تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "حزب الفقيه" ومعركة تبييض الوجه



سعد بن معاذ
06-09-2008, 05:16 PM
"حزب الفقيه" ومعركة تبييض الوجه موقع المسلم (http://www.albainah.net/Index.aspx?function=Author&id=849&lang=) موقع المسلم/ 21-5-1429هـ/26-5-2008
لا يكاد يختلف كثيرون في العالم العربي في أن "حزب الله" قد فقد كثيراً من شعبية حاول أن يبنيها خلال السنوات الماضية خلال يومي 9 و10 مايو الماضي حين فرضت الميليشيات التابعة أو القريبة من "حزب الله" سيطرتها على بيروت الغربية. هؤلاء لم تفاجئهم دعوة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في خطابه المتلفز المباشر الذي ألقاه أمام حشد جماهيري في الضاحية الجنوبية لبيروت ذلك في الذكرى الثامنة لانسحاب الجيش الصهيوني من جنوب لبنان، إلى اختيار "الصيف الهادئ بدل اختيار الصيف الساخن الذي وعدت به الولايات المتحدة" كما لم يفاجئهم قوله إنه "لا يجوز استعمال سلاح المقاومة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية"، ولم يلمسوا جديداً في قوله إن "حزب الله لن يطالب بالسلطة أصلا.
ولا يريد أن يحكم لبنان لأنه يؤمن بأنه بلد متنوع ومتعدد"؛ فالأمين العام للحزب يقدر جيداً حجم الثقب الذي فُتق في المظلة "المقاوِمة" التي سعى طويلاً إلى الاستظلال به تحت كل قصف ناقد تناول أهدافه الحقيقية من وراء استعراض القوى الذي قام به في أحياء بيروت السنية قبل أقل من ثلاثة أسابيع؛ فالعديد من التحليلات تناولت في تلك الفترة الأخيرة مسألة احتفاظ "حزب الله" بالسلاح، و"شرعنت" في المقابل تسلح كل الطوائف الأخرى لئلا يفاجأ اللبنانيون يوماً بـ"حزب الفقيه".
الأمر عند واضعي السياسة الشيعية في طهران لم يعد يحتمل كل هذا الانكشاف لدى الحزب الذي حرم على نفسه يوماً إطلاق رصاصة في الداخل؛ فأخفق في أول اختبار جاد له، حين انتشرت عناصره في الأحياء السنية تمارس العربدة العسكرية وتحرق المقرات ووسائل الإعلام المخالفة لها، وكان لابد وأن يدير البوق الإعلامي للطائفة المؤشر على علامة المصالحة و"زهد المقاومة العميق في السلطة والتعلق بحطام الدنيا الفانية"، ولا مناص من الرد على الخصوم بالأسلوب المراوغ ذاته؛ فالحزب ليس امتداداً للخونة الذين سلموا العراق للمحتل ممن يشاركوه الولاء للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئين وإنما هو مع "المقاومة" في العراق تماماً كما هو معها في فلسطين ولبنان، وعلى الحكومة العراقية "اتخاذ القرار الصحيح الذي يمنع سقوط العراق بيد المحتل".
فالعراق بعدُ عند "سيد المقاومة" لم يسقط بعد بيد المحتل ويود نصر الله ألا يُسلّم إلى الولايات المتحدة الأمريكية!! "سيد المقاومة" ـ مثلما يحلو للأذناب أن يدعونه ـ سعى لتبييض وجه حزبه، واستخدم التقيّة في وصف أنصاره من الدروز والمسيحيين بـ"الشهداء"، وفي إشادته برفيق الحريري، وتدثر من جديد بالمقاومة ليسبغ على سلاح حزبه مرة أخرى قداسة فقدها على مدى الأسبوعين الماضيين عند العامة بعدما فقدها عند العارفين، لكن تلك التقية خانته في خطاب اليوم عندما اعترف علانية أمام الجموع ـ في الوقت الذي يعلن فيه بكل وضوح تأييده لاتفاق الدوحة وتبوء ميشيل سليمان رئاسة الجمهورية اللبنانية ـ "أنا من حزب ولاية الفقيه.."!!
فهل ميشيل أصبح اليوم ولي المسلمين ونائباً عن "صاحب الزمان" المهدي؟ أم أن الحزب ينظر إلى لبنان التعدد اليوم على أن ليس إلا معبراً لتحقيق أهداف أخرى وأن قبول ولاية سليمان ما هي إلا مرحلة أو هي حالة لا تخص "المقاومة" وولاءاتها الخارجية وحساباتها الإقليمية، بما يجعل كل الأوراق قابلة للتفاوض على طاولة نصر الله إلا أمن إيران بالطبع، والذي أيضاً خانته التقيّة هذه المرة أيضاً فقال: " إن احتمال حرب أمريكية على إيران بعد تجربة لبنان أصبح ضئيلاً جدا وإمكانية الحرب على سورية بعد حرب تموز أيضا أصبحت شبه معدومة". ألهذا أشعلت الحرب في لبنان قبل عامين يا زعيم حزب ولاية الفقيه؟!