تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع



أبو يونس العباسي
07-21-2008, 05:58 PM
ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
- كنت ماشيا في السوق , وكان لايوجد فيه من السوق إلا الاسم فقط , ووجدت جل الناس يشكون ...... بائع الخضار , بائع الفاكهة , الجزار , الحداد , الخباز , الكل يشكون , الكل يسيطر عليه مرض فتاك , وما أشد فتكه بالإنسان , إنه مرض اليأس , مرض التشاؤم , مرض القنوط , ولا أخفيكم سرا بأنني حزنت على حال الأمة , ورجعت إلى البيت وهموم الدنيا فوق رأسي , ثم شعرت براحة غمرت كياني , ما سرها يا ترى ؟ لقد تذكرت التفاؤل , فكأني عندما تذكرته وجدت علاجا لمرض كاد أن يقتلني , ويقتل من حولي , فقمت لأكتب لكم حول عنوان هذا الموضوع : "ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع " , ومن الله أستمد العون والعافية , وأسأله التوفيق والسداد .
- أحبتي في الله : وقبل أن نبدأ لا بد أن نعرف بأن التفاؤل هو شعور نفساني يدفع الإنسان إلى أن يتوقع الخير في الأحداث الحرجة والملمات المزعجة التي تعترض طريقه في الحياة , ومعنى أن يكون التفاؤل ثقافة : أي أن يصبح مفهوما وشعورا وواقعا نراه ونلمسه ونشاهد آثاره عند الشريحة الكبرى من الناس , وإذا كان التفاؤل هو : توقع الخير , فإن التشاؤم هو : توقع الشر , وإن التفاؤل كشعور نفسي مريح للإنسان إنما يتولد عند الإنسان أصالة , عندما يستمسك الإنسان بما أوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - , والتشاؤم كذلك إنما يتولد في صدر الإنسان , حينما ينحرف عن المنهج الذي أوحي إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - , ودليلي على هذا الفهم قول ربي سبحانه وتعالى : " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " وقال الرحمن الرحيم :" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " , وقال ذو العزة والجبروت :" قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى *** وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى *** قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا*** قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" , ومن هذه الزاوية يمكننا بأن نقول بأن التشاؤم مرض من أمراض القلوب , والتي لها أثر عجيب على أمراض الأبدان , ومن جرب تجربتي قال مثل مقولتي فصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ما ترك شيئا صغيرا ولا كبيرا إلا وعلمنا إياه .
أحبتي في الله : وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مما حاربه من صفات أهل الجاهلية , صفة التشاؤم , أو ما كانوا يسمونه : بالطيرة , فقد كانوا يربطون خروجهم إلى السفر , أو عدم خروجهم , بالجهة التي يتوجه إليها الطير , فإن توجه يمينا , سافروا , وإن توجه يسارا , قعدوا عن السفر , فنهاهم رسول الله عن ذلك , وعلمهم أن النافع والنافع وحده هو الله , وان الضار والضار وحده هو الله , وليس لطير ولا لغيره علاقة في ذلك , أخرج الترمذي في سننه وصححه الألباني من حديث أنس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" لا عدوى ولا طيرة وأحب الفأل " , والطيرة : هي ما نسميه بالتشاؤم , والفأل هو التفاؤل , كما هو معلوم لديكم , ولقد بلغ التفاؤل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغير من أسماء صحابته , والتي كانت تحتوى على معان فيها شيئ من التشاؤم , فقد غير اسم رجل من حزن إلى سهل , وغير اسم امرأة من عاصية إلى جميلة , فصلوات ربي وسلامه على من علم الدنيا التفاؤل , وجعل الثواب العظيم لمن اتصف بهذه الصفة , وتخلق بهذا الخلق , قال الشاعر : أيها الشاكي وما بك داء *** كن جميلا ترى الوجود جميلا .
- أحبتي في الله : لا شك ولا ريب في أن طبيعة الحياة الدنيا طبيعة شقاء ونصب وتعب وذهاب ومجيئ وسعي وابتلاء ومصائب , نعم هذه هي طبيعة الحياة , قال الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد " , وإن المسلم إذا عبد الله تعالى وحده , وعبده كذلك بما شرع , وصبر على لأواء الحياة ابتغاء وجه الله , فلا شك أنه مأجور , أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة " , وعند أحمد من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال :"قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها " , وفي مستدرك الحاكم وصححه الألباني من حديث عائشة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك " , ولقد جعل الله تبارك وتعالى ابتلاء عباده بالجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس والثمرات , من المبشرات التي تزف لعباده الصابرين , فإذا سألت: وكيف هذا ؟ قلت لأن في الصبر على هذه البلاءات عظيم الأجر , والمؤمن يقبل بالبلاء إذا كان في مقابله رضى رب العالمين عنه , قال الله تعالى : " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *** الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *** أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " , وعليه : فلنكن أقوى من الصعاب , أقوى من اليأس والقنوط والجزع , أقوى من ضغوط الواقع , وإن سألتني لماذا ؟ فأقول لك : لأن معنا الله , يؤيدنا وينصرنا , قال الله تعالى :" وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" وقال جل شأنه :" فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" , كيف نضعف والرسول - صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من حديث صهيب الرومي :"عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " , كيف نضعف ومعنا سلاح التفاؤل , سلاح حسن الظن بالله -سبحانه وتعالى - والثقة به .

أبو يونس العباسي
07-21-2008, 05:59 PM
لمن أراد : الجزء الثاني من المقال

*
*
*
*
*
*

أبو يونس العباسي
07-21-2008, 05:59 PM
ثقافة التفاؤل وأثرها في إدارة الصراع (2)
أبو يونس العباسي
- أحبتي في الله : إن احدا لن يصنع لنا التفاؤل إن لم نصنعه , وإن الأمر كما كان يعلمنا أساتذتنا في المدرسة : من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل , وتظهر هذه الحقيقة قوية جلية , في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم قال :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولاتعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" , حقا إخوتاه من تأمل هذا الحديث , فسيتبين له : أن أحدا لن يصنع لنا التفاؤل , إن لم نصنعه نحن , ولكن بالتوكل على الله , والاستعانة به , نصنعه بحول الله تعالى .
- أحبتي في الله : ولعل البعض يريد مزيدا من التوضيح فيقول : كيف أصنع التفاؤل ؟ فأقول له : اصنع التفاؤل بتعاملك الحكيم مع الأحداث وذلك بردها للكتاب والسنة , ليكون مسيرك على نور من الله تعالى , ولذلك فقد جاء عند ابن حبان , وحسنه الألباني : أن رسول الله كان إذا رأى ما يسره قال : الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات , وإذا رأى ما يسوؤه قال : الحمد لله على كل حال " , لا زلت تسألني : كيف أصنع التفاؤل ؟ اصنع التفاؤل بحسن مظهرك , فإن الله جميل يحب الجمال , والتجمل والتزين مطلب شرعي , قال الله تعالى :" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" , والاستمتاع بالدنيا ليس حراما طالما لا تستخدمه في الحرام , ولا يلهيك عما أمرك به ربك , قال الله تعالى :" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" , وهنا لا بد أن يعلم أن تلكم المشية التي تظهر صاحبها وكأنها أتعس أهل الأرض , لا يجوز للمسلم أن يمشيها , قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوما لرجل قد تماوت في مشيته : " يا هذا ارفع رأسك , متى أمت علينا ديننا " , وإننا ونحن نواجه أعداء الله تبارك وتعالى " عربا وعجما " , لا يجوز لنا أن نظهر لهم الجزع واليأس والضعف والتشاؤم , ولذلك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه في عمرة القضاء : " رحم الله امرءا أراهم من نفسه قوة " , وقال في حق أبي دجانة لما مشى بين الكافرين مختالا :" إن الله يكره هذه المشية إلا في هذا الموطن " .
- أحبتي في الله : وإننا نستطيع أن نصنع التفاؤل بنشر البسمة في المجتمع الذي نحيا فيه , فإننا لن نسع الناس بأموالنا فلنسعهم بأخلاقنا , ببسمتنا , بطلاقة وجوهنا , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال : "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق", وعند الترمذي من حديث أبي ذر وصححه الألباني : أن رسول الله قال : " تبسمك في وجه أخيك صدقة " , إن من نافلة القول أن نقول : بأن مجتمعا ينتشر فيه التفاؤل من الصعب أن يقهر , من الصعب أن ينكسر , من الصعب أن يخضع أو يخنع , والأمر كما يقول الشاعر : وتصغر في عين العظيم كبارها *** وتكبر في عين الصغير الصغائر, وإنما تصغر الأمور العظام بالتفاؤل , وتكبر الصغائر بالتشاؤم , وكذلك بالنظرة السلبية لما يحيط بالإنسان .
- اصنع التفاؤل بمرافقة المتفائلين , فإن الصاحب ساحب كما يقال , أخرج أبو داوود في سننه وصححه الألباني من حديث أبي هريرة : ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" المرء على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل " , اصنع التفاؤل بتلكم النظرة الإيجابية للكون وما فيه , لا بتلكم النظرة السوداوية القاتمة الحالكة , انظر دائما إلى الجانب المشرق من الأحداث , وأهمل الجانب المظلم , انظر إلى الكأس الممتلئ من الزجاجة , وأهمل الفارغ , أخرج أبو داوود في سننه وصححه الباني من حديث أبي هريرة : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال :" إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم " , عندما تبتلى , انظر إلى إيجابيات البلاء , واعلم ان كل ما قدر الرحمن محمود , وان قضاء الله وقدره كله خير للعبد , علم ذلك أم لم يعلم , ولا بد ان نتذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في هذه الأمة , كما عند أحمد وصححه الألباني : "مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره" ,اصنع الفأل بالكلمة الطيبة , أخرج الترمذي في سننه , وصححه الألباني عن أنس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" لا عدوى ولا طيرة , وأحب الفأل , قالوا يا رسول الله وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة , أما الكلمة التي تنشر الجزع والخوف والتثبيط فهي كلمة لا تصدر إلا عن منافق , قال الله تعالى :" لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا *** مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا *** سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " , والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الصحيح من حديث ابي هريرة :" ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر , فليقل خيرا أو ليصمت " , ولا ننسى هنا ان نقول كذلك : بأن الكلمة الطيبة صدقة , فعند ابن خزيمة من حديث أبي هريرة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم قال :" الكلمة الطيبة صدقة , وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة " , اصنع التفاؤل : بالثقة بالله , بالتوكل عليه , بإشغال نفسك بما ينفعك , بالقراءة في سير الصالحين , بقراءة القرآن , بالدعاء , بالصبر ...... وغيرها من الوسائل الكثيرة التي تعينك على صناعة التفاؤل ,
- أحبتي في الله : ومن الجدير ذكره هنا : أن التشاؤم واليأس والقنوط , ليست صفة لعبد مؤمن , إنما هي من صفات الكافرين الفاجرين , قال الله تعالى :" يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " , وقال ربنا سبحانه وتعالى :" ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون " , أن كلمة مستحيل وغير ممكن , كلمة لا توجد في أجندة رجل العقيدة , قالت امرأة في يوم ما : "لو أسلم حمار الخطاب لأسلم عمر بن الخطاب " , فأسلم عمر وأصبح أميرا للممؤمنين , وأصبح أفضل هذه الأمة بعد نبيها وأبي بكر, وهكذا كان الكثيرون فهداهم الله تعالى , لأن الله على كل شيئ قدير , وكل شيئ عليه يسير .
- أحبتي في الله : إن الصعاب لن تدوم , سيغيرها الله , وسيفرجها الله تعالى , قال الله تعالى :" فإن مع العسر يسرا *** إن مع العسر يسرا *** فإذا فرغت فانصب *** وإلى ربك فارغب " , ويقول الرحمن الرحيم :" حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" , ويقول جل شأنه :" وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" .
أحبتي في الله : لن يغلب عسر يسرين , ولو كان العسر في جحر ضب للحقه اليسر , وإن أشد الأوقات حلكة هي الساعة التي تسبق طلوع الفجر , قال الشاعر : ضاقت حتى إذا استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
أحبتي في الله : سنرفع رايات التوحيد فوق قبة الصخرة والمسجد الأقصى , سترفع الرايات فوق البيت الأبيض , وسنحوله لمسجد يسجد ويركع فيه لرب العالمين , إنهم يرونه بعيدا , ونراه قريبا , وإنا لصادقون .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته