تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات وتأملات في زمن الانحطاطات!



مراسلو الرابطة
06-28-2008, 08:09 AM
مراسلو الرابطة
صرخة، 27/6/2008- مراسلو الرابطة


وقفات وتأملات في زمن الانحطاطات!

http://i28.tinypic.com/25kprtu.jpg

غالباً ما يتوقع القارئ من عنوانٍ كالذي أفردته بالأعلى تجسيداً أو رصداً لأبرز الانحطاطات التي نعيشها في مجتمعنا العربي، قد تكون هذة الانحطاطات بالأخلاق أو الأفكار أو حتى في السياسة والاقتصاد، ولكني سوف أصرف النظر قليلاً عن كل ما أوردته من انحطاطات مركّزاً على الذوق العام والمعايير المتعلقة بانتقاء ما نشاهده على شاشة التلفزة.. مسلُّطاّ الضوء على التبدل الحاصل في أذواق المشاهد العربي، وإرادته التي باتت شبه "مسلوبة" ومتجردة من أساسيات الاختيار وأبجديّات الانتقاء. الذوق ملكة يصعب اقتناؤها وتفعيلها نظراً لارتباطها الوثيق بأخلاقيات الدين ومبادئ المجتمع، لذا من الطبيعي أن نختار ما ينفعنا، وينفع أمتنا، ويفيدنا، فلا يخدش معتقداتنا أو أفكارنا، بالوقت عينه يؤمن لنا الترفيه المطلوب، فإن تأمنت هذه المعايير أو حرصنا على تأمينها، فإننا وبدون شك، نكون قد اجتزنا حاجز الانحطاط الذوقي بنجاح!

المؤسف حقيقة أننا كنا في السابق أصحاب مبادئ سليمة ذات معايير عالية وراسخة، وكنا أصحاب أذواق سليمة ومتنوعة نظراً لاستنادنا في عمليات الاختيار على أبجديات سليمة وصحيحة. لكننا اليوم بتنا أمة تهتم بالتبعية والتقليد دون الحرص على الاختيار أو الانتقاء.

بالواقع لن أضيع وقتي، ووقتكم، بنعي أمة بات أشبه بمسلسل متواصل من الهزائم والنكبات، تتصارع فيه الأجناس والأفراد لتحقيق شيء ما لم أكتشفه بعد! وسأكتفي بذكر كارثة ذوقية تسلب عقول مشاهديها، مستخلصاً وقفات ثلاث، ففسحة للأمل...


وجوه تركية بأصوات شامية!
اعتباطياً اخترت هذه العنوان لكارثة ذوقية وظاهرة بالفعل حيرتني، فمنذ الحلقات الأولى للمسلسل التركي "نور" والأفكار تتوارد عليّ بشكل ملفتٍ جداً! فمن جهة استغربت اهتمام كل من أعرف بأحداث هذا المسلسل "التركي" صاحب الفكرة المشوشة! فبين محاولات "نور" المتواصلة لكسب محبة زوجها "مهنّد" الذي غُصب على زواجها بعد أن فقد حبيبته "نهال" التي قضت حتفها بحادث سيارة خطير جداً، وبين "عنتزية" "أم مهند" وطيبة "جد مهنّد" ومحاولات "دانا" – أخت مهنّد- لحماية زواج "نور ومهنّد" بعد أن اكتشفت أن حبيبته التي قضت نحبها بالحادث قد عادت فجأة إلى الحياة !! باختصار، "خبيصة"! فعلاً هذه هي الكلمة التي أبحث عنها، فأحداث هذا المسلسل أشبه بطبخة فاصولياء محروقة! والمستهجن أيضاً أن هذة الوجوه ناطقة باللهجة الشامية! الأمر الذي يسلب عقول المشاهد وغائب على حلقات مسلسلنا الحماسي والذي مللت سماع قصته في اليومين الماضين- ما أوردته لكم في هذا الشرح المختصر ليس سوى نموذجاً بسيطاً عن بحور ما تعرضه الفضائيات العربية، نموذجاً قد يراه البعض ظالماً حيث يركز الضوء على قليل يعرض ولكن هنا أستشهد بمقولة فقهية "ما يسكر قليله فكثيره حرام" ولست هنا بصدد إصدار فتوى بحق ما يعرض على شاشاتنا، بل لنبين أن القليل يعكس الكثير ويدل عليه...


http://i30.tinypic.com/15mbt6r.jpg

وقفة مع الأمة
وقفتي الأولى هي أشبه بوقفات أمة تطالبنا بأن نفعل شيئاً! ولا أعتقد أبداً أن مشاهدتنا لهذه المسلسلات، أو سماعنا لأمجن الأغاني سوف ينتج شيئاً مميزاً نستطيع من خلاله أن نرفع رأسنا عالياً، ولو قليلاً، بين أمم سبقتنا من دهور وعصور، ونحن ليومنا هذا، ندور وراء قصور من هواء، ووراء أحلام ضائعة نحلم بتنفيذها ولكننا، مع الأسف، مشغولون بمتابعة ما تكنه لنا فضائياتنا العربية من مسلسلات مدبلجة، وأخرى بإنتاج محلي، وما يفرز من شركات إنتاج الموسيقى من فيديو كليبات منحطة!

أدرك الآن المرارة التي تتغلغل بنفس كل من يملك حرقة على هذه الأمة التي باتت كبيت مهجور تناوب سكانه على الهجرة منه بعد أن أيقنوا أن لا جدوى ولا منفعة من السكن فيه، عوضاً عن هموم توارثناها من جيل لجيل فتطل علينا ككوابيس شيطانية تقض علينا مضاجعنا بين الفينة والأخرى! عاهدت نفسي قبل البدء بكتابة مقالي أن لا أندب أمتي أو "أصّوت" عليها، ولكن ماذا تقول بأمة تختار مغنيها وراقصاتها عبر التصويت المباشر من خلال الرسائل القصيرة!!

وقفة مع الفرد
بوقفتي التالية، أرى وبوضوح لماذا يفعل بنا ما يفعل! أرى لماذا تهون علينا أنفسنا ولماذا لا نحرك السواكن الراسيات كباخرات عظام في أواسط البحار! لأننا، وبكل بساطة، نسينا ترتيب أولوياتنا! فنسينا بعدها أن نختار بتذوق شديد، نسينا عالماً من المتغيرات يدور حولنا ويضعفنا! فتوجهنا صوب انحطاطات الزمان من مغنى وتمثيل ورقص، وعدوى التذوق لا تقف هنا، بل تتعداها إلى اختيار الأنشطة التي نمارس في أوقات فراغنا، فاختيارنا لنرجيلة مثلاً كصديقة لسهراتنا عوضاً عن تلاوة القرآن، أو قراءة كتاب نافع، أو حتى زيارة قريب محب، هو أيضاً كارثة في التذوق...!!

بحرقة شديدة أدركت لماذا نقهر، ولماذا نموت في الشوارع، ولماذا يطلق علينا الرصاص من كل حدب وصوب، ولماذا نبكي أيامنا ونبكي ساعاتنا، فقد ذابت خياراتنا واستسلمنا لظروفنا الخارجية، وما يخجل فوق هذا كله، هو أن بكاءنا لا يدوم، وتحسّرنا على الأمة رهين دقائق معدودة، بل وبتُّ أجزم أن حسرتنا وتخوفنا للتهديد الذي يهز زواج "نور و مهنّد" أطول بكثير من حسرتنا على شهداء تسقط، وبلدات تهدم وتدمر، و أشلاء متطايرة هنا وهناك!

http://i26.tinypic.com/33e0e8m.jpg

وقفة مع الإعلام
بوقفتي الأخيرة، أريد أن أقدم الشكر وخالص العرفان لرجال الإعلام ورجالات العمل الإذاعي على ما قدموه لنا من مادة خصبة ترفع من أذواقنا وتحثنا على التمسك بمبادئنا، فنانا ودانا ومانا ولالا وليلو وما إلى هنالك من بارعات الزمان وسيدات الذوق الرفيع قد اجتاحوا إذاعاتنا وقنواتنا التلفزيونية دون رقيب أو حسيب، كما أنني أخص بالشكر رجال الاقتصاد والممولين الذين ارتأوا أن يعيشوا تحت وطأة مال لا يخدم الذوق العام! فاختاروا الربح السريع على الفائدة الحسية والمعنوية فوقعوا بالأزمة التي أوقعوا المشاهد فيها وهي أزمة الاختيار والذوق.

حالة إعلامية يرثى لها حقيقة، فشركاتنا العربية تملك أكثر من 300 فضائية أغلبها تنشر الانحطاط الفكري والذوقي دون مراعاة لأي مبدأ أو معيار! وعلى النقيض من هذه المحطات، هناك شاشات تحترم ما تقدمه لمشاهديها، فتحترم بدورها المعايير والمبادئ التي نكنزها كشرقيّين من جهة، وتسعى بشكل متواصل إلى الرفع من الذوق العام لدى المشاهد...


فسحة أمل
"أزمة اختيار" خلاصتي المتواضعة لموضوعي المتواضع! فلا مجال من تفاديها إلا بالتربية السليمة والتنمية المتواصلة للمعايير والموازين التي نحتاج إلى إقامتها وترسيخها...ومع كل ما أوردته من كوارث ذوقية نفتح المجال أمام فسحة أمل ، هي فسحة أبتغيها وأحرص على أن تكون جزءاً من كل كتاباتي، فنبنيها سوياً لتكون باباً أساسياً من أبواب التغيير والتميز، فسحة لا أود رسمها بنفسي، بل، أعمد لتكون مكاناً تتلاقي فيه الآراء ووجهات النظر المتباعدة، لنكوّن بأيدينا غداً ومستقبلاً مشرقاً وممثراً...

نحتاج لإعلام متزن، لإعلام يرى ما تريد الشعوب أن تشاهده، وليس ما تعودت هذه الشعوب أن تراه! فما السبيل لهذا؟ وكيف لنا أن نبنني مدرعات تحمينا وتحمي أبناءنا من تلويثات باتت تنتشر كالوباء...

................................... ............... ................................... ....
مراسلو الرابطة مبادرة شبابية لا تعبر بالضرورة عن موقف رابطة الطلاب المسلمين في لبنان

طرابلسي
06-28-2008, 09:54 AM
سبحان الله !!
وهل انتم تتابعون مسلسلات الفسق والمجون ثم تقومون بانتقادها ؟!
أم تتابعون تاريخكم المزور من خلال شاشات التلفاز الموجهة ؟!
هل سبب انحطاطتنا مجرد تلفاز ومسلسلات هابطة
أم أهم أسباب هذا الانحطات هو هذه الحركات المسمات إسلامية عين على الدنيا ونصف عين على الآخرة إن ثبت أن العين الاخرى فيها نظر
برأي بدها عودة إلى الله من خلال كتاب وسنة بفهم سلف الأمة لا من خلال تلفاز او مجلس كفر أو التذبذب إلى هذا العلماني او ذاك النصراني

الخلاصة : أنتم كأحزاب وحركات إسلامية أهم أهم أهم الأسباب بانحطاط هذا الجيل لعدم قيامكم ببيان الكفر بالطاغوت وتمييع عقيدة الولاء والبراء وفق أجندتكم الفاسدة

مراسلو الرابطة
06-29-2008, 12:35 AM
الخلاصة : أنتم كأحزاب وحركات إسلامية أهم أهم أهم الأسباب بانحطاط هذا الجيل لعدم قيامكم ببيان الكفر بالطاغوت وتمييع عقيدة الولاء والبراء وفق أجندتكم الفاسدة

اخي الكريم نحن مبادرة شبابية ليست تابعة لاي من الاحزاب
والاخوة الكتّاب لا يعبرون الا عن ارائهم

بارك الله بك
ارفق بنا :)