تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فرق الموت الصهيونية (المستعربين): وحشية وتخفٍ بالنساء والإنسانية



مقاوم
07-24-2008, 03:55 PM
فرق الموت الصهيونية (المستعربين): وحشية وتخفٍ بالنساء والإنسانية
د. يوسف كامل إبراهيم*


http://qawim.net/exq.gif تنشط في الضفة الغربية وقطاع غزة وحدات إسرائيلية مختارة، يطلق عليها اسم "القوات الخاصة"، مهمتها تنفيذ عمليات قتل للمقاومين الفلسطينيين ونصب كمائن لمطلقي الصواريخ من قطاع غزة.

وسميت هذه الوحدات الإسرائيلية باسم القوات الخاصة لأن طبيعة المهام التي توكل إليها معقدة وتحتاج إلى قدرات عالية ولياقة بدنية لا تتوفر في الجندي العادي، ومن خلال نشاطها تم قتل العشرات من قادة العمل الجهادي ، ولكن عملية اختطاف القائد في القوة التنفيذية في قطاع غزة أعادت إلى الأذهان عمليات الإرهاب لهذه القوات في عمق المناطق الفلسطينية، فقد عبرت الأوساط الفلسطينية عن قلقها الشديد من تزايد نشاط وتحركات وحدات الموت الإسرائيلية الخاصة في منطقة قطاع غزة والضفة الغربية مما يؤكد إصرار الاحتلال على المضي في سياسة القتل والاغتيالات التي تنفذها هذه الوحدات التي تعتمد في خططها على التخفي بالزي الفلسطيني واستخدام وسائل تنقل فلسطينية، وتمتاز القوات الخاصة الإسرائيلية بقدرتها على التخفي والعمل تحت أي ظرف، ويفتقدون لأدنى معاني الرحمة والإنسانية، فالقتل عندهم سهل جدا.

من هي فرق الموت الصهيونية:-

"المستعرفيم" كلمة عبرية تعني بالعربية "المستعربون" وهي وحدات عسكرية سرية صهيونية كانت تعمل في فلسطين والبلاد العربية المجاورة منذ عام 1942، وكان هدف هذه الوحدات، التي كانت آنئذ جزءاً من البالماخ، الحصول على معلومات وأخبار، والقيام بعمليات اغتيال للعرب من خلال تسلل أفرادها إلى المدن والقرى العربية متخفين كعرب محليين، وكانت وحدات "المستعرفيم" تجند في المقام الأول- من أجل عملياتها السرية- اليهود الذين كانوا في الأصل من البلاد العربية، واعترف شيمون سوميخ، الذي كان قائداً في المستعرفيم خلال السنوات 1942-1949، بأن الاغتيال كان جزءاً من عمل الوحدات السرية، وتم بعث فرق المستعرفيم عام 1988 لمواجهة الانتفاضة وكانت تنقسم إلى قسمين: "الدُّفدُفان" (الكراز) وقد أسسها إيهود باراك (رئيس حزب العمل ورئيس الأركان ورئيس الوزراء السابق)، والأخرى تعمل في غزة واسمها السري "شمشون"، وهدف فرق المستعرفيم هو التسلل إلى الأوساط الفلسطينية النشطة في الضفة والقطاع، والعمل على إبطال نشاطها أو تصفيتها.

تجب الإشارة إلى أن الوحدات العسكرية الخاصة هي التي تتولى عمليات الاغتيال والاختطاف، لأن عناصر هذه المجموعة تعمل وسط التجمعات السكانية الفلسطينية، فإنه كان من الضروري أن يكونوا من ذوي الملامح الشرقية، بحيث لا يثيرون حولهم الشكوك عندما يقومون بعمليات التنكر أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة لهم.

وقد عرض التلفاز الإسرائيلي فيلمًا وثائقيًّا حول كيفية إعداد هذه المجموعة، وكيفية قيامها بعمليات التنكر، حيث تم استقدام خبراء في عمليات المكياج والتخفي، وفي أحداث الأقصى حاول أربعة من المستعربين التسلل بين المتظاهرين، وإحداث بعض العمليات الإرهابية، ولكن الله كشفهم، فانهال عليهم الأهالي بالضرب، حتى قتل اثنان منهم، وأسر الثالث وجرح الرابع، وردت إسرائيل بقصف مبنى الشرطة الفلسطينية الذي قتل فيه هؤلاء الإرهابيون.


http://qawim.net/images/stories/mosta3reb2.jpg

تفنن في القتل والاعتقال والتخفي:-

طرق مختلفة في القتل والاعتقال والإذلال، وهي ليست بحديثة، يقوم بها المستعربون الإسرائيليون، وكثيرا ما تلتقط عدسات المصورين مشاهد لهم أثناء قيامهم بأعمالهم الشنيعة ضد الفلسطينيين العزل ومع ذلك لا تتم إدانتهم أو حتى الاحتجاج على جرائمهم.

المستعربون أو بالعبرية قوات ( الدوبدبان ) هم وحدة خاصة في الجيش لها جنرالاتها وهي مدربة تدريبا عاليا وقاسيا جدا. تشكلت بعد عامين من اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 من نخبة القوات الإسرائيلية امتدت أعمالهم إلى لبنان قبل انسحاب إسرائيل منها، بعضهم من ذوي الملامح الشرقية أو يتم التعامل بالمكياج ليظهروا كذلك . يدخلون مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بلباس عربي مدني، والبعض الآخر ذوي الملامح الغربية يدخلون كصحفيين أجانب يحملون معدات الصحافة بأكمله.

إنهم يهاجمون متخفين أهدافا بالعمق الفلسطيني، يمشون بين الناس في المظاهرات أو حتى الجنازات إلى أن يصلوا إلى موقع المواجهات، فيبادرون برشق الحجارة على الدوريات الإسرائيلية فيتجمع الفلسطينيون حولهم ويرشقون الحجارة دون أن يعلموا بوجود مستعربين، عندها ينقض المستعربون على الشباب الفلسطينيين بالضرب مستهدفين الرأس والوجه خاصة ، ويقيدونهم ويشهرون في وجوههم المسدسات ويلقون بهم في إحدى دوريات الجيش الإسرائيلي الذي يساندهم ويراقبهم ويسهل لهم عملهم و من ثم إلى سجن الاعتقال .

كما أن المبادرة برشق الحجارة من قبل المستعربين قد تكون في مناطق لا يشارك فيها الفلسطينيون في رشق الحجارة، لكن ما أن يسمع الآخرون عن حصول المشاكل في تلك المناطق يسارعون إليها لنصرة إخوانهم دون أن يعلموا مصيرهم مع قوات الموت، (قوات المستعربين)، كما يستخدم هؤلاء المستعربون سيارات عربية يستولون عليها، سواء سيارات حكومية أو عمومية أو شاحنات يعترضونها ليقوموا بأعمالهم الدنيئة من اغتيالات و اعتقالات ، حيث ينفذون اغتيالاتهم بمساندة قوات الاحتلال من دوريات أو قوارب أو طيران .

وتقوم الحكومات الإسرائيلية بإظهار دور المستعربين بأنه دفاعي بالرغم من أنهم يبادرون بالاقتحام والاغتيال، حيث استمرت نشاطهم في فترة السلام، ولا عجب في ذلك، فجيش الاحتلال يبني استراتيجيته على الهجوم دائما و بالرغم من ذلك يلقب نفسه بجيش الدفاع!!

صعوبة في الاكتشاف:-

وقد سجلت سنوات احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية آلاف عمليات القتل والاعتقال التي نفذتها القوات الإسرائيلية الخاصة، بينما لم يسجل أي حالة تمكن خلالها المقاومون الفلسطينيون من إيلامهم بعمليات نوعية، نظرا للتدريب العالي الذي يخضع له الجنود في الوحدات المختارة.

و بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الفلسطينيون لكشف العملاء والخونة وكذلك المستعربين الذين يندسون بين الصفوف لتحقيق أهدافهم الخبيثة فإن اكتشاف هؤلاء المستعربين من الصعوبة بمكان حيث إنهم يقومون بإصدار هويات فلسطينية مزيفة ، ويستخدمون السيارات العربية ، ويجيدون الحديث باللهجة الفلسطينية، وقى الله أهلنا في فلسطين شر اليهود وأعوانهم.

عمل الوحدات الخاصة يعتمد على الجمع بين عمليات التصفية والاختطاف والمداهمة السريعة ونصب الكمائن المسلحة والتسلل إلى داخل مناطق السلطة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن جميع هذه الوحدات تعمل بالتنسيق الكامل مع جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة " الشاباك "، حيث أن " الشاباك " يوفر المعلومات الإستخبارية اللازمة لتنفيذ عمليات التصفية والاختطاف والمداهمة طبقا للمعلومات التي يقدمها عملاؤه من الفلسطينيين، ومن خلال الاعترافات التي يدلي بها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، إلى جانب استعانة المخابرات بعمليات التجسس والتصنت الالكترونية في مناطق السلطة الفلسطينية. وهنا يجب الإشارة إلى الوحدات العسكرية الخاصة التي تتولى عمليات الاغتيال والاختطاف وباقي التشكيلات العسكرية

ومن حيل القوات الخاصة الإسرائيلية أيضا التخفي بزي الأطباء الفلسطينيين واستخدام سيارات الإسعاف والتخفي بزي النساء لصيد الفرائس.

وفي الاجتياحات وعمليات التوغل، تعتلي القوات الخاصة منازل المواطنين وتحدث ثغرات في جدرانها لقنص المقاومين.

يقول أحد المقاومين من كتائب القسام:" القوات الخاصة قوات خبيثة للغاية، كل يوم تبتكر حيلة جديدة للفتك بالمقاومين، عند الاجتياحات والعمليات العسكرية يعتلون المنازل بعد أن يحبسوا كافة أفرادها في غرفة واحدة، ويحدثون ثغرات في الجدران لقنص المقاومين".

ويضيف: خلال اجتياح لبلدة بيت حانون العام الماضي، لاحظ مقاومون جنديا إسرائيليا خلف نافذة زجاجية داخل أحد المنازل، فأطلقوا عليه قذيفة أر بي جي، ولكن تبين فيما بعد أن ما أطلق عليه القذيفة عبارة عن دمية بلاستيكية على شكل رجل وضعت خلف النافذة لخداع المقاومين وجعلهم يركزون عليها، فيما كان جنود الوحدات الخاصة يطلقون النيران من ثغرات صغيرة في المنزل المجاور!!".

الإنسانية ووحدات القتل:-

قبل أسبوعين، وفي عملية معقدة للقوات الخاصة الإسرائيلية، تم اعتقال أحد كبار نشطاء كتائب القسام في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويدعى مهاوش القاضي الذي تتهمه إسرائيل بالإشراف المباشر على خطف الجندي جلعاد شاليط في الخامس والعشرين من شهر يونيو عام 2006.

وجاء في التفاصيل أن مجموعة من القوات الخاصة تسللت مسافة 3 كيلو متر في عمق مدينة رفح ترتدي زي القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس، وتستقل سيارات مشابهة لتلك التي تستخدمها القوة التنفيذية. وأثناء سير القيادي القسامي مهاوش القاضي بسيارته في أحد شوارع المدينة سقط رجل عجوز أمام السيارة، فنزل القاضي لمعرفة سبب سقوطه، فباغتته القوة الخاصة واعتقلته، حيث تبين أن الرجل العجوز الذي سقط أمام السيارة هو أحد أفراد القوة، وأن ما حدث عبارة عن خطة لإجبار الفريسة على إيقاف السيارة في المكان الذي حددته الوحدات الخاصة لاعتقاله.

تجارب مع فرق الموت:-

العديد من المقاومين الفلسطينيين خاضوا تجارب مع القوات الإسرائيلية الخاصة، وتعرفوا من خلال هذه التجارب على أساليب عمل فرق الموت الصهيونية، فأحد المقاومين من سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي يقول: رأيت قبل أشهر مجموعة من المسلحين يرتدون زي مقاومين من حماس بالقرب من المدرسة الأمريكية غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كانوا يوقفون السيارات، ويوزعون المصاحف على الركاب، وعلمنا فيما بعد أنهم أفراد قوة إسرائيلية خاصة، كانوا يبحثون عن أحد المقاومين".

ويتحدث مقاوم آخر عن تجربة أخرى: تصادفت بسيارة كان بداخلها عدد من المقاومين شمال قطاع غزة، سألتهم عن أمرهم، فقالوا إن السيارة "عطلانة"، فعرضت عليهم المساعدة، وما هي إلا دقائق حتى جاءت سيارة أخرى، وانطلقت السيارتان مسرعتان تجاه البحر، كانت قوة خاصة تترصد مطلقي الصواريخ".

في العام الماضي قتلت قوة خاصة إسرائيلية متنكرة بزي الأمن الوطني الفلسطيني ثلاثة مقاومين كانوا يهمون بإطلاق صواريخ من شمال القطاع، لم يدرك المقاومون أنهم قوات إسرائيلية، وقتلهم الجنود الصهاينة من نقطة الصفر.

* باحث وأكاديمي فلسطيني.
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=3166&Itemid=1