تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عاجل :وفاة الشيخ سالم الشهال مؤسس العمل الإسلامي في طرابلس



من طرابلس
07-17-2008, 10:07 AM
توفي منذ قليل الشيخ سالم الشهال المعروف بالأوساط الشمالية وهو أحد مؤسسي العمل الإسلامي في طرابلس
غفر الله لنا وله وأسكنه فسيح جناته
ومنذ فترة كرمت الجماعة الإسلامية في طرابلس الشيخ سالم باعتباره أحد مؤسسي العمل والذي بايعته قيادات الجماعة في البداية

يقول الداعية فتحي يكن عن هذا التكريم:
هذا اللقاء التكريمي مبادرة ُ وفاء من الجماعة الاسلامية ، في زمن قل فيه الوفاء، وندَرَ فيه الأوفياء.. الأوفياء لله ورسوله ابتداء .. ثم لمن سبقوهم بإحسان.. وهوتأكيد لمعني الخطاب الرباني الخالد الذي ورد في قوله تعالى: }والذين جاءوا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم{ (الحشر:10).
إنه ترجمة عملية للأمر النبوي الذي يتجلى في قوله r: "أنزلوا الناس منازلهم" (رواه مسلم) حيث أن الناس يتفاوتون في مقاماتهم وسبقهم وعطائهم.. فالمهاجرون ليسوا كالأنصار، وأهل بدر ليسوا كغيرهم، }والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم{ (الواقعة:10-12).
لا شك أن الإسلام ساوى بين الناس في أصل الخلقة (كلكم لآدم وآدم من تراب) إلا أنه ترك الباب مفتوحاً للتنافس والارتقاء بدون حدود، وهو ما يتجلى في قوله تعالى: }إن أكرمكم عند الله أتقاكم{ (ألحجرات:13) وصدق رسول الله r حيث يقول: [ إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه] (ابن ماجة) ويقول: [ من صنع إليكم معروفاً فكافئوه] (النسائي).
حتى في العطاء المادي وتوزيع الغنائم، فقد فضل الله المجاهدين على القاعدين في قوله تعالى: }فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة، وكلاً وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً{ (النساء:95).
قد يختلط على الكثيرين الأمر، أو قد يدخل عليهم الشيطان من باب الغيرة والحسد، فيـُنكرون أمثال هذه المبادرات ، متذرعين بالمقولة البدعة: (نحن رجال وهم رجال) متوهمين أن كل الرجال ككل الرجال.. ناسين قول الله تعالى{ولا تنسَوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير} (البقرة:237)، ومتناسين قوله r: [ فضل العالِم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة ُ الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذ به ، أخذ حظاً وافراً] (الترمذي)، وفي رواية: [ فضل العالِم على العابد كفضلي على أدناكم ] ثم قال رسول الله r: [إن الله وملائكته وأهلَ السموات والأرضين ، حتى النملة َ في جُحرها ، وحتى الحوت َ ، ليصلون على معلم الناس الخير] (الترمذي).
إن عشرات المؤلفات والمصنفات والتراجم الإسلامية اعتنت عناية بالغة بتصنيف الرجال، بحسب علمهم وبلائهم وعطائهم فجعلتهم طبقات طبقات. }هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب{ (الزمر:9).
إن عقوق السابقين بإيمان وإحسان، قد يكون أعظم من عقوق الأبوين، فهذا عقوق أبوة الجسد والطين، وذاك عقوق أبوة التربية والدين. ويا لها من لفتة نبوية زاجرة تبدت في قوله r: [ رغم أنفٌ ثم رغم أنفٌ ثم رغم أنفٌ، قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة] (رواه مسلم).
وفي أبيات منسوبة إلى أحد أبناء الملوك (قد يكون الاسكندر) يقول فيها:


أفضلُ أستاذي على نفس والدي وإن نالني من والدي العزُ والشرف


فهذا مربي الروحَ والروحُُ جوهرٌ وذاك مربي الجسمَ والجسمُ من صدف

أين نحن من الأدب الرفيع الذي كان عليه السلف مع أهل السابقة؟؟ فمن أقوالهم الرفيعة: (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا).
وإذا كان الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب المعروف بشدته قد مر بيهودي عجوز، يتكففُ الناسَ، فعرفه فسأله: ألست فلاناً؟ قال: نعم، قال: والله ما أنصفناك، إذ أخذنا منك الجزية وأنت شاب، وتركناك وأنت شيخ، وأمر له بنصيب دائم من بيت مال المسلمين.
إنه ليس هنالك أدنى شك في أن الإسلام وضع مبادئ ثابتة وواضحة الاحترام للغير، وإنزال كل إنسان منزلته، لتتكون من هذه المبادئ لـُحمة ُ الأمة الواحدة، وليكون المسلمون كالجسد الواحد – بأعضائه المختلفة ووظائفه المتعددة – حيث يقول الرسول r: [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى] (رواه مسلم).
ثم إن اللفتة النبوية الجامعة في قوله r: [ ليس منا لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا] (رواه الترمذي)، لتبين أدب العلاقة بين الأجيال المختلفة.
ويوم كان المسلمون على هذا المستوى من الأدب الجم والاحترام المتبادل لم يتفش فيهم داء الحسد والبغضاء ، والبغضاء كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين .
وجاء في روضة العقلاء:


ومن يشكرِ المخلوقَ يشكرْ لربه ومن يكفرِ ِ المخلوقَ فهو كفورُ

لماذا تكريم الأمير سالم الشهال ؟
قد يسأل سائل ، ولكن لماذا سالم الشهال ؟
وأجيب ، وأنا أولى بالاجابة من سواي ، وذلك للعلاقة التاريخية التي تربطني بالأمير سالم وللظروف الدقيقة والمصيرية التي قدر الله أن نواجهَهـَا معا ونتجاوزَها بفضل الله معا ، وبخاصة تلك التي تتصل بالحقبة الناصرية التي مرت بلبنان والمنطقة .
· سالم الشهال .. الأسبق على الإطلاق في دعوة الناس جماهيريا الى الاسلام في طرابلس .. كنت أستمع اليه بشغف وانا في الثامنة عشر من عمري ، وقد وقف خطيبا فوق أحد ألأعمدة في صحن المسجد المنصوري الكبير .
· أنشأ سالم الشهال [ جماعة مسلمون ] عام1366هـ / 1947 م / يوم لم تكن هنالك أية جماعة اسلامية في لبنان .. وذاع صيت هذه الجماعة وانخرط في صفوفها الكثير من أهل هذه المدينة والبلدات والقرى، بل إن دعوته تجاوزت القطر اللبناني الى العديد من المدن السورية .
· مما أنفردت به جماعة مسلمون أن الكثير من العلماء والزعماء والنواب أعطوا البيعة لأميرها الشيخ سالم الشهال . بالنسبة الي كنت ممن أعطى البيعة متاخرا .
· كان جلُ تركيز [ مسلمون ] على تنقية المعتقدات والشعائر من البدع والخرافات ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
· أطلق أعداء الاسلام على هذه الجماعة الكثير من الشائعات .. منها : أن رجالها سيرشقون وجوه السافرات من النساء بماء الفضة .. وسيتصدون بالعصي لمنكرات الجنائز[ جنازة آل المقدم ] .. وسيمنعون النساء من الخروج الى المقابر صبيحة عيدي الفطر والأضحى .. وسيحطمون لوحات صور الدعاية الى الأفلام السينمائية التي كانت تطوف شوراع المدينة على أصوات قرع الأجراس .. وسيتصدون لبدعة إخراج الشعرات النبوية في المسجد المنصوري .. [ حادث تصدي الشيخ سعيد شعبان رحمه الله ومطاردة رجال الشرطة والإطفاء له] .
· أهتمت جماعة مسلمون بالدعوة الى إحلال الفصحى بدل العامية ، وبصحة إخراج حرف الضاد خلال قراءة لفظ [ والضالين } في سورة الفاتحة..
· أخترت لكم من ارشيفي الخاص بجماعة مسلمون البيانات التالية كنماذج :
> من بيان عنوانه [ كل بدعة ضلالة ] تاريخ 15 رمضان 1408 أنقل الابيات التالية :


إننا محتاجون للعلم والإخلاص فاخشوا يا ايها العلماءُ


واتــقوا اللهَ في تـــــراثِ نــبي ٍ شوهته الآراءُ والأهواءُ

> ومن بيان عنوانه [ ايها المسلمون الكرام الموفقون] صدر في أول شوال1410 أوقف فيه الأمير سالم الشهال عقارا يملكه في منطقة النخلة مساحته 21 الف مم، لمعهد الدعوة والارشاد.
> ومن بيان عنوانه [ توبوا .. اعتصموا .. أعدوا ] دعا الى التوبة والتمسك بالاسلام والاعتصام بحبل الله .. والى الإعداد ليكون المسلمون أقوياء أعزاء صامدين .
> ومن بيان عنوانه [ سلام أيها المسلمون سلام ] صدر بتاريخ 15 ربيع الول 1411 أنقل الابيات التالية :


إن الاسلام اتباعْ فادخلوا فذاك سِلم ْ


لا تظنوا غير هذا إن بعض الظن إثمْ


قد رضينا باتباعٍ ٍ هو حقٌ هو علمْ


ورفضناه ابتداعا ً هو جهلٌ هو ظلم ْ

· تقديري أن الشيخ سالم الشهال ، لم يكن موافقا على الكثير مما ارتكبه بعض رجال [مسلمون ] من تصرفات عجلت بتعريض الجماعة للملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية ، حيث تم اعتقال الكثيرين وأودعوا السجون ، ونسجت الصحف العديدَ من القصص حول مسلمون .
· كما ينفضٌ عن الحركات بعضُ أبنائها واعضائها ، فقد انفض عن " مسلمون " معظم رجالاتها في أعقاب المحنة التي واجهتها ، إلا أن أميرها بقي صامدا شامخا لم تفت في عضده التحديات والمحن، والتي لم توفر حتى عائلته وأولاده ، وهذا من فضل الله تعالى عليه .
· إن من مأثر إنفتاحه على الحياة برسالة الاسلام ، ترشحه عام 1972 للانتخابات النيابية ، ومن مآثر تواضعه ووداعته أنه أعلن انسحابه من المعركة بعد لقاء مطول عقدناه معه عرضنا فيه لإيجابيات الأمر وسلبياته .
· من يعرف الامير سالم الشهال عن قرب وفي العمق ، يرى فيه براءة المظهر ، ونقاوة المخبر ، وتواضع الكبار ، وغيرة الأخيار ،وحرقة الأبرار على الاسلام والمسلمين، ولا أزكي على الله أحدا.
o فجزاه الله خيرا عن الاسلام والمسلمين ، وجعل مقامه في عليين ، والحمد لله رب العالمين .

فـاروق
07-17-2008, 01:48 PM
رحمه الله رحمة واسعة وتقبل منه صالح الاعمال وتجاوز عنه..

وابدلنا دعاة الى الله تقاة فقهاء حكماء راشدين...

انا لله وانا اليه راجعون

شيركوه
07-17-2008, 02:15 PM
علماء طرابلس يرحلون واحدا تلو الاخر
للاسف لن يبقى لنا الا الرويبضات الذين يتبجحون علينا بين الفينة والاخرى باعلاناتهم الخرندعية
ليس الان مقام كلام ... وانما فقط نترحم على علماء طرابلس الذين يغادروننا واحدا اثر اخر
ولا حول ولا قوة الا بالله
السلام عليكم

طرابلسي
07-17-2008, 04:18 PM
رحمه الله لا أعلم عنه إلا خيرا

الظافر
07-17-2008, 06:04 PM
أسكنه الله فسيح جناته و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .

عظم الله أجر المسلمين في طرابلس .

اللهم لا تحرمنا أجره و لا تفتنا بعده .

samuele
07-18-2008, 08:47 PM
رحمة الله عليه كان دائم التبسم ..

ابن المدينة
07-19-2008, 03:13 AM
لاحول ولا قوة الا بالله . ان لله وان اليه راجعون. اللهم اجرنا في مصيبتنا وخلف لنا خيرا منه. يذهب البدن ويبقى الاثر رحمه الله وبارك في ذريته من بعده وجمعنا الله به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم وباعد بيننا وبين المغضوب عليم والضالين

Hassano
08-16-2008, 12:31 PM
ومنذ فترة كرمت الجماعة الإسلامية في طرابلس الشيخ سالم باعتباره أحد مؤسسي العمل والذي بايعته قيادات الجماعة في البداية

يقول الداعية فتحي يكن

متى كان ذلك؟

من هناك
08-16-2008, 03:04 PM
متى كان ذلك؟
كان من فترة وجيزة

منير الليل
08-16-2008, 09:26 PM
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته...