تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المذهب الأشعري و موقفنا من رجالاته ( رابط متجدد )



طرابلسي
07-13-2008, 07:34 PM
للكاتب فيصل ..... لك أن تسأل عزيزي القارئ ، لم كل هذا الاضطرابات والتطورات ، في هذا المذهب ، والذي قل أن تجده في مذهب آخر ، وإجابة عن هذا السؤال ، يجب أن نفهم كيف قام هذا المذهب ، وعلى ماذا قام. عاش أبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب ،في كنف أبي علي الجبائي(1 ) شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه ، حتى صار نائبه وموضع ثقته . ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة ، ثم ثار على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه ، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً ، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه ، وأعلن البراءة من الاعتزال ، وخط لنفسه منهجاً يعتمد على الأصول العقلية نفسها ، التي يقول بها المعتزلة( 2) ، كمسألة حلول الحوادث ، ودليل الأعراض وغيرها من المسائل ، مع محاولة اتباع السنة ، فخرج مذهباً خليطاً متأثراً بطريقة ابن كلاب( 3) ثم قرب كثيراً من أهل السنة بتأليفه الإبانة ، إلا أنه بقيت به بقايا من مذهب المعتزلة ، وخلاصة حالة إثبات سبع صفات عن طريق العقل : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام ، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فأثبتها ، وأثبت العلو ، أما الصفات الاختيارية فلا يثبتها(4 ). ونتيجة لاعتماده على الأصول العقلية الفاسدة ، سار اتباعه على هذه الأصول التي تخالف ما عليه الكتاب والسنة ، ثم تدرج بهم الحال واقتربوا من المعتزلة شيئاً فشيئاً ، فتأولوا ما خالف هذه الأصول من كتاب وسنة ، فوصل بهم الحال إلى نفي العلو ، ثم نفي الصفات الخبرية ، وهكذا حتى وصل أحدهم في هذا العصر ، إلى أن ينفي رؤية الله يوم القيامة!! أحد المسائل المشهورة التي يفترق عليها مذهب أهل السنة والجماعة والمعتزلة ، وهو المعاصر حسن السقاف.

أما رجالات الأشاعرة فليسوا سواء أبداً ، فليس من نفى العلو كمن أثبته مثلاً ! وليس من نفى الرؤية من الجهمية الجدد المنتسبين للأشعرية كمن كفر منكرها من قدماء الأشعرية! وليس من أثبت لله عينين كالباقلاني كمن نفاها وزعم أن مثبتها مجسم سواء قال بعدها بلا كيف أو لا!! وموقفنا منهم يختلف حسب تنوع عقائدهم ، وكم يغيظني كثيراً أهل البدع حين يشنعون على أهل السنة ، ويقولون أنتم تكفرون الأشعرية!! أو أنتم تبدعون فلاناً وفلاناً من الأعلام !! ، لذا اجتهدت في تصنيفهم حسب التتبع لمنهج الأشاعرة وتنوع عقائد رجالهم فوجدتهم أربعة أصناف : الصنف الأول: صنف ظٌلم وافتروا عليه النسبة للأشاعرة وهو منهم براء مثل ابن أبى زيد القيرواني( 5) والخطيب البغدادي( 6) والإسماعيلي( 7) من باب تكثير السواد وحشد الأسماء ، وقد ثبت عنهم ما يناقض عقيدة الأشاعرة. مثال: ممن نسب للأشاعرة وهو منهم براء ، الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني( 8) ذكرت بعض المصادر أن عقيدته عقيدة الأشاعرة ، قاله ابن الجوزي( 9) وذكره ابن عساكر في أصحاب أبي الحسن الأشعري(10 ) وهذا خطأ بين، فقد نقل الحافظ الذهبي عقيدة أبي نعيم في كتابه العلو للعلي الغفار ، وهي عقيدة السلف ، إذ صرح فيها بإثبات الصفات التي ورد ذكرها بالقرآن والسنة الصحيحة خالية من زبالة أهل الكلام، كذلك نقل عقيدته الحافظ ابن القيم في الصواعق المرسلة ، وشيخ الإسلام الحافظ ابن تيميه ، والذين وصفوه بذلك إنما هي دعوى تحتاج دليل ، ولا دليل على ذلك ، بل هو نفسه قد أفصح عن عقيدتة السلفية ، والسبب في نسبته للأشاعرة هو المشاجرة التي وقعت بينه وبين الحافظ ابن منده في مسألة اللفظ ، حتى صنف أبو نعيم كتاباً في الرد على الحروفية الحلولية ، وصنف الحافظ ابن منده كتاب في الرد على اللفظ ، وبدع أبا نعيم واتهمه ونال منه ، ومن المعلوم أن الحافظ ابن منده حنبلي ، فربما اتهمه بعض الحنابلة بذلك نتيجة هذه المشاجرة ، وانتشرت هذه الفرية بعد ذلك. قال الإمام مؤرخ الاسلام الحافظ الذهبي في كتابه العلو( 11) : قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني ، مصنف (حلية الأولياء) في كتاب (الاعتقاد) له: ((طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه: إن الله لم يزل كاملاً بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول ، لم يزل عالماً بعلم بصيراً ببصر سميعاً بسمع متكلماً بكلام ، ثم أحدث الأشياء من غير شيء ، وإن القرآن في جميع الجهات مقرؤاً ومتلواً ومحفوظاً ومسموعاً ومكتوباً وملفوظاً كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة ، وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق ، وإن الواقفة واللفظية من الجهمية ، وإن من قصد القرآن بوجه من الوجوه ، يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية ، وإن الجهمي عندهم كافر -إلى أن قال- وإن الأحاديث التي تثبت في العرش ، واستواء الله عليه يقولون بها ، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه ، والخلق بائنون منه ، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه))أ.هـ قال الحافظ الذهبي بعد ذلك: فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول-يعني العلو- ولله الحمد.أ.هـ فكما ترى أخي القاريء أن من عقيدته أن القرآن " كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة" وأن الله "مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". والسؤال : هل الأشاعرة يقولون بهذا حتى نعد أبا نعيم منهم ؟؟ الجواب بكل تأكيد: لا ، وكتبهم طافحة بنقيض هذه الأقوال. وليس هذا الصنف –أعني من نسب لهم وهو منهم براء-مقتصر على المتقدمين ، بل هناك من المتأخرين ممن نٌسب للأشاعرة ، وهو يثبت العلو والصفات كبعض علماء الهند!. نقل العلامة محمد صديق حسن خان في كتابه" الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح"( 12) في مسألة العلو أقوال كثير من العلماء من مختلف العصور ومن بين من نقل عنهم، قال: قال الشيخ الإمام المحدث المحقق في العلوم العقلية والنقلية محمد بن الموصلي الأصفهاني الشافعي مذهباً ، الأشعري معتقداً ، السني إتباعا في "كتاب سيف السنة الرفيعة في قطع رقاب الجهمية والشيعة": (( إن الله تعالى سبحانه قد بين في القرآن غاية البيان أنه فوق سماواته، وأنه مستوٍ على عرشه، وانه بائن من خلقه، وأن الملائكة تعرج إليه وتنزل من عنده، وأنه رفع المسيح إليه، وانه يصعد إليه الكلم الطيب ، إلى سائر ما دلت عليه النصوص من مباينته لخلقه ، وعلوه على عرشه ، وهذه نصوص محكمه ، وأن الله قد بين في غير موضع أنه خلق السماوات والأرض، وأن لله السماوات والأرض، وأنه يمسك السماوات والأرض وما بينهما ، وأن الأرض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ، وأن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وهذه نصوص صريحة في أن الرب تعالى ليس هو عين هذه المخلوقات ، ولا صفة من صفاته ، ولا جزء منها ، فإن الخالق غير المخلوق ، وليس بداخل فيها محصور ، بل هي صريحة في أنه مبائن لها ، وأنه ليس حالاً ولا محلاً لها ، فهي –أي النصوص- هادية القلوب ، عاصمة لها أن يفهم من قوله (وهو معكم) أنه سبحانه عين المخلوقات أو حال أو محل لها...-إلى أن قال- وقد أخبر الله تعالى أنه مع خلقه ، مع كونه مستوياً على العرش، وقرن بين الأمرين كما قال تعالى: ( هو الذي خلق السماوات) إلى قوله تعالى (بصير) فأخبر أنه خلق السماوات والأرض، وانه استوى على عرشه، وأنه مع خلقه يبصر أعمالهم من فوق عرشه ، كما في حديث الأوعال "والله فوق عرشه يرى ما أنتم عليه" فعلوه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه بل كلاهما حق.))أ.هـ مختصراً. وكما نرى ، عقيدته موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة تماماً ، ومناقضة لعقيدة الأشاعرة. أما حكمنا على هؤلاء فإنهم من أهل السنة والجماعة، إلا أنه يجدر التنبه إلى أن الانتساب للأشعري بدعة ، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة ، وتنفتح أبواب الشر ، أنظر مجموع الفتاوى( 13) الصنف الثاني: صنف عاش في بيئة طغى فيها مذهب الأشاعرة المحض ، وقل من نجى من شرار سعيره إلا من ثبته الله ، وكان صاحب منهج صحيح ولكن وافق الأشاعرة في مسائل جزئية ، ومن هذا الصنف الحافظ ابن حجر والنووي( 14) وغيرهما . ولنأخذ هاهنا مثالاً الحافظ ابن حجر: قال عنه الشيخ سفر الحوالي(15 ) أنه ((أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" ، ووصفهم بمحبة الآثار، والتمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية)) ثم قال : ((وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل ، ومنها "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر قولهم عن الرجل أنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته، أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم، وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً ، وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي و أمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة ، وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء ، ومع ضرورة بيان هذه الأشياء واستداركها عليهم ))أ.هـ كلام الشيخ سفر فابن حجر كما نص الشيخ سفر حفظه الله ، لا يبرأ من موافقة بعض أقوال المذهب الأشعري على إطلاقه ، وإنما نبرئه من أن يكون على غرار متكلمي الأشاعرة ، الذين بنوا عقيدتهم على أصول فاسدة ودافعوا عنها. وهناك أمور يجب معرفتها بخصوص ابن حجر هي: 1- كل الكتب التي ترجمت للحافظ ، وخاصة القديمة منها ، لا تكاد تصرح بشيء فيما يتعلق بمذهبه العقدي وأنه يوافق الأشاعرة ، بل على العكس ، هناك عبارة واحدة نقلها السخاوي في الجواهر والدرر عن الجمال ابن عبد الهادي يقول فيها عن ابن حجر: ((كان محباً للشيخ تقي الدين ابن تيميه ، معظماً له ، جارياً في أصول الدين على قاعدة المحدثين...))أ.هـ 2-كان أهل ذلك العصر- أعني عصر ابن حجر- أو ما يسمى عصر سلاطين المماليك- عصر انتشار التصوف، وتقديس الأشياخ ، والاعتقاد فيهم ، وقد كانوا في غاية التعصب لما هم عليه من العقائد المنحرفة ، حتى أن ابن حجر يذكر في كتابه "إنباء الغمر"( 16) أن قراءة كتاب في العقيدة السلفية ككتاب الإمام الدارمي (الرد على الجهمية) يعد خروجاً على عقيدة الجماعة ويسجن صاحبه !! تخيل أخي القاريء: يسجن المسلم بسبب قراءته لكتاب! وأي كتاب ؟ إنه كتاب لعلم من أعلام السلف !! أما الأخذ بآراء شيخ الإسلام في ذلك العصر ، فيؤدي بصاحبه للأذى والابتلاء ولمز الناس له بالتيمي ! ولا يفوتنا بهذه المناسبة ذكر ابتلاء وامتحان الإمام ابن أبي العز الحنفي المعاصر لابن حجر -كما يذكر ابن حجر في "إنباء الغمر"( 17)- ، حين رفض تقريظ قصيدة للشاعر علي أيبك الصفدي ، غلا فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وانتقد فيها مواضع كالتوسل وغيرها فسجن أكثر من ستة أشهر !!!!!!! ومع كل هذا فابن حجر يسمي ابن تيميه "شيخ الاسلام بلا ريب" كما في الجواهر والدرر للسخاوي، وسماه "الحافظ" ( 18) ، ونجده ينقل في كتابه فتح الباري من الكتب السلفية "الممنوعة" كالرد على الجهمية للإمام الدارمي( 19) ومن كتب شيخ الإسلام(20 ). 3- ومع كل ما سبق فابن حجر خالف الأشاعرة في كتابه فتح الباري في مواضع كثيرة جداً (21 ) ورد أيضاً عليهم مصرحاً باسمهم ، كما سيأتي إن شاء الله في هذا الكتاب. وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل السنة والجماعة ، بخلاف الزلات والهنات التي ينبه عليها في موضعها ، لأن أي شخص من أهل السنة صاحب منهج صحيح إذا زل في أمر جزئي ، لا يكون حكمه حكم مبتدع فاسد المنهج ، لأن خطأ الأول خطأ جزئي ، وخطأ الثاني خطأ منهجي مذهبي. ولذلك لم ينه شيخ الإسلام عن قراءة شرح صحيح مسلم للنووي ونحوه ، كما فعل مع كتب المعتزلة والفلاسفة والمعتزلة والأشعرية ، لأن شرح صحيح مسلم للنووي على طريقة المحدثين ، على ما وقع فيه من هنات وزلات. الصنف الثالث: صنف اجتهد في طلب الحق مع محبة للسنة، وحرص على التمسك بها، ولكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين، وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية ، وانتهى بهم الحال لمذهب قريب مما وصل إليه الأشعري في مذهبه الذي استقر عليه في الفترة الأخيرة ، أو قريب منه ، ومن هؤلاء أبو الحسن الأشعري نفسه ، والبيهقي وأضرابهم. قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 22): ((... ومما ينبغي أيضا أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام ، على درجات: منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة ، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه فيكون محمودا فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل ، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها ، ورد بالباطل باطلا بباطل أخف منه ، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة-(الكلام هنا عن هذا الصنف)- ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون ، كان من نوع الخطأ ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك ، ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها: لهم مقالات قالوها باجتهاد، وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة ، بخلاف من والى موافقة، وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقة في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقة، فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات ، ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج...)) الخ. فحكمنا على هؤلاء انهم إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به أهل السنة ، فيبدعون ويفسقون عليه ، فخطأهم مغفور بإذن الله ، وهم من أهل السنة والجماعة فيما عدا ما زلوا فيه، وينبغي بيان الحق والرد على ما خالفوا فيه أهل السنة ، خاصة أن بعض تأويلات هؤلاء قد تروج على بعض الناس لإمامتهم في الفقه والحديث ، كذلك -كما أشرنا من قبل- الانتساب للأشعري بدعة ، لاسيما وأنه بذلك يوهم حسناً بكل من انتسب هذه النسبة ، وتنفتح أبواب الشر أنظر مجموع الفتاوى( 23) الصنف الرابع: صنف يعتبرون مقرري العقيدة ، ومنظري الضلال باسم ( الأشعري ) -وهو منهم براء- مثل الجويني و الرازي( 24) و الامدي(25 ) وأضرابهم من المتكلمين. وحكمنا على هؤلاء أنهم من أهل البدع ، وليسوا من أهل السنة والجماعة ، وللآسف تجد المبتدعة يقدمون أسماء ابن حجر والنووي وغيرهم للتلبيس على الأغرار أن هذا هو مذهب هؤلاء الفضلاء ، ثم إذا تورط أخرجوا له الأسماء الحقيقية مثل الرازي وغيره . هذا اجتهادي في هذا التقسيم فإن كان صواباً فتوفيقاً من الله وإن خطأً فمن نفسي والشيطان والله تعالى أعلم وأحكم. ====== الحواشي: (1 ) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب البصري ، شيخ المعتزلة ، ولد سنة 235 هـ ومات بالبصرة سنة 303 هـ أنظر في ترجمته "سير أعلام النبلاء" 14/183 و"البداية والنهاية" 11/134و"لسان الميزان" 5/271. (2 ) يذكر السجزي في "الرد على من انكر الحرف والصوت" ص 168رواية عن خلف المعلم –أحد فقهاء المالكية- أنه قال: "أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال ، ثم أظهر التوبة ، فرجع عن الفروع وثبت على الأصول" أي أصول المعتزلة التي بنوا عليها نفي الصفات. (3 ) هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب القطان ، أحد أئمة المتكلمين ، وصفه ابن حزم في الفصل 5/77 بأنه شيخ قديم للأشعرية ، وقال عنه الجويني في الإرشاد ص119 إنه "من أصحابنا" توفي بعد الأربعين ومائتين بقليل أنظر في ترجمته "سير أعلام النبلاء" 11/174 و"طبقات السبكي"2/299 و"لسان الميزان" 3/291. (4 ) وقيل أنه مر بثلاث مراحل آخرها رجوعه للعقيدة أهل السنة والجماعة أنظر للتفصيل موقف ابن تيميه من الأشاعرة 1/361-409 (5 )قال ابن أبي زيد ناقلاً الإجماع على العقيدة السلفية: ((ومما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنة التي خلافها بدعة وضلالة أن الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى....وأنه عز وجل كلم موسى بذاته وأسمعه كلامه لا كلاماً قام في غيره وأنه يسمع ويرى ويقبض ويبسط وأن يديه مبسوطتان والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة وأنه فوق سمواته على عرشه))الجامع في السنن والمغازي والتاريخ ص107-108 الطبعة الثانية بيروت. كما قال ابن أبي زيد في مقدمة رسالتة: ((وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته وأن علمه في كل مكان)) الرسالة ص6 طبعة مصطفى البابي بمصر. (6 ) قال الخطيب: "أما الكلام في الصفات فإن ماروي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المتثبتين فخرجوا بذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين.."الخ (تذكرة الحفاظ) ج3 ص319 . (7 ) له "اعتقاد أئمة الحديث" مطبوع. (8 ) هو أحمد بن عبد الله بن أحمد المهراني الأصبهاني ، الحافظ الكبير ، ولد سنة 306 هـ ، سمع من مسند أصبهان أبي محمد بن فارس وأبي أحمد العسال وغيرهم ، رحل له الحفاظ لحفظه وعلو إسناده ، توفي سنة 430 هـ. أنظر في ترجمته "تذكرة الحفاظ" 3/1092 ، "العبر" 3/170. ( 9) المنتظم 8/100 ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية 12/45 . (10 ) تبيين كذب المفتري ص246 (11 ) ص176 (12 ) ص95 (13) 6/360 (14) نشر حديثاً كتاباً للإمام النووي كان في عداد المفقود اسمه" جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات" وهو من أواخر ما ألف النووي حيث صنفه قبل وفاته بما يقرب الشهرين.سبب تأليفه: أنه سأله سائل عن زبد أقوال المتقدمين في الاعتقاد في الحروف والأصوات ، قسمه قسمين: القسم الأول : نقل عن الحافظ الأرموي الشافعي عن كتابه"غاية المرام في مسألة الكلام" القسم الثاني:نقل عن كتابه المعروف ب"التبيان في آداب حملة القرآن". نقل النووي عن الأرموي أن كلام الله حروف وأصوات ونسب هذا القول للإمام أحمد وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي واسماعيل بن عليه ويوسف بن الماجشون وغير هؤلاء من الأئمة. ثم ذكر قول الأشعري وابن فورك والجويني وغيرهم من أن القرآن عبارة ودلالة على الكلام القديم ، ثم أخذ يسحق هذا القول بالحجج السلفية من القرآن والسنة وإجماع الصحابة وهو يسميهم باسمهم الصريح فيقول: ((والعجب أن كتب الأشاعرة مشحونه بأن كلام الله منزل على نبيه ومكتوب في المصاحف ومتلو بالألسنة على الحقيقة ثم يقولون : المنزل هو العبارة والمكتوب غير الكتابة والمتلو غير التلاوة ويشرعون في مناقضات ظاهرة وتعقبات باردة ركيكة!!!.ويكفي في دحض هذا المعتقد كونهم لا يستطيعون على التصريح به بل هم فيه على نحو من المراء....الخ)) وذكر لهم عشرين حجة في إبطال قول أهل السنة ورد عليها ثم قال : ((فصل في إثبات الحرف لله تعالى)) وذكر أدلته ثم قال: ((فصل في إثبات الصوت لله تعالى)) وذكر أدلته ثم قال الأرموي : (( ونحن من ديننا التمسك بكتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث المشهورين ]ونؤمن بجميع أحاديث الصفات لا نزيد على ذلك شيئاً ، ولا ننقص منه شيئاً كحديث قصة الدجال وقوله فيه: "إن ربكم ليس بأعور" وكحديث النزول إلى سماء الدنيا وكحديث الاستواء على العرش وإن القلوب بين إصبعين من أصابعه وإنه يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع ..وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها ، وأن نمرها كما جاءت. وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: ((وجاء ربك والملك صفاً صفا)) وإن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) وقوله: ((ثم دنا فتدلى () فكان قاب قوسين أو أدنى)) وأشباه ذلك من آيات الصفات ، ولا نتأولها ولا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح. ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز ولا نقول هو في كل مكان بل هو في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان كما قال تعالى: ((أأمنتم من في السماء)) وكما قال : ((إليه يصعد الكلم الطيب)) وكما جاء في حديث الإسراء إلى السماء السابعة ((ثم دنا من ربه)) وكما جاء في حديث سوداء أريدت أن تعتق فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين ربك فقالت في السماء فقال أعتقها فإنها مؤمنة..الخ قال الإمام النووي معلقاً: ((فهذا آخر ما أردنا نقله من هذا المختصر من معتقد مصنفه مما ذكره في كتابه كتاب"غاية المرام في مسألة الكلام" للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي ، وهو الذي عليه الجمهور من السلف والخلف.)) ( 15) منهج الأشاعرة في العقيدة - موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على الإنترنت. ( 16) 2/141 ( 17) 1/258-260 (18) التلخيص الحبير 3/109. (19 ) فتح الباري 11/125 ، 13/389 . (20) 13/531 ، 13/524. ( 21) فتح الباري: 1/46-47 ، 1/193 ، 2/37 ، 3/358 ، 5/183 ،6/118، 8/199 ، 8/216، 8/365-366، 8/569 ، 8/600 ،13/253 ، 13/268 ، 13/349 ، 13/350، 13/357، 13/368 ، 13/370 ، 13/390 ، 13/406-407 ، 13/407 ، 13/413 ، 13/349 ، 13/454 ، 13/357 ، 13/467 ، 13/368 ،13/390 ، 13/393 ، 13/496 ، 13/507 وغيرها كثير. (22) 3/348 (23 ) 6/360 ( 24) هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن علي ، فخر الدين الرازي ، ولد سنة 544 هـ، كبير الأشاعرة و منظرهم ، وهو من أئمة الأشاعرة الذين مزجوا المذهب بالفلسفة الإعتزال ، تتلمذ على والده وعلى الكمال السمناني وأخذ الفلسفة عن مجد الدين الجيلي أوصى بوصية تدل على أنه "حسن عقيدته" كما يقول ابن حجر توفي سنة 606 هـ. أنظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 20/500 و لسان الميزان 4/426 . (25 ) هو أبو الحسن علي بن أبي محمد بن سالم ، سيف الدين الآمدي ، ولد سنة 551 ، تعرض في بغداد لإتهام الفقهاء له بفساد العقيدة بسبب ميله للعلوم العقلية فانتقل لمصر حيث تعرض لمحنة أخرى في عقيدته لغلوه في الفلسفة توفي سنة 631 هـ. أنظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 22/364 و"طبقات السبكي" 8/306.
http://www.sd-sunnah.com/modules.php?name=News&file=article&sid=5

طرابلسي
07-13-2008, 07:37 PM
الرد على من قال ان ابن حجر اشعري

يلاحظ أن من يقول بأن الحافظ بن حجر أشعري لا يجد مثل هذا التصريح من كلام الحافظ نفسه.
على أنني سوف أورد مسائل قد نقدها الحافظ جدا من المذهب الأشعري وهي بدورها تبطل ما يزعمه صاحب المقال من كون الحافظ أشعري المذهب.
بل وتنسف قواعد المذهب الأشعري القائم على:
علم الكلام وقد نقده الحافظ واعتبره مخالفا للسلف كما سوف ترى.
عدم الأخذ بخبر الواحد في العقيدة.
دليل التمانع
النظر كأول واجب على المكلف.
نقده للتأويل الأشعري وتناقضه فيه ليس بحجة. بل الحجة انتقاده له.

المسألة الأولى
لما صار أول الواجب على المكلف عند المعتزلة هو النظر (أي أن يعلم أن له رباً) غاب عنهم الواجب الحقيقي الأول الذي خلقهم الله من أجله: وهو تحقيق عبودية الله وحده، والحذر من مطبات الشرك وكمائنه بل صاروا هم الدعاة إلى ذلك، وصار كثير من مشايخ السوء يبررون للعوام كثيراً من الشركيات التي يقعون فيها.
وقول المعتزلة بأن أول الواجب على المكلف هو النظر تلقفه الأشاعرة [انظر إظهار العقيدة السنية 27 فتح الباري 1/70 الإنصاف للباقلاني تحقيق حيدر 33 المحصل للرازي 66 التوحيد للماتريدي 3 جوهرة التوحيد 30 الإنصاف للباقلاني 33 الإرشاد 3 الشامل 120 للجويني المواقف للأيجي 32 نهاية المرام 149 ونهاية الإقدام 90 للشهرستاني] فهو من أصول المعتزلة بقي في مذهب الأشاعرة [انظر شرح الأصول الخمسة 3 والمجلد الثاني عشر من كتاب المغني "النظر والمعارف" الإرشاد 8 المواقف للأيجي 63]. وهذا المتبقي من مذهب المعتزلة هو مذهب الحبشي [إظهار العقيدة السنية 21].

قال الحافظ ابن حجر: « وقد اعترف أبو جعفر السمناني وهو من رؤوس الأشاعرة وكبارهم بأن هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت في المذهب » [فتح الباري 1/70 و13/348].

فلو كان الحافظ ابن حجر أشعريا لما كشف حقيقة وراثة الأشاعرة للمعتزلة في هذه المسألة ولما قال: (أحد كبارهم) يعني أحد كبار الأشاعرة. ولقال: أحد كبار أصحابنا. فتأمل.

المسألة الثانية:

كان الحافظ ابن حجر يحذر من الدخول في متاهات ومغالطات الجوهر والعرض، لما لها من نتائج فاسدة قائلاً: « وكان مما أمر به النبي  : التوحيد. بل هو أصل ما أمر به، فلم يترك شيئاً من أمور الدين إلا بلّغه، ثم لم يدعُ إلى الاستدلال بما تمسكوا به من الجوهر والعرض » [فتح الباري 13/507] قال: « فالحذر من كلامهم والاكتراث بمقالاتهم فإنها سريعة التهافت » [ولكن زعم السبكي وابن عساكر أن الأشعري رأى النبي في المنام فأخبره أنه ترك علم الكلام فبادره  قائلاً: « أنا ما أمرتك بترك الكلام » (طبقات السبكي 3/348 محققة)].
ونقل عن أبي المظفر السّمعاني « بيان فساد طريقة » المتكلمين في تقسيم الأشياء إلى جسم وجوهر وعرض. وزعمهم أن الجسم ما اجتمع من الافتراق، والجوهر ما حمل العرض، والعرض ما لا يقوم بنفسه. « فجعلوا الروح من الأعراض » [أي كيف تكون الروح عرضاً مع أن الجسم لا يقوم إلا بها؟].
قال: فالجوهر والعرض هما أهم دعائهم العقيدة عند أهل الكلام والجدل، ومن أبرز مصطلحات أهل الفلسفة والمنطق.
وبهذا يبطل زعم الحبشي أن: « الجوهر والعرض من اصطلاح أهل التوحيد ».
أضاف: « ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين: ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبد العزيز ومالك والشافعي، وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة ماتوا ولم يعرفوا الجوهر ولا العرض .. وقد أفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد ». « وصح عن السلف أنهم نهو عن علم الكلام وعدوه ذريعة للشك والارتياب « [فتح الباري 13/350 – 352].
وصدق فيما قال، فقد أفضى الكلام بالجويني إلى أن يصرح بنفي علم الله بالجزئيات. مقارب بذلك لمذهب الفلاسفة فيقول: « علم الله إذا تعلق بجواهر لا تتناهى فمعنى تعلقه بها استرساله عليها من غير فرض تفصيل الآحاد » [البرهان في أصول الفقه 1/145] مع أن له كلاماً آخر يخالف هذه الزلة الاعتزالية والتي جعلت جملة من العلماء يشنعون عليه بها كالمازري القائل: « إنما سهل عليه ركوب هذا المذهب إدمانه النظر في مذهب أولئك ». قال الذهبي: « هذه هفوة اعتزال هُجِر أبو المعالي عليها »[سير أعلام النبلاء 18/472].
ثم ذكر الحافظ قصة ندم الجويني عند موته على اشتغاله بعلم الكلام. قال: « وقد توسع من تأخر عن القرون الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم . ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرهًا . ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو من أشرف العلوم [وهو كقول الحبشي الذي ذكرته في أول هذا الباب] وأولاها بالتحصيل، وأن من¬ لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل... فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف »[فتح الباري 13/350-352].

ثم بين موقف السلف من هذا العلم فقال: « واشتد إنكار السلف لذلك كأبي حنيفة وأبي يوسف والشافعي، وكلامهم في ذم أهل الكلام مشهور. وسببه أنهم تكلموا فيما سكت عنه النبي  وأصحابه »[فتح الباري 13/253].

وبهذا يكون الحافظ ابن حجر قد هدم الأصل الثاني عند الأشاعرة. فكيف يكون أشعريا؟؟؟

المسألة الثالثة:
أكد الحافظ ابن حجر أن الرازي أخذ دليل التمانع عن الفلاسفة وسلك فيه سبيل أرسطو (لسان الميزان4/428).
فها هو يكشف مصدر دليل التمانع الذي ما فتئ الأشاعرة يفتخرون به.
وشهد الحافظ ابن حجر على الرازي بأن له " تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة ، وكان يورد شُبه الخصم بدقة ثم يورد مذهب أهل السنة على غاية من الوهاء (لسان الميزان 426:4-429.)

المسألة الرابعة:
مخالفة الحافظ ابن حجر للأشاعرة في موقفهم من خبر الواحد:
فقد ذكر الحافظ ابن حجر أربعة أنواع للخبر المحتف بقرائن الصحة ، وأهمها آخرها :
( الرابع ) " وهذا التلقي وحده أقوى في إفادته العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر " .
وقال الحافظ " . . منها ما أخرجاه في الصحيحين مما لم يبلغ حد المتواتر، فإنه احتفت به قرائن منها : جلالتهما في هذا الشأن وتقدمهما في تميز الصحيح على غيرهما ، وتلقى العلماء لكتابيهما بالقبول " (نزهة النظر وشرحها 26).
وأثبت الحافظ صحة خبر الواحد مطلقا من غير تقييده بالأحكام دون العقائد كما هو عليه المذهب الأشعري.

المسألة الخامسة:
مخالفة الحافظ للأشاعرة من موقفهم في وجوب تأويل صفات الله.
قال الحافظ في الفتح " قال ابن عباس " { يُحَرِّفُونَ } : يزيلون ، وليس أحد يُزيل لفظ كتاب من كتب الله ، ولكنهم يحرّفونه : يتأولونه عن غير تأويله " ثم نص الحافظ على أن تحريف أهل الكتاب لمعاني النصوص لا يُنكر بل موجود عندهم بكثرة (فتح الباري 13/ 524 . ).

بعدما أورد الحافظ ابن حجر مذاهب الناس في صفات الله نقل عن إمام الحرمين الجويني رحمه الله قوله كما في رسالته النظامية " والذي نرتضيه رأيا وندين الله به : عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة . فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما فلا شك حينئذ أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع " .
• ثم نقل الحافظ عن شهاب الدين السهروردي مثل كلام الجويني وفيه يقول " لم ينقل عن النبي  التصريح بوجوب التأويل . . ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه وينزل عليه { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } ثم يترك هذا الباب " (فتح الباري 13/ 0 39).

المسألة السادسة:
مخالفة الحافظ موقف الأشاعرة من كلام الله وأفعاله حيث أظهر موقف أحمد من كلام الله وكشف مخالفة الأشاعرة له.
قال الحافظ " غرض البخاري في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء " (فتح الباري 13/496) .
حكاه الحافظ عن أحمد أنه يثبت أن الله يتكلم بصوت ، في حين أن الأشاعرة قالوا : إن كلام الله ليس بصوت (فتح الباري 13/ 460) .


المسألة السابعة:
بعدما أورد الحافظ ابن حجر مذاهب الناس في صفات الله نقل عن إمام الحرمين الجويني رحمه الله قوله كما في رسالته النظامية " والذي نرتضيه رأيا وندين الله به : عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة . فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما فلا شك حينئذ أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع " .
• ثم نقل الحافظ عن شهاب الدين السهروردي مثل كلام الجويني وفيه يقول " لم ينقل عن النبي  التصريح بوجوب التأويل . . ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه وينزل عليه { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } ثم يترك هذا الباب " (فتح الباري 13/ 0 39).

وقد ضرب الحافظ المذهب الأشعري بمعوله حين صرح بأن هؤلاء الذين يؤولون النصوص معتمدون على الظن فقط. ولا يمكن أن يقطعوا بصحة تأويلاتهم:
قال الحافظ في الفتح " وليس من سلك طريق الخلف واثقاً بأن الذي يتأوله هو المراد ولا يمكنه القطع بصحة تأويله " وتكرر قوله بأن " صاحب التأويل ليس جازماً بتأويله " . واحتج المرتضى الزبيدي بهذه العبارة (فتح الباري 13/353 و 383).

وحتى لو كانت من الحافظ مواقف قد يرى فيها التأويل فإنه لا يقول به بناء على المذهب الأشعري. فإن الجوزي ليس أشعريا وقد وقع في مثل الأمر. كذلك ابن حزم كان من أشد الناس ضد المذهب الأشعري. ومع ذلك وافقهم في بعض التأويلات.

ولهذا فليس من وافق الأشاعرة في شيء من أصولهم يكون منهم.

كتبه عبد الرحمن دمشقية
-----------------
تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله لمذهب الأشاعرة

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب: مقدمة المؤلف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentid=88)


على أن الموضوع الذي يجب التنبيه إليه هو التفريق بين متكلمي الأشاعرة ، كـالرازي والآمدي والشهرستاني والبغدادي والإيجي ونحوهم، وبين من تأثر بمذهبهم عن حسن نية واجتهاد، أو متابعة خاطئة، أو جهل بعلم الكلام، أو لاعتقاده أنه لا تعارض بين ما أخذ منهم وبين النصوص.ومن هذا القسم أكثر الأفاضل الذين يحتج بذكرهم الصابوني وغيره وعلى رأسهم الحافظ ابن حجر -رحمه الله-.ولست أشك أن الموضوع يحتاج لبسط وإيضاح، ومع هذا فإنني أقدم للقراء لمحة موجزة عن موقف ابن حجر من الأشاعرة : من المعلوم أن إمام الأشعرية المتأخر الذي ضبط المذهب وقعد أصوله هو الفخر الرازي [606 هـ] ثم خلفه الآمدي [631 هـ] والأرموي [655هـ] فنشرا فكره في الشام ومصر واستوفيا بعض القضايا في المذهب. ونَقْدُ فكر هؤلاء الثلاثة هو الموضوع الرئيسي في كتاب درء التعارض لـشَيْخ الإِسْلامِ .وأعقبهم الإيجي صاحب المواقف - الذي كان معاصراً لـشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية - فألف "المواقف " الذي هو تقنين وتنظيم لفكر الرازي ومدرسته، وهذا الكتاب هو عمدة المذهب قديماً وحديثاً. وقد ترجم الحافظ الذهبي رحمه الله في الميزان وغيره للرازي والآمدي بما هم أهله، ثم جاء ابن السبكي -ذلك الأشعري المتعصب- فتعقبه وعنف عليه ظلماً. ثم جاء ابن حجر رحمه الله فألف لسان الميزان فترجم لهما بطبيعة الحال - ناقلاً كلام ابن السبكي ونقده للذهبي [17] . ولم يكن يخفى عليه مكانتهما وإمامتهما في المذهب كما ذكر طرفاً من شنائع الأرموي ضمن ترجمة الرازي . فماذا كان موقف ابن حجر ؛ لأن موقفه هو الذي يحدد انتماءه لفكر هؤلاء القوم أو عدمه؟ إن الذي يقرأ ترجمتيهما في اللسان لا يمكن أن يقول: إن ابن حجر على مذهبهما أبداً، كيف وقد أورد نقولاً كثيرة موثقة عن ضلالهما وشنائعهما التي لا يقرها أي مسلم فضلاً عمن هو في علم الحافظ وفضله. على أنه قال في آخر ترجمة الرازي "أوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده". وهذ العبارة التي قد يفهم منها أنها متعاطفة مع الرازي ضد مهاجميه هي شاهد لما نقول نحن هنا، فإن وصية الرازي التي نقلها ابن السبكي نفسه صريحة في رجوعه إلى مذهب السلف . فبعد هذا نسأل:أكان ابن حجر يعتقد أو يؤيد عقيدة الرازي التي في كتبه، أم عقيدته التي في وصيته؟ الإجابة واضحة من عبارته نفسها. هذه واحدة.الوجه الآخر: أن الحافظ في الفتح قد نقد الأشاعرة باسمهم الصريح وخالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم فمثلاً:خالفهم في الإيمان، وإن كان تقريره لمذهب السلف فيه يحتاج لتحرير.ونقدهم في مسألة المعرفة، وأول واجب على المكلف في أول كتابه وآخره. [18] . كما أنه نقد شيخهم في التأويل "ابن فورك " في تأويلاته التي نقلها عنه في شرح كتاب التوحيد من الفتح ، وذم التأويل والمنطق مرجحاً منهج الثلاثة القرون الأولى.كما أنه يخالفهم في الاحتجاج بحديث الآحاد في العقيدة [19] وغيرها من الأمور التي لا مجال لتفصيلها هنا. والذي أراه أن الحافظ -رحمه الله- أقرب شيء إلى عقيدة مفوضة الحنابلة كـأبي يعلى ونحوه ممن ذكرهم شَيْخ الإِسْلامِ في درء تعارض العقل والنقل ، ووصفهم بمحبة الآثار والتمسك بها لكنهم وافقوا بعض أصول المتكلمين وتابعوهم ظانين صحتها عن حسن نية. وقد كان من الحنابلة من ذهب إلى أبعد من هذا كـابن الجوزي وابن عقيل وابن الزاغوني ، ومع ذلك فهؤلاء كانوا أعداء ألدّاء للأشاعرة ، ولا يجوز بحال أن يعتبروا أشاعرة فما بالك بأولئك!!والظاهر أن سبب هذا الاشتباه في نسبة بعض العلماء للأشاعرة أو أهل السنة والجماعة هو أن الأشاعرة فرقة كلامية انشقت عن أصلها "المعتزلة " ووافقت السلف في بعض القضايا وتأثرت بمنهج الوحي، في حين أن بعض من هم على مذهب أهل السنة والجماعة في الأصل تأثروا بسبب من الأسباب بأهل الكلام في بعض القضايا وخالفوا فيها مذهب السلف . فإذا نظر الناظر إلى المواضع التي يتفق فيها هؤلاء وهؤلاء ظن أن الطائفتين على مذهب واحد، فهذا التداخل بينهما هو مصدر اللبس.وكثيراً ما تجد في كتب الجرح والتعديل -ومنها لسان الميزان للحافظ ابن حجر - قولهم عن الرجل: إنه وافق المعتزلة في أشياء من مصنفاته أو وافق الخوارج في بعض أقوالهم وهكذا، ومع هذا لا يعتبرونه معتزلياً أو خارجياً.وهذا المنهج إذا طبقناه على الحافظ وعلى النووي وأمثالهما لم يصح اعتبارهم أشاعرة ؛ وإنما يقال: وافقوا الأشاعرة في أشياء، مع ضرورة بيان هذه الأشياء واستدراكها عليهم حتى يمكن الاستفادة من كتبهم بلا توجس في موضوعات العقيدة. [20] خامساً: قال فضيلة الشيخ الفوزان عن الأشاعرة : [نعم هم من أهل السنة والجماعة في بقية أبواب الإيمان والعقيدة وليسوا منهم في باب الصفات].وهذا سبق قلم من فضيلته، ومثل هذه الدعوى هي التي يهش لها الأشاعرة المعاصرون ويروجونها، لأنه إذا كان الفارق هو الصفات فقط قالوا: إن الخلاف فيها أصله الاجتهاد والكل متفقون على التنـزيه فكأنه لا خلاف إذاً! وربما قالوا: نحن مستعدون أن نثبت لله يداً وعيناً وسائر الصفات في سبيل توحيد الصف ووحدة الكلمة!!!وليكن معلوماً أن ابتداء أمر الأشاعرة أنهم توسلوا إلى أهل السنة أن يكفوا عن هجرهم وتبديعهم وتضليلهم وقالوا: نحن معكم ندافع عن الدين وننازل الملحدين، [21] .فاغتر بهذا بعض علماء أهل السنة وسكتوا عنهم، فتمكن الأشاعرة في الأمة ثم في النهاية استطالوا على أولئك واستأثروا بهذا الاسم دون أهله، وأصبحوا هم يضللون أهل السنة ويضطهدونهم ويلقبونهم بأشنع الألقاب، فحتى لا تتكرر هذه المشكلة وإحقاقاً للحق رأيتُ من واجبي أن أسهم بتفصيل مذهب الأشاعرة في كل أبواب العقيدة؛ ليتضح أنهم على منهج فكري مستقل في كل الأبواب والأصول، ويختلفون مع أهل السنة والجماعة من أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات ما عدا قضية واحدة فقط.

منهج الأشاعرة في العقيدة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentid=6)
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentid=6

طرابلسي
07-13-2008, 07:39 PM
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3797
الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث - خلال القرنين:5-6 الهجريين- مظاهرها ، آثارها ، أسبابها ، و الحلول المقترحة لها
ويقصد بأهل الحديث الحنابلة

مقدمة الكتاب:


بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ،و على آله و صحبه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، و بعد : خصصتُ هذا البحث لدراسة الأزمة العقيدية التي عصفت بالمذهب السني ، في القرنين الخامس و السادس الهجريين بالمشرق الإسلامي و مغربه ، تناولت فيه جذور الأزمة و مظاهرها الاجتماعية و المذهبية و العلمية و السياسية ، ثم أردفتُ ذلك بفصل خصصته لآثار الأزمة و أسبابها ، و الحلول المقترحة لها بحكم إنها- أي الأزمة – ما تزال قائمة إلى يومنا هذا .
و أقصد بمصطلح الأزمة العقيدية ، ذلك الخلاف العقيدي الذي حدث بين أهل السنة ، في مسألة صفات الله تعالي ،و أدى إلى تفجير نزاع تحوّل إلى صراع عنيف شمل مختلف جوانب الحياة ، و ترك آثارا سلبية كثيرة على السنيين ، ما زلنا نعاني من بعضها في وقتنا الحاضر .
و أما طرفا النزاع في هذه الأزمة ، فهما : أهل الحديث ، و يُعرفون بالسلف ،
و الأشاعرة ، و يُعرفون بالخلف ، و يُضاف إليهم الماتريدية ، و هم أتباع المتكلم أبي منصور الماتريدي ( ت قرن: 4ه)،و لم أركز عليهم في بحثنا هذا ، لأنني لم أعثر لهم على نشاط يُذكر في القرنين الخامس و السادس الهجريين .
و هدفي من هذا البحث هو التعرف على حقيقة هذه الأزمة –التي ما يزال السنيون يُعانون منها – من حيث بداياتها و مظاهرها و تأثيراتها ، قصد السعي لوضع حل صحيح لها ، و الاستفادة من سلبياتها و الاعتبار بها ، لتتجنب الأمة شرورها ، و تسترجع وحدتها و انسجامها الفكري و الروحي معا .
و أنا و إن كنتُ قد تشددتُ في انتقاد طرف دون آخر-في مواضع كثيرة- فذلك ليس تعصبا لطائفة على حساب الأخرى ، و إنما هو عمل يُوجبه الشرع الحكيم و يقتضيه البحث العلمي ، انتصارا للحق ، و تحقيقا للمسائل العلمية المختلف فيها و تحريرا لها .
و أخيرا أرجو أن يكون عملي هذا خطوة إيجابية بناءة ، نحو حل الأزمة العقيدية التي قسّمت أهل السنة إلى سلف و خلف ،و جرّتهم إلى التنازع و التناحر و المصادمات . و الله تعالى أسأل التوفيق و السداد ،و الإخلاص في القول و العمل ، و أن ينفع بكتابي هذا قارئه و ناشره ،و كل من سعي في إخراجه و توزيعه ، إنه تعالى سميع مجيب ،و على كل شيء قدير .



د/ خالد كبير علال


أولا ، ما رواه المؤرخ عبد الرحمن بن الجوزي (ت597ه) ، من إن أبا الحسن الأشعري عندما خالف أهل السنة في موقفه من كلام الله تعالى ، أصبح خائفا على نفسه ،يبحث لها عن مجير يستجير به ، خوفا من القتل[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn1) . و عندما لُعنت الرافضة و المعتزلة زمن الخليفة العباسي القادر بالله ( 381-422ه) ، رُفع أمر أبي بكر الباقلاني الأشعري إلى الخليفة فهمّ به ثم تركه ،و كان –أي الباقلاني –يختفي و يتستر بمذهب الإمام أحمد ، و يُظهر موافقته له[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn2) .

و ثانيا إنه كان على رأس المعارضين للأشعري ببغداد طائفة من الحنابلة بزعامة شيخها أبي محمد الحسن البربهاري(ت 329ه) ، فهي لم تعترف به عندما أعلن انتسابه لإمامهم أحمد بن حنبل ، و رفضته و أبغضته و ضللته و شتمته و بدّعته و كذّبته ،و حاولت قتله[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn3).

و ثالثا إن الحنابلة المعارضين للأشعري حاولوا مرارا نبش قبره و طمسه نهائيا ، لكن شرطة بغداد منعتهم من هدمه ،و روى الحافظ ابن عساكر أن جماعة من الحنابلة مرت يوما بقبره –أي الأشعري- فتخلّف أحدهم و بال عليه ، فعاتبه فقيه سمع بفعلته ، فرد عليه بقوله : (( لو قدرت على عظامه لنبشتها ،و أحرقتها ))[4] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn4) .

و رابعا إن إمام الشافعية أبا حامد الإسفراييني (ت406ه) ،و شيخ الجنابلة أبا عبد الله بن حامد ، قاما على أبي بكر الباقلاني الأشعري ، و أنكرا عليه ما كان ينشره من فكر الأشعري المخالف لمذهب أهل السنة[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn5) . و كان الإسفراييني يُطارده -أي الباقلاني-، في مجالسه العلمية ،و شوارع بغداد ، حتى أصبح يخرج إلى الحمام متنكرا خوفا من الإسفراييني ، بسبب مذهبه في كلام الله تعالى[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn6) .
و عندما كان جماعة من الغرباء يحضرون مجالس الباقلاني خفية ، ليأخذوا عنه مذهبه ، كان الإسفراييني يخاف أن يزعم هؤلاء الغرباء ، أنهم تعلّموا ذلك منه إذا رجعوا إلى بلدانهم ، فيُعلن أمام الناس إنه بريء من مذهب الباقلاني في كلام الله تعالى .و قد نهى بعض أصحابه عن الدخول على الباقلاني لدراسة علم الكلام ، و قال له : (( إياك ، فإنه مبتدع ، يدعو الناس إلى الضلالة ، و إلا فلا تحضر مجلسي ))[7] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn7) .

و أما معارضتهم الفكرية له –أي للأشعري- ، فمنها أولا إنهم أنكروا عليه مقالته في كلام الله ،عندما قال إنه أزلي قائم بذاته تعالى ،و إن القرآن ليس كلامه حقيقة ،و إنما هو عبارة عنه ، و هو نفسه معنى التوراة و الإنجيل و القرآن ، فأنكروا عليه ذلك ،و نسبوه إلى التأثر ببقايا البدعة و الاعتزال ، التي كان عليها قبل توبته[8] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn8) .

و ثانيا إن ثلاثة من كبار علماء الحنابلة – في القرن الرابع الهجري- كانوا من بين علماء أهل السنة الذين عارضوا الأشعري و خالفوه في موقفه من كلام الله تعالى ، و هم : إبراهيم بن شاقلا البغدادي،و عبد الله بن بطة العُكبري ،و أبو عبد الله بن حامد البغدادي، و للأول رد موسع على الكلابية و الأشعرية في مسألة الصفات ،و كلام الله ، ردّ به على المتكلّم أبي سليمان الدمشقي[9] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn9) .

و لكي يُعبر علماء الحنابلة عن رفضهم لأبي الحسن الأشعري ، و مقاومتهم له و لمذهبه ، أقصوه من جماعتهم ، فهو رغم انتسابه إلى إمامهم أحمد بن حنبل ، و صداقته الحميمة مع أسرة التميميين الحنبلية[10] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn10) ، فإنهم لم يُترجموا له في طبقاتهم ، فليس له ترجمة في كتاب طبقات الحنابلة ، لأبي الحسين بن أبي يعلى (ت 526ه) ،و لا في كتاب المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد ، لأبي اليمن العليمي (ت928ه) .
و ثالثا إن شيخ الشافعية أبا حامد الإسفراييني، كان يُعلن أمام الناس صراحة ، إن مذهبه في القرآن الكريم ، هو كلام الله حقيقة بحروفه و معانيه ، و يُنكر على الأشاعرة مقالتهم في كلام الله ، و يتبرأ أمامهم مما يقوله أبو بكر الباقلاني و أصحابه في كلام الله تعالى؛ و كان يقول أيضا ، إن مذهب الأشعري في كلام الله ليس هو مذهب الشافعي ، و لشدته على الأشاعرة ميّز أصول فقه الشافعي ، عن أصول أبي الحسن الأشعري ، و لم يعدهم –أي الأشاعرة- من أصحاب الشافعي ، الذين استنكفوا من الانتماء إليهم و إلى مذهبهم في أصول الفقه ، فضلا عن أصول الدين[11] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn11) .

و رغم تلك المعارضة الشديدة ، فإن الأشعري و أصحابه الأوائل ، وجدوا ببغداد جماعة من أهل السنة احتموا بها ،و انتسبوا إليها ، و تستّروا بها ، و كانت بينهم و بينها المؤانسة و الموافقة ،و الصداقة و الضيافة
فمن ذلك أولا ، إن الأشعري لما خاف على نفسه القتل ببغداد ، استجار ببيت أبي الحسن عبد العزيز التميمي الحنبلي[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn1) . و عندما رُفع أمر الباقلاني إلى الخليفة القادر بالله ، و كاد أن يبطش به ، تستر بمذهب أحمد بن حنبل ، و أظهر موافقته له[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn2) .
و ثانيا إنه كانت هناك تأثيرات فكرية متبادلة ، بين بعض متكلمي الحنابلة و متكلمي الأشاعرة ، في مجال أصول الدين ، و كانت لأسرة التميميين الحنبلية ، أقوال متقاربة مع أقوال أبي بكر الباقلاني ، ، الذي كان يكتب في بعض جواباته اسمه هكذا : محمد بن الطيب الحنبلي ، و قد يكتبه هكذا : محمد بن الطيب الأشعري[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn3) . و كان الحنبليان البغداديان أبو بكر غلام الخلال ،و أبو الحسن التميمي يعدان أبا الحسن الأشعري من متكلمة أهل السنة الموافقين لمذهب السلف في الجملة[4] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn4) .
و ثالثا إن الأشاعرة الأوائل احتموا و تستروا بانتسابهم للحنابلة ، و إظهار موافقتهم لمذهبهم –أي لمذهب الحنابلة-، و في هذا الشأن يقول شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي (ت476ه) : (( إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة ))[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn5) ؛ و كان الباقلاني يكتب في بعض جواباته : محمد بن الطيب الحنبلي،و عندما رُفع أمره إلى الخليفة القادر بالله ، و ضاق عليه الحال ، تستر بالانتساب إلى الإمام أحمد بن حنبل،و أظهر موافقته له ،و كان –أي الباقلاني- أحيإا ينتسب إلى الأئمة الثلاثة : مالك و الشافعي و احمد[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftn6) .

[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref1) ابن الجوزي: المنتظم ، ط1 ، دار صادر، 1358ه ،ج 6 ص: 332-333 .

[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref2) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 4 ص: 16 .

[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref3) انظر : ابن الجوزي: المنتظم ، ج 6 ص: 332 .و ابن الوردي: تتمة المختصر في أخبار البشر، ج1 ص: 410 .و الذهبي : السيّر ، ج 15ص: 86 . ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 3 ص: 228 .و نقض المنطق ، ص: 12 .و منهاج السنة النبوية ، حققه رشاد سالم ، ط1 ، مؤسسة قرطبة ، 1406ه، ج 2 ص: 165 .

[4] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref4) ابن عساكر: تبيين كذب المفتري، ص: 68 . و ابن الوردي: المصدر السابق ، ج ج3 ص: 113 .

[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref5) ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية ، ط1 ، مكة ، مطبعة الحكومة ، 1392 ، ج 2 ص: 333 .

[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref6) ابن تيمية : العقيدة الاصفهانية ،ط1، الرياض، مكتبة الرشد ، 1415ه ، ص: 58 .

[7] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref7) ابن تيمية : درء التعارض ، ج 2 ص: 96 . و نفسه ، ص: 58 .

[8] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref8) ابن تيمية: دقائق التفسير ، ج 2 ص: 187 . و درء تعارض العقل و النقل ، ج2 ص: 18 .

[9] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref9) ابن تيمية: درء التعارض، ج 2 ص: 16-17 .و أبو الحسين بن أبي يعلى : طبفات الحنابلة ، ج 2 ص: 128 و ما بعدها .

[10] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref10) سنتطرّق لها قريبا إن شاء الله .

[11] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref11) ابن تيمية: العقيدة الأصفهانية ، ص: 58 .. و مجموع الفتاوى، ج 12 ص: 558 .و درء التعارض ، ج 2 ص: 96 .


[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref1) ابن الجوزي: المنتظم ، ج 6 ص: 332 .

[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref2) ابن تيمية : مجموع الفتاوى ، ج 4 ص: 16 . ابن القيم الجوزية : اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية و المعطلة ، ص: 137 . و ابن تيمية : موافقة صحيح المنقول، حققه محمد محي الدين ، ط2 ، القاهرة، مطبعة السنة المحمدية ، 1950 ج 2 ص: 10 .

[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref3) ابن تيمية : مجموع الفتاوى ، ج 6 ص: 53 . و درء التعارض ، ج 2 ص: 16، 17 .

[4] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref4) ابن القيم الجوزية : اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الجهمية و المعطلة ، مصر ، مطبعة الإمام ، دت ، ص: 137 . و ابن تيمية : موافقة صحيح ج 2 ص: 10.

[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref5) ابن تيمية: مجموع الفتاوى ج 3 ص: 228 .

[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=778122&posted=1#_ftnref6) نفس المصدر، ج 4 ص: 16 . و درء التعارض، ج 1ص: 270، ج 2 ص: 100 .

طرابلسي
07-13-2008, 08:28 PM
وحتى لو كانت من الحافظ مواقف قد يرى فيها التأويل فإنه لا يقول به بناء على المذهب الأشعري. فإن الجوزي ليس أشعريا وقد وقع في مثل الأمر. كذلك ابن حزم كان من أشد الناس ضد المذهب الأشعري. ومع ذلك وافقهم في بعض التأويلات.
ولهذا فليس من وافق الأشاعرة في شيء من أصولهم يكون منهم.

وبناء على ذلك سأتوقف في الرد على ترهات من يحاول الانتصار لمذهب على حساب مذاهب أخرى بادعاءه أنه على منهج أهل السنة والجماعة مما يفيد ان من خالفهم ليس من أهل السنة والجماعة وبكلامهم الكثير من الطعن بأعلام الأمة الذين خالفوهم فعلى الذي بدأ في ذلك التوقف والنظر مليا فيما تلاه
والله من وراء القصد

ما مرت على أمة المصطفى فترة هي أحوج ما تكون فيها إلى الوحدة والتضامن من هذه الفترة التي هي فيها، عدونا شرس كما تعلمون، ولكن سلاحه الوحيد الذي يتغلب به على هذه الأمة إنما هو سلاح فرقتها، ولن يكون هنالك سلاح تتغلب به الأمة الإسلامية على شراسة هذا العدو إلا سلاح واحد هو سلاح التضامن وسلاح الاتحاد، ولو أننا تساءلنا عن السبيل إلى هذه الوحدة، لجاءنا الجواب سريعاً من رب العالمين، هذا الدين الذي شرفنا الله عز وجل به هو حصن الاتحاد، وهو الجاذب إلى التضامن، ولولا ذلك لما قال الله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل 'عمران: 3/103] وهل كان الدين حبلاً إلا لأنه المستمسك لهذه الأمة؟ ومن ثم لأنه أداة الوحدة والتضامن والتكافل، ومحور التلاقي ضد التفرق.
ومع ذلك أيها الإخوة : فإننا لنجد هذا من أغرب العجب العجاب، ومع هذا فإننا لنجد في المسلمين وفي هذا المنعطف الخطير الذي نمر به والذي يستعمل فيه هذا العدو الشرس أمضى سلاح للتغلب به علينا، ألا وهو سلاح التفريق والتمزيق وإشاعة أسباب الخصام بين المسلمين، نجد في المسلمين من لا شغل له إلا أن ينفخ في نيران التفرقة، لا شغل له قط إلا أن ينفخ في نيران الخصام والشقاق بين الإخوة المسلمين .

مقتبس

العمر
07-14-2008, 11:14 AM
******

اليسوا هم أصحاب المقولة الشهيرة "مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم" وهذا فيه انتقاص للسلف رحمهم الله....

قال شيخ الإسلام عن الأشاعرة : (لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا)

ولاشك بأنهم من أهل البدع وهم كذلك من الفرق الضالة.


******

ابو شجاع
07-14-2008, 01:36 PM
السلام عليكم

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=213794&posted=1#post213794

العمر
07-14-2008, 01:44 PM
كان من المفترض عليك يا اخ ابو شجاع ان تدمج ماقلته في موضوع الأخ طرابلسي بدلاً من تشتيت الفكره في أكثر من موضوع....
أتمنى من الأخ المشرف ان يدمج موضوع الاخ ابو شجاع في هذا الموضوع

ابو شجاع
07-14-2008, 02:09 PM
اخي الكريم

الموضوع هو رد مناقض لبعض ما تفضل به الأخ طرابلسي من نقل

وللمشرف ان يدمج الموضوعين ان ارتأى ذلك

شكرا على النصيحة

طرابلسي
07-14-2008, 05:31 PM
اخي الكريم

الموضوع هو رد مناقض لبعض ما تفضل به الأخ طرابلسي من نقل

وللمشرف ان يدمج الموضوعين ان ارتأى ذلك

شكرا على النصيحة
اخي الفاضل بداية أقول لست متحمسا على الخوض بهكذا مسائل ولعلكم تعلمون ذلك فلن تجد موضوعا واحد كتبته حول مثل هكذا مسائل
إلا ان اضطررت إلى الرد على أدعياء الأشاعرة وكأن الله ربهم وحدهم وأهل السنة هم فقط وما دونهم زبالة التاريخ من مجسمة على حسب زعمهم وابن تميمة وعبد الوهاب عالة على اهل السنة او قريبا من ذلك مما جعلني أرد عليهم بأن الذين يدعونهم مجسمة لا يعترفون بكم من اهل السنة
وإن كنت ضمنا لا أقول بخروجهم من اهل السنة لكن الشك لدي قوي لكثرة التاويلات الفاسدة والإجتهادات العقلية المخالفة للنصوص القطعية
وإليك التعليق على رابطك المرفق
تعليق على فتوى المشايخ في أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة
http://www.ghrib.net/vb/showthread.php?p=182700
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=540875
فإن تابعنا على هذا المنوال فلن نصل إلى رأب الصدع وكلا منا سيرجع إلى الشيخ جوجل :)كما أسميته أنت
فقد كفانا مؤنة الجمع والتعليق
فلن نصل إلى نتيجة مرجوة بل العكس بالضبط لذا أنصح الأخوة الأشاعرة عدم الاستهزاء بمخالفيهم لأن الردود ستكون أقوى من تلكم الاتهامات الباطلة و التهجمات التي قعّدوا لها للنيل من أعلام أهل السنة كأبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما
ولم يبقى سوى القول أن القططي هو مجدد هذا الدين بزعمهم
والله من وراء القصد

أبو شمس
07-14-2008, 06:58 PM
موضوع هام وفيه فائدة كبيرة ..

بارك الله فيك أخي طرابلسي وأكثر الله من أمثالك ، وزادك من فضله ، ونفع بك ، وأجزل ثوابك .

عمق في الفهم .. ورجاحة في العقل .. وسداد في الرأي ..

كما أن الأخ العمر ، فريد من نوعه .. كانفراد القمر بضيائه في الليلة الظلماء .

الأخ أبو شجاع وإن اختلفنا معه .. إلا أن له من اسمه نصيب ، كنصيب البحر من أسماكه .

أسأل الله أن يجتمع المسلمون على رأي واحد ونظرة واحدة ودولة واحدة ، كما اتفقوا على إله واحد هو الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله .

أبو عامر
07-17-2008, 03:57 AM
وإن كنت ضمنا لا أقول بخروجهم من اهل السنة لكن الشك لدي قوي لكثرة التاويلات الفاسدة والإجتهادات العقلية المخالفة للنصوص القطعية


أنا أتحداك أن تأتي بنص واحد قطعي الدلالة وقام أحد بتأويله ....أنت تدعي هذا الكلام فإما أن تأتيني بنص قطعي الدلالة وتأوله أحد من الأشاعرة وإما أن تعترف بأنك تفتري على المسلمين وليشهد الجميع