تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بداية نقاش اشكالات الحوار بين الاديان برعاية خادم الحرمين الشريفين



سعودي وأفتخر
06-01-2008, 08:05 PM
500 شخصية إسلامية تجتمع بجوار الحرم المكي لنقاش إشكالات الحوار بين الأديان
برعاية خادم الحرمين الشريفين

جدة: سلطان العوبثاني

على مدى يومين، يناقش أكثر من 500 شخصية إسلامية 13 محورا ضمن برنامج المؤتمر الإسلامي العالمي الأول للحوار، الذي ينطلق برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صبيحة الاربعاء الرابع من يونيو (حزيران) الحالي، بقصر الصفا في مكة المكرمة المطل على بيت الله الحرام.

وتنبع أهمية المؤتمر المُرتقب، الذي يحظى باهتمام كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين، كونه يعقد في مرحلة حساسة من التاريخ البشري، بعد أن ساءت وانحدرت أساليب حوار أصحاب الأديان والحضارات في العالم، وبخاصة لما يتعرض له الدين الإسلامي من إساءات ناتجة عن جماعات الفكر الجهادي التكفيري، التي اجتاحت بفكرها الداعم لتقسيم العالم دولا تخرج عن نطاق الدول الإسلامية.

وكذلك الإساءات المتكررة للدين الإسلامي في بعض الدول الأوروبية كهولندا والدنمارك، والتي طالت النبي محمدا صلى الله وعليه وسلم، مع الإشارة إلى أحوال التعايش السلمي بين المسلمين أنفسهم، بسبب خلافات طائفية تؤجج من قبل بعض الأطراف والبلدان في العالم الإسلامي.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد دعا إلى عقد المؤتمر خلال استقباله رؤساء بعثات الحج في موسم الحج الماضي، وذلك لنبذ التعصب والتأكيد على المفاهيم الإنسانية المشتركة بين أصحاب كافة الأديان.

ويُستعرض خلال المحاور الـ13، التي حددتها رابطة العالم الإسلامي المُنظمة للمؤتمر، عدد من الأبحاث الفقهية المقدمة من نخبة من فقهاء العالم الإسلامي، بحيث يشهد اليوم الأول للمؤتمر جلستين رئيسيتين، يتم في الأولى الحديث عن موضوع «التأصيل الإسلامي للحوار»، بينما يتناول في الجلسة الثانية منهج الحوار وضوابطه.

وتتركز محاور الجلسة الأولى على موضوعين يتناولان الحوار في القرآن والسنة، ضمن بندين رئيسيين، هما «المفهوم والأهداف» و«الأسس والمنطلقات». بينما تستعرض في الجلسة الثانية بحوث تتناول آليات الحوار وضوابطه. وكذلك آداب الحوار وضوابطه وفق المنهج الإسلامي للحوار، إضافة إلى إشكاليات الحوار ومحظوراته.

وتبدأ نقاشات المشاركين ضمن العنوان العريض «مع من نتحاور»، التي تبحث قضايا الحوار في ما بين دول العالم الإسلامي من جهة، وحوارها مع الأمم والشعوب الأخرى.
ويتم خلال الجلسة الثالثة ضمن جدول المؤتمر بحث مواضيع التنسيق بين المؤسسات المعنية بالحوار، والحوار مع أتباع الرسالات الإلهية، وكذلك الحوار مع أتباع الفلسفات الوضعية، وتختتم النقاشات في هذا المحور بالتطرق إلى مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام.

ويبحث خلال الجلسة الرابعة تحت عنوان «مجالات الحوار»، الذي قسم إلى ثلاث ركائز أساسية، وهي: صراع الحضارات والسلم العالمي، ومخاطر البيئة، وكذلك الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.

ومن خلال المواضيع المطروحة على طاولة النقاش في المؤتمر الإسلامي العالمي للأديان، يهدف المجتمعون إلى وضع توصيات تحدد وتؤكد المشترك الإسلامي بين الأديان والفلسفات والثقافات المختلفة، إضافة إلى دراسات الإشكالات المتعلقة بمسائل الحوار، من حيث تقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لمصالح الأمة الإسلامية، إضافة إلى تجارب الحوار في العقود الخمسة الأخيرة للوقوف على سلبياتها وإيجابياتها.

وأكملت الأمانة العامة لرابطة العالم الاسلامي كافة الترتيبات والاستعدادات اللازمة لعقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، وكونت في هذا الصدد لجنة تحضيرية خاصة ببرنامج المؤتمر، التي بدورها عقدت جملة من الاجتماعات وأعدت أوراق عمل لتحديد مهامه وأهدافه وفق هدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأكدت الامانة العامة أن ما تسعى إليه في مجال الحوار مع أتباع الأديان والحضارات والثقافات الإنسانية يتوافق مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين، الذي دعا العالم إلى الحوار والعودة إلى الله سبحانه وتعالى لترسيخ الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية السامية والاهتمام بشؤون الإنسان والأسرة، التي هي أساس المجتمع بما يحفظ كرامة الإنسان ومكارم الأخلاق ويعزز التعاون والتعايش بين الشعوب.
من جهة اخرى، أشاد الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي باهتمام الملك عبدالله بن عبد العزيز بالحوار وبدعوته العالمية الرائدة إليه، مؤكدا أن هذه الدعوة تتصل باهتمام الإسلام بالتعارف والتعاون بين الناس. وقال بيان صدر عن الملتقى بمناسبة المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار «إن الملتقى تابع اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالحوار ودعوته أمم العالم للتفاهم وتحقيق التعايش السلمي بينها».
ودعـا الملتقـى الحكومـات والمنظمات والشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب والمنظمات في العالم لاتخاذ الحوار وسيلة لمعالجة المشكلات التي جدت في حياة المجتمعات الإنسانية ووسيلة للتفاهم حول القضايا المشتركة التي تتعلق بحياة الإنسان.

وأكد أن الحوار الإسلامي مع الشعوب من الأمور التي يحتاج إليها المسلمون لمواجهة ما يتعرض له الإسلام ورموزه من تشويه، بما تروجه الحملات الإعلامية ضده من أباطيل, ويعلن أن الحوار مشروع مع جميع فئات البشر، ودعا المسلمين في العالم إلى التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره مع غير المسلمين، ومع الذين عادوه حيث حاور وناظر فكان خير أسوةٍ للمتحاورين، وفي قصص القرآن الكريم عن الأنبياء حوارات نموذجية تعلم المسلم كيف يحاور الآخرين ويسهم في إصلاح حال الناس في مختلف المجتمعات.

وأوضح أن حوار المسلمين مع الشعوب الأخرى يبرز محاسن هذا الدين وفضائله والتعريف بما فيه من قواعد شاملة للحياة الإنسانية السوية.