تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الآداب الإسلامية



سـمـاح
06-01-2008, 07:20 PM
آداب الاستيقاظ

الاستيقاظ بعد النوم آية من آيات الله الباهرة الدالة على قدرة الله تعالى وهي تشبه آيات البعث بعد الموت، وقد سمى الله تعالى النوم وفاة والاستيقاظ من بعده بعثا ونشورا قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

وقال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47) الفرقان.

والاستيقاظ بعد النوم استئناف للحياة بعد تعطيلها. وفتح صفحة بيضاء جديدة يسطرها المرء خلال نهاره، يبدؤها باستيقاظه ويختمها بمنامه، ويودعها كتاب أعماله لتعرض عليه يوم الحساب قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) الأنعام.

وإذا كان الاستيقاظ ابتداء للحياة اليومية الرتيبة فينبغي على المسلم أن يجعل افتتاح يومه، وابتداء عمله، صلة بخالقه، وذكرا لرازقه، وشكرا لولي نعمته الذي تولى حفظه ورعايته خلال نومه، قال تعالى: قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ (42) الأنبياء.

وخلال هذه الساعات الأولى من نهاره، والتي يكون فيها ذهنه صافيا، وعقله متوقدا وجسمه نشيطا، يخطط لنهاره وما ينبغي أن يعمله من عمل صالح يرضي الله تعالى، ويعود بالخير والصلاح عليه، وعلى الناس أجمعين.

وهذه جملة من الآداب الإسلامية المتعلقة بهذا الموضوع:

1 »» الاجتهاد في أن يكون الاستيقاظ باكرا قبل طلوع الفجر، وذلك لتحصيل الفوائد الروحية، واكتساب العادات الصحية، واغتنام أوقات الصفاء والنقاء للعبادة أو الدراسة.

قال الله تعالى في وصف عباده المتقين: كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: باكروا في طلب الرزق والحوائج، فإنّ الغدوّ بركة ونجاح. رواه الطبراني.

2 »» أن يكون أول ما يجري على القلب والفكر واللسان ذكر الله تعالى وتوحيده، والدعاء بما ورد عن النبي .
قال تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) الإنسان.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: ما من عبد يقول عند ردّ الله تعالى روحه: لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، إلا غفر الله تعالى له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. رواه ابن السني.

3 »» المبادرة بعد الاستيقاظ الى الطهارة والوضوء والصلاة، وجعل هذه الأعمال فاتحة النهار بعد الذكر والدعاء، وتجنّب الانشغال عنها بأي عمل آخر.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نائم ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله تعالى انحلّت عقدة، فإن توضأ انحلّت عقدة، فإن صلى انحلّت عقدة، فأصبح نشيطا طيّب النفس، وإلا أصبح حبيث النفس كسلان متفق عليه.

4 »» تجنّب المكوث في الفراش والتقلب فيه بعد الاستيقاظ، استجلابا للأفكار والأحلام، واستغراقا في الخيال والأوهام.

5 »» تجنب التكاسل عن القيام الى الصلاة لبرد أو تعب أو نعاس، لأن ذلك كله شعور كاذب تسوله النفس الأمارة بالسوء، ويزول بمخالفتها.

6 »» تجنب العودة الى النوم بعد طلوع الفجر، أو التسويف في أداء الصلاة لوجود متسع من الوقت، لأن ذلك من وحي الشيطان ليضيع على المسلم صلاة الفجر.

قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) السجدة.

7 »» غسل الفم وتنظيف الأسنان بالطريقة الصحيحة المفيدة بعد الاستيقاظ من النوم، وتكون إما بالسواك وهو الأفضل، أو بالفرشاة والمعجون، وهي عادة تطيب الفم، وتحافظ على الأسنان.

عن حذيفة قال: كان رسول الله إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك. متفق عليه.

8 »» التزام الهدوء والسكينة أثناء الحركة بعد القيام، وتجنب إزعاج أحد من الأهل أو الجيران.

9»» التزام الرقة واللطف وخفض الصوت أثناء إيقاظ الآخرين، وذلك بالتذكير بتوحيد الله وأن الصلاة خير من النوم، فإن أبى أحد القيام تركه وأعاد عليه بعد قليل.

10 »» فتح الأبواب والنوافذ المغلقة في غرفة النوم بعد الاستيقاظ، لتجديد الهواء وجريانه فيه.

سـمـاح
06-06-2008, 02:35 PM
آداب اللباس


اللباس من نعم الله تعالى التي خصّ بها الإنسان من بين المخلوقات ليتقي بها العوامل الطبيعية من حر وبرد وشمس ومطر.. وليستر بها عورته ويواري سوأته، ويحفظ كرامته، ويتجمل بها في حياته.. قال تعالى:

وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) النحل.

وقد علم الله تعالى الإنسان صناعة الثياب بمختلف أشكالها وأمره أن يستتر بها ويتقي ما يواجهه خلال حياته قال تعالى عن سيدنا داود:

وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) الأنبياء. ولقد أتانا فيما أتانا من ضلالات الغرب وصرعات الجاهلية الحديثة دعوة جديدة الى التعري وإظهار العورات مسخا للإنسان، وانتكاسه الى الحيوانية العجماء..

كما تصدّر لنا بيوت الأزياء اليهودية كل عام تصاميم لملابس لا همّ لها سوى إظهار المفاتن وعرض المغريات وفتن عقول الشباب والشابات، واستباحة الأهواء والشهوات.. فهي ملابس الى العري أقرب منها الى الستر..

قال :

صنفان من أمتي لم أرهما قط: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم والإمام أحمد.

وهذه باقة من الآداب الإسلامية في اللباس:

1 »» الابتداء بتسمية الله تعالى، كما تستحب التسمية في جميع الأعمال.

2 »» جعل النية من اللباس أمر الله تعالى في ستر العورة، لا التباهي بزينة اللباس، ومراءاة الناس بها.

قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الأعراف.

3 »» الدعاء بما ورد عن النبي :

عن أبي سعيد الخدري أن النبي كان إذا لبس ثوبا قميصا أو رداء أو عمامة يقول: اللهم إني أسألك من خيره وخير ما هو له، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما هو له رواه ابن السني.

4 »» الدعاء بما ورد عن النبي عند لبس ثوب جديد.

عن عمر قال سمعت رسول الله : من لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمّل به في حياتي، ثم عمد الى الثوب الذي أخلف فتصدّق به، كان في حفظ الله وفي كنف الله عز وجل وفي سبيل الله حيّا وميتا رواه الترمذي.

5 »» اختيار أوساط الثياب، والمعتدلة منها، دون مبالغة ومغالاة، ودون تبذل وإهمال.

6 »» التأكد من نظافة الثوب وطهارته، لتصح العبادة به، ولأن المؤمن نظيف البدن والثوب طاهرهما.

قال تعالى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) المدثر 4.

7 »» اجتناب التفاخر بالثياب أو إطالتها حتى تمسّ الأرض تكبرا واستعلاء، بل ينبغي رفعها عن الأرض لأنه أتقى وأنقى وأبقى.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لا ينظر الله يوم القيامة الى من جرّ إزاره بطرا متفق عليه.

8 »» القيام بإصلاح الثوب إن وجد به شقا أو ثقبا، وعدم لبسه وهو ممزق، فقد كان النبي يرقع ثوبه بيده، ويصلح نعله بنفسه.

عن سهل بن الحنظلية قال: سمعت رسول الله يقول: إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش والتفحّش. رواه أبو داود.

9 »» الابتداء في لبس الثوب، والنعل والسراويل والجوارب باليمين، والخلع بالشمال.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يعجبه التيمّن في شأنه كله، في طهوره وترجلّه" رواه البخاري.

10 »» نفض الثياب قبل لبسها، ونفض الجوارب للتأكد من خلوها من الحشرات المؤذية.

11 »» طيّ الثياب بعد خلعها، وذكر اسم الله عليها عند وضعها أو تعليقها، وعدم إلقائها مبعثرة دون مبالاة.

عن أنس قال: قال رسول الله : ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله لا إله إلا هو رواه ابن السني.

12 »» تعهد الجوارب بالنظافة وغسلها مساء كل يوم، وخاصة أيام الصيف، أو كلما تغيرت رائحتها، وكذلك تعهد النعلين بالنظافة والإصلاح.

13 »» يستحسن أن تكون أكمام القمصان طويلة الى الرسغين.

عن أسماء بنت يزيد ا قالت: كان كم رسول الله الى الرسغ. رواه الترمذي وأبو داود.

14 »» إجتناب الألبسة المصنوعة من الحرير، لحرمة لبسها على الذكور.

عن أبي موسى أن رسول الله قال: حرّم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحلّ لإناثهم رواه الترمذي.

15 »» اجتناب تشبّه الرجال بالنساء في لباسهم، واجتناب تشبّه النساء بالرجال في لباسهن.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل رواه أبو داود.

16 »» إجتناب الثياب المزركشة والمزينة وذات الألوان الزاهية، والتي تظهر التخنث على مظهر لابسها.

17 »» اجتناب الثياب الضيقة والمحجّمة والشفافة للرجل والمرأة، واختيار الثياب الساترة والمريحة، وخاصة للفتاة، والحذر من التزيّن والتبرّج.

فـاروق
06-06-2008, 03:05 PM
جزاك الله خيرا كثيرا...

رزقنا الله حسن الاتباع وحسن الدعوة وحسن الختام