تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن السلاح الأكثر فعالية ضد قوات الاحتلال الأمريكية.!



احمد الجبوري
07-23-2008, 09:14 AM
ماذا تعرف عن السلاح الأكثر فعالية ضد قوات الاحتلال الأمريكية.!


(مقال مترجم )
بدأت بفرقعة مدوية "انفجار أبيض ضخم" وفق وصف شاهد عاش الحادثة صباح السبت 29 مارس 2003 في نقطة تفتيش لمجموعة جنود من كتيبة للقوات الأمريكية الغازيه - الطريق العام 9- الطرف الشمالي من المدينه . قُتل أربعة جنود عندما بدأوا بتفيش السيارة المحملة بأكثر من 100 كغم متفجرات. كان تفجيراً. شخّص قائد الكتيبة الحادث بأنهم " يدخلون حرباً ستكون مختلفة تماماً." منذ هذا التفجير القاتل لما يُعرف الآن بـ أداة/ سلاح تفجير مرتجلة improvised explosive device- IED وقع أكثر من 81 ألف هجوم بهذا السلاح في العراق بضمنها 25 ألف هجوم هذا العام، حسب مصادر الجيش الأمريكي المحتل .


تطورت الحرب، في الواقع، إلى شيء "مختلف تماماً" صراع يُميزه متفجرات الطرق road side bombs- العبوات الناسفة- باعتباره سلاحاً بارزاً في العراق وأفغانستان، ويُماثل ظهور البدقية الآلية machine gun في الحرب العالمية الأولى أو "القنبلة الذكية" الموجهة بالليزر في حرب الخليج (1991)! ساهم سلاح العبوات الناسفة IED بثلثي قتلى الأمريكان في العراق، وحتى بنسبة أعلى من مجموع الجرحى والمعوقين. كما أدى أيضاً إلى جرح 11 ألف عراقي ومقتل 600 من قوات الأمن المحلية. وفي ظروف فشل الولايات المتحدة كسب الحرب ارتباطاً بتحولها إلى حرب غير تقليدية، فإن سلاح العبوات الناسفة تسبب في قتل أو جرح 21 ألف أمريكي لغاية 22 سبتمبر.


معركة الأمريكان ضد هذا السلاح أصبحت تُشكل صراعاً قوياً من أجل كسب المبادرة، وذلك بتجربة أسلحة وتقنيات مضادة لـ IED، والأكثر من ذلك العمل على تشخيص وتدمير الشبكة التي تقوم بتمويلها وصانعيها ومنفذيها والتي تضم 160 خلية للمجاهدين منتشرة في أنحاء العراق، حسب مسؤول رفيع في البنتاغون. ولكن رغم إنفاق حوالي عشرة بلايين دولار خلال السنوات الأربعة الماضية من قبل دائرة مكافحة سلاح العبوات الناسفة، علاوة على صرف 4.5 بليون دولار إضافي للسنة المالية 2008، بقي هذا السلاح الأكثر فتكاً بالقوات الأمريكية، حسب اعتراف البنتاغون هذا العام.


مع بداية الحرب العام 2003، تحدث ضباط في الجيش الأمريكي بشأن مواجهة سلاح IED من خلال تدمير خلايا المجاهدين قبل أن يتم بناء وتصنيع هذه المتفجرات، علاوة على تخفيف آثار هذا السلاح بتزويد هذه القوات بدروع أكثر متانة، عربات أقوى، ورعاية أفضل- تم صرف أكثر من ثلاثة بلايين دولار كذلك على 14 نموذجاً لتقنيات مضادة لهذا السلاح من أجل صده، تعطليه، وسحقه.


وبعد أربع سنوات تبين أن هذه الجهود والصرفيات المستمرة لبناء تقنيات مضادة لـ IED، كانت دفاعية، ارتكاسية، وأخيراً غير كافية/ وآخرا عاجزة.. وقادت هذه النتيجة إلى طرح فرضية أن سلاح التفجيرات يتناسب لخلق أضرار في حرب قصيرة، وسوف يجد العلم علاجاً مضاداً لهذا السلاح خلال اربعين سنه قادمه .


"يُريد الأمريكان حلولاً تقنية، يُريدون الرصاصة الفضية (النجاح)... إن حل معضلة IED يُجسّد البعد الكامل لقوة الوطن- سياسياً، عسكرياً، ستراتيجياً، عملياتياً، واستخباراتياً،" قالها أحد القادة العسكريين في Naval Surface Warfare Center- واشنطن- حيث يشرف على تقنيات عديدة للقضاء على فعالية سلاح العبوات الناسفة وتدميره.


الحرب المحبطة ضد IED قلّما كانت محل انتباه المخططين قبل أن توفر حرب العراق "عدسة" فريدة لفحص ما يُسميه، حالياً، بعض الرسميين في البنتاغون "الحرب الطويلة"، وأيضاَ لمحاولة فهم كيف أن النصر السريع للعام 2003 تحول إلى شرك/ مستنقع morass العام 2007. هذه المقدمة بشأن السلاح العراقي IED (ومحتوياتها بأجزائها الأربعة) هي حصيلة أكثر من 140 مقابلة مع رسميين في الجيش والكونغرس، علاوة على مقابلة: متعاقدين، علماء، وخبراء.. في العراق، أفغانستان، واشنطن، وأماكن أخرى.


كان هناك اتفاق عام على التعبير عن الرأي في هذا الموضوع بطريقة غير متحيزة، مع شرط عدم ذكر الهويات الشخصية، لأسباب تتراوح بين حساسية الموضوع وعدم التخويل بالحديث في هذا الشأن، وأيضاً المتطلبات الأمنية. كما طلب عشرة من كبار الضباط أو المتقاعدين المشاركين في المعركة ضد سلاح العبوات الناسفة، بضرورة مراجعتهم ما كُتبَ (قبل النشر) لضمان الدقة والاعتبارات الأمنية.


مع التصاعد اللولبي لإصابات الأمريكان من عشرات إلى مئات وإلى آلاف عديدة، تزايد البحث بشكل مُلح لإيجاد تقنيات مضادة لـ IED. كما واستخدمت نحل العسل honeybees وكلاب الصيد لكشف العبوات الناسفة. علاوة على تجهيز الجنود بدروع واقية، واستخدام أجهزة الصد والتعطيل والسحق ضد هذا السلاح وتقنيات عديدة أخرى.


ورغم كل ذلك، يستمر سلاح IED بفعاليته وتصاعده باعداد تصل إلى حوالي مائة هجوم تفجيري يومياً، عدا تلك العبوات الناسفة التي يتم اكتشافها، كما وسجلت هذه التفجيرات زيادة بمقدار 50% يومياً منذ يناير 2006. تم تسجيل 3229 هجوم بالعبوات الناسفة IED في مارس من هذا العام، وليرتفع عدد الهجمات يومياً في المتوسط إلى 3000. كما أن هذه الهجمات التفجيرية زادت أيضاً في أيار ويونيو، ليدفع كولونيل من الجيش الأمريكي إلى الحيرة والتعجب بقوله "إن هذا العدد محل دهشة!"
----------------
'The single most effective weapon against our deployed forces', Washingtonpost.com, By Rick Atkinson, Washington Post Staff Writer, Sunday, September 30, 2007; Page A01.
(منقول)