تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإمامة والسياسة كتاب ينبناه الروافض



صرخة حق
06-26-2008, 08:53 PM
لماذا هذا الكتاب لم يكتبه ابن قتيبة

1ـ أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً في التاريخ يُدعى الإمامة والسياسة، ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب المعارف، والكتاب الذي ذكره صاحب كشف الظنون باسم ( تاريخ ابن قتيبة ) والذي توجد نسخة منه بالخزانة الظاهرية بدمشق ..
2ـ أن المتصفح للكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور
3ـ يخالف أموراً متفقاً عليها وكمثال على ذلك ما ذكره تحت عنوان ( إباية على كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنه ) يقول: ( ثم إن علياً رضي الله عنه أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول أنا عبد الله وأخو رسوله فقيل له بايع أبا بكر فقال أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي )
4ـ أن المنهج والأسلوب الذي سار عليه مؤلف الإمامة والسياسة يختلف تماماً عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا، ومن الخصائص البارزة في منهج ابن قتيبة أنه يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه، وعلى خلاف ذلك يسير صاحب الإمامة والسياسة، فمقدمته قصيرة جداً لا تزيد على ثلاثة أسطر هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب، ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة
يروي مؤلف الكتاب عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً..
6ـ حتى أن المستشرقين اهتموا بالتحقيق في نسبة الكتاب وأول من اهتم بذلك المستشرق ( دي جاينجوس ) في كتابه ( تاريخ الحكم الإسلامي في أسبانيا ) ومن ثم أيده الدكتور ( ر. دوزي ) في كتابه ( التاريخ السياسي والأدبي لأسبانيا )، وذكر الكتاب كل من بروكلمان في تاريخ الأدب العربي، والبارون دي سلان في فهرست المخطوطات العربية بمكتبة باريس باسم أحـاديث الإمامـة والسياسة، ومـارغوليوس في كتابه دراسات عن المؤرخـين العرب، وقـرروا جميعـاً أن الكتاب منسوب إلى ابن قتيبة ولا يمكن أن يكون له
7ـ أن الرواة والشيوخ الذين يروي عنهم ابن قتيبة عادة في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب.
8ـ يبدو من الكتاب أن المؤلف يروي أخبار فتح الأندلس مشافهة من أناس عاصروا حركة الفتح من مثل ( حدثتني مولاة لعبد الله بن موسى حاصر حصنها التي كانت من أهله ) والمعروف أن فتح الأندلس كان سنة 92 أي قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وواحد وعشرين عاماً.
9ـ أن كتاب الإمامة والسياسة يشتمل على أخطاء تاريخية واضحة، مثل جعله أبا العباس والسفاح شخصيتين مختلفتين، وجعل هارون الرشيد الخلف المباشر للمهدي؟ واعتباره أن هارون الرشيد أسند ولاية العهد لابنه المأمون ومن ثـم لابنه الأمين، وإذا رجعنـا إلى كتـاب المعـارف لابن قتيبة نجده يمـدنا بمعلومـات صحيحـة عن السفـاح والرشيد تخالف ما ذكره صاحب الإمامة والسياسة .
10ـ أن في الكتـاب رواة لم يرو عنهم ابن قتيبة في كتاب من كتبه من مثل ( أبي مريم وابن عفير )
11ـ تـرد في الكتـاب عـبارات ليسـت في مـؤلفـات ابـن قتيـبة نحـو ( قـال ثم إن ) ( وذكـروا عن بعض المشيخة ) ( حدثنا بعض المشيخة ) ومثل هـذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة ولم ترد في كتاب من كتبه
12ـ من الملاحظ أن مؤلف الإمامة والسياسة لا يهتم بالتنسيق والتنظيم فهو يورد الخبر ثم ينتقل منه إلى غيره ثم يعود ليتم الخبر الأول، وهذه الفوضى لا تتفق مع نهج ابن قتيبة الذي يستهدف التنسيق والتنظيم
13ـ أن مؤلف الإمامة والسياسة يروي عن اثنين من كبار علماء مصر وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين
14ـ أن ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة وثقة في علمه ودينه، يقول السلفي ( كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة ) ويقول ابن حزم ( كان ثقة في دينه وعلمه ) وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي ويقول عنه ابن تيمية ( وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة ) وهو خطيب السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة. ورجـل هذه منزلته لدى رجـال العلم المحققين هل من المعقول أن يكون مؤلـف كتـاب الإمامـة والسياسة الذي شـوّه التاريخ وألصق بالصحـابة الكرام ما ليس فيهم؟
وأخـيراً ـ ثبـت في كتـاب ابن قتيبـة المتفق على نسبته إليه وهو كتاب ( الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ) على أنه يرمي الرافضة بالكفر وذلك لطعنهم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول ((... وقد رأيت هؤلاء أيضاً حين رأوا غلو الرافضة في حب عليّ وتقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته عليه وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نبوّته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبرّؤهم منهم ))
فكيف ينسب إليه بعد ذلك كتاب مشحونٌ بالطعن في الصحابة الكرام؟

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=212694#post212694

صرخة حق
06-27-2008, 11:28 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى – في مجموع الفتاوى عن ابن قتيبة :
هو لأهل السنة مثل الجاحظ للمعتزلة ، فإنه خطيب السنة ، كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة

صرخة حق
06-27-2008, 11:34 AM
كتاب عقيدة الإمام ابن قتيبة
للشيخ : الدكتور علي بن نفيع العلياني
يقول في ص 113
ذكر سبط بن الجوزي في كتابه مرآة الزمان[1] (http://www.saowt.com/forum/#_ftn1) بدون إسناد أن الدارقطني قال كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه وكلامه يدل عليه وقال البيهقي كان يرى رأي الكرامية.


[1] (http://www.saowt.com/forum/#_ftnref1). مرآة الزمان مخطوطة بالمكتبة الأزهرية برقم 469 ومنها صورة ميكروفيلم بمركز البحث العلمي بمكة برقم 6765 .
ونقل هذه التهم عنه الذهبي في ثلاثة من كتبه ، في سير أعلام النبلاء وفي تاريخ دول الإسلام وفي ميزان الاعتدال ونقلها السيوطي في بغية الوعاة وابن تغري بردى في النجوم الزاهرة


والرد على هذه التهم من عدة وجوه:
أولاً: أن المؤرخين القريبين من عهد ابن قتيبة لم يذكروا شيئاً من هذه التهم كالخطيب البغدادي وابن النديم وابن الجوزي والسمعاني وابن الأنباري والزبيدي والأزهري وابي الطيب الحلبي.
ثانياً: أن الذين نقلوا هذه التهم مصدرهم الوحيد هو كتاب مرآة الزمان فلم يشيروا إلى غيره.
ثالثاً: أن سبط ابن الجوزي ذكر التهم من غير إسناد إلى شخص أو كتاب.
رابعاً: أن الدرقطني والبيهقي اللذين عزا سبط ابن الجوزي التهم إليهما لم يلقهما فالدارقطني متوفى عام 385هـ والبيهقي متوفى عام 458هـ وسبط ابن الجوزي مولود عام 583هـ فهو لم يأخذ منهما مشافهة.
خامساً: لقد بذلت قصارى جهدي في التنقيب عن هذه التهم في كتب الدارقطني والبيهقي فلم أعثر عليها ولم استقصِ جميع ماكتباه فإن كثيراً من كتبهما مفقودة أو في حكم المفقود.
سادساً: سبط بن الجوزي غير ثقة في نقله. وبينه وبين ابن قتيبة مخالفة في الاعتقاد فابن قتيبة سني وسبط بن الجوزي رافضي وقد انتقد ابن قتيبة الرافضة انتقاداً مريراً.
فلا يستبعد أنه اختلق هذه التهم ليشف غيظ نفسه أولاً وليشف غيظ أولاد الملك عيسى العادل الذي انقطع إليهم وكان حنبلياً فنقلوه إلى مذهب أبي حنيفة فانتقل إليه لا لإقتناعٍ بل لأجل الدنيا ثم نقلوه إلى الرفض لكي يوافقهم في المذهب والاعتقاد.

صرخة حق
06-27-2008, 11:37 AM
سابعاً: إن قول سبط بن الجوزي هذا الذي رواه بدون إسناد مع توجه التهمة إليه في نقله واعتقاده معارض بقول الأئمة الأعلام من أئمة الإسلام الذين شهدوا لابن قتيبة بالصلاح وحسن الاعتقاد وأنه على مذهب أهل السنة والجماعة كالخطيب البغدادي وابن حزم والحافظ السلفي والعلائي والذهبي وابن تيمية. فقد قال الخطيب ثقة في دينه وقال ابن حزم ثقة في دينه وعلمه وقال مسلمة بن قاسم ابن قتيبة من أهل السنة يذهب إلى قول إسحاق بن راهويه: (وإسحاق بن راهويه من كبار علماء السلف) وقال الحافظ السلفي: ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة وقال العلائي ابن قتيبة جار على طريقة أهل الحديث في عدم التأويل وقال الذهبي مارأيت لأبي محمد في كتابه مشكل الحديث ما يخالف طريقة المثبتة والحنابلة من أن أخبار الصفات تمر ولا تتأول. وقال ابن تميمة ابن قتيبة من أهل السنة بل هو خطيب أهل السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة.

صرخة حق
06-27-2008, 11:38 AM
ثامناً: ان ابن قتيبة قد صرح في كتبه بأن عقيدته هي عقيدة أهل الحديث وليس أهل الحديث مشبهة ولا كرامية فقال: (ولو أردنا أن ننتقل عن أصحاب الحديث ونرغب عنهم إلى أصحاب الكلام ونرغب فيهم لخرجنا من اجتماع إلى تشتت وعن نظام إلى تفرق وعن أنس إلى وحشة وعن اتفاق إلى اختلاف لأن أصحاب الحديث كلهم مجمعون على أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون وعلى أنه خالق الخير والشر وعلى أن القرآن كلام الله غير مخلوق وعلى أن الله تعالى يرى يوم القيامة وعلى تقديم الشيخين وعلى الإيمان بعذاب القبر لا يختلفون في هذه الأصول ومن فارقهم في شيء منها نابذوه وباغضوه وبدعوه وهجروه).

وأصحاب الحديث الذين يرتضى ابن قتيبة عقيدتهم ولا يرغب أن ينتقل عنها – في عصره هم البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وهؤلاء كلهم أئمة في العقيدة السلفية فلم يعرف عن أحد منهم تعطيل أو تمثيل.

صرخة حق
06-27-2008, 11:41 AM
تاسعاً: أن ابن قتيبة قد انتقد المشبهة بل ألف كتاباً في الرد عليهم بعنوان (( الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة)) ونقلنا اعتقاده آنفاً منه.
عاشراً: إن الناظر في مؤلفات ابن قتيبة يجد أنه يخالف الكرامية في كل ما ذهبوا إليه من آراء تخالف السلف الصالح والكرامية قد أتوا بأشياء مبتدعة خالفوا فيها السلف منها

صرخة حق
06-27-2008, 11:44 AM
ويقول ابن قتيبة في كتاب من آخر ما ألفه: (وتعمق آخرون في النظر وزعموا أنهم يريدون تصحيح التوحيد بنفي التشبيه عنه فأبطلوا الصفات مثل الحلم والقدرة والجلال والعفو وأشباه ذلك فقالوا نقول هو الحليم ولا نقول بقدره وهو العلم ولا نقول بعلم … ولما رأى قوم من الناس إفراط هؤلاء في النفي عارضوهم بالإفراط في التمثيل فقالوا بالتشبيه المحض وبالأقطار والحدود وحملوا من مستشنع الحديث عرق الخيل وحديث عرفات وأشباه هذا من الموضوع ما رأوا أن الإقرار به من السنة وفي إنكاره الريبة
وكلا الفريقين غالط وقد جعل الله التوسط منزلة العدل ونهى عن الغلو فيما دون صفاته من أمر ديننا فضلاً عن صفاته ووضع عنا أن نفكر في كيف كان؟ وكيف قدر؟ وكيف خلق؟ ولم يكلفنا ما لم يجعله في تركيبنا ووسعنا وعدل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صح منها بنقل الثقات لها فنؤمن بالرؤية والتجلي وأنه يعجب وينزل إلى السماء وأنه على العرش استوى وبالنفس واليدين من غير أن نقول في ذلك بكيفية أو بحد أو أن نقيس على ما جاء ما لم يأت فنرجو أن نكون في ذلك القول والعقد على سبيل النجاة غداً إن شاء الله تعالى).

(هل هذا يطابق ما يقوله صاحب الإمامة )

صرخة حق
06-27-2008, 11:53 AM
ويكمل العلياني :
بقي أن أشير إلى تهمة ألحقت أخيراً بابن قتيبة لم يعرف مصدرها وهي أن ابن قتيبة منحرف عن العترة وهذه التهمة وردت في نسخة من نسخ ميزان الإعتدال للذهبي في ترجمة ابن قتيبة وفي لسان الميزان لابن حجر وتلقف هذه التهمة الكتاب المعاصرون بدون تمحيص ولا تدقيق فشاعت في أغلب المؤلفات التي تدرس حياة ابن قتيبة فكان لزاماً علي إبطال هذه التهمة أو إثباتها على ابن قتيبة لا سيما وهي تهمة لها صلة بالعقيدة. فأقول وبالله التوفيق:
1) إن محقق الطبعة الأولى من ميزان الاعتدال (والمتداولة الآن بأيدي الناس) الأستاذ علي محمد البجاوي إعتمد في تحقيقه على ثلاث نسخ منها نسختان موثقتان من علماء أجلاء في علم الحديث ونقد الرجال كما قال المحقق في مقدمة تحقيقه ونسخة هندية كثيرة التصحيف والغلط وقد وردت هذه التهمة في النسخة الهندية ولم ترد في النسختين الموثقتين.
2) إن هذه التهمة وردت ضمن الكلام الذي نقله الذهبي عن سبط بن الجوزي ولم تكن من قول الذهبي وبمراجعتي لمرآة الزمان تأليف سبط بن الجوزي لم تكن فيها هذه التهمة.
3) إن الذهبي قد نقل التهم الموجهة إلى ابن قتيبة عن سبط الجوزي في كتابيه سير أعلام النبلاء وتاريخ دول الإسلام ولم تكن فيها هذه التهمة فدل على أن إدخالها في بعض نسخ ميزان الاعتدال من النساخ لا من الذهبي رحمه الله ولعل الحامل لهم على ذلك أن هذه التهمة موجودة في لسان الميزان فظنوا أن لها أصلاً وأغلب ظني أنها أدخلت في نسخ اللسان من بعض النساخ. والله أعلم بالصواب.
4) إن الذهبي رحمه الله رد على التهم الموجهة إلى ابن قتيبة ولم يتعرض لهذه التهمة بالرد أو الإثبات فدل على أنها لم تكن موجودة في كتبه رحمه الله وإنما زادها النساخ بعد وفاته.
5) إن ابن تغري بردى في النجوم الزاهرة والسيوطي في بغية الوعاة ذكرا التهم الموجهة إلى ابن قتيبة ولم يذكرا هذه التهمة ضمنها.
6) إن تهمة إنحراف ابن قتيبة عن العترة تدل على أنها من وضع الشيعة وإلا فما معنى انحرافه عن العترة؟ إن كان المقصود أنه لا يغالي في أهل البيت ولا يدعي لهم العصمة فهذا حق وليس انحرافاً وإن كان المقصود أنه يبغضهم ولا يحبهم فمعاذ الله أن يصدر منه هذا وهو القائل في رده على النظام المعتزلي الذي يلمز صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهذا قوله في جلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم كأنه لم يسمع بقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ) محمد رسول الله والذين معه( ... إلى آخر السورة .. الفتح : 29 ولم يسمع بقوله تعالى : ) لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم( . الفتح: 18. ولو كان ما ذكرهم به حقاً لا مخرج منه ولا عذر فيه ولا تأويل له إلا ما ذهب إليه لكان حقيقاً بترك ذكره والإعراض عنه إذ كان قليلاً يسيراً مغموراً في جنب محاسنهم وكثير مناقبهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلهم مهجهم وأموالهم في ذات الله تعالى).
7) إن ابن قتيبة ردّ على الذين شنعوا على علي رضي الله عنه في قضايا خالف فيها عمر بن الخطاب فقال: ( أين هؤلاء عن قضايا علي رضي الله عنه اللطيفة التي تغمض وتدق وتعجز عن أمثالها أجلة الصحابة). ثم عدد جملة من القضايا اللطيفة التي كان حليفه فيها الصواب مما يدل على محبته له لا انحرافه عنه كما يقول الكاذبون.
8) إن ابن قتيبة قد بين اعتقاده في علي رضي الله عنه وعالج انحرافاً كان مستشرياً في عهده وهو أن بعض الناس تحامي ذكر الأحاديث التي فيها فضائل علي رضي الله عنه بغضاً للرافضة وبين رحمة الله أن من أبغض علياً رضي الله عنه فهو هالك وأن من غالى في حبه حتى رفعه إلى منزلة النبوة فهو هالك

صرخة حق
06-27-2008, 11:54 AM
إذ يقول: (وقد رأيت هؤلاء أيضاً حين رأوا غلو الرافضة في حب علي وتقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة ورأوا شتمهم خيار السلف وبغضهم وتبراؤهم منهم قابلوا ذلك أيضا بالغلو في تأخير علي كرّم الله وجهه وبخسه حقه ولحنوا في القول وإن لم يصرحوا إلى ظلمه واعتدوا عليه بسفك الدماء بغير حق ونسبوه إلى الممالأة على قتل عثمان رضي الله عنه وأخرجوه بجهلهم عن أئمة الهدى إلى جملة أئمة الفتن ولم يوجبوا له إسم الخلافة لاختلاف الناس عليه وأوجبوها ليزيد بن معاوية لإجماع الناس عليه واتهموا من ذكره بخير وتحامى كثير من المحدثين أن يحدثوا بفضائله كرم الله وجهه أو يظهروا ما يجب له .

فإن قال قائلٌ أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وأبو سبطيه الحسن والحسين وأصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين تمعرت الوجوه وتنكرت العيون وطارت حسائك الصدور. وإن ذكر ذاكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من كنت مولاه فعلي مولاه)). وأنت مني بمنزلة هارون من موسى وأشباه هذا التمسوا لتلك الأحاديث المخارج لينتقصوه ويبخسوه حقه بغضاً منهم للرافضة وإلزاماً لعلي عليه السلام بسببهم ما لا يلزمه وهذا هو الجهل بعينه والسلامة لك أن لا تهلك بمحبته ولاتهلك ببغضه وأن لا تحتمل ضغناً عليه بجناية غير فإن فعلت فأنت جاهلٌ مفرط في بغضه وأن تعرف له مكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتربية والأخوة والصهر والصبر في مجاهدة أعدائه وبذل مهجته في الحروب بين يديه مع مكانه في العلم والدين والبأس والفضل من غير أن تتجاوز به الموضع الذي وضعه به خيار السلف لما تسمعه من كثير من فضائله فهم كانوا أعلم به وبغيره ولأن ما أجمعوا عليه هو العيان الذي لا يشك فيه) . وبعد هذا القول الواضح البين الموافق لاعتقاد السلف في الخليفة الرابع رضي الله عنه تسقط هذه التهمة البقاء التي لا سند لها ولا أصل بل لعلها من وضع بعض النساخ أو الشيعة. ولولا تلقف بعض الكتاب لها ونقلها في كتبهم لما أطنبت في الرد عليها . والله أعلم.

انتهى

طرابلسي
06-27-2008, 01:05 PM
تسجيل متابعة ولنا عودة لقراءة متانية