تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العلماء مصابيح الدجى ومنائر الهدى فحبهم فرض وبعضهم نفاق -وال



سعد بن معاذ
07-29-2003, 07:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنني ما أطلقت للساني العنان، ولبناني البيان، إلا بعد أن رأيت أمرا منكرا، بين الناس قد استشرى وهو القدح في علماء هذه ألأمه وورثة نبيها صلى الله عليه وسلم، فترى الجهول الرويبضة يقدح في علماء الأمه، ويذم فضلائها ويكفر أعلامها، ويتقعر ويتفيقه ويدير الكلام على لسانه دوران الحمار بالرحى، وترى الدهماء له منصتون، وبهذره معجبون وببذاءة لسانه مفتونون، فرأيت أن أرد عليه وعلى أمثاله بما يلجم لسانه، ويفحم بيانه، ويزلزل أركانه، ويهدم بنيانه -إن شاء الله-، سائلا المولى عز وجل أن يجعل عملي هذا لوجهه خالصا وان لا يجعل لأحد فيه شيئا، والله الهادي وعليه توكلي واعتمادي.
الموالاة في الله
لا يختلف مسلمان في الإقرار بوجوب موالاة المسلمين بعضهم بعضا، موالاة تآخ وتحاب وتراحم وتناصر، قال تعالى: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) (1). وعلماء المسلمين أحق الناس بالموالاة، فهم المؤتمنون على دين هذه الأمة الذي هو عصمة أمرها ومصدر قوتها وسؤددها، وقد مدحهم الله في كتابه العزيز بقوله: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) (2).
وبين الله عز وجل مكانة العلماء وفضلهم بقوله: ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) (3)، وهل يستوي الأعمى والبصير؟!
روى أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ) (4).
فالعلماء أولياء الله عز وجل، من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى مولاهم، كما ورد في الحديث القدسي: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) (5)، فما بالكم بمن كان خصما لله تعالى. بمن يستعين؟ وأين يلتجأ، وقد روى الخطيب البغدادي عن الإمامين أبي حنيفة والشافعي قولهما: ( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله ولي ).
______________________
1- التوبة (71)2- المجادلة (11)3- الزمر (9)4- حديث صحيح، رواه أبو داود (3 / 316 /3641 )، والترمذي (4/153/2823)،.وابن ماجة.(1/81/223)،.وأوردة الألباني في صحيح سنن ابن ماجة (1/43/182) وقال: صحيح 5- رواه البخاري (8/131) وغيره.


واعلم أخي المسلم أن العلماء مصابيح الدجى ومنائر الهدى فحبهم فرض وبعضهم نفاق -والعياذ بالله- فاعرف لأهل الحق حقهم، ولأهل السبق سبقهم، فان الفقيه من أنزل الناس منازلهم، وتذكر قول الإمام المحدث ابن عساكر: ( واعلم وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم ).