما كان مسندا ولم يكن عنده سند الى ابن تيمية, وكيف يكون عنده سند وقد كفر جميع مشائخه كما في الدرر السنية له. فان من كفر جميع مشائخه فكيف يصح اسناده؟.
وما قصدته من كلامي ان الاخوة الذين يزعمون انهم سلفية يتبعون ابن تيمية في كل شيء حتى لو قال هو بفناء النار كما صح عنه (وكما ذكر ذلك الالباني ايضا) لاتبعوه فيها. وهذا كله تقديس لهذا الرجل مع ان المسألة ليست ظنية بل من الامور المجمع عليها المعلومة من الدين بالضرورة التي لو خالفها احد لكفر.

قلت:
أم أنه يفتي بدون أدلة وإن كان هذا فأرجو أيضا إرشادي على فتواه تلك

ابن تيمية افتى بامور لامه عليها اهل زمانه من العلماء كمسألة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وكمسألة الطلاق وغيرها من المسائل.
ولكن ما لاموه عليه اشد اللوم خوضه في صفات الله وتكلمه فيها. ومثال على ذلك انه ذكر ان لله حدا وان هذا الحد مجهول بالنسبة الينا, وهذا ثابت عنه , مع ان الحد يوجب ان يكون الله متناهيا محدودا , وهذه صفة المخلوق فان من كان محدودا فانه بحاجة لمن حده بهذه الحدود ومن كان له اول وآخر لم يكن ازليا كيف والمحدود مهما كبر واتسع ان كان متناهيا لا بد وان يقدّر عليه الزيادة في الاتساع.
وابن تيمية رد على ابي يعلى الذي جعل الله محدودا من الجهة التي تحاذي العرش فقط دون باقي ذاته, اذ ان ابي يعلى الحنبلي الحشوي كان يعتقد ان ذات الله غير متناهية الا في الجانب المحاذي للعرش دون بقية الجهات , فرد عليه ابن تيمية بان الله محدود وان لذاته حد من كل الجوانب.
طبعا انت ستسألني عن المصادر وانا بعون الله سأذكرها لاحقا اذ انا الآن في عجلة من امري.

على العموم فالقوم يتكلمون ويحتكمون بآرائهم في شيء خطير ,اقل ما يقال فيه ان المخطأ فيه يكفر, ولكننا نرى ابن تيمية يناقشها كمسألة فقهية عادية مع ان ليس في لقرآن ولا في اي حديث صحيح ما يفيد ان لله حدا والعياذ بالله.
فهذا مما انكره العلماء عليه وعدوه حشويا مبتدعا.

اما مذهب اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه لا حد ولا صورة ولا جهة ولا مكان ولا لون ولا شكل له, بل كل ما خطر ببالك ايها العبد فالله بخلافه, فان الله لا يتصف بصفات المخلوقين من كونه جسما او عرضا او ذا طول او عرض او عمق, فكل هذه لا يجوز وصف الله بها بل نوقن انه سبحانه وتعالى موجود ووجوده ازلي وذاته ليست محلا للحوادث فلا يتغير من حال الى حال ولا يسكن ولا يتحرك بل كان الله في الازل بلا تغير ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان. فليس بعد خلقه الخلق تغير واستحق صفة الخلق ولا بعد خلقه الخلق استفاد اسم الربوبية فهو خالق ولم يكن مخلوق و رب ولم يكن مربوب ازلي بلا ابتداء ابدي بلا انتهاء جل عن التغير وعز عن التجسد والتمكن في شيء. سبحان الله عما يصفون.

al_muslim
08-10-2008, 05:43 PM
أخي معتز السلام عليكم
أرجو أن تركز في نقاشنا لأن الوقت الذي نقضيه هنا أثمن من أن نهدره في تشعبات لا ثمرة منها ، لذلك أرجو أن تركز معي جيدا ولا تشعب الموضوع .
هل مر معك في كل كلامي كلمة ( قبوريون جهميون )؟؟
فأرجو أن لا تظن بي وتحاسبني على ظنك هذا ، بالإضافة إلى أن بقية الكلام الذي تقوله لا علاقة له بي ولا بالسؤال الذي سألتك
فهل قلت لك أني من اتباع عبد الوهاب ؟؟
هل قلت لك أنني سلفي ؟؟
فما قيمة كلامك لي ؟؟
نعود إلى موضوعنا
هل أفهم منك أنك تعتبر ابن تيمية وابن القيم من علماء المسلمين ؟
بغض النظر عن اتباعهم .
أم أنك تعتبرهم من الحشوية ولا قيمة لهم بين العلماء ؟؟

أما بالنسبة لجوابك الثاني
أنا لا أسألك عمن لامه أو من خطأه ؟؟ سؤالي هو
هل أفتي ابن تيمية بمسألة لم يأت عليها بدليل ، بغض النظر عما إذا كان مصيبا أم مخطئا .
وأما بقية كلامك عن الحد وغيره فهذا هو الحشو بعينه .
أنا سألتك عن النص الذي يقول فيه ابن تيمية أن الجنة والنار تفنيان فالرجاء أجب دون إدخال مسألة أخرى قبل أن ننتهي من هذه المسألة
وأنا بالانتظار .

من هناك
08-10-2008, 07:45 PM
لقد صدق الأخ طرابلسي في ظنه بالأخ المعتز بحبشيته :)

مقاوم
08-10-2008, 08:24 PM
أخي معتز
آن لنا أن نمد أرجلنا!!

سكود الحق
08-10-2008, 09:45 PM
السلام عليكم
ان ما يحزن و يدمي القلب , ان نرى اناسا من المتعالمين وذوي البضاعة القليلة في العلم, يتطاولون على ائمة الهدى وشموس الدجى, كأبي حنيفة و الشافعي وغيرهم , بدعوى انهم يأخذون برأيهم و يدعون كتاب الله وسنه النبي صلى الله عليه وسلم :
فقد قال الطرابلسي مخاطبا الاخ معتز:


لو كنت حقيقة معتزا بدينك لاتبعت كتاب الله وصحيح سنة نبيك بدلا من الانتصار لآراء الرجال فيما خالفوا فيه قول الله وقول الرسول بما لا طائل تحته

و قد غاب عنه ان الائمة الاربعة واخصهم ابا حنيفة كان يعملون بالاصلين وبنوا اجتهادهم على ما فهموه واستنبطوه منهما ,فلو انصف القول لقال انا لا اخذ بقول ابي حنيفة في هذه المسألة بل اخذ برأي غيره من العلماء و المجتهدين لأني قاصر عن الاحاطة بكل علوم الدين وقاصر عن ادراك طرق الاستنباط من الايات و الاحاديث لأنه لا الة اجتهاد عندي و عند اضرابي, بل قول ابي حنيفة خطأ عند غيره من العلماء يحتمل الصواب و قول غيره من العلماء خطأ عنده يحتمل الصواب , و بما انه لا علم لي فأقول هذا حق و هذا حق و اخذ بالقول الذي ارتاح له , و لكنه والله اعلم يضمر دعوى خطيرة تنم عن جهل عظيم.

وحقيقة دعوى الطرابلسي و امثاله من المتعالمين وهي الاخذ مباشرة من الكتاب والسنة بحسب كل واحد فينا ,ظاهرها دعوة رحمة وباطنها العذاب , وهي بالذات ما يريده اعداء الاسلام منا كهدية يقدمها الطرابلسي و امثاله لهم , ان نأخذ ديننا بأنفسنا عبر كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من كيس فهمنا الخاص ضاربين بعرض الحائط اقوال العلماء و اجماعهم , متناسيا قول الله تعالى:"فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون"
و ما اهل الذكر الا علماء اجلاء كأمثال ابي حنيفة و الشافعي و بقية الاربعة من اجمعت الامة و اطبقت على تفضيلهم و تقديمهم و الاخذ بأقوالهم, حتى صار انتساب الفرد للشافعي او للحنفي او للحنبلي اوللمالكي مرادفا لكلمة السني.
فلو فتحنا الباب لكل من هب ودب و لكل متعالم ولكل متذاكي يظن انه عالم , لصار لكل دولة مذهبها , بل قل لكل ناحية بل كل مدينة و قرية بل كل انسان اجتهاده الخاص , فيضيع الدين , و لكن الله متم نوره و يحمي دينه و لو كره الكافرون.
والله اعلم
اللهم ارض عن ساداتنا الاربع و ائمتنا الاربع ومسك ختامنا ان اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك وعلى اله وصحبه وسلم.

من هناك
08-10-2008, 09:50 PM
اظن ان الأخ سكود يمشي على نفس الموجة مع الاخ غراد الذي يغني وينشد ان الكفر ثلاث انواع.

لا تحاولوا تحييد الموضوع عن هدفه الأصلي لأن جميع الإخوة هنا يدينون بكل انواع الإحترام والتوقير لكل ائمة الإسلام

معتز بدينه
08-11-2008, 01:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قلت :
أرجو أن تركز في نقاشنا لأن الوقت الذي نقضيه هنا أثمن من أن نهدره في تشعبات لا ثمرة منها ، لذلك أرجو أن تركز معي جيدا ولا تشعب الموضوع .
هل مر معك في كل كلامي كلمة ( قبوريون جهميون )؟؟


أفعل ان شاء الله مع انني لم افهم اين شعبت الموضوع.
اما نسبتي لك الى الوهابية فخطأ مني , اذ ما ظننت احدا يقول باللامذهبية في هذا العصر ولا يكون وهابيا, اذ انها صفة اصبحت شائعة فيهم.
فالناس الآن طائفتان: الذي يتمسكون باجماع الامة واقوال الائمة الاربعة وهم الذين نقلوا العلوم في كل عصر وهم الذين ما زالوا يحافظون على الاسانيد الى عصر الصحابة فهؤلاء هم جمهور المسلمين الاشاعرة وماتريدية الذي يطلق عليهم لفظ اهل السنة والجماعة.
وطائفة زعمت انه لها الحق في تخطئة هؤلاء الائمة وانه لا بأس في خوض غمار التضعيف والتصحيح مع انه ما حازت آلة الاجتهاد ولا علم لاصحابها بكثير فهم او دراية بالاضافة الى انقطاع اسانيدهم فهؤلاء يسمون انفسهم السلفيون .

على العموم ان كنت اخطأت بحق فارجو تقبل اعتذاري.

قلت:
هل أفهم منك أنك تعتبر ابن تيمية وابن القيم من علماء المسلمين ؟


اظن ان الامر اصبح ظاهرا وجليا انني انسب ابن تيمية للبدعة. وانا جئتك بمثال الحد الذي كان يقول به ابن تيمية حتى ابين لك ان عقيدته مخالفة لاقوال اهل السنة.
ولكن هل هذا هو حكم جميع اهل السنة فيه؟
الحقيقة ان علماء اهل السنة منقسمون في الامر. فان بعضهم رماه بالكفر والبدعة كالعلاء البخاري الذي كان مبجلا لابن تيمية في اول امره ثم لما قرأ كتبه وتبين له العكس قال بكفره بل وبكفر من قال عنه انه شيخ الاسلام والبعض الآخر كابن حجر والبلقيني اعتذروا لابن تيمية ذلك لما وصلهم من خبر تراجعه عن عقيدته وانه رجع في نهاية امره الى عقيدة الجمهور وصرح بانه اشعري كما نقل ذلك النويري وابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة فمما جاء في كتاب ( نهاية الأرب في فنون الأدب ) للإمام القاضي شهاب الدين النويري المعاين للحادثة والمتوفى سنة 733هـ ص115 ـ 116 :

(([[[[ وأما تقي الدين فإنه استمر في الجب بقلعة الجبل إلى أن وصل الأمير حسام الدين مهنا إلى الأبواب السلطانية في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ، فسأل السلطان في أمره وشفع فيه ، فأمر بإخراجه ، فأخرج في يوم الجمعة الثالث والعشرين من الشهر وأحضر إلى دار النيابة بقلعة الجبل ، وحصل بحث مع الفقهاء ، ثم اجتمع جماعة من أعيان العلماء ولم تحضره القضاة ، وذلك لمرض قاضي القضاة زين الدين المالكي ، ولم يحضر غيره من القضاة ، وحصل البحث ، وكتب خطه ووقع الإشهاد عليه وكتب بصورة المجلس مكتوب مضمونه :
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد من يضع خطه آخره أنه لما عقد مجلس لتقي الدين أحمد بن تيمية الحراني الحنبلي بحضرة المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري العالمي العادلي السيفي ملك الأمراء سلار الملكي الناصري نائب السلطنة المعظمة أسبغ الله ظله ، وحضر فيه جماعة من السادة العلماء الفضلاء أهل الفتيا بالديار المصرية بسبب ما نقل عنه ووجد بخطه الذي عرف به قبل ذلك من الأمور المتعلقة باعتقاده أن الله تعالى يتكلم بصوت ، وأن الاستواء على حقيقته ، وغير ذلك مما هو مخالف لأهل الحق ، انتهى المجلس بعد أن جرت فيه مباحث معه ليرجع عن اعتقاده في ذلك ، إلى أن قال بحضرة شهود : ( أنا أشعري ) ورفع كتاب الأشعرية على رأسه ، وأشهد عليه بما كتب خطا وصورته :
(( الحمد لله ، الذي أعتقده أن القرآن معنى قائم بذات الله ، وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية ، وهو غير مخلوق ، وليس بحرف ولا صوت ، كتبه أحمد بن تيمية .

والذي أعتقده من قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) أنه على ما قاله الجماعة ، أنه ليس على حقيقته وظاهره ، ولا أعلم كنه المراد منه ، بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى ، كتبه أحمد بن تيمية .

والقول في النزول كالقول في الاستواء ، أقول فيه ما أقول فيه ، ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله تعالى ، وليس على حقيقته وظاهره ، كتبه أحمد بن تيمية ، وذلك في يوم الأحد خامس عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ))

هذا صورة ما كتبه بخطه ، وأشهد عليه أيضا أنه تاب إلى الله تعالى مما ينافي هذا الاعتقاد في المسائل الأربع المذكورة بخطه ، وتلفظ بالشهادتين المعظمتين ، وأشهد عليه بالطواعية والاختيار في ذلك كله بقلعة الجبل المحروسة من الديار المصرية حرسها الله تعالى بتاريخ يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة ، وشهد عليه في هذا المحضر جماعة من الأعيان المقنتين والعدول ، وأفرج عنه واستقر بالقاهرة .. ]]]] اهـ .
هذاكلام الإمام النويري ، ونحوه كلام الحافظ ابن حجر ، ونقل هذه التوبة غيرهما أيضا .فالله اعلم بحقيقة الحال.

قلت:
هل أفتي ابن تيمية بمسألة لم يأت عليها بدليل ، بغض النظر عما إذا كان مصيبا أم مخطئا .


لا اعلم.

قلت:
وأما بقية كلامك عن الحد وغيره فهذا هو الحشو بعينه .

ذكرت لك هذه المسألة لابين لك فقط لماذا نسبت ابن تيمية للبدعة. جيد انك اعتقدت ان هذا الكلام حشو. لان فعل ابن تيمية بالتالي هو حشو ايضا.


قلت:
أنا سألتك عن النص الذي يقول فيه ابن تيمية أن الجنة والنار تفنيان فالرجاء أجب دون إدخال مسألة أخرى قبل أن ننتهي من هذه المسألة
وأنا بالانتظار .

اعلم أن القول بفناء النار وبقاء الجنة ثابت عن ابن تيمية كما هو ثابت عن تلميذه ابن قيم الجوزية، كما ذكره الأخير عن شيخه في أكثر من كتاب، منها »حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح« ص 253-277، فقد ذكر فيه فصلاً خاصاً يستدل فيه على أن النار لا بد أن تفنى، وكذلك في كتابه »شفاء العليل« ص 431- 451.
وحاول أن يدلل على أن هذه المسألة ليس فيها إجماع بين أهل السنة، فأتى ببعض الروايات التالفة عن بعض الصحابة والتابعين التي لو صحت عنهم فهي ليست نصاً منهم في النار مطلقاً، لأنه يجوز أن يكونوا قد أرادوا منها فناء النار التي يعذب فيها فساق المؤمنين، وأن هؤلاء مهما بقوا في النار فإنهم لابد أن يخرجوا منها، لأنهم قد حققوا أصل الإيمان.
وقول ابن تيمية بفناء النار ثابت النسبة إليه بلا شك، كما ذكر الحافظ صلاح الدين العلائي في كلامه المشهور عما خالف فيه ابن تيمية الإجماع، وقد رد عليه في هذه المسألة الإمام الكبير المجتهد تقي الدين السبكي في رسالته »الاعتبار ببقاء الجنة والنار« ، وهي مطبوعة، (وكان رحمه الله من معاصريه)وكذلك رد على ابن تيمية وتلميذه في قولهما هذا: الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني في رسالة مفردة سماها »رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين لإبطال أدلة القائلين بفناء النار«، وهي مطبوعة بتحقيق محمد ناصر الدين الألباني. ونسب إليه هذا القول كذلك الشيخ محمد السفاريني الحنبلي في كتابه »لوامع الأنوار البهية« (2 : 235)، وغيره.
بل إن لابن تيمية تصنيفاً مستقلاً في هذه المسألة، ذكره تلميذه ابن القيم والصفدي في »الوافي بالوفيات« (7 :26)، وابن شاكر في »فوات الوفيات« (1 :78) وغيرهم.
ولهذا التصنيف نسخة مخطوطة تامة ضمن مجموع محفوظ في مكتبة تشستربتي تحت الرقم 3406 (6) ، وقد نقل الألباني محقق »رفع الأستار« للصنعاني قسماً من رسالة ابن تيمية اعتماداً على مخطوط ناقص وقف عليه بظاهرية دمشق، ورد هناك في مقدمة تحقيقه قول ابن تيمية وانتقده بشدة.

فهذه هي شهادة الشيخ محمد ناصر الألباني شيخ سلفية الشام :
قال في مقدمته لكتاب ( رفع الستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ) ط1 ـ المكتب الإسلامي عن ابن تيمية ما نصه :

(( غفل عن المعلوم يقينا )) وقال : (( حتى استقر ذلك القول في نفسه ، وأخذ بمجامع لبه ، فصار يدافع عنه ، ويحتج له بكل دليل يتوهمه ، ويتكلف في الرد على الأدلة المخالفة له تكلفا ظاهرا خلاف المعروف عنه ، وتبعه في ذلك بل وزاد عليه تلميذه وماشطة كتبه ـ كما يقول البعض ـ ابن قيم الجوزية ، حتى ليبدو للباحث المتجرد المنصف أنهما قد سقطا فيما ينكرانه على أهل البدع والأهواء من الغلو في التأويل ، والابتعاد بالنصوص عن دلالتها الصريحة ، وحملها على ما يؤيد ويتفق مع أهوائهم .. حتى بلغ الأمر بهما إلى تحكيم العقل فيما لا مجال له فيه ، كما يفعل المعتزلة تماما .. ((

وقال الألباني أيضا : (( فكيف يقول ابن تيمية : ( ولو قدر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة !! ) فكأن الرحمة عنده لا تتحقق إلا بشمولها للكفار المعاندين الطاغين !! أليس هذا من أكبر الأدلة على خطأ ابن تيمية وبعده هو ومن تبعه عن الصواب في هذه المسألة الخطيرة ؟! فغفرانك اللهم )) اهـ ،

ويقول الألباني أيضا عن ابن القيم : (( لم يقنع بميله إلى القول بفناء نار الكفار ، وتخلصهم به من العذاب الأبدي في تلك الدار ، حتى طمع لهم في رحمة الله أن ينزلهم منازل الأبرار ، جنات تجري من تحنها الأنهار … وإن مما لاشك فيه أن هذا الذي استظهرناه هو في الخطورة والإغراق كقوله بالفناء إن لم يكن أخطر منه لأنه كالثمرة له ، ولأنه لا قائل به من مطلقا من المسلمين ، بل هو من المعلوم من الدين بالضرورة ، للأدلة القاطعة بأن الجنة محرمة على الكفار .. )) اهـ .

ويقول : (( فالحق والحق أقول لقد أصيب ابن القيم في هذه المسألة مع الأسف الشديد بآفة التأويل التي ابتلي بها أهل البدع والأهواء في مقالتهم التي خرجوا بها عن نصوص الكتاب والسنة .. (( اهـ .

بل قال الألباني : (( قل لي بربك : كيف يمكن لابن القيم أن ينكر أبدية النار ببقاء أهلها فيها وعدم دخولهم الجنة مطلقا لولا تشبثه بذلك التأويل البشع ، وهو المعروف بمحاربته لعلماء الكلام من المعتزلة والأشاعرة لتأولهم كثيرا من آيات وأحاديث الصفات كاستواء الله على عرشه ونزوله إلى السماء ومجيئه يوم القيامة وغير ذلك من التأويل الذي هو أيسر من تأويله ، فقد قال به كثير من المتأخرين خلافا للسلف وأما تأويله فلم يقل به أحد منهم لا من السلف ولا من الخلف إلا تقليدا لشيخه .. ))

ولمن اراد تتبع مذهب ابن القيم في هذه المسألة تبعا لمذهب شيخه ابن تيمية راجع اخي Al -muslim كتاب حادي الارواح : الباب السابع والستون .

والآن اخي صار دوري للسؤال:
1- ما قولك فيمن زعم ان لله حدا من جميع الجهات؟
واذا ثبت ذلك عن ابن تيمية فما يكون موقفك منه؟

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عزام
08-11-2008, 02:14 PM
لقد صدق الأخ طرابلسي في ظنه بالأخ المعتز بحبشيته :)
اخي بلال
هذه التعليقات غير مفيدة برأيي
ان كنا نريد ان يأتي الحوار بنتيجة فاتركوا الحوار بين شخصين فقط وبدون استفزازات.
وانا اوجه الكلام لك دون غيرك لأنني ظننت اننا متفقون انا واياك على هذا النهج في سبيل اصلاح المنتدى. انا غير راض ابدا عن الاساليب وحتى المضامين لهذا الحوار. (ان صح لنا ان نسميه حوارا) . ولن اضيف اكثر كي لا تفتح (بالضم) علي النيران كما في كل مرة احاول ابداء النصح فيها.

من هناك
08-11-2008, 03:27 PM
اخي بلال
هذه التعليقات غير مفيدة برأيي
ان كنا نريد ان يأتي الحوار بنتيجة فاتركوا الحوار بين شخصين فقط وبدون استفزازات.
وانا اوجه الكلام لك دون غيرك لأنني ظننت اننا متفقون انا واياك على هذا النهج في سبيل اصلاح المنتدى. انا غير راض ابدا عن الاساليب وحتى المضامين لهذا الحوار. (ان صح لنا ان نسميه حوارا) . ولن اضيف اكثر كي لا تفتح (بالضم) علي النيران كما في كل مرة احاول ابداء النصح فيها.
جزاك الله خيراً على النصيحة اخي عزام وانا كنت فقط اؤكد على ظن ما ولكني سوف انسحب كي يكمل الإخوة الحوار والشيخ الطرابلسي قادر على الرد ولا حاجة له بنا كي نساعده على رؤية العثرات في الموضوع

عزام
08-11-2008, 05:13 PM
جزاك الله خيراً على النصيحة اخي عزام وانا كنت فقط اؤكد على ظن ما ولكني سوف انسحب كي يكمل الإخوة الحوار والشيخ الطرابلسي قادر على الرد ولا حاجة له بنا كي نساعده على رؤية العثرات في الموضوع
نعم بارك الله فيك
مع الرجاء ان ننسى التركيز على خلفية شخص المحاور سواء كان وهابيا او حبشيا (خاصة ان لا احد من الطرفين أقر انه منتم لمدرسة من هاتين) ونركز على محتوى كلامه ونترك التفرعات في مسائل اخرى لمواضيع منفصلة ونركز الكلام على المسألة التي بين ايدينا. فالموضوع اساسا كان عن استغلال الفتاوى الضعيفة ثم تحول الى اشياء اخرى.

al_muslim
08-11-2008, 05:46 PM
الأخ معتز بدينه السلام عليكم :

لقد تعب نظري في البحث في كتاب حادي الأرواح ولم أجد نسبة القول إلى ابن تيمية رحمه الله .
وحاولت فتح كتاب شفاء العليل فوجدت أن الكتاب اقل من 400 صفحة فلم لا توفر عني العناء وتذكر ألنص من قول ابن تيمية تماما ؟؟

أخي معتز بالله
والله لا ألو جهدا في إسداء نصيحة لك ولجميع المسلمين .
أنت قلت أن ابن تيمية محدث يحفظ ( كذا ألف حديث )
وهو (لا شك عند أحد) بأنه بلغ من العلم بالعربية أكثر مما يشترط في المجتهد
وهو ذو اطلاع كاف على القرآن
وهو على علم جيد بعلم الأصول .
وهذه شروط المجتهد
ومن المؤكد الآن أنك شخصيا لم تقرأ ولم تتطلع على كلام مباشر لابن تيمية بفناء النار ( ولم يقل أحد بفناء الجنة)
وإنما كان الخلاف بفناء النار فقط كما قرأت في كتاب حادي الأرواح ، وإنني وإن كنت لا أجرؤ على القول بقولهم إلا أنني أرى أن الحكم بكفرهم جريمة لأنهم قد أوردوا لذلك نصوصا إن رأيناها نحن ضعيفة إلا أنها بالنهاية نصوص تحتمل ..
وأنت لحبك لأبي حنيفة ترفض القول عنه بأنه أخطأ وترفض ما قال عنه مبغضوه ، فعليك من باب الإنصاف أن تعامل غيره مثله .

وهذا يدل على أن عندك أمر خطير أترى لو واجهت ابن تيمية يوم القيامة أو كل إنسان لم تتأكد بنفسك من قوله وأنت له ظالم فما أنت فاعل ..؟؟
أخي معتز إن ابن تيمية رجل عالم مجتهد وقد أخطأ ( هذا قولي وأنا مستعد للنقاش به ) في عدة مسائل ومع هذا فأنا آخذ منه مسائل أرى فيها أنه مصيب .
وكذلك ابو حنيفة رحمه الله هو عالم مجتهد وقد أخطأ في مسائل ومع ذلك فأنا آخذ منه ما أرى أنه صواب
أخي معتز إنه لن يحاسب أحدٌ عن أحدٍ يوم القيامة .
وإنه على كل مسلم أن يبذل جهده في معرفة الحق ( على قدر ما آتاه الله )
فمن كان جاهلا فليأخذ من العلماء ما يغلب على ظنه أنه حكم الله
ولا يجوز لمسلم أن يعتقد أن أحدا من العلماء أو حتى الصحابة لا يخطئ فهذا من صفات الله وحده
وأما إتيانك على أقوالهم بشهادة غيرهم من الكتب فأنا مستعد أن آتيك على كل عالم بقدح من الكتب
هذا ليس دليلا
ولا حجة
ولا شيء هذا كلام لا طائل تحته إذا لم تتأكد أنت شخصيا من قوله ثم تقرأه بتمعن لا بخلفية وظن سيء ثم تحاول أن تجد لأخيك عذرا ثم إن لم يكن بد ولا مخرج من اتهامه والتحذير منه أفعل فقط عند اللزوم .

حادثة حصلت معي :
لقد كنت أصلي مرة بالناس صلاة العشاء وانتقض وضوئي فسلمت وأخذت بيد أحد المصلين خلفي وقدمته إماما فكان هذا الشاب من الأحباش
ثم بعد الصلاة قامت قائمة بعض الشباب السلفيين ولم تقعد فخرجت من المسجد دون أن التفت إلى تعليقاتهم فهرع الشاب الحبشي ولبس حذاءه وتبعني وأخذ يتحث معي ، فقال : ما تقول بمصافحة المرأة الأجنبية فقلت هو حرام وذكرت الحديث : لإن يطعن أحدكم ... الخ فتفاجأ وقال سمعت أن تقول بإباحة ذلك !! فقلت لم أقل بهذا في حياتي
ثم سألني عدة أسئلة اتضح أنه كان يسمع من الأحباش عني أقوالا فظيعة لم تخطر لي مرة على بال ..
ثم سألني صراحة : ما تقول بقوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى)
فقلت سأسألك عن آية لو أجبتني عنها أجبتك عن هذه ( وكانوا حينها يعلقون صور عبد الله الراسي( نائب نصراني ) ومعهم بطاقات من المخابرات السورية وأقلامهم تتلطخ بالتقارير عمن ( ليس حبشيا) فقال لي : سل :
فقلت ما تقول بقوله تعالى : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم ... الآية
فقال لي : أهذه آية من القرآن فقلت نعم ألا تعرف من القرآن سوى ( الرحمن على العرش استوى) فقال لي أكتبها لي ، فكتبتها له وذهب .
ثم رأيته بعد أيام يمشي فأدار وجهه ولم يسلم علي .
أخ معتز بدينه
اعمل بقوله تعالى : ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون
وقال ابن تيمية رحمه الله في معرض قوله تعالى : وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب .. الآية
قال رحمه الله : وقد ابتليت طوائف من هذه الأمة بما حذرنا الله تعالى من صفات أهل الكتاب ، فكل طائفة تنكر كل ما عند الأخرى من حق وباطل ..

علينا ننصف فلا نجوّز أخطاء طائفة ولو كنا نحبهم
ولا نشنع ونتقول ونرد حق طائفة ولو كنا نبغضهم .
فالحق أحق أن يتبع .
ولو خلصت الأمة من هذا المرض لما كنا بهذا التشرذم والضعف ، ولكن ترى أن بعض السلفيين ينكرون كل ما عند الأحباش أو الصوفيين وتراهم يكبرون أخطاءهم فإذا فعلوا فعلا خالفوا به السنة كادوا أن يكفروهم به
وكذلك الأحباش يرصدون أخطاء السلفيين ويبغضونهم حتى إذا حرك أحدهم إصبعه في الصلاة ( حركة الإصبع) تجعل الحبشي ينفر ويكره أخاه الذي يصلي قربه ولو كان الذي يحرك إصبعه إماما لم يصل الحبشي خلفه
فلا إله إلاالله ولا نعبد إلا إياه ولا نقدس إلا إياه ولا نعظم إلا إياه .
وأستغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم .

عزام
08-11-2008, 05:58 PM
علينا ننصف فلا نجوّز أخطاء طائفة ولو كنا نحبهم
ولا نشنع ونتقول ونرد حق طائفة ولو كنا نبغضهم .
فالحق أحق أن يتبع .
ولو خلصت الأمة من هذا المرض لما كنا بهذا التشرذم والضعف ، ولكن ترى أن بعض السلفيين ينكرون كل ما عند الأحباش أو الصوفيين وتراهم يكبرون أخطاءهم فإذا فعلوا فعلا خالفوا به السنة كادوا أن يكفروهم به
وكذلك الأحباش يرصدون أخطاء السلفيين ويبغضونهم حتى إذا حرك أحدهم إصبعه في الصلاة ( حركة الإصبع) تجعل الحبشي ينفر ويكره أخاه الذي يصلي قربه ولو كان الذي يحرك إصبعه إماما لم يصل الحبشي خلفه
فلا إله إلاالله ولا نعبد إلا إياه ولا نقدس إلا إياه ولا نعظم إلا إياه .
وأستغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم .
بارك الله فيك اخي المسلم على هذا الكلام القيم.

من هناك
08-11-2008, 05:59 PM
بارك الله بك اخي المسلم وجزاك الله خيراً كثيراً عنا وعن كل مسلم

al_muslim
08-11-2008, 06:17 PM
وبكم بارك الله إخوتي في الله
لو نظرنا إلى أحكام الإسلام لاستطعنا تقسيمها إلى أحكام تتعلق بالجوارح وأحكام تتعلق بالقلوب

وليعلم المسلم أن أحكام الجوارح من صلاة وصيام وزكاة وحج وقتال ووو الخ
هي أهون من تكاليف القلوب كالخشوع والإخلاص وترك الحسد والحب لله والكره لله ووو الخ
فالطائفة الأولى يستطيع فعلها المؤمن والمنافق
أما الطائفة الأخرى فلا يستطيعها إلا المؤمن .
وهذه قطعة من حديث تدل على ذلك : عن عبد الله بن عمرو بن العاص : ..............
ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فاطلعت ثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هو إلا ما رأيت قال فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق

عزام
08-11-2008, 06:22 PM
وبكم بارك الله إخوتي في الله
لو نظرنا إلى أحكام الإسلام لاستطعنا تقسيمها إلى أحكام تتعلق بالجوارح وأحكام تتعلق بالقلوب

وليعلم المسلم أن أحكام الجوارح من صلاة وصيام وزكاة وحج وقتال ووو الخ
هي أهون من تكاليف القلوب كالخشوع والإخلاص وترك الحسد والحب لله والكره لله ووو الخ
فالطائفة الأولى يستطيع فعلها المؤمن والمنافق
أما الطائفة الأخرى فلا يستطيعها إلا المؤمن .

صدقت بارك الله فيك ولقد شهدت ذلك في الحج بعيني حيث رأيت ان الكل تقريبا اتم بنجاح واجبات العبادة البدنية رغم المشقة فيها ولكن القليل فقط التزم بكل ما تفضلت به من خشوع واخلاص وترك الغيبة والنميمة والحسد والمشاحنات.

من هناك
08-11-2008, 06:23 PM
لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق
اللهم اجعلنا ممن يتحابون فيك ويجتمعون عليك ويسر لنا ما لم يطيقوه وطهر قلوبنا من الرياء والحسد والبغض والغل

إن اجمل ما ينالنا من هذه المنتديات هو اللقاء بإخوة في الله لم نرهم ولم يرونا ولم نتواعد على اللقاء ولكنهم يدخلون القلب بدون استئذان وبعدها نتعلم منهم ما ينفعنا في ديننا ودنيانا

اخي المعتز بدينه،
اسأل الله ان يديم عليك الإعتزاز بالإسلام واحب ان اقول لك يا اخي ان الإسلام فضفاض واسع ويغمرنا جميعاً بنعمة الله وفضله وانه لا بد للإنسان من ان يراجع نفسه وينظر في ثبات رأيه ودليله كي يستقر العلم في النفس ولا يكون هوى مذموماً او عصبية

عزام
08-11-2008, 06:38 PM
وانا اضيف زيادة على ما تفضل به الاخوة في الكلام عن المحبة بين المسلمين ان علينا ان نتعامل بالحسنى والكلام اللين حتى مع من يخالفنا من الفرق المنحرفة لأن هذا ادعى لهم للقبول بكلامنا وادعى لاحترام القارىء المحايد لكلامنا. طبعا ان اغلظوا بالكلام فلهم معاملة اخرى ولكن ليس من الحكمة ان يتكلموا بلين ونتكلم بقسوة حسب رأيي المتواضع. ويبقى الخيار متروكا للمشارك وللادارة حق المراقبة.

من هناك
08-11-2008, 07:10 PM
صدقت اخي عزام وشكراً لك

طرابلسي
08-11-2008, 08:54 PM
قلت:

انت صرعتنا كما يقولون في العامية انه لا قدسية لاحد. طيب ما بالك لا تقول بخطئ معاوية؟ اليس هو من خرج على الخليفة وقاتله ؟ لا دخل لي بالاسباب اليس النبي امر بعدم الخروج على ولي الامر وانه لا ينبغي ان يكون هنالك خليفتان؟
اليس النبي قال كما في الحديث الصحيح: عمار تقتله الفئة الباغية؟
وهذا حديث اخرجه البخاري ان كنت لا تعرف.
وسيدنا عمار قتله جند معاوية. فما بالك هنا لا تأخذ بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ام هو حكم الهوى؟ ارأيت كم انت متذبذب لا تعرف بما تأخذ ولا تدري ما تريد؟









السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت آثرت عدم الرد فقد أدان نفسه بنفسه وكل ما جاء بتعقيبه هذا هو برهن فهم القارئ وهو الذي يحكم على مدى تدليسه وهروبه إلى مسائل جانبية أكان القول بفناء النار أو الشتم بحق الألباني والسلفية التي يحملها إلا أنه استوقفني تناقضه في هذا المقتبس ولن أرد على ما قد سلف
فهنا صحابنا يخطيء معاوية ولا يستحي بتقديس أبو حنيفة فيمنع تخطئته ويشنع على قائله أما الصحابي الجليل فلم يستعر عقل غيره قال بخطئه
طيب هو اخطأ وأبو حنيفة أخطأ وابن تيمية اخطأ فهل يعجبك ذلك
فهل خطأ الصحابي يجعلك تشتمه أو تكرهه وأنت لو أنفقت مثل جبل أحد ما ساويت مده أو أقل منه
وهل إذا أخطأ أبو حنيفة رحمه الله يتنقص من قدره أم هو إله لا يخطيء ومعاوية رضي الله عنه ولعن مبغضيه يخطيء ؟؟
أم هل ابن تيمية ليس من البشر وقد لا يخطيء ولفرض أنه قال بفناء النار كما تكذبون وتدلسون لأنه نقض مذهبكم الفاسد بدلالة الكتاب والسنة إلا أنكم كاذبون وهذا دأبكم على مدى الدهور
ولفرض قال بذلك فهل يصبح كافرا بزعمكم لأنه بناء على هذا الكلام لقد كفرتم قبله وكفر كل أعلامنا الكبار فلكل عالم زلة وكبوة !!!! أم حلال لكم حرام عليه

لقد قررنا من قبل بأننا لا نعرف الحق بالرجال وأن الكل يؤخذ من قوله ويرد عليه وانه لا معصوم إلا رسول الله فيما يبلغه عن ربه فلا تتكلمون بالرجال فلا قدسية لأحد أي أحد
سأكتفي بهذه الجزئية والتي من اجلها كتب هذا الرابط لا بتشعبه وشخصنته كما فعل المعتز بشيخه
لقو أخطا كل من في الأرض لا يقدح بهم طالما هم بين الأجر والأجرين
ولا يمنع القول بأن فلان أخطأ فكل ابني آدم خطاء ولا يتبع على خطئه بهذه المسألة أو تلك
أما القول بأن ابن تيمية قال بفناء النار فهذا بهتان عظيم وكذب مبين وحقد دفين
فهم هم كما هم أدعياء السلفية مرجئة مع الحكام خوارج مع الدعاة مكفرون للموحدين مناصرون لأهل البدع والزيع والملحدين مخبرين لأعداء الدين
أترككم بهذا التوضيح والفصل المبين على أن الأحباش الأشاعرة أكذب خلق الله من العالمين
وأن ابن تيمية لم يقل بفناء النار إلاما رزع بعقول الضالين كما أملاه عليهم شياطينهم من أبناء جهم ودرهم
ومن سار على نهجهم من شياطين الإنس والجن
--------------------------




تحقيق نسبة القول بفناء النار

ما هو القول المعتبر في قضية فناء النار ، وما تحقيق القول في نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية ؟



د. محمد بن عبد الله الخضيري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فعقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار لا تفنيان ولا تبيدان ، كما قرر ذلك أهل السنة في مصنفات العقائد ، وأدلة هذا القول :
1 – قوله تعالى : (إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً) .[النساء : 169]
2 – وقوله تعالى : (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً ) [الأحزاب : 65] .
3 – وقوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) [الجن : 23].
فهذه ثلاث آيات من كتاب الله فيها التصريح بالبقاء في العذاب وذكر الخلود ، وتأكيد هذا الخلود بالتأبيد .
4 – قوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) [البقرة : 167] .
5 – وقوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) [المائدة : 37] . ففي هاتين الآيتين أخبر تبارك وتعالى بعدم خروجهم من النار ، مؤكداً ذلك بأن العذاب مقيم ودائم معهم .
6 – قوله تبارك وتعالى : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ) [الزخرف : 75] .
7 – وقوله تعالى : (ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا
بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) [فصلت : 28] .
8 – ومن السنة : ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت .
9 – دليل الإجماع على هذه المسألة :
1 – أبو زيد القيرواني – رحمه الله – في كتابه الجامع صـ 110 ( فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة ........ وإن الجنة والنار قد خلقتا ، أعدت الجنة للمتقين ، والنار للكافرين ، لا تفنيان ولا تبيدان ) .
2 - عبد القاهر البغدادي – رحمه الله – في كتابه الفرق بين الفرق 348 ( الفصل الثالث : في بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة ، - ثم ذكر أموراً – وقال : ( الركن الثاني عشر : وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها ، ودوام عذاب النار على المشركين والمنافقين ، وقالوا إنً الخلود في النار لا يكون إلا للكفرة ) .
3 - ابن حزم – رحمه الله – قال رحمه الله في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان ، و أبا الهذيل العلاف ، وقوماً من الروافض ) .
4 - ابن عطية – رحمه الله – في كتابه المحرر الوجيز 2 / 346 ( والإجماع على التخليد الأبدي للكفار ) .
5 - شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع . وسيأتي الإشارة إليها في صلب البحث – بإذن الله تعالى - .
6 - ابن حجر – رحمه الله – كما في الفتح 11 / 429 فقال : ( من زعم أنهم يخرجون منها ، أو أنها تبقى خالية أوتفنى فهو خارج عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأجمع عليه أهل السنة ) .
7 - أبو السعود – رحمه الله – في تفسيره 1 / 94 ( وقد انعقد الإجماع على أنً المراد به – أي الخلد – الدوام ) .
8 - السفاريني – رحمه الله – في كتابه لوامع الأنوار البهية 2 / 234 ( وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة ، فأجمعوا على أنّ عذاب الكفار لا ينقطع ) .
9 - الألوسي – رحمه الله – في جلاء العينين في محاكمة الأحمدين 424ص، وما بعدها ( خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون ، ولا عبرة بالمخالف ) .

ومن أقوال السلف المنثورة في مصنفات الإعتقاد :
1 – قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (وإن الله خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لها أهلاً، ونعيمها دائم، ومن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر، وخلق النار قبل خلقه الخلق، وخلق لها أهلاً وعذابها دائم) .
2 - قول ابن أبي زمنين – رحمه الله – في كتابه أصول السنة : (وَأَهْلُ اَلسُّنَّةِ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اَلْجَنَّةَ وَالنَّارَ لَا يَفْنَيَانِ وَلَا يَمُوتُ أَهْلُوهَا ...... ثم قال – رحمه الله - : (وَقَالَ رَدًّا عَلَى اَلْيَهُودِ وَتَكْذِيبًا لَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ: وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا اَلنَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اَللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اَللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اَللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَالسَّيِّئَةُ هَا هُنَا اَلشِّرْكُ.
كَذَلِكَ قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ، فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ اَلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ...... ثم قال كذلك (قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَوْ لَمْ يَذْكُرْ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَلْخُلُودَ إِلَّا فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ لَكَانَتْ كَافِيَةً لِمَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ. وَلَكِنْ رَدَّدَ ذَلِكَ لِيَكُونَ لَهُ اَلْحُجَّةُ اَلْبَالِغَةُ ) .
3 - قال الإمام البربهاري (ت - 329هـ) رحمه الله: (وكل شيء مما أوجب الله عليه الفناء يفنى، إلا الجنة والنار، والعرش والكرسي، والصور، والقلم، واللوح ليس يفنى شيء من هذا أبداً) .
4 - قال الإمام الآجري (ت - 360هـ) رحمه الله: (وقد ذكر الله عزّ وجل في كتابه أهل النار الذين هم أهلها، يخلدون فيها أبداً.. وأن أهل النار الذين هم أهلها في العذاب الشديد أبداً) .
5 - قول الطحاوي –ر حمه الله – في ثنايا تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة : ( و الجنة والنار لا تفنيان أبداً ولا تبيدان ) .
6 - قول ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله تعالى – في شرحه للعقيدة الطحاوية : ( وقوله : لا تفنيان أبدا ولا تبيدان - هذا قول جمهور الأئمة من السلف والخلف ) .
أقوال الطوائف في هذه المسألة
وهناك أقوال لأهل البدع – كما هو الحال والشأن – في أقوالهم في أبواب الإعتقاد المتفرقة وقد أشار لهذه الأقوال جماعة من أهل العلم – رحمهم الله – منهم :
1 – ابن حزم – رحمه الله – في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل .
2 – ابن أبي العز الحنفي –شارح العقيدة الطحاوية - . وغيرهم .
و أهم هذه الأقوال التي تستحق المناقشة هو القول المنسوب لبعض السلف وهو أن النار تبقى أحقاباً ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب .
ومن أدلة القائلين بهذا القول :
1 - قوله تعالى : (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) (الأنعام : 128 ) ، وقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود : 107 ) (هود : 106 ) .
ووجه الدلالة : ما أشار إليه ابن أبي العز – رحمه الله – بقوله : (ولم يأت بعد هذين الاستثناءين ما أتى بعد الاستثناء المذكور لأهل الجنة وهو قوله : { عطاءً غير مجذوذ } ) .
والجواب عن ذلك من عدة أوجه :
الوجه الأول : أنّ المراد بقوله تبارك وتعالى : (إلا ما شاء ربك ) فالإستثناء في هذه الآية وتقييدها بالمشيئة راجع إلى العصاة من الموحدين كما تواترت النصوص بخروج أهل التوحيد ومن كان في قلبه أدنى مثقال من إيمان .
وهذا المعنى ذهب إليه ابن عباس – رضي الله عنهما - فقال : (الاستثناء لأهل الإيمان ) .
وقد يشكل على هذا أنه جاءت الآية باستخدام ( ما ) التي لغير العاقل بمعنى ( من ) التي للعاقل .
والجواب عن ذلك : أنّ مثل ذلك وارد في كتاب الله تبارك وتعالى وفي اللغة العربية ، كما في :
أ – (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء ) (النساء : 3 ) أي : من طاب لكم من النساء .
ب – (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون : 6 ) ، فقوله تعالى : ( ما ملكت ) المقصود به : من ملكت .
ج - (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً) (النساء : 22 ) والمراد : من نكح .
الوجه الثاني : أنّ المراد بقوله تعالى : ( ما دامت السموات والأرض ) المراد بها : سموات الآخرة وأرضها بدليل قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم : 48 ) .
3 - وقوله تعالى : {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية .
و الجواب عن هذه الآية : أن المراد أنهم لابثين فيها أحقاباً ومدداً لا حصر لها ، وحذفت نهاية المدة للعلم به .
4- استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه .
وهذه يجاب عنها بوجهين :
الوجه الأول : أنّ هذه الآثار المروية عن الصحابة – رضوان الله عليهم – لا تصح سنداً .
الوجه الثاني : أنها لو صحت لم يفهم منها القول بفناء النار .
موقف شيخ الإسلام من هذه المقولة
ما يتعلق بمسألة فناء النار هي من جملة المسائل التي شنّع فيها على شيخ الإسلام، واتهم أنه كان يقول بقول الجهمية في فناء النار، حيث له مقالات تفهم أنه يميل إلى هذا القول، ولهذا انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول: الذين يقطعون بأنه يقول بفناء النار، وهذا قول عامة مناوئيه، وبعض من يوافقه في الاعتقاد.

القسم الثاني: الذين ينفون عنه هذا القول مطلقاً، وأنه يرى خلودها كالجنة اعتماداً على أن هذا القول هو قول السلف وهو يقول به في عامة كتبه، بل هو من أكبر شراح عقيدة السلف، وهؤلاء اعتمدوا على نصوصه الصريحة في عامة كتبه التي تثبت أبدية النار.

القسم الثالث: القائلون بأن ابن تيمية يميل إلى القول بفناء النار لكنه لا يصرح بذلك، حيث وقفوا على بعض أقوال له تشعر بأنه يرتضي هذا القول، وهذه الأقوال جميعها مفهومة من كلام الشيخ في كتاب له بعنوان "الرد على من قال بفناء الجنة والنار".
والتحقيق -إن شاء الله- أن شيخ الإسلام يقول بقول جمهور السلف والأئمة من أبدية النار وعدم فنائها، وهذا هو الذي صرح به في عامة كتبه، بل ونقل اتفاق السلف على ذلك كما في المجموع (18/307)، وبيان تلبيس الجهمية (1/581)، وفي منهاج السنة (1/146)، ونقل كلام الأشعري في المقالات من اتفاق أهل الإسلام جميعاً على أن الجنة والنار لا يزالان، وذكره مقراً له ومؤيداً. انظر درء التعارض (2/357)، وفي مواضع كثيرة من الفتاوى يحكي هذا القول وينصره (2/428)، (16/197). ، ثم إن النصوص التي يستدل بها القائلون بأنه يقول بفناء النار هي من كتاب واحد، وهو (الرد على من قال بفناء الجنة والنار) ، وهو ليس من الكتب المشهورة لشيخ الإسلام والمحققون من أهل العلم لهم عليه ملاحظات علمية ومنهجية ليس هذا موضع ذكرها ، وابن القيم –رحمه الله- قد نقل أغلب ما في هذا الكتاب في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) ولم يصرح بأن ذلك هو رأي شيخ الإسلام، ولو كان قولاً له لصرح به، ثم إن الكتاب ظاهر من عبارته أنه قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الفريقين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، لكنها قوة عرض ليس إلا، بدليل أن ابن القيم الذي نقل عامة هذا الكتاب حين ذكر أدلة الفريقين ومناقشة الأدلة صرح بأنه يحكي هذا القول: فقال: "قال أصحاب الفناء....."، وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: "فهذا نهاية إقدام الفريقين في هذه المسألة" حادي الأرواح (ص 255، 283)، ثم على التسليم بأن كتاب ابن تيمية فيه تأييد ونصرة للقول بفناء النار، فالذي يترجح أن هذا الكتاب ليس من آخر ما كتب ابن تيمية، فإن الكتب المتأخرة مثل (درء التعارض) الذي ألفه في السنوات من عام (713-717) هـ ومنهاج السنة الذي كان تأليفه عام (710)هـ تقريباً، وكذا كتاب بيان تلبيس الجهمية ألفه في مصر من عام (705-712)، وهذه الكتب قد صرح فيها شيخ الإسلام بأبدية النار، وصرح فيها برأيه بوضوح تام، والكتاب السابق يغلب على الظن أنه قد تم تأليفه في مرحلة مبكرة من عمره، وقد أشار الشيخ الألباني –رحمه الله- إلى شيء من ذلك في مقدمة كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (ص 25).
وعلى كل حال فأقواله –رحمه الله- المصرحة بأبدية النار بيّنة وصريحة، ومن القواعد المقررة عند أهل العلم أن المجمل مما في نصوص الكتاب والسنة يرد إلى المحكم، ولا يتعلق بالمتشابة والمجمل ويترك المحكم والمبين إلا أهل الأهواء، وكذلك مقولات أئمة العلم والدين ينبغي أن يحمل المجمل والمشتبه على المبيّن والمحكم، وأن تحمل أقوالهم على أحسن المحامل وأسلم المقاصد .
و ُأجمل بعض النقاط المتقدمة في تبرئة شيخ الإسلام من القول بفناء النار في النقاط التالية :
1 – لشيخ الإسلام نصوص واضحة في هذه المسألة لا يتطرق لها الاحتمال والتأويل .
ومن ذلك -على سبيل الإيجاز لا الحصر - :
أ – قوله في تلبيس الجهمية : ( و أن بقاء الجنة والنار بقاء مطلق ) 1 / 157 .
ب – إنكاره على من يقول بفناء الجنة والنار . الفتاوي 14 / 348 .
2 – تصريح الأئمة بعدم صحة هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية ، ومن ذلك على سبيل الإيجاز لا الحصر :ما قاله القارىء – رحمه الله - : ( و أما قول المؤول أن ابن تيمية الحنبلي : ذهب إلى أن الكفار في عاقبة الأمر يخرجون من النار فافتراء عليه ) . انظر كتابه الرد على القائلين بوحدة الوجود صـ 86 . و أما ما نسبه له بعض أهل العلم والفضل سيأتي ذكر سبب هذه النسبة في آخر هذا البحث – إن شاء الله تعالى - .
3 – أنّ لشيخ الإسلام رحمه الله حاشية على كتاب ابن حزم – رحمه الله –في كتابه : (مراتب الإجماع ) ، فحينما ساق ابن حزم الإجماع على بقاء النار وعدم فنائها بقوله : (والنار حق ، وأنها دار عذاب ، لا تفنى ولا يفنى أهلها بلا نهاية ) لم يتعقبه على كلامه كما تعقبه على غيره من جملة المواضع .
4 - أنه لم ينقل أحد من تلامذتهما عنهما هذا القول، ولم يقل به أحد منهم، وتلاميذهما علماء محققون وهم كُثُر ( الذهبي – ابن رجب الحنبلي – ابن كثير ) وغيرهم كثير .

سبب نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
لهذه النسبة عدة أسباب ، منها :
السبب الأول : عدم تتبع كلام شيخ الإسلام – رحمه الله في جميع كتبه ورسائله ، فهو رحمه الله لما استطرد في بيان أدلة من قال بفناء النار ظنّ البعض أن هذا هو قول شيخ الإسلام ، أو أنه يميل إليه ، لكنه لا يصرح به . فالكتاب قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الطائفتين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، ويستند هذا التعليل إلى أمور منها:
أ - أن ابن القيم رحمه الله حين ذكر أدلة القائلين بأبدية النار ودوامها وبدأ مناقشة هذه الأدلة، صرّح بأنه يحكي هذا القول فقال: (قال أصحاب الفناء: الكلام على هذه الطرق يبين الصواب في هذه المسألة) .
وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: (فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة) ب - أن ابن تيمية رحمه الله ذكر في أبدية النار اتفاق سلف الأمة، وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة على هذا، ولا يسع ابن تيمية رحمه الله وأمثاله أن يخالف هذا الاتفاق، ولا سيما أنه حكى قول القائلين بالفناء بأنه يحتج على فناء النار بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، مع أن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ولا سنة، ولا أقوال الصحابة ، فكيف يحكي الاتفاق والإجماع على مسألة، ويركز عليها في كتبه المتعددة. ثم هو يقول بهذا النص، لا شك أن هذا النص هو حكاية لقول القائلين بالفناء لا أنه يرتضيه.
ج - يتفق ابن تيمية رحمه الله وابن القيم أنهما حكيا قول القائلين بالفناء، وذلك؛ لأن ابن القيم نقل أغلب كلام ابن تيمية رحمه الله الذي ذكره في كتابه (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وذلك بعدما سأل ابن القيم (ت - 761هـ) شيخه ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة ، ثم يجمعهما - أيضاً - أنهما قالا بقول أهل السنة والجماعة في أبدية النار في مواضع متعددة من كتبهما .
السبب الثاني : الكلام المحتمل غير الصريح في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وابن القيم ، فقد يفهم فاهم بأن هذا هو قوله في هذه المسألة .
وأنبه في نهاية البحث : إلى أهمية معرفة أن القول بفناء النار لا يسلم بأنه كفر، كما يزعمه كثير من خصوم شيخ الإسلام الذين يكفرونه بذلك، بل هذه المسألة فيها اشتباه وآثار متعددة اشتبهت على كثير من العلماء ومنهم باحثون معاصرون، وقالوا بفناء النار، واستندوا إلى الآثار المروية في ذلك عن بعض الصحابة والتابعين التي يفهم منها القول بفناء النار، فاجتهدوا في هذه المسألة ، وإن كانوا مخطئين لكنهم لا يكفرون بذلك. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

مراجع لهذه المسألة :
1 – الاعتبار ببقاء الجنة والنار .
تأليف : للحافظ الإمام علي بن عبد الحافظ السبكي .
2 – رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار .
تأليف : محمد بن إسماعيل الصنعاني .
3 – توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين .
تأليف : مرعي بن يوسف الحنبلي .
4 – شرح العقيدة الطحاوية .
5 – دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية .
تأليف : د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن .
6 - تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار
تأليف : الشيخ سليمان بن ناصر العلوان .

ولا للحديث بقية
والله من وراء القصد

فناء النار عند ابن تيمية وابن القيم

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=64739

معتز بدينه
08-11-2008, 10:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قلت:
لقد تعب نظري في البحث في كتاب حادي الأرواح ولم أجد نسبة القول إلى ابن تيمية رحمه الله .


اليك هذا الرابط اخي http://www.alsunna.org/firaqfiles/fanaa_ibnjawziyyah9.jpg (http://www.alsunna.org/firaqfiles/fanaa_ibnjawziyyah9.jpg)

وهنالك امر اغفلت ذكره وهو ان معاصريه ردوا عليه وشنعوا عليه في هذه المسألة كالامام تقي الدين السبكي شيخ الشافعية في زمانه. فهذا يدل انه قال بها.زد على ذلك ان ابن القيم تراه ينتصر لهذا القول وان ذلك اجدر برحمة والله ونحن ندرك ان ابن القيم لم يخرج عن اقوال شيخه فليتبه لهذا. .فمجموعة القرائن هذه تدل على ان ابن تيمية قائل بذلك .

قلت:
أنت قلت أن ابن تيمية محدث يحفظ ( كذا ألف حديث )
وهو (لا شك عند أحد) بأنه بلغ من العلم بالعربية أكثر مما يشترط في المجتهد
وهو ذو اطلاع كاف على القرآن
وهو على علم جيد بعلم الأصول .
وهذه شروط المجتهد


ولكنك اخي الكريم نسيت شيئا مهما. الا وهو صحة العقيدة. فان الشيعي مثلا لو حصّل هذه الامور اتراه يصبح مجتهدا؟
كذلك ههنا , فابن تيمية له آراء عقدية خطيرة شنيعة كمسألة الحد مثلا, والغريب ان احدا لم يسألني بعد اين قال ذلك!
ولابن تيمية مسائل منها ان الله الحوادث تقوم بالله عز وجل فيتغير من حال الى حال, وان الله متكلم بحروف واصوات وانه قائل بقدم العالم من حيث النوع وان كان حادثا بالافراد وهذه من المسائل التي كفر بها الغزالي المعتزلة وكقوله ان الله متبعض اي ذو ابعاض واجزاء تعالى الله عن ذلك,... وغيرها من السقطات العقدية فامثل من وصلت حالته لهذه الدرجة من التجسيم افيصح منه الاجتهاد؟

وانت اخي الكريم لم تجبني على سؤالي الذي سالتك اياه :
ما حكم من يجعل لله حدا من جميع الجوانب؟



قلت:
وإنما كان الخلاف بفناء النار فقط كما قرأت في كتاب حادي الأرواح ، وإنني وإن كنت لا أجرؤ على القول بقولهم إلا أنني أرى أن الحكم بكفرهم جريمة لأنهم قد أوردوا لذلك نصوصا إن رأيناها نحن ضعيفة إلا أنها بالنهاية نصوص تحتمل ..
جيد انك لا تقول بهذا القول. اعلم انه من المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة ان النار لا تفنى وانه المجرمين الكافرين معذبين فيها الى ابد الآبدين. وحسبنا كتاب الله وما تواتر من السنة . فهذه من الامور القطعية التي يدركها اصغر مسلم, ويكفر منكرها او الذي يقول بضدها, والاخوة الوهابية اضطروا الى زعم ان هذه مسألة اجتهادية عندما اسقط في ايديهم وادركوا ان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم قالا بها.
وهذا لغلية حب الرجلين والا فمن يقول بالاجتهاد في الامور القطعية؟
ولقد كفر المسلمون جهما لانه قال بفناء الجنة والنار, فما بالكم لا تكفرون من قال بفناء النار؟
يعني القول ان فناؤهما هو الخطأ واما قول بفناء احدهما فقط هو اجتهاد؟
لا يا اخي هنالك اجماع على ان من قال بفناء النار يكفر فلا تتوقف في هذه المسألة فانها مسألة قطعية , ووجه الكفر فيها انها تكذيب للقرآن ما تواتر من السنة وبأنها من المعلوم من الدين بالضرورة وليست اجماعا عاديا بحيث لا يكفر قائلها.

قلت:
وأنت لحبك لأبي حنيفة ترفض القول عنه بأنه أخطأ وترفض ما قال عنه مبغضوه ، فعليك من باب الإنصاف أن تعامل غيره مثله .


لا اخي هذه المسألة ليست كمسائل الفقه الظنية التي يصح فيه الاجتهاد. لا تخطأ اخي ارجوك.
في الامور القطعية التي لا خلاف فيها من يخالف يخطأ وقد يكفرّ اما في ما دون ذلك فان الحق قد يكون مع اي من المجتهدين. فلا تخلط بين الاثنين اخي الكريم. فان مسائل العقيدة الاساسية لا اجتهاد فيها.

قلت:
وهذا يدل على أن عندك أمر خطير أترى لو واجهت ابن تيمية يوم القيامة أو كل إنسان لم تتأكد بنفسك من قوله وأنت له ظالم فما أنت فاعل ..؟؟

لا اخي انا اواجهه بما قاله مما خالف فيه اجماع المسلمين وعقيدتهم مما اثبته ائمة التاريخ والعلماء فيه.
لو جاءك شخص وقال لك هذا الكلام الذي قلته لي عن جهم بن صفوان بماذا ترد عليه؟ وردك هو ردي اخي الكريم!

قلت:

أخي معتز إن ابن تيمية رجل عالم مجتهد وقد أخطأ ( هذا قولي وأنا مستعد للنقاش به ) في عدة مسائل ومع هذا فأنا آخذ منه مسائل أرى فيها أنه مصيب .
وكذلك ابو حنيفة رحمه الله هو عالم مجتهد وقد أخطأ في مسائل ومع ذلك فأنا آخذ منه ما أرى أنه صواب


هذه بداية جيدة فانا الى الآن اجد الاخوة الوهابية يقدسون ابن تيمية وهم ان قالوا انه يخطئ ويصيب ولكن قد علم الجميع انه من النادر او من المعدوم من تجرأ على مخالفته او قال انه اخطأ.
وكما قلت لك سابقا ان من فسدت عقيدته لا يمكننا القول باجتهاده فان المبتدع لا يصل لهذه المرتبة.
وانا ارى اخي ان الحوار الرئيسي يجب ان يكون حول النواحي العقدية لابن تيمية , فانه حينما ندرك حقيقة عقيدته حينئذ نرى ان كان اهلا للاجتهاد ام لا. فهلم نتناقش في ذلك فنرى ان كان يستحق مرتبة الاجتهاد ام لا. والمسألة الاولى التي انطلقت منها قوله بالحد لله , فهل توافقه عليها ام لا؟

قلت:
علينا ننصف فلا نجوّز أخطاء طائفة ولو كنا نحبهم ولا نشنع ونتقول ونرد حق طائفة ولو كنا نبغضهم .

تربت يداك على هذا القول.

قلت اخ طرابلسي :
فهل خطأ الصحابي يجعلك تشتمه أو تكرهه وأنت لو أنفقت مثل جبل أحد ما ساويت مده أو أقل منه

اخي اين شتمت معاوية رحمه الله واين قلت انني اكرهه؟
نعم هو بغى واخطأ وعصى بنص الحديث الصحيح. فاين المشكلة؟ افنشكك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قلت:
فهنا صحابنا يخطيء معاوية ولا يستحي بتقديس أبو حنيفة فيمنع تخطئته ويشنع على قائله أما الصحابي الجليل فلم يستعر عقل غيره قال بخطئه
طيب هو اخطأ وأبو حنيفة أخطأ وابن تيمية اخطأ فهل يعجبك ذلك


اين قدست ابو حنيفة يا طرابلسي؟ ارجوك لا تقولني ما لم اقل.
كل ما في الامر ان حديث عمار انطبق على معاوية رحمه الله فهل اجد عندك حديثا ينطبق عل ابو حنيفة رحمه الله حتى اقول بخطئه في مسألة كذا او كذا؟ ؟

وهنالك سؤال لا ادري لم لم تجيبوني عليه. وهو ان من يقول ان في مسألة معينة المصيب عند الله واحد ,طيب ما ادراه ان الحكم المعين عند الله هو قوله؟ ما ادراه ان الصحيح عند الله هو قوله او قول امامه, هل وهبه الله علما يستطيع به ان يميز بين صحيح المسائل وخطئها عند الله؟

لا ابدا لا احد منا عنده هذا العلم,فلا داعي لتخطئة فلان وعلان وادعاء ان قولنا هو الصحيح فقط. فافهم هذا الامر .

قلت:
أم هل ابن تيمية ليس من البشر وقد لا يخطيء ولفرض أنه قال بفناء النار كما تكذبون وتدلسون لأنه نقض مذهبكم الفاسد بدلالة الكتاب والسنة إلا أنكم كاذبون وهذا دأبكم على مدى الدهور


يا اخي اين تكذيبنا و تدليسنا ؟ انت وصفتنا بذلك اذن فالالباني كذاب ومدلس ايضا وغيره ايضا من فطاحل علمائكم وايضا الصنعاني مدلس ايضا لانهم قالوا بذلك. فما رأيك؟ ام تتراجع عن كلامك وانه لا داعي لان تصفنا بالكذب والتدليس؟

قلت:
ولفرض قال بذلك فهل يصبح كافرا بزعمكم لأنه بناء على هذا الكلام لقد كفرتم قبله وكفر كل أعلامنا الكبار فلكل عالم زلة وكبوة !!!! أم حلال لكم حرام عليه


نعم من يقول بهذه المسألة اي ان النار تفنى يكون قد كذب القرآن فيكفر بالتالي. وزلات العلماء تختلف فمنهم من يزلون عن اجتهاد ومنهم من يعصون في زلاتهم ومنهم من يكفرون بها كمن يقول بهذه المسألة مثلا.

اما ما جئت من نقول ان ابن تيمية ما قال بفناء النار قد نهارضها بنقول اخرى لعلماء منكم هم عندكم اجل واعلم من غيرهم كالالباني الذين تدعون بانه محدث الدنيا!
فلا ادري انستمع لمحدث دنياكم ام لهذا الخضيري؟

يبقى انك لم تجبني على شيء سألتك اياه, وانا طلبت منك اعتذارا عن الكذب الذي نسبته لجماعة الاحباش او تأتيني بالدليل الصحيح من كتبهم او اي شيء كمحاضرة صوتية او ما شابه, وانت للاسف تصفني بالكذب مع ان قولي قاله شيوخك قبلي وانا مستعد لان اتراجع ان كان ما ذهبت اليه خطأ. فهل انت مستعد؟

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين.

عزام
08-12-2008, 07:25 AM
والمسألة الاولى التي انطلقت منها قوله بالحد لله , فهل توافقه عليها ام لا؟

اخي معتز
الحوار في موضوع الصفات بين الاشاعرة والسلفيين يطول ولا يصل الى نتيجة في العادة
فكل سيظل متمسكا برأيه على ما يبدو فهو خلاف طويل على مدى التاريخ
حبذا لو حاول الطرفان التقارب قدر المستطاع كما حاولت ان افعل هنا في هذا الحوار بين اخوين قاما بحوار مماثل
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=28512

al_muslim
08-12-2008, 03:45 PM
الأخ معتز السلام عليكم
أرايت إلى الآن لم تستطع الإتيان بنص ابن تيمة الذي قال فيه بفناء النار .
وتحيلني إلى موقع لأبحث فيه عن قوله ؟؟ فإذا كان قوله موجود بهذا الموقع فما عليك إلا نسخ + لصق .واسم الكتاب .
وقول ابن القيم رحمه الله لا يعني قول ابن تيمية ، وفيه أيضا كلام


وأنا لا يمكن - ولا يجوز - ولا أجرؤ - أن أحكم على ابن تيمية من خلال ردود غيره عليه .
نعم أنا لن أجيبك عن موضوع الحد حتى ننتهي من موضوع فناء النار ، فلربما كان مثله ؟؟

طرابلسي
08-12-2008, 07:05 PM
الأخ معتز السلام عليكم
أرايت إلى الآن لم تستطع الإتيان بنص ابن تيمة الذي قال فيه بفناء النار .
وتحيلني إلى موقع لأبحث فيه عن قوله ؟؟ فإذا كان قوله موجود بهذا الموقع فما عليك إلا نسخ + لصق .واسم الكتاب .
وقول ابن القيم رحمه الله لا يعني قول ابن تيمية ، وفيه أيضا كلام


وأنا لا يمكن - ولا يجوز - ولا أجرؤ - أن أحكم على ابن تيمية من خلال ردود غيره عليه .
نعم أنا لن أجيبك عن موضوع الحد حتى ننتهي من موضوع فناء النار ، فلربما كان مثله ؟؟

يا مسلم !!!!!!!!!!!!!!!
ووالله إني مستغرب من جرك ذاك المعتز بشيخه إلى معلبه كما هو دأبهم في كل حوار
هل نسيت عنوان موضوعك ؟؟؟؟؟
سأذكرك فيه ..... عنوانه استغلال الفتاوي الخاطئة !!!!!!!
وليس عنوانه شتم ابن تيمية أو تكفير ابن تيمية أو الدفاع عن ابن تيمية
فإن كان هذا الرابط قد استوفى حقه وأمتثل المعتز بشيخه للأدلة والقرائن أنه لا معصوم إلا الرسول فيما يبلغه عن ربه يكون الموضوع قد أقفل أو ليتفضل ولا يتفرع بهروبه إلى مسائل جانبية
فتحول بارك الله فيك إلى رابط غيره وانتف وهو من تشاء في غير هذا الموضع
فسبحان الله يجروكم إلى حيث يريدون وتسيرون خلفهم كما يشاؤون

عزام
08-12-2008, 09:38 PM
انا مع الاخ طرابلسي بوجوب التقيد في موضوع واحد في كل حوار واعتقد ان موضوع الصفات وسائر الخلافات بين الفرق الاسلامية يناقش عادة في قسم الفرق الاسلامية.
عزام