تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اعادة انصاف العثمانيين



عزام
06-15-2008, 02:56 PM
السلام عليكم
كما يعرف اكثركم فإن كتب التاريخ في لبنان وسوريا تصور العثمانيين على انهم محتلين طغاة ومستبدين وانهم اجرموا بحق الشعوب المحتلة من قبلهم. الا يجب اعادة تصحيح هذا المنهج التاريخي.. فنحن نعرف ان الغرض من ذلك هو تشويه فكرة الخلافة الاسلامية.
هل من قراءة منصفة لهذه الفترة نعلمها لاولادنا؟
هل ترك الخلفاء الاتراك العمل بالاسلام في فترة ما حتى اصبحوا رجل اوروبا المريض؟ ام هي المؤامرات التي احاطت بهم؟.
وهل جمال باشا السفاح كان مجرما ام قائدا اسلاميا ام علمانيا من جمعية الاتحاد والترقي؟
هل السلطان عبد الحميد مستبد حقا ام هو السلطان الشريف الذي رفض التخلي عن فلسطين فدفع ملكه ثمنا لذلك؟
وماذا نقول لهم عن ثورة الشريف حسين؟ هل هي ثورة عربية مجيدة ام هي خيانة اسلامية؟
اجدني عاجزا عن معرفة الحقيقة لتلك المرحلة لكثرة الروايات المتضاربة...
مع يقيني طبعا بأن سمعة الخلافة العثمانية تعرضت لاكبر عملية تزوير وتشويه في التاريخ لغرض لا يخفى عليكم.
عزام

الظافر
06-15-2008, 06:19 PM
أذكر عندما كنت في المدرسة كنت لا أستسيغ كتاب التاريخ المقرر , و كان أستاذة التاريخ خ.ق. جزاها الله خيرا , تقول لنا : أترك لكم المقرر تراجعوه لأجل الإمتحان و أما هي فكانت تخبرنا عن حقائق تاريخية كثيرة منصفة و مريحة لمشاعر المسلمين الذين لا يزال أكثرهم يبكي على الخلافة .
-------------------

للأسف , بسبب غربتي لا أملك المراجع التي كنت أتصفحها سابقا , و لكن بحثت على النت و هذا الرابط فيه أمور كثيرة مشابهة لما كنت قد قرأته آنفا .




أدرك السلطان أن هرتزل يقدم له رشوة من أجل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وبمجرد تحقيقهم لأكثرية سكانية سيطالبون بالحكم الذاتي، مستندين إلى الدول الأوروبية.. فأخرجه السلطان من حضرته بصورة عنيفة.

يقول السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته عن سبب عدم توقيعه على هذا القرار: "إننا نكون قد وقَّعنا قرارًا بالموت على إخواننا في الدين". أما هرتزل فأكد أنه يفقد الأمل في تحقيق آمال اليهود في فلسطين، وأن اليهود لن يدخلوا الأرض الموعودة (فلسطين) طالما أن السلطان عبد الحميد قائمًا في الحكم مستمرًا فيه.
كانت صلابة عبد الحميد الثاني سببًا رئيسًا في تأخير مشروع الصهيونية العالمية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ لذلك سعى اليهود للإيقاع بالسلطان وتشويه صورته أثناء حكمه، وكذلك في التاريخ، وتغلغل بعضهم في جمعية الاتحاد والترقي التي أسقطت السلطان، وكان على رأسهم "عمانويل كراسو".



عندما يذكر التاريخ اسمك

يكون الحق في جانبك ومعك أيها السلطان العظيم

كنا نحن الذين افترينا دون حياء

على أعظم سياسي العصر

قلنا: إن السلطان ظالم، وإن السلطان مجنون

قلنا لا بد من الثورة على السلطان
وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان

مرثية بقلم "رضا توفيق"


http://www.islamonline.net/arabic/history/1422/11/article02.shtml

و هذا رابط آخر
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=47943

الظافر
06-15-2008, 06:27 PM
هذا مقال فيه مقطع من مذكراته
http://www.serdal.com/archives/2006/02/05/abdul-hamid-ii/

------
عندي هدية قيمة علي و هي شعار الخلافة في عهد السلطان عبد الحميد رحمه الله , و إن شاء الله سأقوم بتصويره و نشره هنا .

aouni_tahech
06-15-2008, 06:45 PM
يا الله كم ضُحك علينا في كتب التاريخ تلك. أكاد لا أنسى الصورة التي تحضرني إلي اليوم و الكلام الذي كانت المدارس تحشيه في عقولنا. صور عن الإنسان القديم على أنه قرد .. تصوير للإنسان القديم على أنه إنسان همجي .. حتى التسمية نفسها "الإنسان القديم" فيها شيىء من التحقير.

من هنا أخي، لا بد و أن المعلومات التي وُضعت في كتبنا محرّفة و أن واضعيها ساذجين أو أتباع أجندات سياسية ..

عزام
06-15-2008, 06:46 PM
بارك الله فيك اخي الظافر على مشاركتك
عزام

مقاوم
06-15-2008, 09:44 PM
مما لا شك فيه أن اليهود والغرب وعملاءهم في الاتحاد والترقي نجحوا في تشويه صورة الدولة العثمانية عبر تزوير التاريخ وقد قامت العديد من الدول العلربية بالترويج لأكاذيبهم متذرعين بالقومية العربية التي أنشأها نصرانيان من لبنان هما ابراهيم وناصيف اليازجي.

إن من أروع ما قرأت في تاريخ الدولة العثمانية هو كتاب اخينا الدكتور علي الصلابي: "الدولة العثمانية، عوامل النهوض والسقوط" الذي يعرض الحقبات المتوالية من تاريخ هذه الدولة بشكل علمي موثق ومنصف. ولعلي أقتبس لكم منه هنا.

مقاوم
06-15-2008, 10:38 PM
إليكم ملخص كتاب د. علي الصلابي وهو الفصل الأخير في الكتاب بعنوان: نتائج البحث:

تعرض التاريخ العثماني لحملات التشويه والتزوير والتشكيك من قبل اليهود والنصارى والعلمانيين.
سار مؤرخو العرب والأتراك في ركب الاتجاه المعادي لفترة الخلافة العثمانية.
احتضنت القوى الأوروبية الاتجاه المناهض للخلافة الاسلامية وقامت بدعم المؤرخين في مصر والشام الى تأصيل الاطار القومي وتعميقه من أمثال البستاني واليازجي وجورج زيدان واديب اسحاق وسليم نقاش وشبلي شميل، وسلامة موسى، وغيرهم.
استطاعت المحافل الماسونية أن تهيمن على عقول زعماء التوجه القومي في داخل الشعوب الاسلامية، وخضع أولئك الزعماء لتوجيه المحافل الماسونية أكثر من خضوعهم لمطالب شعوبهم وبخاصة موقفها من الدين الاسلامي.
اعتمد المؤرخون الذين عملوا على تشوية الدولة العثمانية على تزوير الحقائق، والكذب والبهتان والتشكيك والدس ولقد غلبت على تلك الكتب والدراسات طابع الحقد الأعمى، والدوافع المنحرفة ، بعيدة كل البعد عن الموضوعية.
قام مجموعة من علماء التاريخ العثماني من أبناء الأمة بالردود على تلك الاتهامات والدفاع عن الدولة العثمانية من أهمها وأبرزها تلك الكتابة التي قام بها الدكتور عبدالعزيز الشناوي في ثلاثة مجلدات ضخمة تحت عنوان الدولة العثمانية دولة اسلامية مفترى عليها ، وما قدمه الدكتور محمد حرب من كتب مهمة مثل؛ العثمانيون في التاريخ والحضارة ، والسلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية وقاهر الروم، وما كتبه الدكتور موفق بني المرجة، صحوة الرجل المريض.
ترجع أصول الأتراك الى منطقة ماوراء النهر والتي تسمى اليوم تركستان والتي تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقاً الى بحر قزوين غرباً، ومن السهول السيبرية شمالاً الى شبه القارة الهندية وفارس جنوباً ، استوطنت عشائر الغز وقبائلها الكبرى في تلك المناطق وعرفوا بالترك أو الأتراك.
دخل الأتراك في الإسلام في عام 22هـ في زمن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - .
أصبحت قبائل الأتراك بعد دخولها في الإسلام ضمن رعايا الدولة الإسلامية وازداد عددهم في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين وشرعوا في تولي المناصب القيادية والإدارية في الدولة؛ فكان منهم الجند والقادة والكتّاب.
استطاع السلاجقة (وهم اتراك) أن يقوموا بتأسيس دولة تركية كبرى ضمت خراسان وماوراء النهر وإيران والعراق وبلاد الشام وآسيا الصغرى.
ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد ونصروا مذهبها السني بعد أن أوشكت على الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي (الفاطمي) في مصر والشام فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماماً وتصدوا للخلافة العبيدية (الفاطمية).
استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي أن يسقط الدولة البويهية في عام 447هـ في بغداد وأن يقضي على الفتن وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض ابي عبدالله الجلاب لغلوه في الرفض.
تولى زعامة السلاجقة ألب أرسلان بعد وفاة عمه طغرل بك وكان قائداً ماهراً مقداماً، وهو الذي انتصر على جيوش امبراطور الروم في معركة ملاذكرد في عام 463هـ وكان ذلك الانتصار نقطة تحول في التاريخ الاسلامي لأنها سهلت على اضعاف نفوذ الروم في معظم أقاليم آسيا الصغرى، وهي المناطق المهمة التي كانت ترتكز عليها الامبراطورية البيزنطية.
تولى زعامة السلاجقة بعد ألب أرسلان أبنه ملكشاه واتسعت الدولة السلجوقية في عهده لتبلغ أقصى أمتداد لها من أفغانستان شرقاً الى آسيا الصغرى غرباً وبلاد الشام جنوباً.
يعتبر نظام الملك من أعظم وزراء السلاجقة ، واشتهر بضبطه لأمور الدولة وحبه للعلم والعلماء، وكثرة انفاقه، واعماله في الخير، وبناء المدارس لتعليم المسلمين.
تضافرت عوامل عديدة في سقوط سلطنة السلجوقية مهدت بدورها لسقوط الخلافة العباسية منها؛ الصراع داخل البيت السلجوقي، تدخل النساء في شؤون الحكم ، ضعف الخلفاء العباسيين، المكر الباطني الذي تمثل في اغتيال سلاطين السلاجقة وزعمائهم وقاداتهم.
قدمت دولة السلاجقة أعمال جليلة للاسلام منها؛ كان لهم دور في تأخير زوال الدولة العباسية، حوالي قرنين من الزمان، منعت الدولة العبيدية في مصر من تحقيق أغراضها التوسعية ، كانت جهود السلاجقة تمهيداً لتوحيد المشرق الاسلامي والذي تم على يد صلاح الدين الأيوبي تحت راية الخلافة العباسية السنية، قاموا بنشر العلم والأمن والاستقرار في الأقاليم التي تحت نفوذهم، وقفوا في وجه التحركات الصليبية من جانب الامبراطورية البيزنطية، وحاولوا صد الخطر المغولي الى حد كبير، ورفعوا من شأن المذهب السني وعلمائه.
ينتسب العثمانيون الى قبيلة تركمانية كانت تعيش في كردستان، وتزاول حرفة الرعي.
هاجر سليمان جد عثمان في عام 617هـ مع قبيلته من كردستان الى بلاد الأناضول فأستقر في مدينة اخلاط في شرق تركيا حالياً.

(يتبع)

عزام
06-16-2008, 06:19 AM
بارك الله فيك اخي مقاوم
جميل ان نستمع لتاريخنا الاسلامي الناصع ونتعرف على قادة جدد لم نكن قد سمعنا بهم او لم ينالوا شهرة قطز وبيبرس و طارق بن زياد وصلاح الدين... ليتك تطلعنا اكثر على الب ارسلان ومعركة ملازكرد ولماذا اعتبرت نقطة تحول في التاريخ الاسلامي؟
ان لم يكن معك وقت لا بأس.. انا ممكن ابحث على النت وانشر ما وجدت هنا..
عزام

مقاوم
06-16-2008, 02:09 PM
بارك الله فيك اخي مقاوم
جميل ان نستمع لتاريخنا الاسلامي الناصع ونتعرف على قادة جدد لم نكن قد سمعنا بهم او لم ينالوا شهرة قطز وبيبرس و طارق بن زياد وصلاح الدين... ليتك تطلعنا اكثر على الب ارسلان ومعركة ملازكرد ولماذا اعتبرت نقطة تحول في التاريخ الاسلامي؟
ان لم يكن معك وقت لا بأس.. انا ممكن ابحث على النت وانشر ما وجدت هنا..
عزام
أكون لك من الشاكرين وإليك رابط الكتاب كاملا من الموسوعة الشاملة:
http://islamport.com/w/tkh/Web/3697/732.htm?zoom_highlight=%22%CC%D0%E6 %D1+%C7%E1%C3%CA%D1%C7%DF%22

عزام
06-16-2008, 03:33 PM
تتبعت الرابط الذي اشرت اليه فوجدت انهم وضعوا الكتاب فيه بطريقة التصفح وهي مزعجة، وجدت الكتاب بصيغة وورد في موقع صيد الفوائد ان كان يهمك الامر. ومنه اقتبس هذا المقطع.
عزام
السلطان (محمد) الملقب ألب أرسلان أي الأسد الشجاع:
تولى ألب أرسلان زمام السلطة في البلاد بعد وفاة عمه طغرلبك، وكانت قد حدثت بعض المنازعات حول تولي السلطة في البلاد، لكن ألب أرسلان استطاع أن يتغلب عليها. وكان ألب أرسلان -كعمه طغرل بك- قائداً ماهراً مقداماً، وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة ، قبل التطلع الى أخضاع أقاليم جديدة، وضمها الى دولته. كما كان متلهفاً للجهاد في سبيل الله ، ونشر دعوة الاسلام في داخل الدولة المسيحية المجاورة له، كبلاد الأرمن وبلاد الروم، وكانت روح الجهاد الاسلامي هي المحركة لحركات الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد السلاجقة زعيماً للجهاد، وحريصاً على نصرة الاسلام ونشره في تلك الديار، ورفع راية الاسلام خفاقة على مناطق كثيرة من أراضي الدولة البيزنطية( ).
لقد بقي سبع سنوات يتفقد أجزاء دولته المترامية الأطراف، قبل أن يقوم باي توسع خارجي.
وعندما أطمئن على استباب الأمن، وتمكن حكم السلاجقة في جميع الأقاليم والبلدان الخاضعة له، أخذ يخطط لتحقيق أهدافه البعيدة، وهي فتح البلاد المسيحية المجاورة لدولته، وإسقاط الخلافة الفاطمية (العبيدية في مصر، وتوحيد العالم الاسلامي تحت راية الخلافة العباسية السنيّة ونفوذ السلاجقة، فأعد جيشاً كبيراً أتجه به نحو بلاد الأرمن وجورجيا، فافتتحها وضمها الى مملكته، كما عمل على نشر الاسلام في تلك المناطق( ). وأغار ألب أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي سنة 414هـ/1023م وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلاً من الخليفة (الفاطمي/ العبيدي سنة 462هـ/1070م)( ). ثم أرسل قائده الترك أتنسز بن أوق الخوارزمي في حملة الى جنوب الشام فأنتزع الرملة وبيت المقدس من يد (الفاطميين) العبيديين ولم يستطيع الاستيلاء على عسقلان التي تعتبر بوابة الدخول الى مصر، وبذلك أضحى السلاجقة على مقربة من قاعدة الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي داخل بيت المقدس( ).
وفي سنة 462هـ ورد رسول صاحب مكة محمد بن أبي هاشم الى السلطان يخبره بإقامة الخطبة للخليفة القائم وللسلطان وإسقاط خطبة صاحب مصر (العبيدي) وترك الأذان بـ (حي على العمل) فأعطاه السطان ثلاثين ألف دينار وقال له : إذا فعل أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار( ).
لقد أغضبت فتوحات ألب أرسلان دومانوس ديوجينس امبراطور الروم، فصمم على القيام بحركة مضادة للدفاع عن امبراطوريته. ودخلت قواته في مناوشات ومعارك عديدة مع قوات السلاجقة، وكان أهمها معركة (ملاذكرد) في عام 463هـ الموافق أغسطس عام 1070م( ) قال ابن كثير: (وفيها أقبل ملك الروم ارمانوس في جحافل أمثال الجبال من الروم والرخ والفرنج، وعدد عظيم وعُدد ، ومعه خمسة وثلاثون ألفاً من البطارقة، مع كل بطريق مائتا ألف فارس، ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفاً، ومن الغزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفاً ، ومعه مائة ألف نقّاب وخفار( )، وألف روزجاري، ومعه أربعمائة عجلة تحمل النعال والمسامير، وألفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغرادات والمناجيق، منها منجنيق عدة ألف ومائتا رجل، ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الاسلام وأهله، وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد، واستوصى نائبها بالخليفة خيراً، فقال له : ارفق بذلك الشيخ فانه صاحبنا، ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة، فاستعادوه من أيدي المسلمين ، والقدر يقول : {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} (سورة الحجر: الآية : 72). فالتقاه السلطان ألب أرسلان في جيشه وهم قريب من عشرين ألفاً، بمكان يقال له الزهوة، في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة، وخاف السلطان من كثرة جند الروم، فأشار عليه الفقيه ابونصر محمد بن عبدالملك البخاري بأن يكون وقت الوقعة يوم الجمعة بعد الزوال حين يكون الخطباء يدعون للمجاهدين ، فلما كان ذلك الوقت وتواقف الفريقان وتواجه الفئتان ، نزل السطان عن فرسه وسجد لله عزوجل ، ومرغ وجهه في التراب ودعا الله واستنصره، فأنزل نصره على المسلمين ومنحهم اكتافهم فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وأسر ملكهم ارمانوس، أسره غلام رومي، فلما أوقف بين يدي الملك ألب أرسلان ضربه بيده ثلاثة مقارع وقال : لو كُنت أنا الأسير بين يديك ماكنت تفعل؟ قال : كل قبيح، قال فما ظنك بي؟ فقال: إما أن تقتل وتشهرني في بلادك، وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني. قال : ماعزمت على غير العفو والفداء. فأفتدى منه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار. فقام بين يدي الملك وسقاه شربة من ماء وقبل الأرض بين يديه، وقبل الأرض الى جهة الخليفة إجلالاً وإكراماً، وأطلق له الملك عشرة ألف دينار ليتجهز بها، وأطلق معه جماعة من البطارقة وشيعه فرسخاً، وأرسل معه جيشاً يحفظونه الى بلاده، ومعهم راية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله،....)( ).
لقد كان نصر ألب أرسلان بجيشه الذي لم يتجاوز خمسة عشر ألف محارب على جيش الامبراطور دومانوس الذي بلغ مائتي ألف، حدثاً كبيراً، ونقطة تحول في التاريخ الاسلامي لأنها سهلت على اضعاف نفوذ الروم في معظم أقاليم آسيا الصغرى، وهي المناطق المهمة التي كانت من ركائز وأعمدة الامبراطورية البيزنطية. وهذا ساعد تدريجياً للقضاء على الدولة البيزنطية على يد العثمانيين.
لقد كان ألب أرسلان رجلاً صالحاً أخذ بأسباب النصر المعنوية والمادية، فكان يقرب العلماء ويأخذ بنصحهم وما أروع نصيحة العالم الرباني أبي نصر محمد بن عبدالملك البخاري الحنفي، في معركة ملاذكرد عندما قال للسلطان ألب أرسلان: إنك تقاتل عن دين وعدالله بنصره واظهاره على سائر الاديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين.
فلما كان تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان ، فبكى الناس لبكائه، ودعا فأمنوا، فقال لهم من أراد الإنصراف فلينصرف، فما ههُنا سلطان يأمر ولا ينهى. وألقى القوس والنشاب ، واخذ السيف، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط وقال: إن قتلت فهذا كفني( ) الله أكبر على مثل هؤلاء ينزل نصر الله.
وقتل هذا السلطان على يد أحد الثائرين واسمه يوسف الخوارزمي وذلك يوم العاشر من ربيع الأول عام 465هـ الموافق 1072م ودفن في مدينة مرو بجوار قبر أبيه فخلفه أبنه ملكشاه( ).

موسى بن نصير
06-19-2008, 10:32 AM
عندنا بالسعودية منصفينهم وبزيادة الحمد لله (الجمهور الشامي) ضحية الدجل الصليبي هناك لأن ماكسر مجاديفهم الا العثمانيين