تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عصر العولمة



أبو يونس العباسي
07-16-2008, 11:37 AM
كيف نتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عصر العولمة
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -,وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
-دعيت إلى مسجد من مساجد قطاع غزة لإعطاء ندوة بعنوان هذا المقال , فتكلمت للناس حول هذا المقال , وكانوا ينظرون إلى -وخاصة الملتزمون منهم- نظرة ذهول ممزوجة بسعادة وسرور , ولكن بعد أن أنهيت الدرس ورجعت إلى بيتي , لحق الإخوة الذين دعوني إلى الدرس مضايقات كثيرة وبسبب ما قلته في الدرس , فكان هذا سببا في أن أسطر لكم هذا الدرس في هذا المقال .
-في وقت تعاظم فيه الكفر واتباع الكافرين , نادى أتباع سيد المرسلين _ محمد صلى الله عليه وسلم - إلى وجوب اتباع النبي الكريم , لما في اتباعه من الخير العميم , على الآدميين وغير الآدميين , ومن أجل ذلك كان هذا المقال " كيف نتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عصر العولمة ؟؟؟
-وبادئ ذي بدئ لا بد لنا أن نعرف ما هو المقصود بالاتباع , والاتباع هو : الاقتداء والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتقادات والأقوال والأفعال والتروك .
-فلا بد على كل مسلم - إن كان مسلما حقيقيا - أن يعتقد العقيدة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكفر بكل ما خالفها من عقائد كافرة فاجرة , ضالة مضلة , لابد بد عليه أن يقتدي ويتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أقواله , بل لابد عليه أن يضبط أقواله بمنهج الله تبارك وتعالى - كتابا وسنة - , لابد عليه - إن كان مسلما حقيقيا - أن يقلد ويتبع النبي في أفعاله , بل يلزمه أن يضبط أفعاله جميعا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعليه كذلك أن يترك كل ما ترك الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن ينتهي عن كل ما نهاه عنه الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم .
-أما العولمة فهي : أن يخضع العالم لنظام واحد يحكمه ويديره في جميع مجالات الحياة .
ويا ليت هذا النظام نظام عدل وعدالة , إنه وللأسف نظام ظلم واستبداد وواسطة وتسلط وفجور وفساد وإفساد وضلال وإضلال , إنه النظام الصهيوأمريكي ,.
-إخوتاه : ونحن نتحدث عن العولمة , لا بد أن نفرق بينها وبين عالمية الإسلام , العولمة معروف أنها نظام وضعي بشري , في حين أن مصدر عالمية الإسلام هو الله رب العالمين , قال الله تعالى :"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " وقال أيضا :" أفمن يخلق كمن لا يخلق" , العولمة يقصد واضعوها منها تعبيد الناس للناس , قال الله تعالى على لسان فرعون وهو يحدث قومه :"ما علمت لكم من إله غيري" , أما عالمية الإسلام فيقصد بها تعبيد الناس لرب الناس - سبحانه وتعالى - , قال الله تعالى :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " , عالمية الإسلام يقصد منها الخير للإنسان كإنسان , مصداقا لقوله تعالى :" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وكما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال :"عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل . وفي رواية يقادون إلى الجنة بالسلاسل" , وهؤلاء قوم نغزوا بلادهم فنأسرهم , فيكون أسرنا لهم سببا في دخولهم الإسلام , ومن ثم دخول الجنة , وحول هذا المعنى يقول ربعي بن عامر - رضي الله عنه - :" نحن قوم ابتعثنا الله تعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" , أما العولمة فهي تقوم على مصلحة فئة قليلة , على حساب المصلحة العامة , فلسان حال أرباب العولمة - عربا وعجما - يقول : أنا ومن بعدي الطوفان , ولذلك فإنك ترى هؤلاء يكبون ملايين الأطنان من القمح في البحر مع أنه يموت آلاف البشر على سطح الأرض جوعا , وإذا سألت عن السبب ؟ سيتبين لك أنها المصالح الذاتية , التي يمكننا أن نسميها :"الأنانية" , والأنانية خلق مذموم عندنا في غزة , ولذلك شاع عندنا المثل القائل :" من أحب نفسه كرهته جماعته ", عالمية الإسلام لا تفرق في أحكامها بين إنسان وإنسان , بل الجميع أمامها عند الحكم والقضاء سيان , قال الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ", عالمية الإسلا تعني : أن تموت الواسطة , ويموت ما يسمى بالمحسوبية , وان تهلك ازدواجبة الحكم , والكيل بمكيالين والوزن بميزانين , وإن الوقوع والتلبس في ما ذكرنا سابقا هو سبب هلاك الأمم , يدل على هذا الفهم , الحديث الذي أخرجه أبو داوود عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت :" أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ", أما العولمة فعلى العكس من ذلك تماما , انظر للازدواجية في الحكم بين ما يفعله اليهود بنا , كيف يكون حكم دول العالم عليه ؟!!! وكيف يكون الحكم على تصرفاتنا ودفاعنا عن نفسنا ؟!!!
-إخوة التوحيد والإيمان : لو كان الذي يدعوا للعولمة على حساب عالمية الإسلام , هو الكافر وحسب , لهان الخطب , بل إن من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , يدعون إلى منهج العولمة , ويرون فيه سبيل النهوض والتحرر , وإلا سيبقى حالنا على ما هو عليه , ولقد ذكر لنا رسول الله هذا الصنف من الناس كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه من حديث حذيفة أن الرسول - صلى الله عليهوسلم - قال :" تكون دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا فالزم جماعة المسلمين وإمامهم فإن لم تكن جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك".
-أحبتي في الله : لابد علينا أن نتنبه أن منهج محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس معيقا لنا عن التقدم والتحضر والرقي , بل هو يدعوا وبشدة إلى هذه الأمور , ولا بد علينا كذلك ان نعلم وعلى مر تاريخنا الطويل اننا لم نعز يوما إلا بهذ المنهج الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى :" لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ووجه الشاهد قوله تعالى :"فِيهِ ذِكْرُكُمْ " يعني فيه عزكم وشرفكم وسؤددكم وتقدمكم وازدهاركم , ويقول الفاروق عمر - رضي الله عنه وأرضاه -:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ", ثم قولوا لي : ألم نجرب القومية والاشتراكية والبعثية والشيوعية والوطنية والديمقراطية والعلمانية ,والشرعية الدولية والإقليمية , فلم تزدنا إلا ذلا إلى ذلنا , وضعفا إلى ضعفنا , وتأخرا إلى تأخرنا !!!
إخوة التوحيد والإيمان : إن الله هو العزيز , والعزة صفة من صفاته , وهي لا تنال إلا بطاعته واجتناب معاصيه , قال الله تعالى :"الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " وقال جل شأنه :"مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ " , فكيف يريد البعض نيلها بموالاة الكفرة , سواء أكانوا يهودا ام نصارى أم روافض , إذن وبناء على ما سبق : لابد من تجديد البيعة مع الله - تبارك وتعالى -وتجديد العهد معه , على أن نتمسك بالكتاب والسنة - بفهم سلف الأمة - , وفي جميع مناحي الحياة , لابد من تجديد البيعة , والعهد مع الله تعالى على أن نكفر بالطاغوت عربيا كان او أعجميا , ولنصرخ عاليا : في سبيل الله قمنا , نبتغي رفع اللواء, فليعد للدين جده , وليعد للأقصى طهره , ولترق منا الدماء , لابد من الرجوع إلى الكتاب والسنة , لأن كل ما أصابنا هو بسبب البعد عن الكتاب والسنة , أخرج مالك في موطأه وحسنه الألباني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال - :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا , كتاب الله وسنتي "
-وبناء على كل ما ذكرناه , فإننا نعلن كفرنا بالعولمة ورفضنا للأسس التي تقوم عليها , ولقد حذررنا رسول الله منها ومن اهلها , كما في الحديث الذي أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال :"تتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم . قيل يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن!!! , ونحن نبرأ إلى الله تعالى ممن يقف مع العولة ضد عالمية الإسلام , وما اكثرهم بيننا , ونرى أن هؤلاء ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني :" حليف القوم منهم " وقوله - صلى الله عليه وسلم - كما عند أبي يعلى من حديث ابن مسعود :" من كثر سواد قوم فهو منهم " , نعوذ بالله من الضلال وأهله .
-إخوة التوحيد والإيمان : وإن من أبرز مظاهر العولمة في واقعنا المعاصر "الديمقراطية" , والتي تعني :"حكم الشعب للشعب " , ومن هنا يصاب الاتباع في مقتله , إذ إن الاتباع يقضي أن يكون الحكم لا للشعب , بل لله وحده , قال الله تعالى :" إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " وقال كذلك :" ولا يشرك في حكمه أحدا " , بل يصل الأمر في هذه القضية إلى القول بكفر من لم يحكم الشريعة , ودليل ذلك قوله تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون", وتفرع عن الديمقراطية اللعينة كأثر من آثار العولمة " العلمانية" التي أستميحكمم عذرا أن أسميها " طاغوت العصر", والعلمانية هي :"فصل الدين عن الدولة ", أو إن شئت فقل :"حصر الدين في مجال العبادة والعبادة فحسب", أو كما يقو كبار السن عندنا عن العلمانية :"منهج صل وول" , ونحن نعتقد أن الدين الإسلامي هو نظام شامل , جاء ليدير كل صغيرة وكبيرة من قضايا هذه الحياة , وذلك لأن الإسلام دين كامل بشهادة رب العالين , قال الله تعالى : "الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ " , وقال جل شأنه :" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيئ " , وجعل تحكيم الشريعة في جل قضايا الحياة شرطا من شروط الإيمان بالله واليوم الآخر , قال ربنا جل جلاله :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " , وعليه فلا يجوز للمسلم أن يأخذ بجزئية ويترك جزئية مما جاء به الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - , وحول هذا المعنى يقول الله تعالى :"ادخلوا في السلم كافة", وفي هذا رد على بعض المبتدعة الذين قسموا الدين إلى قشر ولب , كما هو حال العلمانيين وأذنابهم , مع العلم أن هذا تقسيم ما انزل الله به من سلطان , بل هو تقسيم صدر عن أهواءهم وبإيحاء من شياطينهم , قال الله تعالى :" وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ", ويا ليتهم وهم يقولون هذا يظنون أنهم قد أتو بذنب جلل , بل يظنون أنهم بذلك التزموا الوسطية والاعتدال , لهؤلاء نقول ما قاله أنس كما في صحيح البخاري : " إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر , كنا نعدها على عهد رسول الله من الكبائر", وهنا لا بد من التنويه على أن الخزي والعار والشنار إنما هو من داء العلمانية الذي نخر في جسد الاتباع عند المسلمين , نعم .. سبب ما نحن فيه اليوم من وضع مزري , هو اننا نعمل ببعض جوانب الدين ونترك البعض الآخر , ودليل هذا الكلام قول الله تبارك وتعالى :" أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" , ولكن لي عندك رجاء أن تتأمل في الذنب الوارد في الآية وعقوبته , ليتبين لك الخطر العظيم الذي وقعت فيه الأمة في هذه الأيام .
-أحبتي في الله : لقد حرصت العولمة الكافرة على تدمير كل ما يمت للأخلاق والآداب الإسلامية بصلة , بينما يملي علينا الاتباع للرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نلتزم بالأخلاق والآداب والصفات الحميدة التي اتصف بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه - رضي الله عنهم وأرضاهم - ولا يجوز لنا أن ننسى أن ترسيخ المنظومة الأخلاقية عند الناس , من أبرز أهداف دعوة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - , ولذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما عند الحاكم وصححه الألباني من حديث أبي هريرة : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
-حقا إننا ومن خلال الدعوة إلى الأخلاق نهدف إلى إنشاء جيل رباني فريد , رجال يسيرون على منهاج النبوة , رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين , رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة , يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار , رجال إذا عاهدوا الله صدقوا ما عاهدوا الله عليه , وما بدلوا تبديلا , رجال قوامون على النساء , بالنفقة والرعاية والتوجيه والتأديب والإرشاد , وكف أذاهن ومفاتنهن عن المسلمين, أمثال هؤلاء الرجال نحن نسعى لإيجادهم والعناية بهم , والعولمة وأذنابها من طواغيت العرب والعجم , يعملون عل القضاء على أمثال هؤلاء الرجال , ولكن حسبنا ان ربنا قال :" يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
-أحبتي في الله : إن الحق لا يعرف بكثرة أو بقلة , إن الحق يحمل من المبادئ والمقاصد والغايات , ما يدلك وبكل وضوح على أنه الحق , ومن سنن الله في هذا الكون أن أهل الحق غالبا ما يكونون هم الأقلة , ويكون مع الباطل الكثرة الكاثرة من الناس , خاصة في مثل هذا الوقت الذي عم فيه الباطل وطم , أخرج أحمد في مسنده وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " وفسرت بعض الراوايات صفة هؤلاء الغرباء بأنهم الذين يصلحون إذا فسد الناس , أو يصلحون ما أفسد الناس , أو هم ناس صالحون قليل بين ناس سوء كثير , ومن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم . قال الله تعالى مبينا لنا حقيقة من حقائق الكثرة والقلة :" وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون", وقال جل شأنه :" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ", وعلاقة كلامنا هذا مع العولمة , أن العولمة تجعل من الكثرة دليلا على الحق , والاتباع يرى أن الحق لا يعرف بكثرة ولا قلة , وإنما يعرف بالجوهر , ولا يجوز لنا هنا ان ننسى بأن الحق أبلج والباطل لجلج , ومن طلب الحق بصدق فلا بد أن يجده , والنصيحة الموجهة لي ولكم هي : عليكم بطريق الهدى ولا تغتروا بقلة السالكين , وإياكم وطريق الردى ولا تغتروا بكثرة الهالكين.
-إخوة التوحيد والإيمان : العولمة دعوة للفساد و الإفساد , دعوة للضلال والإضلال , دعوة يقصدون منها القضاء على منهج محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا بد لنا أن نواجه الجهد بالجهد والتعب بالتعب والتضحيات بالتضحيات , ولكن شتان بين جهد وجهد وتعب وتعب وتضحيات وتضحيات , فريق في سبيل الله , وفريق في سبيل الطاغوت , هنا لابد أن نعلم بأن أبناء الإسلام ما تأثروا بالعولمة ودعاتها , إلا يوم قصرنا في دعوتهم إلى الحق , وقديما قال علماء السلف :" نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل" , ولو شغلت قلوب المسلمين بالحق , لما تشربت الباطل على الإطلاق , فإن المشغول لا يشغل كما يقال , إذن فالمطلوب منا أن ندعوا إلى الإسلام , كل حسب استطاعته وعلمه ,أخرج أحمد في مسنده وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمروا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ‌ أحبتي في الله : إن أرباب العولمة عربا وعجما , يريدون لمنهجهم الساقط أن ينتشر , إن لم يكن بالتراضي فبتهشيم الأنوف , وهنا وحتى نحافظ على ديننا وهويتنا الإسلامية , لابد من امتلاك القوة , التي نحمي بها منهجنا وديننا وعقيدتنا , فحق بدون قوة حق ضائع , مهان أهله , ذليلون أتباعه , والأمر كما قيل :"لايفل الحديد إلا الحديد ", "وألف قذيفة من كلام لا تساوي قذيفة من حديد" , قال الله تعالى :" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " وقال أيضا :" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " وقال كذلك :" الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "قال أبو تمام : السيف أصدق أنباء من الكتب***في حده الحد بين الجد واللعب.
إخوة التوحيد والإيمان : قالوا : العولمة توحدنا , فقلت : العولمة تفرق ولا توحد , تشتت ولا تجمع , لأنها تقوم على العناية بالمصالح الخاصة , على حساب المصالح العامة , أي تقوم على المثل القائل :" أنا وبس والباقي خس" أما الا تباع فهو يوحد , هو يجمع , هو يؤلف , وإن الخزرجيون لما أسلموا لله رب العالمين , قالوا للنبي الكريم :" لقد تركنا قومنا وما من قوم يوجد بينهم من العداوة والبغضاء ما بينهم , فعسى الله أن يجمعهم بك " ,فكان الأمر كما قالوا , مع أنهم حاولوا قبل ذلك محاولات ومحاولات لإنهاء الحرب التي دامت بينهم أربعين سنة , فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , وأقول إن من انطبق على أسلافنا ينطبق علينا , فلن نتوحد , ولن ترتفع العداوة والبغضاء من بيننا , إلا إذا توحدنا على التوحيد , قال الله تعالى : " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ", فالذي يؤلف هو الله , والله لا يؤلف إلا على التوحيد والاتباع .
أحبتي في الله : درج الصالحون عندنا أن يقولوا : ما كان لله دام واتصل , وما كان لغيره انقطع وانفصل , والعولمة منهج يقصد به غير الله فهو منقطع منفص فان بإذن الله تعالى , أما الاتباع للسيد المطاع - ربنا الرحمن الرحيم - فهو متصل دائم , قال الله تعالى :" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " وقال جل شأنه :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " , وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما عند أحمد وحسنه الألباني من حديث أبي عنبة الخولاني :" لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة"
إخوة التوحيد : سننتصر بإذن الله , ستكون العاقبة لنا , سنرفع راية العقاب على الأقصى , وفوق الجامع الأزهر , وفوق الجامع الأموي , وسنرفعها بحق وحقيقة في جزيرة العرب , سنعليها في سماء إيران , وفوق قباب الأندلس و سنرفعها فوق البيت الأبيض بإذن الله , ويومها سنحوله لمسجد يركع ويسجد فيه لرب العالمين , إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وإننا لصادقون . ‌
-إخواني الموحدين : هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء,إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن بثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم :ابو يونس العباسي
مدينة العزة غزة

طرابلسي
07-16-2008, 05:56 PM
بارك الله فيك
وبمثلها آمنت ولله الحمد ...
http://www.fin3go.com/vb2/showthread.php?p=93841#post93841

أبو يونس العباسي
07-16-2008, 09:54 PM
وفيك بارك المولى أخي الكريم , وأسأل الله العلي العظيم ان يثيتني على الحق وإياك , إلى أن نلقاه , اللهم آميين .