تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحياء ....الحياء .....الحياء......وكمال الأدب....



nawwar
06-14-2008, 09:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم....
والحمد لله ربّ العالمين ......
والصلاة والسلام على الرسول الهادي الأمين ، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...


إنها عثرات يا أختاه تقف في وجهنا ، أبت نفسي إلا أن تكتُب عنها.....
فاعذريني وسامحيني إن أخطأت بحقك أو غاليت بلومكِ......
وما أفعل هذا يا غالية إلا لفرط حرصي عليك ، وحرصي على أن تكوني من حفيدات أمّهات المؤمنين وزوجات الصحابة......
اعذريني يا غالية، إذا شدّدت عليكِ الحِصار وجاهرتك بما كمُن في النفس من أسرار، وانسدلت عليه بعض العبرات القِصار......

أخاطبكِ يا أخية وكلّي عجب من الحال الّتي أصبحت عليها، تمشين باستهتار أمام مدرّسك (شيخك) وكأنكِ في منزلك وبمفردك، لا أحد يراقبكِ، فلا تتكلّفين برفع رجليكِ حتى عن مستوى الأرض بل تمسحين بهما الأرض وأنت تسيرين ، وأنت حتى لا تفعلي هذا بين النساء في جلستك وزياراتك، لأنك تريدين طبعا أن توحي لهنّ بأنكِ أنيقة.....

وتنسين أو تتناسين في غمرةِ أخذكِ للعلوم المهمّة والتحصيل على أنواعه من شهادات ودروس، أن المشية الخفيفة اللطيفة ، التي لا يكاد المرء يشعر بها هي دأب النساء المسلمات الملتزمات بشرع ربهن وأمره.....
وما كان الحياء يا حلوة في شيء إلا زانه......

ثم ماذا يا لهول المُصاب عندما رافقتك في عدم غفلةٍ مني_لعلمي أنكِ داعية ومربية ومدرّسة_فوجدتك ترفعين صوتكِ ليسمع القاصي والدّاني ما تتحدّثين عنه ومدى كبر مشكلتك حتى، أو حتى في توافه الأمور، وأبيتِ إلا أن تشركينني في الإثم ، إذ جاريتك بالحديث ، على أدنى ما أستطيعه، حتى كاد سائق التاكسي والمارة في الشارع يسمعونني ويعرفون مرادنا من مشوارنا وزيارتنا........
ولما عدت إلى بيتي ، عدت تعبة مرهقة ، محطّمة النفس ، وتخيّلتك تصيحين بأعلى صوتك:
يا ناس يا هو يا بشر ، نحن هنا، انظرونا ، اسمعونا ، وأسمعونا آراءكم.......
يا إلهي حتى سائق التاكسي لم تسلمين من الأخذ والرّد معه في الحديث......
من صاحبت في مشيتي هذه؟؟؟؟؟
ماذا فعلت ، حتى ابتليت بكِ؟؟؟؟؟؟؟
أي ذنبٍ اقترفت؟؟؟؟؟
أرجوك يا ربي اغفر لي وسامحني.........

ثم ماذا ......
أمور وأمور لم أراها من بعض السافرات حتى!!!!!!!!!
إلى تبختركِ في مشيتك، تنكّبين على زميلتك والأستاذ وراءك، وأنت لا همّ لك ولا شاغل، سوى حديثك مع زميلتك، وأنت تنحنين عليها _تأخذين راحتك_ وكأنك في منزلك ، وبين قريناتك وأهلك......
يا الله ، رحمتك، الحمد لله أني ساترة وجهي وإلا لظهرت شرارات الغضب المتطايرة من عيني ، ولبان انتفاخ أوداجي من هول المنظر.....
يا الله رحمتك.....
هل دخلت إلى الصفّ الصحيح ، أم اعتراني العلل .....
لا حول ولا قوّة إلا بالله.......

يا غالية ، اعذريني .....
أخاطبكِ ، وكلّي حرص عليكِ....
قد تكونين يوما مربية لأولادي وابنتي على وجه الخصوص.....
فهل تراني سأكون مطمئنة البال أن أتركها بين يديكِ، تشاهد ما شاهدت ، وتعاني مما عانيت.....
لا حول ولا قوّة إلا بالله....
حتى صغاري ، والله على ما أقول شهيد، انتقدوكِ.....

يا الله هل حقاً يوجد هذا بين نساء وبنات المسلمين ، وبين المربيات على وجه الخصوص....
رحم الله امرأة ، أخطأتُ مرة ونسيت نفسي فعلا صوتي قليلا في الشارع، فنبّهتني وردّتني إلى جادّة الصواب.....

فمن أنا ، إن سكتّ عن هذا الضيم......
ولماذا حين نصحتكِ ، أكثر من مرّة بضرورة غض البصر، وخفض الصوت عن طريق توجيه حديثي للمربيات أمثالكِ، تنبَرين قائلة: لا حياة لمن تنادي.....
فهل تعلمين أنكِ أنت هي من : لا حياة لمن تنادي.....

واعذريني يا أختاه، اعذريني،،،،،،
إذ سأمتنع عن مرافقتك في الأماكن العامة، ولن أمتنع عن نصحك وارشادك ومصاحبتكِ.....
لأنك مربية، وربما كنت تفوقينني علما......
أنت مخطئة يا أختاه، وعسى إن شاء الله تنفعكِ مقالتي ونصحي لكِ، فتعودين إلى جادة الصواب، والتصرف الحق والفعل الحق.......

وفي القلب همّ إضافيً، يأبى السكوت عنه:
صوت ضحكاتكِ المجلجلة، الّتي تدوي في الصف وفي القاعة ، حتى ليسمعك الرجال، وأنت لا همّ لكِ ولا شاغل،
تتابعين الضحك المتقطّع وترفعين الصوت ، حتى لتكاد الأرض تنشقّ وتبتلعني من هول ما أسمع وأرى....
حتى أتمنى عدم وجودي في جلستك وأخواتكِ المربيات........

وماذا تفعل الطالبات؟؟؟؟؟؟؟
تضع إحداهن رجلها على الأخرى وكأنها ذاهبة لتحضر عرسا، وذلك في إحدى المحاضرات,,,,,التي يلقيها شيخ كريم.....
ولا يكفيها ذلك بل إن حذاءها شامخ في وجه(........)
لا حول ولا قوّة إلا بالله.....

اعذريني يا غالية، اليوم أنا منكِ في زعل ونصح وإرشاد....
وليس الموقف موقف خصام، لا يا أيتها المربية، إنه موقف التحابب والتناصح في الله....
والنُّصرة في الله.....
لن أدعك تظلمين نفسك، وتظلمينني معكِ.....
فإن أبيتِ فالسلام.......