تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسيحيو فلسطين بين أكذوبة الصراع مع المسلمين وحقيقة الاضطهاد الصهيوني



مقاوم
06-12-2008, 08:00 PM
مسيحيو فلسطين بين أكذوبة الصراع مع المسلمين وحقيقة الاضطهاد الصهيوني
كتب التقرير والترجمة أ.أحمد الغريب

http://qawim.net/exq.gif 'هويتنا عربية شرقية، والكنيسة الأرثوذكسية لم تأت من الحروب الصليبية أو مع حلول الاستعمار الغربي، بل هي ابنة الشرق، حيث ولد المسيح عليه السلام بكنيسة المهد، أي أن عمر هذه الكنيسة يناهز الألفي عام.. أنتم تعرفون أن الذي استقبل الخليفة عمر بن الخطاب، هو 'البطريك العربي المسيحي سفرونيوس 'وسلمه العهدة العمرية وبالتالي، نحن نعتقد أننا وإخواننا المسلمين والعرب، أبناء قضية واحدة، نتقاسم الهموم ذاتها، لأن كنيستنا لم تكن يوما من مخلفات الحروب الصليبية ، بل هي أصيلة ومنسجمة مع واقعها وقضيتها ولذلك، فهي واجهت الحروب الصليبية، التي قتلت في يوم واحد أكثر من 6 آلاف راهب أرثوذكسي، في محاولة لاقتلاع المسيحيين العرب من جذورهم وهويتهم العربية الشرقية....'

عبارات قليلة قالها أحد المطارنة الفلسطينيين ليرد وبوضوح على محاولات إثارة النزاع بين المسلمين الفلسطينيين والمسيحيين الفلسطينيين وسلخهم عن هويتهم العربية، والقول بأنهم يتعرضون لأبشع صور الظلم والاضطهاد من ضمن الفلسطينيين المسلمين!

محاولات الفتنة تنطلق من الاستخبارات الصهيونية:

تلك المحاولات التي عادت للواجهة مرة أخرى مع صدور تقرير استخباراتي صهيوني مؤخراً تناول وبحسب ما أسمته 'داليت هاليفي' مراسلة موقع القناة السابعة الصهيوني الإخباري، الأوضاع المأساوية التي يعيشها المسيحيون في قطاع غزة، وقالت أن هذا التقرير يوجز ما تعرض له هؤلاء في الآونة الأخيرة على يد العناصر التابعة لحركة حماس، والمتطرفين المسلمين في القطاع.

وبحسب التقرير الإستخباراتي فإن أبناء الطائفة المسيحية الصغيرة في قطاع غزة والذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة ألف شخص يعيشون تحت وطأة الممارسات الإجرامية ويعانون الظلم والاضطهاد من قبل العناصر الإسلامية المتطرفة ـ على حد زعم التقرير الصهيوني ـ، وأن تلك الممارسات تمثل بعضها في تنفيذ عمليات إرهابية، شملت قيام ملثمين بالهجوم على مسيحيين وسرقة بعض ممتلكاتهم وكذلك سرقة بعض متعلقات مدرسة مسيحية تابعة لجمعية الكتاب المقدس وتهديد مديرها بالقتل، وادعى التقرير الصهيوني أنه منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وأوضاع المسيحيين تزداد سوء وما يرتكب ضد المؤسسات المسيحية في القطاع يزداد، دون أن تفعل شرطة حماس أي شيء يذكر، وذلك على خلفية تبني تنظيمات إسلامية متطرفة لهدف يقضي بالتعرض لأي مؤسسة مسيحية في غزة بدعوى أنها تروج لثقافات الغرب مما يعتبر تناقضاً مع الشريعة الإسلامية، وبحسب التقرير الصهيوني فإن تلك التنظيمات وضعت نصب أعينها عدة أهداف، أهمها المؤسسات التعليمية المسيحية وبعض الشخصيات البارزة داخل الطائفة المسيحية في القطاع(1).

مزاعم الاضهاد ضد المسيحيين:

كانت دراسة صادرة عن المركز "الأورشليمي" لدراسات السياسية فى إسرائيل JCPA، للباحث المعروف 'ليران أوفك' تحت عنوان 'أزمات الأقلية المسيحية الفلسطينية'، قد تناولت هي الأخرى مزاعم الاضطهاد الذي تتعرض له الطائفة المسيحية البالغ نسبتها نحو 1,5% من السكان في الضفة الغربية وقطاغ غزة، حيث ادعى كاتب الدراسة أن هؤلاء المسيحيين يعيشون واقعاً مأساوياً، وتوتر مستمر ينذر باختفاءهم من الأراضي الفلسطينية دون رجعة خلال عقدين من الزمان على أقل التقديرات، كما أعرب عن صدمته إزاء ما أسماه بغضِّ المجتمع الدولي الطرف عن أوضاع المسيحيين في القطاع وعدم اهتمامه بهم، وابتعاد وسائل الإعلام العالمية عن تسليط الضوء على مشاكلهم، وكذلك ما أسماه بعدم اكتراث المنظمات الدولية الغير حكومية وجماعات حقوق الإنسان بواقع تلك الطائفة التي تدك أن تنقرض، لكي يقول أن إسرائيل هي التي ستسلط الضوء على مشاكلهم وتخرجهم من الظلمات إلي النور وتعيد طرح أزمتهم على العالم وتخلصهم مما هم فيه.

وبحسب كاتب الدراسة فإن مسيحيو غزة أبدوا في الآونة الأخيرة تذمرهم من الأوضاع التي يعيشون فيها وأخذهم بعضهم بالصراخ ضد اضطهادهم، مشيراً إلى أن أحدهم ويدعى 'لبيب مدنات' ويعمل سكرتيراً عاماً للجمعية المسيحية الفلسطينية (Palestinian Bible Society) كان قد أدلى بتصريحات لشبكة أخبار الكتاب المقدس (Bible Network News) هاجم خلال ما يتعرض له المسيحيين من عنف في شوارع الضفة وقطاع غزة وما أسماه باستشراء العنف ضد الطائفة وتناقص أعداد المسيحيين في بعض المدن التي كان يعرف عنها أنها ذات أغلبية مسيحية مثل مدينتي بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم التي كانت كذلك ولكن المسيحيين فيها الآن لم يعودوا يشكلون إلا نحو 20% من سكانها.

وأرجعت الدراسة الصهيونية تناقص أعداد المسيحيين وزيادة أوضاعهم إلى استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة وقالت أن بعضهم تم تصفيته في الأيام التي تلت سيطرة حماس وهو ما دفع الكثير من العائلات المسيحية للهروب من القطاع إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، وقال أوفك أن كل محاولات حماس وقادتها للاعتذار عن تردى أوضاع المسيحيين بآءت بالفشل!!

وادعى باحث المركز الأورشليمي لدراسات السياسية، أن المسيحيين في غزة هم الأكثر عرضة للاضطهاد فالتلاميذ في المدارس دوماً ما يتعرضون للمضايقات والإيذاء بعبارات الانتقاص من دينهم والسخرية من معتقداتهم والقول بأن مصيرهم جهنم لأنهم مسيحيين، ووصل الأمر إلى القيام بدفع الكثير من أبناء الأقلية المسيحية لتغيير هويتهم الدينية وكذلك دفع قادة المسيحيين في القطاع لإجبار أتباعهم على ترك المسيحية، على حد زعم كاتب الدراسة.

تجدر الإشارة إلي أن وسائل الإعلام الصهيونية قد دأبت على تهويل ما يجرى في الأراضي الفلسطينية والقول بأن هناك حالات هروب جماعي للمسيحيين، فقبل فترة تحدثت عن قيام متطرفين بالدخول إلي دير ومدرسة تابعين للرهبنة المريمية في غزة واحرقوا الصلبان والأناجيل وصادروا أجهزة الكومبيوتر، وقالت أن الكثيرين من المسيحيين الذين يشكلون أقلية صغيرة في غزة هم الآن خائفون ويريدون الرحيل عن القطاع(2).

علاقات جيدة بين المسلمين والمسيحيين:

في سياق ذي صلة قال أحد المسيحيين المقيمين في قطاع غزة، أن بعض الأحداث التي شهدها قطاع غزة لاتعكس حقيقة العلاقات المسيحية الإسلامية، مشيراً إلى أنه تربى ونشأ على جو من التعايش والتسامح بين الطرفين، ويرى بأن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين كانت دائما جيدة، لكن حسب رأيه فإن هنالك جماعات متشددة تحاول المس بهذه العلاقات!!

كما استنكرت حركة حماس مراراً جميع أعمال العنف التي تستهدف المسيحيين في غزة، وقالت أنها تمكنت من القبض على بعض المتورطين في حادث حرق مكتبة جمعية الشبان وأكدت مصادر في الحركة على أن مرتكبي هذه الجرائم معروفين لدى الحكومة وسيتم معاقبتهم، و'أن بعض الجهات الخارجة عن القانون تحاول استهداف أماكن وجو011111110د المسيحيين من أجل تحقيق مآرب سياسية لخدمة أجندات خارجية وتوتير العلاقة القوية مع الأخوة المسيحيين في قطاع غزة، وأن الذين يقومون بمثل هذه التفجيرات مجرمون يعملون من أجل خدمة أجندات خارجية تخدم بدورها الاحتلال الإسرائيلي وإظهار قطاع غزة كأنه منطقة خطرة تستهدف المؤسسات المسيحية والأجنبية'.

فيما استبعد النائب حسام الطويل عضو اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني في تصريحات له في وقتاً سابق' أن تؤدي هذه التفجيرات إلى اندلاع قتال وصراع بين المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين لأن هنالك تاريخ عريق من التعايش في الأراضي المقدسة، وأن كلا المجموعتين ناضلت وعانت من أجل إنهاء الاحتلال، كما أن النزاع الطائفي لا يخدم أحد سوى الاحتلال.

المسيحيون جزء من النسيج الفلسطيني:

وللرد على ما جاء في التقارير الصهيونية التي أرادت أن تشعل نار الفتنة، فإنه يجب الإشارة إلى أن المسيحيين في غزة، كانوا ولا يزالون، جزءاً حيوياً ومهماً من نسيجها الاقتصادي والاجتماعي، رغم تراجع مكانتهم ودورهم في الحياة العامة، فقبل عشرات السنين، كان دور المسيحيين في غزة بارزاً في مجالات الطب والتعليم والتصوير وصياغة الذهب ودباغة الجلود، وتكفي نظرة واحدة إلى أسماء العائلات المسيحية لمعرفة مدى اندماجهم في محيطهم بعيداً عن الانغلاق أو التميز، فهناك عائلات عياد، فرح، الصايغ، الصراف، عواد، سابا، الصوري، مسلّم والترزي، وهناك عائلات مسيحية لاجئة من يافا وجوارها مثل عائلة الجلدة، فضلاً عن عائلات أتت في الماضي لأسباب معيشية من بيت جالا وبيت لحم، إضافة إلى أقليّة مسيحية أرمنية تميزت بقدراتها الحرفية والفنية العالية.

وتمتلك 10 عائلات مسيحية ثلث اقتصاد غزة من جملة 3500 مسيحي فقط يعيشون في هذا القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس، وفق ما صرح به ' الأب منويل مسلم' راعي دير اللاتين عن الطائفة الكاثوليكية في غزة ورئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو هيئة العمل الوطني في غزة (3).

وحسب تقرير أعد عن المسيحيين في الأراضي الفلسطينية وعلاقتهم بالمسلمين، قال منويل مسلم إن حوالي 65 ألف مسيحي ' أرثوذكس وكاثوليك ' يعيشون في الضفة والقدس وغزة، يسكن منهم في الضفة الغربية أكثر من (51 ألفا) وفي مدينة القدس المحتلة أكثر من (10 آلاف) وفي قطاع غزة حوالي (3500 مسيحي) 70% منهم أرثوذكس يتبعون مرجعية القدس، والباقي كاثوليك يتبعون مرجعية روما.

ويسكن المسيحيون في أربع مناطق رئيسية 'حارة الزيتون، حارة الدرج، غزة القديمة، ومخيم الشاطئ 'ويقطنون أيضا في مناطق 'الرمال، وتل الهواء، والشيخ رضوان، وخان يونس، ويمثلهم في المجلس التشريعي الفلسطيني النائب حسام فؤاد كمال يعقوب الطويل، والذي انتخب نائبا عن دائرة غزة مدعوما من حركة حماس وحصل على 54961 صوتا، ويشغل أمين سر مجلس وكلاء الكنيسة العربية الأرثوذكسية بغزة.

وقال الأب منويل مسلم من مقر مدرسة العائلة المقدسة إن جزءا أصيلا من المسيحيين في غزة سكنها منذ القدم ويملكون بيوتا وعقارات وأراضي ولهم مؤسساتهم، وعددهم أقل من مسيحيي غزة الوافدين من 'منطقة الرملة ' إبان الهجرة القسرية في عام النكبة عام 48 م، ويشكلون ما نسبته 70 % من مسيحيي غزة، وأضاف: هؤلاء الوافدون اشتروا بيوتا وعقارات لكنهم ظلوا من المسيحيين ضعيفي الموارد والإمكانات، شأنهم شأن الفلسطينيين المهاجرين في عام النكبة، وسكن بعضهم مخيم الشاطئ بغزة، وقد منحتهم الحكومة المصرية آنذاك قطع أرض وبنت لهم الكنيسة بيوتا على مساحة 120 مترا مربعا، وبقي من هذه العائلات اليوم 26 عائلة، وهناك دفعة من المسيحيين جاءت مع قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994م، وهم عائلات العسكر الذي قدموا مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وسكن بعضهم مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ثم انتقل بعضهم إلى مدينة غزة، ومن المسيحيين من غادر غزة إلى إسرائيل ومنهم من رحل إلى أمريكا والغرب عموما، وكشف المنسيور 'مسلم' أن مسيحيي غزة يمتلكون ثلث الاقتصاد الفلسطيني في غزة بامتلاكهم كبرى العقارات والمباني والأراضي ومحلات تجارة الذهب والمجوهرات.

أما الجمعيات المسيحية، في غزة فأشهرها على الإطلاق 'جمعية اتحاد الكنائس المسيحية 'مجلس كنائس الشرق الأوسط ' وبهذا الاتحاد عيادات طبية، وتقدم مساعدات وإغاثات إضافة إلى التأهيل التربوي والصناعي، وتقدم هذه الخدمات للمسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء، وعن طريق اتحاد الكنائس في غزة تصل المساعدات من كافة كنائس العالم وجمعية الشبان المسيحية، وهي مركز ضخم، وتقدم خدمات تربوية ونشاطات اجتماعية وتعقد دورات تأهيلية، وكذلك الكنيسة المعمدانية، وبها المستشفى الأهلي، ومركز طبي ومكتبة كبيرة، و'جمعية كريتس' وفيها مستوصف وتقدم مساعدات وأدوية للمرضى، والبعثة البابوية، وتعمل في مجال بناء المؤسسات ولها ميزانية وبها العديد من الموظفين، وكذلك الإغاثة الكاثوليكية، وتقدم مساعدات في مجال الزراعة .

واللافت للنظر أن وسائل الإعلام الصهيونية ومراكز تل أبيب البحثية فات عنها في الوقت الذي تدثرت فيه بلباس الفارس المدافع عن الحق أن تلقي على مسامع جمهور قراءها من الصهاينة ولو قصة قصيرة مما يتعرض له المسيحيين في الأراضي الفلسطينية على يد الجيش الصهيوني، ومنها قصة نبيل البيوك الذي كان قد عاد هو وعائلته قبل ايام يجرون أذيال الخيبة والآسي إلى منزلهم في مدينة غزة بعد أن منعه الجيش الصهيوني للمرة الثانية على التوالي من مغادرة القطاع للمشاركة في احتفالات أقامتها الطوائف المسيحية في الضفة الغربية والقدس وكان نبيل من بين المئات من المسيحيين في غزة الذين كانوا يرغبون بالصلاة في كنيسة القيامة في القدس في عيد القيامة دون أن يتمكنوا من ذلك بسبب حظر التنقل والحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة، وقال نبيل وعلامات الأسى واضحة على وجه 'للأسف هذه هي المرة الثانية التي يمنعونني وعائلتي فيها من المغادرة، وأضاف قائلاًَ'إسرائيل لا تملك حق منعي من الوصول لتأدية الصلوات والاحتفال بأعيادنا في أماكننا المقدسة، وقال نبيل وقد تصبب عرقا بسبب المسافة التي قطعها سيرا على الأقدام مع عائلته للوصول إلى حاجز ايريز ومن ثم العودة إلى غزة بسبب أزمة الوقود 'صحيح أنهم أصدروا تصاريح لكنها غير مجدية ولا تعدو كونها عملية احتيال للإعلام فقط!'، وأوضح أن عائلته المكونة من خمسة أفراد لم يصدر لهم سوى تصريح واحد لابنته انجيل البالغة من العمر 18 عاما'، متسائلا كيف باستطاعتي أن اتركها وحدها تذهب إلى القدس أو البقاء في بيت لحم مهد السيد المسيح عدة أيام.

وأضاف أن المسيحيين شأنهم في ذلك شأن المسلمين في غزة يعانون من عدم الاستقرار بوجه عام ، والحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وفي منزله البسيط المتواضع قابله جيرانه من المسيحيين والمسلمين ليواسونه ويخففون عنه الحزن الذي أصابه لأنه لم يتمكن من السفر إلى القدس، وصب أحد الجيران وهو أيضا مسيحي جام غضبه على المجتمع الدولي وقال: إن قادة ودول العالم يتجاهلون المسيحيين الفلسطينيين الواقعين تحت هذا الحصار الظالم على شعبنا، وقال وديع الذي اكتفى بذكر اسمه الأول ' لو أن مسيحيين في أي مكان في العالم يتعرضون لما نتعرض له من حصار وظلم لقامت الدنيا ولم تقعد لكن عندما تكون إسرائيل هي الظالمة التي تفرض الحصار لا يحركون ساكنا(..).

وأضاف ' لذلك إذا كانوا يريدون مساعدتنا فعليهم إعطاء الفلسطينيين حريتهم وكرامتهم وحقوقهم في الوصول إلى مقدساتهم وعودتهم إلى ديارهم'، وقال نبيل 'لا يوجد فارق بين مسيحي ومسلم فيما يتعلق باثار الحصار'، وأضاف لقد قمت ببيع الكثير من المعدات والقطع الخاصة بورشة صيانة السيارات التي يمتلكها ' حتى أتمكن من توفير مستلزمات الحياة لأطفالي'، وقال أن 'الوضع سيئ جدا في غزة وبالكاد يطرق باب محلي زبون أو اثنين بسبب الحصار'، وأشار إلى انه لا يتلق مساعدات من أحد ولا حتى الكنائس باستثناء سلة غذائية كل فترة من الوقت من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا (4 )، فأين وسائل الإعلام الإسرائيلية من تلك الواقعة التي نشرت عبر وسائل الإعلام الأجنبية وعرفها الجميع، لكن يبدوا أن الهدف واضح وليس الهدف مصلحة هؤلاء القلة التي تقول عنهم "إسرائيل" أنهم مضطهدون ولكن الهدف الحقيقي هو مزيداً من فرض العزلة الدولية على حماس وتشويه صورتها أكثر وأكثر في الخارج وفي الداخل على حد السواء.

هكذا يتعامل الصهاينة مع مسيحيو فلسطين:

'لو كانت أحرقت كتب مقدسة لليهود في دولة أوروبية، لكان يمكن الافتراض، بان قادة تلك الدولة كانوا سيخرجون عن أطوارهم للتنديد بالفعلة وإلا فانه سيلصق بهم فورا الاتهام باللاسامية'، هكذا جاءت افتتاحية صحيفة هآارتس الصهيونية التي أكدت أن قيام حاخام يهودي بحرق الإنجيل سيمر حتما مرور الكرام دون رادع ولن يفعل أحد شيء "لإسرائيل"، وهو أمر أعتاد الجميع عليه، خاصة وأن حرق الإنجيل من قبل حاخام يهودي لم يجد صدى واسع له في وسائل الإعلام الأجنبية من خلال عدم الرغبة في إثارة التوتر بين المسيحيين واليهود، وأردت أن تغض الطرف عنه واكتفت بالإشارة له من بعيد دون الخوض في تفاصيله.

هذا الحادث الذي تعرض له الإنجيل والذي تبعه إعلان السلطات الصهيونية فتح تحقيق صوري مع عوزي أهارون مساعد رئيس بلدية أور يهودا التابعة لمدينة تل أبيب بعد اعترافه بحرق نسخ من الإنجيل ردا على ما وصفه بـ'الأنشطة التبشيرية' المسيحية في بلديته، وقال المتحدث باسم وزارة العدل موشيه كوهين قوله: إن المدعي العام الصهيوني مناحم مزوز طلب من الشرطة الصهيونية التحقيق في هذه الواقعة باعتبارها تمس بـ'المشاعر الدينية'، وأوضح المصدر أنه يشتبه بأن مساعد رئيس بلدية 'أور يهودا' عوزي أهارون أحرق نسخا من الإنجيل أمام المئات من طلبة مدرسة دينية يهودية في البلدة.

وردا على سؤال لصحيفة معاريف التي كشفت القضية برر مساعد رئيس بلدية 'أور يهودا' العضو في حزب شاس والممثل في الحكومة الإسرائيلية، حرق الأناجيل بأنه جاء ردا على 'الأنشطة التبشيرية' المسيحية في هذه الضاحية الفقيرة التابعة لتل أبيب، كما طالب كالي مايرز محامي الطائفة اليهودية التي ترى في المسيح مخلصا لها، في مقابلة مع الإذاعة الصهيونية بأن تتم محاكمة كل الذين شاركوا في عملية الحرق، مشيرا إلى أن الطائفة التي يمثلها والمعروفة أيضا باليهود من أجل المسيح يبلغ عدد أفرادها حوالي عشرة آلاف شخص، ويرى محللون إن هذه القضية سوف تمثل إحراجا للحكومة الصهيونية ، خاصة أنها تذكر بما قام به النازيون من حرق لأكوام كبيرة من الكتب اليهودية أثناء ما يسمى 'محرقة الحرب العالمية الثانية'.

وقالت الصحيفة ذاتها إن التوجه إلى حاخامات الصهيونية الدينية بكل تياراتها، لم يسفر عنه أي استنكار لهذا الحادث، وأشارت إلي انه ووفقاً للتعاليم اليهودية، فإنه يجب حرق الأناجيل ومن هنا يمكن تطبيق ذلك على الكتب المسيحية على الأقل من الناحية التشريعية، وأشارت إلي أن الأغلبية اليهودية حرصت دوماً على عدم إثارة مشاعر الأقلية المسيحية في البلاد، وعلى هذه الخلفية فإنه من المثير للدهشة أن الحاخام لاو، الحاخام الأكبر السابق، رفض الرد على هذا الأمر وكذلك الحاخام ليئور من حاخامات اليمين البارزين.

فيما أكد الحاخام حاييم نافون، حاخام الجالية الشمشونية في مدينة موديعين إن 'كتب' العهد الجديد المطبوعة بالعبرية لها هدف واحد فقط- جعل اليهود يرتدون عن دينهم، وقال لا تعد هذه كتباً مقدسة لاستخدام مسيحي- داخلي، وإنما وسائل دعائية تبشيرية، ومن الناحية العملية، فإنه يمكن تطبيق فريضة إبادة هذه الكتب بشكل أقل حدة، حتى لا تنشب أي عداوة، كما أكد الحاخام يهودا جلعاد، حاخام كيوبتس لافيا، أن مكافحة التبشير أمر مهم، ولكن مثل أي حرب يجب أن تكون مؤثرة، كما يرد في التلمود أنه يجوز في طرق العداوة والسلام تدنيس يوم السبت لإنقاذ أحد الأغيار، فمن الأحرى عدم استفزاز الأغيار، لأن ذلك سيؤدي إلى تعريض حياة اليهود في الشتات للخطر'.

أما أتباع حركة أمناء التوراة اليهودية فاستنكروا، حرق كتب العهد الجديد وقالوا 'يجب علينا أن نكافح التبشيرية الدينية مكافحة شرعية بكافة الأشكال ولكن لا يتعين علينا التشبه بالأمور السيئة في أعدائنا الذين حرقوا كتبنا المقدسة، وجميعنا يتذكر جيداً مدى تدهور الأمور بعد ذلك، كما قال الحاخام جلعاد كريف من الحركة الإصلاحية إنه 'رغم المعارضة الشديدة للأنشطة التبشيرية في إسرائيل، إلا أننا نعرب عن اشمئزازنا من حرق كتب دينية، حيث إن ذلك الأمر يذكرنا بمخاطر وأمور بشعة واجهها كل يهودي في الماضي، وحقيقية أن هذا الأمر قد حدث بمشاركة تلاميذ إحدى المدارس، وبقيادة شخصية عامة، فإنها تزيد من خطورة هذا العمل، ويجب أن نصلي وندعو أن يأتي وقت على إسرائيل تطبق فيه فقرة 'طرقها طرق نعم وكل مسالكها سلام'، ويكون هذا شعار اليهودية الإسرائيلية'.

غضب مسيحيو عرب 48 من الوقاحات الصهيونية:

وكان حرق الأناجيل قد أثار غضب المسيحيين في مناطق عرب 48 ووصفوه بأنه عمل عنصري من الدرجة الأولى ، وتسألوا كيف لدولة ديمقراطية ، وتعد نفسها من الدول الحضارية بالتطور والفكر ، أن تسمح لرجل ديني وسياسي وتربية بان يقوم بالاعتداء على احد كتب الديانات السماوية بهذه الطريقة المنحطة ، علما بان الإنجيل هو استمرارية للعهد القديم والتوراة إضافة إلى أن من قام بذلك هو حاخام يهودي وابسط الواجبات عليه هي احترام الديانات الأخرى ، فكيف لرجل كهذا صاحب عدة مراكز أن يجمع طلابه للقيام بمثل ها العمل؟ وقالوا في حديثهم مع الصحف الصهيونية أين وزيرة المعارف التي سمحت له أن يكون مربي أجيال؟، وأين رئيس البلدية ووزير الأديان ووزير الداخلية الذي وافق عليه أن يكون نائب رئيس بلدية؟ وحتى رئيس الحكومة عن هذا العمل القذر ؟ حتى إنهم لم يخجلوا من ذلك وخرجوا به على مرأى الإعلام'، كما طالبوا العالم المسيحي باستنكار هذا العمل ومعاقبة الجناة، ودعوا إلي مصادرة الأرض التي حرق فيها الإنجيل وأقامه كنيسة فيها لتصبح أرضا مقدسة بعد الذي ارتكب فيها بحق الإنجيل ، وقالوا أن دولة مثل إسرائيل مدعومة من العالم المسيحي عليها أن تخجل وتحترم الإنجيل ، وأكدوا أن واقعة حرق الإنجيل جاءت في ذات اليوم الذي استضافوا فيه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي تؤمن بالإنجيل وقالوا أن الإساءة الأكبر هي التعتيم على الموضوع والسكوت عنه لن يمنع تكرار هذه الأعمال المنحطة .

العلاقات الصهيونية مع الفاتيكان:

تجدر الإشارة إلى أن نظرة الكنيسة الكاثوليكية لليهودية على مدار القرون الماضية كان ينظر إليها على أنها دين الماضي، و أنها لم تعد شريعة سارية بعد أن نسخها العهد الجديد، كما اتهمت الكنيسة اليهود بأنهم قتلة المسيح، وهو ما جعل الأرض ممهدة لكراهية اليهود، واستمر توتر العلاقات بين الفاتيكان و"إسرائيل"منذ الحقبة النازية حتى حلول عام 1994 عندما أقيمت علاقات دبلوماسية بين الجانبين، إلا أن الفاتيكان أصر على رأيه بأن سيطرة اليهود على القدس أمر غير أخلاقي وغير قانوني، وهو الموقف الذي يصعب التخلي عنه في ظل رعاية الفاتيكان للمسيحيين العرب هناك.

ولكن بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني، وفي خطوة وصفت بالتاريخية لم يكن يحلم بها اليهود، اعترف عام 2000 بذنب الكنيسة تجاه معتنقي الديانة اليهودية في العالم، وطلب صفحهم عن كل ما حاق بهم من آلام على مدار القرون الماضية، لكنه لم يحمل الباباوات السابقين مسئولية توسيع رقعة الفكر النازي والهولوكست ومعاداة السامية، وفي أغسطس 2005 أثبت البابا بنيديكت الـ 16 أنه يسير على خطى سلفه في التقرب من اليهود، حيث دخل للمرة الأولى في تاريخ البابوية معبدا يهوديا داخل ألمانيا، معقل النازية، ولم تكن مصادفة أن ذلك اليوم كان يوم إحياء ذكرى مقتل يهود مدينة كولونيا في فترة النازي، وأطلقت وسائل الإعلام الألمانية حينئذ على بنديكت لقب 'البابا الثاني لليهود'، فقد وصف يوحنا بأنه بابا اليهود بسبب تعاطفه معهم وكذلك بنديكت، كما وصف دادفيد روزين رئيس اللجنة الدولية للعلاقات الدينية مع اليهود الأمريكيين أن اعتلاءه كرسي البابوية سيكون عاملا مؤثرا في مكافحة معاداة السامية ومخاطرها، وكذلك في العفو بين اليهود والكاثوليك، وأن العلاقة بين اليهود والكنيسة ستمر بوقت لم تشهده من قبل.

وعادت العلاقات الكاثوليكية اليهودية للتوتر مجددا في فبراير الماضي، عندما نشر الفاتيكان صلاة جديدة لقداس الجمعة الحزينة في الشعيرة اللاتينية القديمة التي تدعو إلى تحول اليهود للمسيحية، واصدر الفاتيكان بيانا قال أن النص'لا يهدف بأي حال للإشارة إلى تغيير في احترام الكنيسة الكاثوليكية لليهود.'

وجاء في البيان الذي أقره بنديكت السادس عشر وصاغ جزءًا منه بحسب ما أكدته مصادر بالفاتيكان: 'إن علاقات الكنيسة مع اليهود لا تزال تستند إلى البيان التاريخي لمجمع الفاتيكان الثاني عام 1965 الذي نبذ مفهوم المسئولية الجماعية لليهود عن دم المسيح ودشن حوارًا معهم، وأضاف أن الكنيسة 'ترفض أي موقف ازدراء أو تمييز ضد اليهود.. وتنبذ بشدة أي نوع من معاداة السامية'.

وقالت مصادر كاثوليكية ويهودية: إن البيان سُلّم إلى أمانة مكتب كبير حاخامات "إسرائيل"، وقال الفاتيكان: 'إنه يأمل أن تساعد التوضيحات التي وردت في هذا البيان على تصفية أي سوء فهم و إنه يجدد التأكيد على رغبة لا تتزعزع في أن يستمر تطور التقدم الملموس الذي تحقق بخصوص التفاهم المتبادل ونمو الاحترام بين اليهود والمسيحيين، وتقول الصلاة والتي انتقدها زعماء اليهود: 'اللهم سلّم اليهود من ظلامهم واجعل لهم دليلا في عماهم'، كما أسقط الفاتيكان عبارة تطلب من الله أن 'يزيل الحجاب عن قلوبهم'، ويحتفل المسيحيون بيوم الجمعة الحزينة سنويًّا، حيث يعتقدون أن اليهود قاموا بصلب المسيح في هذا اليوم، ويتم الاحتفال به في يوم الجمعة الذي يسبق عيد الفصح مباشرة.

تجدر الإشارة إلي أن البابا بنديكت السادس كان قد استقبل قبل نحو أسبوعين سفير الكيان الصهيوني الجديد لدى الفاتيكان، وشدد خلال لقاءه معه على أهمية التوصل إلى 'سلام عادل' لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وقالت الصحف الصهيونية ' أن موردخاي ليفي قدم أوراق اعتماده إلى الحبر الأعظم في مراسم أقيمت في حاضرة الفاتيكان، وقال البابا 'إن الفاتيكان ينضم إليكم في شكر الرب على تحقيق وعده للشعب اليهودي بوطن لهم على أرض آبائهم ونأمل في أن نشهد قريبا فترة نفرح فيها بقدر أكبر عندما يحل السلام العادل في نهاية الصراع مع الفلسطينيين'.

هذا ويبلغ عدد المسيحيين في الكيان الصهيوني 148 ألف نسمة، ويشكلون 2.1% من مجمل سكان الدولة البالغ 7 ملايين نسمة، غالبيتهم (81%) عرب، بينما يتواجد بها 28 ألف مسيحي أجنبي أتوا إلى البلاد وفق قانون العودة، ويشكو كثير من هؤلاء المسيحيين من سوء معاملة السلطات الصهيونية، فهل سيتحرك بابا الفاتيكان ويشن هجوماً على من قاموا بحرق الإنجيل أم سيغض الطرف ويكتفي بتوجيه اللوم والإعراب عن الأسف الشديد.

المصادر:

(1): 'داليت هاليفي' مراسلة موقع القناة السابعة الصهيوني الإخباري، الأوضاع المأساوية التي يعيشها المسيحيون في قطاع غزة نقلاً عن تقرير صادر مطلع يونيو 2008 عن مركز تراث الإستخبارات الصهيونية .
(2): 'أزمات الأقلية المسيحية الفلسطينية' للباحث المعروف 'ليران أوفك' المركز "الأورشليمي" لدراسات السياسية فى إسرائيل JCPA 2007.
(3): العربية.نت" تفتح ملف المسيحيين في الأراضي الفلسطينية-10 عائلات مسيحية تمتلك ثلث اقتصاد غزة الذي تديره "حماس"يناير 2008.
(4) المسيحيون في غزة يعانون ومنسيون – صحيفة القدس المقدسية – 10 مايو 2008.

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2899&Itemid=1

lady hla
06-13-2008, 12:36 PM
..... السلام عليكم .....



... أبحاث ودراسات وتقارير صهيونية .. كاذبة !!!

... العائلات المسيحية التي هاجرت خارج فلسطين .. السبب خلف هجرتها هو ما تقوم به دولة الصهاينة بحق الشعب ..

... وما تتعرض له الطوائف المسيحية .. من أعمال خراب وتدمير ..

... على أيدي أشخاص جندهم الصهاينة لخدمتهم ولـ تلبية حاجاتهم . لـ زرع الفتنة والنزاع !


سلامي اليك
lady hla
القدس